موضوع للنقاش في علم التجويد (الإلزام بالنبر في قراءة القرآن)

إنضم
21 يوليو 2003
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإني أطرح هذا الموضوع للنقاش العلمي من خلال رأي الأخوة المتخصصين في علم القراءات وعلم التجويد حتى نصل إلى تقريب وجهات النظر في هذه المسألة..... مستمدين العون والتوفيق من الله سبحانه.
وأعرض ابتداءً رأي فضيلة الشيخ المقرئ أكرم بن يوسف الحريري وهو من مشايخنا في المنطقة الشرقية بالسعودية.
وكان قد طلب مني عرض وجهة نظره على الأساتذة المتخصصين في ملتقاكم المبارك حتى نستنير بآرائكم وإضافاتكم حول هذا الموضوع وإليكم الآن ما كتبه الشيخ:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله منزل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيرا ويسره بقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين الذي علم صحابته وبشرهم أيما بشارة وسهله عليهم فانقادوا لمعالمه انقيادا كان فيه ذكرهم في العالمين ، أما بعد فإني أجد من اللازم عرض قضية قراءة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه ، بعدما اعتد قوم بآرائهم ، واستبدوا بتوجهاتهم ، وبالغوا بتجريحاتهم ، وتمادوا بعدوانهم ، يعيشون بغمرة من الهوى ، يرضى و يرضي بعضهم بعضا ، بل ويسترق بعضهم السمع تنقصا من قراءة الآخرين ، ودعوة لاعتماد مذهبهم ، وهكذا ، فلابد من قول يميط اللثام ، ويريح الأنام ، ويحقق مع كتاب الله الوئام ... متجاوزين مطايا الغلو والتنطع تحت مظلة تعليم القرآن ، متجاوزين قيم السياق ومعاييره وسلامة إقبال المسلم على كتاب ربه ، دون أن نخطر في باله معان يأباها السياق أو السباق ولا الإعراب ن وسيكون العرض من خلال مجموعة من الوقفات .

الوقفة الأولى :
القرآن الكريم أمانة الله في أعناقنا قمين بأن نذب عنه ، وندعو أليه ونرغب فيه ، وننشر قراءته ، ونطلق حملة إسلامية لنشر الثقافة القرآنية القرائية ، للتمتع بسماعه ، والتدبر في كلماته ومعانيه ، بل ولتمتلئ أفواهنا ولتستمتع حناجرنا وشفاهنا بترنيمات الكلمة القرآنية ، لتكون منطلقا لمتعة العقل والروح بعدما أخذت عيوننا من رسمه حقها من المتعة والتدبر.. نعم ننشر ذلك ترغيبا وتحفيزا وتيسيرا من منطلق الحب في الله واللقاء على كتاب الله ، مهما كان مستوى المشارك المقبل عليه فلنقبل عليه بحب وشوق وثناء .. بما أنه وجه من وجوه سنة و منهج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه ، ومن محاسن ذلك التأديب توفيق الله نبيه لاستشفاف حاجات النفوس المدعوة لهذا الخير ومن ثم اصطفاء مفاتيح تلك النفوس ، وفق ما يناسبها ، تمشيا مع المعاني التي يلمح إليها قوله تعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ، وقوله تعالى ( الرحمن * علم القرآن ... ) ، نعم تلمح إلى أن على القارئ المعلم أن ييسر لا أن يعسر ولا أن يشعر الناس بجهلهم أو يستشفون منه التعالي والاعتداد بالنفس ... بل أن يكون رفيقا رحيما يقرب البعيد ويسهل الصعب ويقبل ما عسر ويبشر بالخير والتقدم في الأداء ، فالله تعالى قال : ( ولقد يسرنا.. ) ، وهذا يلمح إلى الأمر بالتيسير ، فالله تعالى يعلم ، سبحانه وتعالى ، أن المسلمين بعمومهم لن يبلغوا حد الإتقان في تلاوة كتابه ، سبحانه ، فمنهم الأعجمي ، ومنهم الأمي ، ومنهم المشغول ، ومنهم غير المتخصص ....
الوقفة الثانية:
إن منطق الرحمة يقتضي عدم وضع الناس على قدم التسوية التعلمية التعليمية ... فليكن الإقبال حدا في الثناء على صاحبه ، ولو تعسر الأمر على لسانه ... لقد جاء هذا التلميح العجيب في إطار لغة الجمع في نون يسرنا التي تحمل عظمة رحمة الله ، من طرف ، كما تحمل إشارة للرحمة المطلوبة من قبل معلم القرآن الكريم إذ إنه سيواجه ألسنة كثيرة ، ونفوسا متعددة المستويات والقدرات واللهجات ، وبما أنه تعالى قد بارك التلاقي على كتاب الله فقد يسر هذا التجمع ويسر تعليمه ، فلابد أن نيسر لهم وجوه الأداء على قدر طاقتهم وما يعرفون ... وما الأحرف السبعة إلا دليل واضح على التيسير والإعجاز الباهر لتعميمٍ تعليمي ونشرٍ ثقافي يستوعب طبقات الناس ، مادام القرآن مائدة الجميع .
الوقفة الثالثة :
أقول هذا وأدعو إليه ، بعدما لمسنا وجوها من الثقافة التي تشكلت عليها جماعات والتزمها شباب محورها الرئيس فرعيات نصبت وكأنها كليات وأركان ، تقوقع حولها وتنافس فيها فئام من إخواننا ، بل أصبحت معيار الحكم على التزام هذا والتقرب منه ونبذ ذاك والتشهير به سراً أو جهراً ... بينما المصدر الرئيس وهو القرآن الكريم مهجور ، حفظا وتدبرا وتخلقا ... مما أدى للجهل بمبادئ وقيم وأسس إسلامية بل وجهل بقراءة كلمات منه ، مع أنه يخاصم ويفارق على فرعية اجتهادية ، وتتكون بناء على ذلك الجماعات التي تستعظم الرجال وتلتزم آراءهم وأفكارهم ...
الوقفة الرابعة :
إننا اليوم أمام هجمة استعمارية في ظل ضعف عام في أوصال الأمة التي لم تعد لها مرجعية قوة مادية ترد بها عن نفسها عوادي الغزو ومسارب التحدي لكيان هذه الأمة أمة القرآن ،،، والمرجعية الهامة في هذه الأمة عندما تضيق بها السبل هي العودة إلى أصل أصولها وهو القرآن ليكون منطلقا لبقية الأصول والعوامل المهمة لقوة هذه الأمة وما ذلك إلا حدا من ثقافة المجلات والفضائيات والصحف والتيه والحيرة التي تنتاب النفس في لحظات الضعف ، وفي هذا العصر الذي تطل علينا فيه معالم ثقافة تبتعد عن الثقافة القرآنية وأنفاس الناس لم تعد أنفاسا قرآنية لما ألمحه من تقصير من قبل المسلمين ذلك التقصير الذي يلبس أثوابا عدة لعل منها الهجر القسري والهجر الكيفي تحت ضغوط الحياة المادية ، ومنها أساليب تقديم القرآن إلى الناس حيث نلحظ التعنت والتنطع وكأن على قارئ القرآن أن يكون اللغوي المبدع والمجود البارع ... و إلا فلا يقرأ أو يتهم و و ...
الوقفة الخامسة :
أخي الكريم أعرض بين يديك ما ينبغي على المرء المسلم فعله نحو كتاب ربه سبحانه قراءة وحفظا ومنافحة عنه ودعوة إلى نهجه وتيسيرا للنطق به وحسن أدائه ... ومنع الغلو أو التنطع في قراءته وجعل سياقه مطية السلامة في معانيه والبعد عن الظن والتخيل في وقوع القارئ في لحون لم تخطر له على بال ، ذلك أننا نلحظ في هذه الأيام من ضاق به علمه إلى أن حشره في زاوية التنطع وتخيل لحون لم يأبه بها علماء السلف وهي لحون تخطر في بال من يوقع الناس في الحرج وإشعارهم أن هذا الفن لا يستطيعه كل أحد وإنما هو حكر عليه وعلى من نهج نهجه وتبنى خياله إلى درجة تنفير صد كثيرين عن هذا الفن ، وبعدا عن التأثيم فعدم العلم أسلم للمرء من العلم وفي أمر لا يحتاج هذه الجعجعة ولا تلك التقولات على كتاب الله تعالى .
الوقفة السادسة :
لقد تمت مناقشة أصحاب هذا الرأي فتبين لي تعصبهم بل وتحديهم وكأنهم أمام فتح جديد في هذا الإطار ... لذلك وجدت من المناسب أن أقول كلمة تحمل للناس حقيقة الأداء القرآني وتقريب التلاوة للناس وترغيبهم بها وحثهم عليها رحمة بهم لأنها روح القرآن ، كيف لا ونحن نقرأ قوله تعالى : الرحمن . علم القرآن ... وقوله تعالى : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر .
إن القرآن الكريم محور لمقاصد شرعية تقرب القلوب وتجمع الكلمة وتوحد التوجه وتعمق الرابطة الاجتماعية وتفتح أمام الناس متعة المجالسة التي تعطرها نفحات القرآن الكريم بما أنه لا مجال للاختلاف عليه ولا فيه ويصبح الإقبال على درسه إيجابية يتسم به كل حاضر تلك المجالس دون توجس من نقد ولا خوف من تجهيل ... بل التعلق بكل ما من شأنه زيادة المعرفة بالقرآن ونأمل بلوغ مرحلة يصبح فيها التساؤل عن كلمة أو حكم أو قراءة أو مراد ... خاص بالقرآن الكريم علامة على ثقافة السائل وحرصه على دينه وإخوانه لأنه يهتم بأمور المسلمين بدلا من الاهتمام بقضايا فرعية مختلف فيها ..
الوقفة السابعة :
نعم نبشر ولا ننفر ونقرب ولا نهجر فالذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران فليكن ذلك عملا وسلوكا وسجية نفسية وقيمة إسلامية وليدعم هذا المعنى والاتجاه قوله عليه السلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه ... فعلى المعلم أن يتمثل معاني هذا الحديث نفسيا وتربويا ، فهو حديث يبشر بخيرية ما بعدها خيرية وليس من السهل الوعد بها لولا أنها أمانة ثقيلة فيها الصبر ومعاناة هموم نهوض بهذه الأمة المقتضية قدرا كبيرا من فهم النفوس وعاداتها في التأثر والتأثير وظروف تلك النفوس وبيئات نشوئها وضرورة التواصل بين الشعوب والقبائل وإن لم يكن معلم القرآن متصفا بهذه السمات فمن سيتسم بها ؟ !
الوقفة الثامنة :
وحرصا على هذا الهدف يمكن النظر في كتب الفقهاء ومراجع علم القراءة حيث سيجد الباحث اختلافات كبيرة وتباينات حول حكم الخطأ في قراءة القرآن الكريم يمكن تلخيصها بمحورين اثنين أولهما أن الذي تيسر له التعلم ولم يتعلم هجرا أو تكبرا يؤاخذ على قراءته وهذا مؤشر هام على حفز المسلم على القراءة وتعلمها والثاني العاجز والأعجمي يعذر ويصلي بأمثاله .... ومن هذا الخلاف الواسع نستشف من وراء الأقوال وبين سطورها الحرص على تأليف القلوب فهي أولى وحب التعليم وهو هدف سام ، لذلك علينا العمل وفق هذا التوجه .
الوقفة التاسعة :
أن نتصور قراءة للكلمة وحروفها وحركاتها تصورات توحي بالاستدراك على علماء اللغة والقراءة ، ذلك الاستدراك الذي مؤداه وجود قصور في بنية الكلمة إذا اتصل بها أحد حروف المعاني ، بمعنى وجود فصل صوتي بين حرف المعنى والحرف الأول من الكلمة .. .. يسمى النبر ... وما أدري ما الذي غيب هذا الكشف عن علماء اللغة إلى أن جاء أصحاب هذا الرأي بهذا الفتح .. ولماذا وصلوا حرف المعنى بالكلمة وما مقدار تلك الحركة من حيث الزمن ، ألا يفتح هذا الكلام أبواب الترقيص والتكلف في القراءة ؟ ولو جربنا هذا الرأي في كلام الناس المعتاد خلال قراءتهم النصوص من الكتب وغيرها فما الذي سيلحظ وما الحكم الذي سيطلق على صاحب هذا التكلف أو التشدق ..؟
الوقفة العاشرة :
يرى البعض وجوها من القراءة ، فيها تجشم صعاب ، تعتمد الظن في فهم وجه من المعنى في قراءة من يقرأ ، رغم أنه لا يخطر على بال ذلك القارئ ، بل يمر إدراكه بصعوبة في تصور وجه الأداء المعبر عن اللحن المظنون ، رغم أن السياق القرآني لم يرد فيه المعنى المظنون كما أن الإعراب لا يسعف أصحاب مثل هذه الآراء ، نعم تصور يراد منه أن يقتحم على عقل القارئ ونيته معان قد يصبح القرآن بمثل هذه التصورات ألعوبة في ألسنة أصحاب الزندقة والتقول الفاجر ... واخترع له اسم النبر ، الذي إن قيل أو ورد على السنة البعض من أجل كلمة عابرة إلا أنه قد استغل استغلالا مقيتا ، أراد منه البعض إيجاد علم لم تشهد له كتب القدماء ولا يتناسب مع حاجة المحدثين ولا مع مستوياتهم .. فبدأت إشاعته على نحو يحمل معنى التعالم والاستدراك على الأعلام السابقين وبخاصة في قضية حساسة تتصل بالمعنى القرآني .. وما له صلة بالمعاني لم يتركه السلف .. والسياق والإعراب محكان رئيسان هنا لا ينبغي هجرهما لإثبات رؤية فلان أو فلان .. رغم أن المتعلم يقرأ بصفاء واجتماع همته على السياق دون حاجته للمشقة في أن يذهب به اللفظ مذهبا متعنتا ، كما يريد أصحاب هذا الرأي الجديد الذي قد تصدق عليه صفة الابتداع فضلا عن التنفير وإيقاع الناس بالمشقة .. وتحميل اللفظ القرآني في سياقه مالا يحتمل .. وكأنه يلزم القارئ هذا بأنه قد لحن ويحاول القارئ أن يفهم أو يتصور هذا اللحن أي أن يجهد نفسه وعقله ليفهم ومن ثم عليه أن يقتنع برأي الشيخ ! ومنها هذه الأمثلة :
1- في قوله تعالى : ( فقست قلوبهم ..) يرى البعض أنه إذا كان الأداء بغير نبر للفاء فسيكون المعنى من الفقس ، وكأنه يريد أو كان لزاما على أهل العربية الأول أن يجعلوا فاصلا زمنيا بين الفاء هنا وما بعدها ليتميز الفاء كحرف معنى عن باقي حروف الكلمة ... ثم هل في القرآن الكريم كلمة جاءت بمعنى الفقس ؟ الحقيقة أنه لا يوجد ... وهذا التصور خروج عن السياق ومنطقه وإغراق وتنطع ويدخل في باب التفيقه أو التشدق والتكليف بما يشق على الناس ، كما أن السياق لا يشير إلى المعنى المظنون ولم يذكر السلف مثل هذا.
2- قوله تعالى : ( وساء لهم يوم القيامة حملا ) : يقول صاحب هذه الرؤية التصورية الظنية الشاقة على القارئ وبخاصة العادي : إذا أديت كلمة ساءلهم دون نبر للهمزة ... فالمعنى سيكون من المساءلة لا من السوء . .
3- قوله تعالى :( أوحى لها ) إذا أديت الكلمة بطريقة معينة يرددها صاحب هذا اللون الجديد العجيب من الأداء فيكون المعنى من الوحل سبحان الله السياق يرفض رفضا قاطعا مثل هذا المعنى الذي يريد هؤلاء على ذهن صاحب هذه الرؤية المغالية ... وهذا الغلو إذا فتح فسنجد له مدخلا في كل كلمة ..
4- قوله تعالى : ( سنسمه على الخرطوم ) : قال لاتكون من الوسم إلا إذا قرئت على نحو كذا ..
5- وقول : ( وكفى بالله ..) يلزم أصحاب هذا الرأي أن قراءتها بوجه غير النبر الذي يريدونه تصبح معناها من الوكف لا من الكفاية رغم أن القرآن لا يوجد فيه كلمة من الوكف فأقحموا على القرآن معنى لم يرد به وبالتالي أحرج الناس بتصور هذا اللحن مخالفة للسياق .. وهنا ماذا يقول اصحاب هذا الرأي إذا رد عليهم بأن وكفى تصبح على التثنية (وكفا ) فلم لم تخطر ببالهم وعندها ماذا سيقترحون حلا لهذه المعضلة ..؟ !

