مشروع محمد عابد الجابري لنقد العقل العربي بقلم الاستاذ ابراهيم العجلوني

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,330
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
ابراهيم العجلوني
آفاق
تقسيمات مريحة.. وعقل كسول
تاريخ النشر : 16/09/2009 -


يرتاح متثائبو الأذهان إلى تلك التقسيمات الساذجة التي يتوهمون أنهم يضبطون بها حركة الحياة ونبض الواقع. وغالباً ما تكون هذه التقسيمات ثلاثية، انسياقاً مع الفكرة البسيطة التي يطمئن إليها الناس، أطفالا ًوكهولاً، من أن الشيء إما أن يكون في حالة وسط بين الصفة والنقيض. ولعل هذا المبدأ أن ينطبق على حالات مخصوصة محدودة، فإذا هو تجاوزها إلى الظواهر المركبة والوقائع المتواشجة بدا قصوره، وصار لزاماً على العقل أن يبحث عن طرائق أخرى لتوصيف ما هنالك ولإدراك تكثر الجهات التي تؤتى منها الحقائق.
وإذا أردنا مثلاً قائماً على ما يرتاح إليه الذهن الكسول من تقسيم، فنحن واجدوه فيما تحفل به الدراسات التي تزعم أنها تؤرخ لواقع الفكر أو واقع السياسة في العالم. فهي لا تنفك تردد أن ثمة يساراً هناك وثمة يميناً، وثمة وسطاً، أو أن ثمة تزمتاً وثمة تطرفاً مقابلاً له وثمة اعتدالا ً بينهما. وهي ثلاثية تند عنها حقائق كثيرة، وتقصر عن إدراك طبائع الأمور كما هي في الواقع المعيش. وليس يغري الأذهان بها إلا الكسل أو الجهل، أو ضعف الهاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الإحاطة بالظواهر من أقر سبيل ممكن.
وتمتد هذه الثلاثية إلى البحث الأكاديمية، ولا سيما في تأريخ الفكر العربي، ونجد مثالاً واضحاً عليها في مشروع محمد عابد الجابري لنقد العقل العربي. حيث يضع المؤلف في أول إصدارات هذا المشروع، وهو كتابه "تكوين العقل العربي" مسطرة هذه الثلاثية المريحة على أديم بحر زاخر من معطيات حضارة العرب والمسلمين، ثم يخرج على طلبيته بأطروحة معجبة ترى هذا البحر كله في ثلاثة سياقات لا غير هي ما يسميه: العقل البياني، والعقل البرهاني، والعقل العرفاني.
وهو يوزع هذه العقول على مساحات شاسعة من وقائع الفكر والتاريخ والسياسة، ويوزع أحكاماً قيمية خافضة رافعة، تواطئ آخر المطاف تخرصات المستشرقين عن قصور البيان العربي عن البرهان الإغريقي، فضلاً عما يحتقبه أثناء ذلك كله من آراء متسرعة فطيرة حول اللغة العربية، ما جعله موضع نقد كثير من الدارسين.
وشبيه بهذا التقسيم المريح ما يذهب إليه خير الدين حسيب من ضرورة أن تتشكل "كتلة تاريخية" من: التيارات القومية العربية، والإسلامية العروبية، واليسارية العروبية، والليبرالية الوطنة العروبية. وكأن واقعاً موضوعياً محدداً يقع تحت كل لافتة من هذه اللافتات.. وكأن ثمة فروقاً مضمونية حادة بين العربي والعروبي.. وكأن من الممكن إيجاد خلطة سحرية من الليبرالية، والوطنية التي توصف بحقها في أن لا تستغفل بمثل هذه التقسيمات الساذجة المريحة التي تقصر عن مطالب الوعي المحيط بحقائق الظواهر، ولا ينخدع المستبصرون بها بحال.
إنه حقاً عقل أكاديمي كسول، وكم له من ضحايا يلهثون في غباره ويهرعون على آثاره. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


http://www.assabeelonline.net/ar/de...HcygMft54aNxqJcPtD0Ki54wsbz2iR1cKpoz3drxTpjc=
 
الأخ طارق والأخ البعداني

الأخ طارق والأخ البعداني

الأخ طارق منينة أنا أحبك ولكن مثل هذا المقال مساهمة في غلق المعنى الذي تسعى إليه قوى الجهل والظلام من السياسيين العرب الذين يخادعون الله ورسوله والذين آمنوا والذين بدأت أوراق توتهم تساقط واحدا واحدا.
لقد أنتج هؤلاء القادة نظاما تعليميا متخلفا خرج دكاترة بمثل هذا الإنتاج.
في أواخر الثمانينات كتب أستاذ فلسفة عراقي اسمه حسام الآلوسي كانت مجلات خليجية تسميه (المفكر العربي) مقالات ونشر بحوثا ضد الراحل الجابري في أنه يسعى إلى (إعدام العقل العربي)، وكان ذلك الدكتور بداية الإسفاف الذي يمثله من ليس من العلم في شيء من مثل هذا المقال الذي أوردتموه دفاعا عن شوفينية عربية إسلامية تظن أنها خير الناس وأنها تمتلك خير فكر وتتخذ من تفوق الإسلام الحنيف على الأديان قناعا لتقدم به تفوق فهمها المتواضع وبضاعتها المزجاة ببداوة يسخر منها التاريخ وأبسط أنواع الوعي العلمي.
لقد كتبت قبل أسبوع مقالا عنوانه (أسباب تميز الجابري) ووضعته هنا في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم ، لأني رأيت أكثر المقالات التي تناولت الجابري في هذه القسم ، على الرغم من أني أظن أن مكان ذلك الموضوع مثلما هو مكان هذا الموضوع هو المتقى المفتوح، لكن المقال حذفه الأخ البعداني بذريعة أنه ليس من أهداف ملتقى الانتصار للقرآن الكريم، وهذا سبب فني يكون علاجه فني أيضا أي أن ينقله مشرف ما إلى موقع يراه مناسبا من الملتقى.

ولكنه حذف. وكان الأفضل ما دعوت إليه أن يقوم اي من المشرفين بحذف العبارة أو الكلمة أو الفقرة التي تتجاوز حدود الملتقى ومصلحته لا أن يقوم بحل يناسب وسام الشرف العربي المعاصر (الكسل) فيحذف الموضوع برمته.[لا اقصد الأخ البعداني بل أمته التي انا احد افرادها]

أتمنى أن يعاد موضوع أسباب تميز الجابري ليكون ردا قبليا على صاحب مقالكم وعلى سائر الدكاترة العرب الذين أنتجهم النظام التعليمي العربي في نصف القرن الأخير ليحقق للسياسي العربي مصلحة تجهيل الجماهير لأن السياسي العربي يسير على مبدأ أن المواطن الجاهل المستغفل خير من الواعي المنافس.
لا تتحقق هذه المصلحة له إلا بوزير جاهل ورئيس جامعة مجامل وعميد كلية متملق ورئيس قسم أبله لأن النظام الإداري هو الذي يقوم بالترقية والترتيب ودوران العجلة على غلق المعنى لمصلحة السياسي المنفصلة عن مصلحة الأمة ضرورةً.
(فهذا ينظر لمصلحة آنية هي الاستقرار وغلق المعنى على ولاء له يجعله في الصدارة غير عابئ بالنتيجة التاريخية على مستقبل الأمة، على حين أن المثقف الحقيقي والعالم الكبير كالجابري ينظر إلى المصلحة طويلة الأمد ويسير على قاعدة أن النجاح إما عالمي أو زائف وأن قيمة الأعمال بنتائجها في الدنيا[هي في الآخرة بالنيات والنتائج تزيد قيمتها لأن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة]، )
وهذا النظام التعليمي الذي أنتج لنا هذا الكم الهائل على حساب الكيف هو الذي أخرج مثل هذا المقال وسوف يظل يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ممن يخادع نفسه وجمهوره بأننا ما نزال خير الناس حتى في التفكير الإداري والسياسي والتعليمي، وهو ما يكذبه الواقع تكذيبا فاضحاً.

مستقبل الأمة يبدأ بالجابري (أقصد بمشروع نقده العلمي لطريقة تفكير الإنسان العربي لا كتاباته في العقد الأخير التي بان فيها اثر مرضه ولم يكن موفقا فيها) والعاملون ضده أبواق للسياسي العربي الساعي إلى غلق المعنى على بداوة فكرية غير طبيعية تسود الأمة دون سائر البشر.

أبسط أنواع التفكير العلمي الحديث هو مقولة ماكس فيبر "إن جميع المصطلحات والتعريفات هي إلى حد ما تحكمية /كيفية /عشوائية/ اعتباطية [بحسب ترجمتك لـ arbitrary ] وإن فائدتها إجرائية هي بحسب نفعها في تقدم البحث وصياغة النظرية"، فتقسيم الجابري لنظم المعرفة التي نشأت في الثقافة العربية إلى بيان وبرهان وعرفان لم يضعها مصطلحات فارغة جوفاء بل قدم دليلا ووصفا لحدود ثلاث طرائق تفكير يمكن من خلالها تصنيف المنتوج العلمي العربي الإسلامي في إحدى هذه الخانات التي بدأ التداخل بينها يبدو جليا منذ الغزالي. وكان موفقا في إطلاق اسم بيان وعرفان وبرهان على تلكم الطرائق في التفكير تتأسس إما على أن مصدر المعقول هو الحواس والعلم القائم عليها وطريقة ترتيب وصياغة هذا العلم (كات علوم الأوائل فلسفة اليونان بمنطق ارسطو وطب جالينوس وابوقراط وهندسة اقليدس مصادرها الرئيسة)، فكل عالم في الثقافة العربية مهما كان موضوعه تأسس عقله على معطيات ذلك فهو برهاني مثل الكندي في الفلسفة وابن الهيثم في البصريات والطبيعيات وابن حزم في علم أصول الدين والفقه ، والنظام الثاني الذي اسماه الجابري هو البيان، وهو طريقة تفكير كل شخص في الثقافة العربية يعتقد أن مصدر المعقول هو النصوص المعزوة الى الله ورسوله وعن طريق التوازن بين تلك النصوص وحل تناقضاتها عبر مشكل الآثار وتأويل مختلف الحديث ومثاصد الشريعة والتاريخ الإسلامي نشأت طريقة البيانيين في التفكير. وهي طريقة ذات اثر في التفكير العربي المعاصر مهما كان موضوعه أيضا. والطريقة الثالثة هي العرفان او الغنوص وهو ليس الاعتماد على الحواس وتعبير اليونان عن نتائجها كما يفعل البرهانيون ولا قصر سبيل المعرفة على النصوص والروايات المعزوة الى الله ورسوله كما يفعل البيانيون بل وجود سبب ثالث من خارج الطبيعة والنصوص يتجلى في السحر والكرامات والكشف وتدخل إلاهي او شيطاني مباشر في مصادر المعرفة والعقل ومعلوم ان الغزالي قد قدم الكشف على جميع انواع اليقين الأخرى وأن الفرس الإمامية والتيارات المقاربة لهم عرفانية وغنوصية بامتياز.
فما ذنب الجابري إذا كان مثل صاحب هذا المقال لا يرى أن الثقافة العربية فيها ثلاث نظم ذات حدود واضحة في التفكير وانها واضحة حتى حين صار التداخل بينها ميزة في مؤلفات ما بعد المئة الخامسة؟
وما ذنب الجابري اذا كان انتصر لطريقة البرهانيين بعد أن كبروا الحواس بالزجاج منذ غاليلو فصنعوا الحضارة المعاصرة وصححوا المنتوج البرهاني بالعقل الحديث كما قال راسل في تاريخ الفلسفة الغربية ان لديّ كتب ارسطو في الطبيعيات والتي كانت إنجيل العلم في العالم بعد مؤلفها لمدة الفي سنة لم يعد فيها حرف واحد صحيح بمنطق العلم المعاصر!
شيء طبيعي إذن أن يتهمه الفرس الإمامية وقد كشف هرمسيتهم وغنوصيتهم بأنه "طائفي" وأن يتهمه المتعصبون للأمازيغية من البربر بأنه "عروبي" وأن يتهمه تلاميذ التعليم الديني التقليدي بأنه "تغريبي" بسبب أن العقل العلمي الحديث لأسباب تاريخية قد أصبح منتوجا غربيا.
إذن الجابري يريد إخال الأمة من جديد الى التاريخ وقد قام بما عليه فله منا الشكر الجزيل ونسأل الله تعالى أن يتجاوز عن سيئاته وأن يجزيه عن أمته كل خير

فبعد زوال كبار الأساتذة المصريين وانحطاط التعليم المتعمد على يد سياسيي مصر المتأخرين، [لا يدرك ذلك "الأساتذة" الحاليون لأنهم نتاج هذا التعليم] وهب الله تعالى الأمة مفكرا وفيلسوفا عملاقا وجه تفكيره لا إلى الموضوعات بل إلى طريقة العقل وآلياته لدى الأمة في تناول تلك الموضوعات، وهو نفسه قد أحس بخصوصية طريقته فقال كان ينبغي أن تظهر دراساتي في نقد العقل العربي قبل مئة سنة ولكنها لم تظهر لسبب ما، ففي عصر العقل والعلم يصنع الفلاسفة مستقبل أممهم إلا أمتنا التي تعيش خارج التاريخ تقوم بإسقاطات هرمسية (وعرفانية بتعبير الجابري) لتجعل من رجل دين "يفتح الله عليه" فيبين لها طريق الصواب في التفكير والبناء. يوقع لها عن الله فتخدر وتطيعه من وقّع أمر تعيينه سياسي يعتمد في بقائه على يهود وأعدائها سياسيا، هذه الطفولة الفكرية لدى الأمة هي التي جاء مشروع الجابري ليحررها منها.

لست غضبان ولا يائس فهذا المقال والمواقف التي يتخذها اناس منتمون إلى إحدى الطبقتين السياسية والتعليم التقليدي من مشروع معلم الأمة الكبير وفيلسوفها الراحل هو دورة الفكر في الطبيعة، ففي الفكر مثلما هو في الأخلاق توجد أفعال وردود أفعال تتمخض عن توفيق بينهما بحسب قوانين تصارع القوى

وتمنيت أن يكون مقال أسباب تميز الجابري لم يحذف ليكون ردا قبليا على صاحب مقالك أخي طارق
والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، ودمتم بودّ
 
اولا الدكتور ابراهيم عجلون من القمم في الفكر الاسلامي وليس مجرب حظه وهو من علماء الاردن ومن الكتاب الكبار في صحيفة السبيل وهو من قامة العلامة محمود شاكر وللاخ تيسير فيما اظن معرفة به فهو ايضا من كتاب السبيل الاردنية وقد ذهبت خصوصا لأراه في الاردن ولم أُوفق مع اني قابلت السبيل(كان على وشك الدخول في عملية جراحية لعينه وقد ارهقت من القراءة في بطون الكتب!)
هذه مقدمة اقولها للدكتور عبد الرحمن صالح واسأل الله ان يهديكم الى محبته ويهدينا اليها.
مع العلم اني لااخذ ببعض رايه في البعض!، ومع ذلك فانا من المعجبين به وبغزارة اطلاعه على العلوم
لااستطيع الآن التعقيب بأي شيء فانا مشغول بهذا.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=213660#post213660
 
لم أقصد شخص الدكتور إبراهيم عجلون

لم أقصد شخص الدكتور إبراهيم عجلون

والدكتور حسام الآلوسي أيضا رئيس قسم في الفلسفة ومؤلف وباحث منذ ستينيات القرن الماضي وأنا أعتذر منه ومن الأخ عجلون أن يكون الرد على رأييهما بهذه الحدة لأني أراهما قد جانفا الصواب وأبعدا النجعة، وحين قال عبدالملك بن مروان لغلام أما تستحي تقود شيخا أكبر من أبيك قال له :( الحق أكبر منه )، هذا وما قصدت شخص الدكتور إبراهيم عجلون وهو عندي بكرامته ومقامه محفوظ وأخوته في الدين محترمة، وقد يكون فوق ما وصفت من سعة اطلاع ولكن المقال الذي أوردته ويحمل توقيعه لو حمل توقيع غيره ما تغير موقفي منه فكريا فهو يدل على أن كاتب المقال قد هجم على موضوع لا قبل له به، وقد صرّح أحد إخوتنا الدكاترة في الملتقى حين كتبنا تأبين الجابري وكان منا المسرور ومنا المتأسف ومنا المعزي قال ولا علم لي بهذا الرجل ولم أقرأ له، ويؤسفني أن يصدر كلام على عواهنه من شخص تصفه بأنه ذو مكانة في العلوم الشرعية والغوص في بطون الكتب. فللأستاذ الجابري في قبره كرامته ومكانته وحقه المحفوظ وكانت لي به صداقة ما زلت أحمد له دماثة خلقه واستعداده لتصحيح نفسه على بصيرة. وهو وإن كان قد بان فيه أثر المرض في العقد الأخير من عمره يظل عمله في نقد العقل العربي عملا تاريخيا.
وإن كنت قد فندت محتوى المقال وأغلظت القول على طريقته في التفكير فإني آسف أن يسوء الأخ عجلون أن يكون مقاله قد أنتج كل هذا رد الفعل ، وعسى أن يكون مردود الخلاف ذا نفع للناس ومدعاة لهم إلى تحري الإنصاف وبرودة الأعصاب في القضايا التي لا علم لهم بها.
ونحن مأمورون أن ننصح لله تعالى ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وكل ما نعلمه يفيد الناس في دينهم ودنياهم فإننا ندعو إليه، ونحث على قراءته، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
أقول هذا التعليق معلنا أن كل إساءة أخلاقية فأنا حانٍ رقبة الاعتذار من جرائها ، وإن كنت متمسكا بصحة ما ذهبتُ إليه فكريا في المسالة. والله من وراء القصد
 
وما ذنب الجابري اذا كان انتصر لطريقة البرهانيين بعد أن كبروا الحواس بالزجاج منذ غاليلو فصنعوا الحضارة المعاصرة وصححوا المنتوج البرهاني بالعقل الحديث كما قال راسل في تاريخ الفلسفة الغربية ان لديّ كتب ارسطو في الطبيعيات والتي كانت إنجيل العلم في العالم بعد مؤلفها لمدة الفي سنة لم يعد فيها حرف واحد صحيح بمنطق العلم المعاصر!
العقل العربي الخارق للعادة
يقول الجابري في كتابه تكوين العقل العربي بانه يقصد بالعقل ليس شيئا خارقاً للعادة أو علي ما يطلق بالعبقرية العربية.
و ايضا يذكر في هامش الكتاب :
"اما عبارته المقابلة كل ما هو عقلي فهو واقعي، فيمكن ان نلتمس لها امثلة كثيرة في انجازات العلم، فعندما تعقل العلماء الطائرة مثلا اصبح بالامكان صنعها. وبعبارة اخري فكلما كانت التصورات العقلية خاضعة لنظام السببية اصبح في الامكان تحقيقها واقعيا."

مثال صنع الطائرة ممكن بالفعل بالنسبة الي تعقل العلماء و ليس تعقل الاشخاص كلهم و هذا بسبب نقص في القدرة علي تصور الطائرة و للأنتقال من التصورات التي لديهم الخاضعة لنظام السببية من القوة الي الفعل. لذا
لتوضيح وجهة نظري، عندما نقارن بين تصور قائم علي السببية في مثال صنع تمثال او كرسي و بين تصور قائم علي السببية في مثال صنع طائرة.
اذا سيظهر فرق في قدرتي العقلية علي صنع و تصور هذه الامثلة، هناك فرق كبير بين صناعة تمثال و كرسي و طائرة، لذا يصعب علي كل من ليس له قدرة علي اتخاذ مثال الطائرة علي انها في البداية تكون فكرة ثم تظهر بالقدرة الخارقة التي تجعل الطائرة تطير. الهدف من مقارنة التمثال و الطائرة واضح جدا للتمييز بين قدرتنا علي صنع شئ و تصور قائم علي السببية و يراعي فيه الترابط و الاتساق في الاسباب ببعضها البعض في الخارج و في توجيهات تصوراتنا. ما اريد قوله هو ان لا ندعو لأنفسنا بأننا قادرون علي فعل شئ مثل الطائرة و ما تقول عن تكبيرالحواس بالزجاج منذ غاليلو لصناعة الحضارة المعاصرة، و اشياء كثيرة اخري موجودة لا نقدر علي تصورها بدون حفظ المعلومات عنها اولا لأننا لا نفهم هذه التصورات علي انها من البديهيات أو علي انها ناتجة من مقدمات و ما هو بمثل الحساب. لا يوجد مبرر في القول بقدرة العقل علي صناعة شئ مثل الطائرة بدون حفظ الكيفية في فعلها. ما هو عندنا هو مجرد الحفظ و الغائب هو القدرة علي الفهم، و هذا يعني غياب القدرة علي الاستيعاب معظم الاكتشافات الحديثة و وجود قدرة فقط في حفظ المعلومات عنها و ترديدها علي انها افكار يضرب بها الامثال وبالشكل الذي يبقي واضح جدا في لفظ العقلية العربية أو عندما يستخدم اسم عالم مثل غاليلو. و استثني بالطبع من يندرج تحت مسمي تعقل العلماء.
 
إنه حقاً عقل أكاديمي كسول، وكم له من ضحايا يلهثون في غباره ويهرعون على آثاره. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
معرفة اي شخص لمدي جهله بالاشياء تكون مفيدة اكثر عندما نكون غير مدركين بمدي هذا الجهل، الشئ المهم بالنسبة للمعرفة أو العلم. هو أولا أن يكون من اجل المعرفة و العلم ثم والأهم هو أن ننظم ما حصلناه و الأحاطة بعد ذلك بما ينتج عنا قولا وفعلا. والقول علي شخص انه كسول هو من الأحكام العاطفية، لأن من اراد ان يحكم علي أحد يفضل ان تكون بعيدة عن الميول وعدم استخدام الألفاظ التي هي من سيطرة العواطف، و ايضا عدم الحكم علي أحد بالجهل و العلم بانها أوصاف مطلقة.
 
الأمر الغريب ان هذا المقال يعيب علي التقسيمات التي قال بها الجابري، ويترك التقسيمات الأخري امثال العقل الصريح والنقل الصحيح. التي يقولوها اصحاب التقليد والترديد والتي هي اقوال عفا عليها الزمن، لا تقدم ولكن تأخر. وهذا واضح كل الوضوح، وهذا مثال علي من يكتبون بهذه الأقوال: خالد كبير علال - تهافت ابن رشد في كتابه تهافت التهافت، اذا تركنا عبارات مثل العقل الصريح والنقل الصحيح واضافة اليها لفظ العلم (مع ان هذه الثلاثية هي الفاظ لا أكثر) و تركنا كل الآيات التي يوظفها في الكتاب والتي يعطيها مضمون من عنده هو (لأن هذه الآيات خارجة عن مكانها ومع عدم ربطها بالسياق الذي ذكرت فيه). اذا تركنا هذه الألفاظ والآيات لا نجد شئ هام نقرأه. و هذه من عيوب التقليد ومجرد ترديد ما يقال، وهذا الأمر بسبب عدم وجود قدرة علي التفكير بدون نصوص تذكر أو عندما نجعلها من الحجج (بالخصوص القرآن الكريم) الذي يوظف بها آياته والفاظه وعباراته في الجدل والتحاور بل التطاحن والاعتراض علي الآخر.
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخونا الفاضل أحمد فارس جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، لكن لدي تعليق صغير.
هل قولك أن العقل الصريح و النقل الصحيح تقسيمات يرددها التقليديون و .. حكم نتج عن دراسة يمكن أن نرجع إليها أم حكما من سيطرة العواطف لأن إحتمال ربط العاطفية بمقالة فيها 20 سطر أقوى من ربطها بمقالة فيها أقل شرط التساوي أو التقارب في المضمون و المحاججة الموضوعية؟ أظن أنه من الأفضل الرد على ما قدمه الأستاذ من حجج في نقد التقسيم الجابري أم أنا مخطئ؟ أنا حقيقة قرأت جزء فقط لأن الرابط لا يشتغل وقد بحثت في مكان آخر و لم أجد التتمة.
و الملاحظة الثانية هي في الحقيقة أنني حائر كيف أجمع بين قولك أن تلك الثلاثية مجرد ألفاظ من جهة وقولك أن الزمن عفا عنها من جهة ثانية لأن الذي أفهمه هو أن المجردات لا ترتبط بمحتويات زمنية أو أي محتوى آخر غير مجرد.

