مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
مواضع الاتفاق بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في القرآن الكريم موضوع طريف ولطيف ،تحته أبواب من العلم .

وبالتأمل وجدت ما قد يكون مفتاحاً لهذا البحث الطريف ، وهو يدلك على أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ـ وإن اختلفت بعض تفاصيل شرائعهم ـ إلا أن الغاية الكبرى واحدة ، وهي : التوحيد ، وتعبيد الناس لرب العالمين ، كما ثبت في الصحيحين : الأنبياء أبناء علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد .

أذكر بعض المواضع التي ظهرت ـ على عجل ـ ولعلي أبدأ بأول موضع دعاني لطرح هذا الموضوع ، راجياً من أحبتي الكرام الذين يريدون الإضافة ـ أن يراعوا تسلسل الترقيم ، لننظر في الأشياء التي اتفقوا عليها ، وهو :

1 ـ كانوا يعلمون أن العبودية لازمة لهم ما داموا على قيد الحياة ـ سواء كانت عبودية القلب أم الجوارح ـ ،ومن ذلك قوله تعالى : (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ، أضفه إلى قول عيسى عليه الصلاة والسلام : (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً ) ، فماذا يقول غلاة المتصوفة الذين يرون أن أحدهم قد يأتي عليه زمان تسقط عنه التكاليف ؟
2 ـ اتفاقهم في أمر التوحيد ،و هذا أعظم أصل اتفقوا عليه ، قال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ، وقال سبحانه : (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )
3 ـ اتفاقهم في الصلاة والزكاة ، قال تعالى ـ بعد أن ذكر جملة من قصص الأنبياء ـ في سورة الأنبياء ـ : ( وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) ، وعلى وجه التفصيل ، نقرأ قوله تعالى عن إسماعيل : (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ...) ، وقال سبحانه عن موسى وأخيه : (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ... ) وقال سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ... ) إلى غير ذلك .
 
بارك الله فيك أخي أبا عبدالله على هذه النفائس ، وأرجو منك أن تواصل تتبع مفردات هذا الموضوع كلما سنحت لك سانحة وفقك الله.
 
ومن المواضع أيضاً :
4 ـ خوفهم من ذنوبهم ، وشدة تعظيمهم لأمر ربهم إذا وقع منهم تقصير في جنبه جل وعلا :

فهذا أبو البشر آدم عليه الصلاة والسلام ، لما أكل من الشجرة هو وزوجه ، قالا : ( ربنا ظلمنا أنفسنا ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .


ويقول سبحانه عن نوح عليه الصلاة والسلام ـ بعدما سال ربه نجاة وابنه ثم جاءه العتاب الإلهي ـ قال عليه الصلاة والسلام : (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي بعلم ،وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) .

وقال عن موسى عليه الصلاة والسلام ـ لما قتل القبطي ـ : (رب إني أعوذ ظلمت نفسي فاغفر لي ، فغفرله ) ، ولما رجع إلى قومه ووجدهم قد عبدوا العجل ، وعاتب أخاه هارون عليه الصلاة والسلام ذلك العتاب العظيم ـ الذي دافعه الغيرة على التوحيد ـ قال عليه الصلاة والسلام : (رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك ، وأنت أرحم الراحمين ) .

ولما لما ذهب يونس عليه الصلاة والسلام مغاضباً لقومه ، وحصل منه ما حصل ، قال ـ وهو في ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت ـ ( لا إلـه إلا أنت ، سبحانك ، إني كنت من الظالمين ) .


5 ـ أنهم ـ مع عظيم مقامهم وثقتهم بوعد الله ونصره ـ إلا أنهم بشر ، قد تخطر في قلوبهم خواطر البشر ، بل قد يستبطئون ذلك ، نقرأ ذلك في قوله سبحانه : (حتى إذا استيأس الرسل ، وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) ـ وهذا على أحد الأقوال في تفسير الآية ـ .

وفي سورة البقرة ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ، ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البساء والضراء ، وزلزلوا ، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه : متى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب ) .

6 ـ اتفاقهم على سنة الزواج ،وطلب الولد ، قال سبحانه وتعالى في سورة الرعد: ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ) ، فأين المتصوفة الذين يدعون الزهد والرغبة عن الدنيا ؟ أين هم عن هدي المرسلين ؟

7 ـ اتفاقهم على عدم الخوض فيما لا علم لهم به ،وتفويض الأمر إلى الله ، يقول تعالى : (يوم يجمع الله الرسل فيقول : ماذا أجبتم ؟ قالوا : لا علم لنا ، إنك أنت علام الغيوب ... ـ إلى أن قال عيسى عليه الصلاة والسلام ـ : ( تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك وأنت على كل شيء شهيد ) .

وقال عن نوح عليه الصلاة والسلام : (إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي بعلم ) .

يتبع ،،، حسب ما يفتح الله به ...

راجياً من الإخوة أن يشاركوا بما يفتح الله به ـ وهو خير الفاتحين ـ في هذا .
 