الوقفة الحادية عشرة :
من أقوال أهل العلم والقراءة عن مثل هذه الظاهرة :
إن الاجتزاء من السياق خلل منع منه السلف ومنعت منه خصوصية القرآن الكريم ، قال الأشموني رحمه الله تعالى في كتابه منار الهدى في الوقف والا بتدا نقلا عن ابن الجزري في قوله تعالى : ( أم لم تنذر / هم لا يؤمنون ) وقوله سبحانه : ( ثم جاءوك يحلفون / بالله إن أردنا ) وقوله جل ذكره ( وما تشاءون إلا أن يشاء / الله رب العالمين ) وآية ( فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح / عليه أن يطوف يهما ) . وقوله تعالى : ( سبحانك ما يكون أن أقول ما ليس لي / بحق إن كنت ) . وقوله عز وجل : ( ادع لنا ربك / بما عهد عندك ) . وآية ( يا بني لا تشرك / بالله إن الشرك لظلم عظيم ) وقول سبحانه : ( وإذا رأيت ثم / رأيت نعيما وملكا كبيرا ) إلى أن قال رحمه الله تعالى : فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فيجب تجنبه ، فإني رأيت مبتدعي هذا الفن يقف .. فيلقي في أسماع الناس شيئا لا أصل له ...
لاحظ رعاك الله هذا الاجتزاء من السياق وكيف حذر منه ومنع ، وما يدعو إليه أصحاب الدعوة الجديدة تخيلا ليس بعيدا عن هذا الاجتزاء حيث هو نزع للفظ عن سياقه وإخراجه من بيئته اللفظية وخلفية الأداء ... ولا ننسى أن السياق معنى وإعرابا ولابد أن يراعى هذان الأصلان ..
الوقفة الثانية عشرة :
هذا وقد سألت شيخنا الشيخ سعيد العبد الله حفظه الله تعالى وعافاه وأطال في عمره على ما يرضيه سبحانه فقال إن هذا غلو وتنطع أعرض عنه السلف ..
الوقفة الثالثة عشرة :
أقول بعد معايشتي أصحاب الرأي أو البدعة هذه : إنها نشأت بعد سنين من تدريس مفردات التجويد وأحكامه العامة وما يلحق بها وكأنهم لم يعطوا جديدا للناس فالتكرار أصبح يقحم عليهم الملل والسآمة فبحثوا عن الجديد لتطوير وإبراز العطاء وتمليح معرفتهم بما يسمى جديدا وهو ليس كذلك .. والدليل هنا أن الشيخ حفظه الله لم تخطر في باله مثل هذه الأفكار عندما كان يقرئ ختمة في رواية حفص قبل سنين قليلة ولقد قرأت عليه ختمة عام 1408هـ فما خطرت على ذهنه أبدا وإذا كانت مثل هذه تابعة لعلم القراءة وتستحق أن ينافح عنها ويدافع فلابد أن تؤصل سابقا ومن ثم تستدرك على القارئ بناء على تدوينها في كتب القراءة وبخاصة إذا علمنا الأثر اللغوي أداء ، وتغير المعنى ثالثا مع تركيزنا على السياق الذي لا يتنازل عنه علماء القراءة لأن الاجتزاء يمكن تصوره وتخيله وجمع الأصوات الناشئة عن الحروف لتكوين معنى جديد بل قد ننشئ كلمات أعجمية ونحن نقرأ الجملة العربية لاتفاق عارض بين كلمة أو أكثر واحتوائها على كلمة أعجمية وهو اتفاق عرضي لا علاقة للسياق به ، إذن الشيخ لم يبلغ ولم يعلم لأنه لم يكن موجودا فخطرت في البال واجتهد مع من اجتهد لتقرير ذلك وحشد الأدلة عليه ومن ثم أصبح موقفا واتجاها أدى لردة فعل تجاه القرآن وتعلمه .
الوقفة الرابعة عشرة :
الاعتياد يدفع للملل والسآمة أو يحث على البحث عن جديد ذلك أن الفراغ الذي أخذ يحس به إخواننا من فرط تكريرهم لمفردات التجويد وهنا كان من المطلوب السير في باب علم القراءة والعربية الداعمة لهذه الرسالة دون غلو فأين علم القراءات ومعالمها والرواة والأثر الجرسي للقرآن الكريم على النفس البشرية وكيف يمكن تسخير هذا الأمر في معالجة النفوس ورفع الهمة وزيادة الحماسة دفاعا عن الأمة ورسالتها ورسولها وقيمها ... نعم أين بقية الروايات القرآنية والاهتمام بها من أصحاب هذه الدعوة المغالية ... وهذا الذي ذكروه لم يطرق منه القرآن إلا كلمات يسيرة على رأسها ذكر ما يتعلق باللبس بين كلمتين قرآنيتين مثل : " حرستم / حرصتم " و" محذورا / محظورا ... ولم يتطرقوا لمثل هذه الإغراقات المغالية والخيالات المعتمدة على تثوير وإجهاد الكلمات في الأداء كي يتخيل لأحدهم المعنى الذي يحمله اللفظ ، حرصا منهم على التيسير واعتمادا على السياق .
نعم و من أدلة بحث هؤلاء عن الجديد والانبهار بما تراه نفوسهم أنه علم يشار إليه بعد ذلك الملل في مسيرتهم القرآنية أن وسعوا الضيق وأطالوا ما يمكن تقصيره وقصره ، فهذه الدورات الخاصة بمفردات التجويد بعدما كانت تنقضي في فصل دراسي وكان الإقبال شديدا أذكر أن ملتقى واحدا كان يضم ما يزيد على مائة دارس وعظم الأمر في أذهان القائمين على القرآن ووسعوا واستنطقوا الكلمات والحركات وجعلوا علم التجويد مجموعات من الفوازير والطلاسم وهم يعلمون أن الدارسين ليسوا من الحفظة .. وهكذا زينوا لأنفسهم ما هم عليه فوسعوا المفردات وطوروا المسميات وعددوا السنوات حتى أصبح اليوم طالب علم التجويد يحتاج ثلاث سنوات بعدما كان قادرا على تحصيله في فصل دراسي أو عام ، وهاهم اليوم يزيدون الطلسمة ويستصعبون السهل وينفرون الطباع والفطر بما نصبوه علامات وعقبات أمام طالب علم التجويد ليصبح حلما صعب المنال ، من يقدر عليه ؟ لا يقدر عليه إلا فئة قليلة أوتيت من العلم ما أوتيت .... والناظر في حال الصحابة رضي الله عنهم لن يجد إلا اليسر وتعميم التعلم مهما كان حال المسلم الجديد الذي قد يكون من المتعتعين في قراءتهم وهو صحابي .
الوقفة الخامسة عشرة :
نعم إن من الأولى على إخواننا أن يطرقوا أبواب العلم القرائي كما ينبغي ولينطلقوا إلى القراءات والروايات وما ينطوي عليه القرآن من وجوه في الإعجاز الصوتي والبياني وما يتعلق بذلك من علوم القرآن لتكون مفاتيح تيسير لهذا العلم ونشره تنفيذا لمفهوم قوله تعالى : ( في رق منشور ) فلا بد من نشره وجمع الناس عليه تأليفا للقلوب وترغيبا للنفوس وتعميقا للرابطة التي أراها اهتزت لدى البعض ممن اطلع على هذا التنطع فقال أترك هذا المجال لأنني لن أقدر على تملك هذه الدقائق التي انطوى عليها القرآن ، أي أنه نُفِّر ولم يُبشر وأُبعِد بدل أن يقرب ... وقد رافق ذلك اتهام المتخصصين بالعلوم الشرعية بأنهم جهلة لا يقدرون على تلاوة كتاب الله فأوقعوا في النفوس حساسية التثاقل والتباعد والنفور بين الطلاب وهذا العلم ، حتى لم يبق في موائد دورات التجويد إلا نفر قليل منهم من يجهد لتحصيل الشهادة لعله يحظى بفرصة عمل إضافي ، ونحن مطالبون بالتعميم لا بالتخصيص والتوسع الدعوى والثقافي القرآني لا بالتضييق وتوسيع دائرة الهجران العفوي أو القسري بمعنى من معاني القسر . فأين الدعوة إلى قراءة القرآن على كتاب من الكتب كما كان السلف يفعلون وذلك من قبلهم هم لا أقصد الدارسين بل فليشغلوا أوقاتهم بهذا العلم الذي نريد إحياءه والتوسع فيه وتنمية الثقافة القرآنية ... وعندها تعمر موائدنا الخاصة والموائد العامة من منهل القرآن الذي لا تنقضي عجائبه من وجوه الحق و بالحق لا بالظنون وإحراج الناس بوجوه الأداء العجيبة .

