إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد...
أخوتي في الله .. هذا البحث في الرد علي تحريرات د/النحاس بحسب ما كتبه الشيخ الشيمي في هذا الموقع وسوف أذكر كلام د/النحاس ثم أجيب عليه ـ إن شاء الله ـ مدعما قولي بأقوال الأئمة ـ رحمهم الله ـ وأسال الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجه الكريم بعيدا عن الرياء والسمعة وألا تكون علينا نقمة يوم القيامة . كما أسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.وان يجبنا الباطل والزيغ عن طريق السلف الصالح ..آمين
إخواني في الله هذا بحث في الرد علي الأوجه المقدمة في الأداء للدكتور النحاس وإن كنت لم أقابله من قبل ولكني سمعت عنه خيرا ولكن أحيانا تخيم علي الشخص حالة من طغيان الفكرة علي رأسه قد توصله إلي مخالفة الناس ، وكيف سيطرت فكرة الإقراء من كتاب التيسير علي د/ النحاس دون الشاطبية كما سنري ، والغرض من البحث إعلام الناس بما عليه الناس ـ أي القراء ـ في القراءة والإقراء ،والدليل علي مخالفة النحاس للقراء كما أخبره بذلك القراء.
قال الشيخ عبد القادر الشيمي فيما نقله عن د/النحاس: "ثم إنه اعترض عليه المعترضون فقال في محاضرة له: حينما ألفت كتابي ( الرسالة الغراء في الأوجه الراجحة في الأداء ). ونشر هذا الكتاب بين القراء، اعترض علي وعارضني بعض أهل العلم.
قالوا: لقد أخذت بوجه واحد من أوجه الخلاف التي ذكرت في الشاطبية والدرة، وقلت إنه هو الوجه الراجح، مع أن تحريرات العلماء تضمنت كل أوجه الخلاف، وقال بعضهم لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء.
ونبدأ في الرد على ذلك بذكر عدة نقاط:
(الأولى:قد قيل ( لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الحق تعرف أهله ) وهو منسوب للأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو يعني أن نجعل الحق نصب أعيننا ــــ فإذا عرفناه عرفنا أهله، وكل واحد من أهل العلم يؤخذ من علمه وقوله ويترك، ويرد عليه، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه { لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى }. أما سائر البشر فمعرضون للسهو والخطأ، والصواب وعدمه. هذا هو المبدأ الأول الذي يجب أن نتفق عليه".)
الجواب :نقول له صدقت فكل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه { لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى }. ولكن أن تخالف القراء وما عليه العمل في مصر فلا أظن أن تستقيم هذه القاعدة هذا مع ما سنوضحه بالأدلة ، فالعبرة في القرآن بالتواتر والشهرة والاستفاضة ، وليس التفرد والشذوذ عن الجماعة وكم من قارئ انفرد بوجه ـ فضلا عن قراءة ـ فلم يكتب لوجه القبول ، ثم ماذا يضره لو أقرأ بالشاطبية وهو كتاب معتمد لسائر القراء كما سنوضحه بإذن الله .
قال د/ النحاس:"والنقطة الثانية أو المبدأ الثاني:أن الإمام الشاطبي رحمه الله قال في قصيدته:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا
أي أن ما جاء في التيسير أراد الشاطبي أن يلخصه في قصيدته. ثم قال:
وألفا فها زادت بنشر فوائد فلفت حياء وجهها أن تفضلا
أي أن الشاطبية تتضمن أوجه التيسير التي حققها الإمام الداني في كتابه. كما أنها تتضمن أوجها زائدة عن التيسير."
الجواب : قال أبو شامة:" فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه أو إشارة إلى تعليل وزيادة أحكام وغير ذلك مما يذكره في مواضعه ومن جملة ذلك جميع، باب مخارج الحروف،" والشاهد من كلام أبي شامة قوله" من زيادة وجوه" وهذه الأوجه الزائدة تلقاها الناس ـ المقصود بالناس أي القراء ـ بالقبول إلا القليل منها كما حررها أهل الفن ، وهذا الكلام قاله النحاس ظنا منه أن الشاطبية اقتصرت علي التيسير فقط لقول الشاطبي:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ** فأجنت بعون الله منه مؤملا"
وهذا ليس بصحيح حيث جعل القراء كتاب الشاطبي من الأصول التي يرجع إليها مثل التيسير والتذكرة وغيرها ، والشاطبي قال بعد البيت السابق " وألفا فها زادت بنشر فوائد** فلفت حياء وجهها أن تفضلا" فأفاد أنه اختار زيادات علي ما في التيسير فعد بزياداته اختيارا للشاطبي .