حياكم الله
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخونا الفاضل أحمد فارس جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، لكن لدي تعليق صغير.
هل قولك أن العقل الصريح و النقل الصحيح تقسيمات يرددها التقليديون و .. حكم نتج عن دراسة يمكن أن نرجع إليها أم حكما من سيطرة العواطف لأن إحتمال ربط العاطفية بمقالة فيها 20 سطر أقوى من ربطها بمقالة فيها أقل شرط التساوي أو التقارب في المضمون و المحاججة الموضوعية؟ أظن أنه من الأفضل الرد على ما قدمه الأستاذ من حجج في نقد التقسيم الجابري أم أنا مخطئ؟ أنا حقيقة قرأت جزء فقط لأن الرابط لا يشتغل وقد بحثت في مكان آخر و لم أجد التتمة.
و الملاحظة الثانية هي في الحقيقة أنني حائر كيف أجمع بين قولك أن تلك الثلاثية مجرد ألفاظ من جهة وقولك أن الزمن عفا عنها من جهة ثانية لأن الذي أفهمه هو أن المجردات لا ترتبط بمحتويات زمنية أو أي محتوى آخر غير مجرد.

حياكم الله
اولا انا لا املك امكانية القيام بأي دراسة، ولا اري ضرورة في القيام بدراسة لأقول رأي في الموضوع ( وهل هناك سلطة تمنع من القول برأي؟) ولا العاطفة لها علاقة بهذا الحكم، لكن اذا كان هذا الحكم يجرح احدا أو يشعر بأني اهينه. فهذا من الظن بأنها تقوم بالتجريح أو بالأهانة، لكن حكمي علي هذا التقسيم ليس لغرض الاعتراض أو استفز احداً ليشعر بأي شئ من هذا القبيل. بل كان في الاساس الغرض منه التنبيه علي وجود التقسيمات الأخري التي سكت عنها. أنا لست متخصص بأي دراسة معينة، لكني مهتم بالقراءة، ولأول مرة اشعر بعدم الافتخار بأني لست ملقب بالعالم أو ما يقال عادة بأمثال هذه الألقاب. وانا بالطبع لا اقصد اني تكلمت في شئون لا علم لي بها، بل لأن معرفتي وتقديري لنفسي يجعلني اطلب المزيد من الاستفادة وبدون خلط للأمور بشكل يضرني ويأخرني. والمقصود من عبارة "التي هي اقوال عفا عليها الزمن" ترجع الي استخدام هذه الثلاثية، وايضا تأثيرها علي فكرنا وتحديده بل تعطيله. وانا اقصد ان هذه الثلاثية هي الفاظ لا غير بأنهم لا يدلوا علي شئ هام يمكن اعتباره انه مفيد. وهل بهذه المجموعة من الالفاظ نستفاد ونتعلم فعلاً؟؟؟
هذا الكلام من نص الجابري في كتابه المثقفون في الحضارة العربية محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد: "اما نحن الذين استفدنا من دراسة الصديق فهمي، وبكيفية خاصة من النصوص الكثيرة والمفيدة التي حشدها في كتابه، فأننا لا نريد ان نكرر ما حققه. فنحن لا نجعل هدفنا مرة أخري تبرئة المعتزلة، أو ادانتها، ولا الخوض في القضية النظرية العامة التي عبر عنها الدكتور فهمي بجدلية الديني والسياسي في الاسلام.... انما نريد اولا واخيرا تفسير هذه المحنة بما يجعلها معقولة اي مفهومة لا غموض فيها ولا عجب، وذلك بالكشف عن اسبابها وتعرية ملابستها. والمثل يقول: اذا ظهر السبب بطل العجب. اما الخلاصة العامة، او الدرس التاريخي الذي يجب استخلاصه من هذه القضية لفائدة حاضرنا، فذلك ما سنعرض له في اطار قول حر مرسل في خاتمة هذه الأبحاث الخاصة بهذه المحنة." فهو يشير في هذا النص علي ان السبب يزيل الغموض والعجب ولعلي كنت في النهاية مجرد من المقلدين والذين يرددون الكلام لكني حر مهما كان.
 
بسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز أحمد حياكم الله،
ليس هناك ضرورة تحتاج إلى الظن أن كلامك يجرح أحد أو يستفز أو غير ذلك، لم يرد أي أحد إلى حد الآن ردا من أي نوع كان. فقط سألتك سؤالا عاديا، أو إن شئت أن تقول سؤال بريء فقل ذلك. رأيتك تصدر أحكاما فسألت هل الحكم ينبني على دراسة، وأدنى مستوياتها القراءة عن فهم، أم حكم عاطفي، وهذا كل ما في الأمر. لم يمنعك أحد من التعبير عن رأيك كما إتضح لي إلى حد الآن لكن عندما تريد أن تخرج رأيا كائنا في ذهنك إلى الخارج ليتجسد في نص تتعامل مع ذوات أخرى غير ذاتك، فعندها ينبغي أن تنفتح على كل رد من أي نوع كان و إن كان سؤالا -كما هو الحال هنا- و أن تتوقع ذلك أيضا، بل أن تتمنى أيضا ذلك.

أنا لم أفهم إلى حد الآن كيف وصلت إلى تلك النتيجة وذلك الرأي. بكلمات أخرى: عندما تريد أن تعبر عن رأي، أي لا تريد أن تحفظه عندك، إذن أنت تريد أن تتواصل والتواصل له شروطه التي يقوم بها، و إذا لم تحاجج أو على الأقل لم توضح السبيل أو الطريق الذي إستخلصته من خارج وعيك الذاتي والذي أوصلك إلى ذلك الحكم أو ذاك الرأي، فلن تتمكن من الإنفتاح ولا التوقع ولا التمني أن يأتيك رد على ما قلت، حينها يبقى الحل الأخير أن يعود ما قلت عليك أو إليك. كيف و الأمر هنا أمر من ذلك إذ لم تبين هذا السبيل ولا مصدره الموضوعي حتى نرى ما الميزان في تحديد العاطفي من اللاعاطفي مثلا؟

فهل مثلا من تطبيقات سبيلك، أو منهجك أو طريقتك، في هذا السياق تفترض أن يكون كلام الاستاذ العجلوني كلام عاطفي لأنه تحدث عن تقسيم (ثلاثية الجابري محمد عابد) و لم يتحدث عن تقسيم تقليدي ( وهو بالمناسبة عبارة عن ألفاظ مجرد و فوق ذلك عفا عنها الزمن) آخر؟ بغض النظر عن قيمة هذا السبيل، الذي أفترضه فقط من خلال ما فهمته أنا من مشاركتك، أرى أن كلامك محكوم عليه بالسبيل المفترض هنا نفسه أنه عاطفي، وهو كذلك لأنك تكلمت في العقل الصريح و النقل الصريح فجعلتهما تقسيما، ولا أدري من أين لك هذا، حين أنك لم تتكلم في تقسيم الجابري. أليس ظني محتملا؟

و مرة أخرى بغض النظر عن قيمة ذاك السبيل المفترض، لماذا يجب أن يتكلم الأستاذ في التقسيم، الذي تفترضه أنت، وتقول أنه تقليدي ومجرد وعفا عنه الزمن، حتى يتسنى له الكلام عن التقسيم الجابري، وإلا كان تحليله كلام عاطفي؟ أليس هذا الميزان مختل إذا خلطنا تقسيم جابري 1حديث و، لنفترض، 2واقعي و، لنفترض، 3حي بتقسيم 1تقليدي 2مجرد (ألفاظ) 3عفا عنه الزمن؟

خلاصة القول إذا لم تبين و تحاجج فكل ما تقول يعود عليك وبأسئلة عادية أو بريئة لأنه ليس هناك مضمون، وراء الإدعاءات (العقل الصريح و النقل الصحيح 1 تقسيم 2 تقليدي 3 مجرد ألفاظ 4 عفا عنها الزمن 5 يحدد فكرنا و 6 يعطله)، يمكن التفاعل معه.

حياكم الله
 
بسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز أحمد حياكم الله،
ليس هناك ضرورة تحتاج إلى الظن أن كلامك يجرح أحد أو يستفز أو غير ذلك، لم يرد أي أحد إلى حد الآن ردا من أي نوع كان. فقط سألتك سؤالا عاديا، أو إن شئت أن تقول سؤال بريء فقل ذلك. رأيتك تصدر أحكاما فسألت هل الحكم ينبني على دراسة، وأدنى مستوياتها القراءة عن فهم، أم حكم عاطفي، وهذا كل ما في الأمر. لم يمنعك أحد من التعبير عن رأيك كما إتضح لي إلى حد الآن لكن عندما تريد أن تخرج رأيا كائنا في ذهنك إلى الخارج ليتجسد في نص تتعامل مع ذوات أخرى غير ذاتك، فعندها ينبغي أن تنفتح على كل رد من أي نوع كان و إن كان سؤالا -كما هو الحال هنا- و أن تتوقع ذلك أيضا، بل أن تتمنى أيضا ذلك.

أنا لم أفهم إلى حد الآن كيف وصلت إلى تلك النتيجة وذلك الرأي. بكلمات أخرى: عندما تريد أن تعبر عن رأي، أي لا تريد أن تحفظه عندك، إذن أنت تريد أن تتواصل والتواصل له شروطه التي يقوم بها، و إذا لم تحاجج أو على الأقل لم توضح السبيل أو الطريق الذي إستخلصته من خارج وعيك الذاتي والذي أوصلك إلى ذلك الحكم أو ذاك الرأي، فلن تتمكن من الإنفتاح ولا التوقع ولا التمني أن يأتيك رد على ما قلت، حينها يبقى الحل الأخير أن يعود ما قلت عليك أو إليك. كيف و الأمر هنا أمر من ذلك إذ لم تبين هذا السبيل ولا مصدره الموضوعي حتى نرى ما الميزان في تحديد العاطفي من اللاعاطفي مثلا؟

فهل مثلا من تطبيقات سبيلك، أو منهجك أو طريقتك، في هذا السياق تفترض أن يكون كلام الاستاذ العجلوني كلام عاطفي لأنه تحدث عن تقسيم (ثلاثية الجابري محمد عابد) و لم يتحدث عن تقسيم تقليدي ( وهو بالمناسبة عبارة عن ألفاظ مجرد و فوق ذلك عفا عنها الزمن) آخر؟ بغض النظر عن قيمة هذا السبيل، الذي أفترضه فقط من خلال ما فهمته أنا من مشاركتك، أرى أن كلامك محكوم عليه بالسبيل المفترض هنا نفسه أنه عاطفي، وهو كذلك لأنك تكلمت في العقل الصريح و النقل الصريح فجعلتهما تقسيما، ولا أدري من أين لك هذا، حين أنك لم تتكلم في تقسيم الجابري. أليس ظني محتملا؟

و مرة أخرى بغض النظر عن قيمة ذاك السبيل المفترض، لماذا يجب أن يتكلم الأستاذ في التقسيم، الذي تفترضه أنت، وتقول أنه تقليدي ومجرد وعفا عنه الزمن، حتى يتسنى له الكلام عن التقسيم الجابري، وإلا كان تحليله كلام عاطفي؟ أليس هذا الميزان مختل إذا خلطنا تقسيم جابري 1حديث و، لنفترض، 2واقعي و، لنفترض، 3حي بتقسيم 1تقليدي 2مجرد (ألفاظ) 3عفا عنه الزمن؟

خلاصة القول إذا لم تبين و تحاجج فكل ما تقول يعود عليك وبأسئلة عادية أو بريئة لأنه ليس هناك مضمون، وراء الإدعاءات (العقل الصريح و النقل الصحيح 1 تقسيم 2 تقليدي 3 مجرد ألفاظ 4 عفا عنها الزمن 5 يحدد فكرنا و 6 يعطله)، يمكن التفاعل معه.

حياكم الله
نحن لا نحتاج الي ميزان في تحديد العاطفي من اللاعاطفي.
اولا المعيار الذي انت وضعته للحكم بالعاطفية علي مقالة تحتوي علي عدد اقل من مقالة اخري وايضا المعيار الثاني وهوحكم التقارب في المضمون والمحاججة الموضوعية، هذه ليست معايير تتعلق بالاحكام اذا كانت عاطفية ام لا. ولكن الشئ الضروري هو تحديد وفصل بين الاحكام العاطفية وأحكام العقل، الأولي مرتبطة بالميول والاحقاد..الخ واما الثانية فتتعلق بمعرفة الادلة وكيفية الاثبات..الخ والاحكام العاطفية لها الفاظ مخصوصة بها ولاحكام العقل الفاظ تختلف كثيرا عن الأولي، وهذا رأيي في هذه المسئلة. أما مسئلة حكمي علي التقسيم الخاص بالنقل الصحيح والعقل الصريح وبالاضافة اليها العلم الصحيح، فهو كان نتيجة وقت طويل من القراءة والمتابعة والاجتهاد في تحصيلي للعلم بدون وضع شروط سابقة أو تطبيق اي من المناهج، لأني لا اريد من مثل هذه (الشروط والمناهج) ان تكون كالسلطة التي تتحكم في رؤيتي، ولأنها تجعل عقلنا عاجز عن فاعليته وانتقاص من قيمته في الوصول الي المعرفة ايا كانت وجهتها. وهذا غير اذا كانت العقائد أو المذاهب تحدد طرق معينة في التفكير والموضوعات المشروعة لهم، فأنا لا الزم نفسي بأي المناهج والدراسات الموجودة حتي لا تمارس سلطتها علي وتمنعني من ابراز حقوقي (بالنسبة الي استخدام العقل وابداء رأيي وحرية الفكر وتجديده)، مع العلم بأن موضوع المنهج أو الطرق التي نتعامل بها في دراسة معينة فهي ليست عندي جاهزة ومطبقة سابقا، بل هذه المسائل عندي تكتشف وتنتطم في مرحلة لاحقة علي القراءة والتعلم. فأنا لا اريد من أحد ايا كان ان يلزمني بطريقة معينة في الدراسة والقراءة والتعلم.
 
أنظر الي صاحب هذا المقال يقول في مقال له أخر "هم يعلمون عقلانية الإسلام وقوة منطقه ويخشون أن يسترد به العرب والمسلمون وعيهم الكوني وحضورهم الذهني وقدرتهم على تحليل الظواهر واقامة الأنظمة" ثم ينكر ان يكون لنا قدرة علي هذه الامكانيات عندما انتقد الجابري بهذا الكلام: "يرتاح متثائبو الأذهان إلى تلك التقسيمات الساذجة التي يتوهمون أنهم يضبطون بها حركة الحياة ونبض الواقع. وغالباً ما تكون هذه التقسيمات ثلاثية، انسياقاً مع الفكرة البسيطة التي يطمئن إليها الناس، أطفالا ًوكهولاً، من أن الشيء إما أن يكون في حالة وسط بين الصفة والنقيض. ولعل هذا المبدأ أن ينطبق على حالات مخصوصة محدودة، فإذا هو تجاوزها إلى الظواهر المركبة والوقائع المتواشجة بدا قصوره، وصار لزاماً على العقل أن يبحث عن طرائق أخرى لتوصيف ما هنالك ولإدراك تكثر الجهات التي تؤتى منها الحقائق.
وإذا أردنا مثلاً قائماً على ما يرتاح إليه الذهن الكسول من تقسيم، فنحن واجدوه فيما تحفل به الدراسات التي تزعم أنها تؤرخ لواقع الفكر أو واقع السياسة في العالم. فهي لا تنفك تردد أن ثمة يساراً هناك وثمة يميناً، وثمة وسطاً، أو أن ثمة تزمتاً وثمة تطرفاً مقابلاً له وثمة اعتدالا ً بينهما. وهي ثلاثية تند عنها حقائق كثيرة، وتقصر عن إدراك طبائع الأمور كما هي في الواقع المعيش. وليس يغري الأذهان بها إلا الكسل أو الجهل، أو ضعف الهاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الإحاطة بالظواهر من أقر سبيل ممكن"
فكيف لنا نحن بعد معرفة عقلانية الإسلام وقوة منطقه ويخشي من يخشي أن نسترد وعينا الكوني وحضورنا الذهني وقدرتنا على تحليل الظواهر واقامة الأنظمة. ولا هذا الأمر مشروع فقط لمن يتكلم بنفس الكلام الذي كان يقال والشرط الأساسي ان لا نقول شئ جديد فكيف نكون قادرين علي اقامة الأنظمة بالذي يشكل فقط قدرتنا علي الحفظ واين هو الايستعاب من ذلك غير فعل يقوم علي الترديد؟؟؟
من الأضرار التي نلاقيها من أسباب وجود التقليد، ضرر يتمثل في أتخاذ الاراء السابقة علينا من أشخاص يمارسوا سلطة علي الفكر وهذا يؤثر علي ما ينتجه أصحاب هذا الفكر. وهذا الناتج ضروري ان يحمل اصحابه علي توجيه ارائهم نفس الوجهة التي ارادها اصحاب السلطة الفكرية، فنحن من ناحية وقوعنا في هذه السيطرة لا نفعل بمثل ما قالوا لنا فقط بل ايضا رؤية كل ما استجد علينا بنفس المعايير والقدرة التي تجعلنا نتصور الاشياء (هذه هي بالخصوص ترجع الي عقولنا التي تغيرت كثيرا بالنسبة الي القدماء وهذا مشروع تماما عندما يكون قياس هذا التغير علي العقل بالمدي الذي يمكن اكتشافه في كل الاشياء المستجدة وايضا القديمة. المفروض ان ننظر في هذه الأمور كما هي الان علي حسب قدرتنا.
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

الأستاذ أحمد فارس جزاك الله خيرا على تعقيبك لكن للأسف الشديد هو تعقيب من جنس ما سبقه من التعقيبات و التعليقات، أي تعقيب لم يتضح منه أي شيء غير إبداء الرأي الذي يظهر من أول وهلة أنه كلام أدبي يجوز أن نقرأه للإستمتاع فقط، لا كلام فكري قابل للإختزال في تركيبات قابلة بدورها للتحليل و من ثم التعامل معها بفنون تشاركية، أي قابلة لأن نشاركك الرأي فيها، أو نقدية، أي قابلة للتعامل مع أسسها الاحتجاجية، أو مرجعية، أي قابلة للتعامل مع مصادرها، أو ...

ذكرت 1،2،3،4،5 و 6 وكنت أتمنى أن توضح كيف ولماذا لنفهم طبيعة التعقيب على كلام الأستاذ العجلوني فلم تفعل.
بل زدت 7 و 8: التحرر من "السلطوية"، ثم إعتبار المنهج مقيد ومحدد للفكر بل هو أيضا عبارة عن "سلطة" حين أنك تفترض سلطة أخرى عبارة عن منهج يُكتشف ويُنتظم في مرحلة لاحقة على القراءة والتعلم .. (من أجل تنمية الحوار يمكن تتفق مع من تحاور في منهج ثم تقول لكن هذا المنهج ينمو مع زيادة المطالعة والتعلم، لكان أفضل من ناحيتين: الأولى أن يؤسس لمحطة تواصل، والثاني أن يتحرر الكلام من التعبير الأدبي، أم أسأت هنا الحسبان؟).

لا يا أخي العزيز، ربما يفهمك الإخوة الآخرين، لكن أنا شخصيا قد وصلت معي إلى طريق مسدود في تعقيبك، وهناك إحتمال أن يكون هذا من عندي، لقصر نظري وفهمي مثلا، لا من تعقيباتك.

شكرا.
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

الأستاذ أحمد فارس جزاك الله خيرا على تعقيبك لكن للأسف الشديد هو تعقيب من جنس ما سبقه من التعقيبات و التعليقات، أي تعقيب لم يتضح منه أي شيء غير إبداء الرأي الذي يظهر من أول وهلة أنه كلام أدبي يجوز أن نقرأه للإستمتاع فقط، لا كلام فكري قابل للإختزال في تركيبات قابلة بدورها للتحليل و من ثم التعامل معها بفنون تشاركية، أي قابلة لأن نشاركك الرأي فيها، أو نقدية، أي قابلة للتعامل مع أسسها الاحتجاجية، أو مرجعية، أي قابلة للتعامل مع مصادرها، أو ...

ذكرت 1،2،3،4،5 و 6 وكنت أتمنى أن توضح كيف ولماذا لنفهم طبيعة التعقيب على كلام الأستاذ العجلوني فلم تفعل.
بل زدت 7 و 8: التحرر من "السلطوية"، ثم إعتبار المنهج مقيد ومحدد للفكر بل هو أيضا عبارة عن "سلطة" حين أنك تفترض سلطة أخرى عبارة عن منهج يُكتشف ويُنتظم في مرحلة لاحقة على القراءة والتعلم .. (من أجل تنمية الحوار يمكن تتفق مع من تحاور في منهج ثم تقول لكن هذا المنهج ينمو مع زيادة المطالعة والتعلم، لكان أفضل من ناحيتين: الأولى أن يؤسس لمحطة تواصل، والثاني أن يتحرر الكلام من التعبير الأدبي، أم أسأت هنا الحسبان؟).

لا يا أخي العزيز، ربما يفهمك الإخوة الآخرين، لكن أنا شخصيا قد وصلت معي إلى طريق مسدود في تعقيبك، وهناك إحتمال أن يكون هذا من عندي، لقصر نظري وفهمي مثلا، لا من تعقيباتك.

شكرا.
السلام عليكم ورحمة الله، بعد قرائتي لملاحظاتك مرة اخري وجدت انك كنت تعتقد ان حكم بالعاطفة كان لعدم ذكر ناقد الجابري للتقسيم الأخر الذي ذكرته (مع العلم ان تصنيف الجابري هو بديل للتصنيف القديم) في حين اني قلت ان الحكم علي احد بالكسل هو من الاحكام العاطفية، لذا مسألة العاطفية هي كانت علي نعت الجابري بالكسل.
يا أخي اني لست دارس أو متخصص في دراسة ليكون لي فكر قابل للأختزال بمثل ما تقول، أني مجرد قارئ ومهتم بمثل هذه المسائل التي ربما تكاد ان تكون في مسؤلية الجميع (لأن من وجهة نظري ان يكون من الواجب الاجتهاد من الجميع).
ما ادعو اليه في المقام الأول هو تحرير فكرنا من كل القيود التي تعيقه وهذا الأمر ضروري قبل الشروع في اي من المسائل الأخري.
و من هذه المسائل الأخري تأسيس فكرنا ليس علي مجرد التقليد أو اختيار نماذج للتطبيق اذا كانت من المناهج او ايا كانت الطريقة، انا لا اريد ان اكون مجرد تابع بفكري وتفكيري لنماذج مأخوذة من اشخاص وعلماء اجتهدوا بمثل ما انا قادر علي الاجتهاد، لكن الخطوات التي انا امر عليها محتاجة الي التآني والتمهل. انا لا اتبع مراحل جاهزة وواضحة تمام الوضوح ولا ابحث ايضا عن حلول جاهزة، لذا انا لا اقدر في المستوي الحالي ان اقول اكثر ما قلت، بهذه الطريقة أنت تريد مني قول خارج عن استطاعتي في الوقت الحالي.
 
التحرر من "السلطوية"، ثم إعتبار المنهج مقيد ومحدد للفكر بل هو أيضا عبارة عن "سلطة" حين أنك تفترض سلطة أخرى عبارة عن منهج يُكتشف ويُنتظم في مرحلة لاحقة على القراءة والتعلم .. (من أجل تنمية الحوار يمكن تتفق مع من تحاور في منهج ثم تقول لكن هذا المنهج ينمو مع زيادة المطالعة والتعلم، لكان أفضل من ناحيتين: الأولى أن يؤسس لمحطة تواصل، والثاني أن يتحرر الكلام من التعبير الأدبي، أم أسأت هنا الحسبان؟)
انا لم افترض بوجود اي سلطة اخري هي عبارة عن منهج يكتشف وينتظم في مرحلة لاحقة علي القراءة والتعلم، فأنا لا اقصد من ذلك بأني ألزم أحد بطريقة أو بأخري، التلاعب بالكلام واستخدامها بهذا الاسلوب هو الحل السحري بدل الاعتراف بوجهة نظري، وأكيد بالطبع لن يغير رأيي بخصوص ألفاظ مثل العقل والنقل والعلم بالطريقة التقليدية التي انا انتقدتها مهما استخدمت من معايير وموازين تريد قلب الموضوع بها ثم الي انكار وجهة نظري في المسألة. هذه من الاعييب التي تريد ان تخترعها لأبقاء المسألة قابلة للمناقشة لكن هذا بالنسبة لك لأن هذه المسألة عندي لابد من ان تتجاوز مستوي المناقشة والاستناد لقول آخر فيها.
 