الوقفة السادسة عشرة :
البشارة مفتاح نفسي والتقرب إلى الدارسين والحرص على نفعهم وتعليمهم وحسن تدريبهم والبدء بالميسور ومراعاة الظرف والمستوى والقدرات العقلية وإبعاد معالم التوتر كيف لا وقد قال تعالى : ( الرحمن ، علم القرآن .... ) فالرحمة مقدمة على تعليم القرآن فإذا لم تكن الرحمة ومنها البشارة وما تعنيه من البشرة المتفتحة الباسمة الفرحة إذا لم تكن مطية التعليم وفي ماذا ؟ في القرآن فعلى إخواننا أن يجعلوا علم القرآن وقراءته سهلا ميسورا ..
الوقفة السابعة عشرة :
الوسوسة عقبة خطرة تقود لها التخيلات التي يلزم بها دعاة هذا التوجه ويحرجون القارئ إلى درجة أن التفريق بين فتحة وفتحة ، و ضمة و ضمة ، وكسرة و كسرة ، رغم السياق السلس والمعنى الذي لم يخطر في بال القارئ اللاحن في ظن أصحاب الفكرة الجديدة ... نعم هذا التوجه جعل بعض الناس يرفض الصلاة إماما بالناس خوفا من اللحن على هذا المعنى رغم أنه كان يصلي بزملائه وأخشى أن يكون هذا الأمر ثمرة من ثمار الصد عن سبيل الله الصد غير المقصود طبعا من خلال إحراج مثل هذا الشخص ودفعه للبعد عن الإمام رغم أنه أفضل في القراءة من غيره ، ولما سألته عن السبب قال الحقيقة هي الوسوسة حيث أصبحت أفكر في الكلمة التي سأقرأ ها فأخطئ بما بعدها وهكذا شكلت الوسوسة مشكلة لي ... الله أكبر ما هكذا تورد الأمور . ... فنحن هنا أمام باب شر يجب أن يغلق حفاظا على سلامة الصدر وسلامة القراءة وفق السياق الذي يلزمنا جميعا بنصه ومعناه .
الوقفة الثامنة عشرة :
السياق ملزم وليس الدخول في الظنون والظن الذي في ذهن الشيخ لم يخطر في بال سامعه ولما نوقش الشيخ احتاج وقتا طويلا لإيصال فكرته لمحاوره وهي الفكرة التي لم يسعفه فيها السياق لا معنى ولا إعرابا بل تحتاج ليا لأعناق الكلمات وحركاتها لتتناسب مع الوسوسة .
ومما يلزم في اعتبار السياق مرجعا في القراءة وإبعادا عن التنطع وحدة المعنى الذي يندرج في نسق من الكلمات ، لاحظ مثلا ما يلي :
قرأ رجل ممن يتكسب بالقرآن آية ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوا واتقوا لعلكم ترحمون ) 55 الأنعام ، قرأ منها بترا من السياق لإرضاء زعيم قادم إلى حفل دعي إليه التالي : مبارك فاتبعوه واتقوا ....) ! ، فالسياق معنى وإعرابا لابد من مراعاته في الأداء فهو المرجع ، أما الاجتزاء وتخيل معان أخر يحاكم إليها أداء القارئ على نحو يشكك ويلبس ، فهذا مما تأباه السليقة العربية والسلامة الفطرية التي يقرأ بها الناس ، فدعوهم يقرؤون على سجيتهم بسلامة أداء ، دون إقحام لتخيلات تخطر ببال مثل أصحاب هذه النظرة .
الوقفة التاسعة عشرة :
النبر قد يحتاج إليه في بعض المواقف رغم أنه لا يحتاج التكلف وذلك فيما إذا حذف حرف لالتقاء الساكنين وخشي من اللبس كما في قوله تعالى :" واستبقا الباب " وقوله تعلى :" وقالا الحمد لله " وقوله عز وجل :" فلما ذاقا الشجرة " ففي مثل هذه المواطن قد يحتاج القارئ إلى ضغطة خفيفة أو نبر ما بعد الألف المحذوفة إشعارا بالألف ، رغم أن هذه النبرة قد تستغل ، أو تحتاج تكلفا مبالغا فيه ، وترك الأمر على ظاهر القراءة وفق الحروف والحركات أولى ، وبخاصة عندما تكون القراءة حدرا ، كما أن السياق هو المخرج فكون الألف ألف تثنية يحدده سياق القصة ، قارن هذا مع قوله تعالى : " وقيل ادخلا النار " فألف التثنية ستحذف لالتقاء الساكنين ويصبح النطق هكذا : " ادخلنَّار" فأين ألف التثنية ؟ لقد سقطت وسقوطها غير مخل بالمعنى رغم أن المبنى نقص ولكن المبنى يوضحه الإعراب الذي يشكل ركنا من أركان السياق فلو كان الفعل للمفرد لكان النطق هكذا :" ادخل النار " بكسر لام ادخل ..
الوقفة العشرون :
يرى البعض أن الوقف على الهمز يستلزم ضغطة أو نبرة تنهي النطق ، لإعطاء الهمزة حقها من الظهور ، كما في الوقف على همزة :" السماء ، السوء ، شئ.." والحقيقة عندما ندقق في هذا ونبحث عن وظيفة المد قبل الهمزة لوجدنا المد فسحة لعضلات الأداء أن تغلق المخرج دون الكلفة التي يعبر عنها بالنبر ، لأن الذي لا يحقق الهمز قد ترك مخرج الهمزة مفتوحا ويصبح النطق هكذا :" السما " دون همز ،.. وهي قراءة بعض العرب .
إن النبر تكلف ولغة القرآن سهلة ميسورة وما مدودها و غننها إلا تجاوب مع جهاز النطق عند الإنسان ، وعندما نلغي المد من مثل كلمة " السماء " فسوف نقع بالنبر وهي لغة مستثقلة ، لأن انتقال القارئ من مخرج الميم إلى مخرج الهمزة دون منح المخرج زمنه الكافي سيؤدي إلى النبر فجرب بنفسك النطق ستجد النبر منضافا إلى قوة الهمزة مما يزيد قوتها ويخرجها عن حد السواء والنطق اللطيف ، لأن المطلوب كما قال الإمام السخاوي في عمدة المجيد :
فإذا همزت فجئ به متلطفا من غير ما بهر وغير توان
إذا لابد من اللطف في الأداء وهذا المد قد أعاننا ويسر لنا الأمر ، ومن هنا أجد الأمر أيسر من القول بالنبر والله أعلم .
الوقفة الحادية والعشرون :
مستوى القراءة : القراءة في عرف القراء مستويات ثلاثة التحقيق والتدوير والحدر ومعلوم أن القراءة بالحدر تعني الاختلاس في الحركات والمدود والغنن .... وبالتالي فما ينادي به أصحاب البدعة الجديدة في القراءة وأرجو قبول تسميتها بدعة بما أنها لم تبن على أصل عند أهل القراءة من السلف فهي جديدة كل الجدة ,, نعم ما ينادي به إخواننا لن تسعفهم به القراءة بالحدر ..
الوقفة الثانية والعشرون :
إذا اكتشف شخص خللا وأمكن وضع قاعدة ضابطة له ولأمثاله فلا بد أن تكون قاعدة سليمة تحفظ مسار نفسها ولا تنخرم أو توقع في اللبس وتقتحم على الناس مواطن السلامة في الأداء ، ومادام الأمر قد وسع السلف الذين كانوا جهابذة هذا العلم فليسعنا ماوسعهم وتحفظ على الناس سلامة صدورهم ونبعد عنهم أسباب الشك والريب في المعاني .. فالكلمات التي يطرحها أصحاب هذا الرأي تولد فضولا في تصور كلمات تنشأ عن تقطيع كلمة أو تركيب بين كلمتين أو ... وهذا مزلق خطر ومنعرج يحيد بالقارئ عن سلامة الصدر .
الوقفة الثالثة والعشرون :
حديث الماهر بالقرآن ..." حديث أستشف من بين ثنايا كلماته وسطوره قيما تربوية ومعالم دعوية ورؤى تواصلية لها من السمو والرفعة ما يمتد عبق خيره ليشمل الزمان والأشخاص .. يعطينا المهارة القرائية هدفا ساميا على مستوى الأمة هدفا نصبه الشارع أمام الأمة ولكن لا أمام أنه هدف يجب على كل فرد تحقيقه ، فرض عين فإنه أمر بما يشق بما أن المهارة تحتاج حيثيات وإمكانيات وزمن وتكاليف والناس توزعت طاقاتهم في أرجاء الحاجات الواسعة الممتدة وفق تخصصات عمران الحياة كما نطقت به الآية " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ..." فالمهارة تتحقق ولكن متى وكيف وممن ولماذا ...؟ فالحديث يضع الدعاة أمام حدين حد أعلى وهو طرح علينا تحقيقه في الأمة و على أعضائه أن ينهلوا قدر طاقتهم وعلى المعلمين أن يراعوا ذلك،.
ولقد قدم حدا أدنى من ا لمهارة تكريما لأصحابه وتحفيزا لغيرهم وعلى المعلمين وهيئاتهم أن يكتشفوا عوامل بناء المهارة وشرائط تحققها مادية ومعنوية.. وليكونوا كما نص الحديث هداة في هذا الباب فالمتعتع سمة تعبر عن شريحة تقضي ظروف الحياة وجوده ، كل منا متعتع في غير تخصصه حاذق في مجاله كي يبقى الناس على تواصل واحتياج لبعضهم ولا يكتفي امرؤ بنفسه ولا بقدراته هكذا خلق الله الخلق لتعمر الحياة وتبدو شيقة متكاملة
الوقفة الرابعة والعشرون :
السياق مطلب اللغة والبيان ومحور السلامة في الأداء ومرجع التقولات الناشئة عن مثل ما تصور أصحابنا .. ونظرا لقيمة السياق في الأداء جاءت كلمات قرآنية على رسوم خاصة بها لربط القارئ بالسياق معنى ولو على حساب بناء الكلمة لاحظ رعاك الله كلمة :"ويكأن الله .." فـ :" وي " كلمة و " كأن " كلمة رسمت الكلمتان موصولتين حفاظا على معنى السياق كي لايخطر في بال القارئ أو السامع أن :" وي " للتحسر ، ثم يبدأ :" كأن الله يبسط الرزق .." فالله تعالى يبسط الرزق لاكأنه يبسط الرزق سبحانه وتعالى وحرصا على بقاء معنى السياق محافظا عليه وصلت الكلمتان مراعاة لهذا المعنى والله أعلم . وكلمة :" نعما .." تجد أن كلمة :" نعم " فعل لإنشاء المدح و"ما " موصولية وهي في محل فاعل لنعم ، وكي يحافظ على هذا المعنى وكي لايخطر في البال أن ما متعلقة بما بعدها وبالتالي يصبح اللفظ هكذا : مايعظكم به .." أي نفي وعظ الله تعالى للعباد بكلامه وهذا معنى قبيح ، لذلك وصل الجزءان بكلمة واحدة حرصا على معنى السياق والله أعلم .
الوقفة الخامسة والعشرون :
لقد كتب بعض أهل العلم والنظر (1) نظرات ومباحث علمية تحاول استقصاء موضوع التجويد وأحكامه وأقوال العلماء فيه والمراد من التجويد وكيف تجشم بعضهم تحميل الأمور ما لم تحتمل ، وجعلوا التكلف مطية أدائهم وأرهقوا ألسنتهم وأنفاسهم كي يوصلوا للسامعين نغمة ما أو مبالغة في ممدود أو تلوكا في خديه
(1) مثل كتاب فتح المجيد للدكتور سعود الفنيسان .
وتمطيطا في شفتيه ومبالغة في تجافي فكيه وكأن القراءة شد في العضلات وإنهاك للأنفاس ... ، بينما الذي يسمع أهل القراءة المتقنين لا يجد منهم إلا ما يسره وترتاح له أسماعه وتتأثر به مشاعره ويأنس له وبه قلبه ، وتحلق روحه في عالم السمو تدبرا وتعجبا من عظمة كلام الله تعالى ، وما فعل هذا القارئ أكثر من أن ضرب بقراءته على أوتار معان نبهت غافلا أو أحيت ميت قلب أو هيجت أملا أو ورثت ندما ، أو أبكت عيونا ... ولقد صليت في الجامع الأموي بدمشق خلف الشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة صليت صلاة التراويح ولقد كان يقرأ جزءا في كل صلاة تراويح يوميا ولكنها كانت غاية في المتعة والتأثير والتدبر إلى درجة ما كنا نتمالك أنفسنا من التأثر فلقد بلغ بنا البكاء حد النشيج مرارا ، مع ملاحظة هامة هنا هي هدوء قراءة الشيخ وتسلسلها وترابط المعاني ترابطا لم يحرج الشيخ على كبر سنه حيث كان حينها شيخ قراء دمشق قراءة سهلة دون تشدق ولا تمطيط ولازعيق ... فسبحان من وهب بعض عباده صدارة في تعظيم وتعليم وترغيب العباد بكتاب رب العباد.
إن بعض من كتبوا تلك الكتابات لم يكتبوها إلا ردا لغلو وتنطع يجافي يسر القرآن الكريم ويجافي نشره والتوسع في نشره ونشر معارفه بن العباد ، كيف لا ونحن اليوم على أبواب هجمة جديدة تتعرض لها الأمة في دينها ونبيها وكتاب ربها ومبادئها ... فهل نرتضي انتشار ذلك التنطع الذي يشكل نوعا من الصد عن كتاب الله وإشغالا للناس عما هو أهم ، بل ويخشى من كونه إفساد ا يقحم على الكلمة القرآنية ولايسعنا هنا إلا أن نأخذ بسد الذرائع فلا نسمح بهذه الأقوال ولا ننشرها بين الناس ... ، ولنترك الناس يقرؤون على فطرهم التي تقبل على الله من خلال كتابه تعظيما وترتيلا وتعلما وتعليما وتفسيرا واستنباطا ، فلا نقحم عليهم معان هم في غنى عن التطرق لها والكتاب في غنى عن ذلك كذلك والأمة اليوم في غنى عنها كذلك .. وقبل وبعد هذا أجيالنا لا يليق بنا أن نشغلها بما لا ينتهي إلا إلى الشك والتلاعب بالألفاظ القرآنية ، ويكفينا أن مثل هذه المعاني الدخيلة ليس لها مثل قرآني ، ولعل هذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم .. والله أعلم .
الوقفة السادسة والعشرون :
إن التركيب الناشئ من نظرة أصحاب هذه الدعوة سيؤدي لتحليل الكلمة وتحليل الجملة بل وتحليل الآية لنجد أنفسنا أمام معان وعبارات جديدة وإغراق في تيه جديد لم يعن عليه السياق بما أنه تركيب من التركيب ، لذلك ستجد القارئ نفسه أمام ما يلي :
* قول الباري عز وجل : ( الحمد لله رب ..) هل يقبل دعاة الفكرة الجديدة أن تكون كلمة الله في أدائنا للآية من اللهو ولا فرق في الأداء بين الكلمتين فما المخرج هنا ، أي كأن القارئ لها نطقها هكذا : اللاهي .. وفي بسم الله .. وما شابه ذلك ..؟
* قوله تعالى : ( وأنَّ الله ..) هل أنَّ هنا أداة التوكيد والنصب أم هي فعل أنَّ من الأنين ، وبالتالي يوسوس القارئ بمعنى لا يليق التفكير فيه لأنه يضيف للباري عز وجل معنى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
* وقوله : ( ولما ) هل لما هنا هي الظرفية أم فعل لم يلم منها اللمم ..؟ بما أن الأداء في الكلمتين نفس الأداء ..
* وفي آي’ : ( أعمالهم ..) هل نقبل فكرة أصحاب الدعوة الجديدة ونقول للقارئ قراءتك جعلت الكلمة على المعنى التالي : أعمى لهم .. أي من شخص منسوب إلى العمى وأنه لهم ..!
* وقوله ) إن أجري..) لو قرأها على تسكين الياء كما في بعض القراءات فهل الكلمة من الأجر أم من الجري؟!
*وقول : ( ولئن سألتهم من خلقهم ) ما رأي الشيخ في هذه الكلمة القرآنية هل مَن هنا مفعول به أم مبتدأ ؟ فهي على تأويل دعاة الفكرة تحتمل أن تكون أحد الأمرين ، فإن كانت مفعولا به أي إن طلبت منهم الذي خلقهم فيصبح الأمر متعلقا بمعط ومعطى والعياذ بالله ، أما إن كان على الابتداء فهو المناسب للسياق والمعنى .. فكيف نخرج من الإشكال ؟
* وقول الله تعالى : ( ولقد فتنا ..) هل نا هنا نا الفاعل أم نا المفعول ؟ والأداء في الحالين واحد .
* وقوله سبحانه : ( على كل شئ قدير ) هل على هنا الحرفية أم فعل العلو والأداء الصوتي واحد ؟
وقول الحق عز وجل : ( أولئك الذين ..) هل تخرج على رأي أصحاب الفكرة فيصبح الأداء" أولاء كالذين ..".
* بل قد نقحم على الناس معان قبيحة لاتليق بالعاقل فضلا عن أهل القرآن ، فلقد سمعت شخصا يقول مازحا وهذه حقيقة وقعت أمامي قال رجل إنجليزي لرجل تقولون عن القرآن قد حوى كل شئ أخذا من قوله تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) فهل فيه ذكر الضابط الإنجليزي كوك الذي كان يعمل في الأردن ؟ فقال له الأردني نعم ، فقد قال تعالى : ( وتركوك قائما ..) ! .
* وكيف نخرج كلمة " فاتقوا .." هل هي من التقوى أم من التفتيق وأداؤها هكذا " فتًّقوا " ؟ .
*وكيف نقول لمن يتصور كلمة رب من قوله تعالى : " رب السموات والأرض " وخطر بباله أن رب هنا فعل أمر من التربية .
* وفي قوله تعالى : تزاور .. " هل هي من التزاور أم من الازورار ؟ .
* وقوله تعالى " وترى الشمس .." هل أداء وترى من الوتر أم من الرؤية ؟! في ذهن أصحاب الرأي الجديد وبخاصة عند من يقرأ بالحدر ؟
* وفي قوله تعالى :" وزدناهم / هدى .." هل نقحم على القارئ والسامع المعنى المفصول بين " زدنا " وهم هدى ؟!
* وفي قوله تعالى :" أفلا تعقلون " هل أفلا ،، تخطر في البال من الأفول " .. وهنا مشكل آخر مفاده هل سننبر الأحرف كلها الهمزة والفاء و لا ..؟ وبالتالي نلزم القارئ المتعلم بتكلف يذهب عن قراءة كتاب الله ما تستحقه أدب ..
* وفي : كالوهم أو وزنوهم ... ذكرت لدى السلف من باب الفصل ،، وإذا قيل كالو..هم ، مع فصل كما تشير النقاط لن يستقيم السياق وهنا لابد أن يرد السياق هذا القارئ ، وفي " وزنو .. هم ، لا يستقيم ، لأن من يفعل هذا يعد من المتلاعبين بالألفاظ والقريبين من الزندقة ، ولا يدرج في فئة أهل القرآن ، كما أن الفصل المتصور في جزء " وزنو .. هم " لا يؤيده أداء ما قبله " كالوهم " لأن هذا يعني قراءتها " كالو .. هم أو .." فما المعنى الذي ينشأ من " هم أو " ..؟ فهذا الربط بهذا القيد يمنع قبول رأي من يظن هذا ويدرج في إطار المتلاعبين باللفظ القرآني .
*وفي قوله تعالى :" قال لهم " إذا قرئ بالإدغام لأبي عمرو سيصبح أداؤها هكذا " قالَّهم " فكيف سيصبح المعنى ، والأداء نفس الأداء فهل هي من القول أم من المقالة ؟.
* وكذلك لأبي عمرو في نحو " نحن له " سيصبح " نحلَّه " هل هي من نحل له ، على ظاهر الأداء أم نحن له كما هو الأصل .
* وقوله تعالى :" من راق " على قراءة الإدراج سيكون أداؤها هكذا " مرَّاق " فعلى ظاهر لفظها تكون من المروق ، فما المخرج ؟
* قوله تعالى : " ولي دين " على قراءة من يسكن الياء ، فما المعنى الذي يراه أصحاب الرأي الجديد ؟ هل هي بمعنى " لي " إشارة الملكية ؟ أم فعل : ولي يلي ..؟ أم " ولي " من الولاية ..؟
* وفي قوله تعالى :" حتى إذا جاءه لم يجد .." هل إشباع هاء الضمير يسمح بتصور كونه ضميرا منفصلا هو هكذا : جاء هو لم .. وهاء الضمير لابد من إشباعه والأداء واحد ؟!
* وفي قوله تعالى :" فترى الودق .." فترى الودق .." هل فتر من الفتور أم ترى من الرؤية ، وبالتالي كيف نميز دون السياق بين الأداءين وبخاصة في قراءة الحدر ؟!
* وفي قوله تعالى :" إنا على ذهاب ." هل إنا هنا فعل أمر من الأنين والمخاطب مثنى أي يطلب منهما الحزن والأنين على ذهاب .. والعياذ بالله ..؟! وكيف المخرج من حيث الأداء ؟!
* وفي قوله تعالى :"تريدون عرض .." هل نقرأ الآية هكذا : تري / دون عرض ..، والأداء واحد ؟ !
* وكذلك إذا قال قائل إن قوله تعالى : ( ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض ..) أوقع الظلم على ما فأصبحت مفعولا ، فماذا نقول ؟ .
* وفي قوله سبحانه ( فأما اليتيم .. ) تجد أن كلمة " أما " وصلا تؤدى فتصبح "أمَّ..) لفظا وهي بهذا لن تختلف عن معنى كلمة "أمَّ يؤم .. " من الإمامة في الصلاة ولا مخرج إلا السياق فتنبه أخي صاحب الدعوى .
* والحظ رعاك الله قوله تعالى :" السائل " في آية " وأما السائل ..) ستجد نفسك أمام معنى قد يخطر في البال كما يعتقد أصحاب تحميل قارئ القرآن ما لم يحتمله السياق فهل يخطر في بال القارئ أو صاحب الدعوى أن السائل هنا من السيلان ؟ ! حقا إن هذا لشيء عجيب من الاستنتاج .
* والحظ قوله تعالى : ( وهل أتاك حديث موسى .. ) هل يمكن إقحام المعاني الجديدة وجعل الناس يفكرون فيها هنا ، حيث يمكن تصور اللفظ التالي : وهل أتى كحديث ..) منزوعة من السياق ؟ !

* وفي قوله تعالى :" قال لهم " على قراءة أبي عمرو بالإدغام الكبير وتصبح هكذا " قالَّهم " كيف سيتحقق النبر أو ما في ذهن أصحاب الفكرة .
* واعلم رعاك الله أن من وجوه إعجاز هذا الكتاب أن الكلمات التي خطرت ببال هؤلاء الإخوة ليس لها المقابل الذي يخافون منه حسب تصورهم للحن ، فلا يوجد في القرآن كلمات : لمع من اللمعان ، إن الله لمع المحسنين .." ولا " الوحل .. من : أوحى لها .. ولا فقع .. فقعوا له ساجدين .. ولا فقس .. فقست قلوبهم .. ساءلهم .. ساء لهم يوم القيامة حملا ..ولا ومض ،، ومضى مثل الأولين .. ولا وتر بمعنى قطع على هذا اللفظ .. وترى الذين ..... ولا وكف .. وكفى بالله .. ولعل هذا مجال مناسب للكف
* وهل نفتح الباب لتصبح الكلمة قابلة للانقسام إلى معان نحو : يريدون وجه .. التي ستصبح هكذا : يري دون وجه ..
* وهذه كلمة : " النسئ " من قوله تعالى :" إنما النسئ زيادة في الكفر .." عند الأزرق وأبي جعفر ، تقرأ " بالياء المشددة ، هكذا :" النسيُّ " ، هل هي مبالغة من النسيان ؟ ! .
* وهذه كلمة :" ويبشر " من قوله تعالى : ويبشر المؤمنين .." يقرأها حمزة والكسائي بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين ، هكذا : يًبْشُر .. فما المعنى الذي سيخطر ببال أصحابنا هنا ؟.
* وكلمة :" المأوى " من قوله تعالى :" جنات المأوى نزلا .." السجدة .. يقرأها الأصبهاني عن ورش وأبو عمرو بخلف ... :" الماوى " هل يصبح الداء قابلا لمعنى جديد هو : جنات الما وانزلا .. ؟ ! . بمعنى الماء مخففة الهمزة ..؟ .



وهكذا أجد نفسي ملزما بأداء النصيحة لله تعالى وكتابه وللمؤمنين وفق ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام ، ولا ينفك الأمر عن كل من لديه شئ من علم في هذا الجانب ، ولا أقول هذا إلا بعد عرض هذه الكلمات على كثير من الذين يترددون على المسجد وغيره لعلي أجد من خطر بباله مثل تلك المعاني التي نصب لها أصحاب الدعوة نفوسهم منافحين وإليها داعين وعلى نهجها سائرين ، ولا يسعني إلا أن أقول لهم هونوا على أنفسكم وعلى طلبتكم ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ، ولن يشاق هذا القرآن أحد إلا غلبه ، فلا تشاقوا في كتاب الله ولا تحرجوا عباد الله .
إن المعاني التي تبنون عليها دعوتكم هي معان استحضرتموها في أذهانكم ورسمتم على وفقها تخيلات
اللحون ، في حين لم تخطر هذه المعاني في بال الناس ، فأين التيسير وأين الرفق الذي نصبه الدين الحنيف قيمة تربوية ونبراسا للدعاة ، وفي مقدمتهم ، معلمو القرآن الكريم في مجالهم ؟

