نص مقدمة كتاب (أحكام القرآن) لابن العربي المالكي التي خلت منها جميع الطبعات

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,305
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png



طبع كتاب أحكام القرآن للقاضي أبي بكر بن العربي المالكي الأندلسي المتوفى سنة 543هـ عدة طبعات ، الأولى عام 1331هـ بأمر السلطان عبدالحفيظ العلوي المغربي ، وبعدها في دار المعارف بالقاهرة، ثم بعد ذلك في دار الكتب العلمية في بيروت ، غير أن الكتاب في طبعاته كلها خالٍ من المقدمة مع أهميتها .
وقد تتبع الباحث المختص بابن العربي المالكي الدكتور محمد بن الحسين السليماني وفقه الله مخطوطات هذا الكتاب حتى عثر على المقدمة في مكتبة متحف طوب قبو بإستانبول تحت رقم 1/130 أ ، رقم التصنيف 1820 ، كما وجدها ثابتة في نسخة مكتبة برلين بألمانيا تحت رقم 46 MF 801 .
ونظراً لأهميتها فقد أثبتها في تقديمه ودراسته وتحقيقه لكتاب القاضي ابن العربي المالكي (المسالك في شرح موطأ مالك ) عند حديثه عن مؤلفاته وأخبارها .
وقد رأيتُ الحاجة ماسة لنشر هذه المقدمة لأهميتها في ملتقى أهل التفسير لينتفع بها من عنده كتاب (أحكام القرآن)، ولما فيها من الفوائد العلمية ، سائلاً الله تعالى أن يجزي الدكتور محمد السليماني خيراً على بحثه وتتبعه لهذه المقدمة حتى عثر عليها ونشرها ، وإليكم نص المقدمة .



بسم الله الرحمن الرحيم ، عونك اللهم برحمتك
قال الإمام القاضي أبو بكر محمد بن عبدالله بن العربي - رضي الله عنه :
ذِكْرُ الله مقدمٌ على كل أمرٍ ذي بال، ومن لم يطع الله فعمره عليه وبال، فحق على كل متعاطي أمرٍ أن يجعله مفتتحه ومختتمه، عسى الله أن يسامحه فيما اجترمه، فما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله . ولو كنا مفيضين في غير الباب الذي تصدينا، وإياه انتحينا، لالتزمناه في كل فصل، وأعددناه ذخيرة ليوم الفصل، ولكنا بعون الله وتأييده وتوفيقه وتسديده، في كتابه نتكلم وبذكره سبحانه نبدأ ونختتم، ومتناولنا القول في جمل من علوم القرآن، وإن كانت علومه لا تحصى، ومعارفه - كما سبق بيانه مني - لا تستقصى ، وعلى الخبير سقطت فإنا جعلناه أيام طلبنا غرضنا الأظهر ومقصدنا الأكبر، لأنه الأول في المعلومات ، والآخر في المبادئ من المعارف والغايات.
وقد انتحى العلماء هذا الغرض الذي نحن فيه، فآخذ بحظ ومقصر في آخر، وربنا تعالى يعلم المستقدم من المستأخر، فالعلم مقسوم كما أن الرزق محتوم وهو فيه .
وقد نجز القول في القسم الأول من علوم القرآن وهو التوحيد، وفي القسم الثاني وهو الناسخ والمنسوخ على وجه فيه إقناع، بل غاية لمن أنصف وكفاية، بل سعة لمن سلم للحق واعترف، فتعين الاعتناء بالقسم الثالث وهو القول في أحكام أفعال المكلفين الشرعية ، وهو باب قرعه جماعة، فأولجوا وأغاروا فيه على صاحبه، فبحثوا فيه ما بحثوا واستخرجوا ، والفضل للمتقدم .
ولم يؤلف في الباب أحدٌ كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري، شيخ الدين فجاء بالعجب العجاب، ونشر فيه لباب الألباب ...)

انظر كتاب : المسالك في شرح موطأ مالك للقاضي ابن العربي / المقدمة الدراسية للمحققين / 1/101-102 ، تحقيق الدكتور محمد بن الحسين السليماني وعائشة بنت الحسين السليماني ، ط. دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى 1428هـ


في 5/1/1429هـ
 
مقدمة مفيدة جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن ..