لا يا أخي العزيز، ربما يفهمك الإخوة الآخرين، لكن أنا شخصيا قد وصلت معي إلى طريق مسدود في تعقيبك، وهناك إحتمال أن يكون هذا من عندي، لقصر نظري وفهمي مثلا، لا من تعقيباتك.

شكرا.
ربما يكون هذا الاحتمال صحيح لكنه مترتب عن قصد، اي كأنك عامل مش فاهم، حتي تستريح وتظن أن رأيي مردود علي بحجة انه كذا وكذا.... بهذه الطريقة تكون اقنعت نفسك بما تريد. اذا كنت تحاول ان تريح نفسك وتجعل من رأيي كأني لم اقله، ثم اجعل من ردك علي كلامي بمثل هذا الرد "ليس يغري بها الأذهان الا الكسل أو الجهل، أو ضعف الهاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الاحاطة بالظواهر من اقر سبيل ممكن." وانا لا اعتقد ان الكسل هو صحيح لأن من يقرر الاجتهاد وبذل اقصي جهد يتعارض مع هذا الوصف، ولا هو الجهل لأنه لو حكم علي احد بالجهل مطلقا فهو قول سخيف لا يحتاج الي المزيد من التعليق، اما ضعف هاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الاحاطة بالظواهر من اقر سبيل ممكن فهو لضعفاء التفكير والنظر واصحاب التقليد والترديد مثل صاحب هذه المقالة. فنحن لا ننتظر اجابة سحرية للأحاطة بالظواهر أو ننشغل في أشياء خارجة عن استطاعتنا.
 
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين

أخي أحمد،
للأسف أنا أحاول جاهدا أن أجد كلام يمكن التعامل معه بإحدى فنون التواصل ولم أجد إلا بعض الإدعاءات تمرر بين كلام أدبي. و أظن أنك تخلط بين الكلام و الرأي، أنا حقيقة لا أرى أي رأي يُطرح، ولكن رأيت كلاما، والكلام هذا عبارة عن إنشاء، مختلطا، كما قلت أيضا، بدعاوي متنوعة. الرأي الوحيد الذي قرأته ثم عدت أنت لتكرره هو أن كلام الاستاذ العلوجوني كلام عاطفي. سألتك من قبل هل يوصف الرأي بالعاطفة لمجرد أنه تناول الآخر بالنقد و لم يتناول الأنا؟ لم أفهم شيء من الرد إلا أنك لا تحتاج لمعيار لتمييز الكلام العاطفي من اللاعاطفي، والمشكلة أنك قلت أننا -أي جمعت و عممت- لا نحتاج لأي معيار لتبرير هذا التمييز، و أتمنى أن لا تنفي أيضا "لا النفي" وإلا لم يعد هناك فرق بين عاطفة و لاعاطفة. المشكلة الثانية أنك أضفت لاحقا معيارا بعد أن نفيت الحاجة إليه ثم أضفت منهاجا بعد أن قلت بوجوب التحرر مما هو، في نظرك، سلطة فكرية.

أما المعيار فقولك (ان الحكم علي احد بالكسل هو من الاحكام العاطفية).
عندها كلامك أيضا عاطفي لانك حكمت على "صاحب" المقالة بالكسل. والكسل كما يبدو من كلام الاستاذ العجلوني في سياق مقدمته هو تلك الثلاثية و بعبارة أخرى التقليد في الفكر، وأنت حكمت بهذا الحكم هنا:
(اما ضعف هاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الاحاطة بالظواهر من اقر سبيل ممكن فهو لضعفاء التفكير والنظر واصحاب التقليد والترديد مثل صاحب هذه المقالة.)

إذن إما أنك تحكم على الآخر بما هو فيك أو لم تفهم كلام الأستاذ العجلوني (سياق الكسل في كلامه المرتبط ظاهرا بالتقليد في الفكر) و أحلاهما مر.

أنا لم أقل لك أنك تفرض منهجا وهو عندك تابع لاحق لعملية التعلم و القراءة لأنني لا أسلم و لم أسلم لك أصلا أن المنهج "سلطة فكرية"، بل قلت أنك تفترض منهجا و شتان بين القولين في واقع الحال. أنا الذي أقوله أن المنهج ضروري لقيام التواصل فما بالك بالحوار وسوف أسكت عن النقاش و العمل المشترك. بمجرد أن تخرج صورة أو فكرة موجودة عندك في ذهنك إلى الخارج لتتجسد في نص يقرأه الآخر الهدف منه الأخذ و الرد فقد فرضت عندها منهجا، على الأقل قراءة كلامك، وإلا كان ذلك من اللعب في الخوض و هو أدهى وأمر من الكسل، أي تعبر ويكون هدف التعبير اللاهدف.

حقيقة لا أريد أن أجمع كل الادعاءات و التناقضات لكي لا نخرج خارج الموضوع فيتشتت ثم هنا نتحاور و لا نتناقش أو نتناظر.

والسلام عليكم ورحمة الله.
 
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين

أخي أحمد،
للأسف أنا أحاول جاهدا أن أجد كلام يمكن التعامل معه بإحدى فنون التواصل ولم أجد إلا بعض الإدعاءات تمرر بين كلام أدبي. و أظن أنك تخلط بين الكلام و الرأي، أنا حقيقة لا أرى أي رأي يُطرح، ولكن رأيت كلاما، والكلام هذا عبارة عن إنشاء، مختلطا، كما قلت أيضا، بدعاوي متنوعة. الرأي الوحيد الذي قرأته ثم عدت أنت لتكرره هو أن كلام الاستاذ العلوجوني كلام عاطفي. سألتك من قبل هل يوصف الرأي بالعاطفة لمجرد أنه تناول الآخر بالنقد و لم يتناول الأنا؟ لم أفهم شيء من الرد إلا أنك لا تحتاج لمعيار لتمييز الكلام العاطفي من اللاعاطفي، والمشكلة أنك قلت أننا -أي جمعت و عممت- لا نحتاج لأي معيار لتبرير هذا التمييز، و أتمنى أن لا تنفي أيضا "لا النفي" وإلا لم يعد هناك فرق بين عاطفة و لاعاطفة. المشكلة الثانية أنك أضفت لاحقا معيارا بعد أن نفيت الحاجة إليه ثم أضفت منهاجا بعد أن قلت بوجوب التحرر مما هو، في نظرك، سلطة فكرية.

أما المعيار فقولك (ان الحكم علي احد بالكسل هو من الاحكام العاطفية).
عندها كلامك أيضا عاطفي لانك حكمت على "صاحب" المقالة بالكسل. والكسل كما يبدو من كلام الاستاذ العجلوني في سياق مقدمته هو تلك الثلاثية و بعبارة أخرى التقليد في الفكر، وأنت حكمت بهذا الحكم هنا:
(اما ضعف هاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الاحاطة بالظواهر من اقر سبيل ممكن فهو لضعفاء التفكير والنظر واصحاب التقليد والترديد مثل صاحب هذه المقالة.)

إذن إما أنك تحكم على الآخر بما هو فيك أو لم تفهم كلام الأستاذ العجلوني (سياق الكسل في كلامه المرتبط ظاهرا بالتقليد في الفكر) و أحلاهما مر.

أنا لم أقل لك أنك تفرض منهجا وهو عندك تابع لاحق لعملية التعلم و القراءة لأنني لا أسلم و لم أسلم لك أصلا أن المنهج "سلطة فكرية"، بل قلت أنك تفترض منهجا و شتان بين القولين في واقع الحال. أنا الذي أقوله أن المنهج ضروري لقيام التواصل فما بالك بالحوار وسوف أسكت عن النقاش و العمل المشترك. بمجرد أن تخرج صورة أو فكرة موجودة عندك في ذهنك إلى الخارج لتتجسد في نص يقرأه الآخر الهدف منه الأخذ و الرد فقد فرضت عندها منهجا، على الأقل قراءة كلامك، وإلا كان ذلك من اللعب في الخوض و هو أدهى وأمر من الكسل، أي تعبر ويكون هدف التعبير اللاهدف.

حقيقة لا أريد أن أجمع كل الادعاءات و التناقضات لكي لا نخرج خارج الموضوع فيتشتت ثم هنا نتحاور و لا نتناقش أو نتناظر.

والسلام عليكم ورحمة الله.
السلام عليكم ورحمة الله، اما بعد. فأنا لم اخلط بين الكلام والرأي لأني قلت برأيي سابقا ولست اريد ان اعيده لك، اما كلامي الاخير الذي كان رد علي صاحب هذه المقالة فهو كان مجرد مثال حتي ترد علي ارائي السابقة، فأنت الذي يخلط بين مشاركتي ولم تستوعبها لأنك مشغول بالدفاع عن أسيادك أو أستاذك.
وانت مازلت تظن ان رأيي مردود بحجج واهية تماما. وانا لا اتفق معك في اختيار هذه المعايير والموازين فطريقتك في التفكير غير طريقتي في التفكير، وقولك في التمييز بين العاطفة واللاعاطفة هو تدخل في الموضوع لا فائدة فيه أو تريد جعله من التبريرات التي تستريح لها لأن هذه التبريرات تؤثر علي العقول الضعيفة ومن لا يستطيع التفكير جيدا.

"أما المعيار فقولك (ان الحكم علي احد بالكسل هو من الاحكام العاطفية).
عندها كلامك أيضا عاطفي لانك حكمت على "صاحب" المقالة بالكسل. والكسل كما يبدو من كلام الاستاذ العجلوني في سياق مقدمته هو تلك الثلاثية و بعبارة أخرى التقليد في الفكر، وأنت حكمت بهذا الحكم هنا"
صاحب هذا المقال كسول فعلا لأنه مقلد وصاحب كوكتيل من الاراء (فهو وامثاله مشغولون بقراءة متون الكتب وحفظها وترديدها بدل فهمها) فهو ايضا لا يهتم بالاجتهاد والنظر. وبهذه الطريقة في التفكير سخيفة فعلا. لأني فصلت بين حكم العاطفة الذي يستخدم مثل هذه الالفاظ وبين حكم العقل الذي يستخدم الأدلة وكيفية الاثبات، فأنا ادعو الي الاجتهاد واستخدام النظر فكيف تحكم علي هذا بالكسل وتدخل العاطفة في الأمر؟ حاول ان تفهم بدل الرد، لأني سأعيب عليك طريقة تفكيرك وفهمك وليس العيب في رأيي واحكامي.
مع انك لا تزال تحاول اللف والدوران، وهذا لن يغير من الأمر شيئا، فانا لا اريد ان اتأخر اكثر من ذلك وان اتبع امثال هؤلاء (صاحب هذه المقالة واتباعه ومن قام بوضعها هنا) فهم بالنسبة الي ببغاوات، يظنون انهم سوف يأخرونا بمثل ما هم متأخرين.
لأني لست من يقرؤون متون الكتب والتفاخر بذلك، ولا اري فائدة في تضييع وقتي مثلهم.
اتمني لك ان تزال علي رؤيتك التي انت متمسك بها وانا مازلت علي رؤيتي التي انا قادر علي تحسينها.
لكن يجب علي تحذيرك بأن رؤيتك وكل رؤية تقليدية عفا عليها الزمن بمعني انها لا تفيد في هذا الزمن واصبحت كل السيادة الي التطور والتجديد وهم من العوامل المهمة، فالقديم قديم (في المتاحف وامثال الرموز التي تريد أن تتمسك بها).
 
أنا لا اريد ان اضيع وقتي اكثر من ذلك ولا ان اناقش في مسألة باتت من المسائل القديمة عندي، فأنت تحاول ان تخترع كلام مثل فنون التواصل - منهج معين - المعايير والموازين المفروضة عليك وليست مفروضة علي، فأنت مشغول بأمثال هذه التفاهات.

انا لست منتظر منك لتقول لي ما هي الكيفية لأخرج برأيي، محاولتك هذه لا تنفع معي ولا كل هذه الالتزامات تخصني بشئ، نحن لا نعيش في عالم من خيالك، ولا هو من حقك لتقول لي كيف اقول رأيي أو كيف حتي اخرجه من ذهني، ما هذا الكلام التافه الذي تقوله؟ حجج تافهة جدا.
 
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين و على آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أخي الفاضل أحمد فارس،
أظن أنك ولأول مرة في مشاركاتك، التي وضعتها في هذا الموضوع، تقول بكلام ذو قيمة عملية وهو قولك أنا لا اريد ان اضيع وقتي اكثر من ذلك. نعم يجب أن لا يضيع الإنسان وقته خصوصا في ملتقى مثل هذا حيث توجد فرصة سانحة للتعلم و الاستفادة من أهل النظر والعلم والبحث، فيتعلم الإنسان ويستفيد ثم يبني منهجا له بعد عملية التعلم والمطالعة ليدخل بذلك المنهج العملي والمتماسك في الحوار مع الآخر إذا رأى ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله
 
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين و على آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أخي الفاضل أحمد فارس،
أظن أنك ولأول مرة في مشاركاتك، التي وضعتها في هذا الموضوع، تقول بكلام ذو قيمة عملية وهو قولك أنا لا اريد ان اضيع وقتي اكثر من ذلك. نعم يجب أن لا يضيع الإنسان وقته خصوصا في ملتقى مثل هذا حيث توجد فرصة سانحة للتعلم و الاستفادة من أهل النظر والعلم والبحث، فيتعلم الإنسان ويستفيد ثم يبني منهجا له بعد عملية التعلم والمطالعة ليدخل بذلك المنهج العملي والمتماسك في الحوار مع الآخر إذا رأى ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله،
قولك صحيح فعلا لكن لا تنسي اني كنت ادعوك في كل ما قلته وما زلت أتمسك به، فهو بلغتك وفهمك نكون من أهل النظر والعلم والبحث ايضا ولا نبالي بمن لا يريدنا كذلك، فأنت لا توافق علي هذا الكلام أو توافق عليه أو مهما كان فهذا لا يهمني بصراحة لكن ما يهمني اكثر هو ان يكون من اختيارك وليس من اختيار غيرك.
 
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين و على آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أخي الفاضل أحمد فارس،
أظن أنك ولأول مرة في مشاركاتك، التي وضعتها في هذا الموضوع، تقول بكلام ذو قيمة عملية وهو قولك أنا لا اريد ان اضيع وقتي اكثر من ذلك. نعم يجب أن لا يضيع الإنسان وقته خصوصا في ملتقى مثل هذا حيث توجد فرصة سانحة للتعلم و الاستفادة من أهل النظر والعلم والبحث، فيتعلم الإنسان ويستفيد ثم يبني منهجا له بعد عملية التعلم والمطالعة ليدخل بذلك المنهج العملي والمتماسك في الحوار مع الآخر إذا رأى ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله
كنت أريد ان اذكرك ايضا بخصوص مسألة مهمة وانا كنت تطرقت اليها سابقا، وانا أري الضرر في هذه المسألة يتعلق بخصوص ما تنوع من تصنيفات العلوم وايضا عندما يكون مرتبط بالأشخاص وافكارهم وعقائدهم، في حين يتوظف هذا الجانب من التصنيفات في الحوارات وعندما قلت انها ليست حوارات بل هو شبيه بالجدل والأختلاف والأعتراض، وهذا يجرحنا نحن المسلمين عندما يكون مثل هذا التصنيف يخصنا نحن بأتهامات أو ما اشبه ذلك، لذلك فنحن ننخرط بصورة لاواعية (عندما يكون رد فعل ايا كان الفريق والمسمي)في هذه المشاكل والتي ربما تؤدي الي التكفير بعضنا البعض والقيام بالادعاءات التي تهين من الآخر.
 
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين و على آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أخي الفاضل أحمد فارس،
أظن أنك ولأول مرة في مشاركاتك، التي وضعتها في هذا الموضوع، تقول بكلام ذو قيمة عملية وهو قولك أنا لا اريد ان اضيع وقتي اكثر من ذلك. نعم يجب أن لا يضيع الإنسان وقته خصوصا في ملتقى مثل هذا حيث توجد فرصة سانحة للتعلم و الاستفادة من أهل النظر والعلم والبحث، فيتعلم الإنسان ويستفيد ثم يبني منهجا له بعد عملية التعلم والمطالعة ليدخل بذلك المنهج العملي والمتماسك في الحوار مع الآخر إذا رأى ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله
كنت اريد اضافة شئ علي موضوع عدم تضييع الوقت، عندما قلت لك ان هذا صحيح، لكن لا تظن ان هذا الأمر هو فعلا علي ما تقوله بالـ"الفرصة" كأنها الفرصة الذهبية، التي يقوم بها البعض مثل الأخ طارق منينة وتكون مرة بالتمجيد وأخري بدعوات "الاسبقية" للحضارة الاسلامية وعندئذ ظهور التعارض مع الحضارات الأخري مثل ما يسميه "الحضارة الغربية أو الغرب أو الكفار الأشرار". وللأخ طارق منينة كلام يرد علي الجابري فيه. هو في الحقيقة ليس كلامه انما بالأولي ما قاله الأخرون بالرد علي الجابري، فهو يضع ردود من هنا ومن هناك، فهو يعمل بطريقة حجة الاسلام الغزالي عندما يجعل كل الفرق إلباً واحدا ضد الفلاسفة. وأكيد تشبيهي طارق منينة بالغزالي سيشعره بالفخر، لكن الشعور بالفخر سيزيل اذا كان الغزالي عندي بهذه الطريقة كأنه من يريد الظهور علي اكتاف الآخرين فلا أهمية لهذا التفاخر بأي حال.

هذه مقالة لابراهيم العجلوني اريد التعليق عليها، فهي من المحاولات الزائفة التي تشبه محاولات الأخ طارق منينة.
اسم المقالة "عن الكتب «النقدية» في تراثنا"
"كانت دعوى عريضة تلك التي طلع علينا بها الباحث الراحل الدكتور محمد عابد الجابري حين قال ان المكتبة العربية فارغة من مؤلفات في «نقد العقل العربي» وان سلسلة كتبه في هذا الباب كانت مغامرة في «موضوع لم يكن له فيه سلف».
لقد كثرت المؤلفات في نقد العقل العربي والعقل الاغريقي في تراثنا العربي كثرة بالغة، كما ان العرب اشتغلوا بما للهند من مقولة، ولعل في المخطوطات التي لم تنشر بعد - وهي عدة ملايين – ما يثبت اشتغالهم بافكار أمم أخرى، اشتغالا نقديا، يحلل ويقارن ويناظر. وفي كل ذلك ما يثبت ان المكتبة العربية لم تكن خلوا من مثل اعمال الجابري وان له اسلافا عظاما لا ينبغي التنكر لهم بحال..
ان كتب الكلاميين الاسلاميين كلها كتب في نقد المقولات والافكار، وان الجهد النقدي الخلاق في أعمال كل من الرازي والآمدي والجويني وابن تيمية وابن الوزير اليماني، وغير هؤلاء كثير، هو اضعاف الجهد النقدي الذي نجده في كتب الجابري، مع فارق التمكن الامكن لدى هؤلاء جميعا من مباحث اللغة والفقه والتفسير، ومن المناهج الاصولية، الامر الذي كان ينبغي ان يدفع الرجل الى التواضع لا الى ان يطلق دعواه بانه يكتب في «موضع لم يكن له فيه سلف» كما قال..
اين هو من الفصل في الملل والنحل» لابن حزم، ومن «العواصم من القواصم» لابي بكر بن العربي، ومن كتاب ابن الوزير اليماني الذي يحمل الاسم نفسه، ومن ابكار الافكار للآمدي. ومن تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبدالجبار، ومن مثيلاتها التي تبلغ المئات.
أين هو من «مقولات الاسلاميين» للاشعري ومن كتاب البيروني في ما للهند من مقولة ومن كتاب درء تناقض العقل مع النقل لابن تيمية ومن غيرها..
ان نقد العقل، ونقد مقولاته عند العرب وعند غيرهم، كان بعض معطيات الانتداب القرآني للعقل لمواجهة ظاهرات الوجود وظاهرات الاجتماع الانساني ولعل قوة هذا النقد العربي الاسلامي وخشية ان ينبعث مجدداً في الحياة المعاصرة لبني الانسان, أن يكون وراء حرص الغرب على ان لا يظهر من الاسلام إلا جانب التطرف والتعصب - وهو (أي الغرب) السبب في ذلك على اية حال - وان تظل العقلانية الاسلامية, ومناهج النظر التي ابتدعها المسلمون بعيدة عن متناول الاجيال العربية الجديدة, وذلك لأن اول ما ستسقطه هذه المناهج هو دعاوى الغرب في الانسانية وحقوق الانسان, ودعواه في السبق الحضاري, ودعواه في التفرّد بقيادة هذا العالم المنكوب به والمنهوب في آن..
لقد انتدب القرآن الكريم عقل الانسان انتداباً كونياً عاماً, فأمره بالنظر في خلق السماوات والارض, وانتدبه للنظر في النفس والمجتمع وفي مصائر الامم.. وقدّم له انموذجات من الاستدلال, وأخرى من المحاججة, وثالثة من «نقد» العقائد والعادات وانماط التفكير التي وجد الناس اباءهم عليها فهم على اثارهم يهرعون..
ولعل «نقد العقل» بما هو فاعلية ذهنية تخطئ وتصيب, و»نقد المقولات» بما هي معطيات عقلية, ان يكون هو الملح الاكثر بروزاً في تاريخ الاسلام. وقد كتبت مئات الكتب في ذلك, ولكن اكثر هذه الاجيال المتأخرة من العرب لا يقرأون..
اننا لا ينبغي أن نبخس الجابري رحمه الله اشياءه ولا ان نتركها دون «نقد» حقيقي نزيه, يتجاوز ما وقع فيه السيد الطرابيشي, ويكون رائده الحقيقة ومنهجه الحق, وقوامه العلم المؤكد, لا الرغبات والاهواء.."


أولا: العجلوني لم يفهم قصد الجابري في مسألة النقد، في هذا النص يقول الجابري "يتناول هذا الكتاب موضوعا كان يجب ان ينطلق القول فيه منذ مائة سنة" وبتحديده علي ما يسمي "بالنهضة العربية" فظن ابراهيم العجلوني شيئا أخر وقام بعرض الكتب والممارسات النقدية في تراثنا العربي والاسلامي "المجيد" لأنه ظن أن الجابري يتطرق الي موضوع لم يكن له فيه سلف، لكن مقصود الجابري شيئا أخر غير مثل هذه التفاهات التي تتعلق بالتفاخر والاسبقية.
والجابري يوضح في هذا النص الطريقة التي يريدها في النقد بقوله: "لقد تم خلال المائة سنة الماضية تكريس تصورات وآراء و نظريات حول الثقافة العربية بمختلف فروعها مما رسم قراءات معينة لتاريخ هذه الثقافة، قراءات استشراقية أو سلفية او قوموية أو يسراوية توجهها نماذج سابقة، او شواغل أيديولوجية ظرفية جامحة، مما جعلها لا تهتم الا بما تريد ان تكتشفه او تبرهن عليه. ولما كان العقل العربي الذي نعنيه هنا هو العقل الذي تكون وتشكل داخل الثقافة العربية، في نفس الوقت الذي عمل هو نفسه علي انتاجها واعادة انتاجها، فإن عملية النقد المطلوبة أو علي الأقل كما نريدها ان تكون، تتطلب التحرر من أسار القراءات السائدة واستئناف النظر في معطيات الثقافة العربية الاسلامية بمختلف فروعها، دون التقيد بوجهات النظر السائدة."
وقال بأنه لم يمارس في مشروعه النقد من أجل النقد، فهو يقول الهدف في المشروع "من أجل التحرر مما هو ميت أو متخشب في كياننا العقلي وارثنا الثقافي، والهدف: فسح المجال للحياة كي تستأنف فينا دورتها وتعيد فينا زرعها.. ولعلها تفعل ذلك قريبا."

