مصحف القراءات العشر على الأوجه الراجحة ، لمشرف الحمراني

إنضم
27/08/2005
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
39
الإقامة
جدة، السعودية
الموقع الالكتروني
www.eld3wah.net
بسم الله الرحمن الرحيم​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد ظهر في سوق الكتب القرآنية مؤخراً مصحف القراءات العشر على الأوجه الراجحة المعتبرة، اعتنى به مشرف الحمراني، وقد اقتنيته وأنا فرحٌ مسرور بجودة طباعته وفخامة تصميمه ، وخدمته الطباعية الفاخرة ؛ ولكني بعد نظر وتأمل في بعض المواضع منه وجدت للرجل فِكراً خاصًّا تلقاه من الشيخ النحَّاس ، وهو شيخه ، ومداره على اعتماد الأوجه الواردة في التيسير والتحبير ، وإهمال ما زادته الشاطبية على التيسير ، وقد وجدت فيه على عجالة سريعة في المراجعة أوجهًا ملغاةً كثيرة ، تجدونها مفصلة في الملحق الذي ألحق بآخر المصحف على شكل أصول للقراء العشرة ورواتهم.
وقد تزامن ذلك مع بحث محكم نشرته مجلة معهد الإمام الشاطبي العلمية ، في العدد الثامن ، بعنوان/ "مازاده الإمام الشاطبي في حرز الأماني على التيسير للإمام الداني بين القراءة والمنع" للدكتور سامي عبد الشكور، فإذا البحث يدعم ما يُعرف من أن الشاطبي رضي الله عنه يؤخذ بما زاده على التيسير ، مما نص عليه السادة الشراح المحررون ، كالسخاوي وأبي شامة وغيرهما رحم الله الجميع.
فأود من السادة العلماء ذوي الاهتمام بالتحرير والتنقيح إبداء الرأي في هذا الكتاب (أعني كتاب مشرف الحمراني) ، ليتسنى لطلبة العلم أخذ الموقف الصحيح منه ، والله الموفق لكل خير.
 
ألف الدكتور علي محمد توفيق النحاس ـ حفظه الله ـ كتاباً أسماه:
"الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء للعشرة القراء"، قال في مقدمته ص5: (( وأعني بالوجه المقدم في الأداء ذلك الوجه الذي قرأ به الداني، أو ابن الجزري على شيخه، في كل رواية مسندة من طريق الكتابين، ورُويتْ بوجه أو أكثر. فكان مدار الترجيح هو السند المتصل من صاحب الكتاب إلى الراوي عن الإمام القارئ)) ا.هـ.
وهو بهذا الاصطلاح يخالف اصطلاح القراء في ( المقدم أداءً)، فإن معناه عندهم: أن يكون للقارئ أو الراوي أو الطريق أكثر من وجه صحيح في الكلمة، فيقدم أحدهما لمرجح ما.
وهذا التقديم لا يعني بحال إبطال الوجه الآخر كما فهمتُه من اصطلاح الشيخ النحاس.
قال المقرئ المحقق الشيخ إيهاب فكري ـ حفظه الله ـ في تقريب الشاطبية ص3: (( وقد سبق أن ألفتُ رسالة في إيضاح القواعد اللازمة لضبط التحريرات المذكورة على منظومة الشاطبية في كتيب أسميته: "التيسير فيما على الشاطبية من تحرير"، وذلك تنبيهاً على عدم الخوض في التحرير بدون أصول ثابتة، فإن عدم المنهجية في نقد المنظومة المباركة الشاطبية أدى لاضطراب كثير في التحريرات، وزادت أهمية الأمر عندي عندما اطلعتُ على بعض الكتب المؤلفة حديثاً في الأوجه المقدمة في الأداء، فخشيتُ أن يصل الأمر بصاحبها إلى إبطال وإلغاء منظومة الشاطبية، ولذلك أرسلتُ له نصيحةً عن طريق أحد الفضلاء، فردَّ النصيحة بقوله: (إننا لا نفهم ما يقول). فازدادتْ خشيتي أن الغرور قد يصل بصاحب هذا المنهج إلى إلغاء الشاطبية، وهذا هو ما حدث فعلاً، وسمعتُ من بعض الفضلاء نقلاً عن بعض تلامذة صاحب الأوجه المقدمة في الأداء ممن يتصدر للإقراء في القاهرة هذا العام 1425هـ، فقد بلغني أن بعض من يتصدر للإقراء يقصر الإقراء بالشاطبية على ما في التيسير ـ من باب ادعاء تحرير الطرق ـ فكانت النتيجة هي إلغاء الإقراء بهذه المنظومة المباركة التي قبلها المسلمون لقرون عديدة، وقرؤوها بها وأقرؤوا، ولكن هذا الإلغاء لن يصادف نجاحاً ـ إن شاء الله تعالى ـ لأنَّ الله ـ سبحانه ـ قد رزق هذه المنظومة المباركة القبول من الجميع، ووصف كثير من العلماء مؤلفها بأنه ولي من أولياء الله تعالى، فلن يكون لهذه النابتة التي نبتت في القاهرة القدرة على إلغاء هذه المنظومة المباركة، والله المستعان)) ا.هـ.
وقال ـ حفظه الله ـ في كتابه: "أجوبة القراء الفضلاء" ص97: وسألني قارئ فاضل من القاهرة عن الاصطلاح الشائع عند القراء، وهو قولهم: الوجه المقدم في الأداء، ما الضابط في ذلك؟ فأجاب بجواب مطول موضحا معنى هذا المصطلح، ثم قال: (( وهذه المسألة من التحسينات والتكميلات في هذا العلم الشريف، وهي من زيادة الضبط، ولا نمنع البحث فيها، والأخذ فيها برأي محدد ثابث، ولكن الذي نمنعه هو أن توضع قواعد غير دقيقة للمقدم في الأداء تؤدي إلى رد بعض اختيارات القراء، كما فعل بعض المتأخرين)) ا.هـ. ثم نقل بعض النصوص من كتاب الدكتور النحاس، ورد عليها.
وقد طبع كتاب الدكتور علي النحاس الطبعة الأولى 1412هـ/1991م، وقرظ الكتاب شيخه الشيخ عبد الرازق البكري ـ رحمه الله ـ ويظهر من كلامه موافقته للنحاس جملة وتفصيلا، يؤكد ذلك قوله: ((وقمتُ بوضع هذه المقدمة بعد أن مـحَّصنا هذا الكتاب تمحيصاً دقيقاً بعناية فائقة)).
ورأيتُ الطبعة الثالثة للكتاب 2007م، وفيها إضافة تقريظ للشيخ عبد الباسط هاشم، والشيخ محمد كريم راجح، وتلميذه الشيخ محمد فهد خاروف، والدكتور علي عطيف تلميذ الدكتور النحاس.
وظهر لي من التقاريظ أن المشايخ عدا الدكتور علي عطيف لم يقرؤوا الكتاب كاملاً، وإنما هو مجرد اطلاع عام، وتصفح سريع، كما ذكروا ذلك في تقاريظهم، أما الدكتور علي عطيف فذكر أن صحبته للكتاب امتدت لأكثر من عقد، وأثنى عليه ثناءً بالغا.
وقد طبع مصحف للقراءة العشر من طريقي الشاطبية والدرة، أعدَّه: مشرف الحمراني، وأشرف عليه الدكتور علي النحاس، وهو تطبيق لترجيحات الدكتور النحاس في كتابه الأوجه الراجحة على مصحف القراءات.
وقد عُرف الكلام على الأصل، وأنه مخالف لعمل جمهور القراء، فكل ما بُني عليه لا يُعتد به.
وأنصح من أراد مصحفاً للقراءات باقتناء مصاحف دار الصحابة التي أعدها فضيلة الشيخ المقرئ جمال الدين شرف ـ حفظه الله ـ وهي مصحف القراءات السبع من طريق الشاطبية، ومصحف القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة، ومصحف القراءات العشر من طريق الطيبة، فهي ـ في نظري ـ أتقن مصاحف القراءات الموجودة حاليا، والشيخ جمال الدين شرف من علماء القراءات الفحول، ومن أعلم قراء العصر بالتحريرات ومذاهب العلماء فيها، بغض النظر عن مذهبه الخاص في تحقيق الكتب.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
 