وهل يقصد تفسير ابن جرير بقوله : ( ولم يؤلف في الباب أحدٌ كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري ) فيعده من كتب أحكام القرآن ..
 
في هذه المقدمة - على وجازتها - فوائد ، ويمكن ذكر بعضها :

أولاً : في قوله :(ومتناولنا القول في جمل من علوم القرآن، وإن كانت علومه لا تحصى، ومعارفه - كما سبق بيانه مني - لا تستقصى ، وعلى الخبير سقطت فإنا جعلناه أيام طلبنا غرضنا الأظهر ومقصدنا الأكبر، لأنه الأول في المعلومات ، والآخر في المبادئ من المعارف والغايات) إشارة إلى أنه لا يرى حصر علوم القرآن بعلوم معينة كما هو عند من كتب في علوم القرآن، وإنما يتناول بعض علومه المهمة في مصنفات متفرقة، وفي هذا تأكيد لما ذكره هو في بعض كتبه - لا أتذكر هل هو قانون التأويل أو غيره - من أن أنواع علوم القرآن تبلغ الآف العلوم، ولا أتذكر نص عبارته بدقة فهي عبارة متداولة له .

ثانياً : أنه يعد الحديث في التوحيد والعقيدة وأصول الدين من جملة (علوم القرآن)، وقد صنف في ذلك كتباً ، ولكن اليوم لا يعد علم العقيدة من علوم القرآن .

ثالثاً : اعتبر الحديث في الناسخ والمنسوخ من علوم القرآن وكتابه في ذلك من الكتب المهمة وقد حققه المدغري وطبعته وزارة الأوقاف المغربية ، وعلم الناسخ والمنسوخ من أهم علوم القرآن حتى اليوم .

رابعاً : قدم لمقصوده بكتابه أحكام القرآن بقوله بعد ذلك : (فتعين الاعتناء بالقسم الثالث وهو القول في أحكام أفعال المكلفين الشرعية) وهو في الحقيقة علم الفقه، لكنه يقصد به من خلال آيات القرآن التي تناولت الأحكام كما يظهر من خلال الكتاب . ولا أدري عن طريقته في تقسيمها إلى القسم الأول والثاني والثالث ، هل هي قسمة حاصرة سبق أن ذكرها في أحد كتبه، أم أنه يتناولها واحداً واحداً ويسمي ما بدأ به القسم الأول والثاني الثاني وهكذا دون حصر لها بأقسام محددة .
ولم يتبين لي مقصوده بقوله :( وهو باب قرعه جماعة، فأولجوا وأغاروا فيه على صاحبه، فبحثوا فيه ما بحثوا واستخرجوا ، والفضل للمتقدم) هل يقصد به ما قام به القاضي إسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه أحكام القرآن مثلاً وهو مالكي متقدم توفي سنة 282هـ صنف في أحكام القرآن قبل ابن العربي بكثير ، أم يقصد غيره الله أعلم .

خامساً : أما قوله عن الإمام الطبري : (ولم يؤلف في الباب أحدٌ كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري، شيخ الدين فجاء بالعجب العجاب، ونشر فيه لباب الألباب ) فلا يعني به فيما يبدو لي كتاب التفسير (جامع البيان في تأويل آي القرآن) وإن كان محتملاً - وإنما يعني به أحد كتابين :
1- كتابه الفقهي الذي سماه البسيط ، وفي بعض التراجم (بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام) وهو كتاب حافل كما يذكرون عنه . قال الذهبي :(وابتدأ بكتابه البسيط فخرج منه كتاب الطهارة، وجاء في نحو ألف وخمسمائة ورقة ؛ لأنه ذكر في كل باب منه اختلاف الصحابة والتابعين وحجة كل قوم، وخرج منه أكثر كتاب الصلاة وآداب الأحكام، وكتاب الحكام والمحاضر والسجلات) فهذا يعني أنه كتاب حافل في أحكام المكلفين .

2- لطيف القول في البيان عن أصول الأحكام . وهو كتاب حافل كما يذكر عنه في أصول الأحكام الشرعية ، ولعل جانباً كبيراً منه في أصول الفقه والله أعلم . وله اختصار له سماه (الخفيف في الفقه) .