وفي هذا المقال حدد الاسباب لعدم انبعاث "قوة النقد العربي الاسلامي" و"العقلانية الاسلامية" و"مناهج النظر" التي يريد منها ان تكون الحلول الجاهزة، وهذه الحلول لا تنبعث لأن "الغرب" هو السبب في المشاكل، اذا لاحظت ان محاولة العجلوني بايقاع اللوم علي "الغرب" وجعله سبب اساسي، وهذه طريقة للشعور بالقوة من خلال تمجيد ما هو منتج اسلامي وعربي والتبغيض من الآخر الشرير، هو الحل علي ما يقوله العجلوني "بالانبعاث". وليس الحل هو في مواجهة التخلف في كل المجالات (والأكيد ان التخلف يزيد اكثر ولا نقدر علي ازالته عندما ننكره ولا نعترف به، وهذا بدل الشعور الزائف الذي نعيش فيه). وللعثور علي كل الاسباب في مثل هذه المشكلة هو في مواجهة الحاضر والمستقبل بتجاوز الماضي وتركه لمن يريد ايجاد الحلول الجاهزة منه التي يبررها امثال العجلوني والأخ طارق منينة. والمشكل الرئيسي لا يتعلق بالسياسة في الغالب، والحلول لهذا المشكل يجب البحث عنها بخصوص وضعنا الثقافي والمعرفي والعلمي (لكن مع هذا لا نقلل من شأن العوامل الأخري المتعلقة بالسياسة).
فمن وجهة نظري ان الحل هو ليس في "الانبعاث" الذي يقوله العجلوني وكل هذه الألفاظ التي تكون غير مجدية. العجلوني ذكر جزء من الحل هو في قوله بإن دعاوى الغرب في الانسانية وحقوق الانسان، ودعواه في السبق الحضاري، وهذه الدعاوي تعتبر من بعض الاسباب الهامة لمواجهة التخلف، والتخلف يجب الاعتراف به لمن يريد النهوض والتقدم، لهذا تسقط كل محاولات التفاخر الزائفة التي يقدمها كل من العجلوني وطارق منينة.
 
كنت اريد اضافة شئ علي موضوع عدم تضييع الوقت، عندما قلت لك ان هذا صحيح، لكن لا تظن ان هذا الأمر هو فعلا علي ما تقوله بالـ"الفرصة" كأنها الفرصة الذهبية، التي يقوم بها البعض مثل الأخ طارق منينة وتكون مرة بالتمجيد وأخري بدعوات "الاسبقية" للحضارة الاسلامية وعندئذ ظهور التعارض مع الحضارات الأخري مثل ما يسميه "الحضارة الغربية أو الغرب أو الكفار الأشرار".
نعم اسبقية حضارتنا(ولم الفظ كلمة:الكفار الاشرار) بل ونؤكد ان كل مااتى بعدها اخذ منها بل نضيف ان جاليليو انما هو وغيره من امثاله انما هو صناعة الحضارة الاسلامية بعد ان انتشرت علوم المسلمين في الغرب المسيحي ماجعل الكنيسة تحرق وتقتل من ابناءها حتى لايتأثرون بنور المنهجية العلمية الاسلامية في علوم العقل والمادة ولكن اكثر الناس لايعلمون.
مع العلم ان تواجد الفاعلية الاسلامية في علوم الطبيعة والمادة والعقل في اوروبا-اسبانيا والبرتغال وصقلية ومدن غرناطة وقرطبة وغيرها من المدن جعلت العلوم تتسرب رويدا رويدا الى شواطيء ايطاليا وانجلترا،فيما بعد، ومدنهما ،وفرنسا والمانيا وهولندا وغيرها من البلاد وتدخل بإلحاح غير مسبوق، بلاد الغرب المتطاحن يومذاك وتصنع ملاحم داخلية بين المسيحيين بعضهم مع بعض ، ومن ذلك تظهر (أو ظهرت)مذاهب مسيحية معدلة وتظهر(أو ظهرت) فلاسفة وعلماء طبيعة مادة، ومع الفلاسفة الجدد ممن نقموا على كنيستهم، وغالبهم كانوا علماء جدد في علوم المادة انتقلوا غالبا من المسيحية الى مايسمى بالربوبية تأثرا بعقيدة التوحيد فظهرت تأثيرات الاسلام والمسلمين عليهم لمن تتبع ذلك في وقائع النفس والعلم والتاريخ!!، الا انهم مع فقدان البوصلة تأرجح بعضهم مثل فولتير بين الشك فيما اعتقد من جديد وبين اليقين مما زحزحه عن خرافات الكنيسة.
هذا فضلا عن نقل اليهود والرهبان وقساوسة بل وباباوات علوم المسلمين مترجمة الى الداخل الغربي، وكل هذا غير وجه اوروبا والعالم ، والسبب هو عملية التحويل والتبديل التي اقامها القرآن في عقول ونفوس العرب وغيرهم ممن اسلموا وعلموا ولما تغيرت النظرة الى الكون والمادة والاسباب دخل العالم في مبادئ أخرى للعلم دفعته الى تناول سنن الكون بالنظر والتجريب وصنع مناهج علمية وتعديل نظريات قديمة والسير في الارض للاستفادة من ظواهر المادة والطبيعة والجغرافيا والانسان.
وللأخ طارق منينة كلام يرد علي الجابري فيه. هو في الحقيقة ليس كلامه انما بالأولي ما قاله الأخرون بالرد علي الجابري، فهو يضع ردود من هنا ومن هناك، فهو يعمل بطريقة حجة الاسلام الغزالي عندما يجعل كل الفرق إلباً واحدا ضد الفلاسفة. وأكيد تشبيهي طارق منينة بالغزالي سيشعره بالفخر، لكن الشعور بالفخر سيزيل اذا كان الغزالي عندي بهذه الطريقة كأنه من يريد الظهور علي اكتاف الآخرين فلا أهمية لهذا التفاخر بأي حال.
مادمت دخلت في هذه المسألة فارجوك ان تعيد النظر في كلمتك ان ماكتبته في الرد على الجابري ليس كلامي انما هو مانقله الآخرون.
فياسيدي الكريم اعلم انني لااعلم احدا رد قبلي على تفسير الجابري للقرآن في ثلاثيته المشهورة مع مقدمتها بالطبع وهي مدخل الى القرآن، فأنا وليس غيري هو من افتتح الرد على تفسيره الثلاثي بل لم ارى الى الآن من رد على هذا التفسير واتى بما اتيت به من رد وردودي مسجلة في مقالاتي الموجودة هنا في المنتدي وهي مسلسلة في سلسلة انهيار الاستشراق، وقد صدرت بتواريخها في جريدة السبيل الاردنية، بل اضيفك ان كتابي المسمى اقطاب العلمانية الاول والثاني كان هو بداية انطلاق البعض للرد بكتب على مجموعات من العلمانيين اما الجزء الثاني فلم ارى الى الان من رد على العشماوي والقمني واحمد عثمان وغيرهم في موضوع النبي موسى والاساطير التي لفقوها للنبي موسى وقد كتب القمني موسوعته المسماة النبي موسى واخر ايام تل العمارنة ولم ارى الى الان من رد عليها غيري والرد موجود في اقطاب العلمانية2 وكذلك الرد على الاصول المصرية لليهودية للعشماوي(وهو عنوان آخر كتبه) لم ارى الى الان من رد عليها غيري واؤكد الى الآن!، حتى ان العشماوي صنع كتابه المسمى بذلك الاسم فيما بعد ب(أي من تلك المقالات التي كتبها اولا في مجلة اكتوبر المصرية)بينما انا سبقته بالرد على تلك المقالات التي صنع منها كتابه ذلك،قبل ان يصدرها هو في كتاب،أنظر سرعة الرد وتمعن التوقيت!!، فرددت عليها بعد ان قرأتها له في مجلة اكتوبر المصرية، ولم اجد وقتها احد رد عليه، مع العلم ان الدكتور محمد عمارة كتب قبل ان يكتب العشماوي مقالاته تلك في مجلة اكتوبر، كتب محمد عمارة كتابه سقوط الغلو العلماني في الرد على كل افكار العشماوي السابقة ولو انتظر عمارة لدعم حجته بما ابان به العشماوي عن فكره الماسوني والعلماني تجاه النبوة في نصوص صريحة ومع ذلك فانا اقول ان كتاب عمارة من افضل الردود العصرية على فكر العشماوي وبالفعل دل عنوان كتابه على عمل الكتاب وهو سقوط الفكر العلماني فعلا
ثم ياسيدي مرة اخرى فاني لم ارى قبلي احد رد على كتاب طه حسين، بالتفصيل الذي فعلته ،واقصد روايته الي هي من ثلاثة اجزاء وهي رواية على هامش السيرة ويمكنك ان تبحث على الانترنت على من رد عليه وتقارب ولن تجد من كشف عن وجه طه حسين وحيلته مثلي ولو كانوا من اكابر نقاد الاسلام في العصر الحديث وهذا ليس موضع للتفاخر كما يبدو ولكنه موضع الاثبات وتحرير الوقائع العلمية والعصرية
مع العلم مرة اخرى انني انتقيت مالايمكن تأويله من كلام الجابري ويقال فيه انه لم يقصد ذلك!، فتأمله،فإنه مفيد جدا جدا!!
وهذا رابط الرد على رواية طه حسين في موضعها وسياقها من السلسلة
http://vb.tafsir.net/tafsir24022/
http://vb.tafsir.net/tafsir24021/
اما مالم ارى احد رد به قبلي على الجابري فانظر التالي وابحث عن من رد عليه من قبلي ، وللعلم فهو مجهودي الخاص في قراءة مشروعه الجديد والرد عليه من نصوص من اهم نصوص المشروع ومرة اخرى لم ارى الى الان من استخرجها من كتابه الثلاثي في التفسير او حتى اقتبسها مني ورد وهاهي الجمل المهمة وتوثيقها بروابط قبلية

