نزار حمادي
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛ لقد حاول البعض إنكار وجود بعض الآيات القرآنية التي يستحيل تفسيرها بمفهومها الظاهر المتبادر، بل وصنفت في ذلك رسائل تحاول دفع هذه المسلمة التي يعتبر جاحدها عند أهل العلم منكرا لأجلى الحقائق القرآنية، وزاد التعصب بالبعض حتى رمى من يقرر استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها ـ لكونه يؤدي إلى الكفر ـ بأشنع الصفات، وهذا في الحقيقة ناتج عن التعامي عن الحقائق الجلية وعن مجرد الحمية والتعصب للمذهب.
وقد غاب عن هؤلاء الذين ينكرون هذه الحقيقة أن الحمل على المعنى الظاهر الباطل الغير المراد هو الذي يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله، والحمل على الظاهر فعل بشري لا يكون إلا من صفات بعض المفسرين للقرآن، وأما المعاني التي دل عليها القرآن وهي المعاني المرادة لله تعالى فيستحيل أن تكون دالة على الكفر والعياذ بالله.
فبالخلط بين هاتين الحقيقتين زاد التعصب من البعض واتهم من قرر استحالة حمل بعض الآيات على الظاهر بتهم منشؤها قلة التأمل في المغايرة بينهما أو التسرع في اتهام الغير وهم جمهرة كبيرة من العلماء.
قد يطول الكلام في هذه المسألة، وبعض الطلبة فيما تنامى إلى علمي يعكف الآن على جمع الآيات القرآنية التي يستحيل حملها على ظاهرها لكونها (أي الظواهر) غير مراد لله تعالى، وذلك لما تفيده من معاني منافية كليا لثواب العقيدة الإسلامية، وأتوقع أن يكون بحثا علميا مهما جدا ولعله يخفض من حدة تعصب البعض ممن يشنعون على القائلين باستحالة بعض المعاني القرآنية الظاهرة في بادئ الأمر.
وسأشير هنا إلى مثال واحد، يبين أن صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر المتبادر واجب شرعا، وذلك لأن حملها على ظاهرها يؤدي إلى وصف الله تعالى بالنقائص كالجهل الذي هو من أشنع النقائص.
ففي قوله تعالى في مفتتح سورة العنكبوت آية (3): (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) يؤدي الحمل على الظاهر إلى وصف الله تعالى بعدم العلم (وهو الجهل) لغاية ظهور نتائج الابتلاء والامتحان للعباد، وفي وصف الله تعالى بالجهل في لحظة من اللحظات خروج عن ثواب العقيدة الإسلامية، ولهذا صرف أئمة أهل السنة هذه الآية ومثيلاتها عن معانيها الظاهرة رغم ظهورها وتبادرها أولا إلى الأذهان لأنها بالقطع واليقين غير مرادة لله تعالى لكونها معارضة للقواطع العقلية والنصوص الأخرى الشرعية.
وبعد اتفاق العلماء على صرف الآية عن ظاهرها، تتنوع أجوبتهم وتفسيراتهم، فيحمل ابن عباس رضي الله عنهما مثلا العلم على الرؤية (ابن كثير ج10/ص493) وهذا تأويل بمعنى الصرف عن الظاهر بلا شك لأن العلم يغاير الرؤية، وأما ابن جرير فيحمل الآية على إظهار العلم لأوياء الله تعالى، أي: ليعلمن أولياءُ الله صدق من صدق وكذب من كذب (الجامع ج18/ص357)
وكلام أهل التفسير في هذا المثال وغيره يفيد إجماعهم على وجوب صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر إلى معاني أخرى يحتملها الكلام بحسب لغة العرب، إذ هي أقرب إلى مراد الله تعالى إن كانت متعددة، أو عين المراد إن لم يبق إلا معنى واحد بعد الصرف عن الظاهر المحال.
وبعد؛ لقد حاول البعض إنكار وجود بعض الآيات القرآنية التي يستحيل تفسيرها بمفهومها الظاهر المتبادر، بل وصنفت في ذلك رسائل تحاول دفع هذه المسلمة التي يعتبر جاحدها عند أهل العلم منكرا لأجلى الحقائق القرآنية، وزاد التعصب بالبعض حتى رمى من يقرر استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها ـ لكونه يؤدي إلى الكفر ـ بأشنع الصفات، وهذا في الحقيقة ناتج عن التعامي عن الحقائق الجلية وعن مجرد الحمية والتعصب للمذهب.
وقد غاب عن هؤلاء الذين ينكرون هذه الحقيقة أن الحمل على المعنى الظاهر الباطل الغير المراد هو الذي يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله، والحمل على الظاهر فعل بشري لا يكون إلا من صفات بعض المفسرين للقرآن، وأما المعاني التي دل عليها القرآن وهي المعاني المرادة لله تعالى فيستحيل أن تكون دالة على الكفر والعياذ بالله.
فبالخلط بين هاتين الحقيقتين زاد التعصب من البعض واتهم من قرر استحالة حمل بعض الآيات على الظاهر بتهم منشؤها قلة التأمل في المغايرة بينهما أو التسرع في اتهام الغير وهم جمهرة كبيرة من العلماء.
قد يطول الكلام في هذه المسألة، وبعض الطلبة فيما تنامى إلى علمي يعكف الآن على جمع الآيات القرآنية التي يستحيل حملها على ظاهرها لكونها (أي الظواهر) غير مراد لله تعالى، وذلك لما تفيده من معاني منافية كليا لثواب العقيدة الإسلامية، وأتوقع أن يكون بحثا علميا مهما جدا ولعله يخفض من حدة تعصب البعض ممن يشنعون على القائلين باستحالة بعض المعاني القرآنية الظاهرة في بادئ الأمر.
وسأشير هنا إلى مثال واحد، يبين أن صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر المتبادر واجب شرعا، وذلك لأن حملها على ظاهرها يؤدي إلى وصف الله تعالى بالنقائص كالجهل الذي هو من أشنع النقائص.
ففي قوله تعالى في مفتتح سورة العنكبوت آية (3): (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) يؤدي الحمل على الظاهر إلى وصف الله تعالى بعدم العلم (وهو الجهل) لغاية ظهور نتائج الابتلاء والامتحان للعباد، وفي وصف الله تعالى بالجهل في لحظة من اللحظات خروج عن ثواب العقيدة الإسلامية، ولهذا صرف أئمة أهل السنة هذه الآية ومثيلاتها عن معانيها الظاهرة رغم ظهورها وتبادرها أولا إلى الأذهان لأنها بالقطع واليقين غير مرادة لله تعالى لكونها معارضة للقواطع العقلية والنصوص الأخرى الشرعية.
وبعد اتفاق العلماء على صرف الآية عن ظاهرها، تتنوع أجوبتهم وتفسيراتهم، فيحمل ابن عباس رضي الله عنهما مثلا العلم على الرؤية (ابن كثير ج10/ص493) وهذا تأويل بمعنى الصرف عن الظاهر بلا شك لأن العلم يغاير الرؤية، وأما ابن جرير فيحمل الآية على إظهار العلم لأوياء الله تعالى، أي: ليعلمن أولياءُ الله صدق من صدق وكذب من كذب (الجامع ج18/ص357)
وكلام أهل التفسير في هذا المثال وغيره يفيد إجماعهم على وجوب صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر إلى معاني أخرى يحتملها الكلام بحسب لغة العرب، إذ هي أقرب إلى مراد الله تعالى إن كانت متعددة، أو عين المراد إن لم يبق إلا معنى واحد بعد الصرف عن الظاهر المحال.