وكتاب الطبري في التفسير كتاب مليء أيضاً بالحديث عن أحكام القرآن، فقد يكون هو المقصود والله أعلم، لكن الطبري لم يفصل في الأحكام في تفسيره ، وكان يقظاً للحدود التي ينبغي للمفسر أن يقف عندها ولا يتجاوزها فيدخل في علوم أخرى ليست من صلب التفسير . هذا مجرد رأي أعرضه بين أيديكم للنقاش حوله والله أعلم بالصواب .
 
سابق لكل خير أبا عبد الله , كنت في طريق كتابة هذه المقدمة للملتقى , نفع الله بكم .
 
[align=center]جزاكم الله خيراً
وأحسن إليكم
أخانا الكريم الفاضل
الدكتور عبدالرحمن الشهري[/align]
 
ولم يؤلف في الباب أحدٌ كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري، شيخ الدين فجاء بالعجب العجاب، ونشر فيه لباب الألباب

جزاكم الله خيرا.
هل أصل العبارة هكذا: شيخ الدين؟ أم شيخ المفسّرين؟
ولباب الألباب لها وجه، لكن هل أصلها: لباب اللباب؟
 
الزملاء الفضلاء : د. يسري خضر ، يزيد الصالح ، أبا بيان ، د. مروان الظفيري ، السائح
جزاكم الله خيراً على دعواتكم ، ونحن نفرح بأي معلومة نعثر عليها لنشرك فيها أمثالكم من محبي العلم، والراغبين في فرائده وفوائده .


جزاكم الله خيرا.
هل أصل العبارة هكذا: شيخ الدين؟ أم شيخ المفسّرين؟
ولباب الألباب لها وجه، لكن هل أصلها: لباب اللباب؟

العبارة كما في الكتاب هي : شيخ الدين ، وليست شيخ المفسرين ، وهو جدير بهما رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم فقد أحببناه في الله ودعونا الله له بالمغفرة كثيراً على مصنفاته البديعة الفريدة .
وكذلك لباب الألباب ، ولها وجه - كما تفضلتم- بمعنى : خلاصة العقول وزبدتها .
 
وفقك الله شيخنا الجليل للخيرات وأصلح لك النية والذرية وبارك في علمك وعملك وجعلك مباركا أينما كنت
ولكن هل ترون مناسبا إعادة تحقيق الكتاب على هيئة رسائل علمية؟
لإكمال ما نقص ولبيان ماحرِّف في الطبع
ولبيان وجه ما قد يستغربه غير الفطن من مسائله وفرائده
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]مقدمة كتاب الهادي في المقاطع والمبادي[/align]
ذكَّرني الموضوع الذي تفضل بعرضه الدكتور عبد الرحمن الشهري حول العثور على مقدمة كتاب أحكام القرآن لابن العربي بكتاب الهادي في المقاطع والمبادي لأبي العلاء العطار فيبدو أن مقدمة الكتاب قد سقطت أيضا ، وقد تكون مقدمة طويلة كما جرى المؤلف على كتابة مقدمات طويلة لكتبه ، فالنسخة التي حققها الدكتور عمر الطلالقة في الجامعة الإسلامية ببغداد من الكتاب تبدأ بقول المؤلف بعد الافتتاح بالحمد لله والصلاة على نبيه :" فهذه جملة الأصول وأنا على بركة الله وعونه أذكر ما في كل سورة من الوقف من فاتحة الكتاب إلى خاتمته".وهذه العبارات واردة في كتابه (غاية الاختصار في العشر ) فبعد أن تحدث عن الأسانيد وأصول القراءات في عشرة أبواب طوال استغرقت المجلد الأول من الكتاب قال :" فهذه جمل الأصول مختصرة وأنا على بركة الله وعونه أذكر الحروف المختلف فيها في السور ".
والأمر يحتاج للتأكد من ذلك الاطلاع على نسخ الكتاب الخطية التي لم يطلع عليها المحقق الفاضل ، وهي ثلاث نسخ في الأقل اثنتان في استانبول والأخرى في تونس ، وسمعت من قبل أن الكتاب محقق في إحدى الجامعات السعودية ولعل الدكتور عبد الرحمن الشهري وفقه الله تعالى يتمكن من الاطلاع على هذا التحقيق وينقل إلينا ما يجده حول المقدمة المفترضة للكتاب ، والله ولي التوفيق .
 