في تعليقه على قول الله تعالى "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" (سورة الطارق:( 5-7) يقول الجابري : "والغالب أن هذا التفسير القديم لصدر المني مستقى من الملاحظة عند الممارسة الجنسية التي تشكل جزءا من معهود العرب التجريبي وبه خاطبهم القرآن" (القسم الأول ص184)، اي أن القرآن لم يذكر حقائق علمية بزعمه وانما ذكر "معهود العرب الجنسي التجريبي"! والسؤال "العصري" للجابري وأمثاله هو : هل كان "العربي" يعرف على وجه التحديد أن ماء الرجل يمثل مالايقل عن 90% من محتويات الماء المنوي ،وباقي المكونات هي عبارة عن مواد ذائبة بما فيها الحيوان المنوي كما يخبرنا أستاذ التكنولوجيا الحيوية الدكتور دسوقي عبد الحليم او كان يعرف اي شيء عن العمليات البيوكيميائية المعقدة التي تهيئ الظروف والبيئة المناسبة والطاقة اللازمة لتدفق الحيوان المنوي وحركته؟ -أليست ألفاظ القرآن صحيحة علميا ودقيقة بيانيا ولايمكن ان تصل ملاحظات العرب ومن هو افضل منهم في صناعة الافتراضات العلمية تجريديا كاليونان قديما الى علوم القرآن ودقة ألفاظها المصورة لحقائق غابت عن القرون الغابرة جميعا وقد يمكن القول انه ربما يغب بعضها عن بعض الانبياء والله تعالم اعلم ؟-
أم هل كان العربي يعرف أي شيء عن الموضع المحدد وغير المنظور بالعين المجردة (بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)؟ والذي له صلة بتنشئة الماء الدافق اومصادره ووسائل تغذيته ، لقد طلب الوحي النظر إلى مجال ألطف وأوسع من حدود "المعهود الجنسي الجابري!". ان القرآن يتكلم عن مواضع ومراحل علمية تخص خلق الإنسان بتفصيل حكيم خبير.
يقول االدكتور زغلول النجار إن "نشأة الغدد التناسلية في كل من الرجل والمرأة من نفس هذا الموقع‏،‏ واستمرار تغذيتها طيلة حياتها بالدماء والسوائل الليمفاوية والأعصاب من الموقع ذاته‏، مما يجعل هذا الماء يخرج فعلا من بين الصلب والترائب‏" "فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب‏،‏ أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا‏ ...‏ يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدهما بالدم‏ ...‏ وهو يتفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب،‏ ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلا منهما ‏... الخصية والمبيض فينشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني‏ ..‏ وفي ضبط شؤونهما بالأعصاب‏،‏ قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب‏".
حقا إنه كما أخبر الوحي" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" هود:1 "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"(النمل::93).
وكمثال: فإنه قد قَصَر قول الله تعالى من سورة العلق (علّم بالقلم) على «علم القرآن فقط» الذي وصفه كما سيأتي من كلامه في المقالات التالية بـ"معهود قديم"للعرب، ومعلوم أن قوله تعالي "علم بالقلم" تعني كل علم نافع من علوم الدنياوالآخرة، وهو ما يعني أن الدعوة القرآنية منذ بدايتها دعوة ربانية علمية تدفع البشر للنفاذ الى المعارف الكونية الكبرى المقسوم عليها إلهيا، وهو مافهمه المسلمون وحققوا به حضارة زاهية. ومعلوم أن القراءة والعلم والقلم ، كما عبر عنها العلامة الدكتور عماد الدين خليل بدقة، هي:" تلك المفردات التي تضمنتها الآيات الأولى في السورة الأولى من التنزيل، والتي وضعت المسلم في قلب العالم وليس بعيدا عنه أو منفيا عنه" (مدخل إلى الحضارة الإسلامية للدكتور العلامة عماد الدين خليل ، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 2005م،ص 35) ايضا نجد محمد عابد الجابري يزعم في تعليقه على سورة القلم أن ابن عباس، وهو من صحابة الرسول، فسّر (القلم) تفسيرا يونانياهرمسيا، يقول «فمع أنهم يفسرونه بأنه أداة للكتابة، فإن معظمهم مثل ابن عباس وغيره ممن نقل عنه أو نقل عن مصادره فسره بما روجته الفلسفة الدينية الهرمسية من أنه «أولما خلق الله» ويعنون به العقل الأول في سلسلة العقول السماوية» )القسم الأول ص(181 وهذا كذب على ابن عباس، ومصدر ابن عباس في مسألة خلق القلم وكتابته هو الرسول (لاحظ كلمة «مصادره» من كلام الجابري!) والحديث يقول: (أول ماخلق الله القلم قال لهاكتب...)، وابن عباس لم يقل، ولا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن أول شيء خلقه الله هو القلم الهرمسي أو العقل الهرمسي المؤله، وإنما قصد الرسول -والوحي القرآني من قبله- معنى آخر مختلف تماما عمّا يوحي به الطروادي المغرور، وهو انه لما خلق الله القلم قال له: اكتب مقادير السموات والأرض ، فشأنه الكتابة وسطر المقادير وليس شأنه الخلق والتدبير، وهو ليس خالقا ولا عقلا إلهيا هرمسيا، وإنما خادما كاتبا للمقادير السماوية والأرضية وسنن الكون المسخر، مقادير كل شيء، وهذا مرتبط مع بقية تعاليم الإسلام العقدية والخلقية التي تدعمها وسطية القرآن التي أسقطت الوثنية عن الكواكب والسنن والعقول البشرية فجعلتها لا معبودة ولا مهملة كما هي في الحقيقة، وهذا شيء غيره في فلسفة اليونان التي جعلت من الكواكب آلهة حرب وحب وعشق وصراع وسرقة علم! وأما نتاج حضارة الإسلام الوسطية فقد منحت العالم والى الآن ما لم تمنحه فلسفة التجريد اليونانية الهائمة، بل إن علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية وقدموا نقدهم للعالم هدية علمية، ومنها نظرية بطليموس التي يقول الجابري إن القرآن تأثر بها (انظر من أقسامه (2/ 259 و190-191-243- و3/166(، وسيأتي الرد عليها في المقال التالي ان شاء الحق.
لمينفرد الجابري بهذه الفرية فقد رمى «طيب تيزيني» القرآن بتأثير الأرسطية اليونانيةعلى نصوصه-وتيزيني رمى الرسول بأنه كان متبعا لأوامر تنظيم دولي انطلق من روما كما لفق ذلك تلفيقا في كتابه «مقدمات أولية في الإسلام المحمدي»-وقد ضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى «وجعلناكم أمة وسطا»، فقال الوسط هنا مأخوذ من نظرية الوسط أو الأوساط الأرسطية خصوصا والإغريقية على وجه العموم (انظر كتابه «مقدمات أولية» ص376).
رحمالله عبد الرحمن بدوي عندما سخر من المستشرقين ممن يقرأون القرآن قراءة يهودية أومسيحية، فقال لهم انه يمكن أيضا ليوناني أن يقول إن القرآن استعار مفهوم الفضيلة"كوسط بين طرفين" من أرسطو، فالله يقول في القرآن: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (دفاع عن القرآن ص 101) ولقد فضح الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم «الاقتباسات» هذه في كتابه «دفاع عن القرآن"، وبصورة مفصلة رد فيها على المستشرقين اليهود و المستشرقين المسيحيين.
http://vb.tafsir.net/tafsir21275/
من المعلوم أن القرآن العظيم لا يمت بصلة لهذا "المعهود اليوناني"الخاطئ الذي تسلل به الجابري الى الحقيقة القرآنية البالغة ولا يمت بصلة الى افرازات الفكر الفلكي الخاطئ والمرتبط بتصور "آلهة كوكبية" وعقل سماوي عاشر (إله صغير في سلسلة آلهة اليونان!) واهب الصورة، بزعمهم، ومدبر لما تحت فلك القمر.
وقد ارتبط تصور فلاسفة اليونان للعالم بـ"فلكيات خاطئة" مثل تصور"الارض مركزا للكون"؛ كما يحكي أرسطو بنفسه "فمعظم الفلاسفة يؤكدون أنها تقع في مركز العالم... عكس هذا الرأي يذهب الفيثاغوريون فعند هؤلاء أن النار التي تشغل المركز (ارسطو من كتابه "رسالة السماء" ترجمة جان تريكون مكتبة فران الفلسفية باريس 1949، ص 101-102). ويقول ول ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) عن فلكيات ارسطو "ان علم الفلك الذي وضعه ارسطو ليس سوى سلسلة من الحكايات المضحكة "(قصة الفلسفة ص75، مكتبة المعارف، بيروت، 1988، ط6) كذلك لا يمت القرآن العظيم بصلة "للافلاطونية المحدثة" التي دعت الى التعددية الوثنية دفاعا عن "ألوهية الكواكب" والذي يقول فيلسوفها أفلوطين (وهو غير افلاطون): "فإن لم تكن الأجرام السماوية آلهة، فأي الموجودات أجدر منها بصفة الألوهية"!! (انظر "العقل المستقيل في الإسلام" لطرابيشي ص64).
مع ذلك نجد الجابري يحاول ، في تفسيره العلماني، أن يختلق صلة بين نتائج هذا الاستدلال الخاطئ للفكر اليوناني في مجالات الفلك والطب والفلسفة وبين القرآن العظيم، وقد قدمت من كلامه مجموعة أمثلة ضربها للقرآن ظلما وعدوانا ، ونزيد هنا تدليسا آخر قام بتلفيقه مما يمكن أن يدخل في باب "الإقتباسات" و"المقارنات" الساذحة ، المزعومة التي يتهمون بها القرآن، والتي فضح علماء الأمة عملياتها التلفيقية وكشفوا جهل أهلها ، ففي تعليقه على قول الله تعالى من سورة الأعراف "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها" يقول الجابري: "والمعنى: هو الذي خلقكم –خلق كلا منكم- من نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها باختلاطه مع ماء المرأة. وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى، فقد كانوا يرون أن النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل(!)،أما المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)، وعندما تلبسها صورة معينة رجل أو امرأة تصبح تمثالا للرجل أو المرأة، وكذلكماء المرأة فهو كالمرمر في هذا المثال(!)، فعندما تلامسه صورة الرجل يكون المولود ذكرا وعندما تلامسه صورة (!) المرأة يكون أنثى، ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)" (فهم القرآن الكريم، الجابري، القسم الأول، ص240). هنا في هذا النص حاول الجابري إعادة إنتاج الموروث اليوناني الخاطئ المُحمل بتصورات خاطئة عن دور المرأة في الحياة وفي الإنجاب،حاول الجابري اعادة هذا الموروث في نص قرآني كما حاول أن يشق لهذه الأمثال المضروبة بغيًا ، طريقاً الى القرآن ، ومنها مفهوم "الصورة" عند ارسطو ، والمتعلقة بتصورات وثنية في العقائد اليونانية، وبتصورات خاطئة عند ارسطو ، خصوصا في مسألة الجنين البشري وسبب تخلقه. وتعلق ذلك عنده بموقفه هو ومجتمعه من المرأة.(المجتمع الديمقراطي، النموذج!!!!)
ففي النص اعلاه انتقل الجابري بالخيال اليوناني عن "الصورة" –بغية زرعه في القرآن- الى "ماء الرجل"" "وأن النفس (وهي الصورة)-كما في التصور الأرسطي - هي مني الرجل أو "في" مني الرجل! ونعيد نصه مرة أخرى، قال:" نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها"!! ، وان ذلك هو قصد القرآن بزعمه. وأن القرآن تابع للتصورات العلمية الخاطئة!(وقد حاول الجابري نحت هذه الجملة بتعسف شديد ليكون أٌقرب إلى الفاظ القرآن ومعانيها ، ولم ينجح في ذلك لما سيأتي من كلام الدكتور إمام عبد الفتاح الفقيه في بيان موقف ارسطو ونظرياته. وزيادة على ذلك يقول الجابري ان النفس هي الصورة وانها تتكون من مني الرجل أو هي كامنة فيه!! ، بدليل قوله" النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل"! وكأن النفس او الصورة او الروح (الأرسطي!) يوجد في المني وينتقل إلى المرأة عبر هذا المني ، وما المرأة الا "قابل" أو "محل" يقبل الروح والصورة ويتعامل معه بمادة تغذية وهي في النظرية الأرسطية دماء الطمس وهو ماأخفاه الجابري عنا!! لكنه اخبرنا عن خيال ارسطو بقوله اما " المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)"! فاخبرنا الجابري عن المادة ولم يخبرنا ماهي!!! ؟ وعلى كل فما قاله هو مفهوم ارسطو كما هو معروف عنه وليس مفهوم القرآن العظيم ،فعند ارسطو أن الصورة للرجل يقابلها من المرأة دم الطمس أو الحيض ومنه يتغذي المولود ! وهذا باطل قطعا لأن ماء المرأة في العلم الإسلامي والطب الإسلامي لو صح التعبير ، هو "بنية" غاية في التصميم والإبداع والتركيب والتعقيد ، تتدفق في مجرى مبدع ، وتصير في المشهد الجديد ، مع ماء الرجل، امشاجا بالغة الحيوية والإبداع، والتعقيد والتركيب ، اللطيف، بالغ الدقة، ويكون منه الجنين بعد مراحل تخلق جنينية متعددة واطوار مختلفة تتم إلى مرحلة نفح الروح وهو الخلق الآخر الذي قال عنه الله عز وجل :" ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين"
فالجنين البشري كما أشار القرآن يكون في البدء ، وقبل نموه الطبيعي وقبل حلول الروح أو النفس ، أمشاجا من نطفة الرجل والمرأة معا وليس الرجل فقط ولا دخل لدماء الطمس الأرسطي فيه فهذه خرافة ارسطية. وزعمه بأن موقف القرآن هو الموقف الأرسطي العلمي القديم عن الجنين، لا يُسَلم له ، ذلك أن القرآن أشار إلى أمشاج مشتركة من مائين، نطفة مشتركة من ماء الرجل وماء المرأة ، او من نطفة الرجل ونطفة المرأة لتكون نطفة واحدة أن تتكون منها خلية واحدة ، تدخل مراحل جنينية ذكرها القرآن في قوله تعالى من سورة" المؤمنون":" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) وهذا الإنشاء الجديد قال الله تعالى عنه في سورة السجدة :"وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" فالقرآن يؤكد دور عناصر اشتراك واقتضاء ، وتركيب والتقاء ، ومشاركة وتكوين، متدفقة من المرأة لتكوين التركيب الداخلي الجديد ، المقدر إلهيا ، ليكون نظفة جديدة في الامشاج التي قال تعالى عنها :" من نطفة خلقه فقدره"(سورة عبس :19).
اما ماء الرجل عند ارسطو فهو وسيلة لإنتقال" الصورة" او لتعبر به الروح إلى دماء الطمس ،وهذا الروح هو أعلى وأسمى وأرقى قيمة من هيولي المرأة التي هي المادة، ومادة المرأة هنا هي دماء الطمس، كما ان المرأة عند ارسطو هي دونية، وكذلك ماتقدمه في عملية الإنجاب! والذي شكل هذا الموقف الارسطي تجاه المرأة هو تصور قومه وبيئته لها ولدورها في الحياة. فالرجل هو الصورة والروح والمبدأ العقلي وهو الذي يهب الحياة في المرأة والمرأة قابل عاجز ، وهي" المادة الخام" وهي الهيولي ينطبع عليه الأرقى أو يصيبه عطب المرأة! والسؤال الآن أين هي معرفة ارسطو بالحيوان المنوي والبويضة ؟ يجيب الدكتور امام عبد الفتاح ان ارسطو لم يعرف اي شيء عن الحيوان المنوي او البويضة (انظر انظر ارسطو والمرأة ، للدكتور إمام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص 65-66، 97) وبما ان هذا كله غائب عن نظرة ارسطو وفكره المجرد عن الجنين فانه لايجد الا دماء الطمس ليغرس الروح فيه!! .. روح ارسطو الكامن الذي سيتغذى على هذا الطمس فاذا كان معدا اعدادا جيدا ،فإن الحركة التي يطبعها الذكر عليه ستجعل صورة الجنين شبيهة بولده كما يشرح الدكتور امام عبد الفتاح نظرية ارسطو في كتابه "ارسطو والمرأة" (انظر ارسطو والمرأة ص55) ! او يحل فيه الرجل الكامن في حيوان منوي الذي سيتخيله اطباء العصور الوسطى المسيحية تطويرا لنظرية ارسطو عن الصورة او الروح المتنقلة عبر ماء الرحل والذي سيعكسها في التصور اليوناني مااطلقوا عليه العقل العاشر والذي منحوه القدرة على تدبير ماتحت القمر!.
نترك الدكتور إمام عبد الفتاح يقدم لنا جملة شارحة مهمة، ففي كتابه(ارسطو والمرأة) يقول :" ونصل الآن إلى مساهمة الذكر والأنثى في عملية الإنجاب لنجد أن أرسطو يذهب إلى أن الدور الحاسم هو دور الذكر الذي يقدم لنا " الصورة" و "العلة" في حين ان الأنثي لاتقدم سوى المادة أو الهيولي على نحو ماتتمثل في دماء الطمس ، وهكذا يتبين لنا بوضوح أن المساهمة التي تقدمها الأنثى في عملية التوالد هي المادة المستخدمة في هذه العملية ، أما الذكر فهو يزودنا ب"الصورة" وبمبدأ الحركة ... ولقد ظلت الفكرة الأرسطية التي تجدد دور الأنثى في عملية التوالد بتقديم " دماء الطمس"... والغريب أنها موجودة في سفر الحكمة .:" وفي مدة عشرة أشهر صُنعت من الدم بزرع الرجل واللذة التي تصاحب النوم"(الاصحاح السابع:2) ويمكن أن نراها مصورة في كتب التوليد للقرن السادس عشر ، مثل كتاب الحمل والولادة الذي كتبه يعقوب وريف.. عام 1554م ، ولم يبرهن على زيفها على نحو قاطع سوى وليم هارفي في كتابه عن توالد الحيوان عام 1651 بعد تشريحه لمجموعة من الظباء "(ارسطو والمرأة ، لامام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص51) (انظر الملاحظة الأخيرة عن هارفي آخر المقال)
فالحيوية وبث الحياة والصورة والماهية من الرجل ، أما الأنثي –كما يقول الدكتور امام عبد الفتاح- فهي لاتقدم عند ارسطو سوى المادة التي هي دماء الطمس،(التي هي أشبه بالمادة الميتة كما يقول الدكتور إمام عبد الفتاح ص 54) ويكون دور الأنثي سلبي ، لاتقدم سوي المادة (انظر ارسطو والمرأة ص 60) وذلك يتبع تصوره بأن المرأة ليست مخلوقا كامل النضج!، لاتستطيع تقديم شيء له قيمة!، فهي مخلوق عاجز عجزا خاصا(القديس توما الاكويني تأثر بموقف ارسطو إذ قال أن" المرأة مخلوق عارض"! (انظر ارسطو والمرأة ص62،60) ، وارسطو ينظر اليها على انها تشوه خُلقي أو انها موجود مشوه ، لأنها بدون عضو ذكري للتوالد! ، فالإنحراف الأول في الطبيعة هو الذي أنجب المرأة! ، والطبيعة-عند ارسطو!- لاتصنع النساء الا عندما تعجز عن صنع الرجال ، وهذه الإنحرافات تتكرر في الإنجاب ايضا !، فإذا جاء المولود ذكرا فإن الغلبة تكون للصورة أي صورة الرجل الأرقى! ، وإلا فإذا انحرفت الطبيعة كان المولود أنثى واذا كان شبيه بالأم فانه علامة قصور في الخلق!، وعلامة انجاب "الذكر" هي علامة تفوق الرجل كما هو الحال عند هرقل(لقد جاء الإسلام وهدم هذه النظرة،انظر سورة النحل(الآية: 58) وسورة الزخرف،الآية:17 ) فمن علامة تفوق هرقل في الاسطورة اليونانية انه انجب(72) ولد وبنت واحدة!(انظر ارسطو والمرأة ص60-61، 66،68) ومن نتائج دونية المرأة عند ارسطو وسذاجة خياله!، انه قال ان لها عدد اسنان اقل من الرجل! ، وذلك مادفع برتراند رسل على التعقيب على هذه السذاجة الأرسطية بالقول ان ارسطو لم يكن ممكنا ان يرتكب ابدا مثل هذا الخطأ لو أنه طلب من زوجته أن تفتح فمها لحظة واحدة!(انظر ارسطو والمرأة للدكتور إمام عبد الفتاح ص 68)
فأين تجدون–ياأهل التلفيق-في المشهد القرآني العظيم، والوصف الرباني اللطيف الدقيق مفهوم النفس، أو الصورة، الارسطي الذي يحمله ماء الرجل بحسب الجابري أو المولود الكامن(روحا أو نفسا أو صورة أو ماتصورته فيما بعد العصور الوسطى المسيحية) والذي لايحتاج من المرأة الا مجرد تغذية من دماء طمس ؟ (في القرن السابع عشر 1699م رسم "داليمباتيوس" الإنسان كاملا داخل رأس حيوان منوي!)
هذا كله في كفة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كفة أخرى، ففي رده صلى الله عليه وسلم على سؤال يهودي عن خلق الإنسان :"لأسألنه عن شيء لايعلمه الا نبي، ثم قال يامحمد مم يُخلق الإنسان؟ قال : يايهودي من كلٍ يُخلق ، من نطفة الرجل ، ومن نطفة المراة ) والحديث في مسند الإمام أحمد برقم (4206) فهذا الحديث يعلمه المسلمون من زمن البعثة يكتبونه وينسخونه في الكتب وينتقل من جيل الى جيل!، وهو موجود في مسند الامام احمد ، وقد مات الإمام أحمد عام 241 هجرية- 855 ميلادية، وواضح من قول الرسول انه يخالف المعارف الخاطئة لارسطو مخالفة تامة ، وقد ورد الحديث في صحيح مسلم ايضا ردا على اليهودي: يايهودي من كل يُخلق ، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة !! وقد روي الطبراني بسنده عن مجاهد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماخلق الله الولد الا من نظفة الرجل والمرأة جميعا.
وقد ذكر الرسول كما في صحيح مسلم في كتاب النكاح، أنه مامن كل الماء يكون الولد! وقد أثبت العلم تحت المجهر ان الذي يدخل البييضة انما هو حيوان منوي واحد على الرغم من وجود اعداد لاتحصي من الحيوانات المنوية في الدفقة الواحدة
كما رأينا تحت هذه المجاهر ان لماء المرأة دور رئيسي في عملية التخلق الداخلي بأطوراه المتجددة والتي صورها القرآن في صورة "أمشاج" ، في اختلاط تام، بصبغيات متساوية لماء الرجل وماء المرأة(23 صبغيا) او حاملا وراثيا- لكل منهما ، تتشكل منها خلية جديدة من 46 صبغيا، وهو ما يعني ان ذلك ليس له في هذه المرحلة صلة بتكون "نفس" كما أنه ليس لها صلة، من قريب أو من بعيد بخطأ معرفي يوناني عن صورة ونفس ومرمر وشكل ودم حيض وطمس ومخلوق كامل في ماء أولي!، ، كما أنه لاوجود ، في المشهد القرآني ، للعقل العاشر الذي اخترعته مخيلة اليونان. ولاأعرف مادخل اسطورة العقل العاشر اليونانية مع خلق الإنسان في القرآن ؟ ويلاحظ أن الجابري حاول أن يوحي أن من يعكس الصورة في الإسلام هو ماذهبت اليه الاسطورة اليونانية أو تأويل الجابري لها! وذلك بقوله:" ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونيةالمحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)!، فهل هناك عقيدة في الإسلام تقول أن جبريل عليه السلام هو مدبر ماتحت القمر وأنه واهب الصورة أو انه عقل اليونان العاشر المؤله؟! وهل يمكن أن يكون هذا تحليلا علميا موضوعيا رصينا ، مقارنا ، من مفكر يسمع له في عالم الفكر والفلسفة؟! أم انه تلفيق ظاهر البطلان ، ساذج الحيلة!؟
والا فليقل لنا من يدافع عن الجابري او من يستخدم كلامه ، كيف يكون ماعرضه القرآن عن الجنين البشري هو مايقتضيه العلم القديم لأرسطو عن المني والصورة والمرمر والشكل ؟ والجابري هو نفسه من قال عن نص القرآن "هو الذي خلقكم من نفس واحدة" ،قال :" وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشربين الأطباء القدامى" !؟ والله جل جلاله يقول:" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج فجعلناه سميعا بصيرا"(سورة الإنسان:2) والأمشاج تتكون من مجموعة عمليات مختلفة جرى إجرائها بالتقدير الرباني في كل من الرجل والمرأة-كلا على حدة!- قبل أن تتجمع في أمشاج مختلطة من كليهما:" فلينظر الإنسان مم خلق ، خُلق من ماء دافق"( سورة الطارق:5-6) وهذه النطفة هي نطفة الأمشاج " من نطفة أمشاج"(سورة الإنسان:2) قدرها الله تقديرا "من نطفة خلقه فقدره"(:" سورة عبس:13) لتستقر وتتشكل وتتكون في ماوصف الله ، في قرار مكين:" ثم جعلناه نطفة في قرار مكين"(سورة المؤمنون:19) وأهل العلم المادي اليوم –مؤمنون وكافرون على السواء!-يعرفون التصميم المعقد لهذه الأمشاج كما يعلمون أن بييضة المرأة هي بذات الأهمية كما لماء الرجل في تكون وتشكل النطفة، وهذا من علم الله فيهم ، وشهادته في العلماء وغيرهم ، وقيوميته عليهم "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)
يقول الدكتور زغلول النجار في هذا السياق:" هذه الحقائق العلمية التي تقع من علم الأجنة في الصميم، والتي لم تعرف مبادئها الأولية إلا في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي, واستغرقت أكثر من قرنين من الزمن حتى تستقر في وجدان علماء الأجنة, تحدث عنها خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الدقة العلمية, والإحاطة الشمولية منذ مطلع القرن السابع الميلادي, أي: قبل أن يصل إليها العلم المكتسب بأكثر من عشرة قرون كاملة.
فحتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي كان الناس يعتقدون أن الإنسان يخلق جسمه كاملاً بأبعاد متناهية في الصغر من دم الحيض, وبعد اكتشاف بويضة الأنثى قالوا بأن الإنسان يخلق كاملاً فيها كما يخلق فرخ الدجاجة في بيضتها, ولكن بعد اكتشاف الحيوان المنوي نادوا بأن الجنين يخلق كاملاً في رأس ذلك الحيوان على الرغم من ضآلته, ولم ينته الجدل بين أنصار كل من هذه التصورات الخاطئة إلا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حين اكتشفت أهمية كل من الحيوان المنوي والبويضة في عملية تكون البويضة الملقحة التي ينشأ عنها الجنين, ولم يتم الاتفاق على ذلك إلا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي القرن العشرين ثبت لعلماء الأجنة أنه من بين ملايين النطف الذكرية ـ الحيوانات المنوية ـ التي تنزل في الدقيقة الواحدة لا يصل منها إلى قناة الرحم إلا خلاصة لا يتعدى عددها الخمسمائة, يتمكن واحد منها فقط من اختراق البويضة ـ النطفة الأنثوية ـ فيتم تلقيحها وتكوين النطفة الأمشاج التي وصفها الحق ـ تبارك وتعالى ـ في محكم كتابه, والبويضة هي أيضاً جزء من ماء المرأة, وهنا تتضح لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"ما من كل الماء يكون الولد".
ولذلك نقول ، ان الناظر في نص الجابري السابق-بعين فاحصة يقظة- يرى انه كان يحاول القيام بعملية قسرية متعثرة يتلعثم فيها ويتعثر وتخرج كلماته في ارتباك وتناقض وكأنه كان يريد أن يلقي بحمل ثقيل مركب ثم يهرب إلى الخلف حيث الساتر العلماني مع المتسترين خلفه! وكأنه ، بالكر والفر ، تمكن من صنع ارتباك ما ، بينما نراه يخالف وقائع العلوم وتاريخ الحقيقة البالغة ، ومعلوم ان علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية-ومنها أفكار كثيرة لأرسطو- في الطب والفلك وفي الجغرافيا وعلوم الأرض وغير ذلك.
فالوقائع التاريخية العلمية وهي مسطورة إلى اليوم- تشهد انهم كانوا ينقدون آراء ارسطو في الطب والفلك ونظرته عن الجنين، ومم تكون ،فقد كانوا يرون قصور بل وسذاجة مادته العلمية الخاطئة في مجملها، ولايعنى ذلك التقليل من شأن جهده في عالم المادة فإسلامنا علمنا العدل في التقييم وعدم جحود الجهد الإنساني في أي أمة كانت. لكن هذا شأن ومايحاول الجابري أن يمرره هو شأن آخر حاول به وصم الإسلام بأنه تأثر بموروثات الأمم في المجالات العلمية والدينية على السواء، كمحاولة حديثة جدا لنقد القرآن الحكيم.
ومامحاولته الا مجموعة أغاليط منها إنطاق الدليل بغير منطوقه كما فعل مع العقل العربي وكشفه هناك"جورج (!) طرابيشي" وله في كشفه مآرب أخرى وأغراض علمانية أخرى (انظر العقل المستقيل ص185).
يقول جورج طرابيشي عن أخطاء الجابري وتلاعباته انها :"الأغاليط والمغالطات الآخذ بعضها برقاب بعض كالسلسلة... تحل المصادرة مكان البرهان، والفرض الذهني محل الواقعالعيني،... تقلب أدلة الإثبات الى أدلة نفي وبالعكس، وتجري محاكماتها لا بالاستناد الى الوقائع والنصوص، بل قفزا فوق الحقائق والنصوص، وتلفيقا لها وتزييفا عند الاقتضاء" (العقل المستقيل ص136). وفي كشفنا هنا نراه يحاول أن يوهم قارئه ان ما ذكره القرآن عنالإنسان والسموات والقلم وغير ذلك مما ياتي بيانه انما مصدره موروثات خاطئة لتراث ما قبل الإسلام ويتوسل الى ذلك بالتلفيق والتحريف لإلباس الحقيقة القرآنية -بعد الادعاء بتاريخيتها!– لباس الخرافة الأرسطية والهلينية وغيرها من خرافات الانحرافاليهودي والمسيحي والوثني كما فعل تيزيني والقمني وجعيط. والعجيب انه من جهة اخرى يجعل من هذا العقل اليوناني اللاعلمي في اغلب استنتاجاته "عقلا برهانيا" ليقيمه -مسنودا بنماذج مغربية- في المواجهة مع ما اطلق عليه "العقل البياني" و"العقل العرفاني" العربي!. وقد حصر البرهان في مذهب ارسطو، ووضع سلطة ارسطو فوق سلطة العقل كما قال طرابيشي (في العقل المستقيل ص95 و388). وما بين توقيرية القراءة الجابرية لارسطو وبين رفع تلاميذه له وتعظيمه فوق الأنبياء، تتكشف لنا "المضاهاة النفسية" التي تظهر بادية على قراءة الجابري العنصرية الداعمة "للمركزية الاوروبية" باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني الممتد الى ارسطو كما كشف ذلك علمانيون في نقدهم للجابري (انظر كمثال محمود إسماعيل في "قراءة نقدية" ص13).
أضافة أُخرى وأخيرة
قال ديورانت في كتابه قصة الحضارة (ج28 ص251) عن العالم الغربي هارفي :" إن هارفي هو الذي هيأ لهذا العصر ذروة المجد العلمي بشرحه للدورة الدموية، وهو "أجل حدث في تاريخ الطب منذ عهد جالينوس". ولد في فولكستون (1578)، ودرس في كمبردج ثم في بادوا على فابريزيو دكو ابندانت، فلما عاد أقام في لندن ومارس الكب فيها، وأصبح الطبيب الخاص لجيمس الأول ثم شارل الأول، وعكف صابراً مثابراً، سنين طوالاً، على إجراء التجارب والتشريح، على الحيوانات والجثث، ودرس، تدفق الدم ومجراه في الجروح. ووصل إلى نظريته الأساسية في 1615. ولكنه نشرها، متأخراً، في فرانكفورت 1628، على أنها "تجارب متواضعة في تشريح الجثث ودماء الحيوان". وهي أول وأعظم أثر في الطب في إنجلترا. ) ثم قال (ص252):".. واعتقد هارفي "بأن كل الحيوانات حتى هذه التي تنتج صغارها أحياء، بما في ذلك الإنسان نفسه-تتطور وتخرج من بيضة، وصاغ عبارة "كل حيوان يخرج من بيضة". ومات بعد ذلك بست سنين بسبب شلل أصابه، واهباً معظم ثروته التي تبلغ عشرين ألف جنيه لكلية الأطباء الملكية، وعشرة جنيهات لتوماس هوبز "رمزاً للمحبة".!
فهذا آخر جهد هارفي القرن السابع عشر فليقارنوا بينه وبين مافي القرآن وماكشفه العلم الحديث وليخبرونا عن النتيجة.
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)