الوقفة السابعة والعشرون :
اعلموا رحمكم الله أن سلامة الصدر تقتضي البدء مع المتعلم مما يبشره ويفتح أسارير قلبه وتقبل ما هو عليه من معرفة كي ينطلق على نحو إيجابي ، والذي يبدأ به أصحاب هذه الدعوة هو البدء مما يصد النفس ويضعف الدافعية ويحبط الإقبال ، فكم من الشباب جاء شاكيا متذمرا من البدء ، حيث يكلف الشخص بقراءة الكلمات التي يتصور صاحب الدعوة أنها محك ومدخل للحكم على مدى إتقان الشخص لهذا الفن ... ونسي هذا الشيخ أن هذا ليس مورد التعليم ولا بابا له ، وما كان هذا نهج السلف ، إذ إنهم يبدؤون مع المتعلم بداية الترغيب ، ولذلك عندما يبدأ المتعلم من قصار السور تلك السور التي لا تنطوي على طلاسم أصحاب الدعوة الجديدة ولا كلمات مشكلة حسب ظن رواد اللحن بل أهل التجديد في اللحن ، نعم يقرأ السور القصيرة فيستقم لسانه ويتدرب في ممارسته فلا يحتاج ذلك التنطع ، وهكذا سهل الشيخ عليه فلم يستحضر كلمات التحدي التي تؤذي القارئ في تعلمه وتؤذي كتاب الله في التعنت الذي يمليه أصحاب هذه الدعوة .
الوقفة الثامنة والعشرون :
لقد سألت الكثيرين عن الألفاظ التي ظنها أصحاب الدعوة الجديدة ، هل خطر ببالكم معنى آخر من هذه اللفظة أو تلك ؟ ومن الكلمات التي عرضت كلمة : فقست ، فقعوا ، أوحى لها ، وإن الله لمع ، .... من خطر بباله أن كلمة " فقست " من الفقس ؟ وكلمة " فقعوا " من الفقع ، وكلمة أوحى لها من الوحل .. والخيرة من اللمعان ؟ ولقد كانت إجابات الجميع بين أعوذ بالله من الشيطان .. وبين أبدا ما خطر ببالي ذلك ...
أمام هذا لا يليق بنا أن نقحم على كتاب الله ما ليس منه ونترك الناس يقرأ ون على السياق .. رحم الله الجميع بواسع رحمته وردنا إلى ميسور كتابه وأبعدنا عن الغلو في تعليم عباده . نعم هذا جواب الفطرة وأصحاب الصدور السليمة التي تعبد الله بقراءة كتابه على ما سلم من المعاني في الصدور ، لا على ما يحتمل من وجوه اللفظ ، ما صح منها وما لم يصح ، وأكد الجميع أن هذا ما فكرنا فيه أصلا ..
لقد جاء بعد مدة فقال : الحقيقة أنني في البداية وقبل سماع هذه الأفكار من أصحابها ما كنت أفكر إلا في سياق النص ويدور فهمي وتدبري في إطار المعنى الذي يعرضه النص ، غير أني بعد سماع هذه الأفكار بدأ تقليب الكلمة في ذهني فوصلت إلى معان أشغلتني إلى أن وصلت للقناعة بضرورة البعد عن هذا ...
الوقفة التاسعة والعشرون :
لقد قرأت النشر في القراءات العشر لا بن الجزري وهو إمام هذا الفن كما هو معلوم وكذلك الشاطبية وأنعم بها من نظم بزت غيرها من المنظومات وأصبحت مرجع الناس وتلقيت بالقبول والثناء ، واطلعت على شرحها... كما أن الشيخ محمد الضباع رحمه الله تعالى وهو إمام القراءة في زمانه ، له كتاب بعنوان " الإضاءة في بيان أصول القراءة " جمع فيه مصطلحات خاصة بعلم التجويد والقراءات وأصول كل قراءة ورواية فلم يذكر هذا الذي تنطعوا فيه ، وأحرجوا الناس في تخيله فضلا عن أدائه ...
الوقفة الثلاثون :
من المتعة في علم القراءات أن الدخول في رياضه والتنعم بين جنباته والإنس مع أهله يمنح القارئ معالم التيسير والبعد عن التنطع والتعسير ، أما من يحتج بأنه حق كتاب الله وأنه لا يجوز أن نخالف في حرف ولا في حركة ولا في صفة .. ويقحمون ما ينبغي وما لا ينبغي فهذا من التنطع والغلو والمبالغة وإشغال الناس بوجوه تبعدهم عم القصد .. نعم تبعده عن التعسير وتستكشف أساليب تسهل إيصال المراد دون إجهاد للنفس بالمعسرات وتخيل المشاق من اللفظ وإلزام المتعلم بها و إلا فهو .. وهو ..
الوقفة الحادية والثلاثون :
حافظ علماء العربية والقراءة على نسق الكلام وجماله ورقة اللفظ وعذوبته ، فهذا علم الصرف و فيه ما يسمى بالإعلال الذي ينقل اللفظ عن أصله الذي بني عليه ويلطف فيه وفق قواعد رائعة يسهل النطق بها ويجعل اللفظ جميلا لطيفا ، فهل على القارئ أن يعود إلى أصل اللفظ كما يتصور إخواننا أصحاب الدعوة الجديدة التي يتخيلون فيها اللحن ثم يلزمون القارئ بأنه على هذا النسق نطقك يؤدي إلى كذا ؟ ! .. وكذلك علماء القراءة والعربية عندما يأتون إلى كلمة فيها حرف مرقق وفق القواعد فإنهم يفخمونه مراعاة لما بعده حرصا على نسق صوتي أفضل مثل كلمة " قرطاس " ونحوها ، فعلى القارئ لأن يفخم الراء لتتسق مع الطاء كما أن الانتقال من مكسور هو القاف إلى مرقق هو الراء ثم الانتقال إلى مستعل بمرتبة هي الأعلى فيه نبو في اللفظ يحتاج تكلفا ، لذلك تنحى العربي عن ذلك ففخم الراء كي تتناسب مع الطاء مما أضفى على اللفظ يسرا وجمالية ، و في هذا الإطار سنجد لفظ الجلالة "الله " من قوله تعالى " الحمد لله " الذي أبقاه العرب والقراء على نسق الترقيق ، فلم يقحموا الغلو ، الذي تصوره أصحاب الدعوة الجديدة لأن المسلم يقرأ على السياق إذ إنه وفق منهجهم سيصبح اللفظ هكذا " الحمد للاهي " أي من اللهو فلم لم يغير العرب والقراء اللفظ خوفا من هذا المعنى قياسا على كلمة " قرطاس " فيبقوا على اللفظ بتغليظ اللام من " الحمد لله " ونحوها ..؟!

الوقفة الثانية والثلاثون :
لقد اعترض أصحاب التخصص الشرعي والمشرفون على التربية الإسلامية في المنطقة عندما بدأ الشيخ معهم بمنطق التحدي والغرور لإثبات عجزهم وأنهم ... و أنهم .. ، ولاحظوا التنطع والغلو في تناول الأمر فما كان منهم إلا أن اعترضوا وألغوا اللقاء وكانت ضربة مؤسفة لخلفية متنطعة ، ولو كان الأمر بحجة حماية كتاب الله ، وليكن معلوما أن حماية كتاب الله لا تبدأ من هنا ، ..
هل يليق برواد التخصص أن يُـتهموا بالعجز والقصور على هذا النحو الذي ينطوي على نوع من الغرور والاستعلاء على هيئة شئ يسمى التحدي ... وممن ؟ من زميل لهم حصل على رواية حفص ، وبدلا من أن تكون هذه المعرفة طريق رفق ولين ورحمة بمن لا يعرف ، أصبحت ذريعة لما لا يليق ..

لذلك أدعو أصحاب هذه الدعوة إلى تقوى الله تعالى والبعد عن هذا الورع البارد الذي يشعر صاحبه بالبعد عن إثم حسب رأيه ليقع في إثم لأعظم خطره يتعدى على كتاب الله وعلى عباده .. وأقول دعوا على سلامة صدورهم ويسر فهمهم ، وليسعكم ما وسع السلف فلسنا أتقى لله منهم والله أعلم .

الوقفة الثالثة والثلاثون :
اللحن الخفي واللحن الجلي مجالان ، على قارئ القرآن الاطلاع عليهما ، ومعرفة عوامل الوقوع فيهما ، واللحن الخفي لا يبدأ به مع الدارس مادام اللحن الجلي غير مدروس وغير مستوعب ، أما أصحابنا فكأنهم يريدون البدء باللحن الجلي مع ما فيه من سد منافذ ترغيب التعلم ، إذ إن تصور هذا اللحن يحتاج دربة ومرانا وممارسة مع اللفظ القرآني ، وبخاصة في عصرنا الذي استعجمت فيه الألسنة ... فكيف يبدأ من الخفي قبل تحقق القراءة المعربة وسلامة الحركات ، إذ إنها هي المعول عليها في بيان المعاني ومواقع الكلمة في الجملة والجملة من الآية ...

الوقفة الرابعة والثلاثون :
المحافظة على السياق أساس في كتاب الله ، وقد يتغير اللفظ وتركيب كلمتين أو مجموعة كلمات ، سعيا للمحافظة على السياق ، مثل كلمة :" نعما " فهي مركبة من : نعم ، و : ما ، فالثناء هنا مقصود به الأمر الذي وعظنا الله به ، وليس المقصود هو الثناء على الله رغم أن الله تعالى أهل الثناء ولكن السياق لم يسق هنا لذلك ، ولذلك لا بد من الوقوف عند السياق والإعراب .
الوقفة الخامسة والثلاثون :
في قوله تعالى : " أن اغدوا .." و : " أن امشوا .." و : " أن اشكر لله .." حركة النون في " أن " هل هي الضمة أم الكسرة ؟ ولماذا على الحالين ؟ .
الوقفة السادسة والثلاثون :
راجع كتاب النشر للإمام ابن الجزري بدءا من فصل مخارج الحروف وكيف يقرأ القرآن وتعريف التجويد ، وما تشترك فيه الحروف وما تنفرد به ومواضع التفخيم والترقيق ، والحظ كذلك فصل التنبيهات في ختام فصل أقسام الوقف ، فيذكر مثلا ما قيل عن قوله تعالى : " سلسبيلا " حيث قد يخطر في بال بعضهم قراءتها هكذا " سل سبيلا " متجاوزا السياق ومجافيا المعنى المراد ، فرد ابن الجزري ذلك ردا قويا ، كما أنه رحمه الله لم يشر إلى قضية الحركات ، وما ينشأ عنها من لحون ، كما تصورها أصحاب الطريقة التعليمية الجديدة المحرجة للمتعلمين .. ، بل ستجد التأكيد الواضح على أهمية التزام السياق والبعد عن التعنت والتنطع ، ويبين السبب فيقول في نهاية التنبيه الأول ما يلي : ( فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق ) ، لاحظ قوله : تحريف للكلم عن مواضعه ، والحظ قوله : يعرف أكثره بالسباق والسياق . والحظ تمثيله على مواضع تفخيم الحروف حيث لم يذكر الكلمات التي يتصور نشوءها ... بل لم يذكر كلمات واضحة على طريقة أصحاب الدعوة والتكلف ففي الكلام على الزاي يمثل بكلمة :" كنز تم " التي يؤكد فيها على أهمية جهر الزاي والحذر من الهمس لأنها ستصبح سينا ، ومع ذلك لم يذكر الكلمة المقابلة التي تنشأ ، واكتفى بذكر ما ينبغي منحه للحرف من حقه في صفته ومخرجه ، بل في الضاد بيان واضح كذلك يمكن استشفافه في نفس ما أ قصد بيانه حيث لم يذكر الكلمات التي تنشأ عندما تتغير صفات الحرف نظرا لتأثره أو تأثيره بما قبله أو ما بعده من الحروف .

لذلك أقول ناصحا إخواني دعوا هذا الباب الذي إذا فتح سيفتح باب شر لا ندري أعماق خطره ولا وديان تيهه وفي ماذا ؟ في القرآن الكريم ! فلندع الصدور سليمة والمقاصد إيجابية والمشاعر خيرة بناء ة


هذا وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أخوكم
أكرم بن يوسف الحريري
 
أخي شعبة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لقد قرأت طرفا من كلام الشيخ الحريري وهو كلام جيد غير أني أنبه على أمور في هذا الباب :
1- الجزم بأن هذا من التكلف يحتاج إلى تأمل لأن القرآن كما هو معلوم يؤخذ بالتلقي وكون من قرأ عليه الشيخ كان لاينبه على هذا وقتا ثم أصبح ينبه بعد ذلك لايعني أنه أحدث طريقة جديدة ، بل هناك كثير من المقرئين ينبهون على ذلك ولقد قرأت على شيخي - وهو من أهل مصر - وكان ينبهني على ذلك .
2- هذا الترتيب الصوتي إن صح التعبير لاشك أنه يعطي دقة عند السماع أكثر من عدمه ، فلا يبعد أن يكون مستحبا أثناء القراءة ، ولكن مجال البحث هل يكون لحنا خفيا ؟ الذي رأيته من شيخي الاستحسان دون التشدد في ذلك !
3- ربما يكون ضمن الأمثلة المستعملة نوعا من التكلف ، فلا ينبغي سحب ذلك على البقية .
4- طرق الناس تختلف في توصيل المعلومة ، فمنهم من يتشدد دائما ولايفرق بين مسألة وأخرى ولذلك ينشأ عند الطالب ( المتلقي ) أن هذه المسألة ضرورة وإنما هي مستحبة أثناء القراءة !فينقلها لمن بعده بنفس التشدد !
5- إذا كان هناك اختلاف بين المقرئين في بعض مسائل التجويد مثل مسألة إطباق الشفتين عند الإقلاب بين السند المصري والسند الشامي فلا يبعد أن يكون هناك اختلاف فيما هو أسهل من ذلك وقل مثل ذلك في الضاد !
أخيرا أتمنى بعد ذلك :
1- ان يؤخذ آراء المقرئين الكبار في هذا ويستفتون فيها مثل الشيخ إبراهيم الأخضر ويحاول تنويع المخارج في السند حتى يحصل هناك غلبة ظن في المسألة .
2- لو ثبت وجود ذلك عند البعض دون بعض فأرجو أن تتسع الصدور لذلك لأن كل إنسان روى بما تلقاه عن شيخه وجزاكم الله خيرا .
 
أشكر لك أخي الفاضل تفاعلك مع هذا الموضوع...

ومما أضيفه في هذه العجالة ما يلي:

نقل لي أحد الأفاضل أنه سأل الشيخ المحقق عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ عن هذه المسألة فستحسن مذهب النبر وأخبره أن شيخه المقرئ عبدالفتاح القاضي -شارح الشاطبية- كان يراه.

وأيضاً كنت قد سألت الشيخ الدكتور حازم الكرمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية وباحث بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فقال لي:

أنه من تجويد القراءة ولا ينبغي التشدد فيه وقال أنه من المباحث التي تميز بها اهل التجويد وأبهروا بها علما اللغة -وذكر لي موقفاً يدل على ذلك نسيت طرفاً منه-

عموما جزيت خيرا على إضافتك القيمة......


وبانتظار المزيد من مشايخنا الكرام....
 
منقول


هذا نقل لما تفضل به (د. أنمار) في منتدى البحوث الدراسات القرآنية تعقيبا على الوضوع:


سبحان الله، اليوم كنت في صدد فتح هذا الموضوع للنقاش وأنا عائد من صلاة التراويح فإذا بي أراه قد غطى معظم ما أردت طرحه.

وللمعلومية:
فإن قراء الشام لا يؤيدون هذا المذهب.

أما قراء مصر فقد دخل عليهم هذا المبحث من علم الدراسات الصوتية الحديثة، ولا ذكر لذلك في كتب الأقدمين.

وقرأت نقلا عن الشيخ السيد عامر عثمان أنه رحمه الله كان يؤيد هذا النبر، بل وقد كنت ناقشت أحد القراء في الإذاعة المصرية عندي اسمه واسم شيخه السنة الماضية فقال لي أنه لم يتلق هذا النبر لكن الشيخ عامر في الإذاعة هو الذي أكد عليه التزامها، ومثله ينقل عن بعبض كبراء القراءات في مصر.

واعتراضي على من يتبنى هذا الرأي أن الخطأ (إن عددته خطأ) فيه منتنشر عند الطلبة، فأين من ألف في التجويد كابن الجزري في كتبه أو ملا على القارئ أو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري أو السفاقسي
والأخير يكاد لم يترك شاردة ولا واردة في أخطاء الطلبة إلا ونبه عليها لأنه في كتابه أراد استقصى معظم ما يخطئ فيه المبتدئ.

والذي أوده من مؤيدي هذا الرأي أن يذكروا مستندهم من كلام المتقدمين وإلا فهو اعتراف منهم بأنه ليس جزءا من التلقي المطلوب اتباعه.


====================
 
النبر في كتاب الله موجود لفظاً ولكنه مصطلح جديد عند علماء هذا العصر إلا أن المشايخ في القرن الرابع الهجري تحدثوا عن الطريقة اللفظية لبعض الكلمات القرآنية ووصفوها توصيفا دقيقا ولكنهم لم يسموها وباتباع نفس طريقة اللفظ سار عليها بعض القراء وهم تلقوها عن مشايخهم ، فكثير من أهل الشام ومصر والسعودية وأهل المدينة خاصة تميزت قراءتهم بالأداء او ما يسمى بالنبر وهم لم يحدثوا هذا من تلقاء أنفسهم بل تلقوه عن مشايخهم بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذكر أبي الحسن علي بن جعفر السعيدي المتوفى سنة 400 وقيل 410 هجري في كتابه التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ، في صفحة 34 في باب الياءات إذا انفتحت وما قبلها مكسور .
قال : وذلك مثل قوله تعالى : ( لا شية فيها ) ( ودية مسلمة ) ( الغاشية ) ... وما أشبهها ينبغي أن تختلس حركة الحرف الذي قبل هذه الياءات اختلاساً خفيفاً ، ولا تشبع كسرتها فتصير في اللفظ ياءين ، فإنك إن أشبعت كسرتها قلت : لا شيية فيها ، وديية مسلمة ، وحاميية ، لفظت بياء ساكنة وبعدها ياء مفتوحة ، وذلك غير جائز عند أهل الأداء .
فيجب أن تكسر الحرف الذي قبل الياء في هذه الحروف وأشباهها بمقدار الكسرة في العين من عِدَة ، والزاي من زِنَة ، والصاد من صِلَة ، وما أشبهها ، ويُفرق بين المختلس والمشبع في اللفظ . أه
نقلاً من كتاب رسالتان في تجويد القرآن , تأليف أبي الحسن السعيدي . تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد .
فمن هنا نجد أن النبر كان موجودا في تلاوة كتاب الله إلا أنه لم يكن له مسمى .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
موضوع له صلة منقول عن هذا الرابط:
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=55768#post55768