8- ومن مواضع الاتفاق بين الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام عدم أخذهم أجراً مقابل ما جاءوا به من الهدى والوحي والدعوة ، بل يفعلون ذلك لوجه الله. والأدلة على ذلك كثيرة ، ومنها .
- ما ذكره الله عن نوح عليه الصلاة والسلام :(وياقوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله).
- ما جاء في سورة سبأ عن نبينا صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ}.
- وقوله فيه أيضاً في آخر سورة صۤ: {قُلْ مَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ}.
- وقوله في الطور والقلم {أَمْ تَسْألُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ}.
- وقوله في الفرقان {قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً}.
- وقوله في الأنعام: {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَـٰلَمِينَ}.
- وقوله عن هود في سورة هود: {يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِى فَطَرَنِىۤ}.
- وقوله في الشعراء عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَمَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ}.
- وقوله تعالى عن رسل القرية المذكورة في يس {ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْألُكُمْ أَجْراً}.

وقد ذكر الفوائد بتفصيل أخي أبو مجاهد في نقله عن أضواء البيان في موضوعه ركن الاستنباط وذكر فوائد الآيات .

9- ومن مواطن الاتفاق كذلك شفقتهم على أممهم ، وحزنهم بسبب تكذيبهم لهم. والايات في ذلك كثيرة.

- ويمكن أن يؤخذ من هذه المشاركة موضوع آخر بعنوان :(مواطن الاتفاق بين الأمم تجاه أنبيائهم) ، ولا سيما أهل التكذيب والكفر والعناد ، وقد كتب فيها زميلنا الكريم الشيخ محمد بن عبدالعزيز المسند كتابه (أساليب المجرمين في التصدي لدعوة المرسلين). ولعله يجمعها قوله تعالى في سورة الذاريات:(كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون* أتواصوا به بل هم قوم طاغون).
شكر الله لك أخي عمر المقبل على إشارتك لهذا الموضوع ولغيره ، فما هذه بأول بركاتكم ولا أظنها ستكون الأخيرة بإذن الله.
 
والشكر موصول لكم يا فضيلة الشيخ ، فأثركم في هذا المنتدى المبارك مذكور ، وعملكم ـ مع بقية المشايخ ـ مشكور .

وتتمة للبحث ، فما زلت أتأمل وأنأمل ، فمما يدخل تحته أيضاً :

10 ـ اشتراكهم في حصول الأذى من قبل أقوامهم ، يقول سبحانه ـ مسلياً ـ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (ولد كذبت رسل من قبلك ، فصبروا على ما كذبوا ، وأوذوا ... ) .
وهذا يا شيخ عبدالرحمن ، له صلة بما تفضلتم به ، في المواضع التي اتفقت عليها الأمم في التصدي لدعوة الحق .

11 ـ كونهم لا يبعث نبي منهم إلا ومعه آية تدل على صدقه ، وأنه لا يأتي بها إلا بإذن الله تعالى ، قال تعالى : (وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) فقد تضمنت أنه يأتي النبي بآية ،وهي بإذن الله .
ويشهد للقول بأن كل نبي لا بد أن يأتي بآية ما ثبت في الصحيح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حديث أبي هريرة : (ما من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله يؤمن عليه البشر ... ) .

فإن قيل : فما آية هود ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فإنا لا نجد له آية واضحة في سياق قصته في القرآن ؟

فالجواب ـ كما قال غير واحد من المفسرين ،ومنهم السعدي رحمه الله تعالى ـ أن تحديه عليه الصلاة والسلام لقومه أن يصيبوه بأذى مع أنه واحد وهم جماعة ،كما قال سبحانه (فأشهدوا أني برئ مما تشركون * من دونه ثم كيدوني جميعاً ولا تنظرون) .

يتبع ،، حسب ما يفتح الله به .
 
12. لعل من أجلى صور الاتفاق بين الأنبياء : حمل هم الدعوة إلى الله ، والعمل الدؤوب وتكبد المشقات في سبيل هذه الوظيفة السامية : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً )(فصلت: من الآية33) .
وتكاد تكون قصص الأنبياء جميعا ومحاوراتهم شاهدة لهذا الأمر ، وتأمل معي – مثلا – قوله تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً )(العنكبوت: من الآية14) ) ، وقوله : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ... ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً ، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً) .

13. ومن مواضع الاتفاق بين الأنبياء والمصلحين : وجود الأعداء والمجرمين من الجن والإنس الذين يكيدون ويصدون عن دعوتهم ، قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً )(الأنعام: من الآية112) ، وقال سبحانه : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (الفرقان:31)
وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )(الحج: من الآية52)

14. تأييد الله لهم ، والوقوف معهم على أقوامهم المكذبين المعاندين .
قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (لأعراف:94)
وقال : ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس:103)
وقال جل وعلا : ( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً ، سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً) (الاسراء:76- 77)
وقال سبحانه : ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51)

وجزاك الله خيرا أخي عمر ، ورزقنا وإياك الفهم في كتابه ..آمين
 
ومن المواضع التي اتفقوا فيها :

15 ـ أن أشرف ما يوصفون به ، هو كونهم عبيداً لله تعالى ، كما في قوله تعالى : (واذكر عبادنا إبراهيم ... الآية ) .
وقال عن نوح عليه الصلاة والسلام : ( إنه كان عبداً شكوراً ) .
وقال عن عيسى عليه الصلاة والسلام : (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ...) ، (لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ... ).
وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد وصفه ربه بهذا الوصف العظيم في أربعة مواضع مشهورة :
أ ـ عند التنزيل (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ...) .
ب ـ وفي مقام التحدي : (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ...) .
ج ـ وفي مقام الدعوة : (وأنه لما قام عبدالله يدعوه ...) .
د ـ وفي مقام الإسراء : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ...) .

