من أدلة استحالة حمل بعض الآيات على معناها الظاهر.

نزار حمادي

New member
إنضم
25/06/2008
المشاركات
270
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
تونس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛ لقد حاول البعض إنكار وجود بعض الآيات القرآنية التي يستحيل تفسيرها بمفهومها الظاهر المتبادر، بل وصنفت في ذلك رسائل تحاول دفع هذه المسلمة التي يعتبر جاحدها عند أهل العلم منكرا لأجلى الحقائق القرآنية، وزاد التعصب بالبعض حتى رمى من يقرر استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها ـ لكونه يؤدي إلى الكفر ـ بأشنع الصفات، وهذا في الحقيقة ناتج عن التعامي عن الحقائق الجلية وعن مجرد الحمية والتعصب للمذهب.
وقد غاب عن هؤلاء الذين ينكرون هذه الحقيقة أن الحمل على المعنى الظاهر الباطل الغير المراد هو الذي يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله، والحمل على الظاهر فعل بشري لا يكون إلا من صفات بعض المفسرين للقرآن، وأما المعاني التي دل عليها القرآن وهي المعاني المرادة لله تعالى فيستحيل أن تكون دالة على الكفر والعياذ بالله.
فبالخلط بين هاتين الحقيقتين زاد التعصب من البعض واتهم من قرر استحالة حمل بعض الآيات على الظاهر بتهم منشؤها قلة التأمل في المغايرة بينهما أو التسرع في اتهام الغير وهم جمهرة كبيرة من العلماء.
قد يطول الكلام في هذه المسألة، وبعض الطلبة فيما تنامى إلى علمي يعكف الآن على جمع الآيات القرآنية التي يستحيل حملها على ظاهرها لكونها (أي الظواهر) غير مراد لله تعالى، وذلك لما تفيده من معاني منافية كليا لثواب العقيدة الإسلامية، وأتوقع أن يكون بحثا علميا مهما جدا ولعله يخفض من حدة تعصب البعض ممن يشنعون على القائلين باستحالة بعض المعاني القرآنية الظاهرة في بادئ الأمر.

وسأشير هنا إلى مثال واحد، يبين أن صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر المتبادر واجب شرعا، وذلك لأن حملها على ظاهرها يؤدي إلى وصف الله تعالى بالنقائص كالجهل الذي هو من أشنع النقائص.
ففي قوله تعالى في مفتتح سورة العنكبوت آية (3): (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) يؤدي الحمل على الظاهر إلى وصف الله تعالى بعدم العلم (وهو الجهل) لغاية ظهور نتائج الابتلاء والامتحان للعباد، وفي وصف الله تعالى بالجهل في لحظة من اللحظات خروج عن ثواب العقيدة الإسلامية، ولهذا صرف أئمة أهل السنة هذه الآية ومثيلاتها عن معانيها الظاهرة رغم ظهورها وتبادرها أولا إلى الأذهان لأنها بالقطع واليقين غير مرادة لله تعالى لكونها معارضة للقواطع العقلية والنصوص الأخرى الشرعية.
وبعد اتفاق العلماء على صرف الآية عن ظاهرها، تتنوع أجوبتهم وتفسيراتهم، فيحمل ابن عباس رضي الله عنهما مثلا العلم على الرؤية (ابن كثير ج10/ص493) وهذا تأويل بمعنى الصرف عن الظاهر بلا شك لأن العلم يغاير الرؤية، وأما ابن جرير فيحمل الآية على إظهار العلم لأوياء الله تعالى، أي: ليعلمن أولياءُ الله صدق من صدق وكذب من كذب (الجامع ج18/ص357)
وكلام أهل التفسير في هذا المثال وغيره يفيد إجماعهم على وجوب صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر إلى معاني أخرى يحتملها الكلام بحسب لغة العرب، إذ هي أقرب إلى مراد الله تعالى إن كانت متعددة، أو عين المراد إن لم يبق إلا معنى واحد بعد الصرف عن الظاهر المحال.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛ لقد حاول البعض إنكار وجود بعض الآيات القرآنية التي يستحيل تفسيرها بمفهومها الظاهر المتبادر، بل وصنفت في ذلك رسائل تحاول دفع هذه المسلمة التي يعتبر جاحدها عند أهل العلم منكرا لأجلى الحقائق القرآنية، وزاد التعصب بالبعض حتى رمى من يقرر استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها ـ لكونه يؤدي إلى الكفر ـ بأشنع الصفات، وهذا في الحقيقة ناتج عن التعامي عن الحقائق الجلية وعن مجرد الحمية والتعصب للمذهب.
وقد غاب عن هؤلاء الذين ينكرون هذه الحقيقة أن الحمل على المعنى الظاهر الباطل الغير المراد هو الذي يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله، والحمل على الظاهر فعل بشري لا يكون إلا من صفات بعض المفسرين للقرآن، وأما المعاني التي دل عليها القرآن وهي المعاني المرادة لله تعالى فيستحيل أن تكون دالة على الكفر والعياذ بالله.
فبالخلط بين هاتين الحقيقتين زاد التعصب من البعض واتهم من قرر استحالة حمل بعض الآيات على الظاهر بتهم منشؤها قلة التأمل في المغايرة بينهما أو التسرع في اتهام الغير وهم جمهرة كبيرة من العلماء.
قد يطول الكلام في هذه المسألة، وبعض الطلبة فيما تنامى إلى علمي يعكف الآن على جمع الآيات القرآنية التي يستحيل حملها على ظاهرها لكونها (أي الظواهر) غير مراد لله تعالى، وذلك لما تفيده من معاني منافية كليا لثواب العقيدة الإسلامية، وأتوقع أن يكون بحثا علميا مهما جدا ولعله يخفض من حدة تعصب البعض ممن يشنعون على القائلين باستحالة بعض المعاني القرآنية الظاهرة في بادئ الأمر.

وسأشير هنا إلى مثال واحد، يبين أن صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر المتبادر واجب شرعا، وذلك لأن حملها على ظاهرها يؤدي إلى وصف الله تعالى بالنقائص كالجهل الذي هو من أشنع النقائص.
ففي قوله تعالى في مفتتح سورة العنكبوت آية (3): (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) يؤدي الحمل على الظاهر إلى وصف الله تعالى بعدم العلم (وهو الجهل) لغاية ظهور نتائج الابتلاء والامتحان للعباد، وفي وصف الله تعالى بالجهل في لحظة من اللحظات خروج عن ثواب العقيدة الإسلامية، ولهذا صرف أئمة أهل السنة هذه الآية ومثيلاتها عن معانيها الظاهرة رغم ظهورها وتبادرها أولا إلى الأذهان لأنها بالقطع واليقين غير مرادة لله تعالى لكونها معارضة للقواطع العقلية والنصوص الأخرى الشرعية.
وبعد اتفاق العلماء على صرف الآية عن ظاهرها، تتنوع أجوبتهم وتفسيراتهم، فيحمل ابن عباس رضي الله عنهما مثلا العلم على الرؤية (ابن كثير ج10/ص493) وهذا تأويل بمعنى الصرف عن الظاهر بلا شك لأن العلم يغاير الرؤية، وأما ابن جرير فيحمل الآية على إظهار العلم لأوياء الله تعالى، أي: ليعلمن أولياءُ الله صدق من صدق وكذب من كذب (الجامع ج18/ص357)
وكلام أهل التفسير في هذا المثال وغيره يفيد إجماعهم على وجوب صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر إلى معاني أخرى يحتملها الكلام بحسب لغة العرب، إذ هي أقرب إلى مراد الله تعالى إن كانت متعددة، أو عين المراد إن لم يبق إلا معنى واحد بعد الصرف عن الظاهر المحال.
كيف تصف غيرك بالتعصب لمجرد مخالفتك ؟
هل حمل الآية على ظاهرها يخالف شيئا من العقيدة أو الإيمان؟
لا فالعلم المذكور هنا علم الشهادة , وهو معنى قوله عز وجل:"عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ" [الرعد/9]
فالله عالم الغيب الذي يعلم ما كان وماسيكون وما لم يكن أن لوكان كيف يكون . وعالم الشهادة الذي لا يغيب عنه شيء بل هو كما قال "هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [الحديد/4]
 
الآية المذكورة في واد، والآيات المستشهد بها في واد.
فـ"عالم" و"يعلم" ليس فيها من حيث الوضع اللغوي الظاهر ما يقتضي الجهل قبل العلم، وأما "ليعلمن" و"ليعلم" وغيرها تفيد بظاهرها ذلك، ولهذا صرفها العلماء عن الظاهر المستحيل كما تقدم النقل عن ابن عباس رضي الله عنهما والإمام ابن جرير وكفى به شهيدا.
وفهم الآية بمعنى أنه تعالى يعلم بالغيب في وقت، وسيعلم الشهادة في وقت آخر، ينافي العقيدة الإسلامية التي من أسسها أن الله تعالى يعلم أزلا في لحظة واحدة ما كان وما يكون وما لم يكن أن لو كان كيف كان يكون، ويستحيل أن يتراخى علمه بالشهادة على علمه بالغيبيات لأن من لوازم ذلك البينة: الجهلُ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ومن الأدلة الأخرى على استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها قوله تعالى في سورة البقرة: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ )
قال الإمام الطبري: فإن قال لنا قائل: أوَ مَا كان الله عالمًا بمن يتَّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه إلا بعد اتباع المتّبع وانقلاب المنقلب على عقبيه، حتى قال: ما فعلنا الذي فعلنا من تحويل القبلة إلا لنعلم المتّبعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من المنقلب على عقبيه ؟

قيل : إن الله جل ثناؤه هو العالم بالأشياء كلها قَبل كونها ، وليس قوله : (وما جعلنا القبلةَ التي كنتَ عليها إلا لنعلمَ من يتَّبع الرسول ممن يَنقلب على عَقبيه) بخبر عن أنه لم يعلم ذلك إلا بعد وجُوده.
فإن قال : فما معنى ذلك ؟ (جامع البيان، ج2/ص641)
فهذا السؤال الذي أورده الإمام الطبري إنما يرد بفهم الآية فهما ظاهريا؛ إذ حقيقة اللغة العربية تثير هذا السؤال لا محالة؛ إذ ظاهر "لنعلم" في لغة العرب تفيد عدم العلم (الجهل) قبل العلم.
ثم قال الإمام الطبري: قيل له : أما معناه عندنا، فإنه : وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا ليعلم رَسولي وحزبي وأوليائي مَنْ يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ، فقال جل ثناؤه : (إلا لنعلم ) ومعناه : ليعلمَ رَسولي وأوليائي. إذْ كان رسوله وأولياؤهُ من حزبه ، وكان من شَأن العرب إضافة ما فعلته أتباعُ الرئيس إلى الرئيس ، ومَا فعل بهم إليه ، نحو قولهم : " فتح عُمر بن الخطاب سَوادَ العراق ، وجَبى خَرَاجها " ، وإنما فعل ذلك أصحابه ، عن سببٍ كان منه في ذلك. وكالذي رُوي في نظيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقول الله جل ثناؤه : مَرضْتُ فلم يَعدني عَبدي ، واستقرضته فلم يقرضني ، وشتمني ولم يَنبغِ له أن يُشتمني. (جامع البيان، ج2/ص641، 642)