ننتظر كلامًا آخر في الموضوع لأن الرَّدَّ السابق فيه تحامل شديد على كتاب "الرسالة الغراء" ومؤلفها، وهو - حفظه الله - لم يستقل بهذا العمل من أوله، ولم يستبد برأيه فيه إلى الآن.
وقول الأخ الشمراني:
ورأيتُ الطبعة الثالثة للكتاب 2007م، وفيها إضافة تقريظ للشيخ عبد الباسط هاشم، والشيخ محمد كريم راجح، وتلميذه الشيخ محمد فهد خاروف، والدكتور علي عطيف تلميذ الدكتور النحاس.
وظهر لي من التقاريظ أن المشايخ عدا الدكتور علي عطيف لم يقرؤوا الكتاب كاملاً، وإنما هو مجرد اطلاع عام، وتصفح سريع، كما ذكروا ذلك في تقاريظهم، أما الدكتور علي عطيف فذكر أن صحبته للكتاب امتدت لأكثر من عقد، وأثنى عليه ثناءً بالغا.
فيه ما فيه؛ فهب أنهم لم يقرؤوا الكتاب كاملا قراءة تصحيح ومراجعة، فهم على الأقل ارتضوا منهج الكتاب، والفكرة التي بُنِي عليها، إلى جانب مشاركة الشيخ عبد الرازق البكري - رحمه الله.
والكتاب ألحق به قصيدة تلخيصًا للرسالة، فليس الكتاب عفو الخاطر.
 