والسؤال ما الدليل علي الأخذ باختيار الشاطبي ؟؟
أقول : لو رجعنا إلي النشر نجده عند ذكر الكتب التي اعتمدها وقد قدم الشاطبية وجعل الشاطبية طريقا منفردا عن التيسير ثم ذكر بعده كتاب التيسير حيث قال ابن الجزري :"باب ذكر إسناد هذه العشر القراءات من هذه الطرق والروايات ، وها أنا أقدم أولا كيف روايتي للكتب التي رويت منها هذه القراءات لنا ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل بشرطه (ثم ذكر سنده في الشاطبية قائلا ) أخبرني بها الشيخ الإمام العالم شيخ الإقراء أبو محمد عبد الرحمن ... ثم ذكر عدة شيوخ ثم ذكر كتاب التيسير قائلا :حدثني به شيخنا ا. شيخ الإقراء أبو المعالي محمد بن أحمد ...ثم ذكر عدة شيوخ .ثم ذكر بقية الكتب ، وتبعه علي ذلك سار العلماء وانظر النويري والمنصوري والروض النضير وتحريات عامر عثمان والزيات وغيرهم كلهم علي العمل باختيار الشاطبي
فإن قال قائل :إن ما ذكرته لا يدل علي التفرقة بينهما وقصاري الأمر أنه زاد أوجها ؟
الجواب : ذكرهم الشاطبية والتيسير ثم ذكرهم انفراد الشاطبية دون التيسير دليل علي المغايرة بين الكتابين لا المطابقة. والدليل علي ذلك :قال المتولي عند ذكره لإسناد قالون : فأما ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون فمن التيسير والشاطبية وهداية المهدوي......
ثم قال: وأما القزاز عن أبي نشيط فمن الشاطبية وتذكرة ..... ولم يذكر التيسير عند ذكره القزاز .. وهذا الطريق الزائد عما في التيسير عمل به العلماء وأقروه .
ثم ذكر سند ورش فقال:وأما النحاس عن الأزرق عن ورش فمن التيسير والشاطبية .... وهو في كل أسانيد القراء ذكر التيسير والشاطبية فدل ذلك أنهم كانوا يقرون اختيار الشاطبي ، إن كان الأمر كذلك فمن أين أخذ الشاطبي اختياره ؟؟ قال الإمام سلطان مزاحي (ت 1075هـ)في كتاب أجوبة المسائل العشرين :"فإن قلت :من أين يعلم أن مكيا وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية ؟ قلت :لأن الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني ،وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له ، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه ..."صـ23
ثم يقول الشيخ سلطان بعد إثباته أن طريقي مكي وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية :" ..... ومقتضي ما ذكرناه أن يسقط مما تقدم وما سنذكره بعض الوجوه من طريق الشاطبي ،لكن الذي ذكرناه قرأنا به علي شيخنا ـ رحمه الله ـ"صـ 24
قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي ) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات ،وقال في حروف قربت مخارجها :التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها ،أربعة عن طرق القصيد ،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد. "
وقوله " طريق القصيد. " واضح أنهم كانوا يعدُّون الشاطبية طريقا دون التيسير وسيأتي مزيد بيان .
ومما ذكر دل علي أن الشاطبي له اختيار في القراء ،والأوجه التي تعقبها البعض كالوجه المتعقبة علي سائر الكتب من انفرادة راو أو مخالفته لطريقه مع عدم شهرة الطريق وهكذا .
قال د/النحاس:" سند الشاطبية هو سند التيسير فشراح الشاطبية مجموعون على أن سند الشاطبية هو سند التيسير. راجعوا في ذلك غيث النفع، وشرح الضباع والقاضي وغيرهم، قالوا إن الشاطبي قد أهمل ذكر سنده وطرق كتابه اعتمادا على أصله وهو التيسير، ثم ذكروا الطرق التي ذكرها صاحب التيسير في كتابه واعتمدها في روايته ـــ وهو السند الذي يصل من قراءة الداني على شيوخه إلى كل من الأئمة السبعة القراء."