فهذا أيضا دليل واضح وبرهان ساطع على أن الصرف عن الظاهر في بعض الآيات واجب شرعا، وأما وجوه الصرف فتتنوع بحسب الاحتمالات الصحيحة، ولم يقل الإمام الطبري أن : "لنعلم" يتعلق بعلم الشهادة لأن هذا اعتراف بأن الله تعالى يجهل في الأزل ما سيقع في عالم الشهادة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
 
ومن الآيات التي يستحيل حملها على ظاهرها لأنه يفيد نسبة الجهل إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا: قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) [محمد: 31]

قال الإمام الطبري: يقول: حتى يعلم حزبي وأوليائي أهل الجهاد في الله منكم وأهل الصبر على قتال أعدائه فيظهر ذلك لهم، ويُعرَف ذوو البصائر منكم في دينه من ذوي الشك والحيرة فيه، وأهلُ الإيمان من أهل النفاق. (جامع البيان، ج21/ص224)
فانظر كيف أول إمام المفسرين وبقية السلف الصالحين قوله تعالى (حَتَّى نَعْلَمَ) بمعنى (حتى يعلم حزبي وأوليائي) ولولا أن الحمل على الظاهر يفيد نسبة الجهل إلى الله تعالى لما عدل الإمام عنه، ولم يقل الإمام الطبري ولا غيره من المفسرين المعتبرين أن قوله تعالى (حَتَّى نَعْلَمَ) يعني حتى نعلم علم شهادة؛ لأن هذا إقرار بنسبة الجهل إلى الله تعالى أزلا بما يكون في عالم الشهادة أو عالم الحس الخارجي.
 
ومن الأدلة على استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها الذي يقتضيه الوضع اللغوي لأنه يفيد نسبة الجهل إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبير: قوله تعالى: ( وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ) [التوبة: 16]

قال الإمام الطبري رضي الله عنه: يقول: ولما يتبين لعبادي المؤمنين المجاهدُ منكم في سبيلي على ما أمرته به. (ج6/ص91)
فصرف الإمام الطبري هذه الآية عن ظاهرها من الأدلة والبراهين الجلية على استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها لأنه يتضمن نسبة النقص إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، فأول الإمام الطبري قوله تعالى (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ) إلى قوله: "ولما يتبين لعبادي المؤمنين"، ولم يقل ولا غيره أن معنى الآية: ولما يعلم الله علم الشهادة لأن هذا إقرار واعتراف بأن الله تعالى لم يكن يعلم علم الشهادة، وهو يتضمن نسبة الجهل إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
 
الأخ الفاضل نزار حمادي شكر الله لك
والعلم أخذ ورد
المسألة هو هل ما ذكرته كمثال صحيح أو لا ؟
والجواب يتوقف على معرفة المراد بالظاهر
وأسهل تعريف للظاهر المراد هنا : هو المعنى المتبادر إلى الذهن عند سماع النص.
وبناء على هذا التعريف تعال ننظر إلى الآية التي سقتها وهي قوله تعالى:
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت(3)
أن أريد أن تسأل أي مسلم عربي يسمع كلام الله ويفهم اللغة العربية
ما الذي تفهمه من هذه الآية؟
هل تفهم منها أن الله لا يعلم من سيصدق ومن سيكذب؟
لا أعتقد أنك ستجد من سيقول لك نعم من بسطاء الناس " أهل العقائد المعروفة في المسألة غير مقصودين"
إن الذين نزل فيهم القرآن من الكفار والمنافقين أهل اللسان لا يتبادر إلى أذهانهم هذا المعنى على الإطلاق ، ولو كان هذا متبادر إلى الذهن لأحتجوا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم مع كفرهم فهموا المقصود.
إن هذا الأسلوب يستخدمه الناس في حياتهم مع الفارق بين الخالق والمخلوق ولكنه مثال لتقريب المسألة إلى الذهن:
رجل يكلف أولاده بمهمة ثم يقول لأولاده فلان سيقوم بالمهمة والآخر لن يقوم بها فيعترض الذي حكم عليه الأب بعدم القدرة ويقول بلى أنا أقدر ، فيقول الأب سنرى من الذي يقدر ومن الذي لا يقدر.
فالأب على يقين من قدرات أولاده وعملهم يصدق ذلك اليقين ويظهره.​
 
وقال الإمام النحوي أبو حيان في تفسير قوله تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ ) :
وظاهر قوله: (لنعلم) ابتداء العلم، وليس المعنى على الظاهر؛ إذ يستحيل حدوث علم الله تعالى، فأُوِّلَ على حذف مضاف، أي: ليعلم رسولنا والمؤمنون، وأسند علمهم إلى ذاته لأنهم خواصه وأهل الزلفى. اهـ
فهذا دليل آخر على استحالة حمل بعض الآيات على ظاهرها.
وقال الشيخ محيي الدين شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي: قوله (لنعلم) يوهم أن العلم بذلك الشيء لم يكن حاصلا قبل الجعل، فباشر جعله ليحصل له ذلك، وهذا يقتضي أن يكون علمه تعالى بالأشياء مسبوقا بالجهل وحادثا بحدوث الجعل، تعالى شأنه عن ذلك علوا كبيرا، فإنه تعالى يعلم في الأزل والأبد ماهيات الأشياء وحقائقها، وكذلك يعلم جميع الجزئيات التي لا نهاية لها على سبيل التفصيل قبل حدوثها ودخولها في الوجود، لا كما قال هشام ابن الحكم رئيس الرافضة أنه تعالى كان في الأزل عالما بحقائق الأشياء وماهياتها فقط وأما حدوث تلك الماهيات ودخولها في الوجود فهو تعالى لا يعلمها إلا عند وقوعها. (ج2/ص355)
 
الأخ الكريم أبا سعد
لتكون على يقين بجواب سؤالك عليك باستقراء كل مسلم عربي وطرح السؤال عليه.
لكن النتيجة واضحة لأن العلماء كالإمام الطبري وغيره افترضوا أنهم سمعوا جوابا فاسدا مفاده نفي العلم عن الله تعالى، ولذلك أجابوا في تفاسيرهم.
وأما حكمك على الكفار بأن نسبة الجهل إلى الله تعالى لا تتبادر إلى أذهانهم على الإطلاق فتزكية لهم يشهد بضدها القرآن العظيم الذي اتهمهم بنسبة الجهل إلى الله تعالى في غير ما آية إما صريحا وإما تضمنا. (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ )
ولو ثبت أنهم نزهوا الله تعالى عن الجهل ولم يعترضوا بناء على بعض الآيات التي يفيد ظاهرها ذلك فقد حصل المطلوب إثباته وهو أنهم صرفوا بعض الآيات عن ظاهرها.
 
أخي الفاضل نزار..
أرجو أن نتريث في فهم كلام الأئمة قبل أن نبني عليها منهاج للاستدلال.
 
الأخ الحبيب/ نـزار حفظك الله
بالنِّسبـةِ إلى علم الله تعالى المُطلقِ الذي لا يليقُ بغيرهِ لا يمكِـنُ لمن عرفَ القرآنَ أن يتردَّد في إثباتهِ بسبب ظواهر هذه الآياتِ أو غيرها , ولذا فإنَّ الله تعالى أكَّـدَ أنَّ امتحانهُ للخلائقِ وابتلاءهُ لهم - ليعلمَ ما يكونُ منهم بعد ذلك - لا يفيدهُ علماً جديداً وهذا قولٌ جامعٌ في البابِ أعني قولهُ تعالى (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فأولُ الآيةِ وآخرُها يؤكِّـدان ذلك تماماً ويُغنِيانِ عن تكلُّفِ الجوابِ عن الآياتِ الأخرى , وقد ذكر الشيخُ الشنقيطي في أضواء البيانِ أنَّ العلمَ المُرادَ في هذه الآياتِ التي استدللتَ بها وغيرها هو العلمُ الذي يترتب عليه الثوابُ والعقابُ.
وهذا الجوابُ أوثقُ صلةً منها بقواعد التفسير من الأجوبة الأخرى التي تفضَّلتُم بنقلها , لخلُـوِّهِ من ادِّعـاء الحذفِ في الآيةِ والزِّيادة على نصِّها في المعنى , والله تعالى أعلمُ
 
أعتقد أن البعض لم يفهم بعد أن ما قام به الإمام الطبري وقبله ابن عباس رضي الله عنهما ليس بتكلف، وإنما هو الموقف الواجب تجاه بعض الآيات التي يفيد ظاهرها بحسب الوضع اللغوي العربي ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى، وتفسير الآية التي ذكرها الأخ الشنقيطي لم يكن من استنباط صاحب الأضواء بل هو مقلد فيه، البيضاوي وأبي السعود وغيرهما، ومرادهما إثبات التعلق التنجيزي الحادث المطابق للتعلق التنجيزي القديم، فهي وجهة من التأويل والصرف عن الظاهر لأن الله تعالى يعلم أزلا ما يترتب عليه الثواب والعقاب، ويعلم أزلا علما تفصيليا أصحاب والجنة وأصحاب النار، وإلا فلو قيل بأن الله تعالى لا يعلم أزلا من المثاب ومن المعاقب فقد ثبت له الجهل تعالى عن جميع صفات النقص التي أشنعها الجهل.
وقد سبق أن ذكر بعض المشاركين ما مفاده أن الله تعالى يتجدد له علم الشهادة، وهذا ينطوي على سلب العلم بالشهادة عن الله تعالى أزلا، ولمثل هذا ردّ العلماء على من يتوهم تجدد العلم لله سبحانه وتعالى، وأولوا الآيات التي يتمسك بها أصحاب القول بحدوث العلم لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