النبر في القرآن الكريم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
لاشك ان القرآن معجز في كل شئ من حيث ألفاظه ونظمه وبلاغته ، فالعلماء جميعا ينهلون من القرآن ، والكل يأخذ من القرآن ولم ينته عجائبه وحير البلغاء في دقة ألفاظه وتنوعه قال د/ فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني):" ولا شك أن كل كل مفردة وضعت وضعا فنيا مقصودا في مكانها المناسب ، وأن الحذف من المفردة مقصود كما أن الذكر مقصود ،وأن الإبدال مقصود ،وكما أن الأصل مقود ، وكل تغيير في المفردة أو إقرار علي الأصل مقصود له غرضه ".صـ6 ، هذا من جهة البلاغة ،ولكننا سنتحدث عن أسلوب جديد في قراءة القرآن وهو طريقة إلقاء الكلمة ـ بعيدا عن علم التجويد المدود وغيرها ـ حسب ما تقتضيه المعاني ، والذي يشرع في تعلم علم التجويد له أربع مراحل:
أولها : مرحلة الشكل(أي التشكيل) كيف يتعلم طرقة نطق الفتحة والضمة والكسرة،والذي يعبر هذه المرحلة يدخل بعدها مرحلة المخارج كيف ينطق الحرف وكيف يفخم ويرقق الحروف بحسب أحوالها ومن عبر تلك المرحلة دخل في الثالثة وهي المرحلة الحسابية حيث يتعلم مقادير المد الطبيعي ومقادير المنفصل والمتصل واللازم وحركتي الغنة وهكذا عن طريق العد أو بسط الأصبع وغيره حتي يتقنها سليقة وطبيعة دون عناء ، ومن انتهي من هذه المرحلة ــ ولا شك أنه سيكون مجيدا في القراءة ــ يدخل في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المهرة المتقنين وهي النبر،قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)" فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين ، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعني الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر، وكذا لو قرأ " فَسَقي لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقي "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" وكذا لو نطق " وسعي لها " وكأنها من من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير ، وكذا " فهدي " ليست من الفهد وإنما من الهدي ، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر علي الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرا مثل قوله تعالي:" :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعني من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلي ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب ،وكذا قوله تعالي :" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا غير مراد في الآية .
فينبغي للقارئ أن ينتبه لمثل هذا ،ولنذهب سويا لكي نتعرف علي النبر..قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض " وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق ،والنبر :إظهار الهمزة مثل:دارأ في داري" والذي نحن بصدده: :" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت وهذا الشئ قديم وهو تميز المعني بطريقة الأداء فقد ذكر د/ جبل ود/ غانم قدوري ما قاله النسفي في سورة يوسف وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ :" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي(المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف"{ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ } بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز ، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله ." ا.هـ فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط ،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ...) .انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري . ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء ، وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)" { وَإِذَا كَالُوهُمْ } يعني : إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل { أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } يعني : ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني : كالوا ثم قال : هم وكذلك وزنوا ثم قال : هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي : كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587
ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ(هم)علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل ،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم)في حالة تنغيم (هم)مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم)في (هم يخسرون)مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا،وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص)وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر..تحقيقات في التلقي د/جبل وقال الزمخشري:" { والذين يَجْتَنِبُونَ } عطف على الذين آمنوا ، وكذلك ما بعده . ومعنى { كبائر الإثم } الكبائر من هذا الجنس . وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه : كبير الإثم هو الشرك { هُمْ يَغْفِرُونَ } أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب ، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس ، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ ، وإسناد { يَغْفِرُونَ } إليه لهذه الفائدة ، ومثله : { هُمْ يَنتَصِرُونَ } [ الشورى : 39 ] .يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم)المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق
ولابد أن نعرف ليس الأمر مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعني ،اما مالا يؤثر في معني نحو النبر في (يعظكم ـ يعدُكم) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلي اختلاس حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة ، وكما يفعله البعض في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي(أفلا) ويظن أنه يفرق بينهما ، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي وردت مختلسة ، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ علي (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام ،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا خطأ مما لاشك فيه ـ كما بينا ـ .
والسؤال :ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟؟؟
قال د/ جبل :" 1. التركيب المكون من ثلاثة مقاطع ..مثل فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) تنبر القاف ، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين ، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا)تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
ونري أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها....
زيادة توضيح:
إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل) وكذا الأفعال المضارعة مثل ( يقول ) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل( أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل(فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلي نبر لأن نطقها متميز المكونات .
2. حروف عطف أحادية تليها حروف جر أحادية داخلة علي ضمائر مثل ( ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ فبما ) والنبر فيها يكون علي حرف الجرـ أي علي المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره مفيدا حتي لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ )وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن والمهم أنه لا ينبغي أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معني الكلام أو يساعد علي إبرازه بأن ينبه إلي ان المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلي أن المقطع بداية بشبه الجملة لجملة مستقلة .
3.النبر في الحرف المقطعة .
أولا إن +ما ،أن +ما) التراكيب المكونة من أن المشددة مكسورة الهمزة او مفتوحتها +"ما " موصولة أو غير موصولة ،والقاعدة التي أطمئن إليها في هذه التراكيب هي نبر (ما)التي ليست اسم موصول سواء رسمت متصلة بما قبلها أو رسمت منفصلة عنه :أ ـ ما تنبر فيه(ما) بعد (إنّ) (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِين) الأنعام 134(َ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) النحل 95( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) طه 69 (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) المرسلات. وقدر رسمت "ما" في هذه المواضع متصلة بأن عدا موضع الأنعام ،، وباقي ما جاء في القرىن وهو 141 مرة ـ حسب ما في معجم حروف المعاني ـ فغن ما فيه كافة فلا تنبر... فالذي ينبر من (إنّ + ما) هو خمة مواضع فقط
ثانيا: ( أنّ + ما) لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ..(178) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ...(41) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ... (19) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ... (62) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ...(30) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ... (27) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ...ر (43) ( وقد رسمت آيتا الحج ولقمان 30 مفصولتين)
وأما قوله تعالي:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ...(49) و" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) فالراجح ان "ما" فيهما كافة فلا تنبر وقد رسمتا بالاتصال .
الخلاصة : أن الذي ينبر من (أن + ما) هو ثماني آياتٍ الأولي وما عداهما ـ اثنان المائدة 49،92 وأحد عشر موضعا آخر( الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 50 ـ ص24 ، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20 )= لانبر فيه
ثالثا: (كل + ما) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالي :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... (34)" وما عدا هذا الموضع لا ينبر مثل : ...كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا ... (91) "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... (44) والمواضع الثلاثة رسمت في المصحف بقطعى "كل" عن "ما " ثم إن المواضع الباقية في القرآن وعددها سبعة عشر لا تنبر فيها "ما" فالنبر في هذا التركيب في آية واحدة (إبراهيم 34)
رابعا بئس +ما)هنا عدة آيات "ما" فيها واضحة الموصولية هي قوله تعالي: "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" "قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
Øوَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْØ وقد رسمت الأوليان باتصال "ما" .
وعدة آيات أخري "ما" راجحة الموصولية هي : وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ...(80)"قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ...(150) المائدة. فهذه كلها تنبر (وقد رسمت هذه المجموعة بانفصال "ما")
قوله تعالي:" بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي " ف"ما" نكرة موصوفة فلا تنبر وقد رسمت متصلة .
فالخلاصة: أن كل( بئس+ما) تنبر ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "
4.(أين +ما) ورد هذا (التركيب" ثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ...(37)الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)الشعراء "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)غافر وهذه الثلاثة رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ...(115) "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ ...(148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112)آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ... (78)النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ... (76)النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31)مريم ُ
"مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ...(7)المجادلة قال د/غانم قدوري :"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات : فما جاء من أسمائه تعالي وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب .
وما جاء من الأومر والنواهي فبالطاعة والرغبة .
وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة.انتهي خلاصة العجالة صـ213..) الدراسات الصوتية 480
وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع .
هذا ما من الله به علينا ،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة .آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
 
الحمد لله وبعد ،،،

فقد قرأت على مشايخ أجلاء ، كانوا يرون ما سماه أخونا هنا بالنبر ، ومنهم شيخنا العلامة أحمد مصطفى ، احد أبرز تلاميذ الشيخ أحمد الزيات رحمه الله ، وكان يبين طريقة النطق في بعض الكلمات ، مثل : يعدكم ، ويرثني ، وهكذا . وكذلك شيخنا الشيخ محمد أبو رواش في المدينة النبوية ، وكذلك الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ القراء في المسجد النبوي ، - لم أقرأ عليه - ولكن في جلساتنا معه وسؤالنا له كان يمسي ذلك { هندسة الكلمة } . وهكذا شيخنا الشيخ محمد عبدالحميد .
وأما مشايختنا السوريين فهم لا يحسنون هذا ، وهي مشكلة في طريقة نطقهم للكلمة في النطق العامي ، وأظن أن مكمن المشكلة في هذا ، أي في غلبة النطق العامي ، وتعود اللسان عليه ، ولهذا فإن من سمع قارئا من أهل الجنوب ، أي جنةب المملكة سيعرف ذلك من طريقة نطقه لبعض الكلمات مثل { أنفسهم } ، فلما غلبت العامية على نطق المدرس والعالم والمتعلم كان لا بد من بيان النطق الفصيح للكلمة ، مع ملاحظة أن الغلو في كل شي مفسد له ، وبهذا لا يصلح أن يجعل الغالي أصلا يرد به أصل العلم فتنبه .
ومن هنا فإن في بعض ما ذكر حق ، وبعضه مردود ، والوسطية هي الحق الكامل ، وهذا لا يؤخذ بكلام مكتوب ، ولكنه تلق بالشفاه ، والله المستعان .
 
كثيراً ما نلحظ في اختلاف القراء (المعاصرين) الاحتجاج ببعضهم على بعض بأن ما يرونه هو ما تلقوه بالسند المتصل عن شيوخهم وأن من أقرأهم كان بالغا في علم القراءات مبلغاً قل أن يصله أحد ووافقه في قوله فلان وفلان.....الخ
وإن اختلفت الأساليب والعبارات فالمؤدى واحد ولـكن بعيداً عن تلك المزاعم التي لا يسلم منها إلا ذو حظ عظيم إلا أن من الأمورما هو ظاهر بجلاء تام ففيما يتعلق بالنبر نجد في قراءة البعض مبالغة لا تخفى على أحد وتقعراً يفسد ذوق القراءة ويختلف مع التيسير الذي أنزل الله به كتابه.
كما أن في الجانب الآخر تفريطا وتساهلا وعفوية في الأداء-إن صح التعبير- بحجة أن القرآن نزل مُيَسَّراً تفسد المعنى المراد من الكلمات القرآنية تماماً ومن ذلك مثلاً قول الله تعالى{وترى الشمس إذا طلعت...} فإن المفرِّط في مراعاة قدر الفتحة على التاء وإكمالها تماماً قد يحيل المعنى باختلاسه للحركة حتى يظن السامع أن الفعل ليس من الرؤية وأنه مسبوق بواو بل سيظنه(وَتَرَ) من الوَتر. وشتان بين المرادَين.
وكذلك مثلاً في قوله تعالى (فقالَ لهم) من يختلس فتح اللام الأولى ولا يكمله ولايؤديه على الوجه الصحيح ففي قراءته تحويل للمعنى المراد ليصبح في أذن السامع كأنه فعل واحدٌ (قالَـلَهم).
وغير ذلك كثيرٌ جدا في القرآن الكريم وما دام الأمر كما سبق متعلق بالخلل في معاني القرآن فإن التزام أداء تلك الكلمات بطرقها الصحيحة أمرٌ لازم والله تعالى أعلم.
 
أضيف على كلام الأخ إبراهيم الجوريشي فيما يتعلق برفع الصوت وخفضه عند كلمة ( ما )
وذلك بقول العلامة السمرقندي ( ت 780 ) في كتابة روح المريد في شرح العقد الفريد :
إذا (ما) لنفي أو لجحد فصوتها ار فعن ، وللاستفهام مكن وعدلا
وفي غيرٍ اخفض صوتها ، والذي (بما) شبيه بمعناه فقسه لتفضلا
كهمز الاستفهام ،مع (من)و(أن)و(إن) وأفعل تفضيل،و(كيف)و(هل)و(لا)
وهذا خلاصة النقطة الثالثة والرابعة التي تحدث عنها أخونا ابراهيم .
أما النقطة الأولى فقد قعدها الشيخ زكي داغستاني رحمة الله بقوله : أن كل حرف مزيد على أصل الكلمة فإن الحرف الأول من أصلها يكون صوته أعلى مما جاوره .أهـ . وأطلق عليها القاعدة الداغستانية .
واخيرا أذكر أن مشايخ الشام لم يشتهروا ومن يعرف هذا النبر وهذا الأداء في تلاوتهم ، ومن حيث الأمانة العلمية نقول إلا قليل منهم ، فالشيخ محمد شحاذة الغول شيخ مقارء لبنان حفظه الله صنف في كتابه بابا مستقلا عن النبر وجعله أول باب استفتح به كتابه ( بغية عباد الرحمن ) وكما أن مشايخنا ممن قرأنا عليهم أخبرونا أنهم قرأوا على الشيخ محمد شحاذة الغول وكان يوقفهم على مثل كلمة ( فسقى ) ، ( فترى ) وغيرها كثير بل كان يوضح من خلال قراءته وأداءه الكلمة المقطوعة في الخط أو الموصولة .
والشيخ د / أيمن رشدي سويد تحدث عن النبر في القرآن الكريم ولكنه لم يطرق جميع أبوابه بل ذكر نبذة بسيطة عنه ووضع ست حالات للنبر وهي :
1) الوقف على الحرف المشددنحو كلمة ( وبثّ ) ( مستقرٌّ )لاشعار السامع أن الحرف الموقوف عليه في الوصل عبارة عن حرفان ، ويستثنى من هذا الوقف على النون والميم المشددتين نحو ( اليمّ ) و ( الجنّ ) لأن الغنة تغني عن النبر وكذلك الوقف على حرف القلقلة المشدد نحو ( وتبّ ) ( الحقّ )
2) عند النطق بالواو او الياء المشددتين سواء كانت في وسط الكلمة او داخلها نحو ( قوّة ) ( سيّارة ) ( الحيُّ ) ( عدوّ ) لكي لا يتولد من الحرف المشدد واو أو ياء مدية .
3) عند الإنتقال من المد اللزم إلى الحرف المشدد بعده نحو ( الحآقّة ) ( الصآخّة ) ويستثنى من ذلك إذا كان بعد حرف المد اللازم نون او ميم مشددتين نحو ( جآنّ ) و(الطآمّة ) ويدخل معها المد اللازم الحرفي نحو ( الم ) ( طسم ) أو حرف قلقلة مشدد موقوف عليه نحو ( دوآبّ ) ،
4) عند الوقف على همزة مسبوقة بحرف مد أو لين حتى لا يذهب المد بالهمز نحو ( السَّمَاء ) ( شَيْء ) ( سُوء ) ( السَّوْء ) .
5) عند التقاء حرف ساكن بحرف ساكن عارض لأجل الوقف نحو ( الفصْلْ ) ( الهزْلْ ) ( الفجْرْ ) لكي لا تمال حرة الساكن الأول إلى كسر أو فتح ولا يضيع الساكن الثاني عند الوقف .
6) عند سقوط ألف التثنية للتخلص من التقاء الساكنين إذا التبس بلفظ المفرد نحو : ( واستبقا الباب ) سورة يوسف آية 25 . ( وقالا الحمد لله ) سورة النمل آية 15 . ( ذا قا الشجرة ) سورة الأعراف آية 22 . حتى لا يتوهم السامع ان الفاعل واحد . ولا رابع لهم في القرآن الكريم . أما كلمة ( دعوا الله ربهما ) سورة الأعراف آية 189 . فلا نبر فيها لعدم التباسها بلفظ المفرد .
إلا أن الشيخ أيمن حفظه الله تقيد في قراءته للقرآن الكريم بهذه المواطن التي حررها ولم ينبر باقي الحالات ، ولعل السبب يعود في هذا أنه لم يقف على باقي الحالات ولم يحررها او أنه لم يتضح الأمر لديه .فهو ممن يتبعون الحق و يقول : الحق أحق أن يتبع .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
ذكرت الاخت خادمة القران في تعقيبها:"أضيف على كلام الأخ إبراهيم الجوريشي فيما يتعلق ... ""

وللأمانة العلمية فالكلام الذي وضعت هنا للشيخ المقرئ أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرزاق الفولي وهو منقول عن هذا الرابط كما أشرت ، وجزاكم الله خيرا

http://www.yah27.com/vb/showthread....55768#post55768
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده ، وبعد

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا ، وذهاب همومنا وأحزاننا ، اللهم ذركنا منا ما نسينا وعلمنا منه ما جلهنا

أما بعد فالشكر والتقدير لأصحاب الفضيلة المشايخ ، الذين بذلوا جهدًا ملحوظًا لإبراز هذه المسألة ، وهي جديرة بالبحث ، وهذا جهد المقل من اخيكم أفقر العباد إلى الكريم المنان ، جمال بن إبراهيم القرش ، من كتابي ( زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين )


سائلا ربي أن يلهمنا إلى سواء السبيل ، إنه نعم المولى ونعم النصير ،



ونبدأ برأي أصاحب الفضيلة :



أولا : قال الشيخ إبراهيم السمنودي:


لاَ تَخْتَلِسْ نَحْوَ ولنْ يَتِرَكُــمْ : وَجِلَةٌ بِيَدِهِ يَعِدُكُــمْ

وَمِزْ مِنَ الأَشْبَاهِ يُصْحَـبُونَ : وَفَقَعُوا نَذَرْ تُحْصِنُونَ


وكلام السمنودي واضح لا يحتاج إلى بيان : وقد سماه ( اختلاس ) ، والبعض الآخر يسميه ( اتكاء على الحرف ) ، ، والبعض يسميه ( نبر على الحرف ) و البعض يسميه ( دفع الحرف ) .



ثانيا : الشيخُ محمودُ علي بسه:


قال رحمه الله :

للتلقِّي في تعَلُّمِ القرْءان وأدائه أهميةٌ كبيرةٌ، فلا يَكفي تعَلُّمُهُ منَ المصاحفِ دون تلقيه من الحافظين له، لأَنَّ من الكلماتِ القرآنية ما يختلفُ الْقُرَّاء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظًا ورسمًا، تبعًا لتفاوتهم في فَهْمِ معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافرُ لهم من حسن الذوق، وحَسَاسِيَة الأُذنِ، ومُراعَاة ذلك كلِّه عند إلقائِها، لدرجة أنَّ بعضَهم يُخطِئُ في أدائه بما يكاد يُخرجها عن معانيها المرادة منها لتساهُلِه، وعدمِ تحرِّيه النُطْقِ السَّليمَ، والَّذِي لوْ وُفِّقَ إليه وعوَّدَ نفسه عليه: لدلَّ على حساسِية أذنه، وحسن ذَوْقِه وفَهْمِه لمعانيها.


تأمل الأمثلة المذكورة : وذلك نحو:  حرِّضِ المُؤمنين الأنفال: 65  يعظكمْ البقرة: 231  فسقىَ لهما القصص: 24،  وَذرُوا البيعَ الجمعة: 9 . اهـ(1) من كتاب العميد في علم التجويد .



ثالثاً : ذكر شيخنا فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: ( وهو من المبرزين في هذا العصر ) له أكثر من عشرين إجازة مسندة إلى كبار المشايخ أنحاء المعمورة

نفس ما ذكره الشيخ محمود علي بسه وزاد بعض الكلمات

تأمل الأمثلة المذكورة نحو:  أَفَلا يعلم، أَوَلا يعلمون، أَوَلَو كان، إِنَّ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَوَلَم، أَفَلَمْ  . اهـ(2) .