حياكم الله يا دكتور غانم
أنا لا أعرف أين حقق هذا الكتاب حتى أتحقق من الأمر ، فلعل الزملاء الذين لهم معرفة بالكتاب أن يفيدونا بذلك مشكورين ، وأخص منهم أخي حسين المطيري فهو خبير بالكتاب .
 
طبع كتاب أحكام القرآن للقاضي أبي بكر بن العربي المالكي الأندلسي المتوفى سنة 543هـ عدة طبعات ، الأولى عام 1331هـ بأمر السلطان عبدالحفيظ العلوي المغربي ، وبعدها في دار المعارف بالقاهرة، ثم بعد ذلك في دار الكتب العلمية في بيروت ، غير أن الكتاب في طبعاته كلها خالٍ من المقدمة مع أهميتها .
وقد تتبع الباحث المختص بابن العربي المالكي الدكتور محمد بن الحسين السليماني وفقه الله مخطوطات هذا الكتاب حتى عثر على المقدمة في مكتبة متحف طوب قبو بإستانبول تحت رقم 1/130 أ ، رقم التصنيف 1820 ، كما وجدها ثابتة في نسخة مكتبة برلين بألمانيا تحت رقم 46 MF 801 .
ونظراً لأهميتها فقد أثبتها في تقديمه ودراسته وتحقيقه لكتاب القاضي ابن العربي المالكي (المسالك في شرح موطأ مالك ) عند حديثه عن مؤلفاته وأخبارها .
وقد رأيتُ الحاجة ماسة لنشر هذه المقدمة لأهميتها في ملتقى أهل التفسير لينتفع بها من عنده كتاب (أحكام القرآن)، ولما فيها من الفوائد العلمية ، سائلاً الله تعالى أن يجزي الدكتور محمد السليماني خيراً على بحثه وتتبعه لهذه المقدمة حتى عثر عليها ونشرها ، وإليكم نص المقدمة .



بسم الله الرحمن الرحيم ، عونك اللهم برحمتك
قال الإمام القاضي أبو بكر محمد بن عبدالله بن العربي - رضي الله عنه :
ذِكْرُ الله مقدمٌ على كل أمرٍ ذي بال، ومن لم يطع الله فعمره عليه وبال، فحق على كل متعاطي أمرٍ أن يجعله مفتتحه ومختتمه، عسى الله أن يسامحه فيما اجترمه، فما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله . ولو كنا مفيضين في غير الباب الذي تصدينا، وإياه انتحينا، لالتزمناه في كل فصل، وأعددناه ذخيرة ليوم الفصل، ولكنا بعون الله وتأييده وتوفيقه وتسديده، في كتابه نتكلم وبذكره سبحانه نبدأ ونختتم، ومتناولنا القول في جمل من علوم القرآن، وإن كانت علومه لا تحصى، ومعارفه - كما سبق بيانه مني - لا تستقصى ، وعلى الخبير سقطت فإنا جعلناه أيام طلبنا غرضنا الأظهر ومقصدنا الأكبر، لأنه الأول في المعلومات ، والآخر في المبادئ من المعارف والغايات.
وقد انتحى العلماء هذا الغرض الذي نحن فيه، فآخذ بحظ ومقصر في آخر، وربنا تعالى يعلم المستقدم من المستأخر، فالعلم مقسوم كما أن الرزق محتوم وهو فيه .
وقد نجز القول في القسم الأول من علوم القرآن وهو التوحيد، وفي القسم الثاني وهو الناسخ والمنسوخ على وجه فيه إقناع، بل غاية لمن أنصف وكفاية، بل سعة لمن سلم للحق واعترف، فتعين الاعتناء بالقسم الثالث وهو القول في أحكام أفعال المكلفين الشرعية ، وهو باب قرعه جماعة، فأولجوا وأغاروا فيه على صاحبه، فبحثوا فيه ما بحثوا واستخرجوا ، والفضل للمتقدم .
ولم يؤلف في الباب أحدٌ كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري، شيخ الدين فجاء بالعجب العجاب، ونشر فيه لباب الألباب ...)