أخي الكريم: الملتقى يتيح المشاركة للجميع، وليس حكراً على رأي دون آخر، فمن كان عنده فائدة في الموضوع، أو رد على ما ذكرتُه، فليتفضل مشكوراً.
وليعلم الجميع أن المقصود هو الفائدة العلمية، والمدارسة الفكرية، بطريقة مهذبة هادفة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 
بارك الله فيكم جميعاً .
منذ صدرت رسالة الدكتور علي توفيق النحاس (الرسالة الغراء) عام 1412هـ حصلتُ على نسخة منها، وكنتُ أقرأ على أخي الدكتور حسين الحازمي تلميذ الدكتور علي النحاس برواية ابن كثير ونافع قبل أن أعرف الدكتور علي النحاس وكان حينها يعمل في نجران، وكان أخي حسين الحازمي يحضر معه نسخته من مصحف القراءات العشر وعليه تعليقات أخذها من الدكتور علي النحاس في حينها بعد أن طبع مصحف القراءات العشر مباشرة، وكنا قبلها نكتب كل رواية على هامش رواية حفص.
فلما قرأت الرسالة والقصيدة التي معها، وراجعتُ الكتابَ استغربت هذا المنهج، فعرضته على الشيخ حضرت نور حفظه الله وكنتُ أقرأ عليه برواية نافع، فاستغرب من ذلك أيضاً، وقال لي : وماذا نصنع بالشاطبية إذن ؟ خذ الآن الشاطبية بما فيها يا بني فهي التي عرفناها وقرأنا بها، وهذه ستثبت الأيام قيمتها العلميَّة . ثم تتابعت السنون، ولم ألتفت لهذا الأمر من بعدُ، حتى قرأتُ هذا الكلام الآن .
فأرجو تَمحيص الموضوع حتى نستفيد منكم وفقكم الله وكتب أجركم ، وأشكر أخي الشيخ ضيف الله الشمراني وأدعوه لبذل المزيد من التحقيق حول هذا الموضوع حتى نستفيد جميعاً ، وأدعو الزملاء المتخصصين في القراءات للإدلاء بدلوهم في هذا الحوار.
 
السلام عليكم
كتاب "الرسالة الغراء " غير معترف به عند الأكابر من شيوخ مصر ، حتي الشيخ عبد الرزاق البكري مقرظ الكتاب لم يكن يقرئ به وكنتُ أحضر له مقرأة يوم الجمعة في مسجد " السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ " ، والشيخ عبد الباسط هاشم أيضا كذلك مع أنهما قرظا لصاحب الكتاب . بل وللشيخ عبد الباسط تحريرات أخري من نظمه ـ حفظه الله ـ
ولقد جلست مع الشيخ النحاس في هذه المسألة منذ سنوات ، وقال لي : أنا لم آت بشئ من عندي ، وذكر لي ما قاله ابن الجزري في بعض المسائل معقبا الشاطبي ـ رحمه الله ـ .

قلت له : نعم هذه المسائل تعقب فيها ابن الجزري الشاطبي لخروجه عن الطريق ..فلم لم تذكر لي ما أيد ابن الجزري فيه الشاطبي مع أنه خرج عن طريقه ـ وذكرت له أمثلة ـ ؟
فأجابني بقوله : لا أعرف
فأخذت أذكر له بأن أصحاب التحريرات أحيانا يخرجون عن الطريق لقوة الوجه وشهرته وكلمة " ضعف " شاهد علي ذلك .
وقال ابن الباذش في كتاب " الإقناع في القراءات السبع" تحت عنوان " باب ما خالف به الرواة أئمتهم " ويقصد بالرواة من قالون إلي دوري الكسائي ، وبالأئمة من نافع إلي الكسائي .
ومع كل هذا إلا أن الشيخ تمسك بما هو عليه . نسأل الله الهداية للجميع
ولي بحث قمت بالرد علي كلامه لعلي أنقله عندما أجده ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد...
أخوتي في الله .. هذا البحث في الرد علي تحريرات د/النحاس بحسب ما كتبه الشيخ الشيمي في هذا الموقع وسوف أذكر كلام د/النحاس ثم أجيب عليه ـ إن شاء الله ـ مدعما قولي بأقوال الأئمة ـ رحمهم الله ـ وأسال الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجه الكريم بعيدا عن الرياء والسمعة وألا تكون علينا نقمة يوم القيامة . كما أسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.وان يجبنا الباطل والزيغ عن طريق السلف الصالح ..آمين

إخواني في الله هذا بحث في الرد علي الأوجه المقدمة في الأداء للدكتور النحاس وإن كنت لم أقابله من قبل ولكني سمعت عنه خيرا ولكن أحيانا تخيم علي الشخص حالة من طغيان الفكرة علي رأسه قد توصله إلي مخالفة الناس ، وكيف سيطرت فكرة الإقراء من كتاب التيسير علي د/ النحاس دون الشاطبية كما سنري ، والغرض من البحث إعلام الناس بما عليه الناس ـ أي القراء ـ في القراءة والإقراء ،والدليل علي مخالفة النحاس للقراء كما أخبره بذلك القراء.

قال الشيخ عبد القادر الشيمي فيما نقله عن د/النحاس: "ثم إنه اعترض عليه المعترضون فقال في محاضرة له: حينما ألفت كتابي ( الرسالة الغراء في الأوجه الراجحة في الأداء ). ونشر هذا الكتاب بين القراء، اعترض علي وعارضني بعض أهل العلم.

قالوا: لقد أخذت بوجه واحد من أوجه الخلاف التي ذكرت في الشاطبية والدرة، وقلت إنه هو الوجه الراجح، مع أن تحريرات العلماء تضمنت كل أوجه الخلاف، وقال بعضهم لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء.
ونبدأ في الرد على ذلك بذكر عدة نقاط:

(الأولى:قد قيل ( لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الحق تعرف أهله ) وهو منسوب للأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو يعني أن نجعل الحق نصب أعيننا ــــ فإذا عرفناه عرفنا أهله، وكل واحد من أهل العلم يؤخذ من علمه وقوله ويترك، ويرد عليه، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه { لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى }. أما سائر البشر فمعرضون للسهو والخطأ، والصواب وعدمه. هذا هو المبدأ الأول الذي يجب أن نتفق عليه".)