قال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ)
كي يعلم أهلُ طاعة الله ـ والإيمان به والمنتهون إلى حدوده وأمره ونهيه ـ مَنْ الذي يخاف الله.(الجامع، ج8/ص672)
ثم قال: تأويل الكلام: ليعلم أولياءُ الله من يخاف الله. (الجامع، ج8/ص672)
وفي تحقيق التركي ضبط خاطئ لكلمة "أهل" وكلمة "أولياء: حيث ضبط آخرهما بالنصب، وهذا يأباه تأويل الإمام الطبري لا سيما في كل موطن يوهم ظاهره نسبة الجهل إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وهذا دليل آخر على وجوب صرف بعض الآيات عن ظاهرها الذي يفيد نسبة الجهل إلى الله تعالى في وقت من الأوقات، وهذا الأمر قد يتوهمه بعض الناس لا سيما من يقول بأن الله تعالى يعلم أزلا الغيب وسيعلم فيما لا يزال الشهادة، أو مثل هذا من الفهوم الخاطئة. [FONT=&quot]

[/FONT]
 
الأخ الكريم أبا سعد
لتكون على يقين بجواب سؤالك عليك باستقراء كل مسلم عربي وطرح السؤال عليه.
لكن النتيجة واضحة لأن العلماء كالإمام الطبري وغيره افترضوا أنهم سمعوا جوابا فاسدا مفاده نفي العلم عن الله تعالى، ولذلك أجابوا في تفاسيرهم.
.
أخانا الفاضل نزار حمادي وفقه الله
لسنا بحاجة إلى استقراء
لأنا وجدنا عامة الناس على تفاوت أفهامهم ومداركهم وتحصيلهم العلمي لم نجد أحدا توقف عند مثل هذه الآيات وهم يتلون آيات الله ويسمعونها أناء الليل والنهار.
وأما ما تكلم به المفسرون فإنما هو جواب على احتمال نادر لا لأنهم سمعوا.
والله أعلم
 
أرجو أن يكون كلامك علميا أخي أبا سعد.
فقولك: "لسنا بحاجة إلى الاستقراء" مردود، ثم قولك التالي لا يصح إلا بالاستقراء فهو نقض لقولك الأول.
ـــــــــــــــــــ
ومن الأدلة القطعية على وجوب صرف بعض الآيات عن ظاهرها الذي لا يليق بالله تعالى قول الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى في سورة الكهف: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدً) :
يقول: ثم بعثنا هؤلاء الفتية الذي أووا إلى الكهف بعد ما ضربنا على آذانهم فيه سنين عددا من رقدتهم لنظر عبادي فيعلموا بالبحث... إلخ (الجامع، ج15/ص176)
وهذا تأويل آخر من الإمام الطبري وصرف للآية عن ظاهرها الذي يفيد بحسب الوضع اللغوي أن الله تعالى يفعل الفعل ليحدث له علم لم يكن ثابتا له، فتقرر من هذا مرة أخرى أن وجوب الصرف عن الظاهر في مثل هذه الآيات واجب قطعا، أما وجهة الصرف فتتنوع بحسب تعدد الاحتمالات الصحيحة. [FONT=&quot]
[/FONT]
 
ومن الأدلة القطعية على وجوب صرف الآيات التي لايليق ظاهرها بالله تعالى قول الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ[سبأ: 21] : يقول تعالى ذكره: وما كان لإبليس على هؤلاء القوم الذين وصف ـ جل ثناؤه ـ صفتَهم من حجة يضلهم بها إلا بتسليطنا عليهم ليعلم حزبُنا وأولياؤُنا من يؤمن بالآخرة. (الجامع، ج19/ص271)
وقد أسقط التركي النص الصحيح في الهامش وأثبت الخطأ، ويعلم ذلك من وقف على مذهب الإمام الطبري في مثل هذه الآيات التي يفيد ظاهرها بحسب الوضع اللغوي نسبة الجهل إلى الله تعالى كما نقلت بعض تأويلاته.
وهذا دليل آخر على وجوب صرف بعض الآيات عن ظواهرها، والباقي أكثر. [FONT=&quot]

[/FONT]
 
أرجو أن يكون كلامك علميا أخي أبا سعد.
فقولك: "لسنا بحاجة إلى الاستقراء" مردود، ثم قولك التالي لا يصح إلا بالاستقراء فهو نقض لقولك الأول.

أرجو أن كلامي علمي أخي الكريم
لا يا أخي الكريم ليس هناك تناقض أبدا ، الحاجة إلى الاستقراء عندما لا يكون هناك دليل على المسألة.
وأنا أسألك أنت: هل خطر ببالك يوما هذا المعنى الذي ترى أنت أنه ظاهر الآيات حين تسمعها؟

ثم إن كل الأمثلة أخي الكريم التي أوردتها تدور حول مسألة علم الله تعالى وكان يكفينا مثالا واحدا.

شكر الله جهدك
 
أخي في الله نزار حمادي

بغض البصر عمّا توصّلت إليه في هذه المسألة ..

إلاّ أن الآيات التي مثّلت بها لا تحتاج إلى ذلك الصرف عن الظاهر المتبادر إليك

وما استلزمته مما يتوهمه البعض ليس بلازم

ومرجع ذلك إلى تفسيرك ( عدم العلم ) بالجهل المطلق !

فقد يتعلّق الأمر بالرؤية كما نقلته عن ابن عباس رضي الله عنه

وعبّر عنه الأخ والأستاذ الفاضل مجدي أبو عيشة بعلم الشهادة

والذي لم يظهر لك المراد به .. !! وإن كان ظاهراً بالفطرة التي فطر الله الناس عليها

فهو سبحانه كان يعلم ذلك قبل وقوعه وبعد وقوعه لا نختلف في ذلك

ولكن اقتضى عدله وحمده تعالى أنه لا يجزي العباد بمجرد علمه فيهم بل بمعلومه إذا وجد وتحقق

وبذلك يفسر ما شابهها من الآيات كقوله تعالى:

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ }

{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ }

وقوله:{ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ }

{ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ }

فيعلم الله ذلك واقعا (1) ..

والفتنة بذلك هي التي أظهرته وأخرجته إلى الوجود فحينئذ حسن وقوع الجزاء عليه ..

وفيما ذكر الأساتذة الأفاضل: محمود الشنقيطي وأبو سعد الغامدي .. بركة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=justify]
(1) " قوله تعالى في الآية: (((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)))[(142) سورة آل عمران] هنا يرد سؤال مفاده أن الله -عز وجل- يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ولا يخفى عليه خافيه, فما المراد بالعلم في هذه الآية؟

الجواب: أي يعلم ذلك واقعاً منكم, فالله -عز وجل- يعلم ما سيكون ولكن علمه -سبحانه وتعالى- لا يحاسِب عليه حتى يقع مقتضى هذا العلم من المكلفين, فيكون المراد بالعلم هنا هو العلم الذي يترتب عليه الجزاء, أي أن يكون ذلك واقعاً منكم, وهذه قاعدة في القرآن، فكل آية يضاف فيها العلم إلى الله -عز وجل- بمثل هذا فالمراد به العلم الذي يترتب عليه الجزاء, وهذا له أمثلة في القرآن منها قوله تعالى: (((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ))) [(31) سورة محمد] وأمثال هذا كثير وكله يراد به هذا المعنى " ا.ه
د.خالد السبت، التعليق على المصباح المنير.
[/align]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أفهم من كلام الأخ نزار حمادي أن المراد باظاهر هو المعنى الحقيقي للأية فهو يقول باستحالة حمل بعض الأيات

على المعنى الحقيقي _ حسب فهمي المتواضع _ بينما تعريف الأخ أبو سعد الغامدي للظاهر ليس فيه إشارة

إلى أنه هو المعنى الحقيقي !

فكلام الأخ أبو سعد الغامدي يوحي بأنه ربما يتبادر للذهن المعنى المجازي للأية فور سماعها !

فنرجوا توضيح المقصود من الأخوين الكريمين .

وفقكم الله لفهم كتابه الكريم فهما صحيحا يرضى ربنا جل وعلا.
 
علم الشهادة هو أن يرى الله ويسمع الله ,وهو متعلق بالفعل . فالله يعلم الغيب أي ما يغيب عن الناس والشهادة وهو ما يشاهدونه . وعلمه للشهادة لا يعني أنه لم يكن عالما بما سيحدث أو يحدث في علمه شيء . فكل شيء يحدث يعلمه الله علم غيب قبل أن يكون ,ولذلك فسرها بعض المفسرين "ليرى" أما التناقض مع العقيدة فأظن أنك تقولها لمجرد أن القول لا يتوافق مع هواك وإلا لقبلت كلام الطبري بالإستواء والعلو . وكلام الطبري بأن يظهر الله ذلك للناس وجه صحيح .

{ لِيَعْلَمَ الله مَن يَخَافُهُ بالغيب } أي ليتميز الخائفُ من عقابه الأخروي وهو غائبٌ مترقبٌ لقوة إيمانه ، فلا يتعرض للصيد ، ممن لا يخافه كذلك لضعف إيمانه فيُقدم عليه ، وإنما عبر عنْ ذلك بعلم الله تعالى اللازم له إيذاناً بمدار الجزاءِ ثواباً وعقاباً فإنه أدْخَلُ في حملهم على الخوف ، وقيل : المعنى ليتعلق علمه تعالى بمن يخافه بالفعل ، فإن علمه تعالى بأنه سيخافه وإن كان متعلقاً به قبل خوفه لكنّ تعلُّقَه بأنه خائف بالفعل وهو الذي يدور عليه أمرُ الجزاء إنما يكون عند تحقق الخوف بالفعل ، وقيل : هناك مضاف محذوف ، والتقدير ليعلم أولياءَ الله ، وقرىء ( ليُعلِمَ ) من الإعلام على حذف المفعول الأول أي ليُعْلِمَ الله عباده الخ ، والعلمُ على القراءتين متعدَ إلى واحد ، وإظهار الاسم الجليل في موقع الإضمار لتربية المهابة وإدخال الروعة { فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك } أي بعد بيان أنّ ما وقع ابتلاءٌ من جهته تعالى لِما ذُكر من الحِكمة لا بعد تحريمِه أو النهي عنه كما قاله بعضهم
تفسير أبي السعود - (ج 2 / ص 290)


{ لِيَعْلَمَ الله } علم ظهور
تفسير الجلالين - (ج 2 / ص 262)
هل ما ذكر ينافي العقيدة ؟
 
