حياكم الله جميعاً .
تحدث أخي الكريم الدكتور محمد بن الحسين السليماني في دراسته لكتاب (قانون التأويل) لابن العربي حديثاً جيداً حول الكتاب أنقله بتصرف واختصار .
كتاب (أنوار الفجر بمجالس الذكر) الذي صنفه ابن العربي رحمه الله (ت543هـ) من أعظم الكتب المصنفة في التفسير بحسب وصفه المنقول إلينا ، وقد ذكره ابن العربي في شرحه للموطأ (القبس) فقال :( ... وقد كنا أملينا في كتاب (أنوار الفجر) ثمانين ألف ورقة ، تفرقت بين أيدي الناس ، وحصل عند كل طائفة منها فن ، وندبتهم إلى أن يجمعوا منها ولو عشرين ألفاً ، وهي أصولها التي ينبني عليها سواها وينظمها على علوم القرآن الثلاثة : التوحيد ، والأحكام ، والتذكير ...).
وأشار إليه ابن جزي الكلبي في التسهيل فقال 1/10 :(... فأما ابن العربي فصنف كتاب أنوار الفجر في غاية الاحتفال والجمع لعلوم القرآن ، فلم تلف تلافاه بكتاب (قانون التأويل) إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه..) .
كما ذُكرأن يوسف المغربي الحزام الذي كان يحزم كتب السلطان أبي عنان المريني رآه في خزانته في ثمانين مجلداً لم ينقص منها شيءٌ. انظر الديباج لابن فرحون 282-283 .
وقال الكوثري في مقالاته :(... وللقاضي أبي بكر بن العربي (أنوار الفجر ) في التفسير ، في ثمانين ألف ورقة ، والمعروف أنه موجود ببلادنا -أي تركيا - إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه ) المقالات 402
ولابن العربي كتاب آخر بعنوان (واضح السبيل إلى معرفة قانون التأويل بفوائد التنزيل) وهو من آخر مؤلفات ابن العربي ، بل مات قبل تنقيحه والانتهاء منه كما ذكر ابن جزي .
وهذا التفسير الأخير هو الذي نقل منه العلماء آراء ابن العربي في التفسير ، كالزركشي والذهبي .
وقد أشار الدكتور محمد السليماني إلى جوانب من منهجية هذا التفسير الباقي في دراسته لقانون التأويل 127-129 فلتراجع .
فالذي يظهر أن (أنوار الفجر) قد تفرق في حياة المؤلف نفسه ، حتى صنف تفسيراً آخر بسبب ذلك ، ولعل السبب في ذلك أنه كان إملاء على الطلبة ، ولم يخطط له أن يكون كتاباً مصنفاً مرتباً ، وكبر حجمه من أسباب ذهابه فيما أظن لصعوبة استنساخه وانتشاره وحمله كما حدث مع تفسير خلف السجستاني .
وأما سورة التكاثر فقد تكلم في تفسيرها بكلام جيد في كتابه قانون التأويل في الصفحات 628- 636 رحمه الله رحمة واسعة .