الجواب :نقول له صدقت فكل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه { لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى }. ولكن أن تخالف القراء وما عليه العمل في مصر فلا أظن أن تستقيم هذه القاعدة هذا مع ما سنوضحه بالأدلة ، فالعبرة في القرآن بالتواتر والشهرة والاستفاضة ، وليس التفرد والشذوذ عن الجماعة وكم من قارئ انفرد بوجه ـ فضلا عن قراءة ـ فلم يكتب لوجه القبول ، ثم ماذا يضره لو أقرأ بالشاطبية وهو كتاب معتمد لسائر القراء كما سنوضحه بإذن الله .

قال د/ النحاس:"والنقطة الثانية أو المبدأ الثاني:أن الإمام الشاطبي رحمه الله قال في قصيدته:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا
أي أن ما جاء في التيسير أراد الشاطبي أن يلخصه في قصيدته. ثم قال:
وألفا فها زادت بنشر فوائد فلفت حياء وجهها أن تفضلا
أي أن الشاطبية تتضمن أوجه التيسير التي حققها الإمام الداني في كتابه. كما أنها تتضمن أوجها زائدة عن التيسير."

الجواب : قال أبو شامة:" فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه أو إشارة إلى تعليل وزيادة أحكام وغير ذلك مما يذكره في مواضعه ومن جملة ذلك جميع، باب مخارج الحروف،" والشاهد من كلام أبي شامة قوله" من زيادة وجوه" وهذه الأوجه الزائدة تلقاها الناس ـ المقصود بالناس أي القراء ـ بالقبول إلا القليل منها كما حررها أهل الفن ، وهذا الكلام قاله النحاس ظنا منه أن الشاطبية اقتصرت علي التيسير فقط لقول الشاطبي:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ** فأجنت بعون الله منه مؤملا"
وهذا ليس بصحيح حيث جعل القراء كتاب الشاطبي من الأصول التي يرجع إليها مثل التيسير والتذكرة وغيرها ، والشاطبي قال بعد البيت السابق " وألفا فها زادت بنشر فوائد** فلفت حياء وجهها أن تفضلا" فأفاد أنه اختار زيادات علي ما في التيسير فعد بزياداته اختيارا للشاطبي .
والسؤال ما الدليل علي الأخذ باختيار الشاطبي ؟؟
أقول : لو رجعنا إلي النشر نجده عند ذكر الكتب التي اعتمدها وقد قدم الشاطبية وجعل الشاطبية طريقا منفردا عن التيسير ثم ذكر بعده كتاب التيسير حيث قال ابن الجزري :"باب ذكر إسناد هذه العشر القراءات من هذه الطرق والروايات ، وها أنا أقدم أولا كيف روايتي للكتب التي رويت منها هذه القراءات لنا ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل بشرطه (ثم ذكر سنده في الشاطبية قائلا ) أخبرني بها الشيخ الإمام العالم شيخ الإقراء أبو محمد عبد الرحمن ... ثم ذكر عدة شيوخ ثم ذكر كتاب التيسير قائلا :حدثني به شيخنا ا. شيخ الإقراء أبو المعالي محمد بن أحمد ...ثم ذكر عدة شيوخ .ثم ذكر بقية الكتب ، وتبعه علي ذلك سار العلماء وانظر النويري والمنصوري والروض النضير وتحريات عامر عثمان والزيات وغيرهم كلهم علي العمل باختيار الشاطبي
فإن قال قائل :إن ما ذكرته لا يدل علي التفرقة بينهما وقصاري الأمر أنه زاد أوجها ؟

الجواب : ذكرهم الشاطبية والتيسير ثم ذكرهم انفراد الشاطبية دون التيسير دليل علي المغايرة بين الكتابين لا المطابقة. والدليل علي ذلك :قال المتولي عند ذكره لإسناد قالون : فأما ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون فمن التيسير والشاطبية وهداية المهدوي......
ثم قال: وأما القزاز عن أبي نشيط فمن الشاطبية وتذكرة ..... ولم يذكر التيسير عند ذكره القزاز .. وهذا الطريق الزائد عما في التيسير عمل به العلماء وأقروه .
ثم ذكر سند ورش فقال:وأما النحاس عن الأزرق عن ورش فمن التيسير والشاطبية .... وهو في كل أسانيد القراء ذكر التيسير والشاطبية فدل ذلك أنهم كانوا يقرون اختيار الشاطبي ، إن كان الأمر كذلك فمن أين أخذ الشاطبي اختياره ؟؟ قال الإمام سلطان مزاحي (ت 1075هـ)في كتاب أجوبة المسائل العشرين :"فإن قلت :من أين يعلم أن مكيا وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية ؟ قلت :لأن الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني ،وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له ، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه ..."صـ23
ثم يقول الشيخ سلطان بعد إثباته أن طريقي مكي وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية :" ..... ومقتضي ما ذكرناه أن يسقط مما تقدم وما سنذكره بعض الوجوه من طريق الشاطبي ،لكن الذي ذكرناه قرأنا به علي شيخنا ـ رحمه الله ـ"صـ 24
قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي ) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات ،وقال في حروف قربت مخارجها :التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها ،أربعة عن طرق القصيد ،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد. "
وقوله " طريق القصيد. " واضح أنهم كانوا يعدُّون الشاطبية طريقا دون التيسير وسيأتي مزيد بيان .