http://vb.tafsir.net/tafsir21278/
ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله :"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنوإسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهوإخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين... يتعلق الأمر إذن بالانتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية(!)، وهي التحرر من طغيان فرعون والرجوع(!) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم.. للجابري، القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلامه تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام" الذي رده إلى مصطلح زعم انه من نحت زعيم عربي، اراد ان يأتي بجديد ليخضع له الاتباع بالتسليم والطاعة! وهنا لا يختلف تحليل الجابري عن تحليل طيب تيزيني في مشروعه الضخم (مشروع رؤية جديدة للفكر العربي)، اذ نسب للرسول فاعلية تاريخية مادية. كذلك الجابري يتناول الحقائق الغيبية والاسماء الشرعية بتفسيرات مادية تُرجع أصول الايمان الى ضرورات مرحلة وتحولات مجتمع وتغيرات في معارف زمنية لا تبعد عنها كثيرا، كذلك هنا نجد الجابري يؤول معنى النور ليناسب التفسير العلماني الحديث، فقد جعل "النور" الذي جاء به موسى عليه السلام، ومن بعده نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، هوحالة خروج من وضعية مادية إلى وضعية أخرى.
فقال عن الآية الأولى من "سورة ابراهيم" وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد ما قدمناه آنفا، أي تعليقه على الآية الخامسة من نفس السورة "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ"، ومعناها في بطن العقل الجابري وتفسيره (المادي المعاصر لنا!)، يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى (مستوى عيش مادي!!) وهي في حالة قوم موسى عليه السلام، الخروج من وضعية مادية (فقر –استعباد- اغتراب.. إلخ) الى الأرض الموعودة :"من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247). وفي حالة صحابة رسول الله: السعي، تحت سلطة زعيم، للثورة على زعماء قريش كأي حركة متمردة تدور في فلك السلطة وتسعى لها بمعارف وادوات جديدة وتتمرد بفاعلياتها على أوضاع سائدة ! هذا هومعنى النور والظلمة والإخراج من الظلمات إلى النور عند الجابري، والوضعية المادية الأفضل تحتاج من الزعيم المناوئ الى قتال وتجييش وصك مصطلحات "اسلام، نور، ظلمات..إلخ! (النظرة الاستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) فالجابري، في الحقيقة، لا يُحيل إلى الآية الخامسة من سورة إبراهيم لتفسير الآية الأولى منها، كمحاولة لتفسير القرآن بالقرآن كما حاول الإدعاء، وإنما يحيل إلى معنى خارج الآيات والتفاسير، معنى معاصر، تتصوره المخيلة العلمانية للتاريخ النبوي ثم تبني عليه تفسيراتها للتاريخ ومن ثم الآيات القرآنية بإعتبارها -في التصور العلماني- نصوص أفرزتها الأوضاع المادية، فهويقول : "أقول إن التوجه إلى العرب، في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" هومن أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). فرجعت الظلمات ورجع النور في التفسير الجابري إلى معاني مادية مرتبطة بتحولاتها الفكرية والثقافية، التي يحد الجابري حدها بزمنها العربي وجغرافيتها ومحيطها المعرفي والمادي والقبلي المعاصر لها! فالنص القرآني والآيات القرآنية عند الجابري انما هونهاية تفاعلات وخلاصات لأوضاع متراكبة متداخلة من (المادة والاسطورة) ومعلوم أن المادة تسبق الاسطورة عند الجابري واشباهه وأنها الأصل (ويدخلون الدين في الاسطورة)، ومن خلال هذه النظرة يتم ارجاع حقيقة الوحي والغيب والقرآن الى صور مادية بالغة الكثافة، فإن أشرقت فانما تشرق على خيالات واساطير تداعب الانسان على الدوام! ومعلوم ان تخرصات هذه المذاهب المادية -التي يتبناها الجابري وامثاله- لم تقدم اجابات عن غاية وجود الإنسان اوطبيعته وحقيقته بل اعياها تقديم تفسير متماسك عن عقله اووسائل ادراكه اووعيه كما لم تستطع الى الآن تقديم صورة صحيحة واضحة عن كيفية ظهور الحياة اومصدر الوعي البشري وصورة الفطرة الإنسانية (انظر في هذا الشأن عرض وتقييم مراد هوفمان في كتابه "خواء الذات والأدمغة المستعمرة" للمذاهب المادية الحديثة في الغرب) وكل ما قالوه في هذا الشأن إنما يدخل في مجال التخمين والفلسفة وأكثره لا يصمد أمام ما يظهر من نظريات جديدة يحطم بعضها بعضا، بينما نرى في كتاب الله عز وجل صورة الانسان ثابتة جلية واضحة ونرى الوحي مفارق للمادة والانسان وعوامل الاجتماع البشري وتحولاته، فهوامر فوقي علوي منزل من السماء لهداية البشر، وهوفي حالة القرآن معجز لا تستطيع البشرية مهما بلغت من معرفتها وتطور لغاتها ان تأتي بمثله وهوكان بعضهم لبعض ظهيرا، فكما أن فكرة الانسان اصيلة وروح الانسان فريد فكذلك الوحي فهوأعظم من عمل الروح، بل هوهادي الارواح كافة.
ان الآية الأولى من سورة ابراهيم تخبر عن الدعوة الربانية من إخراج الناس، كل الناس، من ظلماتهم القلبية والعقلية، وظلمات ثقافتهم وأديانهم وأوضاعهم الشركية والمادية وقد أشار القرآن ان الشرك لظلم عظيم، وفي الحديث أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وكذلك ظلم الناس في أموالهم وأرواحهم وانسانيتهم ونهب ثرواتهم ومنعهم من التفكير والنظر في آيات الله بصور من الإنغلاق المعرفي اوالديني اوالاسطوري، الحاجب للحقيقة، كما انها دعوة لاخراج الناس من الإنحرافات الفكرية والكتابية والوثنية التي تُفرض على الناس فرضا، استعلاء واستغلالا وتحقيرا واستخفافا، لقد دعت الآية الأولى من سورة ابراهيم إلى إخراجهم من هذا كله إلى عبادة الله وحده وعدله وأوامره ودينه وشريعته ورحمته ونوره. وهوبلاغ عام شامل إلى الناس جميعا وليس كما زعم الجابري بقوله: " هذا بلاغ لأهل القبائل، ولينذروا به" (القسم الثاني من فهم القرآن للجابري ص 244).
لقد جاءت الآيات لشأن أعظم وهودور الإسلام في العالم كله وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام كما فهم الصحابي الجليل ربعي بن عامر وسائر من سمعوا التنزيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة الكرام حملة الرسالة والحضارة إلى العالم كله كما حدث فعلا ولوكانت رسالة الرسول للقبائل العربية في الجزيرة العربية لما رأينا في القرآن حقيقة الدعوة الربانية العالمية ولما رأينا تحريض رسول الله للامة على الخروج لأبعد من جزيرتهم، بل لما رأينا حركة الفتوحات تتقدم للأمام في اتجاه آفاق الأرض لإسقاط الإمبراطوريات وتحرير البلاد والعباد ونزع السلطات الجائرة واسقاط الشرائع الجائرة واحياء النفوس بشريعة عالمية تناسب حضارة لم يُسبق اليها -صنعت برجال الإسلام!- فيها من العلوم والمفاهيم والمعارف والقيم، والمبادئ والسنن ما يتجاوز حدود الارض لا حدود مكة اوالجزيرة العربية اوحتى العالم الارضي كله، ذلك انها رسالة تمتد جذورها الى السماء التي يتنزل منها القطر والغيب وترسل اشعتها وانوارها الى الارض بدون تدخل قبيلة اوفعل امبراطورية اوسحر حضارة اواوامر قادة، انها رسالة الله عز وجل الى البشر وهوالذي أنزل الاسماء وشرع الأحكام ووضع الحقائق على لسان رسول الله.!
اما ما أعرض عنه الجابري من الحقائق، وطالب بعزله، ورماه بالمضامين الإيديولوجية مع ما في هذه اللفظ عند امثاله من ايحاءات مادية فهوما ورد في تفسير ابن كثير: " لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد" وتفسير الطبري: " يقول: تهديهم به من ظلمات الضلالة والكفر، إلى نور الإيمان وضيائه، وتُبصر به أهل الجهل والعمى سُبل الرشاد والهدى"، ومعلوم ان الجابري قام في مشروعه -عن القرآن- بنقد علماء التفسير والسخرية منهم في الوقت الذي يعترف بأنه كلما تقدم في البحث اكتشف مدى عمق مجال جهله واتساعه (انظر كتابه" مدخل إلى القرآن ص 23) فقد رمى الجابري علماء التفسير بالفقر الهائل على مستوى "أدوات الإفهام" (انظر كتابه "فهم القرآن الكريم، القسم الأول ص 10-14) وهوالذي قال كمدخل للإعراض عن تفاسير العلماء قولة حق اراد بها باطل وهي أن القرآن يفسر بعضه بعضا، ومع ذلك فقد خالف هذه القاعدة الخبيرة والثمينة والتي لم يخترعها هووإنما حاول وضعها كلافتة بين يدي مشروعه لجلب الثقة به وليخدع عوام المثقفين! كما انه حشرها بين مُسلمات نظرياته المجلوبة من الغرب مثل نظرية: ان النص يجب ان نخضعه ليكون معاصرا لنا، فننظر اليه بأدوات التحليل المعاصرة "معطيات العصر!" التي تضع حقائق القرآن لنسبية معهود العرب ومعارفهم الخاطئة!!!
راح الجابري يهاجم العلماء وما قدموه من مفاهيم وتفسيرات وزعم ان الرجوع لأصالة النص هوالأصل، وهي حيلة جابرية لعزل التفاسير الإسلامية من طريق عمليات الحذف والبتر التي يقوم بها بتفكير وتقدير وترتيب دقيق للغاية، وذلك في نفس الوقت الذي يستعين بالمناهج الغربية المادية التي ترفض الوحي وتعزل الغيب، يقول الجابري :" المقصود بـ" الأصالة" هنا، على صعيد الفهم، هوهذا النص مجردا عن أنواع الفهم له، التي دونت في كتب التفسير باختلاف أنواعها واتجاهاتها. إن الأمر هنا يتعلق أساسا بعزل المضامين الإيديولوجية(!) لتلك الأنواع من الفهم أما المحتوى المعرفي في كتب التفسير فلأنها في الجملة، يكرر بعضها بعضا، فإنه يمكن الإستغناء عنها، والإقتصار على المؤلفات المؤسسة: مثل التفاسير التي ألفها علماء اللغة" (فهم القرآن الحكيم، القسم الأول ص 10).
ان السر هنا هوأن الجابري حاول أن يُدخل نصوص القرآن في دائرة الصراع المادي -الذي تتخيله المادية الجدلية والماركسية والعلمانية- وما يتولد عنه من نتائج مادية اوثقافات معرفية خاصة ببيئاتها المحيطة ومخيالها المحدد اوخيالها المحدود!، والتي إستُخدم لها –بزعم الجابري- وسائل تجييش معنوية تستعين بالثقافة المحيطة وتخدمها لحركتها الجديدة حتى يتم لها احراز النصر من غير عائق ديني أونفسي مع أن الإسلام رفض ركام المعارف الخاطئة التي رانت على القلوب وتلبست العقول وكلها كانت نتاج الثقافات المنحرفة المسيطرة، بل وبينت اشارات الوحي في مكة، في تنبيه مُعجز على أخطاء علمية ومعرفية وكهنوتية ومدنية ظلت منتشرة في الثقافات المحلية والعالمية، الدينية والوضعية التي لم تتأثر بالاسلام تأثيرا كبيرا، ذلك أن الظلمات هي مفاهيم وأوضاع وأعمال وأفعال ممتدة في التاريخ والجغرافيا والنفوس الجاهلة على السواء.
وقد أمكن للجابري افتتاح تفسيرات علمانية جديدة وحديثة بصورة تكاد تكون أولى ومتكاملة في هذا المجال فقد كتب تفسيرا كاملا مؤكدا به ان ساعة النقد اللاهوتي قد حانت، وسمى تفسيره "فهم القرآن الكريم، التفسير الواضح حسب ترتيب النزول"وهوالأقسام الثلاثة التي نشير اليها هنا، مع كتابه "مدخل للقرآن" الذي يعتبر مقدمة للمشروع هذا، وإن كان أركون ونصر ابوزيد قد قاما قبله بشرح آيات معينة تناولاها بالادوات المعرفية الغربية والنظريات اللغوية والتاريخية والاجتماعية والنفسية وغيرها، وقد أكثر منها أركون فيما ندر التعليق من نصر ابوزيد على الآيات فقد علق هذا الأخير على آيات قليلة كما في تعليقه على سورة العلق، وخصوصا الآية (3) منها "وربك الأكرم" بينما قام اركون في كتبه بالتعليق على نصوص من سورتي الكهف والتوبة وآيات من سور أخرى.
وكما غيب اركون ونصر حقيقة الوحي في تناولهما لآيات القرآن فقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور..إلخ)، فأخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته الربانية واسعة الهداية والدلالة والتنوير والتمدين، وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام، في حين نرى أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز!..
كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة، بالمنهج" (التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250)، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد على بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل (العلماني)- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة على عقول ملاحدة برواسب استشراقية. ( ملحوطة: في نقاش مع نصر حامد ابوزيد في ليدن، وكنا جلوسا في حفل لأصدقاء لي كان نصر ابوزيد يشرف على رسالاتهم الجامعية، احتفالا بحصولهم على درجة الماجستير، وهم اصلا من القسم الانجليزي من جامعة الازهر، قلت له ان الجابري متأثر بماركس والماركسية فأبدى امتعاضه وبدت عليه علامات الإستياء وكان جواره صديق له علماني فقال (بيقول ان الجابري ماركسي)، فقلت: متأثرا بالماركسية،فقال ولا متأثر خالص!)
والآن، وبعد أن عرضنا عمليات التلفيق والتفسير العلمانية للجابري، ننتقل إلى السؤال المهم الذي ينبغي طرحه في هذا السياق، وهو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -على يد عبيدها- استراتيجية الحجب والاستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغووالليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو"تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أويُسقط منه بعض ما أراد به، أونحوذلك من ليّ المعاني". وهوما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة، ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.
يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم.
دعوني أقدم مثالا هاما جدا يفتح القارئ على هدف واستراتيجية وتلاعب العلماني في الوقت الحالي، فكل ما قاله الجابري مما تقدم عرضه يلخصه خليل عبد الكريم في نص جامع كاشف لخيبة الرجاء العلماني في تطويق العقل المسلم وبزبالات عقول ضحلة فقدت الدليل والصواب معا، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عاما، وهوالمحامي الذي ترافع عن نصر أبوزيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادر عن الهيئة العامة للثقافة (بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"!-(هنا سنزيح الستار عن أكاذيب جابر عصفور في دفاعه عن اخوانه) أما المسيح –يقول خليل عبد الكريم-:"فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر (إحياء الموتى)... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و"سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع..إلخ") (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254-255). وكذلك فالرسول هو"كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، وبسبب أن النص يوضح فكرة العلماني خليل عبد الكريم من الأنبياء ومصادر الوحي المزعومة، وبسبب ان النصارى-زكريا بطرس، ناهد متولي..إلخ- يأخذون اتهامه للرسول ويحجبون عن اتباعهم اتهامه للمسيح عليه السلام ولموسي عليه السلام، نورده كاملا (أولا هدية لمرصد مقاومة التنصر وضرب لعصفورين في وقت واحد العصفور المدافع عن التعصب(جابر عصفور) وذلك حتى يطلع القارئ الكريم على نص واضح، وضوح الشمس في رابعة النهار، يظهر فيه موقف العلمانيين العرب-خصوصا بقايا الماركسية المطورة- من الأنبياء، والوحي ومصدره، يقول خليل عبد الكريم: "وبالنسبة لـ(سيد ولد قصي) فقد سبقه في الطريق سلفه الكرام من البطاركة الأماجد فقد أثبتنا بالأدلة الموثقة أن موسى تمت تربيته في (برعو) أوالبيت الكبير أوالقصر العالي وأن فرعون ذاته أشرف بنفسه على أطوار التنشئة ومراحل التعليم وأشواط التربية فأحضر له الكهان(!) والعلماء والحكماء الذين ليس لهم ضريب في العالم المتحضر آنذاك ولا نبدومبالغين إذا قلنا وفي هذا الزمان أيضا. أما عيسى ابن مريم فالذي تطوع بصنفرته(!) وقلوظته(!) وتلميعه (اسمع يا ذكريا بطرس ماذا يقول من تستعملون كلامه ضد رسول الإسلام، فنفس الكلام موجه ضد المسيح ومن العلماني الذي أنتم معجبون به وتزينون مواقعكم بكتبه!) هم: زكريا وابنه يحيى أويوحنا (هوالذي تولى تعميده ومن ثم سمي المعمدان) وأمه الصديقة التي قضت شطرا من حياتها في بيت المقدس وزوج أمه يوسف النجار الذي حمل قدرا لابأس به من العلوم الدينية... وجاء المسيح إلى مصر هربا من بطش الطاغية الروماني مكث فيها حتى بلغ الثالثة عشرة فاتصل بالكهنة(!) المصريين واغترف من علومهم(!) الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر(إحياء الموتى)(!) وسواء صح هذا المقطع المصلى من التصنيع لابن مريم أم لا فإنه يكفي الشطر الأول(!). وهكذا ثبت بالحجة القاطعة(!!) أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع واجتازا مراحلها(!!) وما نال من قدريهما أوحط من مكانتهما بل انهما رغم مضي قرون عديدة على ظهورهما فإنهما يزدادان تألقا(!) وتعاليمهما وحكمتهما تترسخان يوما بعد يوم.. وخلاصة القول إن كشف الحجاب(!!) عن مرور( المنصور) ب(التجربة) وقطعه لأشواطها واحدا وراء الآخر ليس فيه أدنى مساس(!) بمقامه المحمود ومنزلته السامية وقدره الرفيع"(فترة التكوين ص 254) ويقول تعليقا على قول الله عز وجل عن موسى" ولتصنع على عيني":" فالفعل مبني للمجهول أي أن الصانع غير معلوم بيد أن الصناعة تتم تحت رعاية ربه..وفي القصر الملكي ينشأ موسى ويترعرع وينهل من منابع حكمة كهان مصر القديمة ويتضلع من علومهم وهذه هي الصناعة وهذا هوالسر (!) في بناء فعلها للمجهول لأنه ربما يغدومن غير المناسب(!) الكشف عن هنادزة وأساتذة ومعلمي موسى(!). المهم أن هذا التصنيع هوالذي أهل(!) موسى لكي ينشئ(!) الديانة الموسوية التي تدين(!) بالكثير الذي لا يحصره أويعده أويحصيه إلا الله إلى مصر القديمة صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ حتى الآن... المهم الذي نقصده أن العلوم التي تلقاها موسى على أيدي كهان قدماء المصريين ومعلميه في قصر فرعون أوالبيت الكبير(برعو) كلها وسائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع(!)..إلخ والتي عبر عنها الذكر الحكيم بالصناعة (ولتصنع على عيني) تمت تحت رعاية ربه(!). وهي ذات الخطوات التي حققتها الهندوز (يقصد خديجة) في التجربة مع (المخبت) بإشراف اليعسوب (يقصد ورقة بن نوفل) ايضا..إن الذي حدث لموسى..على يد الكهنة والمعلمين والأساتذة والحكماء.. تكرر مع(الحبيب) على يد الطاهرة والقس"(فترة التكوين ص 250) فالتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني( كما افترى في كتابه فترة التكوين) يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!!.
هكذا يفعل العلمانيون مع الرسول والرسالة، بل ويفعلون كما رأينا-بعضا من ذلك هنا- مع الأنبياء: المسيح، موسى، ابراهيم، يعقوب، يوسف..إلخ.( ولسيد القمني باع سخيف في هذا المجال ويمكن الإطلاع على ذلك من كتابه"النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة أوالرجوع إلى كتابي أقطاب العلمانية الجزء الثاني طبعة دار الدعوة، الإسكندرية، فقد عرضت هناك أساطير القمني والعشماوي (وله في هذا المجال كتابه "الأصول المصرية...") وأحمد عثمان وفرويد..إلخ، بالتفصيل والنقد.
لم يقدم خليل عبد الكريم دليلا واحدا أورواية تاريخية واحدة، على مزاعمه بخضوع النبي، صلى الله عليه وسلم، لمن ذكر من قساوسة ينتهوا الى ورقة ابن نوفل ومعهم خديجة ولمدة 15 سنة من الليل حتى الفجر، وذلك كما لم يقدم هشام جعيط، ايضا، دليلا واحدا على زعمه بهجرة النبي الى الشام للتعلم من المسيحيةـ وإقامته فيها مدد تطول وتقصر!! وتطول بزعم جعيط أكثر مما تقصر !!، انها فقط افتراءات ملفوفة في لفائف من الهجوالساخر والهجاء البائس والظن الفارغ الذي تعلموه من كتاب الغرب. وهي التهم الفارغة الساذجة والمفضوحة بدون تسليط أي نوع من النقد عليها والتي يتلقفها المنصرون العرب وهم جهلى بمصادر العلم والروايات التاريخية. وما ينقلونه فانما ينقلونه من مصادر وسيطة، وحتى ولوعرضوا رواية ما بصورة مباشرة بعد عزل مصدرهم(الوسيط)، فانه سرعان ما يتبين لنا انهم لم يقرؤوا ما قبل وما بعد ما اقتطعه الوسيط بحرفية ودهاء.. وهنا تتكشف فضائح النصارى تباعا.
الآن وبعد ان فرغنا من اختراق "الاختراق"، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية الاستشراقية والفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، وكذلك بعد ان كشفنا ارتباط فعله بأفعال اخوانه واهدافهم. يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية القديمة/العلمانية الشبيهة والنظيرة)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وأن القرآن كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

http://vb.tafsir.net/tafsir23084/
فكلامك كما ترى مردود عليه جملة وتفصيلا وهو يدل على استعجالك في الرد وعدم تتبعك لماكتبت او تاريخ الكتابات او حتى الاقتباسات مما زعمت ومادريت!
بارك الله فيك واحسن الله اليك وجمعنا في روضات الجنات ورحمة الرب تعالى.
 
فكلامك كما ترى مردود عليه جملة وتفصيلا وهو يدل على استعجالك في الرد وعدم تتبعك لماكتبت او تاريخ الكتابات او حتى الاقتباسات مما زعمت ومادريت!
بارك الله فيك واحسن الله اليك وجمعنا في روضات الجنات ورحمة الرب تعالى.
لا يوجد اي اختلاف في أقوالك حتي الان، فهي نفس التفاخر الزائف الذي لا يجدي (ولن احاول تتبع كل أقوالك فلا تهمني اذا كانت كلها بنفس الطريقة) هذه الطريقة في عرض ردود وآراء الأشخاص لمن كان يرد علي الجابري. وهذا غير كل التبريرات التي تقفز بدون ادني جهد، والاقتباسات من الحلول الجاهزة لتبرير ما يسمي بالاعجاز العلمي في القرآن الكريم؟؟؟ هل بهذه الطرق التي تقدمها لنا ستكون كافية لتحويل شعار النهضة والتقدم الي امكانية وتحقيق لهم؟ أم انها من المعوقات التي يتطلب التحرير منها ولهذا كان هدف مشروع الجابري في نقد العقل العربي هو من أجل التحرر من امثال هذه المعوقات التي تقف امام هذا الأمر.
 
شكرا جزيلا أستاذنا المحترم طارق منينة.
أتمنى أن تتحفنا بمزيد من بركات تتبعك للمتأثرين بالاتجاهات الاستشراقية و أن تسلط من حين لآخر الضوء على بعض المقدمات التوضيحية إلى التغريب. جزاكم الله خيراً..
 
في اغلب الفقرات التي كتبتها اخي أحمد فارس اخيرا في هذا المنتدى نجد انك تثير الاعتراضات بصورة غريبة كالاعتراضات في موضوع حوار للدكتور محمد بن زين العابدين
ولي مجموعة اسئلة ارجو ان يتسع صدرك لها هذا ان كان لك اطلاع على افكار ماسيأتي ذكرهم في الاسئلة
فمارأيك في ميل اغلب العلمانيين العرب لافكار الجابري واعتراض الاسلاميين عليها اللهم الا فئة قليلة معروف تاثرها وميلها للفكر الغربي
مارأيك في فكر صادق جلال العظم؟
وفكر المستشار محمد سعيد العشماوي وهو المتنور!
وهشام جعيط
والقمني
وبارك الله فيك
اخي شايب زاوشثتي اشكرك على المتابعة وقد سعدت بتعليقاتك في موضوعنا وغيره فبارك الله فيك وجزاكم الله خيرا
ولاشك ان الاستفادة من حضوركم على مستوى الحوار ووضع الافكار المدروسة من امتع الاشياء الى نفسي فمن الاقلام النافعة في العالم هو قلم الدفاع عن القرآن كما قسمها ابن القيم في التبيان في علوم القرآن وهو كما تعلم كتاب من امتع كتبه والطفها.
 
في اغلب الفقرات التي كتبتها اخي أحمد فارس اخيرا في هذا المنتدى نجد انك تثير الاعتراضات بصورة غريبة كالاعتراضات في موضوع حوار للدكتور محمد بن زين العابدين
ولي مجموعة اسئلة ارجو ان يتسع صدرك لها هذا ان كان لك اطلاع على افكار ماسيأتي ذكرهم في الاسئلة
فمارأيك في ميل اغلب العلمانيين العرب لافكار الجابري واعتراض الاسلاميين عليها اللهم الا فئة قليلة معروف تاثرها وميلها للفكر الغربي
مارأيك في فكر صادق جلال العظم؟
وفكر المستشار محمد سعيد العشماوي وهو المتنور!
وهشام جعيط
والقمني
وبارك الله فيك
اخي شايب زاوشثتي اشكرك على المتابعة وقد سعدت بتعليقاتك في موضوعنا وغيره فبارك الله فيك وجزاكم الله خيرا
ولاشك ان الاستفادة من حضوركم على مستوى الحوار ووضع الافكار المدروسة من امتع الاشياء الى نفسي فمن الاقلام النافعة في العالم هو قلم الدفاع عن القرآن كما قسمها ابن القيم في التبيان في علوم القرآن وهو كما تعلم كتاب من امتع كتبه والطفها.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) صدق الله العظيم.

كنت أستمع لهذه الآية فتذكرت حال الجميع، وليس حال البعض لأنه لا يوجد شخص أو فريق يسلم من السخرية. اولا لا يجوز السخرية من أصحاب الأديان والمعتقدات (اذا كانت في نفس الديانة والديانة المخالفة) ولو يوجد تهافت في أقولها لا يدعنا أن نسخر منها، انما أنا فقط أتمني لهم الرشاد لكن ليس بأرغامهم علي معتقدات وآراء نظنها انها خير أو أفضل.
للرد بخصوص هذه الأسئلة، أنا لم أقرا كل الكتب لهؤلاء المفكرين، منهم من يعجبني فكره ومنهم من يختلف معي في المجالات والموضوعات التي انا اهتم بها. لكن في نهاية المطاف اريد اعرفك بأني لا أريد أدانة أحد فهذا ليس من أهتمامي.
انت سألت بخصوص أفكار الجابري وتأثيرها علي العلمانيين العرب واعتراض الاسلاميين عليها فهذا أمر لا أريد أن انشغل به. أولا لأني لا احب موضوعات الفرق المتنابذة بسبب التشتت في كثرة الاعتراضات والخصومات، فلا داعي للانشغال بهذا الأمر. وهذا ليس تهرب من المشاكل انما هو تهرب من المشاكل الزائفة ليس اكثر، حتي يتسني ويظهر لي حلول للمشاكل التي أقدر ان احلها فعلا.
الأسماء التي ذكرتها وغيرها كثير، يكاد يتردد أسمائها بكثرة وارتباطها بالكفر والالحاد.
فرأيت من يكفر سيد القمني (وقتها لم أكن أعرفه بعد) وكان هناك حجة يقولها سيد القمني لمن يكفره بأن يقول اين هو كلامي الذي تريد أن تكفرني به؟ فقلت لنفسي هذا الكلام صحيح، فأنا لا أقدر أن احكم بالنقد أو الكفر علي كلام أحد الا بعد معرفتي بهذا الكلام. لكن أنا لا أريد ان اقرا أو اسمع كلام سيد القمني حتي انتقده واكفره، انا اريد ان في المقام الأول من القراءة هو الاستفادة والفهم.
ما يحدث في مثل هذا الوضع هو شبيه بما يحدث للكاتب ستيفن هوكينج في كتابه الأخير، اسأل أحد عن هذا الموضوع أو ابحث علي الانترنيت عنه ستجد ان هذا الأمر يتعلق في الغالب بما يقال علي وجود وعدم وجود الخالق، لكن الموضوعات التي لها علاقة بمجال الكتاب ومن يكتبه فهو من قبيل النسيان، وهذا من أجل ارتباطه بالدعاوي الحساسة أو التي تنتشر بين الرأي العام حتي يكون الاستفادة مالية وأعلامية اكثر منها معرفية وعلمية.
 