انظر كتاب : المسالك في شرح موطأ مالك للقاضي ابن العربي / المقدمة الدراسية للمحققين / 1/101-102 ، تحقيق الدكتور محمد بن الحسين السليماني وعائشة بنت الحسين السليماني ، ط. دار الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى 1428هـ


في 5/1/1429هـ


و ما تفضل الأخ الفاضل د . عبد الرحمن الشهري بنقله - للمقدمة التي كتبها الإمام أبو بكر بن العربي - يمكن الاطلاع على أصله و تحميله من هذه الروابط ، الجزء الأول ، صفحة 102

http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik0.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik1.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik2.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik3.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik4.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik5.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik6.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik7.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_za...k/masalik8.pdf
 
بارك الله فيكم جميعاً .
تبين لي بعد الاطلاع على رسالة الدكتوراه للدكتور علي بن سليمان العبيد (تفاسير آيات الأحكام ومناهجها)(1) التي نوقشت في 24/6/1407هـ أنه قد سبق إلى نقل مقدمة أحكام القرآن لابن العربي كاملةً مصحوبةً بصورة المخطوطة، غير أن تأخر نشر الرسالة حتى عام 1431هـ جعل هذه الفائدة تغيب عنا .
حيث ذكر في كتابه 1/265 أن جميع طبعات الكتاب فيها خرم من أولها حيث تبدأ من قول ابن العربي :(... الطبري شيخ الدين ، فجاء فيه بالعجب العجاب ...) .
قال د. علي العبيد :(وقد عثرت على المقدمة كاملة في نسختين يبدو أن المحقق لم يطلع عليهما /
الأولى : في متحف طوبقبوسراي بمدينة استانبول بتركيا برقم 1/A130 رقم التصنيف 1820 .
الثانية : في مكتبة برلين الوطنية بألمانيا الغربية برقم MF46 ، 801 .
وتمكنت بحمد الله من نسخ المقدمة التي في تركيا ، ومن تصوير التي في ألمانيا ، ونصها ما يلي ...) ثم أوردها كاملة وأرفقها بصورة المخطوطة ..

وقد أرفقتها لكم في المرفقات مأخوذة من الكتاب ..


ـــ الحواشي ــــ
(1) نشرته دار التدمرية بالتعاون مع الجمعية العلمية للقرآن وعلومه ، وقام أخي المساهم بتصويره ورفعه للملتقى في موضوع : الهدية الرمضانية الرابعة: تفاسير آيات الأحكام ومناهجها (لأول مرة) Pdf
 
شكراً دكتور عبد الرحمن على هذه الإضافة, وأُحب أن ألفت نظركم -أخواني في الملتقى- إلى الإنسان الذي يكون له مشروعاً حياتياً يعود عليه بالنفع والفائدة له ولغيره, وبين الذي ليس له مشروعاً في حياته سوى الأكل والشرب و.., وهذه المقدمة الجميلة بينت لنا المشروع العلمي لابن العربي الذي تنسم هواه, وعاش معه, إلى أن لقي ربه.
فاختر -أخي الكريم- أي الطريقين!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم .
عونك اللهم برحمتك . قال الامام القاضي أبو بكر محمد بن عبدالله بن العربي – رضي الله عنه -:
ذِكر الله مقدم على كل أمر ذي بال , ومن لم يطع الله فعمره عليه وبال , فحق على كل متعاطي أمر أن يجعله مفتتحه ومختتمه عسى الله أن يسامحه فيما اجترمه , فما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله, ولو كنا مفيضين في غير الباب الذي إليه تصدينا واياه انتحينا لالتزمناه في كل فصل وأعددناه ذخيرة ليوم الفصل , ولكنا بعون الله وتأييده , وتوفيقه وتسديده , في كتابه نتكلم , وبذكره سبحانه نبدأ ونختم , ومتناولنا القول في جمل من علوم القرآن , إذ كانت علومه لا تحصى ومعارفه كما سبق بيانه مني لا تستقصى , وعلى الخبير سقطت فإنا جعلناه أيام طلبنا غرضنا الأظهر , ومقصدنا الأكبر , لأنه الأول في المعلومات والآخر في المبادي من المعارف والغايات , وقد انتحى العلماء هذا الغرض الذي نحن فيه فآخذ بحظ ومقصر في آخر , وربنا تعالى يعلم المستقدم من المستأخر , فالعلم مقسوم كما أن الرزق محتوم وهو فيه .
وقد نجز القول في القسم الأول من علوم القرآن وهو التوحيد , وفي القسم الثاني وهو الناسخ والمنسوخ , على وجه فيه إقناع بل غاية لمن أنصف وكفاية , بل سعة لمن سلّم للحق واعترف , فتعين الإعتناء الآن بالقسم الثالث وهو : القول في أحكام أفعال المكلفين الشرعية , وهو باب قرعه جماعة فأولجوا وأغاروا فيه على صاحبه ، فبحثوا فيه ما بحثوا واستخرجوا , والفضل للمتقدم .
ولم يؤلف في الباب أحد كتاباً به احتفال إلا محمد بن جرير الطبري شيخ الدين فإنه فجاء فيه بالعجب العجاب ونثر فيه لباب الألباب..".
 