ومما ذكر دل علي أن الشاطبي له اختيار في القراء ،والأوجه التي تعقبها البعض كالوجه المتعقبة علي سائر الكتب من انفرادة راو أو مخالفته لطريقه مع عدم شهرة الطريق وهكذا .

قال د/النحاس:" سند الشاطبية هو سند التيسير فشراح الشاطبية مجموعون على أن سند الشاطبية هو سند التيسير. راجعوا في ذلك غيث النفع، وشرح الضباع والقاضي وغيرهم، قالوا إن الشاطبي قد أهمل ذكر سنده وطرق كتابه اعتمادا على أصله وهو التيسير، ثم ذكروا الطرق التي ذكرها صاحب التيسير في كتابه واعتمدها في روايته ـــ وهو السند الذي يصل من قراءة الداني على شيوخه إلى كل من الأئمة السبعة القراء."
الجواب: قد تبين مما سبق أن الشاطبي له اختيار وارجع إلي قول سلطان وما قاله عن طريق الشاطبي ـ أي اختياره ـ " وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له ، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه "

قال د/ النحاس:" ثم قالوا وما خرج عن طرق كتابه فهو على سبيل الحكاية وتتميم الفائدة."

الجواب : ، وأقول : لا ينطبق هذا الكلام إلا علي الانفرادات وليس كل زيادات الشاطبي عُد من باب الحكاية لمذهب الغير حيث ثبت أنهم كانوا ياخذون بما في الشاطبية ويقرءون به رواية لا علي سبيل الدراية والدليل في قضية مرتب المد فقد خالف الشاطبي التيسير في مقدار المدود وكان يقرئ بذلك كما قال السخاوي وأبو شامة وقولهم :" فالذين قصروا هم ابن كثير والسوسي وكذا قالون والدوري عن أبي عمرو بخلاف عنهما ، والباقون على المد ولم يذكر صاحب التيسير القصر عن الدوري فهو من زيادات القصيدة وقد ذكره غيره على ما نقلناه في الشرح الكبير ،" إبراز المعاني باب المد).وسنتكلم عن هذا عند الرد علي أمثلة د/النحاس
قال الخليجي:" ( ويشترط ) على مريد القراءات ثلاثة شروط :
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء ،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة"صـ11
أقول للنحاس :هل يستطيع طلبتك أن يحفظوا كتاب التيسير ؟ فهذا في زماننا بعيد المنال ، فإلم يفعلوا ..كيف يتصدرون للعلم ؟؟ أما الشاطبية يحفظها جل من دخل في هذا العلم ، وفي ظني لا يوجد من يحفظ كتاب التيسير ، فالأفضل أن تعود للإقراء بالشاطبية وإلا لن تجد طلبة مهرة يحملون لك ما تقول به حيث لن تجد أحدا منهم يحفظ كتابا في هذا العلم يسترجع به الأصول والفرش ،وهذا ما قاله لك أهل العلم كما ذكرت" لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء."