رابعًا : استاذي وشيخي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الحفيظ –رحمه الله- تلميذ الشيخ العلامة الزيات، والعلامة عثمان مراد ، والعلامة ( عامر السيد )

وكلهم من الأقطاب الأفذاذ حاملين لوا هذا العلم :


تعالى : اهتمَّ العلماءُ – رضوَان اللهِ عليهم- المتخصِّصُون في هذا المجال بإبرازِ أحكام القرآن الكريم ، وبيانِ ما ينبغي أن يُقرأ به ، من كيفياتِ مرْضية مقبولة متلقَّاة عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثمَّ عن صحابته من بعده ، ثم عن العلماء الذين حَمَلوا لواء هذا العلم حى وَصَل هذا العلم إلينا ، فالقرآنُ الكريم لا يمكن
تلقِيه عن طريق كتاب.
إن الكُتبَ عامل مساعد، ولكنَّ العامل الأساسيَّ هو التلقِّي، لأنَّ هناك كثيرًا من الكلمات ربَّما تقرأ بغير ما ينبغي ، ولكنها لا تختلف في كتابتها، سواء أكان نطقها صحيحًا أو غيرَ صحيح،


ـامل الأمثلة : :"خَلَقَكم" الزمر: 6،  فسقى لهما القصص: 24، أفلا، الذاريات: 21 فلا بدَّ أن يسمع المجود من شيخه سماعًا طيبًا، ويكون ذا أذن ناقلة حافظة، ويعود الشيخ لسان تلميذه على أن يقرأ بالكيفية الصحيحة (1) .



خامسًا : قال الشيخ محمد بن الأحمدي الأشقر: ينبغي معرفة طريقة الأداء عند النطق بالكلمات الآتية، والمحافظة على نبرة الحرف وحقه ومستحقه، ولا يتم ذلك إلا بالتلقي والمشافهة، وسماع الأصوات من أفواه المشايخ المهرة، نحو :


تأمل الأمثلة :

آلهتكم الأنبياء: 36، " يعدكم البقرة : 228، يعظكم البقرة : 231، يومئذ الزلزلة: 4،  مثلهم البقرة : 17، خلقكم الزمر: 6، وتعيها الحاقة: 12، عرضهم البقرة: 31، وما شابه ذلك اهـ (2).



وسأذكر بعون الله نماذج لهذه اللحون " إن هذه الأسباب وطرق العلاج ما هي إلا عوامل مساعدة تقربية للفهم والتوضيح، لا يحق لأحد أن يعتمد عليها كلية، بدون تلق، أو أن يقيس من نفسه أثناء قراءته.



أولا: تحويل حرف ليس من أصل الكلمة وجعله من أصل الكلمة



1- حدثني فَضِيلَة الشيخ رزق خليل حبه: شيخ عموم المقارئ المصرية :


قال: " كَلِمَة فَسَقَى لَهُما فمنهم من يقرأها من الفسق فَسَقَىهذه الأمور تحتاج إلى تتبعٍ ودقةٍ في الأداء



2- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز القاري: قال: عندما كنت أقرأ على الشَّيْخ عبد الرحمن القاضي - رحمه الله - كان ينبِّهُ إلى مثل هذه الدقائق، ففي مرةً قرأ عنده أحدُ تلاميذِهفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ الحديد: 16. فقال له الشيخ: هي فراخ تفقس عن بيض؟ اتكئ على القاف وليس على الفاء، فمِثلُ هذا تعتبرُ من درجاتِ الإتقان المطلوبةِ من المتلقِّي، هذا مثل فَجَعَلَهُمْ، كثير ما ينطقونها (فجع لهم) كأنَّها من فجع يفجع.



3- حدثني فَضِيلَة الشيخ علي الحذيفي إمام المسجد النبوي :

ينبغي العناية بذلك مثلا: لأنه لو قرأ فَتَرَى الَّذِينَ تصير من الفُتُور، والصَّحِيحُ فَتَرَى الَّذِينَ من الرؤية .



4- حدثني فَضِيلَة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: عضو لجنة مصحف المدينة النبوية :


قال الشيخ شحادة السمنودي ومِزْ مِنَ الأشْبَاهُ يُصْحَبُونَ وَفَقَعُوا، نَظَرَ، تُحْصِنُونَ
هذا الكلام لو تهاونَ القارئُ في كَلِمَة نحو:يُصْحَبُونَ فسوف ينطِقُها بالسِّين فتكونيُسْحَبُون، انقلبتِ الصادُ من الاستعلاء إلىالاستفال، وتغير المعنى، وكَلِمَة فَقَعُوا لَهُ لها أداء معين وليحذرْ مِن تغييرِ النصِّ القرآني فيغيرَ المعنى، مثال ذلك أيضًا فَقَسَتْفبعض الناس يقرأها فَقَسَتْهذا كلام خطأ، وهو لم يغير شكْلَةً، ولم ينقص حرفًا، ولكن هذا الأداء خطأ، فالأداء يحتاج إلى تدقيق .



5- حدثني فَضِيلَة الشيخ رشاد السيسي: المدرس بكلية المعلمين بالمدينة المنورة :


قال: أذكر أن الشَّيْخ الزيات أسأل الله أن يَمُدَّ في عمُرهِ ويختِمَ لنَا وله بالإيمان: كان شديدَ اليقظةِ عند هذه الكلمات، فمثلاً عندما نأتي عند كَلِمَة :  فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ كان يتربص به عند السماع بها .



6- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: وأذكر أنَّ هناك مَنْ كان يُضربُ بسبِب عدمِ أداءِ بعضِ الكلمات على الوجه الصحيحِ، نحو: وَذَرُوا، وقد حدث أمامي أنَّ بعض القراء الكُبار كانوا يقرأون فيأتون علىوَذَرُوا فينطقونها قراءة خاطئة، فيقول له الشيخ انطقها كما أُلَقِّنُها لك، فكان يُضرَب، وهو شيخ، والله هذا حصل، وقد كان الشَّيْخ عثمان سليمان مراد – رحمه الله- شيخ قراء عصره، الذي جوَّدت عليه حفص، وكان يضرب على ذلك، وأيضًا على نطق : فَنَظِرَةٌ كان رحمه الله يدرس في الأزهر ويأتي إليه مختلف الجنسيات، فكان يُدَقِّقُ على هذا الكلام، فكثيرمن يقولفَسَقَى لَهُمَامن الفسق، فكان -رحِمَهُمُ اللهُ- يدقِّقُون على هذه الأمور، ويقُولون: إنَّ القرآنَ هو التلقِّي قال تعالى: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ النمل: 6. وقال تعالى:قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ الزمر: 28، فيقولون هذا العوج الذي تقرأون به، غَيْرَ ذِي عِوَجٍ أي : ليس به لُكَنَةٌ غيرُعربية .




7- حدثني فَضِيلَة الشيخ أحمد مصطفى: سئل فضيلته: عن نطق كلمة

 فَسَقَى، فَتَرَى فأجاب بأنه ينبغي العناية بقراءة فَسَقَى من السقية، وليس الفسق، وفَتَرَى من الرؤية، وليس الفتور.



8- حدثني فَضِيلَة الشيخ محمد عبد الحميد أبو رواش ، مدير إدارة النص القرآن بمجمع الملك فهد :

: بالنسبة إلىفَتَرَى،وَتَرَى، فَقَعُوا، كل هذه الكلمات الاختلاس فيها يؤدي إلى فسادِ المعنى، هناك فرْقٌ كبيرٌ جدًا بينَوَتَرَى من الرؤية والأخرى من الوتر، يجب أن يصحح لأنه قد يؤدي إلى إفساد المعنى .


9- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور إبراهيم الدوسري: رئيس قسم أصول الدين بالرياض :


كُلُّ من نعرفُ من القُرَّاء، سواءٌ مَن استمعنا إلى قراءَتهم، أو مَن قرأنا عليهم، يُشدِّدون في هذا الأمر تشدِيدًا قويًا، لأنَّه أحيانًا يؤدِّي إلى اختلافِ المعنى، فينبغي بيان ما هو من أصل الكلمة مما ليس من أصل الكلمة ،مثال ذلك فَسَقَى، لَمَع، لإِلَى، أَفَلا، وَكَفَى، كما ينبغي الاحتراز من فصل الكلمات بضغطات تعسفية، مثال فَمَنْ بَدَّلَهُ وليسبَدَّ لْهُ .




10- حدثني فَضِيلَة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أنه ينبغي التمييز في الأداء بين الكلمات التي توهم لبسًا في المعنى نحو : فسقى، فقعوا، وكفى .




وهناك الكثير غير هؤلاء اكتفينا بذكرهم ، حتى يعلم للأفضال الكرام




وهناك أشرطة صوتية تسمى بزاد المقرئين الصوتية تضم نخبة من كبار قراء هذا العصر بصوتهم ، وادئهم في التسجيلات يمكن الرجوع إليها لتوثيق ذلك .

أسأل الله أن يهيء لأمة محمد أمرا رشدا ، وأتمنى أن ينشأ مركزًا يضم نخبة من كبار القراء البارزين المحققين ، يكون استشاريا لخدمة القراء في أرجاء المعمورة و ليرفع الحرج عن القراء المبتدئين في هذا العلم .


وكتبه أفقر العباد إلى الله (جمال القرش )
 
تساؤل محض

تساؤل محض

أتساءل تساؤلاً محضاً:
هل موضوع النبر من الموضوعات الرئيسة أم الفرعية؟؟
بمعنى آخر هل تركه من اللحن الجليّ أم من اللحن الخفي؟؟
فإن كان من اللحن الجلي فقد وجب تعلمه كتعلم أحكام التجويد، والمقصر فيه كالمقصر في أحكام التجويد، والمقصر فيه آثم:
والأخذ بالتجويد حتم لازم***من لم يجود القرآن آثم
وإن كان من الموضوعات الفرعية فلم كل هذه الضجة المثارة حوله؟؟
بحسبنا أن تبقى قوبنا سليمة ، وأن نبقى بعيدين كل البعد عن التخطئة والاتهامات والتراشق ببعض الكلمات التي لا يصلح أن يتخاطب بها المسملون.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
 
الحكم على النبر :

هناك من الكلمات إذا أخفق فيها القارئ صادرت مخلة بالمبنى كما في تحويل : فسقى من السقية ، إذا قرئت بوتيرة واحده وكأنها من أصل الكلمة ، تكون من الفسق ، والمعلوم أنه إذا أخل بالمنبي فهو لحن جلي .

وقد يكون لحنًا خفيًا ، كما في ( يتركم) إذا اختلس الراء أو( يعدكم ) ، إذا اختلس الدال ، وهذا لا يخل بالمبنى ، ويكون اللحن خفيًا ، لكنه عيب عند القراء وإخلال بعرف القراءة ، والقرآن بالتلقي ، وكما ذكرت يمكنك الرجوع إلى الأشرطة لتوثيق ذلك والاستماع إلى كبار القراء ( أشرطة زاد المقرئين الصوتية ) بتسجيلات الهجرة بالخبر ، وابن الجوزي بالدمام ، ، لتزيل ما لديك من الشبهة ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
 
الرحوع إلى المشايخ الثقات يزيل الكثير من الشبه ، فعلى حامل القرآن الكريم أن يتريث قبل أن يحكم ، وليعلم أن الأصل في القرآن الكريم هو التلقي ، والمشافهة لدى الحذاق المهرة ، وعلى المرأ أن لا يتحدث إلا بعلم ، وأن ينسب العلم لقائله ، وأن ننزه القرآن الكريم عن الجدل السقيم ، فالخير كل الخير في الرجوع إلى أئمة هذا العلم ، كما قال ربنا جل وعلا ( الرحمن فاسئل به خبيرا )
وكما قال العظيم سبحانه جل شأنه : ( ولا تقف ما ليس لك به علم )
فهذا بإذن الله سيزيل الكثير من الإشكالات خصوصًا في مجال التلاوة والتلقي ، فمهما كان الإنسان مجيدا في العلوم النظرية ، يظل الحكم عليه هو التلقي ، وهو المعيار ، وهذا لا يعرفه إلا من أخذه بحقه .
 
اللهم أرنا الحق حقا وازقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا ورازقنا اجتنابه
 
من أراد أن يتعرف على كثير من الأمثلة في مسألة النبر يمكنه الرجوع إلى شريطي لقاء مع ثلة من أعلام القراء ، والذي وضح فيه كبار القراء منهم الزيات رحمه الله ، والشيخ رزق حبه ، والشيخ الحذيفي ، والشيخ الأخضر ، والشيخ أبو رواش ، وغيرهم وهو موجود في منتدى أهل الحديث ، وهو موجود كذلك في سلسلة زاد المقرئين الصوتية ، ( تسجيلات الهجرة بالخير، )، ومكتبة الرشد ، لمن أراد أن يستمع بنفسه ، ويعرف مدى عناية هؤلاء الأعلام بهذا الفن ليكون الحكم في ذلك هم كوكبة هذا الفن الذين تلقوه بالسند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والله ولي التوفيق
 
لكل من يدعي ضرورة النبر في نحو فسقى وفترى

ألا يظن أن هذه الكلمات مما يقع فيه معظم الطلبة.

إن كان كذلك، فهلا ذكرها أحد من القدامى من علماء القرن الرابع أو حتى العاشر ومع شدة تتبع الصفاقسي للأخطاء الشائعة لم أجد له أدنى إشارة لذلك مع ذكره ما هو أندر من ذلك.

وفي المقابل: ذكر الأوائل ومن بعدهم مراعاة المشدد والوقف عليه.

فهلا نصا واحدا يا جماعة الخير.
 
فضيلة شيخنا الدكتور أنمار

ألا توافقنا على أنّ الأخطاء قد يظهر ويشيع منها نوعٌ لم يكن معروفاً من قبلُ , سيّما ونحن كما أشار الشيخ الكلباني اليوم تحكُمنا لهجاتنا العامية فلا تكاد تسمع بدقة قراءة قارئ اليومَ إلا وميّزت جنسيته وبلاده من طريقةالقراءة والأداء الذي تسمعه.

والضابطُ في ذلك هو صحةُ التّلقي وإتقان الأخذ بحيثُ يعلمُ القارئ أنّ كل نطق وأداءٍ خرج عما أخذه وتلقاه خروجاً يحيلُ المعاني أو يقلل مقادير الحركات الزمنية فهو خللٌ بنبغي تداركُه , بغض النظر عن كونه خفياً أو جلياً.
 
السلام عليكم

هذه هي الأدلة علي وجود النبر في كلمات معينة عند الإلقاء وإن اختلفت المسميات فالمضمون واحد .

قال النسفي في سورة يوسف"{ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ } بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز ، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله ." ا.هـ

فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط ،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ...) .انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري .

ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء والنبر قديم المنبع وإن كانوا لا يسمونه نبرا كما هو معروف فالتسمية لا تضر .. وهذا وإن كافيا في الرد حيث تبين قدم الموضوع وليست حديثة كما يدعي صاحب البحث..وقال د/ جبل في ترجمة :: -محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد اولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف"{ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ } بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز ، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله ." ا.هـ

فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط ،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ...) .انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية للدكتور /غانم قدوري .

ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء والنبر..وقال د/ جبل في ترجمة :: -محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد الله التيمي قديم المنبع وإن كانوا لا يسمونه نبرا كما هو معروف فالتسمية لا تضر .. وهذا وإن كافيا في الرد حيث تبين قدم الموضوع وليست حديثة كما يدعي صاحب البحث الأصبهاني إمام في القراءات كبير مشهور له اختيار في القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن خلاد بن خالد والحسن بن عطية وداود بن أبي طيبة وخلف وأبي معمر وسليمان ابن داود الهاشمي وسليم بن عيسى ويونس بن عبد الأعلى ونصير بن يوسف النحوي وعبد الرحمن بن أبي حماد وحماد بن بحر ونوح ابن أنس والصباح بن محارب وأشعث بن عطاف وروى الحروف عن عبيد الله ابن موسى وإسحاق بن سليمان، روى القراءة عنه الفضل بن شاذان وهو أكبر أصحابه وأعلمهم، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وجعفر بن عبد الله بن الصباح وأحمد بن يحيى التارمي- والحسين بن إسماعيل الضرير أبو سهل حمدان بن المرزبان وأحمد بن الخليل بن أبي فراس ومحمد بن عصام وإبراهيم بن أحمد بن نوح ومحمد بن أحمد بن الحسن الشعيري ويعقوب بن إبراهيم بن الغزال ومحمد بن الهيثم الأصبهاني والقاسم بن عبد الله الفارسي والحسن بن العباس الرازي وعبد الله بن أحمد اللخمي وموسى بن عبد الرحمن ومحمد بن أحمد الرازي والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني ما أعلم أحداً أعلم منه في وقته في فنه يعني القراءات، وصنف كتاب الجامع في القراءات وكتاباً في العدد وكتاباً في جواز قراءة القرآن على طريق المخاطبة وكتاباً في الرسم وكان إماماً
في النحو أستاذاً في القراءات، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل سنة اثنتين وأربعين ومائتين.) غاية النهاية 2/350 .

والشاهد : "وكتابا في جواز قراءة القرآن علي طريق المخاطبة.." وهذا لا يتحقق إلا بما يسميه القراء في زماننا بالنبر ..والله أعلم
والسلام عليكم
 
المثالان لا يساعدان البحث، فليس فيهما ما يدعيه القوم. وفي المقابل لم يطالب المدعون بالاتكاء على ((قال)) وأشباهها.
والاستدلال به من التكلف ولي أعناق النصوص لا أكثر.

أما القراءة على سبيل المخاطبة، فلا يفهم منها ما يرمي إليه د. جبل.

لأن مراد ابن رزين واضح في تحويل القراءة المرتلة إلى قراءة معبرة أي كما في السؤال أو الإنكار أو التخويف.

ولم يقل الجماعة بذلك مطلقا. وظاهر أنه اجتهاد منه لإثبات جواز فعل ذلك لا أنه تلقاه أو أنه يلزم به من يقرأ عليه.

وكأن من بعده لم يهتموا بآرائه تلك لتنتقل إلى كتب التجويد الأخرى. مع عدم الإنكار على من فعل الذلك.

والمحظور هو إدخال ما ليس من باب التلقي المتواتر فيه ليلزم به الصغير والكبير حتى يظن الظان أنها قراءة مرفوعة للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وما زالت المطالبة بما يؤيد النبرات المدعاة قائمة.

===================

شيخ محمود حفظه الله: افتراض بعيد جدا.