16 ـ أمرهم أقوامهم بالتقوى ، فكل نبي يأمر أمته بذلك (فاتقوا الله وأطيعون ) .
17 ـ وهو موضع ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته القيمة (العبودية) : أنهم اتفقوا على البداء في دعوتهم بالعبادة (اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) ،وهذا يمكن أن يلتقي مع الأمر بالتوحيد ، إذ كل أمر بالعبادة في مثل هذه المقامات ، فالمقصود به الأمر بالتوحيد ،كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .


يتبع ، حسب ما يفتح الله به .
 
ومن المواضع التي اتفقوا عليها :

18 ـ أن الله تعالى وصفهم بأنهم شاكرون ، كما قال تعالى عن نوح : (إنه كان عبداً شكوراً) .
وقال عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) .

يتبع بإذن الله تعالى .
 
أخي الشيخ عمر

جهد موفق ، ومعلومات طيبة .

وفي آخر ما ذكرته من المواضع إشكال ؛ لأنه لم يوصف بهذا الوصف إلا نوح وإبراهيم عليهما السلام .

وقد مر بي حول الشكر في القرآن أنه لعظم منزلته ، وقلة من يحققه لم يوصف به إلا هذان النبيان الكريمان .

فما تعليقكم .


ولو جعلت مكان الشكر : الصلاح ، لكان أقرب . ( كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ)(الأنعام: من الآية85)
 
أخي الفاضل : أبا مجاهد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فليس شرط البحث أن نجد الاتفاق بين كل الأنبياء ـ وإن كان هذا هو الأفضل والأحسن والأكمل ـ بل يكفي أن يتفق نبيان فأكثر ـ كما في المثال الذي استشكلتموه ـ .
وفيما يتعلق بالشكر بالذات ، فقد وجدت ـ بعد التأمل ـ ما يصلح أن يكون دليلاً على اتفاقهم في هذا الأمر (الشكر) ألا وهو قوله تعالى : (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) وقد فسر العمل الصالح بالشكر ،وهو قوله تعالى : (اعملوا آل داود شكراً) .

أشكر لكم مروركم ومداخلتكم ، وآمل أن تضيفوا ما يناسب موضوع البحث .
 
ومن مواضع الاتفاق :
19 ـ أنهم دائبون على تذكير أقوامهم بآلاء الله ونعمه تعالى ، وتذكيرهم بما حصل للأمم قبلهم .
قال تعالى ـ عن هود e : (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ،وزادكم في الخلق بسطة ، فاذكروا آلاء الله ...) .
وقال صالح (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد ، وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً ،وتنحتون الجبال بيوتاً ) ،وفي سورة الشعراء أمثلة كثيرة لهذا المعنى .

20 ـ أنهم إذا تليت عليهم آيات الله تعالى ، خشعوا لها ،وسجدوا إذعاناً وقبولاً ، كما قال تعالى ـ لما ذكر جملة من الأنبياء والمرسلين في سورة مريم ـ : (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين ... إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ) ، وهذا بعكس أهل الكبر والطغيان ، إذا تتلى آيات الرحمن أبوا أن يستجيبوا لما دلت عليه من أمر ونهي ،ولهذا قال سبحانه عن عباد الرحمن : (والذين إذا ذكروا بربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا ) .

يتبع حسب الإمكان ،والله المستعان ،،،،
 
شكر الله لك ابا عبد الله هذا الموضوع القيم , وازدادت قيمته بمواصلتك الطرح , وارجو منك تكرما وضعه في قسم المواضيع المقترحة , فهو من مواضيع التفسير الموضوعي .
 
أشكر لكم ـ أبا خالد ـ هذا المرور المبارك .


ومن المواضع :

20 ـ أن من أساليبهم في دعاء ربهم جل وعلا ، الدعاء بعرض الحال ، وقد يضاف لذلك الدعاء الصريح ، ومن ذلك :
أ ـ قول آدم وحواء عليهما السلام : (ربنا ظلمنا أنفسنا ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .
ب ـ ومنه : قول نوح عليه الصلاة والسلام : (رب إني مغلوب ) ثم قال : (فانتصر) .
ج ـ ومن قول أيوب عليه الصلاة والسلام : (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) .

ومن المواضع :
21 ـ لهجهم بالتوكل على الله عز وجل في مواطن كثيرة ،والصبر على أذى أقوامهم ، ويجمع ذلك كله قوله تعالى : (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ، ولنصبرن على ما آذيتمونا ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) .

وأما أفراد ذلك في حق الأنبياء فكثيرة معلومة .


يتبع بإذن الله .
 
بالنسبة لنقله إلى المواضيع المقترحة ، فهذا لا أحسنه من الناحية الفنية ، فعلى يديك أبا خالد .
 
ومن مواضع الاتفاق :
22 ـ أن مهمتهم الأولى هي النصيحة ، والقيام بالنذارة ، والبلاغ عن الله ( الذين يبلغون رسالات الله ، ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ) ، وقد صرح كثير منهم بذلك ، ومنه :
أ ـ قول نوح عليه الصلاة والسلام : ( أوَعجبتكم أن جاءكم رجلٌ منكم لينذركم ) .
ب ـ وقال هود عليه الصلاة والسلام : ( أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم ) .
ج ـ وقال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : ( إن عليك إلا البلاغ ) .