تفسير العلم بالرؤية عدول عن الظاهر لأن العلم من حيث هو علم حقيقة مغايرة لحقيقة الرؤية.
وتفسير العلم عند أبي السعود وغيره من العلماء بالتمييز هو أيضا عدول عن الظاهر عند من يفهم كلام العلماء، وأيضا مسألة علم الظهور وتجدد التعلق الحاصل أصلا في الأزل هو عدول عن الظاهر المفيد بحسب الوضع اللغوي حدوث علم لم يكن، وتجدد التعلق لا محذور فيه عند أمثال أبي السعود والبيضاوي وغيرهما ممن يقول بتجدد تعلقات الصفات لأنها لا تزيد الباري علما جديدا؛ فكما أن تجدد تعلق القدرة ليس فيه حدوث قدرة لله تعالى، فكذلك تجدد تعلق العلم، وقس على ذلك.
فالحاصل أن العدول عن الظاهر المستحيل المفيد بحسب وضعه اللغوي حدوث علم لله تعالى لم يكن، والملزوم لسبق الجهل: واجب لمن تأمل فقط في كلام الإمام الطبري، وكلام أبي السعود وغيره دليل أيضا على ذلك، وكلام أهل السنة كالذي ذكرتُ ينافي كلام القائلين من الإسلاميين بحدوث العلم لله تعالى بعد أن لم يكن كهشام ابن الحكم الرافضي والكرامية وأبي الحسين البصري المعتزلي وغيرهم.
والأمثلة على وجوب صرف بعض الآيات عن معناها الظاهر المفيد لأمور مستحيلة في حق الله تعالى بحسب الوضع اللغوي كثيرة، وسيأتي ذكر بعضها تفصيلا إن شاء الله تعالى..
وقول من قال: (فأظن أنك تقولها لمجرد أن القول لا يتوافق مع هواك)
يرده قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث "
 
الأخ الكريم نزار
لا أعلم كيف يُقبل أن عبارة (ليعلم الله) تعني (ليعلم أولياء الله). ولا تقل لي قاله فلان، لأنني قبل هذا الفهم كنت أفهم الأيات المماثلة من غير إشكال، أما بعد كلام الطبري فقد أصبح الأمر ملتبساً.

يرجع الإشكال في مسائل القضاء والقدر إلى عجز العقل البشري عن إدراك الصفات اللامحدودة للخالق، فعالم اللانهائيات فوق قدرة البشر على الإدراك والتصور.

الله تعالى يعلم الأشياء وهي في عالم القضاء - قبل وجودها - ويعلمها عند وجودها بعد أن أصبحت قدراً. والعلم بالشيء عند الوجود لا يعني أن الله يجهله قبل الوجود، ولا يعني أن العلم يتجدد، لأن الشيء قبل وجوده هو مجرد معلوم الوجود مسبقاً ومعلوم أنه معدوم الوجود، وعند وجوده هو معلوم أيضا ولكنه معلوم أنه موجود. وهذا لا يعني تجدد العلم وإنما تجدد الحال (من عدم إلى وجود).
فهناك فرق بين علم أنني سأوجد وعلم أنني موجود. فالله تعالى يعلم ما سيصدر منك ويعلم ما يصدر منك.
 
يعد التأويل أحد المسالك التي يسلكها العلماء عند تفسيرهم لبعض النصوص التي يفيد ظاهرها معنى مشكلاً
ولا مشكلة في التأويل إذا كان منضبطاً ولم يُتخذ وسيلة لسلب النصوص من معانيها الحقيقية التي أرادها الشارع
وما ذكره أخي الكريم نزار يُعد منضبطا في نظري ولا أرى غضاضة في طرحه
وهناك نصوص أخرى لا أحد يخالف في وجوب تأويلها وصرفها عن ظاهرها وهي أكثر وضوحا مما ذكره أخي نزار ومن هذه النصوص:
قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} فقوله: {في ظلل} يستحيل حملها على ظاهرها قطعا.
ومثل قوله تعالى: { يد الله فوق أيديهم } وغيرها من الآيات
والخلاصة أن التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره لا إشكال فيه إذا كان منضبطاً ودعت إليه الحاجة ، والله تعالى أعلم.
 
وهناك نصوص أخرى لا أحد يخالف في وجوب تأويلها وصرفها عن ظاهرها وهي أكثر وضوحا مما ذكره أخي نزار ومن هذه النصوص:
قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} فقوله: {في ظلل} يستحيل حملها على ظاهرها قطعا.
ومثل قوله تعالى: { يد الله فوق أيديهم } وغيرها من الآيات
والخلاصة أن التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره لا إشكال فيه إذا كان منضبطاً ودعت إليه الحاجة ، والله تعالى أعلم.
ما المانع من الحمل على الظاهر
؟​
 
ما المانع من الحمل على الظاهر
؟​
المانع أخي بارك الله فيك أن الظاهر يُفيد معنى يستحيل في حق الله تعالى فتأمل
ولعلي أسألك: بموجب وضع اللغة والمعنى الظاهر من النص ماذا تفيد (في) الظرفية في قوله تعالى: (في ظلل من الغمام)؟
 
في قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) [الفتح: 10]
قال الطبري: فيه وجهان من التأويل:
ـ أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صل1
ـ والآخر: قوة الله فوق قوتهم في نصرة رسوله صل1 لأنهم إنما بايعوا رسول الله صل1 على نصرته على العدو. (جامع البيان ج21/ص254)
وهذا صرف عن الظاهر.
قال ابن كثير: أي هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ويعلم ضمائرهم وظواهرهم فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسوله صل1. (ج7/ص312)
وهذا صرف عن الظاهر
ونقل الإمام البغوي في معالم التنزيل عن ابن عباس : يد الله بالوفاء بما وعدهم من الخير فوق أيديهم. وعن الكلبي: نعمة الله عليهم في الهداية فوق ما صنعوا من البيعة. (معامل التنزيل، ج7/ص300)
وهذا صرف عن الظاهر
وراجع اللباب لابن عادل الحنبلي (ج17/ص488) ففيه فوائد
وحتى السعدي قال: { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } أي: كأنهم بايعوا الله وصافحوه بتلك المبايعة، وكل هذا لزيادة التأكيد والتقوية، وحملهم على الوفاء بها، ولهذا قال: { فَمَنْ نَكَثَ } فلم يف بما عاهد الله عليه { فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ } أي: لأن وبال ذلك راجع إليه، وعقوبته واصلة له. اهـ
وكله صرف عن الظاهر المنافي أصلا للسياق
 
السؤال هنا كي يتضح المراد وخلاصة القول : هل خاطبنا الله بما لو اعتقدنا ظاهره ضللنا ؟ وأقصد بالظاهر هنا ما يظهر لمن يفهم لسان العرب ,لا لم استعجم لسانه , وهنا طورة القول بالتأويل في باب الصفات . ابن جرير وأبن كثير يثبتون الصفة في غير هذه الآيات كاليد على منهج السلف مثل أئمة الحديث , بينما من خالفهم قال إثبات الصفة تشبيها متابعا للجهمية كما قال الترمذي في حديث أخذ الصدقة :
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الرِّوَايَاتِ مِنْ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتْ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الْآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَاهُنَا الْقُوَّةُ و قَالَ إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلَا يَقُولُ كَيْفَ وَلَا يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلَا كَسَمْعٍ فَهَذَا لَا يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }"سنن الترمذي - (ج 3 / ص 71)

وحقيقة لو سألت هؤلاء هل لله يد ؟ لقالوا بالنفي وإذا سألتهم لماذا نفيتم ؟ قالوا خوفا من التشبيه , والغريب لو سألتهم عن الآية لقالوا لك كناية !!!والكناية والاستعارة تستخدم في المحسنات كادوات تشبيه أصلا .
والغريب أنه لو كان القران بمثل فهمهم وكان من يخالفهم ضال لأصبح القرآن ليس إلا لمن تعلم مذهبهم هداية .

فالفارق أن ابن جرير أثبت اليد في أيات أخرى فقال مثلا في قوله عز وجل :{ لِمَا خَلَقْت بِيَدَيَّ } يَقُول : لِخَلْقِ يَدِي ; يُخْبِر تَعَالَى ذِكْره بِذَلِكَ أَنَّهُ خَلَقَ آدَم بِيَدَيْهِ , كَمَا : 23102 - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْد المكتب , قَالَ : سَمِعْت مُجَاهِدًا يُحَدِّث عَنْ اِبْن عُمَر , قَالَ : خَلَقَ اللَّه أَرْبَعَة بِيَدِهِ : الْعَرْش , وَعَدْن , وَالْقَلَم , وَآدَم , ثُمَّ قَالَ لِكُلِّ شَيْء كُنْ فَكَانَ "

وانتم تنفون الصفة أصلا . والفارق أن نفاة الصفات جعلوا الاستعارة من المخلوق للخالق وهذا عين التشبيه .
المقصود بالظاهر هو الظاهر من أسلوب العرب وكلامهم .
 
ما هو المعنى الظاهر المحذور بارك الله فيك؟​
ظاهر الآية: أن الظلل محيطة بالله تعالى لقوله: (في) التي هي للظرفية بموجب وضع اللغة ، والله تعالى يستحيل أن يُحيط به شيء من مخلوقاته تعالى وتقدس سبحانه.
 
ظاهر الآية: أن الظلل محيطة بالله تعالى لقوله: (في) التي هي للظرفية بموجب وضع اللغة ، والله تعالى يستحيل أن يُحيط به شيء من مخلوقاته تعالى وتقدس سبحانه.

كل الذين فروا من التشبيه وقعوا في هذا الخطأ
وهو أنهم حملوا صفات الله على صفات المخلوقين في أذهانهم فلم يجدوا مفرا إلا نفي الصفة
ولو أنهم استحضروا قول الله
" ليس كمثله شيء"
لما وقعوا في هذه الورطة
فظاهر قول الله تعالى
"هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" البقرة (210)
ليس ما ذكرت إذا علمنا أن الله ليس كمثله شيء وأن الله بكل شيء محيط .
 
في قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) [الفتح: 10]
قال الطبري: فيه وجهان من التأويل:
ـ أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صل1
ـ والآخر: قوة الله فوق قوتهم في نصرة رسوله صل1 لأنهم إنما بايعوا رسول الله صل1 على نصرته على العدو. (جامع البيان ج21/ص254)
وهذا صرف عن الظاهر.
قال ابن كثير: أي هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ويعلم ضمائرهم وظواهرهم فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسوله صل1. (ج7/ص312)
وهذا صرف عن الظاهر

ما هو الظاهر ؟
الذي أفهمه من كلامك أنك تصورت أيدي المبايعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تصورت يد الله مشابهة ليد المبايعين وهي فوق أيديهم وهذا ليس هو الظاهر المفهوم من الآية على الإطلاق.
بل ما ذكره المفسرون هو الظاهر المتبادر إلى الذهن وهو لا ينفي صفة اليد عن الله تعالى لأن الله تعالى لا يصف نفسه بما لا يليق به ، فلو كانت صفة اليد لله تعالى لا تليق به لنزه نفسه عنها ولما أعجزته عبارة أخرى ليبين بها المراد.​
 
ظاهر الآية: أن الظلل محيطة بالله تعالى لقوله: (في) التي هي للظرفية بموجب وضع اللغة ، والله تعالى يستحيل أن يُحيط به شيء من مخلوقاته تعالى وتقدس سبحانه.
أخي خالد هي مثل هذه الآية: "قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى" [طه/71]
 
مع شكري للأخ خلوصي - خصوصاً - وللإخوة عموماً إلا أن هذا النقاشَ نقاشٌ معاد مكرور يدور حول نفس النقاش الذي دار قبل أيام حول( هل في القرآن مجاز؟)، وأتمنى ألا يتكرر نفس النقاش بعد أيام تحت عنوان جديد.
 
ليس القصد الكلام عن الحقيقة والمجاز
ولا القصد الكلام عن الصفات
ولكن القصد إبراز أن أئمة التفسير كابن جرير وغيره صرفوا بعض الآيات عن ظاهرها المفيد بحسب وضعه اللغوي معنى مستحيلا على الله تعالى، وبصرف النظر عن كيفية دفع الظاهر المحال، وهذا واضح إلى حد الآن وضوح الشمس لمن تأمل.
بقي أن بعض الإخوة يورد بعض المغالطات كنسبة التشبيه لمن دفع عن الله تعالى ما يوهم التشبيه، ويكفي الرد عليه ببيان أن الله تعالى لما قال: (ليس كمثله شيء) لم يشبه نفسه بكل الأشياء قبل أن ينزه ذاته العلية، كذلك العلماء لما نزهوا الله تعالى عن مماثلة ومشابهة غيره لم يمثلوه أو يشبهوه بغيره قبل ذلك، وإذا لزم من تنزيه العلماء لذات الله تعالى سبق التشبيه في أذهانهم، لزم سبق تشبيه الله تعالى لنفسه قبل تنزيهها، وهذا باطل، فذلك باطل، فأرجو من الأخوة التأمل قبل إلقاء الكلام.
وأيضا إذا ثبت الدليل من القرآن العظيم تلاشى تحسين العقول الناقصة وتقبيحها، فقد ثبت أن الله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وقد ضرب في القرآن من الأمثلة ما نص على أنه يضل به سبحانه كثيرا ويهدي به كثيرا، ولا شك أن كثيرا من الناس قد ضل بسبب فهم خاطئ لبعض الآيات القرآنية، وإلا فجميع الفرق الإسلامية الزائغة تستمد عقائدها من ظواهر الآيات القرآنية، لكن ضلالها جاء من حملها الآيات تارة على ظواهرها المحالة كالتي نبين هنا أن صرفها عن الظاهر المفيد بحسب وضعه اللغوي معنى محالا واجب، وتارة على معاني تناقض الظاهر الصحيح وتتعداه بلا موجب. فورود القرآن ببعض الظواهر الغير المرادة لله والتي يضل من تمسك بها أمر لا يشك فيه طالب فضلا عن عالم، وإلا فآية آل عمران تنص على ذلك نصا.
 
ومن الآيات الدالة على وجوب صرف بعض الظواهر التي تفيد بحسب وضعها اللغوي معنى مستحيلا على الله تعالى، الآيات الواردة بإحاطة الله تعالى بخلقه، فإن الإحاطة لغة مستعملة في إحاطة المحسوس بالمحسوس، كإحاطة سور المدينة بها، وكإحاطة الصندوق بما فيه، فهذا معنى الإحاطة لغة بحسب ما يُفهِمُه الوضع العربي، وهذا حقيقته المتداولة، وقد ورد في القرآن قوله تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) وغيرها من الآيات الدالة على الإحاطة الحسية من جميع الجهات.
ولما كان حمل إحاطة الله تعالى بخلقه على هذا المعنى الظاهر الحسي مستحيلا، إذ يؤدي إلى معاني باطلة لا حصر لها، وجب صرف الآيات الواردة بذلك عن هذا الظاهر المستحيل، ولذا ورد في صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن سورة البقرة باب قال مجاهد : محيط بالكافرين : الله جامعهم. اهـ فصرف الإحاطة عن ظاهرا المستحيل واختار تفسير الإحاطة بالجمع مع أنه الجمع ليس حقيقة الإحاطة.
وقال الإمام الطبري: وكان مجاهد يتأول ذلك بأنه تعالى جامعهم في جهنم. (انظر جامع البيان ج1/ص378) وظاهر أن معنى يتأول هنا يصرف الآية عن ظاهرها المستحيل.
ونقل الطبري في نفس الصفحة عن ابن عباس أن الله منزل ذلك بهم من النقمة. اهـ
وهذا أيضا من الحبر رضي الله عنه صرف للآية عن ظاهرها كليا، وذلك لأن الظاهر يفيد بحسب وضعه اللغوي معنى مستحيلا؛ مثل جعل الله تعالى جسما محيطا بالمخلوقات من كل الجهات بحيث يصير محيطا بهم إحاطة الصندوق بها فيه.
وقال ابن كثير في تفسير سورة البقرة: (والله محيط بالكافرين) محيط بهم بقدرته وهم تحت مشيئته وإرادته. اهـ
وهذا أيضا صرف عن الظاهر المستحيل، وتأويل للإحاطة الحسية بالإحاطة المعنوية بالقدرة والإرادة.
وفي قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML] ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P098]ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT]النساء: ١٢٦
قال الطبري في تفسيره: يقول: ولم يزل الله محصيا لكل ما هو فاعله عباده من خير وشر، عالما بذلك، لا يخفى عليه شيء منه، ولا يعزب عنه مثقال ذرة. (جامع البيان، ج7/ص530)
وقال ابن كثير: أي: علمه نافذ في جميع ذلك، لا تخفى عليه خافية من عباده، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا اصغر من ذلك ولا أكبر ولا تخفى عليه الذرة لما تراءى للناظر وما توارى. (ج4/ص296)
وفي قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P482]ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT]فصلت: ٥٤
قال الطبري: يقول تعالى ذكره: الا إن الله بكل شيء مما خلق محيط علما بجميعه وقدرة عليه، لا يعزب عنه علم شيء منه أراده فيفوته، ولكنه المقتدر عليه، العالم بمكانه. (ج20/ص463)
قال ابن كثير: ثم قال تعالى مقررا على أنه على كل شيء قدير وبكل شيء محيط وإقامة الساعة لديه يسير سهل عليه تبارك وتعالى: (الا إنه بكل شيء محيط) أي المخلوقات كلها تحت قهره وفي قبضته وتحت طي علمه، وهو المتصرف فيها كلها بحكمه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. (ج12/ص251)
فكل هذا صرف للإحاطة عن ظاهرها المستحيل، وتأويل لها تارة بالجمع وتارة بالإحاطة بالقدرة وتارة بالإحاطة بالعلم وغير ذلك، والقاسم المشترك بين جميع هذه التأويلات هو الإجماع على الصرف عن الظاهر المحال للإحاطة، ولو كانت الإحاطة الحسية جائزة على الله تعالى لما أجمع المفسرون على صرفها عن ظاهرها، فثبت المراد وهو أن صرف بعض الآيات عن ظواهرها المستحيلة واجب شرعا لأن حملها على ذلك الظاهر ينافي ثوابت العقيدة الإسلامية.
 
بقي أن بعض الإخوة يورد بعض المغالطات كنسبة التشبيه لمن دفع عن الله تعالى ما يوهم التشبيه، ويكفي الرد عليه ببيان أن الله تعالى لما قال: (ليس كمثله شيء) لم يشبه نفسه بكل الأشياء قبل أن ينزه ذاته العلية، كذلك العلماء لما نزهوا الله تعالى عن مماثلة ومشابهة غيره لم يمثلوه أو يشبهوه بغيره قبل ذلك، وإذا لزم من تنزيه العلماء لذات الله تعالى سبق التشبيه في أذهانهم، لزم سبق تشبيه الله تعالى لنفسه قبل تنزيهها، وهذا باطل، فذلك باطل، فأرجو من الأخوة التأمل قبل إلقاء الكلام.
.

حبيبنا نزار
ربما أخذنا عليك نفس المأخذ
فنرى المغالطة في كلامك أعلاه ولا أزعم أنك تقصد المغالطة بل أنزهك عنها
فأنا لم أنسب التشبيه لأحد وإنما قلت إن الذي دفعك إلى التأويل هو تصورك للظاهر بتلك الطريقة التي لا شك أنها تفيد فهم التشبيه ولهذا تريد دفعه.
أما قولك إن الله لم يشبه نفسه بكل الأشياء قبل أن ينزه ذاته العلية
فأقول نعم الله لم يشبه نفسه ولكن ليدفع عنا المعاني الباطلة التي ربما تسللت إلى أذهاننا ليست مرادة من النص وليست هي ظاهره.
فالمقدمات والنتائج التي سقتها أخي الكريم لا أرى أنها صحيحة.​
 
وأيضا إذا ثبت الدليل من القرآن العظيم تلاشى تحسين العقول الناقصة وتقبيحها، فقد ثبت أن الله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وقد ضرب في القرآن من الأمثلة ما نص على أنه يضل به سبحانه كثيرا ويهدي به كثيرا، ولا شك أن كثيرا من الناس قد ضل بسبب فهم خاطئ لبعض الآيات القرآنية، وإلا فجميع الفرق الإسلامية الزائغة تستمد عقائدها من ظواهر الآيات القرآنية، لكن ضلالها جاء من حملها الآيات تارة على ظواهرها المحالة كالتي نبين هنا أن صرفها عن الظاهر المفيد بحسب وضعه اللغوي معنى محالا واجب، وتارة على معاني تناقض الظاهر الصحيح وتتعداه بلا موجب. فورود القرآن ببعض الظواهر الغير المرادة لله والتي يضل من تمسك بها أمر لا يشك فيه طالب فضلا عن عالم، وإلا فآية آل عمران تنص على ذلك نصا.
وهذا أمر يحتاج إلى تدقيق أخانا نزار
فالفرق الزائغة لم تزغ لأن ظاهر القرآن دفعها إلى الزيغ وإنما لأنها زعمت للقرآن ظاهرا غير ظاهره لتبرير زيغها
وأما كون الله يضل بالقرآن كثيرا ويهدي به كثيرا ، فانظر إلى سبب الضلال أيضا " وما يضل به إلا الفاسقين"​
 