قد كتبته من بعد المغرب مباشرة . ولا أدري هل هذا هو المقصود فقط.
 
وهذه بقية المقدمة ، وما بين القوسين لم أستطع أن أتبين ما هو، وليت أحد الأخوة ينسخها كذلك وتتم المقارنة بين النسخين ليتأكد من صحة الكلام :
" وفتح الحلّ من جاء بعده إلى مغارفة الباب، فكل أحد غرف منه على قدر إنائه ، وما نقصت قطرة من مائه . وأعظم من انتقى منه الأحكام بصيرة القاضي أبو إسحاق ، فاستخرج دُررها، واستجلب دَررها وهو وإن كان قد غير أسانيدها فقد ربط معاقدها ، ولم يأت بعدهما من يلحق حَدّهما.
ولما منّ الله ( ) الاستبصار في استثارة العلوم من الكتاب العزيز حسب ما مهدتّه لنا المشيخة ، الذين ( ) من ذلك المطرح .
ثم عرضناها على ما جلبه العلماء وسبرناها بمعيار الأشياخ وما اتفق عليه ( النظر ) إن أثبتناه. وما تعارفنا فيه شجرناه وشحذناه حتى خلص من ( ).
ورقى ( ) فبذكر الآية ثم نعطف على كلماتها ( ) حروفها، فنأخذ معرفتها مفردة ثم نركبها على أخواتها مضافة، ونلحظ في ذلك قسم البلاغة ( ) عن المناقضة في الأحكام والمعارضة ، و(محتاط) على جانب اللغة ، ونقابل ما في القرآن بما ورد في السنة الصحيحة ، ويتحرى وجه الجمع إذ الكل من عند الله، وإنما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما نزل إليهم. ونعقب ذلك بتوابع ووظائف لابد في تحصيل العلم منها، حرصاً بأن يأتي القول مستقلاً بنفسه إلا إن خرج عن الباب فنحيل عليه في موضعه ، مؤثر من الاختبار المفيد الاستيفاء مجانبين ( ) وسنة الله ورسوله نقتدي ، وإياه سبحانه نستهدي فمن يهد الله فهو المهتدي لا رب غيره ".
 
ليت أحد الإخوة أو إحدى الأخوات تكتب لنا نصَّ المقدمة كاملةً كما في المخطوطة المصورة المرفقة .
تفضلوا ؛ عن مصورة مخطوطة برلين :