بدليل عدم وجود تلك النبرة والمطالبة بها خارج نطاق قطر واحد وفي زمن قريب جدا لا غير.
 
المعروف عند المتقنين من القراء أنهم لا يقرؤون ولا يقرئون بهذه الاختلاسات ، وأنهم يعتبرون ذلك عيبا في القراءة .
ومشايخنا المصريون ومن حذا حذوهم تاج رؤوسنا فهم الذين تعلمنا منهم القراءة الصحيحة ، والتجويد المتقن ، والأداء الحسن ، أفلا ترضون بالزيات والقاضي وعامر عثمان والسمنودي وعيون السود ـ رحمة الله عليهم ـ بمن ترضون إذا؟!
وإذا كان المتقدمون لم ينبهوا على هذا الاختلاس للحركات فلا يلزم من ذلك أنه صحيح ، أو أنهم كانوا يقرؤون به ،فليس كل شيء مذكورا في كتب المتقدمين ، فكم ترك الأول للآخر ، ومفاتيح العلوم والفهوم بيد الله تعالى .
 
ومن قال أن الشيخ عبد العزيز عيون السود كان يقرئ بها؟.

هذه النبرات لا يعرفها أحد من قراء الشام يا سيدي الفاضل وقراء مصر على العين والراس، لكن المحسنات اللفظية عند البعض لا تجعل منه منسوبا للنبي صلى الله عليه وآله مقحما فيما تواتر عنه.

والآن الطفل في الكتاب ينبه عليها، فكيف تركها الأول للآخر.

يا جماعة احترموا عقولنا وكفانا مبالغات لا حاجة لنا بها
 
ومن قال أن الشيخ عبد العزيز عيون السود كان يقرئ بها؟.

هذه النبرات لا يعرفها أحد من قراء الشام يا سيدي الفاضل وقراء مصر على العين والراس، لكن المحسنات اللفظية عند البعض لا تجعل منه منسوبا للنبي صلى الله عليه وآله مقحما فيما تواتر عنه.

والآن الطفل في الكتاب ينبه عليها، فكيف تركها الأول للآخر.

يا جماعة احترموا عقولنا وكفانا مبالغات لا حاجة لنا بها

السلام عليكم
وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ :" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي(المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف"{ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ } بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز ، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله ." ا.هـ

السيد أنمار ركز معي جيدا ..لماذا يريد أن يفرق بين قال واسم الله ؟؟
ولماذا قال يفرق بينهما بقوة النغمة في اسم الله ؟ بالتأكيد يا سيد أنمار لعدم اعتقاد البعض أن القائل يعقوب عليه السلام


ولماذا أتي بقصة السكت ؟؟

أظن أن قول النسفي فيه قمة الاحترام للعقل البشري والكلام واضح .

فإن لم تقنع فانظر في قول الزمخشري "هم يغفرون "
والسلام عليكم
 
يظل إبقاء الأمر تحت الاجتهادات الفردية والمحسنات اللفظية غير الداخلة في المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وحين طلبت احترام العقل إنما قصدت إقحام هذا الاستدلال في المسألة لا قبول أو عدم قبول هذا الأسلوب.

ومثله قول النووي بخفض الصوت عند قراءتك لـ وقالت اليهود: يد الله مغلولة

فهذه الآداب تظل آداب وأذواق عند بعض القراء ومن الخطورة نسبتها للمتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
 
يظل إبقاء الأمر تحت الاجتهادات الفردية والمحسنات اللفظية غير الداخلة في المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وحين طلبت احترام العقل إنما قصدت إقحام هذا الاستدلال في المسألة لا قبول أو عدم قبول هذا الأسلوب.

ومثله قول النووي بخفض الصوت عند قراءتك لـ وقالت اليهود: يد الله مغلولة

فهذه الآداب تظل آداب وأذواق عند بعض القراء ومن الخطورة نسبتها للمتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

سيدي الفاضل
نحل المشكلة بطريقة أخري لو نظرت في الكلمات التي فيها النبر مثل : فقست فقعوا فسقي (أظن أن شيخكم أيمن سويد ذكر بعضا من هذه الكلمات وأشباهها )
الخطأ يكون في اختلاس الحرف الثاني (والاختلاس له مواضعه المعروف ذكرها الطيبي في منظومته ) ولكن لو صبرت علي الحرف الثاني لخرجت الكلمة بمعناها الصحيح ..إذن النبر يعالج قضية الاختلاس . والاختلاس من أخطاء القراء في غير موضعه .
وقبل الرد جرب الكلمات السابقة بالطريقتين .
ولذلك تجد الاختلاس شائع عند بعض قراء الشام في مثل هذه الأمثلة وفي مثل الكلمات التي فيها ضمات متتالية . وقد سمعت شيخا مشهورا من شيوخ الشام يختلس كلمات من هذا النوع .
ولاحظ يا سيد أنمار أني قلت (بعض قراء الشام ـ وشيخا من ـ أي واحدا ولكنه مشهور ) حتي لا نقلب المواجع ونفتح هنا موضوعا آخر في الاحترام مع قراء الشام
والسلام عليكم
 
خلاصة ما أردت إيضاحه:

أننا بناء على المعطيات والحجج السابقة لا نستطيع أن نجزم بنسبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
 
خلاصة ما أردت إيضاحه:

أننا بناء على المعطيات والحجج السابقة لا نستطيع أن نجزم بنسبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
السلام عليكم

وهل تستطيع أن تجزم بنسبة القراءة في الروم والإشمام وثلاثة العارض للنبي صلي الله عليه وسلم ؟؟
ما الذي يضر إن خرج اللفظ صحيحا من فيّ القارئ ـ بصرف النظر عن مصطلحات القراء ـ ؟؟ .لم لم نقل : إن أسرع اللافظ في الحركات هذا خطأ وليست هي قراءة النبي صلي الله عليه وسلم ؟؟وإن لم يختلس فقد وافق قراءة النبي صلي الله عليه وسلم ؟؟
دعك سيدي من القشور ـ أي المصطلحات ـ وانظر إلي أصل الموضوع موجود أم لا .
والسلام عليكم
 
نعم أستطيع لتواترها في جميع البلدان وعند جميع القراء اليوم ووجودها في الكتب القديمة والجديدة، وهي على الأقل تصح نسبتها لجماعة من القراء هم العمدة في النقل المرفوع، وهم مبرؤون من اختراع شيء لم ينقلوه عن مشايخهم بأسانيدهم المتصلة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

لكن يبدو أنك خشيت أن تفعل نفس الشيء وحق لك أن تخاف من نسبة ما لا يطمئن القلب إلى إدخاله في المتواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

ونحن لا نتكلم عن الاختلاس بل عن زيادة الاتكاء المسمى بالنبر، فلا تغير الموضوع لتصل إلى استدلال مبني على افتراض مخالف لما نطالب بدليله.

فاختلاس إي كلمة لم يرد فيها اختلاس مرفوض سواء هذه الكلمات أم غيرها فلا تحور الموضوع سيدي الكريم.
 
السلام عليكم
قلتم "نعم أستطيع لتواترها في جميع البلدان وعند جميع القراء اليوم ووجودها في الكتب القديمة والجديدة، وهي على الأقل تصح نسبتها لجماعة من القراء هم العمدة في النقل المرفوع، وهم مبرؤون من اختراع شيء لم ينقلوه عن مشايخهم بأسانيدهم المتصلة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم."
الجواب : ذكر ابن الجزري في النشر وتقريبه أن المد كونه مدا متواتر أما القدر الزائد علي المد غير متواتر ثم طلب ممن قال بتواتر القدر الزائد فليبين " ما رأيك في قول ابن الجزري ؟ والكلام عند رده علي قول ابن الحاجب ..فأنت تثيت التواترفي القدر الزائد وهذا غريب !!


قلتم : لكن يبدو أنك خشيت أن تفعل نفس الشيء وحق لك أن تخاف من نسبة ما لا يطمئن القلب إلى إدخاله في المتواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

ونحن لا نتكلم عن الاختلاس بل عن زيادة الاتكاء المسمى بالنبر، فلا تغير الموضوع لتصل إلى استدلال مبني على افتراض مخالف لما نطالب بدليله.

فاختلاس إي كلمة لم يرد فيها اختلاس مرفوض سواء هذه الكلمات أم غيرها فلا تحور الموضوع سيدي الكريم.)
لم أخش شيئا بل جل النبر أساسه الاختلاس مثل : فقعوا ـفسقي ـ وسعة ـ وإذا ـ وعلي ـ فقست ـ فتري ـ وتري ..الخ
واسمعها جيدا مرة مختلسة ومرة بحركة تامة وستري الفرق . وهذا هو المقصود في هذا الباب .
والباقي قليل مثل حروف المعاني وبعض أدوات الاستفهام ، وأضرب لك مثالين لعلك تقنع.
" لهم البشري " و " لهم المنصورون " فتجد نفسك تسرع في الأول للجار والمجرور ، وفي الثاني : يصعب أن تنطقه مثل الأول لأن اللام من " لهم " للتوكيد بخلاف الأولي ولا يمكن لصاحب الوجدان الصادق أن ينطق "لهم" في الموضعين بطريقة واحدة .

والمثال الثاني : " أينما تكونوا يدركم الموت " و " قالوا أين ما كنتم تعبدون "
فكلمة "أينما " في الموضعين لايمكن لصاحب الوجدان الصادق أن يقرأهما بطريقة واحدة . هل فهمت معني النبر ؟؟
إذن هذه القراءة وأشباهها هي منقولة من السلف الأول إلي الثاني بصرف النظر عن التسمية .
أما نبر الحروف فلا أظن أنك تخالفنا فيه وشيخك له كلام كثير في هذه النقطة .

وبالمناسبة : عند عودتي من السفر ـ إن شاء الله ـ سأضع لك ما يسرك في موضوع الشيخ مدكور .
والسلام عليكم
 
المثالان لا يساعدان البحث، فليس فيهما ما يدعيه القوم. وفي المقابل لم يطالب المدعون بالاتكاء على ((قال)) وأشباهها.
والاستدلال به من التكلف ولي أعناق النصوص لا أكثر.

أما القراءة على سبيل المخاطبة، فلا يفهم منها ما يرمي إليه د. جبل.

لأن مراد ابن رزين واضح في تحويل القراءة المرتلة إلى قراءة معبرة أي كما في السؤال أو الإنكار أو التخويف.

ولم يقل الجماعة بذلك مطلقا. وظاهر أنه اجتهاد منه لإثبات جواز فعل ذلك لا أنه تلقاه أو أنه يلزم به من يقرأ عليه.

وكأن من بعده لم يهتموا بآرائه تلك لتنتقل إلى كتب التجويد الأخرى. مع عدم الإنكار على من فعل الذلك.

.

السلام عليكم
إليك هديتي يا من قلت "وكأن من بعده لم يهتموا بآرائه تلك لتنتقل إلى كتب التجويد الأخرى"
قال الإمام الهذلي في كتابه الكامل ص101 وهو يتحدث عن التجويد، وذكر أنواع "ما " استفهامية وموصول ووووو ثم قال (وهذه كلها أسماء وينطق بها علي نمط واحد ، وقد قيل : إن الاستفهام يزاد في ترسلها قليلا وتحريتها ...)ا.هـ

ثم تحدث في الصفحة ذاتها عن اللامات مثل التعريف والأمر ووووثم قال (ومن لم يعلم مثل هذا لم يجز له أن يقرئ أحدا من الناس ولا يأخذ علي أحد حرفا ويخدم عليه ذلك في الصناعة هكذا قال المتقدمون كابن مجاهد وغيره )ا.هـ

والمفهوم من كلامه السابق في اللامات أنه يجب علي القارئ أن يعلم معاني تلك الأحرف حتي يستطيع أداء الأحرف بحسب معانيها ...

وقائل هذه العبارة الإمام الهذلي قرأ علي (365شيخا) وطاف مشارق الأرض ومغاربها . ثم ذكر أن هذا دأب من تقدموه ...وبهذا تنعدم حجة من ادعي عدم وجود ما نسميه اليوم بالنبر وعدم اهتمام القدامي به ، والخلاف فقط بين القدامي والمحدثين الاسم فقط ..ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق .
والسلام عليكم
 
بالنسبة لبيان المخاطب من المخاطبة :


حاول أن تفرق بين كلمة ( بشر ) و( بشري) من التأمل اللغوي

يا خالد بشر المجتهدين
يا أسماء بشري المجتهدين

وانظر الفرق بينهما في الأداء ستجد أنك عندما قلت

بشري المجتهدين كان الاتكاء زيادة على الياء خلاف بشر المجتهدين

وهذا هو المقصود أن بعض من يقرأ قوله تعالى : ( وبشر المؤمين ) التي هي للمخاطب بسبب نبرته الزائدة واتكاءه على (الشين) حولها إلى مخاطبة وجرب بنفسك



بالنسبة لبيان ما هو من أصل الكلمة :

حاول أن تفرق بين هاتين العبارتين من جهة اللغة

فتر الذين عملوا
وفترى الذين عملوا

الأولى من الفتور ، والثانية من الرؤية .

وعندما نقرأ قوله تعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض) يقرأها البعض لحنا من الفتور وليس الرؤية

تأمل ما ذكره الشيخ حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز القاري: قال: عندما كنت أقرأ على الشَّيْخ عبد الرحمن القاضي - رحمه الله - كان ينبِّهُ إلى مثل هذه الدقائق، ففي مرةً قرأ عنده أحدُ تلاميذِهفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ الحديد: 16. فقال له الشيخ: هي فراخ تفقس عن بيض؟ اتكئ على القاف وليس على الفاء، فمِثلُ هذا تعتبرُ من درجاتِ الإتقان المطلوبةِ من المتلقِّي، هذا مثل فَجَعَلَهُمْ، كثير ما ينطقونها (فجع لهم) كأنَّها من فجع يفجع.

قال فَضِيلَة الشيخ علي الحذيفي: ينبغي العناية بذلك مثلا: لأنه لو قرأ فَتَرَى الَّذِينَ تصير من الفُتُور، والصَّحِيحُ فَتَرَى الَّذِينَ من الرؤية .

قال : فَضِيلَة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: قال الشيخ شحادة السمنودي ومِزْ مِنَ الأشْبَاهُ يُصْحَبُونَ وَفَقَعُوا، نَظَرَ، تُحْصِنُونَ هذا الكلام لو تهاونَ القارئُ في كَلِمَة نحو:يُصْحَبُونَ فسوف ينطِقُها بالسِّين فتكونيُسْحَبُون، انقلبتِ الصادُ من الاستعلاء إلىالاستفال، وتغير المعنى، وكَلِمَة فَقَعُوا لَهُ لها أداء معين وليحذرْ مِن تغييرِ النصِّ القرآني فيغيرَ المعنى، مثال ذلك أيضًا فَقَسَتْفبعض الناس يقرأها فَقَسَتْهذا كلام خطأ، وهو لم يغير شكْلَةً، ولم ينقص حرفًا، ولكن هذا الأداء خطأ، فالأداء يحتاج إلى تدقيق .


تأمل ما ذكره الدكتور عبد العزيز بن عبد الحفيظ

- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: وأذكر أنَّ هناك مَنْ كان يُضربُ بسبِب عدمِ أداءِ بعضِ الكلمات على الوجه الصحيحِ.

نحو: وَذَرُوا، وقد حدث أمامي أنَّ بعض القراء الكُبار كانوا يقرأون فيأتون علىوَذَرُوا فينطقونها قراءة خاطئة، فيقول له الشيخ انطقها كما أُلَقِّنُها لك، فكان يُضرَب، وهو شيخ، والله هذا حصل.

وقد كان الشَّيْخ عثمان سليمان مراد – رحمه الله- شيخ قراء عصره، الذي جوَّدت عليه حفص، وكان يضرب على ذلك، وأيضًا على نطق : فَنَظِرَةٌ كان رحمه الله يدرس في الأزهر ويأتي إليه مختلف الجنسيات، فكان يُدَقِّقُ على هذا الكلام، فكثيرمن يقولفَسَقَى لَهُمَامن الفسق، فكان -رحِمَهُمُ اللهُ- يدقِّقُون على هذه الأمور، ويقُولون: إنَّ القرآنَ هو التلقِّي قال تعالى: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ النمل: 6. وقال تعالى:قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ الزمر: 28، فيقولون هذا العوج الذي تقرأون به، غَيْرَ ذِي عِوَجٍ أي : ليس به لُكَنَةٌ غيرُعربية


فَضِيلَة الشيخ محمد عبد الحميد أبو رواش: بالنسبة إلىفَتَرَى،وَتَرَى، فَقَعُوا، كل هذه الكلمات الاختلاس فيها يؤدي إلى فسادِ المعنى، هناك فرْقٌ كبيرٌ جدًا بينَوَتَرَى من الرؤية والأخرى من الوتر، يجب أن يصحح لأنه قد يؤدي إلى إفساد المعنى .

فَضِيلَة الدُّكتُور إبراهيم الدوسري: كُلُّ من نعرفُ من القُرَّاء، سواءٌ مَن استمعنا إلى قراءَتهم، أو مَن قرأنا عليهم، يُشدِّدون في هذا الأمر تشدِيدًا قويًا، لأنَّه أحيانًا يؤدِّي إلى اختلافِ المعنى، فينبغي بيان ما هو من أصل الكلمة مما ليس من أصل الكلمة



وتأمل ما ذكره فَضِيلَة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: قال الشيخ شحادة السمنودي ومِزْ مِنَ الأشْبَاهُ يُصْحَبُونَ وَفَقَعُوا، نَظَرَ، تُحْصِنُونَ

هذا الكلام لو تهاونَ القارئُ في كَلِمَة نحو: .. فَقَعُوا لَهُ لها أداء معين وليحذرْ مِن تغييرِ النصِّ القرآني فيغيرَ المعنى، مثال ذلك أيضًا فَقَسَتْفبعض الناس يقرأها فَقَسَتْهذا كلام خطأ، وهو لم يغير شكْلَةً، ولم ينقص حرفًا، ولكن هذا الأداء خطأ، فالأداء يحتاج إلى تدقيق .