ومن مواضع الاتفاق في دعوتهم :
23 ـ أنهم ـ مع دعوتهم إلى الأصل الكبير : التوحيد ـ جاءوا بالأمر بمكارم الأخلاق وتمثلوا بها ، وجاءوا بالنهي عن سفاسفها ، ومن ذلك :
أ ـ إكرام إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأضيافه .
ب ـ خدمة موسى عليه الصلاة والسلام لابنتي صاحب مدين .
ج ـ نهي شعيب قومه عن التطفيف في الميزان .
د ـ نهي الله تعالى لهم عن الغلول في الحروب ، ويدل لذلك قوله تعالى ـ وهذه عامة في الأنبياء كلهم ـ : ( وما كان لنبي أن يغل ) .


يتبع بإذن الله حسب ما يفتح الله تعالى به .
 
أشكر لصاحب الفضيلة الشيخ عمر المقبل على طرحه لهذا الموضوع الشائق النافع ، كما أشكر لجميع المشايخ الفضلاء الذين أثروا الموضوع بإضافاتهم القيمة ، وأحببت أن أشارك معكم بإضافة موضع من مواضع الاتفاق بين سادتنا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهو :
24 ـ أنهم جميعاً من حملة العلم النافع ، وممن تصدى لتعليم الناس ودعوتهم إلى الله تعالى على علم وبصيرة ، ومن دلائل ذلك :
أ ـ قوله تعالى عن آدم عليه الصلاة والسلام : ( وعلم آدم الأسماء كلها) .
ب ـ وقوله تعالى عن يعقوب عليه الصلاة والسلام : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) .
ج- وقوله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام : ( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما) .
د- وقوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام : ( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما) .
هـ- وقوله تعالى عن الخضر عليه الصلاة والسلام : ( وعلمناه من لدنا علما) .
ز- وقوله تعالى عن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام : ( وكلا آتينا حكما وعلما) .
ح -وقوله تعالى عن شعيب عليه الصلاة والسلام : ( قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي) والبينة العلم .
ط ـ وقال الله تعالى لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام : ( وقل رب زدني علما) وقال ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ) والبصيرة العلم .
ي ـ وقوله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يخاطب أباه : ( يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك ) .
ك - وقال تعالى مخبرا عن عيسى عليه الصلاة والسلام وعن غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أنهم كانوا يقولون للناس : ( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) قرئت تعلمون بالتخفيف من العلم ، وتعلمون بالتشديد من التعليم .
 
25- ومن مواضع اتفاقهم : اتفاقهم على أركان الإسلام الخمسة ، عملا بها ودعوة إليها ، وقد ذكر الشيخ عمر المقبل شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة والزكاة ، وأضيف أن الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة أخذ الله عليهم الميثاق بها كما في آية آل عمران ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ... الآية )، وأما الصوم فقد كتب على الذين من قبلنا كما كتب علينا ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) وأما الحج فقد قال الله تعالى لنبيين كريمين هما إبراهيم وإسماعيل ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين ...الآية ) وأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله ( وأذن في الناس بالحج ) وجاء في السنة ما يفيد أن البيت كان موجودا قبل إبراهيم ، وأن نوحا وهودا وصالحا وموسى عليهم الصلاة والسلام ممن حج البيت .

26- تخصيص كل نبي المنكرات المتفشية في قومه بمزيد تحذير منها ومحاربة لها ، كمحاربة صالح وهود عليهما السلام للكبر والتجبر ، ومحاربة شعيب عليه السلام لتطفيف المكيال ، ومحاربة لوط عليه السلام للفاحشة ولقطع السبيل .

27- اتفاقهم على كثرة التذكير باليوم الآخر والتبشير بما أعد الله فيه من نعيم للطائعين والإنذار مما أعد الله فيه من عقوبة للعاصين ، قال تعالى ( رسلا مبشرين ومنذرين ) ، و قال شعيب عليه السلام ( وارجوا اليوم الآخر ) ، وقال تعالى ( وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) وأخبر تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال لقومه : ( ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا )

28- أن عامة أتباعهم الضعفاء ، وفي حديث هرقل " كذلك أتباع الرسل " والمراد بالضعفاء المتواضعون البعيدون عن الكبر والفخر والخيلاء بغض النظر عن فقرهم أو غناهم ، ومن الأدلة قول قوم نوح عليه السلام ( وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ) وقوله تعالى عن أتباع موسى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ... ) وقوله تعالى عن أتباع صالح ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم .. )
وحديث أبي سفيان وهرقل فيه العديد من مواطن الاتفاق بين الرسل صلوات الله عليهم يمكن التأمل في دلائلها من القرآن ، وإضافة مالم يذكر بعد ، وبالله التوفيق .
 
أشكر لكم فضيلة الشيخ أبا خالد على هذا المرور الكريم المفيد ، جعله في ميزان حسناتكم .

ما أشرتم إليه ـ من مواضع الاتفاق في حديث هرقل ،وإمكانية الاستفادة منها في التأمل في القرآن ـ لفتة طيبة موفقة .

ومن المواضع :
29 ـ اتفاقهم على الوصية بالإسلام حياة ومماتاً ،والدعاء به ، من ذلك :
أ ـ قول إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام : (واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ... إلى أن قال : ( أسلمت لرب العالمين ) ثم قال بعدها ـ : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ... الخ ) .
ب ـ ومن دعاء يوسف : (توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) .
ج ـ قول موسى لقومه : (فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) .
د ـ وقال عن الحواريين : (قالوا : آمنا واشهد بأننا مسلمون ) .

