منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة والربوبية (دراسة نقدية)

إنضم
10/07/2007
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مكة المكرمة
في المرفقات بحث قدمته للنشر في مجلة جامعة أم القرى للعلوم الشرعية واللغة العربية وآدابها ، المجلد (19) العدد (43) ذو الحجة 1428هـ || ديسمبر (كانون1) 2007م بعنوان :
[align=center]منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة والربوبية[/align]
والبحث كاملاً مرفق في هذه المشاركة . ورابطه على موقع جامعة القرى هو :

[align=center]منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة والربوبية[/align]
[align=center]دراسة نقدية[/align]
وقد سبق نشر ملخص البحث في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط في موضوع :
[align=center]منهج الاستدلال بالإعجاز العلمي على النبوة [/align]


8/1/1429هـ
 
ملخص البحث (غير الذي سبق نشره )

ملخص البحث (غير الذي سبق نشره )

(الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه محمد، وبعد ..
فهذا بحث يحاول تحديد معالم المنهج الصحيح في الاستدلال بالمكتشفات العلمية على مسألتي
الربوبية والنبوة، كما يتعرض بالنقد الطريقة السائدة في الساحة الإسلامية لمعالجة هذه المسألة، ويعتبرالبحث أن المكتشفات العلمية دالة على الربوبية من جهة زيادة التفاصيل الدقيقة المؤكدة على افتقار الكون إلى خالق مدبر، دون أن تكون معرفة هذه التفاصيل شرطا في كمال اليقين، كما يعتبر هذه المكتشفات دالة على النبوة من جهة عدم تكذيبها لشيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، أما أن تكون دالة على النبوة من جهة أن النصوص القرآنية والنبوية قد سبقت بالإشارة إليها فقد كشف البحث عن إشكالات منهجية لا يكاد ينجو منها أي من النماذج المتداولة بين المتحمسين لهذه القضية، ومن أخطر هذه الإشكالات اتهام الجيل الأول من المسلمين - وفيهم الرسول صلى الله عليه وسلم – بالخطأ في فهم شيء من القرآن، أو خفائه عليهم، ومنها فتح باب الاستدلال بالاحتمالات والظنيات على المطالب اليقينية، فيفتح باب القدح والتكذيب، وادعاء التعارض بين محتملات القرآن والسنة وبين المكتشفات العلمية، ومنها دخول الدور الممتنع في الإلزام بحمل عبارات القرآن والسنة على أوسع محتملاتها وأصحها بناء على الكمال العلمي لمصدرهما، وفي سبيل تحديد المعالم والضوابط التي تضمن السلامة من هذه الإشكالات ينتهي البحث إلى اشتراط ما يلي لصحة الاستدلال بالمكتشفات
العلمية على النبوة:
١- أن يكون النص مفهوم المعنى تماما لمجموع المخاطبين به منذ صدوره.
٢- أن يكون المعنى الإعجازي مدلولا متعينا للنص.
٣- ألا يكون صدق هذا المعنى ومطابقته للواقع في الأمر نفسه معلوما من َقبلُ للمخاطبين.
٤- ألا يحتمل كونه مقولا بظن النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده.
٥- إجماع المختصين على كون الاكتشاف العلمي المدعى وقوع الإعجاز العلمي به حقيقًة قطعيةنهائية تمتنع إعادة النظر فيها، واشتهار ذلك بما تنتفي معه شبهة التقول عليهم ).ا.هـ
 