الجواب: قد تبين مما سبق أن الشاطبي له اختيار وارجع إلي قول سلطان وما قاله عن طريق الشاطبي ـ أي اختياره ـ " وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له ، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه "
قال د/ النحاس:" ثم قالوا وما خرج عن طرق كتابه فهو على سبيل الحكاية وتتميم الفائدة."
الجواب : ، وأقول : لا ينطبق هذا الكلام إلا علي الانفرادات وليس كل زيادات الشاطبي عُد من باب الحكاية لمذهب الغير حيث ثبت أنهم كانوا ياخذون بما في الشاطبية ويقرءون به رواية لا علي سبيل الدراية والدليل في قضية مرتب المد فقد خالف الشاطبي التيسير في مقدار المدود وكان يقرئ بذلك كما قال السخاوي وأبو شامة وقولهم :" فالذين قصروا هم ابن كثير والسوسي وكذا قالون والدوري عن أبي عمرو بخلاف عنهما ، والباقون على المد ولم يذكر صاحب التيسير القصر عن الدوري فهو من زيادات القصيدة وقد ذكره غيره على ما نقلناه في الشرح الكبير ،" إبراز المعاني باب المد).وسنتكلم عن هذا عند الرد علي أمثلة د/النحاس
قال الخليجي:" ( ويشترط ) على مريد القراءات ثلاثة شروط :
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء ،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة"صـ11
أقول للنحاس :هل يستطيع طلبتك أن يحفظوا كتاب التيسير ؟ فهذا في زماننا بعيد المنال ، فإلم يفعلوا ..كيف يتصدرون للعلم ؟؟ أما الشاطبية يحفظها جل من دخل في هذا العلم ، وفي ظني لا يوجد من يحفظ كتاب التيسير ، فالأفضل أن تعود للإقراء بالشاطبية وإلا لن تجد طلبة مهرة يحملون لك ما تقول به حيث لن تجد أحدا منهم يحفظ كتابا في هذا العلم يسترجع به الأصول والفرش ،وهذا ما قاله لك أهل العلم كما ذكرت" لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء."
أمثلة د/ النحاس :
قال د/النحاس:" أضرب لكم مثالا:قال الشاطبي رحمه الله في باب الهمزتين المفتوحتين من كلمة:
وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت لورش، وفي بغداد يروي مسهلا
فذكر وجهين لورش: الأول: عن أهل مصر، وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا من نحو ( ءآنذرتهم ) أي بالمد.
الوجه الثاني: هو عن أهل بغداد وهو تسهيل الهمزة الثانية.
والسؤال الآن؟ من أي الطريقتين يكون سند التيسير؟
ثم قال:" أما طريق أهل بغداد فهو طريق الأصبهاني وطريق غير المصريين عن الأزرق"
الجواب :سبحان الله فقد ذكر صاحب إتحاف فضلاء البشر التسهيل لورش من طريق الأزرق حيث قال :" وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم "ا.هـ1/178وهذا نص صاحب كتاب العنوان في القراءات السبع:" باب اختلافهم في الهمزتين من كلمة واحدة أما المفتوحتان نحو: (أأنذرتهم) و (أأنت قلت للناس) و (أأشفقتم) فقرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام بتحقيق الأولى، وتليين الثانية، فتصير كالمدة في اللفظ."صـ2إذن قد ثبت التسهيل من طريق الأزرق وهو الذي أخذ به الشاطبي وغيره ، وليس من طريق الأصبهاني فقط كما يظن وهذه النصوص واضحة عن الأزرق ، وأذكر أن الشيخ خالد محمود عند ذكره لهذا البيت: وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت** لورش، وفي بغداد يروي مسهلا " قال لا تظن أن المصريين جميعا عن الأزرق قالوا بالتسهيل أو العكس لأهل العراق ولكن المراد اشتهار الوجه عند كل بلد ولا يلزم عدم القراءة بالوجه الآخر، فكيف للنحاس أن يأخذ بظاهر البيت دون بحث عن المعني الصحيح حيث ثبت التسهيل عن الأزرق وهذا ما قرأنا به علي جميع من قرأنا عليهم من الشيوخ ،وهذا إن لم يكن في التيسير فقد قرأ الداني به علي أبي الحسن وأيضا كت أصحاب التحريرات عن هذا الوجه مثل الخليجي والجمزوري وصاحب فريدة الدهر حكي الوجهين للشاطبي والإبدال للتيسير ،وقبلها الناس كما أشرنا من قبل .