يتبع بإذن الفتاح العليم ،،،،،،،،،
 
موضوع رائع

موضوع رائع

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية للمشائخ الكرام
و للزوار الكرام

أحب أن أسجل إعجابي بنوعية الاختيار ( مواضع الاتفاق بين الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام في القرآن الكريم ) ، و أسلوبه العلمي الموثق

و لي عودةٌ في المستقبل القريب حول هذا الموضوع

متمنياً التوفيق للجميع

عبد الله
 
هلاَّ بُحِثَ في رسالةٍ جَامِعِيَّة !!

هلاَّ بُحِثَ في رسالةٍ جَامِعِيَّة !!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحية طيبةً و بعد

بعد أن خَفَّتْ بعضُ الأشغال فهاأنذا أعود إلى المشاركة في هذا الموضوع الذي نال إعجابي كثيراً ، فمما يسرُّني كثيراً أن أرى في هذا الملتقى الرائد مثل هذه المواضيع الرائعة و ذلك لأسباب أهمها :
1- أن مثل هذا الموضوع يطرح نفسه بثقل الإجماع و الاتفاق الذي يحمله .
2- أن وَفْرةَ الآياتِ في الموضوعِ ذاتِه ؛ تشيرُ إلى كثيرٍ من الأمة المجْتَمِعةِ المتَّفِقَة التي كان يحمل رسالتها الأنبياءُ و المصلحون في المجتمعات الإنسانية ، و هذا في الحقيقة ما تفتقده أغلب الدراسات القرآنية الحديثة .
3- أن تعدُّدَ الزمن و تباعد الفترات لا يغير من المبادئ و الأسس التي يسلكها الأنبياء و المصلحون ، فمهما اختلف الناس و المتَلَّقُوْنَ فإن الغاية واحدة – في الغالب – و هذا هو السر الحقيقي وراء الاتفاق بينهم .
4- أننا لو تتبعنا كما قام الإِخوة بالتتبع في ذلك لوجدنا مواضع الاتفاق في الأَمْر هي : في الأصول العامَّة في التعامل مع الخَالِقِ أَو الخَلْقِ ، و مواضِعَ الاتفاق في النهي هي : في أصول الفساد الخَلْقِيِّ أَو الخُلُقِي .
5- أننا في هذا الزمن بحاجة ماسَّةٍ إلى معرِفَة الأصول العامة التي يتّفِق عليها البشر للوصول مِنْ ثَمَّ إلى دعوة الخَلْقِ و إيصَال الرسالة السماوية - التي نحملها و نتشرَّفُ بالانتساب إليها – إلى الناس كافَّةً ، و استغلال هذا الجانب – المتفق عليه – للدخول فيما نريد دينٍ و عقيدة .
6- أن الحاجَّة تُلِّح بكثيرٍ من الدراسات المعاصرة و ربطها بالواقع ؛ حتى يستفيد منها جميع الأفراد و تتبناها المجتمعات الصغيرة و الكبيرة .


تحياتي مرةً أخرى لأبي عبد الله على هذا الموضوع الجميل .

محبك :
عبد الله
 
ومن مواضع الاتفاق بينهم عليهم الصلاة والسلام :
30 ـ حرصهم على اجتماع الكلمة ووحدة الصف ، ومن الأمثلة على ذلك :
ـ إخباره تعالى عما حدث بين موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام ـ حينما رجع موسى غضبان من من صنيع قومه بعبادة العجل ـ أجابه هارون بقوله :
( إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ) .
وأما استقرار هذا الأصل في هذه الشريعة فهو أشهر من أن يدلل عليه .






يتبع إن شاء الله تعالى .
 
ومن مواضع الاتفاق بينهم صلوات الله وسلامه عليهم :
31 ـ أن اليمين (الحلف) أحد الأحكام الشرعية الموجودة قبل شرعنا ، ففي قصة أيوب عليه الصلاة والسلام ، نقرأ قوله تعالى : (وخذ بيد ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ) ، وفي شريعتنا الأمر أشهر من أن يوضح .

إلا أن هاهنا نكتة لطيفة وبديعة نبه عليها الإمام الهمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،وهي أن ظاهر قصة ايوب في سورة ( ص ) تدل على أن كفارة اليمين لم تكن مشروعة في تلك الشريعة ، بل ليس إلا البر أو الحنث ، كنذر التبرر في شرعنا .
ينظر : شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل لشيخ الإسلام ابن تيمية ، للعلامة البعلي (ص : 125) .

فاتفقت شريعتنا مع شريعة أيوب في أمرين :
1 ـ إثبات أن لليمين حكماً شرعياً ـ بغض النظر عن هذا الاختلاف ـ .
2 ـ أن الشريعيتن اتفقتا في : انعقاد اليمين ،والحنث ،وزادت شريعتنا بالكفارة .

فاللهم لك الحمد على أن هديتنا لها ، اللهم فكما هديتنا لها ونحن لم نسألك ، فثبتنا عليها ونحن نسألك ...


يتبع إن شاء الله تعالى .
 