ومن الآيات الدالة على وجوب صرف بعض الظواهر التي تفيد بحسب وضعها اللغوي معنى مستحيلا على الله تعالى، الآيات الواردة بإحاطة الله تعالى بخلقه، فإن الإحاطة لغة مستعملة في إحاطة المحسوس بالمحسوس، كإحاطة سور المدينة بها، وكإحاطة الصندوق بما فيه، فهذا معنى الإحاطة لغة بحسب ما يُفهِمُه الوضع العربي، وهذا حقيقته المتداولة، وقد ورد في القرآن قوله تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) وغيرها من الآيات الدالة على الإحاطة الحسية من جميع الجهات.
ولما كان حمل إحاطة الله تعالى بخلقه على هذا المعنى الظاهر الحسي مستحيلا، إذ يؤدي إلى معاني باطلة لا حصر لها، وجب صرف الآيات الواردة بذلك عن هذا الظاهر المستحيل، ولذا ورد في صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن سورة البقرة باب قال مجاهد : محيط بالكافرين : الله جامعهم. اهـ فصرف الإحاطة عن ظاهرا المستحيل واختار تفسير الإحاطة بالجمع مع أنه الجمع ليس حقيقة الإحاطة.
وقال الإمام الطبري: وكان مجاهد يتأول ذلك بأنه تعالى جامعهم في جهنم. (انظر جامع البيان ج1/ص378) وظاهر أن معنى يتأول هنا يصرف الآية عن ظاهرها المستحيل.
ونقل الطبري في نفس الصفحة عن ابن عباس أن الله منزل ذلك بهم من النقمة. اهـ
وهذا أيضا من الحبر رضي الله عنه صرف للآية عن ظاهرها كليا، وذلك لأن الظاهر يفيد بحسب وضعه اللغوي معنى مستحيلا؛ مثل جعل الله تعالى جسما محيطا بالمخلوقات من كل الجهات بحيث يصير محيطا بهم إحاطة الصندوق بها فيه.
وقال ابن كثير في تفسير سورة البقرة: (والله محيط بالكافرين) محيط بهم بقدرته وهم تحت مشيئته وإرادته. اهـ
وهذا أيضا صرف عن الظاهر المستحيل، وتأويل للإحاطة الحسية بالإحاطة المعنوية بالقدرة والإرادة.
وفي قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P098]ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT]النساء: ١٢٦
قال الطبري في تفسيره: يقول: ولم يزل الله محصيا لكل ما هو فاعله عباده من خير وشر، عالما بذلك، لا يخفى عليه شيء منه، ولا يعزب عنه مثقال ذرة. (جامع البيان، ج7/ص530)
وقال ابن كثير: أي: علمه نافذ في جميع ذلك، لا تخفى عليه خافية من عباده، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا اصغر من ذلك ولا أكبر ولا تخفى عليه الذرة لما تراءى للناظر وما توارى. (ج4/ص296)
وفي قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P482]ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT]فصلت: ٥٤
قال الطبري: يقول تعالى ذكره: الا إن الله بكل شيء مما خلق محيط علما بجميعه وقدرة عليه، لا يعزب عنه علم شيء منه أراده فيفوته، ولكنه المقتدر عليه، العالم بمكانه. (ج20/ص463)
قال ابن كثير: ثم قال تعالى مقررا على أنه على كل شيء قدير وبكل شيء محيط وإقامة الساعة لديه يسير سهل عليه تبارك وتعالى: (الا إنه بكل شيء محيط) أي المخلوقات كلها تحت قهره وفي قبضته وتحت طي علمه، وهو المتصرف فيها كلها بحكمه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. (ج12/ص251)
فكل هذا صرف للإحاطة عن ظاهرها المستحيل، وتأويل لها تارة بالجمع وتارة بالإحاطة بالقدرة وتارة بالإحاطة بالعلم وغير ذلك، والقاسم المشترك بين جميع هذه التأويلات هو الإجماع على الصرف عن الظاهر المحال للإحاطة، ولو كانت الإحاطة الحسية جائزة على الله تعالى لما أجمع المفسرون على صرفها عن ظاهرها، فثبت المراد وهو أن صرف بعض الآيات عن ظواهرها المستحيلة واجب شرعا لأن حملها على ذلك الظاهر ينافي ثوابت العقيدة الإسلامية.

هذا كله سببه الخلط بين صفات الخالق وصفات المخلوق
إذا علمنا إن الله "ليس كمثله شيء" علمنا أن إحاطة الله بكل شيء لا تشبه إحاطة المخلوق بالمخلوق.
فلا حاجة أن نقول إن ظاهر القرآن يدل على معاني مستحيلة وباطلة ولا نحتاج إلى أن ننفي عن الله ما أثبته لنفسه من أنه بكل شيء محيط.​
 
أخي أبا سعد.. حاول أن لا تكتب لمجرد الكتابة.
ولو سلم لك أحد أن العلماء يفرضون تشبيه الله بخلقه قبل تنزيهه عن ذلك التشبيه فلا محذور في ذلك لأنهم يخلصون بالأخير إلى التنزيه عن ذلك التشبيه.
ولكي تفهم أكثر فالله تعالى في غير ما آية يفرض أمورا لا تليق بذاته ثم ينزه ذاته العلية عنها، وقد فرض الله وجود إله غيره، فهل ستقول أن الله أشرك بذاته قبل أن ينزهها عن الشريك..
كذلك العلماء لم يشبهوا الله تعالى قبل تنزيهه لأنهم يقتدون بالقرآن العظيم فيفرضون أمورا على الله تعالى ثم يبينون استحالتها ويحكمون بتنزيه الله تعالى عنها، وحاشاهم من التشبيه.
أرجو أن تفهم لأني فهمتك بما لا مزيد عليه...
وعلى كل حال أدعوك لقراءة ما نقلته عن أئمة التفسير بدقة، ثم اسأل نفسك: لماذا صرفوا بعض الآيات عن ظاهرها؟
والأمثلة غير محصورة فيما نقلته، بل سأذكر أكثر من ذلك إن شاء الله، ومن المكابرة القول بأن جميع ظواهر القرآن (أي ما تحتمله بحسب الوضع اللغوي) معناها صحيح مراد.
ثم أليس الأولى أن تتهم نفسك بالخلط قبل اتهام ابن عباس ومجاهد والطبري وابن كثير وغيرهم؟؟
أخي الكريم أنت مع احترامي لك لا تحسن كتابة كثير من الجمل بلا لحن فاحش، فكيف تتهم أمثال هؤلاء بالخلط؟؟؟
أسأل الله تعالى أن يبصرني وإياك وجميع المشاركين.
 
الأخ نزار لا يوجد فرقة ضلت عن الصراط إلا بالصد عن القران وتحكيم الفهم على النص وليس جعل الفهم تابعا للنص , وكل الفرق الباطنية الذين هم أبعد الناس عن الحق ضلوا بصرف الآيات عن معانيها الظاهرة .وقد بين عز وجل أن القران كتاب هداية لا كتاب ضلال وأن آياته بينات واضحات , وهذا جل كتاب الله , وإنما زاغ من زاغ بصرف المعنى الصحيح الى معناً موهوم لشبهة في نفسه . وإذا أردت اسرد لك بعض تفسير أهل الزيغ لترى أن ذلك هو السبب .
والفارق بين ما تتفضل به وبما يقوله من يقول أن الكلام على ظاهره أمر واحد :هم يقولون هذه أساليب العرب وكلامهم, فما تراه ليس ظاهرا ,هو على عكس ذلك عندهم, لأن العرب تقول ذلك. أما موضوع الصفات والمجاز فأنت من استخدم آيات الصفات لذلك , وكان بإمكانك أن تستخدم الكثير من الآيات التي تتكلم عن نفس الموضوع كقوله تعالى :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "[المجادلة/12]
إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [فصلت/14]

وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [يوسف/82]

لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد/29]

إذا كان الظاهر أن للنجوى يدين وأن الرسل تأتي بين جوارح "يديهم" الناس وخلفهم وأنهم طلبوا من أبيبهم أن يسأل القرية التي هي أراض ومبان والعير التي هي بهائم , وأن هذا القران نزل كي لا يعلم أهل الكتاب.فاعلم أنا لا نأخذ هذا المعنى أبدا , وإنما نقول القران كتاب هداية بلسان عربي مبين واضح فصيح .
وأريد أن أعطيك كلام عمار بن ياسررضي الله عنهما :" وَ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ" صحيح البخاري - (ج 21 / ص 498)
 
أخي أبا سعد.. حاول أن لا تكتب لمجرد الكتابة.
ولو سلم لك أحد أن العلماء يفرضون تشبيه الله بخلقه قبل تنزيهه عن ذلك التشبيه فلا محذور في ذلك لأنهم يخلصون بالأخير إلى التنزيه عن ذلك التشبيه.
ولكي تفهم أكثر فالله تعالى في غير ما آية يفرض أمورا لا تليق بذاته ثم ينزه ذاته العلية عنها، وقد فرض الله وجود إله غيره، فهل ستقول أن الله أشرك بذاته قبل أن ينزهها عن الشريك..
كذلك العلماء لم يشبهوا الله تعالى قبل تنزيهه لأنهم يقتدون بالقرآن العظيم فيفرضون أمورا على الله تعالى ثم يبينون استحالتها ويحكمون بتنزيه الله تعالى عنها، وحاشاهم من التشبيه.
أرجو أن تفهم لأني فهمتك بما لا مزيد عليه...
وعلى كل حال أدعوك لقراءة ما نقلته عن أئمة التفسير بدقة، ثم اسأل نفسك: لماذا صرفوا بعض الآيات عن ظاهرها؟
والأمثلة غير محصورة فيما نقلته، بل سأذكر أكثر من ذلك إن شاء الله، ومن المكابرة القول بأن جميع ظواهر القرآن (أي ما تحتمله بحسب الوضع اللغوي) معناها صحيح مراد.
ثم أليس الأولى أن تتهم نفسك بالخلط قبل اتهام ابن عباس ومجاهد والطبري وابن كثير وغيرهم؟؟
أخي الكريم أنت مع احترامي لك لا تحسن كتابة كثير من الجمل بلا لحن فاحش، فكيف تتهم أمثال هؤلاء بالخلط؟؟؟
أسأل الله تعالى أن يبصرني وإياك وجميع المشاركين.