للرد بخصوص هذه الأسئلة، أنا لم أقرا كل الكتب لهؤلاء المفكرين، منهم من يعجبني فكره ومنهم من يختلف معي في المجالات والموضوعات التي انا اهتم بها. لكن في نهاية المطاف اريد اعرفك بأني لا أريد أدانة أحد فهذا ليس من أهتمامي.
انت سألت بخصوص أفكار الجابري وتأثيرها علي العلمانيين العرب واعتراض الاسلاميين عليها فهذا أمر لا أريد أن انشغل به. أولا لأني لا احب موضوعات الفرق المتنابذة بسبب التشتت في كثرة الاعتراضات والخصومات، فلا داعي للانشغال بهذا الأمر. وهذا ليس تهرب من المشاكل انما هو تهرب من المشاكل الزائفة ليس اكثر، حتي يتسني ويظهر لي حلول للمشاكل التي أقدر ان احلها فعلا.
الأسماء التي ذكرتها وغيرها كثير، يكاد يتردد أسمائها بكثرة وارتباطها بالكفر والالحاد.
فرأيت من يكفر سيد القمني (وقتها لم أكن أعرفه بعد) وكان هناك حجة يقولها سيد القمني لمن يكفره بأن يقول اين هو كلامي الذي تريد أن تكفرني به؟ فقلت لنفسي هذا الكلام صحيح، فأنا لا أقدر أن احكم بالنقد أو الكفر علي كلام أحد الا بعد معرفتي بهذا الكلام. لكن أنا لا أريد ان اقرا أو اسمع كلام سيد القمني حتي انتقده واكفره، انا اريد ان في المقام الأول من القراءة هو الاستفادة والفهم.
.
يااستاذي انا لااطلب منك تكفيرهم على غير علم بهم كما ينبغي ايضا منك ياكريم ان تتمهل في الحكم على كلامي قبل التأكد من فكرتي بتفاصيلها.
تقول بأنك لاتنشغل بمواقف اصحاب المواقف من الجابري اذن لماذا تتدخل في موضوع عن الجابري بهذا الالحاح!
نحن هنا يااستاذ في ملتقى للانتصار للقرآن أي أننا إذا رأينا قولا يقدح في النبي وماأنزل عليه، فقيل مثلا ان النبي اقتبس ماجاء به (آيات الآخرة والحساب!!)من جامعة لاهوتية سورية، سافر اليها محمد للتعلم!(هشام جعيط) او من تنظيم سري رومي(طيب تيزيني) او من زوجة وقس، ومن وراءهما قساوسة وتنظيم عالمي(خليل عبد الكريم) او من شعور بالتفوق القبلي والانتماء العشائري هاشمي او قرشي(القمني-خليل عبد الكريم) إلخ..، اذا رأينا ذلك في كتابات لاصحاب الشأن ، موثقة، فينبغي علينا أن نردها بالأدلة الثابتة، خصوصا اذا كان لاصحاب هذه الأقوال شيوع ذكر وفكر في بلاد العرب وشغف بهم في بلاد الغرب!
هل قرأت مدخل الى القرآن للجابري ؟انه لايخرج عن عموم هذه الاتهامات اللهم الا انه يزيد عليها ان الرسول طور افكاره وفقا لتطورات احواله المادية واحوال جماعته،وبناء على ذلك تشكلت او تكونت آيات القرآن وتكونت ألفاظه واالاسماء الجديدة فيه ، تبعا لنظرية الكون والتكوين الجابرية-المقتبسة من الخارج!
فهل هذه هي مخارج النهضة والصور الجديدة لتغيير العقل العربي الى الافضل مع كشف مكوناته القديمة كما يزعم الجابري مع اضافة انه بحث عن مصدر هذا العقل في ثقافات غنوصية ويونانية وهرمسية وعربية قديمة وغيرها...وادعى وجودها فيه!
هل هذه نهضة جديدة تفتح الآفاق وتخرجها من الافكار الجاهزة بالأسئلة الجديدة، اي أسئلة هي هذه يااستاذ احسن الله اليك؟
اما القمني فقد شتم في الرسول مباشرة بالقول بأن الأفكار الصهيونية أثرت عليه وشكلت موقفه القرآني(!) من فرعون موسى؟؟
إقرأ له بارك الله فيك، مشروعه الذي شغله عشر سنوات)( النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة)؟ ستجد انه ينفي وجود موسى النبي ويثبته في تاريخ اخناتون ويجعل اسم موسى ، اصله إباحي لانه من عائلة اباحية مديانية باعتبار موسى هو اخناتون!!!، اضافة الى انه جعل الملائكة تطورا وجوديا خياليا عن آلهة قديمة!!
ثم كتابه الاسطورة والتراث كتب فيه كل شيء بوضوح
أنت تقول القراءة والاستفادة ونحن معك في هذا فعليك اذن القراءة لتعلم اننا نقول الحق في هؤلاء وغرضنا هو ارجاع الأمة الى سابق عهدها من الحضارة والعدل والعلم والتقدم والنهضة كما كانت في دمشق والاندلس وغيرها...
هم من يشوشون على الاسلام واهله، والقرآن وحقائقه.
أفلايجوز لنا أن ندافع عن دين اقام حضارة علمية استفادت منه اوروبا وتقدمت وقدمت للعالم تقنية علمية باهرة، والاسلام هو استاذها في ذلك
فلماذا نتركهم يشوهون الاصل الذي نبع منه الفرع، او يردمون البحر الذي خرج منه النهر، او يطفئون النور الذي قبس منه الشرق والغرب؟
العدل هو منهجنا وليس التكفير وماذا نقول لمن قال بنفسه انه خرج من الاسلام بنفسه واعلن اعتراضاته على ذلك
يمكن الاطلاع على ذلك مثلا من كلام صادق جلال العظم في كتابه نقد الفكر الديني وفيه سخر(!) من الاسلام وقال بأن الدين سينتهي قريبا!!، كان هذا بعد عام67!، وقال كلمته المشهورة ان الدين والعلم يتعارضان!
والسيد يسين قال انه غير مقتنع بشرائع الاسلام ومنها شريعة الزكاة قالها في كتاب له مشهور ويمكنني نقل النص منه ان اردت؟
فهم من يكفرون انفسهم بأنفسهم
ونحن ندافع عن دين الله
ولانبتغي بذلك الا وجهه.
 
.
يااستاذي انا لااطلب منك تكفيرهم على غير علم بهم كما ينبغي ايضا منك ياكريم ان تتمهل في الحكم على كلامي قبل التأكد من فكرتي بتفاصيلها.
تقول بأنك لاتنشغل بمواقف اصحاب المواقف من الجابري اذن لماذا تتدخل في موضوع عن الجابري بهذا الالحاح!
نحن هنا يااستاذ في ملتقى للانتصار للقرآن أي أننا إذا رأينا قولا يقدح في النبي وماأنزل عليه، فقيل مثلا ان النبي اقتبس ماجاء به (آيات الآخرة والحساب!!)من جامعة لاهوتية سورية، سافر اليها محمد للتعلم!(هشام جعيط) او من تنظيم سري رومي(طيب تيزيني) او من زوجة وقس، ومن وراءهما قساوسة وتنظيم عالمي(خليل عبد الكريم) او من شعور بالتفوق القبلي والانتماء العشائري هاشمي او قرشي(القمني-خليل عبد الكريم) إلخ..، اذا رأينا ذلك في كتابات لاصحاب الشأن ، موثقة، فينبغي علينا أن نردها بالأدلة الثابتة، خصوصا اذا كان لاصحاب هذه الأقوال شيوع ذكر وفكر في بلاد العرب وشغف بهم في بلاد الغرب!
هل قرأت مدخل الى القرآن للجابري ؟انه لايخرج عن عموم هذه الاتهامات اللهم الا انه يزيد عليها ان الرسول طور افكاره وفقا لتطورات احواله المادية واحوال جماعته،وبناء على ذلك تشكلت او تكونت آيات القرآن وتكونت ألفاظه واالاسماء الجديدة فيه ، تبعا لنظرية الكون والتكوين الجابرية-المقتبسة من الخارج!
فهل هذه هي مخارج النهضة والصور الجديدة لتغيير العقل العربي الى الافضل مع كشف مكوناته القديمة كما يزعم الجابري مع اضافة انه بحث عن مصدر هذا العقل في ثقافات غنوصية ويونانية وهرمسية وعربية قديمة وغيرها...وادعى وجودها فيه!
هل هذه نهضة جديدة تفتح الآفاق وتخرجها من الافكار الجاهزة بالأسئلة الجديدة، اي أسئلة هي هذه يااستاذ احسن الله اليك؟
اما القمني فقد شتم في الرسول مباشرة بالقول بأن الأفكار الصهيونية أثرت عليه وشكلت موقفه القرآني(!) من فرعون موسى؟؟
إقرأ له بارك الله فيك، مشروعه الذي شغله عشر سنوات)( النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة)؟ ستجد انه ينفي وجود موسى النبي ويثبته في تاريخ اخناتون ويجعل اسم موسى ، اصله إباحي لانه من عائلة اباحية مديانية باعتبار موسى هو اخناتون!!!، اضافة الى انه جعل الملائكة تطورا وجوديا خياليا عن آلهة قديمة!!
ثم كتابه الاسطورة والتراث كتب فيه كل شيء بوضوح
أنت تقول القراءة والاستفادة ونحن معك في هذا فعليك اذن القراءة لتعلم اننا نقول الحق في هؤلاء وغرضنا هو ارجاع الأمة الى سابق عهدها من الحضارة والعدل والعلم والتقدم والنهضة كما كانت في دمشق والاندلس وغيرها...
هم من يشوشون على الاسلام واهله، والقرآن وحقائقه.
أفلايجوز لنا أن ندافع عن دين اقام حضارة علمية استفادت منه اوروبا وتقدمت وقدمت للعالم تقنية علمية باهرة، والاسلام هو استاذها في ذلك
فلماذا نتركهم يشوهون الاصل الذي نبع منه الفرع، او يردمون البحر الذي خرج منه النهر، او يطفئون النور الذي قبس منه الشرق والغرب؟
العدل هو منهجنا وليس التكفير وماذا نقول لمن قال بنفسه انه خرج من الاسلام بنفسه واعلن اعتراضاته على ذلك
يمكن الاطلاع على ذلك مثلا من كلام صادق جلال العظم في كتابه نقد الفكر الديني وفيه سخر(!) من الاسلام وقال بأن الدين سينتهي قريبا!!، كان هذا بعد عام67!، وقال كلمته المشهورة ان الدين والعلم يتعارضان!
والسيد يسين قال انه غير مقتنع بشرائع الاسلام ومنها شريعة الزكاة قالها في كتاب له مشهور ويمكنني نقل النص منه ان اردت؟
فهم من يكفرون انفسهم بأنفسهم
ونحن ندافع عن دين الله
ولانبتغي بذلك الا وجهه.
لقد قلت لك أنا لا أريد أن اقرأ سيد القمني أو غيره لمجرد أنك تقول لي ذلك حتي أكفره أو أخرجه من ديانة الأسلام، فأنت تقول أن معظم هذه الأسماء أدعت الكفر لنفسها لكن هذا لا يمنعني من قراءة كتبهم لمزيد الاستفادة. فلا كفرهم وألحادهم يضر بأقوالهم الأخري التي فيها نفع.
هل تعرف ريتشارد دوكينز؟
هذا الرجل معروف بالحاده وتهجمه وسخريته علي جميع الأديان بدون استثناء، فمن يريد الدفاع عن دينه فهذا أمر يخصك ويخصني لكن انا فعلا اقرأ لهذا الرجل وفي افلامه الوثائقية اشياء لا تعجبني واشياء أخري اري فيها استفادة انتفع منها في بعض الأحيان. فلا أجعل من معارضتي له في الحاده وانتمائي لدين الأسلام ان يكون حاجز بيني وبين الآخرين فيما يخصني.


(لماذا تتدخل في موضوع عن الجابري بهذا الالحاح؟)
لهذا الموضوع عدة أمور، ما فهمته من كلام الجابري عن القرآن الكريم هو لا يعتبر بأي شكل من الأشكال قدح فيه انما يقدح في التراث الذي يجعل تقديمه علي القرآن الكريم في عملية المعرفة والفهم. فيكون التراث هو اولي في التقديم علي القرآن أم اعتبار ان مبدأ القرآن يشرح بعضه البعض يجعل التراث لاحق علي هذا المبدأ وتراعي فيها الاسبقية ويكون منها تخصيص السنة النبوية الصحيحة وهكذا.
تحمسي للجابري في ذلك لأنه وضح لي رؤيتي وطرقي في تفهم القرآن الكريم والتراث كموضوع منفصل عنه، وبعد هذا حتي أكون من المدافعين عن القرآن الكريم لكن يراعي فيه عملية المعرفة والفهم أولا، وحتي يكون الدفاع ضد المعترضين علي كلام الله بحجج تصلح فعلا لأقناعهم وليس الغرض منه في النهاية هو اقتناعي أنا.

الرسول طور افكاره وفقا لتطورات احواله المادية واحوال جماعته،وبناء على ذلك تشكلت او تكونت آيات القرآن وتكونت ألفاظه واالاسماء الجديدة فيه ، تبعا لنظرية الكون والتكوين الجابرية-المقتبسة من الخارج!

يمكن فهم هذه العبارة بطريقة مخالفة وليس فهمها بهذه السلبية بما توحي به التهجم الذي تريده، عندما يكون الرسول قدوة بالنسبة لنا عندما نحاول ان نفعل مثل ما فعل، ويكون فهمنا لهذا هو التدرج بالانتقال الي الاحسن والافضل.

فهل هذه هي مخارج النهضة والصور الجديدة لتغيير العقل العربي الى الافضل مع كشف مكوناته القديمة كما يزعم الجابري مع اضافة انه بحث عن مصدر هذا العقل في ثقافات غنوصية ويونانية وهرمسية وعربية قديمة وغيرها...وادعى وجودها فيه!
هل هذه نهضة جديدة تفتح الآفاق وتخرجها من الافكار الجاهزة بالأسئلة الجديدة، اي أسئلة هي هذه يااستاذ احسن الله اليك؟

مخارج النهضة والصور الجديدة هذه تعتبر كلها شعارات مثل كل الشعارات الأخري ولا تصلح غير ذلك مع ان بعضها يسعي فعلا للنهوض، فهي ككل العبارات الفارغة وكل الشعارات التي لا تصلح لشئ أخر غير الهتافات والصيحات التي في مظهرها تحتج برأيها وتطالب بحقوقها.
 
أستاذنا منينة
نحن نريد ان نستفيد من حضرتك فلا تضيع الوقت مع هذا الأخ أحمد فارس الذي لا يدري عن أي شيء يتكلم و لِم يتدخل ولا فيما يتدخل و عندما ينطق يصدر أحكاما غير مبنية ولا متسقه وغالبا غير منتظمة ولا تناسب المقام، وإذا طرحت عليه سؤلا أجابك بما لا علاقة له بالسؤال، وإذا أشرت إلى أسلوبه رأى فيه سخرية وتساءل ألا يُسمح له بإبداء الرأي ثم أضاف إلى ذلك أنه لا يجب عليك أن تحس بهذه ولا تلك وغير ذلك مما رأينا في هذا الموضوع وموضوع آخر كذلك حول المرحوم الجابري وفي موضوع المعارف المطلوبة لنقد نقد تراثنا الاسلامي.

الأستاذ أحمد
أنت نصحت نفسك من قبل أن لا تضيع وقتك لكن أراك لم تلتزم بنصيحتك ثم أراك تضيع وقت من نتطلع إلى الإستفادة من مسيرتهم العلمية والفكرية مثل الأستاذ منينة الذي لم تقرأ كلامه كاملا ولم تبحث في جوجل عن طارق منينة لتقرأ أبحاثا رصينة نشرها في مواقع محترمة، و رأيت أنك ترد على أشياء لم تفهم منها أي شيء وإنتقيت مما نقله الأستاذ في نقد النقد الجابري لتفسير الآيات الكونية وأنت ربما لا تعلم أن هناك علماء ربانيين يتفقون مع الجابري في نقد تجاوزات ما يسمى الإعجاز العلمي وهنا في هذا الملتقى المبارك أبحاثا نُشرت في نفس الموضوع لكن هذا لا يعني أننا نتفق مع الجابري في المنهج "الأرخني" الذي إرتضاه وسلكه في نقده و هذا المنهج ليس منهجه بل منهج المستشرقين إستورده المقلدين كناصر ابو زيد و أركون وغيرهم ثم هو منهج له روابط بتأويلات أخرى لا تتعلق بالآيات الكونية فقط بل بالقرآن كله، ولكن من جانب آخر كيف لك أن تفهم هذا الموضوع وأنت لا منهج لك بعد؟ لذلك بارك الله فيك إذا أردت أن تنتقد فانتقد بأسلوب علمي فنحن هنا في ملتقى علمي منهجي لا نريد مثلا تضييع 22 دقيقة (الوقت الذي ضيعته لقراءة ردودك الأخيرة) في قراءة رد لا يستحق أدنى إهتمام و لا نريد أن نرى من يضيع وقت الباحثين الجديين بل نريد نقدا و بحثا وتدبرا و تحليلا نستفيد منه، وإلا من الأفضل أن تلتزم نصيحتك بعدم تضييع وقتك و لتلتزم القراءة والتعلم لعل يوما سيأتي تبني فيه منهجا لك.

أشكرك وأعتذر إن صدر مني ما لا تستحبه ولكنني هكذا أرتضي لنفسي المباشرة بدون نفاق ومجاملة ..
 
هل تعرف ريتشارد دوكينز؟
هذا الرجل معروف بالحاده وتهجمه وسخريته علي جميع الأديان بدون استثناء، فمن يريد الدفاع عن دينه فهذا أمر يخصك ويخصني لكن انا فعلا اقرأ لهذا الرجل وفي افلامه الوثائقية اشياء لا تعجبني واشياء أخري اري فيها استفادة انتفع منها في بعض الأحيان. فلا أجعل من معارضتي له في الحاده وانتمائي لدين الأسلام ان يكون حاجز بيني وبين الآخرين فيما يخصني.
يااستاذ احمد نحن هنا اخي لانتكلم عن رجل له اقوال نافعة واقوال غير نافعة ولكننا نتكلم عن أُناس لهم اقوال سامة جدا ،فمثلا محمد سعيد العشماوي خاض في النبوة والصحابة والنبي والقرآن وقال ان فيه أخطاء لغوية، ثم خاض في الدين وادعى ان مصر هي اصل الاديان وان الصواب هو ان كل دين على صواب وان دينه هو دين الصلبان والاوثان والاسلام وكله فماذا تريد ان تقدم لاولادك من نافع كلامه، ثم قال ان الماسونية هي الخير النافع لا السم الناقع ، فربطك بنظرة للعالم تجمع بين المتناقضات وتسوي بين المختلفات وتجعل صاحب الصنم عاقل في عبادته ونظرته وماالصور الا حاجب يحجبك عن رؤية مقصده!(اي الصنم يحجب عنك نية العابد)
ثم ذهب ليقدح في الحجاب وهو من علم العلمانيات العرب(النساء) ان الحجاب انما جاء لظرف الذهاب للخلاء فاذا كان لكل منا دورة مياه في البيت فقد سقط الظرف والواجب!
وتحررت المرأة بإجتهاد العشماوي!
وفرح له الغرب وارسلوا له كثيرا ليحاضر في حواضرهم وجامعاتهم!، وكتب هو المقالات الفارحة عن ذلك!
هل يمكن الاستفادة من الرجل في الاحكام العادلة التي حكم بها عندما كان الكبير في مؤسسة محكمة أمن الدولة المصرية؟
يمكن برضك.
ومثله خرج السيد يسين من الاسلام الى الكونية(تكلم عن ذلك في كتاب له وراء ظهري بين كتبي) ، نعم للسيد يسين كلام في مؤسسات الدولة والنظم الحديثة!
اما خليل عبد الكريم فقد سخر من الصحابة ورماهم بأقذع الألفاظ وتهكم عليهم ايما تهكم في كتبه ومقالاته!
ولو اردت افرد كتاب عنه بهذا فقط لفعلت، فإن المادة جاهزة للعرض!
ماذا يمكن الاستفادة منه،؟مهاجمة التيار الاسلامي كما هاجم الصحابة؟
لقد ألف كتابين كلاهما يناقض الآخر تماما، وهذا هو موضوع كتابي أقطاب العلمانية3،ومازلت احسنه، فالرجل كتب كتابه كبير الحجم!(قريش من القبيلة الى الدولة المركزية) ليقول ان محمد (رسول الله طبعا( كان قد رسم خطة منذ وعي وعيا كاملا بالسعي لانشاء امبراطورية قرشية، وقام بخطوات ناجحة في الامر حتى أنشأ فعلا الامبراطورية القرشية، واثناء ذلك قال ان القمني حجم فعل محمد بجعل الامر هاشمي فقط، لا ياسيد القمني-قال خليل عبد الكريم- انها امبراطورية قرشية بدليل اشتراك الصحابة من فروع قريش!، ياله من برهان!
أما الكتاب الآخر فهو كتاب (فترة التكوين من حياة الصادق الامين) ولايخدعنك العنوان ففي كل صفحة فيه اهان رسول الله بتهكمات تصعب ان تكمل قراءة الكتاب بسببها!، وماذا قال مناقضا لاطروحة(!) كتاب السابق؟ قال ان الرسول لم يكن له رغبة في اي شيء على الاطلاق فاستغلت خديجة طزاجته وسذاجته و(هنا اذهب الى الكتاب لتقرأ عن قلوظته وغيرها من الفاظ!) واهتمت بالتدريس له ليل نهار لمدة 15 سنة قبل النبوة ، ويتابعها في ذلك قساوسة الجزيرة العربية حتى نجحت خطتها واخرجت للعرب نبي ، وكان مشاركها في هذه الخطة ابن عمها ورقة فقد سهر معها من العشاء حتى الفجر لمدة15 عام كاملة لتعليمه كتب اهل الكتاب،
والموضوع كبير وثغرات الكتاب فاضحة ويكفي ان الرجل جمع بين قصتين واطروحتين وفكرتين واصدر بهما كتابين كل منهما يقول شيئا مختلف!
ولماذا فعل هذا؟ لايمكن ان تحاول اقناعي ان الرجل يقدم اطروحة موضوعية وبحث رصين!!
لقد قلت في الفصل الاول من الاقطاب ان الهدف العلماني هو ضرب النبوة (وخلاص!)وهناك ضرب مباشر وهناك تسلل اي ضرب غير مباشر واحد يحارب من الخارج ويتجرأ على ذلك والآخر يدخل الى الحقل الاسلامي بحصان طروادة ويهاجم من داخل النصوص او يخلخل من داخل الاسلام نفسه بإدعاء ان مايقوله اجتهادا(انظر العشماوي وابي زيد وحسن حنفي)
مع العلم انه ليس هناك باطل صرف فالوثنيون يعبدون الله وهذا حق لكنهم يعبدون معه غيره، وهذه هي الفتنة.. وكذلك الاديان المنحرفة والفلسفات والمذاهب الغربية.
ان الامر كما قال اخي شايب زاوشثتي
...الجابري في المنهج "الأرخني" الذي إرتضاه وسلكه في نقده و هذا المنهج ليس منهجه بل منهج المستشرقين إستورده المقلدين كناصر ابو زيد و أركون وغيرهم ثم هو منهج له روابط بتأويلات أخرى لا تتعلق بالآيات الكونية فقط بل بالقرآن كله،
بارك الله فيك استاذنا شايب زاوشثتي
 
يااستاذ احمد نحن هنا اخي لانتكلم عن رجل له اقوال نافعة واقوال غير نافعة ولكننا نتكلم عن أُناس لهم اقوال سامة جدا ،فمثلا محمد سعيد العشماوي خاض في النبوة والصحابة والنبي والقرآن وقال ان فيه أخطاء لغوية، ثم خاض في الدين وادعى ان مصر هي اصل الاديان وان الصواب هو ان كل دين على صواب وان دينه هو دين الصلبان والاوثان والاسلام وكله فماذا تريد ان تقدم لاولادك من نافع كلامه، ثم قال ان الماسونية هي الخير النافع لا السم الناقع ، فربطك بنظرة للعالم تجمع بين المتناقضات وتسوي بين المختلفات وتجعل صاحب الصنم عاقل في عبادته ونظرته وماالصور الا حاجب يحجبك عن رؤية مقصده!(اي الصنم يحجب عنك نية العابد)
ثم ذهب ليقدح في الحجاب وهو من علم العلمانيات العرب(النساء) ان الحجاب انما جاء لظرف الذهاب للخلاء فاذا كان لكل منا دورة مياه في البيت فقد سقط الظرف والواجب!
وتحررت المرأة بإجتهاد العشماوي!
وفرح له الغرب وارسلوا له كثيرا ليحاضر في حواضرهم وجامعاتهم!، وكتب هو المقالات الفارحة عن ذلك!
هل يمكن الاستفادة من الرجل في الاحكام العادلة التي حكم بها عندما كان الكبير في مؤسسة محكمة أمن الدولة المصرية؟
يمكن برضك.
ومثله خرج السيد يسين من الاسلام الى الكونية(تكلم عن ذلك في كتاب له وراء ظهري بين كتبي) ، نعم للسيد يسين كلام في مؤسسات الدولة والنظم الحديثة!
اما خليل عبد الكريم فقد سخر من الصحابة ورماهم بأقذع الألفاظ وتهكم عليهم ايما تهكم في كتبه ومقالاته!
ولو اردت افرد كتاب عنه بهذا فقط لفعلت، فإن المادة جاهزة للعرض!
ماذا يمكن الاستفادة منه،؟مهاجمة التيار الاسلامي كما هاجم الصحابة؟
لقد ألف كتابين كلاهما يناقض الآخر تماما، وهذا هو موضوع كتابي أقطاب العلمانية3،ومازلت احسنه، فالرجل كتب كتابه كبير الحجم!(قريش من القبيلة الى الدولة المركزية) ليقول ان محمد (رسول الله طبعا( كان قد رسم خطة منذ وعي وعيا كاملا بالسعي لانشاء امبراطورية قرشية، وقام بخطوات ناجحة في الامر حتى أنشأ فعلا الامبراطورية القرشية، واثناء ذلك قال ان القمني حجم فعل محمد بجعل الامر هاشمي فقط، لا ياسيد القمني-قال خليل عبد الكريم- انها امبراطورية قرشية بدليل اشتراك الصحابة من فروع قريش!، ياله من برهان!
أما الكتاب الآخر فهو كتاب (فترة التكوين من حياة الصادق الامين) ولايخدعنك العنوان ففي كل صفحة فيه اهان رسول الله بتهكمات تصعب ان تكمل قراءة الكتاب بسببها!، وماذا قال مناقضا لاطروحة(!) كتاب السابق؟ قال ان الرسول لم يكن له رغبة في اي شيء على الاطلاق فاستغلت خديجة طزاجته وسذاجته و(هنا اذهب الى الكتاب لتقرأ عن قلوظته وغيرها من الفاظ!) واهتمت بالتدريس له ليل نهار لمدة 15 سنة قبل النبوة ، ويتابعها في ذلك قساوسة الجزيرة العربية حتى نجحت خطتها واخرجت للعرب نبي ، وكان مشاركها في هذه الخطة ابن عمها ورقة فقد سهر معها من العشاء حتى الفجر لمدة15 عام كاملة لتعليمه كتب اهل الكتاب،
والموضوع كبير وثغرات الكتاب فاضحة ويكفي ان الرجل جمع بين قصتين واطروحتين وفكرتين واصدر بهما كتابين كل منهما يقول شيئا مختلف!
ولماذا فعل هذا؟ لايمكن ان تحاول اقناعي ان الرجل يقدم اطروحة موضوعية وبحث رصين!!
لقد قلت في الفصل الاول من الاقطاب ان الهدف العلماني هو ضرب النبوة (وخلاص!)وهناك ضرب مباشر وهناك تسلل اي ضرب غير مباشر واحد يحارب من الخارج ويتجرأ على ذلك والآخر يدخل الى الحقل الاسلامي بحصان طروادة ويهاجم من داخل النصوص او يخلخل من داخل الاسلام نفسه بإدعاء ان مايقوله اجتهادا(انظر العشماوي وابي زيد وحسن حنفي)
مع العلم انه ليس هناك باطل صرف فالوثنيون يعبدون الله وهذا حق لكنهم يعبدون معه غيره، وهذه هي الفتنة.. وكذلك الاديان المنحرفة والفلسفات والمذاهب الغربية.
ان الامر كما قال اخي شايب زاوشثتي

بارك الله فيك استاذنا شايب زاوشثتي
انا لا اريد ان ازيد فيما قلته سابقا عن عدم انشغالي بهذه المناقشات ولا التتبع لمثل هذه الأمور التي من شأنها ان تدخلنا في متاهات وردود فعل لا تنتهي بحال، فكل اهتمامي في مشكلات تعتبر خاصة بأمور الحاضر والمستقبل. وهذا الاهتمام تحديدا هو للمشاكل التي انا قادر علي حلها، ولذا اري من المميزات في مشروع نقد العقل العربي هو بداية قادرة علي التوجيه نحو الأفضل، كيف لا وهو يتمسك بالعقل وبالعقلانية حتي اذا كانت في البداية مجرد شعارات لكن بالمزيد من الجهد والممارسة ستتحول هذه الشعارات الي ادوات ومفاهيم ونظريات قادرة فعلا علي تحقيق اهدافها.
 