ومن مواضع اتفاقهم عليهم صلوات الله وسلامه :
32 ـ أنهم مارسوا القضاء ،والحكم بين الناس ، فقد قال الله تعالى عن بيين كريمين وهما داود وابنه سليمان : (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) (الانبياء:78)

وقال سبحانه عن نبينا صلى الله عليه وسلم : ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) (المائدة:49) .
وقال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) (النساء:105)


يتبع بإذن الله حسب ما يمن به العليم الخبير ...
 
هذا بحث طريف نفيس ، وهو يصلح أن يكون بحثًا في موضوع من موضوعات القرآن ( الذي يسمى : التفسير الموضوعي ) ، فشكر الله لك ياشخ عمر ولمن شاركك .
وياحبَّذا لو وضعت ضوابط الاتفاق بناءًا على ما قدَّم لك أبو مجاهد من ملحوظة فيما يتعلق بالشكر .
 
فائدة.....

فائدة.....

شكرا للشيخ عمر المقبل فوائد قيمة جدا...
* لدي اضافة فائدة لعلها تعد من من نقاط الاختلاف:
أن الله قد ضمن لأتباع الرسالات السابقة الأرزاق والمعيشة اذا اخذوا بأسباب جلبها والحصول عليها ، أما امة محمد صلى الله عليه وسلم فلا ضمان الا اذا اخذت بأسباب حصول الرزق والمعيشة وطاعته سبحانه معا.
وبارك الله في الجميع،،،،،،،،،،
 
أشكر للشيخ الفاضل المفيد أبي عبدالملك د.مساعد مروره وتعليقه .
وقد أشرت في تعليقي على كلمة أبي مجاهد الضابط الذي سرت عليه في هذا الموضوع .



أخي ( أبا حنيفة ) حبذا لو ذكرت الآيات التي تدل على هذا ،ولو على سبيل التمثيل ، لتكون الفائدة أكمل .
 
شيخنا الكريم: انا طرحت الفائدة متمنيا التعليق عليها من حيث الصحة وعدمها، انا سمعت هذه الفائدة من الأستاذ الدكتور ناصر العقل في جلسة خاصة ومناقشة صريحة حول المذاهب والفرق ..... من ضمن ما قال هذه الفائدة حين تحدث عن الأمن.... اقول الايات كثبرة ومنها : عموم قوله تعالى:
(ولئن شكرتم لأزيدنكم ) وقوله تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لوأنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا"...........
* لكن ما أشكل علي وأحببت أن أطرحه بين يديكم : هو أن الله قد أمر قوم نوح بالاستغفار لكي يرسل السماء عليهم مدرارا، وكذا قوم عاد بأن يزيدهم قوة الى قوتهم..... أتمنى التعليق والافادة وبارك الله فيكم

[align=center]محبكم ابو حنيفة[/align]
 
إشكال في الموضوع

إشكال في الموضوع

[color=0000FF]أخي الفاضل الموضوع شيق وممتع ولكن سؤالي ما الفائدة المرجوة من معرفة اتفاق الأنبياء في الأمور المذكورة في الموضوع وما الفرق بين معرفتنا لاتفاقهم على خصلة وبين اتصاف أحدهم بخصلة واحدة أليست المحصلة المرجوة واحدة إذ أننا مأمورون باتباعهم جميعا أرجو ألا أكون من المثبطين ولكن أحببت أن استفسر أسأل الله لكم التوفيق والسداد [/color]
 
الأخ الفاضل أبو عاتكة ، الجواب عن جدوى البحث في مثل هذا الموضوع تجده في قوله تعالى لنبيه الكريم : "أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90)


فإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء بأفراد هؤلاء الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام ، فما ظنك بصفة من صفاتهم أو هدي من هديهم اتفق عليه نبيان فأكثر ؟!

وآمل أن تتكرم بالرجوع إلى مداخلة الشيخ عبدالله الخضيري على هذا الموضوع ، فستجد فيها تتمة للجواب ،


وفقك الله ،،،
 
33 ـ من مواضع الاتفاق بينهم صلوات الله وسلامه عليهم ، أن الله تعالى أخذ عليهم الميثاق جميعاً ـ كما قال ابن عباس ـ لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم ـ وهو حي ـ أن يتبعه ويأخذ بشريعته ، يدل لذلك قوله تعالى :
( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران:81)


34 ـ ومن مواضع الاتفاق بينهم ، مادل عليه قوله تعالى ـ في سورة مريم ـ :
(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58) .

والشاهد أن الله تعالى ذكر اتفاقهم على أنهم (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) .


يتبع إن شاء الله...
 
* مظان ما اتفق عليه الأنبياء في القرآن *

* مظان ما اتفق عليه الأنبياء في القرآن *

قال ابن تيمية (ت:728) رحمه الله:
( فالرسل متفقون في الدين الجامع للأصول الاعتقادية والعلمية، فالاعتقادية كالإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر، والعملية كالاعمال العامة المذكورة فى الانعام والاعراف وسورة بنى إسرائيل، كقوله تعالى {قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر الآيات الثلاث، وقوله {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} إلى آخر الوصايا، وقوله {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين}، وقوله {قل إنما ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وإن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون}.