أمثلة د/ النحاس :
قال د/النحاس:" أضرب لكم مثالا:قال الشاطبي رحمه الله في باب الهمزتين المفتوحتين من كلمة:
وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت لورش، وفي بغداد يروي مسهلا
فذكر وجهين لورش: الأول: عن أهل مصر، وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا من نحو ( ءآنذرتهم ) أي بالمد.
الوجه الثاني: هو عن أهل بغداد وهو تسهيل الهمزة الثانية.
والسؤال الآن؟ من أي الطريقتين يكون سند التيسير؟
ثم قال:" أما طريق أهل بغداد فهو طريق الأصبهاني وطريق غير المصريين عن الأزرق"
الجواب :سبحان الله فقد ذكر صاحب إتحاف فضلاء البشر التسهيل لورش من طريق الأزرق حيث قال :" وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم "ا.هـ1/178وهذا نص صاحب كتاب العنوان في القراءات السبع:" باب اختلافهم في الهمزتين من كلمة واحدة أما المفتوحتان نحو: (أأنذرتهم) و (أأنت قلت للناس) و (أأشفقتم) فقرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام بتحقيق الأولى، وتليين الثانية، فتصير كالمدة في اللفظ."صـ2إذن قد ثبت التسهيل من طريق الأزرق وهو الذي أخذ به الشاطبي وغيره ، وليس من طريق الأصبهاني فقط كما يظن وهذه النصوص واضحة عن الأزرق ، وأذكر أن الشيخ خالد محمود عند ذكره لهذا البيت: وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت** لورش، وفي بغداد يروي مسهلا " قال لا تظن أن المصريين جميعا عن الأزرق قالوا بالتسهيل أو العكس لأهل العراق ولكن المراد اشتهار الوجه عند كل بلد ولا يلزم عدم القراءة بالوجه الآخر، فكيف للنحاس أن يأخذ بظاهر البيت دون بحث عن المعني الصحيح حيث ثبت التسهيل عن الأزرق وهذا ما قرأنا به علي جميع من قرأنا عليهم من الشيوخ ،وهذا إن لم يكن في التيسير فقد قرأ الداني به علي أبي الحسن وأيضا كت أصحاب التحريرات عن هذا الوجه مثل الخليجي والجمزوري وصاحب فريدة الدهر حكي الوجهين للشاطبي والإبدال للتيسير ،وقبلها الناس كما أشرنا من قبل .
المثال الثاني :
قال د/النحاس :" واضرب لكم مثلا آخر:ـــ
تقليل التوراة عن قالون:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذا رجعنا لعبارة التيسير، يقول الداني رحمه الله: ( قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي (التوراة ) بالإمالة في جميع القرآن، ونافع وحمزة بين اللفظين والباقون بالفتح، وقد قرأت لقالون كذلك ).
وأخذ الشاطبي من ذلك بوجهين لقالون: الفتح والتقليل وقال ( وبالخلف بللا ). فالإمام الداني لم يبين في التيسير من أي طريق قرأ على أبي الفتح في رواية قالون بالتقليل، ولكنه وضح ذلك في كتبه الأخرى كجامع البيان والمفردات ـثم أخذ يقارن بين التوراة و(هاـ يا) في فاتحة مريم .
الجواب : قضية التوراة لقالون لم أر من منع أوجه التوراة وميم الجمع والمد أي الثمانية أوجه..
قال المنصوري في " إرشاد الطلبة إلي شواهد الطيبة: " لقالون من طريق التيسير والشاطبية وتقريب النشر أربعة أوجه قرأنا بها علي مشايخنا كل من وجهي القصر والمد عليه الإسكان والصلة، وقد رأيت قراء بعض المدن يقرءون له من طريق الشاطبية بوجهين فقط القصر مع الصلة والمد مع الإسكان ويمنعون غيرهما من طريقها ويعللون بأن الداني قرأ بالقصر والصلة علي أبي الفتح فارس وبالمد والإسكان علي طاهر ابن غلبون نقل عنه ذلك ابن الجزري وهذا خطأ من جهة المعقول والمنقول ،
أما المعقول : فلأن العلامة ابن الجزري لم يقل لم يقرأ الداني بالقصر إلا علي فارس وبالإسكان إلا علي طاهر ابن غلبون بصيغة الحصر وشيوخ الداني كثيرون وقال في التيسير : وأما رواية قالون فحدثنا بها أحمد بن عمرو بن محمد الجيزي الي ان قال :وقرأت بها القرآن كله علي شيخي أبي الفتح ولم يذكر طاهر بن غبون فكان عليهم التزام طريق فارس بن أحمد دون ابن غلبون فنقول طريق الشاطبية والتيسير عن أبي نشيط عن قالون ..وأبو الفتح له الوجوه الأربعة : القصر مع الإسكان من الكافي ولجمهور العراقيين القصر مع الصلة لأبي الفتح فارس وجمهور العراقيين ، والمد مع الإسكان من التذكرة والهداية وغيرهما ،والمد مع الصلة من تلخيص ابن بليمة والتبصرة وغاية أبي العلاء والتذكار والكل عن أبي نشيط فتجوز الأربعة من الشاطبية والتيسير بلا نكير ، وعلي تسليم أن الداني لم يقرأ إلا بوجهين لا يمتنع الوجهان الآخران إذا صح من طريقه ألا تري أن نحو "آتي " قرئ فيه لورش بأربعة أوجه مع أن الداني قرأ فيه بالقصر والفتح علي ابن غلبون وبالتوسط والتقليل علي فارس وأمثاله كثير ، ولو سلم امتناع البوجهين من التيسير لا يسلم امتناعهما من الشاطبية ولقوله(وألفا فها زادت بنشر فوائد) ولأن الشاطبي كما أخذ رواية قالون من طريق ابن بويان عن شيخه محمد بن علي بن ابي العاص النفزي وعليّ بن محمد بن هذيل بسندهما عن الداني أخذها أيضا من طريق القزاز عن أبي نشيط قرأ بها علي النفزي علي ابن غلام الفرس علي عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع علي عبد الله بن سهل علي ابن عن علي عبد المنعم بن غلبون علي صالح بن إدريس علي القزاز ،وشارك الشاطبي في هذا الطريق ابن بليمة ومكي وغيرهما وابن بليمة ومكي لهما المد والصلة .
وأما المنقول :قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي ) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات ،وقال في حروف قربت مخارجها :التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها ،أربعة عن طرق القصيد ،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد.
وقال في باب اللامات (وإذا أظلم عليهم قاموا )قالون بالمد وعدمه مع إسكان الميم وصلتها أربعة أوجه من طريق القصيد .
وقال أبو شامة : ومثل الشاطبي (أمره إلي) إعلاما بأن واو الصلة التي لا رسم لها في المصحف كغيرها ومثلها علي قراءة ورش وغيرهم (إنهم أناس ـ عليهم ءايتنا )ومثلها وفي المكرر ذكر لقالون في (هأنتم هؤلاء)ستة أوجه :ثلاثة مع الإسكان قصرهما وقصر الأول ومد الثاني ومدهما ومثلها علي الصلة .
وقال الشيخ سلطان : وقد وقفت علي أجوبة العلامة الشيخ ابن الجزري إذا اجتمع في الآية لفظ التوراة وميم الجمع والمد والمنفصل فكم وجها لقالون كآية (ويعلمه الكتاب )؟؟
الجواب: لقالون من طريق الطيبة ثمانية أوجه ..(وذكرها بالعزو إلي طرقها )... ثم قال
الثامن : الإسكان مع بين بين والقصر وهو للحلواني من تلخيص ابن بليمة ، وبه قرأ الداني علي أبي الفتح من قراءاته علي السامري عن الحلواني وهو أيضا لأبي نشيط من كتاب الكافي فيجوز من الشاطبية )أ.هـ مختصرا.
ويعزا لابن الجزري أيضا قوله تعالي (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) لقالون المد مع الصلة والإدغام لأبي نشيط في الشاطبية والمد مع السكون والإدغام طرق صاحب الهداية لأبي نشيط ومن التيسير والشاطبية ،والقصر مع الصلة والإدغام في التيسير والشاطبية .
وقال في قوله تعالي(ولكنه أخلد إلي الأرض )الآية .. المد والإدغام والصلة من الشاطبية ،والمد مع الإدغام والإسكان من قراءة الداني علي أبي الحسن ،والمد مع الإظهار والصلة محتمل للشاطبية والقصر مع الإدغام والسكون من التيسير والشاطبية .
وقال في قوله تعالي (إنهم كانوا هم أظلم وأطغي والمؤتفكة)) الصلة والمد والهمز (إي في المؤتفكة)من الهادي والتبرة والتيسير والشاطبية وكل ذلك من طريق ابي نشيط ، والصلة مع القصر والهمز قرأه الداني علي أبي الفتح من الطريقين .أ.هـ باختصار
فهذا كله دل علي أن الوجوه الأربعة لقالون مأخوذة من الشاطبية والتيسير بلا نكير .
ومن حفظ حجة علي من لم يحفظ والعلامة ابن الجزري أوعي للطرق وأيقظ والحق أحق أن يتبع وكذلك المأخوذ من المشايخ الوجوه الأربعة بالسند الصحيح ) أ.هـ من صـ 11: 15