المثال الثاني :
قال د/النحاس :" واضرب لكم مثلا آخر:ـــ
تقليل التوراة عن قالون:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذا رجعنا لعبارة التيسير، يقول الداني رحمه الله: ( قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي (التوراة ) بالإمالة في جميع القرآن، ونافع وحمزة بين اللفظين والباقون بالفتح، وقد قرأت لقالون كذلك ).
وأخذ الشاطبي من ذلك بوجهين لقالون: الفتح والتقليل وقال ( وبالخلف بللا ). فالإمام الداني لم يبين في التيسير من أي طريق قرأ على أبي الفتح في رواية قالون بالتقليل، ولكنه وضح ذلك في كتبه الأخرى كجامع البيان والمفردات ـثم أخذ يقارن بين التوراة و(هاـ يا) في فاتحة مريم .
الجواب : قضية التوراة لقالون لم أر من منع أوجه التوراة وميم الجمع والمد أي الثمانية أوجه..
قال المنصوري في " إرشاد الطلبة إلي شواهد الطيبة: " لقالون من طريق التيسير والشاطبية وتقريب النشر أربعة أوجه قرأنا بها علي مشايخنا كل من وجهي القصر والمد عليه الإسكان والصلة، وقد رأيت قراء بعض المدن يقرءون له من طريق الشاطبية بوجهين فقط القصر مع الصلة والمد مع الإسكان ويمنعون غيرهما من طريقها ويعللون بأن الداني قرأ بالقصر والصلة علي أبي الفتح فارس وبالمد والإسكان علي طاهر ابن غلبون نقل عنه ذلك ابن الجزري وهذا خطأ من جهة المعقول والمنقول ،
أما المعقول : فلأن العلامة ابن الجزري لم يقل لم يقرأ الداني بالقصر إلا علي فارس وبالإسكان إلا علي طاهر ابن غلبون بصيغة الحصر وشيوخ الداني كثيرون وقال في التيسير : وأما رواية قالون فحدثنا بها أحمد بن عمرو بن محمد الجيزي الي ان قال :وقرأت بها القرآن كله علي شيخي أبي الفتح ولم يذكر طاهر بن غبون فكان عليهم التزام طريق فارس بن أحمد دون ابن غلبون فنقول طريق الشاطبية والتيسير عن أبي نشيط عن قالون ..وأبو الفتح له الوجوه الأربعة : القصر مع الإسكان من الكافي ولجمهور العراقيين القصر مع الصلة لأبي الفتح فارس وجمهور العراقيين ، والمد مع الإسكان من التذكرة والهداية وغيرهما ،والمد مع الصلة من تلخيص ابن بليمة والتبصرة وغاية أبي العلاء والتذكار والكل عن أبي نشيط فتجوز الأربعة من الشاطبية والتيسير بلا نكير ، وعلي تسليم أن الداني لم يقرأ إلا بوجهين لا يمتنع الوجهان الآخران إذا صح من طريقه ألا تري أن نحو "آتي " قرئ فيه لورش بأربعة أوجه مع أن الداني قرأ فيه بالقصر والفتح علي ابن غلبون وبالتوسط والتقليل علي فارس وأمثاله كثير ، ولو سلم امتناع البوجهين من التيسير لا يسلم امتناعهما من الشاطبية ولقوله(وألفا فها زادت بنشر فوائد) ولأن الشاطبي كما أخذ رواية قالون من طريق ابن بويان عن شيخه محمد بن علي بن ابي العاص النفزي وعليّ بن محمد بن هذيل بسندهما عن الداني أخذها أيضا من طريق القزاز عن أبي نشيط قرأ بها علي النفزي علي ابن غلام الفرس علي عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع علي عبد الله بن سهل علي ابن عن علي عبد المنعم بن غلبون علي صالح بن إدريس علي القزاز ،وشارك الشاطبي في هذا الطريق ابن بليمة ومكي وغيرهما وابن بليمة ومكي لهما المد والصلة .
