مساعد الطيار
مستشار
- إنضم
- 15/04/2003
- المشاركات
- 1,698
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
يقف الباحث عند بعض العبارة المشهورة المنقولة وقفة تأمل ، ويبحث عن جذورها ، وعن أول من قال بها ، فإذا به يُفاجأ بغموض في تاريخها ، ومن تلك العبارات ؛ العبارة الشهير في نقد تفسير فخر الدين الرازي ( ت : 606 ) التي يقول قائلها : ( فيه كل شيء إلا التفسير ) ، وقد راجعت (المكتبة الشاملة) لعلي أظفر بصيد ، فوجدت نقلاً مبهمًا عند أبي حيان في تفسيره ، ونقلاً آخر عند الصفدي في وفاياته ، وقد نسب الصفدي العبارة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ، والسؤال : هل نقف عند هذه المعلومة ، وننسبها إليه ، أو إن هناك من قالها قبله ، وكان هو ناقلاً لها ؟
مع العلم أني لم أقف عليها في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية حسب وسعي .
أما عبارة أبي حيان (ت : 745 ) : ( وقد تكلم المفسرون هنا في حقيقة النسخ الشرعي وأقسامه ، وما اتفق عليه منه ، وما اختلف فيه ، وفي جوازه عقلاً ، ووقوعه شرعاً ، وبماذا ينسخ ، وغير ذلك من أحكام النسخ ودلائل تلك الأحكام ، وطوّلوا في ذلك . وهذا كله موضوعه علم أصول الفقه ، فيبحث في ذلك كله فيه . وهكذا جرت عادتنا : أن كل قاعدة في علم من العلوم يرجع في تقريرها إلى ذلك العلم ، ونأخذها في علم التفسير مسلمة من ذلك العلم ، ولا نطول بذكر ذلك في علم التفسير ، فنخرج عن طريقة التفسير ، كما فعله أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي ، المعروف بابن خطيب الري ، فإنه جمع في كتابه في التفسير أشياء كثيرة طويلة ، لا حاجة بها في علم التفسير . ولذلك حكي عن بعض المتطرفين من العلماء أنه قال : فيه كل شيء إلا التفسير ) .
وأما عبارة الصفدي ( ت : 764 ) : ( وقال لي يوماً الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس:ما أعجب إلا من فخر الدين كونه وضع تفسيراً أنت من أين والتفسير من أين كما أعجب من تقي الدين ابن تيمية كونه يرد على فخر الدين وابن سينا،فقلت له:ما القياس صحيحاً ولا المسألتان متقابلتين لأن الإمام إذا عمل تفسيراً يحسن أن يقول قال فلان كذا وقال فلان كذا فينقل أقوال المفسرين ولكن إذا أخذ الآية وذكر أدلة الشافعية منها وأدلة الحنفية منها وبحث بين الفريقين من هو الذي يجري معه في ذلك الميدان وإن كان الشيخ تقي الدين أقعد بعلم الرواية .
وقلت يوماً للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السبكي:قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام:فيه كل شيء إلا التفسير،فقال قاضي القضاة:ما الأمر كذا إنما فيه مع التفسير كل شيء انتهى ) .
وقد نقلت الكلام من قولهما بطوله لما فيه من الفوائد الجانبية ، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر ؛ أنتوضأ منه ، فقال الشفيع الحبيب ( هو الطهور ماؤه الحِلُّ ميتته ) .
وأرجو ممن له في هذا تحقيق أن يفيد في هذا النقل .
مع العلم أني لم أقف عليها في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية حسب وسعي .
أما عبارة أبي حيان (ت : 745 ) : ( وقد تكلم المفسرون هنا في حقيقة النسخ الشرعي وأقسامه ، وما اتفق عليه منه ، وما اختلف فيه ، وفي جوازه عقلاً ، ووقوعه شرعاً ، وبماذا ينسخ ، وغير ذلك من أحكام النسخ ودلائل تلك الأحكام ، وطوّلوا في ذلك . وهذا كله موضوعه علم أصول الفقه ، فيبحث في ذلك كله فيه . وهكذا جرت عادتنا : أن كل قاعدة في علم من العلوم يرجع في تقريرها إلى ذلك العلم ، ونأخذها في علم التفسير مسلمة من ذلك العلم ، ولا نطول بذكر ذلك في علم التفسير ، فنخرج عن طريقة التفسير ، كما فعله أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي ، المعروف بابن خطيب الري ، فإنه جمع في كتابه في التفسير أشياء كثيرة طويلة ، لا حاجة بها في علم التفسير . ولذلك حكي عن بعض المتطرفين من العلماء أنه قال : فيه كل شيء إلا التفسير ) .
وأما عبارة الصفدي ( ت : 764 ) : ( وقال لي يوماً الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس:ما أعجب إلا من فخر الدين كونه وضع تفسيراً أنت من أين والتفسير من أين كما أعجب من تقي الدين ابن تيمية كونه يرد على فخر الدين وابن سينا،فقلت له:ما القياس صحيحاً ولا المسألتان متقابلتين لأن الإمام إذا عمل تفسيراً يحسن أن يقول قال فلان كذا وقال فلان كذا فينقل أقوال المفسرين ولكن إذا أخذ الآية وذكر أدلة الشافعية منها وأدلة الحنفية منها وبحث بين الفريقين من هو الذي يجري معه في ذلك الميدان وإن كان الشيخ تقي الدين أقعد بعلم الرواية .
وقلت يوماً للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السبكي:قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام:فيه كل شيء إلا التفسير،فقال قاضي القضاة:ما الأمر كذا إنما فيه مع التفسير كل شيء انتهى ) .
وقد نقلت الكلام من قولهما بطوله لما فيه من الفوائد الجانبية ، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر ؛ أنتوضأ منه ، فقال الشفيع الحبيب ( هو الطهور ماؤه الحِلُّ ميتته ) .
وأرجو ممن له في هذا تحقيق أن يفيد في هذا النقل .