مكث الشيخ / الشنقيطي رحمه الله يبكي إلى صلاة العشاء ولم يستطع تفسير هذه الآية ! .

المسيطير

New member
إنضم
14/04/2006
المشاركات
145
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]قال الشيخ المبارك /
صالح المغامسي
وفقه الله تعالى

في محاضرة له بعنوان :
( أهل الله وخاصته )



وفي معرض كلامه عن العلامة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :

( استفتح شيخُنا الأمين الشنقيطي - رحمه الله رحمة واسعة -

في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم = قول الله جل وعلا :

( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا )

استفتحها ليفسرها في الحرم ، بعد صلاة المغرب
فمكث - رحمه الله رحمة واسعة - يبكي

لا يقدر على أن يفسرها .

كيف يُتَصور أن يفسد أحدٌ في الأرض بعد أن أصلحها الله .

فمكث - رحمه الله - يبكي حتى أذّن المؤذن لصلاة العشاء

ولم يفسر آية واحدة
) أ.هـ.

رحمه الله رحمة واسعة[/align]
 
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
إن سيرة هذا الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تحفل بكثير من المواقف والعبر، ولا شك عندي أن عند طلابه أخبارا كثيرة عنه لم نعلمها، فأرجو ممن يستطيع التواصل مع طلابه أن ينقل لنا بعض الأخبار المشرقة عن ذلك الإمام (التي لم تنقل في الكتب)فهو بحق تخرج على مدرسة القرآن.
وليكن أعضاء هذا الملتقى من المسارعين إلى ذلك،وفاء بحق هذا العالم الجليل رحمه الله رحمة واسعة
 
الإخوة الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .

---
[align=center]وقال الشيخ / صالح المغامسي وفقه الله تعالى عَقِبَ ذكره لما سبق :


وفسر قوله تعالى :

( اهبطوا مصرا )

في أربع ساعات

دون أن يكرر كلامه ، أو يخرج عن معنى هذه الآية


رحمه الله وعفا عنه .[/align]



--
 
أخي الكريم المسيطير..
لا أدري ممَ أعجب..
من حسن ما اخترت في مشاركتك..
أم من روعة توقيعك الذي وقفت أمامه لحظات اهتز فيها كياني كله..
فجزاك الله خيرا.
 
الأخ الحبيب / العبادي
جزاك الله خير الجزاء .
بانتظار تعليقاتكم ، وإضافاتكم .
حفظكم الله .
 
قال الشيخ العلامة / محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى : ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )* .

لما بين الله جل وعلا عظمته ، وأنه خالق كل شيء المستحق لأن يطاع فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يعبد وحده ، نهى عن الفساد في الأرض بعد إصلاحها ، وأمر بأن يدعوه عباده خوفا وطمعا ، قال : ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ) المراد بالإفساد في الأرض يشمل الشرك بالله وسائر المعاصي ؛ لأن من أعظم الفساد في الأرض الشرك بالله .

والشرك بالله ومعاصيه قد يحبس الله بسببها المطر فتموت الحبارى في وكرها ، والجعل في جحره ، بسبب ذنوب بني آدم .

وقول الضحاك وغيره : ( لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) ولا تُغوّّروا الأنهار ، وتدفنوا المياه الجارية ، وتقطعوا الأشجار المثمرة .
كل ذلك داخل في هذا ؛ وربما كان قطع الشجر مصلحة للمسلمين إذا كان فيه حصار للكفار ومضرة عليهم ، كما يأتي فيما وقع في بني النضير في قوله : ( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) ؛ أي من نخلة ( أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ ) .

ومن الفساد في الأرض قطع الدنانير ، وإفساد السكة ، وكل معصية لله وضرر على المسلمين وشرك بالله ، جميع هذا من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه ؛ لأن طاعة الله كلها صلاح يستوجب المطيعون بها رحمة الله ونعيمه وعافيته ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) و ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) .

فطاعة الله وتقواه سبب لإدرار الأرزاق والعافية ؛ كما قال تعالى عن نبيه نوح : ( فقلتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) ، قال عن نبيه هود أنه قال لقومه : ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ) إلى قوله : ( يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) .

وهذا متكرر في القرآن ، فالمعاصي والشرك كلها إفساد في الأرض ، وطاعة الله واتباع أوامره كلها إصلاح في الأرض .

ومعنى : ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) ؛ أي بالشرك والمعاصي ، وجميع أنواع الفساد ، ( بَعْدَ إِصْلَاحِهَا )بعد أن أصلحها الله بأن بعث فيها الرسل الكرام ، وعلّموا أوامر الله ونواهيه ، وما به صلاح الدنيا والآخرة ، فإن مبعث الرسل تستقيم به أمور الدنيا ، ويصلح به جميع الشؤون مما يصلح الدنيا والآخرة .

فمن جاء لأمور الناس وهي صالحة قائمة على أوامر الله وشرعه الذي جاءت به رسله وغيّر في ذلك وأفسد وأشرك وعصى ؛ فقد أفسد في الأرض بعد إصلاحها . وهذا هو الأظهر في معنى الآية .

---
(*) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير - تحقيق الشيخ خالد السبت ( ج3 / 404 ) .

.
 
عودة
أعلى