مقدمة البحث

مقدمة البحث

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فإنه لما كانت النبوة المحمدية خاتمة النبوات، وآخر الرسالات، والتكليف بها عاما
للثقلين، جعل الله تعالى أعظم دلائلها في القرآن العظيم، المحفوظ إلى يوم القيامة بكفالة رب
العالمين، ونوع وجوه دلالته عليها بما ييسر وقوف الناس على هذه الدلالة العظمى، فهو دال
على النبوة من جهة بلاغته وفصاحته، كما أنه دال على النبوة من جهة ما جعل الله فيه من
أنواع العلوم الإلهية والتشريعات الربانية المفصلة، الهادية إلى أحسن الأقوا ل والأخلاق
والأعمال، وهو كذلك دال على النبوة من جهة ما فيه من أنباء الغيب الماضية التي ما كان
يعلمها محمد ولا قومه من قبل أن يوحى إليه، وشهد بصدقها المنصفون من أهل الكتاب السابق، وكذا أنباء الغيب المستقبلية التي تحققت ولا تزال تتحقق شاهدة بأنه من عند عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
وأيا من هذه الوجوه تجده يحمل خاصيًة ملازِمًة ضرورية في دلائل المطالب العقدية الكبرى، ألا وهي الارتباط اليقيني الواضح بين الدليل والمدلول، فلا مجال هنا للاحتمال، ولا لغلبة الظنون وترجيحات الأقوال، ومما هو مقرر أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال( ١)، وإلا يكن ذلك في جميع الأحوال، فإنه دون شك جار في المطالب اليقينية.
ومع تعدد هذه الوجوه اليقينية، وتنوعها و َ غنائها التام في إثبات النبوة المحمدية، وإقامة الحجة بها على كل إنسان، في كل زمان ومكان، فقد ظهر اتجاه جديد في بيان وجه دلالة القرآن على النبوة، ينظر إلى الوجوه السابقة التقليدية على أنها مع صحتها ومناسبتها وتأثيرها وجدواها في العصور السابقة لم تعد مجدية في الخطاب الديني المعاصر، وراح أصحاب هذا الاتجاه يتبنون لونا جديدا يرونه من دلالات القرآن على النبوة، هو ما اصطلحوا على تسميته : "الإعجاز العلمي "، الغرض منه دفع تهمة مصادمة الدين الصحيح للمكتشفات العلمية
التجريبية الحديثة التي ولدت بعيدا عن الدين عند غير المسلمين؛ بل بيان أن كثيرا من هذه المكتشفات سبق الإيماء إليه في النصوص الدينية الموثقة، على وجه يثبت أنها إلهية المصدر، لكنه وجه خفي على السابقين، وتجلى بعد ظهور هذه المكتشفات واشتهارها مطاِبقًة لتلك النصوص.
وإمعانا من أصحاب هذا الاتجاه في تحقيق هذا الغرض الشريف، عمموا هذه المطابقة لتشمل كل ما له صلة صحيحة وثيقة بالدين، فلم تقتصر على نصوص الوحي الأول : القرآن، الذي هو بألفاظه ومعانيه من الله، بل شملت الوحي الثاني : السنة النبوية، الصادرة من النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا، بل ربما ألحق بذلك ما قد تكون نسبته للوحي والدين محل اجتهاد ونظر، كالشمائل والإرشادات النبوية في الطب والتغذية والرياضة وغيرها من شؤون الحياة التفصيلية الخارجة عن موضوع النبوة الأساس ( ٢)، وهو هداية الناس للتي هي أقوم في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم، وسياستهم بما يوافق ذلك ويحقق مقاصده من الأحكام التشريعية الكلية والجزئية، بل ربما ألحقوا بذلك أيضا بعض الاجتهادات الفقهية الظنية، وتعبيرا عن ذلك كله ظهر مصطلح "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية " ليكون اتجاها جديدا في إثبات أن القرآن الكريم كلام الله حقا، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله صدقا، وأن دين الإسلام بعقائده وأحكامه دين الله اَلمرضي، الصالح لكل زمان ومكان، وتلك لعمرو الحق غاية نبيلة، وقصد عظيم يشكر أصحاب هذا الاتجاه على التفاني في بلوغه، والصدق في السعي إليه، والحماسة في الحرص عليه، غير أني بعد رصد هذا الاتجاه، والتأمل في
نتاجه من نماذج الإعجاز العلمي في نصوص القرآن والسنة، لحظت خللا منهجيا أحسبه ليس
بالهين، لا يكاد يسلم منه شاهد من شواهد هذا الإعجاز المدعى، وأخشى أن يفوت على هؤلاء
الحريصين المتحمسين قصدهم، بلْه أن يقلب الأمر عليهم إلى الضد، فتعود الدلائل شبهات، والاكتشافات انكسافات، واليقينيات ظنيات، ويرتد الإعجاز عجزا، والإنجاز أزا، فرأيت من النصيحة أن أ عرض ما عندي في هذه القضية، لعلي أظفر بمن يحل هذه العَقد التي أراها مخلة بعامة ما ُقدم إلى الآن من نماذج الإعجاز العلمي، أو أن تكون لفتة من ناصح يرجو أن يكون أمينا، لا يخفى عليه ما أخذته هذه المسألة من أبعاد علمية ووجدانية ودعوية وإعلامية، وما اكتسبته من رسوخ عميق لدى شرائح واسعة من أهل العلم والفضل على اختلاف تخصصاتهم،
وما تحظى به من دعم وتبن من كثير من الهيئات العلمية والجهات الدعوية، حتى صارت المنازعة في صحتها والمناقشة حول جدواها وأهميتها لدى بعض أنصارها ضربا من الاعتراض على الثوابت القطعيات، ونوعا من مكابرة الضروريات، بله تقليلا من شأن القرآن والسنة والعياذ بالله.
وقد رأيت تصنيف بحثي بعد هذه المقدمة على النحو التالي:
- المبحث الأول: قواعد في منهج الاستدلال بالقرآن على النبوة.
- المبحث الثاني: خلاصة مواقف العلماء من التفسير العلمي للقرآن الكريم.
- المبحث الثالث: منهج الاستلال بالمكتشفات العلمية على الربوبية.
- المبحث الرابع: منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة.
- الخاتمة والتوصيات.
وبعد فهذا جهد المقل، فإن أصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان،
ومن الله وحده أستمد العون والتوفيق والسداد.
 
عودة
أعلى