فإن زعم أن هناك من تعقب تحريرات المنصوري قلنا فقد وافقوه في هذه المسألة .. قال الشيخ جمال شرف معلقا علي شرح الضباع لمختصر بلوغ الأمنية في (آل عمران) "أطلق الأوجه ـ أي الثمانية ـ صاحب غيث النفع ولم يذكر الجمزوري ولا الإبياري ولا الضباع في شرحه تحريرا فدل علي الإطلاق ..ثم ذكر الأوجه الثمانية.. ثم قال الخليجي في حل المشكلات: وقد نظمت أوجه الحرز وحدها فقلت :
إن جاءت التورية مع مدِ فصل مع ميم جمع فافتحا واقصر وصل
وإن فتحتها مسكنا فمُــــد وإن تقلل سكنا وقصر تسد
وإن تمد سكنها وصل خمس من الحرز قبل"صـ84
وأخذ بهذه الأوجه ابن الجزري من طريق الشاطبية كما قال الشيخ سلطان .
وأكتفي بهذا القدر ..وسوف أتناول الأمثلة الباقية في وقت لاحق ـ إن شاء الله ـ وأسأل الله أن ييسير لنا الوقت ..آمين
والسلام عليكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=548019
 
أمثلة د/ النحاس :
قال د/النحاس:" أضرب لكم مثالا:قال الشاطبي رحمه الله في باب الهمزتين المفتوحتين من كلمة:
وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت لورش، وفي بغداد يروي مسهلا
فذكر وجهين لورش: الأول: عن أهل مصر، وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا من نحو ( ءآنذرتهم ) أي بالمد.
الوجه الثاني: هو عن أهل بغداد وهو تسهيل الهمزة الثانية.
والسؤال الآن؟ من أي الطريقتين يكون سند التيسير؟
ثم قال:" أما طريق أهل بغداد فهو طريق الأصبهاني وطريق غير المصريين عن الأزرق"
الجواب :سبحان الله فقد ذكر صاحب إتحاف فضلاء البشر التسهيل لورش من طريق الأزرق حيث قال :" وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم "ا.هـ1/178.....
جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ عبد الحكيم على هذا الجهد المشكور.
عبارة الدكتور النحاس حفظه الله ورزقه الصحة والعافية المقتبسة ـ فيما يظهر لي ـ ليس فيها نفي وجه التسهيل للأزرق، وإنما غاية ما تفيده أن التسهيل للأزرق من غير طريق المصريين، أي من طريق البغداديين فقط، وهذا الكلام هو نفس ما قاله الشاطبي رحمه الله، والله أعلم.


وأكتفي بهذا القدر ..وسوف أتناول الأمثلة الباقية في وقت لاحق ـ إن شاء الله ـ وأسأل الله أن ييسير لنا الوقت ..آمين
فهلا أكملت لنا باقي الأمثلة مشكوراً لأهمية هذا الموضوع كما أشار إلى ذلك مشرفنا الكريم د. عبد الرحمن الشهري حفظه الله، كما نتمنى أن يجد هذا الموضوع عناية من شيوخ القراءات لتعم به الفائدة، حتى لا يُظن بأن ما ذكره الدكتور النحاس في رسالته المذكورة هو المعتمد عند أهل القراءات، والله المستعان.
 