وأما المنقول :قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي ) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات ،وقال في حروف قربت مخارجها :التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها ،أربعة عن طرق القصيد ،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد.
وقال في باب اللامات (وإذا أظلم عليهم قاموا )قالون بالمد وعدمه مع إسكان الميم وصلتها أربعة أوجه من طريق القصيد .
وقال أبو شامة : ومثل الشاطبي (أمره إلي) إعلاما بأن واو الصلة التي لا رسم لها في المصحف كغيرها ومثلها علي قراءة ورش وغيرهم (إنهم أناس ـ عليهم ءايتنا )ومثلها وفي المكرر ذكر لقالون في (هأنتم هؤلاء)ستة أوجه :ثلاثة مع الإسكان قصرهما وقصر الأول ومد الثاني ومدهما ومثلها علي الصلة .
وقال الشيخ سلطان : وقد وقفت علي أجوبة العلامة الشيخ ابن الجزري إذا اجتمع في الآية لفظ التوراة وميم الجمع والمد والمنفصل فكم وجها لقالون كآية (ويعلمه الكتاب )؟؟
الجواب: لقالون من طريق الطيبة ثمانية أوجه ..(وذكرها بالعزو إلي طرقها )... ثم قال
الثامن : الإسكان مع بين بين والقصر وهو للحلواني من تلخيص ابن بليمة ، وبه قرأ الداني علي أبي الفتح من قراءاته علي السامري عن الحلواني وهو أيضا لأبي نشيط من كتاب الكافي فيجوز من الشاطبية )أ.هـ مختصرا.
ويعزا لابن الجزري أيضا قوله تعالي (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) لقالون المد مع الصلة والإدغام لأبي نشيط في الشاطبية والمد مع السكون والإدغام طرق صاحب الهداية لأبي نشيط ومن التيسير والشاطبية ،والقصر مع الصلة والإدغام في التيسير والشاطبية .
وقال في قوله تعالي(ولكنه أخلد إلي الأرض )الآية .. المد والإدغام والصلة من الشاطبية ،والمد مع الإدغام والإسكان من قراءة الداني علي أبي الحسن ،والمد مع الإظهار والصلة محتمل للشاطبية والقصر مع الإدغام والسكون من التيسير والشاطبية .
وقال في قوله تعالي (إنهم كانوا هم أظلم وأطغي والمؤتفكة)) الصلة والمد والهمز (إي في المؤتفكة)من الهادي والتبرة والتيسير والشاطبية وكل ذلك من طريق ابي نشيط ، والصلة مع القصر والهمز قرأه الداني علي أبي الفتح من الطريقين .أ.هـ باختصار
فهذا كله دل علي أن الوجوه الأربعة لقالون مأخوذة من الشاطبية والتيسير بلا نكير .
ومن حفظ حجة علي من لم يحفظ والعلامة ابن الجزري أوعي للطرق وأيقظ والحق أحق أن يتبع وكذلك المأخوذ من المشايخ الوجوه الأربعة بالسند الصحيح ) أ.هـ من صـ 11: 15
فإن زعم أن هناك من تعقب تحريرات المنصوري قلنا فقد وافقوه في هذه المسألة .. قال الشيخ جمال شرف معلقا علي شرح الضباع لمختصر بلوغ الأمنية في (آل عمران) "أطلق الأوجه ـ أي الثمانية ـ صاحب غيث النفع ولم يذكر الجمزوري ولا الإبياري ولا الضباع في شرحه تحريرا فدل علي الإطلاق ..ثم ذكر الأوجه الثمانية.. ثم قال الخليجي في حل المشكلات: وقد نظمت أوجه الحرز وحدها فقلت :
إن جاءت التورية مع مدِ فصل مع ميم جمع فافتحا واقصر وصل
وإن فتحتها مسكنا فمُــــد وإن تقلل سكنا وقصر تسد
وإن تمد سكنها وصل خمس من الحرز قبل"صـ84
وأخذ بهذه الأوجه ابن الجزري من طريق الشاطبية كما قال الشيخ سلطان .
وأكتفي بهذا القدر ..وسوف أتناول الأمثلة الباقية في وقت لاحق ـ إن شاء الله ـ وأسأل الله أن ييسير لنا الوقت ..آمين
والسلام عليكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=548019