فهذه الأمور هي من الدين الذي اتفقت عليه الشرائع، كعامة ما فى السور المكية، فإن السور المكية تضمنت الأصول التى اتفقت عليها رسل الله؛ إذ كان الخطاب فيها يتضمن الدعوة لمن لا يقر بأصل الرسالة.
وأما السور المدنية ففيها الخطاب لمن يقر بأصل الرسالة، كأهل الكتاب الذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وكالمؤمنين الذين آمنوا بكتب الله ورسله؛ ولهذا قرر فيها الشرائع التى أكمل الله بها الدين، كالقبلة والحج والصيام والاعتكاف والجهاد وأحكام المناكح ونحوها، وأحكام الأموال بالعدل كالبيع، والاحسان كالصدقة، والظلم كالربا، وغير ذلك مما هو من تمام الدين.

ولهذا كان الخطاب فى السور المكية {يا أيها الناس}؛ لعموم الدعوة إلى الأصول؛ إذلا يدعى إلى الفرع من لا يقر بالأصل، فلما هاجر النبى إلى المدينة، وعزَّ بها أهل الإيمان، وكان بها أهل الكتاب، خوطب هؤلاء وهؤلاء، فهؤلاء{يا أيها الذين آمنوا}، وهؤلاء {يا أهل الكتاب} أو {يا بنى إسرائيل}، ولم ينزل بمكة شيء من هذا، ولكن في السور المدينة خطاب {يا أيها الناس}، كما في سورة النساء وسورة الحج، وهما مدنيتان وكذا فى البقرة ).

مجموع الفتاوى 15/159- 160.
 
ومن مواطن الاتفاق :
35 ـ اتفاقهم في أصول النصر في هذه الحياة الدنيا :
تأمل معي قول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم (وكفى بربك هادياً ونصيراً) ،
ثم تأمل ماذا قال ربنا تعالى عن موسى وأخيه هارون عليهما الصلاة والسلام : (ونصرناهم فكانوا هم الغالبين @ وآتيناهما الكتاب المستبين @ وهديناهما الصراط المستقيم) ؟.

فالنصر والهداية من عند الله ،ولكنها بأسباب عظيمة ،ومن أعظمها : الوحي ،والسيف.

وهذا ما تعبر عنه كلمة الإمام الرباني شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ : (قوام الدين : بكتاب يهدي ،وسيف ينصر،وكفى بربك هادياً ونصيراً).

ويمكن أن نعيد طباعة كلمة الشيخ بأن نقول : (قوام الأديان : بكتاب يهدي ،وسيف ينصر ،وكفى بربك هادياً ونصيراً).

فنسأل الله تعالى أن يمكننا من هذه الأسباب ؛لترتفع راية هذا الدين ،والحمد لله رب العالمين.
 
ومن مواطن الاتفاق (وهي من المُلَح ):
36 ـ أن ظاهر القرآن يدل على أنه ليس في الأنبياء عقيم ،قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ).

والشاهد قوله : (وذرية) ،وهذا أقوله تأملاً ،وهو ـ كما قدمت ـ : إنما هو من ملح التأملات وليس من عقدها ،ولكن من باب تكميل البحث ،وقد قال الفقهاء : (يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً).


وقد ذكر لي أحد المشايخ أنه قد قيل : إن بعض الأنبياء لم يتزوج ،فأجبته : إن ظاهر القرآن أن الكل قد تزوجوا ورزقوا الذرية ،فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل ،والله أعلم.
 
هل يقال : إن جميع الأنبياء أمروا بالجهاد وأمروا قومهم به ؟

جاء في تفسير البغوي :
( { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } قرأ حمزة والكسائي: "فَيَقْتُلوُن" بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا، ويقتل الباقون. وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل. { وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا } أي: ثواب الجنة لهم وعدٌ وحقٌ { فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ } يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد، وبيَّنه في هذه الكتب.
وقيل : فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة.)

تفسير البغوي - (ج 4 / ص 98)
 
هل يقال : إن جميع الأنبياء أمروا بالجهاد وأمروا قومهم به ؟

جاء في تفسير البغوي :
( { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } قرأ حمزة والكسائي: "فَيَقْتُلوُن" بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا، ويقتل الباقون. وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل. { وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا } أي: ثواب الجنة لهم وعدٌ وحقٌ { فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ } يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد، وبيَّنه في هذه الكتب.
وقيل : فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة.)

تفسير البغوي - (ج 4 / ص 98)

في هذا الاستنباط نظر ـ والله أعلم ـ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ـ كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ـ أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد !
فإذا كان وحده ، أفيقاتل أمة كاملة ؟! والله أعلم وأحكم .
 

في هذا الاستنباط نظر ـ والله أعلم ـ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ـ كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ـ أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد !
فإذا كان وحده ، أفيقاتل أمة كاملة ؟! والله أعلم وأحكم .

لو أذن لي الشيخ الفاضل : عمر المقبل حفظه الله بالقول :
إنه ربما يُحمل كلام البغوي واستنباطه رحمه الله على جانب التغليب , أو على أنواع الجهاد الأخرى كالنهي عن المنكر وبيان الحق والصدع به سيّما وعبارته نصت على (الجهاد) الذي يحتمل ذاك وهذا , لا على (القتال) الوارد في الآية والذي استشكلتم وفقكم الله حصوله بين فرد وأمة,وهو أي: الصدع وإنكار المنكر والجهر بذلك ضرب من أضرب الجهاد كما في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر " أو " أمير جائر"
والعلم عند الله تعالى.
 
ومن مواطن الاتفاق (وهي من المُلَح ):
36 ـ أن ظاهر القرآن يدل على أنه ليس في الأنبياء عقيم ،قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ).