*الكتابة لمجرد الكتابة تهمة غير مقبولة.
* العلماء لم يفرضوا تشبيها وإنما حملوا بعض النصوص على بعض معانيها والدليل أنهم لم يتعرضوا للمعاني الباطلة في كلامهم لا من قريب ولا من بعيد.
* أما عبارتك التالية :
"ولكي تفهم أكثر فالله تعالى في غير ما آية يفرض أمورا لا تليق بذاته ثم ينزه ذاته العلية عنها، وقد فرض الله وجود إله غيره، فهل ستقول أن الله أشرك بذاته قبل أن ينزهها عن الشريك.."
أتركها لمن يفهم علاقتها بالموضوع.
* أما العلماء فأكرر أنا لم أقل إنهم يشبهون ثم ينزهون ولكن أنت فهمت هذا من كلامي.
* بالنسبة لكلام العلماء قرأته بدقة وأنا لم أرى في كلامهم صرفا للكلام عن ظاهره " وهذه نقطة الخلاف بيني وبينك".
* أما المكابرة فأرجو الله أن لا يجعلنا من أهلها، ولكنها فهوم مختلفة ومدارسة ربما أثمرت خيرا وأرجو أن تكون كذلك.
* أما الخلط فلا أنزه نفسي عنه وأسأل الله أن يغفر لي ،وأما بن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والطبري وبن كثير فلم أتهم أحد منهم بالخلط.
* أما قولك : إني لا أحسن كتابة كثير من الجمل بلا لحن فاحش. فأقول ما خفي عنك أعظم وأسأل الله أن يسترنا بستره.
محبك
أبو سعد​
 
كل الذين فروا من التشبيه وقعوا في هذا الخطأ
وهو أنهم حملوا صفات الله على صفات المخلوقين في أذهانهم فلم يجدوا مفرا إلا نفي الصفة
ولو أنهم استحضروا قول الله
" ليس كمثله شيء"
لما وقعوا في هذه الورطة
فظاهر قول الله تعالى
"هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" البقرة (210)
ليس ما ذكرت إذا علمنا أن الله ليس كمثله شيء وأن الله بكل شيء محيط .
بارك الله فيك أخي أبا سعد
لكني أراك تحاول إيصاد باب التأويل جملة وتفصيلاً فرارا من تأويل الصفات
وإني حينما أثمن لك هذا التوجه فإنه لا يعني أبداً أنك تسير على طريق صحيح ذلكم أن التأويل قال به أئمة كبار أنت ممن تعظمهم وتنتسب لمدرستهم وتصدر عن أقوالهم ولا أظنه يخفاك هذا الشيء
 
بارك الله فيك أخي أبا سعد
لكني أراك تحاول إيصاد باب التأويل جملة وتفصيلاً فرارا من تأويل الصفات
وإني حينما أثمن لك هذا التوجه فإنه لا يعني أبداً أنك تسير على طريق صحيح ذلكم أن التأويل قال به أئمة كبار أنت ممن تعظمهم وتنتسب لمدرستهم وتصدر عن أقوالهم ولا أظنه يخفاك هذا الشيء
بالعكس أخي خالد الايمان المطلق بما قاله الله عز وجل وعدم دخول شبهة لا يؤدي الى ضلال بل هو الطريق الصواب , وإنما ينحرف عن الطريق الصحيح ,من جعل فهمه حاكما على القران , فما يراه تشبيها ينفيه , وما لا يراه كذلك قد يثبته, وخلاصة القول الذي ينفي أن يكون في القران مجاز أنهم قالوا هذه أساليب يستخدمها العرب في كلامهم , فإذا نطقوا بها علم السامع لهم ما يقصدون دون تكلف , بينما يرى من يثبت المجاز أن هذه أساليب استخدمها العرب في كلامهم (كالقول الأول)ولكنهم استخدموا في كلامهم تلك المحسنات البديعية , ولكن من يستخدم ذلك لنفي الصفات للخالق عز وجل أتى بقول ثالث مختلف عن الثاني وهو أن الله خاطب الناس بحسب عقولهم ما يستطيعون فهمه,ومع هذا فهو ليس حقيقة , وخطورة هذا القول هو جعل القران كتاب لا يهتدي به إلا طائفة محددة ومحصورة , وأن باقي الناس يضلون بإعتقاد ما يفهمون من القران .
دخلت في نقاش مع أحد الروافض فقال لي أنتم تجسمون الله عز وجل ,فقلت له ما رأيك أن نختصر الأمر بسؤال ؟ما هو حكم من إعتقد أن الله خلق آدم بيديه عز وجل وهو موقن أن الله لا يشبه الخلق ولا الخلق يشبهون ربهم ؟ودار بعد ذلك حديث طويل , الذي اريد أن الفت النظر اليه هو أن المجاز يكون معه نوع من المدح والذم , وأصل استخدامه عند العرب من صور بديعية أصلها التشبيه والتمثيل , فكيف يهرب من التشبيه للتشبيه الذي ليس له إلا صورة واحدة وهي لا تليق بوصف الله عز وجل ؟
وهنا أرغب ممن يثبت المجاز في الصفات أن يدخل هذا الربط في موضوع قديم قد كتبته ولا أستغني عن تعليق الإخوة الكرام وخصوصا من ينكر الصفات :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=18834
 
بارك الله فيك أخي أبا سعد
لكني أراك تحاول إيصاد باب التأويل جملة وتفصيلاً فرارا من تأويل الصفات
وإني حينما أثمن لك هذا التوجه فإنه لا يعني أبداً أنك تسير على طريق صحيح ذلكم أن التأويل قال به أئمة كبار أنت ممن تعظمهم وتنتسب لمدرستهم وتصدر عن أقوالهم ولا أظنه يخفاك هذا الشيء

وفيك بارك أخي الكريم
ما تراه تأويلا أخي الفاضل لا أراه أنا كذلك وبخاصة الآية التي أوردتها أنت آية سورة البقرة " في ظلل من الغمام .."
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه​
 
في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال ما نصه:
(( قوله تعالى: { في ظلل من الغمام }؛ { في } معناها «مع»؛ يعني يأتي مصاحباً لهذه الظلل؛ وإنما أخرجناها عن الأصل الذي هو الظرفية؛ لأنا لو أخذناها على أنها للظرفية صارت هذه الظلل محيطة بالله عزّ وجلّ؛ والله أعظم، وأجلّ من أن يحيط به شيء من مخلوقاته؛ ونظير ذلك أن نقول: جاء فلان في الجماعة الفلانية أي معهم -؛ وإن كان هذا التنظير ليس من كل وجه؛ لأن فلاناً يمكن أن تحيط به الجماعة؛ ولكن الله لا يمكن أن يحيط به الظلل )). انتهى كلامه رحمه الله.
وكما ترى فهذا تأويل ظاهر من الشيخ رحمه الله مما يؤكد بأن التأويل منهج صحيح لا غضاضة فيه إذا كان منضبطا ، والقول بنفيه جملة وتفصيلا قول مجانب للصواب بل لم يعمل به أحد من الأئمة الكبار. والله تعالى أعلم
 
سؤالي أخي الفاضل هل ذهب أحد ممن يعرف الإسلام والعربية حين يسمع الآية إلى أن معناها أن الله يأتي تحيط به ظلل من الغمام كما يحيط الحرس بالملك وهو في وسطهم؟
الشيخ رحمه الله لم يتكلم لأن الناس فهموا ذالك وإنما تكلم من ناحية علمية لدفع التوهم أو البيان أو الاستطراد العلمي .
ولو أن هذه الأمور كانت تخطر على النفس لو جدنا كما هائلا من الأسئلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه ، ولكننا لم نجد فدل على أن هذه المعاني لم تكن لتخطر لهم على بال.
فلا حاجة إلى التأويل
ثم إنه لا ينعدم تصور المعاني الباطلة إذا قلنا إن "في" بمعنى"مع" ثم بعدها نذهب في سلسلة من التأويلات التي لا تنتهي.
وعليه نقول إن الله تعالى
يأتي في ظلل من الغمام
الكيفية
هو يعلمها وحده تعالى
" ليس كمثله شيء"
وبهذا نستريح من التكلفات التي لا داعي لها.​
 
العلماء يتكلمون لدفع التوهمات الباطلة التي قد تنشأ عند بعض الناس جراء تعاطيهم لبعض نصوص الشريعة
ولو تُرك الناس وفهومهم لحدثت طوام كبرى ومعتقدات فاسدة وانحراف في السلوك
فماذا لو تُرك العامي وقوله تعالى في قاتل النفس عمدا (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيه)
لو سألت عاميا لأجابك في الحال أن القاتل عمدا مخلد في النار
هذا يؤكد لنا بأن ظواهر النصوص تحتاج إلى تفسير دقيق وبعضها يحتاج إلى تأويل حتى لا يُفهم منها معنى باطلا من قبل بعض طلبة العلم أو العامة من الناس
 
العلماء يتكلمون لدفع التوهمات الباطلة التي قد تنشأ عند بعض الناس جراء تعاطيهم لبعض نصوص الشريعة
ولو تُرك الناس وفهومهم لحدثت طوام كبرى ومعتقدات فاسدة وانحراف في السلوك
فماذا لو تُرك العامي وقوله تعالى في قاتل النفس عمدا (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيه)
لو سألت عاميا لأجابك في الحال أن القاتل عمدا مخلد في النار
هذا يؤكد لنا بأن ظواهر النصوص تحتاج إلى تفسير دقيق وبعضها يحتاج إلى تأويل حتى لا يُفهم منها معنى باطلا من قبل بعض طلبة العلم أو العامة من الناس

أخي الفاضل والله ما حصل الخلاف وظهرت الأقوال الباطلة إلا من بطون الكتب
وأما عامة الناس فقد فهموا القرآن كما فهمه الصحابة رضي الله عنهم وتعبدوا لله به
فلما ظهر التنظير والتشقيق بدعوى العلم ظهرت الانحرافات
أما مثالك الذي قدمته فلوقال العامي إن القاتل عمدا مخلد في النار فما يضيره هذا الكلام لو اعتقده
وإذا سأله الله قال يارب قلت بما أخبرتنا.
وربما أنك تعلم كلام أهل العلم في هذه الآية واختلافهم فيها فهي من الآيات التي أشكلت كثيرا على أهل العلم.
وعليه لو سئل العامي ما هو حكم القاتل العمد في الآخرة فأجاب:
جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.
فهل تستطيع أن تقول كذبت ؟
ولو سألته سؤالا آخر وقلت له : ألا يمكن أن يغفر الله له ؟
فقال لك:
" إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" سورة النساء (48)
ولو سألته سؤالا آخر فقلت:
لو أقتص منه في الدنيا ؟
فقال لك الله يقول:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ "(178)
ثم سألته هل سيعافب في الآخرة ؟
فقال لك
قال صلى الله عليه وسلم :
"بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ" رواه البخاري
ولو سألته هل سيذهب حق المجني عليه ؟
فقال لك :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ"