بسم الله الرحمن الرحيم . عونَك اللهم برحمتِك .
قالَ الفقيهُ الإمامُ الحافظُ أبو بكرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ العربيِّ رضيَ اللُّهُ عنه :
ذِكْرُ اللهِ مُقدَّمٌ على كُلِّ أمْرٍ ذي بالٍ ، ومَن لم يُطِعِ اللَّهَ فعُمرُه عليه وبالٌ ، فحقٌ على كلِّ مُتعاطي أمرٍ أن يجْعلَه مُفتتحَه ومُختتمَه ؛ عسى اللَّهُ أن يُسامِحَه فيما اجْترمَه ، فما عمِلَ ابنُ آدمَ مِن عملٍ أنجى له مِن عذابِ اللَّهِ مِن ذِكْرِ اللَّهِ ، ولوْ كُنّا مُفيضين في غيْرِ البابِ الذي إليه تصدَّيْنا وإيّاه انتحيْنا - لالْتزمْناه في كُلِّ فصْلٍ ، وأعْددْناه ذخيرةً ليومِ الفصْلِ ؛ ولكنا - بعونِ اللَّهِ وتأييدِه وتوفيقِه وتسديدِه - في كتابِه نتكلّمُ ، وبِذِكْرِه الكريمِ نبْدأُ ونخْتِمُ ، ومُتناولُنا القولُ في جُملٍ من علومِ كِتابِه العزيزِ ؛ إذ كانتْ عُلومُه لا تُحْصى ، ومعارِفُه - كما سبق بيانُه منّي - لا تُسْتقْصى ، وعلى الخبيرِ سقطتَّ ، فإنّا جعلْناه أيامَ طلبِنا غرضَنا الأظهرَ ، ومقصدَنا الأكبرَ ؛ لأنّه الأوّلُ في المعْلوماتِ ، والآخِرُ في المبادي مِنَ المعارفِ والغاياتِ . وقدِ انتحى العلماءُ هذا الغرضَ الذي نحن فيه ، فآخِذٌ بِحظٍّ ومُقصِّرٌ في آخَر ، وربُّنا يعلمُ المُسْتقدِمَ مِنَ المُسْتأْخِر ؛ فالْعِلم مقسومٌ كما أنَّ الرِّزْقَ محْتومٌ ، وهو مِنّةٌ .
قد نجز القول في القسمِ الأولِ من علومِ القرآنِ وهو التوحيدُ ، وفي القسمِ الثاني وهو الناسخُ والمنسوخُ - على وجهٍ فيه إقْناعٌ ، بل غايةٌ لِمَن أنصفَ وكِفايةٌ ، بل سعةٌ لمن سلّم للحقِّ واعترفَ ؛ فتعيّنَ الاعتناءُ الآنَ بالقسمِ الثالثِ ؛ وهو القولُ في أحكامِ (أقوالِ) المكلَّفين الشرعيةِ ، وهو بابٌ قرَعَه جماعةٌ (فما ولجوا) وأغاروا فيه على صاحبِه ، فبحثوا منه ما بحثوا واستخْرجوا ، والفضلُ للمتقدِّمِ . ولم يؤلِّفْ في البابِ أحدٌ كتاباً [به] احتفالٌ إلا محمدُّ بنُ جريرٍ الطبريُّ شيخُ الدينِ ، فجاء فيه بالعجبِ العُجابِ ، ونثر فيه لُبابَ الألبابِ ، وفتحَ لِكُلِّ مَن جاءَ بعْدَه إلى معارفِه البابَ ؛ فكُلُّ أحدٍ غرَفَ مِنْه على قدْرِ إنائِه ، وما نقصَتْ قطْرةٌ مِن مائِه . وأعْظَمُ مَنِ انتَقى مِنْهُ الأحكامَ بَصِيرَةً القاضي أبو إسْحقَ ؛ فاسْتخْرَجَ دُرَرَها، وَاسْتَحْلبَ دِرَرَهَا ، وهو وإن كانَ قد غيّرَ أسانيدَها فقَدْ ربطَ مَعاقِدَها . ولم يأْتِ بعْدهما مَن يلْحقُ حدَّهما .
ولَمّا مَنَّ اللَّهُ بالاسْتِبْصارِ في اسْتِثارةِ العُلومِ مِنَ الكِتابِ العزيزِ حسْبَ ما مهَّدَتْهُ لنا المَشيَخةُ الّذين لقينا - نظرناها مِن ذلك المطرحِ ، ثُمّ عرضْناها على ما جاءَ بِه العلماءُ ، وسبرْناها بِمِعْيارِ الأشْياخِ ، فما اتّفقَ عليه النّظرانِ أثْبتْناه ، وما تعارضا فيه شجرْناهُ وشحذْناهُ حتى خلُصَ [نضا]رُه ورق عرارُه ؛ فنذْكُرُ الآيةَ ، ثُمّ نعْطِفُ على كلِماتِها ، بلْ حُرُوفِها ، فنأْخُذُ معْرِفتَها مُفْردةً ، ثُمّ نُركِّبُها على أخواتِها مُضافةً ، ونلحَظُ في ذلكَ قِسْمَ البلاغةِ ، ونحْترِزُ عن المُناقضةِ في الأحكامِ والمُعارضةِ ، ونحْتاطُ على جانِبِ اللُّغةِ ، ونُقابِلُ ما في القرآنِِ بما وردَ في السُّنّةِ الصَّحيحةِ ، ونتحرّى وجْهَ الجمْعِ ؛ إذِ الكُلُّ مِنْ عِندِ اللَّهِ ، وإنّما بُعِثَ مُحَمَّدٌ - صلّى اللَّهُ عليه وسلّمَ - لِيُبيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزّلَ إليْهِمْ ، ونُعقِّبُ ذلكَ بِتوابِعَ ووظائِفَ لا بُدَّ في تحْصيلِ العِلْمِ بها منها ؛ حِرْصاً بِأن يأْتِيَ القوْلُ مُسْتقِلاًّ بِنفْسِه ، إلاّ أن يخْرُجَ عنِ البابِ فنُحيلَ عليه في موْضِعِه مؤْثِرين للاخْتِصارِ المُفيدِ للاسْتيفاءِ ، مُجانبين للتّقْصيرِ والإكْثارِ ، وبسنة اللَّهِ ورسولِه نقْتدي ، وإيّاه سُبحانَه نسْتهْدي ، فمَن يهْدِ اللَّهُ فهُو المُهْتدِي ، لا ربَّ غَيْرُه .​

