أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 609
- مستوى التفاعل
- 26
- النقاط
- 28
من بديع كنايات القرآن :(الليل والنهار=الأرض)
هذه الكناية تعكس القوة البيانية في القرآن الكريم مع حصافة الاحتراز...
الأرض قد يقصد بها البسيطة الذي يحيي فيها الإنسان، فتدل على التربة التي يمشي عليها ويحرثها ويزرعها ويستخرج منها ما يحتاجه من ماء ومعدن وغيرها...وهي بهذا المعنى موجودة في الجنة أيضا:
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [الزمر : 74]
فالأرض الموروثة للصالحين هي أرض الجنة التي تجري فيها الأنهار وتنبت فيها الأشجار وتأتيهم بما شاؤوا من ظلال وثمار....
والأرض قد يقصد بها الجرم الفلكي السابح في الفضاء ...وعندما يريد القرآن هذا المعنى فإنه يكني عنها بالليل والنهار...لأنهما من لوازم الأرض لا ينفكان عنها.
سنقرأ الآيات التالية على ضوء هذه الفرضية:
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [إبراهيم : 33]
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [النحل : 12]
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء : 33]
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس : 40]
1-
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء : 33]
لو جعلنا الأرض- تصريحا - مكان الليل والنهار لاستقام المعنى أيضا (خلق الأرض والشمس والقمر كل في فلك يسبحون) ولربما زال إشكال مرجع كلمة (كل) الدالة على الجمع لأن القياس يقتضي أن يستعمل المثنى، فيقال :
(كلاهما في فلك يسبحان)
لأن الأمر يتعلق بالشمس والقمر، فأما الليل والنهار فلا يصح أن يقال عنهما ذلك لأنهما وضعان أو حالتان أو عرضان ، لا يسبحان في الفلك استقلالا بل تبعا للجسم السابح وهو الأرض- وهما لا ينفكان عنها –
إن قلت فما الحكمة في العدول عن التصريح إلى الكناية؟
نقول هناك حكمة بلاغية عالية...عبرت عنها قولة لعلي ابن أبي طالب:
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكذَّب اللهُ ورسولهُ؟".
[صحيح] - [أخرجه البخاري]
فلو قال (خلق الأرض والشمس والقمر كل في فلك يسبحون) لكان القول صادما للمتلقين في ذلك الزمن ، كيف تسبح الأرض في الفلك وهي ثابتة تحت أقدامهم! ومن ثم كانت بلاغة الكناية القرآنية : تقديم الحق ولا شيء غير الحق بما لا يصدم حسا ولا عقلا عند الناس.... أتريدون أن يُكذَّب اللهُ ورسولهُ؟
هذه الكناية تعكس القوة البيانية في القرآن الكريم مع حصافة الاحتراز...
الأرض قد يقصد بها البسيطة الذي يحيي فيها الإنسان، فتدل على التربة التي يمشي عليها ويحرثها ويزرعها ويستخرج منها ما يحتاجه من ماء ومعدن وغيرها...وهي بهذا المعنى موجودة في الجنة أيضا:
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [الزمر : 74]
فالأرض الموروثة للصالحين هي أرض الجنة التي تجري فيها الأنهار وتنبت فيها الأشجار وتأتيهم بما شاؤوا من ظلال وثمار....
والأرض قد يقصد بها الجرم الفلكي السابح في الفضاء ...وعندما يريد القرآن هذا المعنى فإنه يكني عنها بالليل والنهار...لأنهما من لوازم الأرض لا ينفكان عنها.
سنقرأ الآيات التالية على ضوء هذه الفرضية:
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [إبراهيم : 33]
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [النحل : 12]
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء : 33]
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس : 40]
1-
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء : 33]
لو جعلنا الأرض- تصريحا - مكان الليل والنهار لاستقام المعنى أيضا (خلق الأرض والشمس والقمر كل في فلك يسبحون) ولربما زال إشكال مرجع كلمة (كل) الدالة على الجمع لأن القياس يقتضي أن يستعمل المثنى، فيقال :
(كلاهما في فلك يسبحان)
لأن الأمر يتعلق بالشمس والقمر، فأما الليل والنهار فلا يصح أن يقال عنهما ذلك لأنهما وضعان أو حالتان أو عرضان ، لا يسبحان في الفلك استقلالا بل تبعا للجسم السابح وهو الأرض- وهما لا ينفكان عنها –
إن قلت فما الحكمة في العدول عن التصريح إلى الكناية؟
نقول هناك حكمة بلاغية عالية...عبرت عنها قولة لعلي ابن أبي طالب:
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكذَّب اللهُ ورسولهُ؟".
[صحيح] - [أخرجه البخاري]
فلو قال (خلق الأرض والشمس والقمر كل في فلك يسبحون) لكان القول صادما للمتلقين في ذلك الزمن ، كيف تسبح الأرض في الفلك وهي ثابتة تحت أقدامهم! ومن ثم كانت بلاغة الكناية القرآنية : تقديم الحق ولا شيء غير الحق بما لا يصدم حسا ولا عقلا عند الناس.... أتريدون أن يُكذَّب اللهُ ورسولهُ؟