ولو سألته سؤالاً آخر وقلت له : لو لم يقتص منه و تاب قبل موته هل تقبل توبته ؟
فقال لك:
"وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)" الفرقان
فهل ستنكر من كلامه شئيا ؟
لا أظنك .
وهل كان يحتاج إلى تأويلات وكلام فلان وفلان ؟
أم أنه قد كفاه القرآن والسنة مباشرة ؟​
 
أخي الفاضل والله ما حصل الخلاف وظهرت الأقوال الباطلة إلا من بطون الكتب
وأما عامة الناس فقد فهموا القرآن كما فهمه الصحابة رضي الله عنهم وتعبدوا لله به
فلما ظهر التنظير والتشقيق بدعوى العلم ظهرت الانحرافات​
في الحقيقة لا اعرف ما الذي يدفع الإنسان المسلم إلى مثل هذا الحلف الحانث؟؟
كيف تقسم بالله على أن عامة الناس (وأكثرهم لم يشم للعلم رائحة) فهموا القرآن كما فهمه الصحابة؟؟
أهو حط من قدر الصحابة رضي الله عنهم إلى أسفل المراتب العلمية التي عليها جمهور عامة الناس، أم هو رفع للعامة إلى مراتب الصحابة الذين تصدروا أعلى مراتب العرفان بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وهل جزاء جهود العلماء الذين حفظ الله بهم فهم الدين فهما صافيا نقيا عن شبهات وتلبيسات كثير من الفرق التي نشأت أصلا من الرعاع وعوام الناس، أن يلقى هكذا ويتهم بأنه تشقيقات وتنظيرات لا قيمة لها بل ضررها أكثر من نفعها، مع القسم بأن الاقوال الباطلة لم تظهر إلا منها؟؟
لا ألومك كثيرا يا أبا سعد فإنك تصدر من فكر يستحل تسفيه جهود العلماء وتحقير شأنهم حالا وإن لم تقل ذلك مقالا صريحا، بل ما ضر الدين إلا الذين يزعمون أنهم في غنى عن جهود العلماء وأن فهم القرآن والسنة متاح لكل أحد وإن كان من الرعاع وعوام الناس الذين ليس لهم أدنى حظ ولو في سلامة اللسان من اللحن الفاحش، ويكفي أن يلقي بآية أو حديث يحملها على مجرد فهمه حتى يزعم أنه متبع للكتاب والسنة، وما أكثر أمثال هؤلاء في زماننا.
هذا، والقصد نصيحتك وأمثالك.. فإنكم لن تغيروا من حقائق العلم شيئا، فالعلماء الأبرار الأخيار كالطبري وابن كثير وغيرهما لما دفعوا جملة من ظواهر القرآن التي توهم ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى لم يكونوا عابثين، بل كانوا مؤسسين للرد على من يدعي أنه في غنى عن العلم ليفهم القرآن والسنة، وأنه يكفي أن يكون عاميا لينال مراتب الصحابة رضوان الله عليهم..

فكفر عن يمينك يا أبا سعد.. واستغفر الله تعالى، واحفظ لسانك خير لك، وفكر جيدا قبل الكتابة.. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
 
في الحقيقة لا اعرف ما الذي يدفع الإنسان المسلم إلى مثل هذا الحلف الحانث؟؟
كيف تقسم بالله على أن عامة الناس (وأكثرهم لم يشم للعلم رائحة) فهموا القرآن كما فهمه الصحابة؟؟
أهو حط من قدر الصحابة رضي الله عنهم إلى أسفل المراتب العلمية التي عليها جمهور عامة الناس، أم هو رفع للعامة إلى مراتب الصحابة الذين تصدروا أعلى مراتب العرفان بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وهل جزاء جهود العلماء الذين حفظ الله بهم فهم الدين فهما صافيا نقيا عن شبهات وتلبيسات كثير من الفرق التي نشأت أصلا من الرعاع وعوام الناس، أن يلقى هكذا ويتهم بأنه تشقيقات وتنظيرات لا قيمة لها بل ضررها أكثر من نفعها.
لا ألومك كثيرا يا أبا سعد فإنك تصدر من فكر يستحل تسفيه جهود العلماء وتحقير شأنهم حالا وإن لم تقل ذلك مقالا صريحا، بل ما ضر الدين إلا الذين يزعمون أنهم في غنى عن جهود العلماء وأن فهم القرآن والسنة متاح لكل أحد وإن كان من الرعاع وعوام الناس الذين ليس لهم أدنى حظ ولو في سلامة اللسان من اللحن الفاحش، ويكفي أن يلقي بآية أو حديث يحملها على مجرد فهمه حتى يزعم أنه متبع للكتاب والسنة، وما أكثر أمثال هؤلاء في زماننا.
هذا، والقصد نصيحتك وأمثالك.. فإنكم لن تغيروا من حقائق العلم شيئا، فالعلماء الأبرار الأخيار كالطبري وابن كثير وغيرهما لما دفعوا جملة من ظواهر القرآن التي توهم ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى لم يكونوا عابثين، بل كانوا مؤسسين للرد على من يدعي أنه في غنى عن العلم ليفهم القرآن والسنة، وأنه يكفي أن يكون عاميا لينال مراتب الصحابة رضوان الله عليهم..

فكفر عن يمينك يا أبا سعد.. واستغفر الله تعالى، واحفظ لسانك خير لك، وفكر جيدا قبل الكتابة.. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.

الأخ الفاضل نزار
عندما ينظر عدة أشخاص إلى منظر ما ثم يخرج كل واحد منهم بوصف مختلف عن الآخر حينها تسأل:
لماذا اختلفوا والمنظر واحد ؟
والجواب:
ربما لأن كل واحد منهم نظر من زاوية مختلفة.
وربما لأن كل واحد وصف المنظر من خلال المشاهدات التي جذبته.
وربما بسبب قصور بعضهم في إدراك حقائق المنظر.
وأظنك أخي الكريم نظرت إلى كلامي من زواية شوشت عليك الرؤية فخرجت بهذه الأحكام الجائرة في حق أخيك.
ولي وقفة أخرى إن شاء الله تعالى لأبين لك
تقبل شكري على نصائحك الطيبة​
 
في الحقيقة لا اعرف ما الذي يدفع الإنسان المسلم إلى مثل هذا الحلف الحانث؟؟
قل هاتوا برهانكم.​

كيف تقسم بالله على أن عامة الناس (وأكثرهم لم يشم للعلم رائحة) فهموا القرآن كما فهمه الصحابة؟؟
أين أقسمت على ما تقول ؟
هذا هو قسمي:
"أخي الفاضل والله ما حصل الخلاف وظهرت الأقوال الباطلة إلا من بطون الكتب"
فلماذا تقولني ما لم أقل؟
أهو حط من قدر الصحابة رضي الله عنهم إلى أسفل المراتب العلمية التي عليها جمهور عامة الناس، أم هو رفع للعامة إلى مراتب الصحابة الذين تصدروا أعلى مراتب العرفان بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟؟

لم أحط من قدر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
ولم أرفع العامة إلى مراتب الصحابة
وإنما قلت إن بينهم قدر مشترك "في الغالب" وهو الفهم الفطري للغة القرآن.
وهل جزاء جهود العلماء الذين حفظ الله بهم فهم الدين فهما صافيا نقيا عن شبهات وتلبيسات كثير من الفرق التي نشأت أصلا من الرعاع وعوام الناس، أن يلقى هكذا ويتهم بأنه تشقيقات وتنظيرات لا قيمة لها بل ضررها أكثر من نفعها، مع القسم بأن الاقوال الباطلة لم تظهر إلا منها؟؟
جهود العلماء مذكورة مشكورة ولا يقلل من قدرهم إلا جاهل
أما موضوع التشقيقات والتنظيرات فهي تحتاج منك إلى بحث حتى تفهم مرادي منها
وبالمناسبة كنت في حوار مع أحد أبنائي حول الموضوع
فقال:
هل سيسألنا الله تعالى يوم القيامة:
ماذا تعتقد في القول بقدم العالم؟
فما زدنا على أن انفرطنا في الضحك
لا ألومك كثيرا يا أبا سعد فإنك تصدر من فكر يستحل تسفيه جهود العلماء وتحقير شأنهم حالا وإن لم تقل ذلك مقالا صريحا،

لا أدري لعلك تعرفني أكثر من نفسي ؟
على أي حال تهمة لا أقر بها​
بل ما ضر الدين إلا الذين يزعمون أنهم في غنى عن جهود العلماء وأن فهم القرآن والسنة متاح لكل أحد وإن كان من الرعاع وعوام الناس الذين ليس لهم أدنى حظ ولو في سلامة اللسان من اللحن الفاحش، ويكفي أن يلقي بآية أو حديث يحملها على مجرد فهمه حتى يزعم أنه متبع للكتاب والسنة، وما أكثر أمثال هؤلاء في زماننا.
كلام أوافقك عليه تماما
ولكن لا أوافقك على أن ترميني بأمر أعلم أني براء منه
على فكرة هؤلاء الذين ذكرت ليسوا من العوام.
هذا، والقصد نصيحتك وأمثالك.. فإنكم لن تغيروا من حقائق العلم شيئا، فالعلماء الأبرار الأخيار كالطبري وابن كثير وغيرهما لما دفعوا جملة من ظواهر القرآن التي توهم ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى لم يكونوا عابثين، بل كانوا مؤسسين للرد على من يدعي أنه في غنى عن العلم ليفهم القرآن والسنة، وأنه يكفي أن يكون عاميا لينال مراتب الصحابة رضوان الله عليهم..
شكر الله لك حسن نيتك فالنصيحة حق المسلم على أخيه
أما تغيير حقائق العلم فلم أزعم أني سأفعل ذلك وليس عندي النية أيضا
أنا مع الطبري وبن كثير وغيرهم رحمهم الله في كل حق أفهمه من كلامهم
ولكني لست مع من يفرض ظاهرا للقرآن وهو ليس كذلك​

فكفر عن يمينك يا أبا سعد.. واستغفر الله تعالى، واحفظ لسانك خير لك، وفكر جيدا قبل الكتابة.. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.[/
QUOTE]
هل هذه فتوى منك؟
وفي الختام
استغفر الله لي ولكم
وأساله أن يكفينا شر ألسنتنا
ويهدينا إلى صراطه المستقيم.​
 
عودة
أعلى