والشاهد قوله : (وذرية) ،وهذا أقوله تأملاً ،وهو ـ كما قدمت ـ : إنما هو من ملح التأملات وليس من عقدها ،ولكن من باب تكميل البحث ،وقد قال الفقهاء : (يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً).


وقد ذكر لي أحد المشايخ أنه قد قيل : إن بعض الأنبياء لم يتزوج ،فأجبته : إن ظاهر القرآن أن الكل قد تزوجوا ورزقوا الذرية ،فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل ،والله أعلم.

(رسلاً) هنا ليست من ألفاظ العموم حتى تشمل جميع الرسل الذين قبل نبينا صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عاشور : " وقد كان لأكثر الرسل أزواج ولأكثرهم ذرية مثل نوح وإبراهيم ولوط وموسى وداود وسليمان وغير هؤلاء عليهم السلام " .
 
لو أذن لي الشيخ الفاضل : عمر المقبل حفظه الله بالقول :
إنه ربما يُحمل كلام البغوي واستنباطه رحمه الله على جانب التغليب , أو على أنواع الجهاد الأخرى كالنهي عن المنكر وبيان الحق والصدع به سيّما وعبارته نصت على (الجهاد) الذي يحتمل ذاك وهذا , لا على (القتال) الوارد في الآية والذي استشكلتم وفقكم الله حصوله بين فرد وأمة,وهو أي: الصدع وإنكار المنكر والجهر بذلك ضرب من أضرب الجهاد كما في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر " أو " أمير جائر"
والعلم عند الله تعالى.

أخي الكريم الشيخ محمود ، شكر الله لك مداخلتك ،وجوابي عنها : أن هذا الكلام لا يستقيم في هذا النقل لأمرين :
الأول : أن الآية نص في القتال ،وليس مطلق أنواع الجهاد ، تأمل : (يقاتلون في سبيل الله ... الخ).

ثانياً : حمل الجهاد على معناه العام خلاف الأصل ،إذ الأصل عند إطلاق هذا المصطلح ،فالمقصود به القتال في سبيل الله .
وكلام البغوي ـ رحمه الله ـ هنا كالصريح في إرادته للجهاد بمعناه الاصطلاحي ،والله أعلم.
 
أخي الكريم أبا الحسنات ... شكرا لإضافتك القيمة ،ولعلي أعود إليها لاحقا ـ إن شاء الله ـ .
 
أحسن الله تعالى إليك فضيلة الدكتور هذا الإذن بالمدارسة واسمحوا لي أن أقول:

إنَّ البغوي رحمه الله تكلم عن القتال وذكر القراءتين ثمَّ بعد كلامه عن الثواب جاء بالجملة وقال: (فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة) وهذا ما جعلني أظن عدوله عن لفظ القتال إلى الجهاد ليعم المعنيين ويدخل في عمومهما من له أتباع ومن لا أتباع له من الأنبياء - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام .

وهذه الجملة لا اظن الاستشكال الذي تفضلتم بطرحه يرد عليها لأنه قال (أهل الملل كلهم) وهذا الوصف لا أحسب انه يطلق على نبي واحد من الأنبياء - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام - الذين جاء ذكرهم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما , بل ربما يفهم منه أنه أراد تخصيص الأنبياء الذين لهم قوم وأتباع دون غيرهم , والعلم عند الله تعالى .
 
من الكتب القيمة التي رأيتها عنيت بهذا الموضوع كتاب (حكمة تشابه قصص الأنبياء في القرآن الكريم) للدكتور الصديق علي أوهيبة فقد تناول وجه التشابه بين دعوات الأنبياء وقصصهم في القرآن الكريم والحكمة من هذا التشابه .
 
شكر الله للجميع هذا الجهد المبارك
ومن ذلك
المبادرة في الخيرات وفعل الطاعات
والإلحاح في الدعاء
والرغبة فيما عند الله
والخوف من عقوبته
والتواضع والتذلل في العبادة
يدل على ذلك ثناء الله على زكريا عليه السلام وأهل بيته في قوله تعالى : فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90
 
ملاحظة لفظية على العنوان .

ملاحظة لفظية على العنوان .

جزى الله أخي الشيخ عمر المقبل ومن شارك معه خير الجزاء على هذا الموضوع الثري ...وعلى هذا الحشد من الاتفاق بين الأنبياء عليهم السلام التي يدرك من قرأها أن الخلاف كما تفضلتم خلاف يسير في بعض تفاصيل الشريعة.
فأظن أن لو كان العنوان "الاتفاق بين الأنبياء عليهم السلام" لكان أفضل لأن "مواضع"؛ تشعر بالقلة،والله أعلم.
ورأي أظنه صواباً ويحتمل الخطأ.
وبالمداخلة يتضح وجه الصواب ،وفقنا الله لهداه.
 
وقد ذكر لي أحد المشايخ أنه قد قيل : إن بعض الأنبياء لم يتزوج ،فأجبته : إن ظاهر القرآن أن الكل قد تزوجوا ورزقوا الذرية ،فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل ،والله أعلم.
في " التحرير والتنوير "(27/ 425) :
وأما ترك " المسيح " التزوج فلعله لعارض آخر أمره الله به لأجله ، وليس ترك التزوج من شؤون النبوءة فقد كان لجميع الأنبياء أزواج قال تعالى : ( وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ( ( الرعد : 38 ) .
انتهى
 
عودة
أعلى