اطلعت على "مصحف القراءات العشر على الأوجه الراجحة" مؤخراً ورأيت فيه كثيراً من العجائب، حتى إنه ذكر أوجهاً عن بعض القراء الثلاثة لم تذكر في الدرة أصلاً ورجحها على الوجه المذكور في الدرة، مثل ترجيحه عدم النقل لابن وردان في (ملء)، والوقف بهاء السكت لروح في نحو (العالمين)!!
 
السلام عليكم

تشرفت بزيارة فضيلة الدكتور علي توفيق النحاس من يومين وأهداني أحدث كتبه المؤلفة في تحرير طرق الشاطبية ، وفضيلة الدكتور ينفي نفيا مطلقا أنه يبطل القراءة بغير طريق التيسير فيما زاده الإمام الشاطبي في منظومته ، بل هو حريص على عدم الخلط والتركيب في القراءة وسألته الإنضمام إلى أسرتنا بملتقى أهل التفسير فأجابني بالقبول وبإذن الله تعالى نستفيد من انضمامه ويتولى الرد بنفسه على بعض الأمور المطروحة

وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير

شهركم كريم مبارك
 
الأخوة الفضلاء: من المسلم به يقينا أن توسط البدل عن ورش هو قراءة الداني علي الخاقاني (وهو طريقه في التيسر والشاطبية) ولم يقرأ هو بغير هذا الوجه علي الخاقاني وإلا لذكره, فهل يجوز في حال الرواية نسبة وجه الطول والقصر في البدل إلي الداني عن الخاقاني؟ هذا ما أرد الشيخ التنبيه عليه فعند الرواية والقراءة من الشاطبية لابد من تنبيه المتحمل للوجه الذي سيسند به قراءته خاصة ونحن لا نجيز أحد من طريق الشاطبية إلا بأسانيد التيسير. فإن قلت فما قول الشيخ في وجهي الطول والقصر في البدل؟ قلت مذهب الشيخ أنه قرءان صحيح متواتر تصح القراءة به دون نسبته إلي الداني عن الخاقاني فإن أمكن نسبته إلي رواته وإلا ينسب للشاطبي
فإن قلت أن أسانيد الشاطبي غير محصورة في التيسير قلت لك نعم صدقت فاذكرها حتي نحرر عليها وإلا فقل كما قال المتولي في روضه إن أسانيدها مجهوله ولا يحرر علي مايجهل. فيتبقي ما ذكره الشيخ النحاس من تحديد أوجه الرواية ونسبة الباقي إلي الشاطبي
هذا أولا,
ثانيا: الشيخ لم يذكر مرة أنه يلغي الشاطبية او يمنع أحدا ان يقرا بوجه ما وهل معني الوجه المقدم أن الغير مقدم مردود ما هذا الفهم؟
ثالثا أرجو ممن يتكلم ألا يقول عبارات عامة كقوله العلماء علي خلافه والمحققين من أهل العلم لا يأخذون والعمل علي خلافه إنما يذكر خطأ ودليله عليه وكذلك لايستدل علي خطأ الشيخ باعتراض غيره عليه فمثلا (قال شيخي اقرأ بما في الشاطبية) هل هذا دليل علي خطأ الشيخ
ثالثا: الشيخ إيهاب تكلم مع الشيخ النحاس هاتفيا بشكل عصبي فرد الشيخ أنا لا أفهم كلامك تعال ونتحاور فأغلق الشيخ إيهاب الهاتف (هذا ردا علي كلام الشيخ إيهاب بأن الشيخ قال لا أفهم)
رابعا : ما قاله الأستاذ الشيخ عبدالحكيم بقوله(قلت له : نعم هذه المسائل تعقب فيها ابن الجزري الشاطبي لخروجه عن الطريق ..فلم لم تذكر لي ما أيد ابن الجزري فيه الشاطبي مع أنه خرج عن طريقه ـ وذكرت له أمثلة ـ ؟
فأجابني بقوله : لا أعرف) معذرة سيدي. الشيخ قال لك: لا أعرف لماذ لم يذكرها ابن الجزري.
ومفهوم روايتك انه لا يعرف لماذا لم يضفها هو.
كذلك لم ترد فضيلتكم عليه فيما أيده فيه ابن الجزري . فعجز بعجز
أما قولكم :أكابر القراء في مصر ....... فهذا كلام عام يحتاج إلي بيان من هم ومن حددهم وهل النحاس والبكري وعبد الباسط هاشم منهم أم لا
وأما قولك : لم يقرأ بذلك البكري. أقول لك لم يقرأ المتولي بتحريرات الروض علي مشايخه
وإقرائه بها فيه نظر فإنه مشي علي مذهب المنصوري زمانا فالفوز العظيم الأول فالثاني فالروض
وأما إن قلت ليس هذا منهج العلماء في التحرير فما هو مذهبهم؟ من فضلك لا ترد بكلام عام.
أخيرا أنا لا أحب الجدال واضطررت لما ذكرت والشيخ عبد الحكيم فوق دماغنا ولا أحب الخوض في هذه المسألة شراء لوده ولا زال أهل العلم يختلفون
 
عودة
أعلى