وتأمل ما ذكره فَضِيلَة الشيخ رشاد السيسي: قال: أذكر أن الشَّيْخ الزيات أسأل الله أن يَمُدَّ في عمُرهِ ويختِمَ لنَا وله بالإيمان: كان شديدَ اليقظةِ عند هذه الكلمات، فمثلاً عندما نأتي عند كَلِمَة :  فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ كان يتربص به عند السماع بها .


واستمع إلى كل ما ذكر من خلال لقاءات مع ثلة من أعلام القراء بصوت كبار المشايخ يتكلمون فيه عن هذا الموضوع وغيره من المسائل الشائكة التي تهم القراء لا سيما مسائل النبر ومسألة إطباق الشفتين ، ونطق الضاد ظاء ، وغيرها سلسلة زاد المقرئين الصوتية وكل ذلك موثق في كتاب زاد المقرئين ( دار ابن الجوزي ، والهجرة الخبر ) ومكتبة جرير والعبيكان .
 
و لكن سؤال مسترشد : هل مسألة النبر يصيّرها بهذا الشكل بحيث يخاطب بها الطالب المبتدئ و يشدّد عليه فيها أم كيف ذلك لأنه قد يحدو بالبعض كما ذكر صاحب المقالة الأصل أن ينفّر الطالب من التلاوة بهذه الطريقة ألا ترون أن هذا من الخلل في طرق التعليم للطلاب المبتدئين خصوصا إن كانت المسألة من البحوث التكميلية كما أشار إلى ذلك الشيخ أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى و حقيقة أنا ليس رأي في المسألة و لكن تضاربت عليّ الأقوال و مع ذلك اعتمادا للتأصيل العام في علم التجويد و هو أن القراءة سنة متبعة أريد نقلا عن الأئمة يربط الأول بالآخر في هذه القضية هذه مسألة . المسألة الثانية : مع القول بثبوت النبر هل هو خاص بكلمات محدودة أم يعمّ لأنني رأيت يا إخوان من خلال طروحاتكم المختلفة الأراء تكادون تتفقون تعقيبا على صاحب المقالة الأصل لزوم القراءة لبعض الكلمات بنحو ما لا تلتبس بمعان أخرى غير مرادة مثل تمثيلكم : بـ فقعوا أو فترى أم فسقى لهما ....إلخ هذا أعتقد من خلال ما فهمت من طروحاتكم أنه سديد لكن الإشكال عندي هو تعميم القضية إلى أكثر من هذا : من إلزام البعض بالنبر على : " و من أظلم " بنبر ميم من أو بالنبر على الهاء من قوله تعالى : " وهم "دفعا لمعنى الإيهام أو الزام النبر على قوله :" و لا يكونوا " في اللام النافية حتى لا تكون بمعنى : ولا من الولاية أو النبر على لام لم عند قوله تعالى :" و لم "أو أو لام لكم من قوله تعالى :" فانكحوا ما طاب لكم" أو من يلزم بالنبر على الباء من قوله تعالى "و بما فضل الله بعضهم " أو عند قوله تعالى :" وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم "عند واو وما كان و هاء فهو فماذا عن قراءة من يسكّن هل سيكون أخطأ و لحن أو الإلزام : بالنبر على قوله تعالى : "و إن تطع " على همزة إن نرجو البيان الكافي لهذا لأن هذا حقيقة أوقعني في لبس و الله انصرفت به عن تلاوة كلام الله و الله المستعان فهل هذا هو محض تصحيح القراءة حتى أعوّد نفسي على المضيّ قدما و عدم الإنتكاسة في ذلك أم هو شيء قد داخله نوع من التكلف المطلوب تركه نرجو من إخواننا الإجابة . و الله الموفق
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ)
أشكر شيوخنا الكرام على هذا الموضوع الهام جدا والذى يؤرقنى منذ فترة لأنى لم أجد حولى إلا القليل ممن يتكلم عن النبر, واستغرب وأحزن أن أجد من بعض الشيوخ الكرام رفض التكلم أصلا عن النبر لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد بدأت رحلتى فى الحفظ ببلد آخر به جنسيات عديدة وشعرت بالإختلاس فى قراءة بعض الكلمات كما نبه عليها شيوخنا الأفاضل فى هذا النقاش (خاصة من الشوام أعزهم الله) فمنهم من يصحح ويريد معرفة النطق السليم ومنهم من لايشعر بأنه بهذا الإختلاس يغير معانى الكلمات .
والآن وبعد 5 سنوات أجد من المحفظات من تؤثر بلهجتها على كثير من غيرها من البلاد الأخرى, وهكذا فيزيد الأمر سوءا.
كذلك من ضمن ما أريد أن يركز وينبه عليه شيوخنا هو إتمام الحركات (وخاصة الكسر قبل ساكن والضم بعد غنه) وعدم إمالتها وهذا ايضا أجده كثيرا عند غالبيتنا.
فنريد أن نهتم ونصحح اخطائنا فى التلاوة واتمنى ان لا نجد من يجادل كثيرا فى هذا من فضلكم نحن جميعا سنسأل أمام الله .
إن الأمر ليس به تنطع أو تعقيد لأن أى منا إن جلس مع طفل ولقنه التلقين السليم سيقرأ مثله .
ومن إذاً يهتم بهذا اللحن إن لم يهتم به علماؤنا!
أما عن قول د.أنمار عن النبر :{ أننا بناء على المعطيات والحجج السابقة لا نستطيع أن نجزم بنسبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟}
فإسمح لى أن اقول أنى لا أراه بدعة بل تصحيح للتلاوة من العاميات التى دخلت عليها .
فلنكن يدا واحده ولنستعذ بالله من المراء:
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=S&manSID=213296560&SearchWords=المراء&HadithID=470521

الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> بَابُ الصَّادِ >> مَا أَسْنَدَ أَبُو أُمَامَةَ >> عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ آدَمَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ >>

7546 حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجُرْجَانِيُّ ، ثنا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ الْفِلَسْطِينِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ آدَمَ الدِّمَشْقِيِّ ، قَالَ ، حَدَّثَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ ، وأَبُو أُمَامَةَ ، ووَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ ، وأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالُوا : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يَوْمًا ، وَنَحْنُ نَتَمَارَى فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ ، ثُمَّ انْتَهَرَنَا ، فَقَالَ : " مَهْلًا يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا ، أَخَذُوا الْمِرَاءَ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ " *

إن الله سبحانه وتعالى يحب الطيب من العمل أفلا نحسن ونجمل من قراءتنا للقرءان وهى من أفضل الأعمال ,
إن الله يسمعنا, فهل نسمع من ينطق كلام الله سبحانه وتعالى ويحدث فيه تغييرا للمعنى ونقول لانؤاخذه ولا نعقده لأن هذه لهجة بلاده؟ أم نكسب فيه وفى نفسى ثواب وأقوٍم له قراءته. http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=353855
الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهِيُ عَنِ الْمُنْكَرِ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَلَّالِ >> بَابُ ذِكْرِ قِرَاءَةِ الْأَلْحَانِ >>

221 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَحْدَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْعَنْبَرِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا ، سَأَلَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي الْقِرَاءَةِ بِالْأَلْحَانِ ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : " فَيَسُرُّكَ أَنْ يُقَالَ : يَا مُوَحْمِدُ . " *
سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ >> كِتَاب الْأَدَبِ >> بَابُ الْهَدْيِ فِي الْكَلَامِ >>

4262 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ ، قَالَتْ : " كَانَ كَلَامُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَامًا فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ " *
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»[align=center]رزقنا الله وإياكم الجنة[/align]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
 
- من خلال التأمل في كلام المناقشين في هذا المقام نجدهم يذكرون مصطلح النبر ومصطلح الاختلاس وقد يقع الخلط بينهما.
والاختلاس عند القراء -كما هو معلوم- هو الإتيان ببعض أو بجزء الحركة، فهو يقابل إتمام الحركة.
أما النبر فمبحث صوتي بحت، تميزه الأذن الصحيحة، ولذا يسمى بـ"النبر الصوتي"، وعليه فلا علاقة له في الأصل مع الاختلاس الذي يقصده القراء والذي تميزه اللسان، فالاختلاس يقابله إتمام الحركة، أما النبر فيقابله عدم النبر.
وغالب ما يطرح في هذا الموضوع إنما هو الاختلاس في مقابل النبر، وقد يكون هذا استعمالاً خاصاً لهذا المصطلح في هذا الباب، إذ يقصدون بالاختلاس هنا خفض الصوت في مقابل النبر الذي هو رفع الصوت في بعض حروف الكلمة.
لكن ما ينبغي التنبه له هو أن القائلين بالنبر والمنكرين له لا يختلفون في وجوب الإتيان بالحركة كاملة دون اختلاس، وخلافهم إنما هو في قدر زائد على الإتيان بكامل الحركة، ففي مثل قوله تعالى: (فَقَسَت قلوبهم) فتحة القاف كاملة غير منقوصة عند الجميع، وإنما اختلافهم في طريقة أدائها صوتياً، ومثله قوله تعالى: (فساء لهم) وغيرها من الكلمات.
أما إذا كان ترك النبر سبباً للوقوع في الاختلاس (عدم إتمام الحركة) فهو خطأ يجب اجتنابه مثل نطق (يعدكم) ومثيلاتها.

- المتكلمون في هذا الباب طرفان ووسط:
ففريق يرى النبر غير مطلوب ولا مأثور.
وآخر يشدد فيه ويطالب به كلما توالت متحركات أو غيرها وإن لم يكن له أدنى أثر في المعنى، أو حتى لم يكن له محل في الكلمة!
وثالث توسط وطالب به حينما يتم ويكمل به المعنى، وترَك ما سوى ذلك.

- المقصود من هذا الباب هو أداء القرآن الكريم بأكمل وجه يخدم المعنى، وقد يكون النبر من كمال الأداء الذي يتم به إفهام المراد وليس من واجبه، لكن الشيخ مطالب بتلقين الطالب الواجب والكمالي دون تفريق، وهذا فيمن بلغ درجة تؤهله للإتقان، أما العامي والمبتدئ فلا يطالب به لوجود ما هو أولى منه في حقه.

- الكلام هنا إنما هو فيمن توسط وطالب بالنبر حينما يكون له أثر واضح في المعنى، وهذا في رأيي مقبول ومطلوب ممن قدر عليه، إذ تكون به القراءة أشهى في السمع وأبيَن للمراد وأفصح في النطق وهو مقصد عريق في الكلام العربي (أقصد البيان والفصاحة)، بل حتى من يقول بعدم النبر يطالب به في مواضع معينة استحساناً كما في قوله تعالى :" واستبقا الباب " وقوله تعالى :" وقالا الحمد لله " وقوله عز وجل :" فلما ذاقا الشجرة " كما جاء في المشاركة الأولى من هذا الموضوع.

- قد يقع البعض في أنواع من النبر ليست صحيحة ومردّ هذا إلى أمرين:
الأول: التكلف والتعسف، مثل ما يقع في (عشرة) (أنفسكم) وغيره، فهذا ينزه عنه كتاب الله تعالى لأن به خروجاً عن الذوق السليم والسليقة العربية، وغالب مثل هذا إنما أُخذ بالأقيسة الفاسدة التي لا تمت إلى الفصاحة بصلة، والكلام هنا إنما هو عن كمال الأداء الذي يكمل به أداء المعنى.
الثاني: أن يوقع النبر في موضع خاطئ مثل قوله تعالى: (يرثني) وغيرها، فمثل هذا يصحح خطؤه ويبين له صواب النطق.

- مثل هذه الموضوعات قد تثار فيها الحساسيات والنزعات، ولذا يتحاشى الدخول في معمعتها كثير من الأفاضل، وهو شيء في الحقيقة مؤسف، وكثير منه يمكن أن يكون من المراء الذي ينزَّه عنه أهل القرآن، ولا أحسب أحدا من المتحاورين هنا وقع فيه، لكنني أحببت التنبيه على أمر واقع.
وسبب هذا هو أن موضوعات الأداء مردُّها هو النطق والمشافهة، والكتابة إنما هي تقريب للمراد وحسب، وقد لا يحسن القارئ توصيف مراده كتابةً فيُتهم بما لم يقصد.

أسأل الله أن يرزقنا حق التلاوة، ويوفقنا جميعا لعلم نافع وعمل صالح.​
 
[align=justify]
بارك الله فيكم على طرح هذا الموضوع
فمسألة النبر في القرآن كانت تشغل بالي منذ مدة حتى إنها كانت تؤرقني و لم أجد فيها حتى الساعة ما يشفي غليلي.
و قد لمست من خلال هذا النقاش الصراع النفسي الذي كنت أعيشه من اعتبار النبر(الأداء) في القراءة و أنه يعالج لحونا قل من ينتبه لها أم أنه وسوسة و تكلف؟؟
هذا و إن كنت مبتدئة في علم التجويد إلا إنني سأعرض بعض تساؤلاتي وانشغالاتي في هذا الباب و أرجو من المشاركين التفاعل معها - بتأييد أو نقض أو توضيح – مع اتسام المناقشة بالأدب و الموضوعية.

كنت اطلعت على ما كتبه الأستاذ جمال القرش في كتابه "زاد المقرئين" حول أهمية التلقي و ضرب أمثلة عن أخطاء لا يمكن تفاديها إلا بالتلقي و المشافهة و الأخذ عن المشايخ, فلم يبدو لي أي مانع من النبر على نحو ما قدمه, خاصة و أنه لا يتعارض مع أحكام التجويد, و فهمت من كلامه – و الله أعلم- أن فائدة النبر تكمن في أمرين:

1-
إتمام الحركات و عدم اختلاسها على نحو (يعدكم)
2-
عدم تحريف معاني الآيات على نحو (فسقى)
و بما أنّ معلماتي متخرجات من المدرسة المصرية, فهذا الأمر ذو بال عندهم, إلا أن منهن من تعتبره من المباحث التكميلية و لا تتعرض له ابتداءا حتى تتقن الطالبة المخارج و الصفات و إتمام الحركات مع دراية بأصول الرواية, في حين منهن من تركز عليه منذ بداية التلقين.
إ
لاّ أنه تبين لي من خلال تجرتي مع أصحاب مدرسة النبر:

1-
أنهم يستعملون النبر حتى في الكلمات التي لا تحتاج إلى نبر – على اختلاف بينهم -مثل كلمة (بربك) فمنهم من يقرؤها مفصولة ( بـ/ربك): مع أني لا أجد الداعي لهذا من إتمام حركة أو تحريف معنى.
2 -
أن النبر في القرآن صار طريقة للتغني بالقرآن متلقاة من الحضرة النبوية بالأسانيد المتصلة !! لذلك تجدهم يلزمون الطالبات بطريقة قراءة المعلمة حتى إنك تجد المسجد يقرأ على وتيرة واحدة لا تفرق بين الطالبات إلا باختلاف الأصوات !! و إذا أردت أن تعرف كيف ماعليك إلا أن تفصل ما ليس من أصل الكلمة من حروف العطف و الجر و الضمائر مع التفريق بين الماءات من ماء استفهامية و اخرى موصولة و.... هذا بالنسبة لمن لها إطلاع على مسألة النبر. فهل النبر طريقة للتغني بالقرآن أم أنّ فائدته ما ذكر آنفا و للطالبة حق التغني بالقرآن كيف شاءت؟؟؟ نرجو التوضيح من أصحاب الإختصاص
3-
أنّ النبر من ميزات المدرسة المصرية, و لو كانت أسانيد هذه المدرسة منفصلة عن أسانيد نظيرتها الشامية لقلت ( كل يقرأ كما تلقى من شيخه), إلا أن هذا غير حاصل, بل و كيف أجاز أعمدة المدرسة المصرية من أمثال عامر السيد عثمان و أحمد الزيات - رحمهم الله- ممن اشتهر عليه الأخذ بالنبر تلميذهم أيمن رشدي سويد (و هو شامي) و مواطن النبر عنده محدودة. فإذا كان ترك النبر(لحنا) فكيف يجاز الطالب على ذلك؟؟؟ بل و يخالفهم في كون القلقلة تجنح إلى الفتح و في مراتب تفخيم الساكن المستعلي و غيرها من المسائل. فهل العمدة في ذلك هو التلقي و الأخذ على الطلبة كما أخذوا هم عن مشايخهم أم أن هناك مسائل إجتهادية في التجويد؟؟و أذكّر في الأخير أن الغرض من طرح هذه المسائل هو معرفة الحق و الأخذ به دون التعصب لمدرسة أو شيخ, مع إلتزام بآداب الحوار و النقاش.[/align]
 
السلسلة الصوتية لزاد المقرئين
خاصة سلسلة ( لقاءات مع ثلة من أعلام القراء) [FONT=&quot]يسجلون رأيهم في كثير من المسائل التي تشكل على أهل الإقراء والله الموفق والهادي إلى صراطه المستقيم [/FONT]
والتي تم تسجيلها في العام 1417 هجرية لمما يلي:
1-الشيخ العلامة أحمد عبد العزيز الزيات أعلى المقرئين إسنادا في عصره
2- لشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية أنذاك
3-الشيخ أحمد مصطفى من الحذاق المسند ين بالقراءات العشر الكبرى على الزيات
4- الشيخ أبو رواش مدير النص القرآني بمجمع الملك فهد
5- الشيخ عبد الرافع رضوان عضو لجنة مصحف المدينة المنورة
6- الشيخ عبد العزيز القاري عميد كلية القرآن بالمدينة المنورة
8- الشيخ إبراهيم الأخصر شيخ المقارئ بالمسجد النبوي
9- الشيخ عبد العزيز بن عبد الحفيظ عضو هيئة التدريس بالأزهر
10-الشيخ رشاد السيسي ى من الحذاق المسند ين بالقراءات العشر الكبرى على الزيات
11- الدكتور إبراهيم الدوسري من الحذاق المتقنين ورئيس قسم إصول الدين بجامعة الإمام أنذاك
12- وغيرهم من الأعلام
https://archive.org/details/zadmoqreenwaq
رابط آخر
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=8972
والهادي إلى سواء السبيل
 
عودة
أعلى