 
الأخت الكريمة الفجر الباسم : وفقك الله وأحسن إليك .
الأخ الكريم حسين بن محمد : وفقك الله وبارك فيك ، وهذه المقدمة تامة ولله الحمد كما في مخطوطة برلين ، وهي جديرة بأن تطبع وتوضع في موضعها من نسخة الباحث في المكتبة ، حتى يقيض الله للكتاب من يقوم بتحقيقه تحقيقاً علمياً يليق به وبمكانة مؤلفه رحمه الله .
 
فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري: ذكر فضيلتكم في برنامج مداد أن أحكام القرآن لابن العربي مودع بكامله في جامع القرطبي.
فما الحاجة إذاً لإعادة تحقيقه؟
 
فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري: ذكر فضيلتكم في برنامج مداد أن أحكام القرآن لابن العربي مودع بكامله في جامع القرطبي.
فما الحاجة إذاً لإعادة تحقيقه؟
كلُّ الشموعِ لا تغني عن الشمس يا أبا غادة ، وقولي بأَنه مودعٌ بكامله في الجامع أقصد من حيث العموم والمسائل المهمة، وأَما أنه مودع بكل تفاصيله فكلامي مردود عليَّ إن قصدتُ ذلك . ولكلام ابن العربي مكانته الخاصة التي لا ينوب عنه فيها كتاب آخر.
 
ولكلام ابن العربي مكانته الخاصة التي لا ينوب عنه فيها كتاب آخر.
عبارة جميلة ومهمة جداً جداً .
وليسمح لي الدكتور بأن أفرّع عليها هذا التفريع فأقول :
ولأسلوب ابن العربي نمودجه الخاص الذي لا ينوب عنه أي أسلوب آخر .
مع التحية والتقدير.
 
نعم ولكن

نعم ولكن

عنوان المشاركة جذاب، لعله من باب اصطياد القارئ، لكن الحقيقة أنني اطلعت على المقدمة ـ مع أن بعض الطبعات بل أهمها كطبعة البجاوي قديماً، وطبعة عبد الرزاق المهدي حديثاً، كلاهما ـ وربما غيرهما ـ ذكرها نصف المقدمة الأخير، وكنت أظن أن المقدمة أهم من ذلك وأكبر حجما، دار في خلدي أنها كمقدمة الطبري أو القرطبي أو ابن كثير، لكن المقدمة كلها في صفحتين اثنتين!
وأشكر لشيخي أبا عبد الله هذا الاستدراك، بذكر جهد د/ علي العبيد.
 
وهذا تحقيق الأستاذ الدكتور عبدالرزاق هرماس للمقدمة مع التعليق عليها والتقديم بين يديها بدراسة قيمة .
http://vb.tafsir.net/tafsir27777/
فاكتمل الكلام عن هذه المقدمة ولله الحمد . ولم يبق إلا أن يعاد طبع وتحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً ، وتوضع هذه المقدمة كاملة في مكانها .
 
عودة
أعلى