أستاذنا منينة
نحن نريد ان نستفيد من حضرتك فلا تضيع الوقت مع هذا الأخ أحمد فارس الذي لا يدري عن أي شيء يتكلم و لِم يتدخل ولا فيما يتدخل و عندما ينطق يصدر أحكاما غير مبنية ولا متسقه وغالبا غير منتظمة ولا تناسب المقام، وإذا طرحت عليه سؤلا أجابك بما لا علاقة له بالسؤال، وإذا أشرت إلى أسلوبه رأى فيه سخرية وتساءل ألا يُسمح له بإبداء الرأي ثم أضاف إلى ذلك أنه لا يجب عليك أن تحس بهذه ولا تلك وغير ذلك مما رأينا في هذا الموضوع وموضوع آخر كذلك حول المرحوم الجابري وفي موضوع المعارف المطلوبة لنقد نقد تراثنا الاسلامي.

الأستاذ أحمد
أنت نصحت نفسك من قبل أن لا تضيع وقتك لكن أراك لم تلتزم بنصيحتك ثم أراك تضيع وقت من نتطلع إلى الإستفادة من مسيرتهم العلمية والفكرية مثل الأستاذ منينة الذي لم تقرأ كلامه كاملا ولم تبحث في جوجل عن طارق منينة لتقرأ أبحاثا رصينة نشرها في مواقع محترمة، و رأيت أنك ترد على أشياء لم تفهم منها أي شيء وإنتقيت مما نقله الأستاذ في نقد النقد الجابري لتفسير الآيات الكونية وأنت ربما لا تعلم أن هناك علماء ربانيين يتفقون مع الجابري في نقد تجاوزات ما يسمى الإعجاز العلمي وهنا في هذا الملتقى المبارك أبحاثا نُشرت في نفس الموضوع لكن هذا لا يعني أننا نتفق مع الجابري في المنهج "الأرخني" الذي إرتضاه وسلكه في نقده و هذا المنهج ليس منهجه بل منهج المستشرقين إستورده المقلدين كناصر ابو زيد و أركون وغيرهم ثم هو منهج له روابط بتأويلات أخرى لا تتعلق بالآيات الكونية فقط بل بالقرآن كله، ولكن من جانب آخر كيف لك أن تفهم هذا الموضوع وأنت لا منهج لك بعد؟ لذلك بارك الله فيك إذا أردت أن تنتقد فانتقد بأسلوب علمي فنحن هنا في ملتقى علمي منهجي لا نريد مثلا تضييع 22 دقيقة (الوقت الذي ضيعته لقراءة ردودك الأخيرة) في قراءة رد لا يستحق أدنى إهتمام و لا نريد أن نرى من يضيع وقت الباحثين الجديين بل نريد نقدا و بحثا وتدبرا و تحليلا نستفيد منه، وإلا من الأفضل أن تلتزم نصيحتك بعدم تضييع وقتك و لتلتزم القراءة والتعلم لعل يوما سيأتي تبني فيه منهجا لك.

أشكرك وأعتذر إن صدر مني ما لا تستحبه ولكنني هكذا أرتضي لنفسي المباشرة بدون نفاق ومجاملة ..
الأخ شايب زاوشثتي، انا في النهاية بتعلم من الآخرين مع بذل اقصي جهد في الفهم حتي لا اعتمد علي احد بعد ذلك طلبا للعلم. فلا تعتقد اني منتظر من اشخاص مثل طارق منينة ومن غيره في مثل ما تفترضه انه يعتبر مفيد جدا كأنه الفرصة التي انت كنت تحلم بها. فأنت اذا كنت تتعلم منه ومن غيره فهذا شأنك وليس شأني.
 
الاخ شايب زاوشثتي لم يقل انه يتعلم مني او انه ينصحكم بالتعلم مني سيدي احمد فارس انما قال لك انت تبحث عن القراءة والفهم فقبل ان تناقش في امر من الامور فعليك بالقراءة عنه وفهمه قبل نقده والتعقيب عليه
ثم العقل والعقلانية التي تقول بان الجابري افتتحها فيااخي جميع العلمانيين يقولون بالعقل والعقلانية لكن طائفة منهم تاخذ بعقل الماركسيين وعقلها محصور في عامل اقتصادي يتيم يقال انه هو من خلق العالم او الدين او الوعي او او واخرون يردون عليهم، من اصحاب العقل، فيقولون لا وانما هو عامل اخر ويدور التنازع بين العقلاء اياهم على من العقل وعوامله ورواسبه وافكاره ويحصرونها فيما اخرجته الظروف التي هي خارج العقل فيغمسونه في ظروفهم ثم يقولون هاهو العقل الخالص! او الروح الخالص!
وكلهم يتهم الآخر بالجنون او التخلف
هل قرأت صور اختلافاتهم وشتائمهم بعضهم لبعض اقرأ مثلا حوار العاقل عبد الرزاق عيد مع العاقل الذي قال عن كتابك بانه(خراء) وهوحيدر حيدر( الحوار مسجل في كتاب(عبد الرزاق عيد العلماني)وهو ذهنية التحريم أم ثقافة الفتنة حوارات في التعدد والتغاير والاختلاف) فستجد حوار العقلاء(!) الذي مدحوا او نقضوا افكار او قواعد افكار او مناهج الجابري، وستجد المعركة العلمانية الداخلية محتدمة على اشدها فيما بينهم او بينهما، على الاقل!)، في الكتاب ايضا معركة جورج طرابيشي مع عيد!)
ولاتنسى معركة الجابري مع طرابيشي مانتج عنها مشروع طرابيشي العلماني(اخذ منه خمسة عشر عاما ونقض فيه كل قواعد الجابري)وهو ضد مشروع الجابري العلماني)
والمناهج العقلانية المجلوبة سواء من الجابري او غيره لبلاد العرب انما هي عصارة عقول فلسفية غربية وايضا محصورة في عواملها المفقودة والتي زعموا انها الاصل بل والكل غالبا!
كثير منهم نسوا الانسان بالعقل وضيعوا الروح بالعقل ونسفوا الوعي او الباطل بالعقل هذا ولم نخرج بعد الى العالم الخارجي!
الذي قزمه عقل بعضهم في جانب من جوانب المادة او الروح والروح لهم فيها مذاهب
وان كان على الشعار فخذ مني شعارا ويمكنك ان تكتب تحته ماتشاء او بالاحرى ان تجلب تحته نظريات غربية في عالم الانسان والفكر والروح والعقل من متضاداتهم ومتناقضاتهم
الواجب قراءة ماتحت الشعار فلعل ماتحته يهدم مافوقه!
 
الأخ أحمد فارس
لقد تحاور معك الأخوين العزيزين طارق منينة وشايب زاوشثتي بما فيه الكفاية، وأرى أن أسلوبك في هذا الموضوع وغيره يخرج عن أدب الحوار، مثل عبارتك هذه:
فلا تعتقد اني منتظر من اشخاص مثل طارق منينة ومن غيره في مثل ما تفترضه انه يعتبر مفيد جدا كأنه الفرصة التي انت كنت تحلم بها. فأنت اذا كنت تتعلم منه ومن غيره فهذا شأنك وليس شأني.
ففيها استخفاف وتعالي منك غير مقبول، ونحن هنا في الملتقى نتعلم ونتدارس، وإنَّ من أكثر من أفاد في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم الأخ الفاضل طارق منينة، ووالله لو أنك تقرأ كلامه رغبة في الاستفادة فستجد فيه خيراً كثيراً، وعلى الأقل اجعله عندك مثل الكاتب الملحد ريتشارد دوكينز الذي أنت تستفيد منه كما قلت :
هل تعرف ريتشارد دوكينز؟
هذا الرجل معروف بالحاده وتهجمه وسخريته علي جميع الأديان بدون استثناء.. انا اقرأ لهذا الرجل وفي افلامه الوثائقية اشياء لا تعجبني واشياء أخري اري فيها استفادة انتفع منها في بعض الأحيان. فلا أجعل من معارضتي له في الحاده وانتمائي لدين الأسلام ان يكون حاجز بيني وبين الآخرين فيما يخصني
فلماذا تترفع أن تستفيد من أخينا المسلم المتخصص طارق منينة وجعلت بينك وبين ما يكتبه الحواجز، وفي ذات الوقت رفعت الحاجز مع ريتشارد ! هذا ليس من الإنصاف في شيء.
كما أني لا ألزمك بالاستفادة من أخي طارق منينة ولا من غيره فأنت حر في ذلك، ولكني أنصحك أن تتمهل في إطلاق الأحكام في المسائل العلمية والشرعية التي تحتاج بحث ودراسة وقبل ذلك تأصيل في العلوم الشرعية حتى لا تقف في موضع غير لائق بك .
وختاماً أرجو أن يكون الكلام واضحاً وأن نجد منك الكتابة في الملتقى بما هو مفيد وإن أردت الحوار مع أحد فلا مانع ولكن بأدب الحوار مع وضح العبارة وتحديد الهدف المنشود .
 
يقول الأستاذ الكبير طه عبد الرحمان في مقدمة لكتاب ألفه:
لقد كان وما زال بعض الباحثين في محيطنا الجامعي يدعو إما إلى قصع الصلة بالتراث الإسلامي العربي - لاعتقاده أن هذا القطع هو وحده الذي يكفل للعرب الالتحاق بالحداثة - وإما إلى إبقاء الصلة بالقسم الفلسفي من هذا التراث - لاعتقاده أن هذا القسم هو وحده الذي يستوفي مقتضيات الوصل بالحداثة -، وهذا الموقفان، وإن كانا في ظاهرهما متفاوتين، فإنهما على الحقيقة يفضيان إلى نتيجة واحدة، وهي: إخراج المتلقي العربي من التعلق بالتراث الذي صنعته أمته إلى التعلق بتراث من صنع أمة سواها، ذلك أن الذي يقول بالقطع الكلي للصلة بالتراث الإسلامي، لا يُخفي ألبتة دعوته إلى إستبدال تراث أجنبي مكانه، كما أن الذي يقول بالقطع الجزئي لهذه الصلة، لا يبقيها إلا مع القسم الذي اشتهر نقله من التراث الأجنبي، إذ من المعلوم أن المعرفة الفلسفية معرفة مأخوذة عن اليونان، وعلى هذا، تكون حقيقة هذا الموقف الثاني أنه يدعو إلى قطع الصلة بكل ما هو مأصول غير منقول، فيكون هو الآخر قطعا كليا لا جزئيا.

في حين كنا وما زلنا من جانبنا ندعو، على عكس هذين الموقفين الظاهر تفاوتهما، إلى التعامل مع التراث كحقيقة تاريخية لا يمكن الانفصال عنها ولا تقسيمها، فصرنا، بسبب ذلك، نُنعت بالدعوة إلى القديم، بينما صار أصحاب هذين الموقفين ينعتون بالدعوة إلى الجديد، مع أننا كنا نتوسل في دعوتنا هذه بوسائل -مفاهيم وطرائق- تضاهي في قوتها المنهجية ووسائب هؤلاء إن لم تتعدها جدة ودقة، لأن مستندنا فيها لم يكن قط مستنبطات النظر التقليدي العتيق، وإنما كان مستجدات البحث المنهجي الصريح، ولكن سوء النعوت التي كان يرسلها في حقنا من يحركهم الهوى أو يفشاهم الجهل لم يثن عزيمتنا عن السعي في تحقيق فرضيتنا التي تقطع بدوام اتصالنا بالتراث وتكامل مختلف أقسامه.
الأخ شايب زاوشثتي، انا في النهاية بتعلم من الآخرين مع بذل اقصي جهد في الفهم حتي لا اعتمد علي احد بعد ذلك طلبا للعلم. فلا تعتقد اني منتظر من اشخاص مثل طارق منينة ومن غيره في مثل ما تفترضه انه يعتبر مفيد جدا كأنه الفرصة التي انت كنت تحلم بها. فأنت اذا كنت تتعلم منه ومن غيره فهذا شأنك وليس شأني.

كيف هو ليس شأنك و أنت من قال: (أنا لست متخصص بأي دراسة معينة، لكني مهتم بالقراءة، ولأول مرة اشعر بعدم الافتخار بأني لست ملقب بالعالم أو ما يقال عادة بأمثال هذه الألقاب. وانا بالطبع لا اقصد اني تكلمت في شئون لا علم لي بها، بل لأن معرفتي وتقديري لنفسي يجعلني اطلب المزيد من الاستفادة وبدون خلط للأمور بشكل يضرني ويأخرني.)؟ إذن! أين هذه القراءة أو أين ما يعكس أنك فعلا قرأت لتفهم ما قيل وتفهم الإطار الذي قيل فيه ما قيل، وهذا قبل أن أسألك أين يظهر من ردودك أنك ترد وتناقش في شئون لك علم بها؟ قلت لك من الأفضل أن تلزم نصيحتك بعدم تضييع وقتك وأن تقرأ وتتعلم لعلك تجد ما تبني عليه منهجا لك وهنا لا أفرض شيء و لا أفترض شيء وإنما أذكرك بما نصحت به نفسك (عدم تضييع الوقت) وتوجه به مشوارك في كسب المعرفة (القراءة والتعلم قبل المنهج)، أما إن لم تكن تريد ذلك وهو في أصله من عندك فإن الذي أطالبه هو إحترام الصفة التي يتصف بها الملتقى وهي العلمية في الطرح والدعوى والتحليل و التدبر و البحث. وعندما ترد على أحد ترد بعد أن تفهم ما يقوله دون إنتقائية ودون رد لاسياقي ودون أن ترى في رد الآخر عليك سخرية أو إستهزاء أو تظن أن ما تتفضل به يجرح هذا الآخر أو يشعر منه بأنك تهينه إلى غير ذلك مما شكلته أنت. هذا كل ما أردت الإشارة إليه ولا أطلب منك التعلم من الباحثين الجديين الذين أستفيد منهم بل لا أتوقع ذلك منك لأن ما تفضلت به إلى حد الساعة لا يشجعني على أن أطالبك بمثل ذلك، كيف وأنت من حكمت حكما واحدا، دون أن تبين ودون أن تسدد ودون حتى أن توضح أنك فهمت ما تحكم عليه، أن طرح الأستاذ العجلوني كلام عاطفي وأن الباحثين المنهجيين في التعامل مع تراثنا ليسوا إلا أصحاب (ضعف هاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الاحاطة بالظواهر من اقر سبيل ممكن فهو لضعفاء التفكير والنظر واصحاب التقليد والترديد مثل صاحب هذه المقالة) بينما تستفيد من الذين يسمون بالمجددين، ورحم الله مصطفى صادق الرافعي الذي وصفهم بالمبددين، الذين لا يتركون فرصة في نسخ تخرصات و تهكمات و افتراضات اسيادهم المستشرقين والحاقدين على الاسلام و أهله و تراثه، و بينما تستفيد من الزنديق التهكمي الذي رد عليه علماء من بني جلدته في النظرية العلمية التي أدلجها كما ردوا عليه في تجاوز الحدود المنطقية والمنهجية العلمية للمهنة التي أنيطت له رسميا Public Understanding of Science ليحولها إلى شيء آخر إعتقادي وسطحي العرض ردوا عليه فيه أيضا وبينوا عورة عقيدته وكيف أنها ساذجة ومبنية على تصور كاريكاتوري لأبعاد الإيمان الديني وحقيقته؟

الأمر بالنسبة لي بعد هذا الذي سمعته واضح بين أنه لا يعقل أن أتوقع منك الاستفادة من الباحثين والعلماء و المفكرين المحافظين منهم والمجددين الذين يجددون و يتفاعلون مع التراث بمنهج داخلي يتصل بالمناهج التي سبقت لا ينفصل عنها و يبني لا يهدم ويعترف بفضائلها لا يتهكم .. وكل ما أتوقعه هو أن تلتزم ما نصحت به نفسك وإلا سوف تستمر في قراءة ما لا يعرضه ما تقرأ أو تنتقي مما تقرأ ما لا يتحمله المعروض للقراءة ولا يتصل بإطاره العام ولا بهدفه الخاص ولا بمحتواه المرتبط المتكامل.
 
يقول الأستاذ الكبير طه عبد الرحمان في مقدمة لكتاب ألفه:
لقد كان وما زال بعض الباحثين في محيطنا الجامعي يدعو إما إلى قصع الصلة بالتراث الإسلامي العربي - لاعتقاده أن هذا القطع هو وحده الذي يكفل للعرب الالتحاق بالحداثة - وإما إلى إبقاء الصلة بالقسم الفلسفي من هذا التراث - لاعتقاده أن هذا القسم هو وحده الذي يستوفي مقتضيات الوصل بالحداثة -، وهذا الموقفان، وإن كانا في ظاهرهما متفاوتين، فإنهما على الحقيقة يفضيان إلى نتيجة واحدة، وهي: إخراج المتلقي العربي من التعلق بالتراث الذي صنعته أمته إلى التعلق بتراث من صنع أمة سواها، ذلك أن الذي يقول بالقطع الكلي للصلة بالتراث الإسلامي، لا يُخفي ألبتة دعوته إلى إستبدال تراث أجنبي مكانه، كما أن الذي يقول بالقطع الجزئي لهذه الصلة، لا يبقيها إلا مع القسم الذي اشتهر نقله من التراث الأجنبي، إذ من المعلوم أن المعرفة الفلسفية معرفة مأخوذة عن اليونان، وعلى هذا، تكون حقيقة هذا الموقف الثاني أنه يدعو إلى قطع الصلة بكل ما هو مأصول غير منقول، فيكون هو الآخر قطعا كليا لا جزئيا.

في حين كنا وما زلنا من جانبنا ندعو، على عكس هذين الموقفين الظاهر تفاوتهما، إلى التعامل مع التراث كحقيقة تاريخية لا يمكن الانفصال عنها ولا تقسيمها، فصرنا، بسبب ذلك، نُنعت بالدعوة إلى القديم، بينما صار أصحاب هذين الموقفين ينعتون بالدعوة إلى الجديد، مع أننا كنا نتوسل في دعوتنا هذه بوسائل -مفاهيم وطرائق- تضاهي في قوتها المنهجية ووسائب هؤلاء إن لم تتعدها جدة ودقة، لأن مستندنا فيها لم يكن قط مستنبطات النظر التقليدي العتيق، وإنما كان مستجدات البحث المنهجي الصريح، ولكن سوء النعوت التي كان يرسلها في حقنا من يحركهم الهوى أو يفشاهم الجهل لم يثن عزيمتنا عن السعي في تحقيق فرضيتنا التي تقطع بدوام اتصالنا بالتراث وتكامل مختلف أقسامه.


كيف هو ليس شأنك و أنت من قال: (أنا لست متخصص بأي دراسة معينة، لكني مهتم بالقراءة، ولأول مرة اشعر بعدم الافتخار بأني لست ملقب بالعالم أو ما يقال عادة بأمثال هذه الألقاب. وانا بالطبع لا اقصد اني تكلمت في شئون لا علم لي بها، بل لأن معرفتي وتقديري لنفسي يجعلني اطلب المزيد من الاستفادة وبدون خلط للأمور بشكل يضرني ويأخرني.)؟ إذن! أين هذه القراءة أو أين ما يعكس أنك فعلا قرأت لتفهم ما قيل وتفهم الإطار الذي قيل فيه ما قيل، وهذا قبل أن أسألك أين يظهر من ردودك أنك ترد وتناقش في شئون لك علم بها؟ قلت لك من الأفضل أن تلزم نصيحتك بعدم تضييع وقتك وأن تقرأ وتتعلم لعلك تجد ما تبني عليه منهجا لك وهنا لا أفرض شيء و لا أفترض شيء وإنما أذكرك بما نصحت به نفسك (عدم تضييع الوقت) وتوجه به مشوارك في كسب المعرفة (القراءة والتعلم قبل المنهج)، أما إن لم تكن تريد ذلك وهو في أصله من عندك فإن الذي أطالبه هو إحترام الصفة التي يتصف بها الملتقى وهي العلمية في الطرح والدعوى والتحليل و التدبر و البحث. وعندما ترد على أحد ترد بعد أن تفهم ما يقوله دون إنتقائية ودون رد لاسياقي ودون أن ترى في رد الآخر عليك سخرية أو إستهزاء أو تظن أن ما تتفضل به يجرح هذا الآخر أو يشعر منه بأنك تهينه إلى غير ذلك مما شكلته أنت. هذا كل ما أردت الإشارة إليه ولا أطلب منك التعلم من الباحثين الجديين الذين أستفيد منهم بل لا أتوقع ذلك منك لأن ما تفضلت به إلى حد الساعة لا يشجعني على أن أطالبك بمثل ذلك، كيف وأنت من حكمت حكما واحدا، دون أن تبين ودون أن تسدد ودون حتى أن توضح أنك فهمت ما تحكم عليه، أن طرح الأستاذ العجلوني كلام عاطفي وأن الباحثين المنهجيين في التعامل مع تراثنا ليسوا إلا أصحاب (ضعف هاجس المعرفة وموات همة النظر اللذين يكتفيان بوهم الاحاطة بالظواهر من اقر سبيل ممكن فهو لضعفاء التفكير والنظر واصحاب التقليد والترديد مثل صاحب هذه المقالة) بينما تستفيد من الذين يسمون بالمجددين، ورحم الله مصطفى صادق الرافعي الذي وصفهم بالمبددين، الذين لا يتركون فرصة في نسخ تخرصات و تهكمات و افتراضات اسيادهم المستشرقين والحاقدين على الاسلام و أهله و تراثه، و بينما تستفيد من الزنديق التهكمي الذي رد عليه علماء من بني جلدته في النظرية العلمية التي أدلجها كما ردوا عليه في تجاوز الحدود المنطقية والمنهجية العلمية للمهنة التي أنيطت له رسميا Public Understanding of Science ليحولها إلى شيء آخر إعتقادي وسطحي العرض ردوا عليه فيه أيضا وبينوا عورة عقيدته وكيف أنها ساذجة ومبنية على تصور كاريكاتوري لأبعاد الإيمان الديني وحقيقته؟

الأمر بالنسبة لي بعد هذا الذي سمعته واضح بين أنه لا يعقل أن أتوقع منك الاستفادة من الباحثين والعلماء و المفكرين المحافظين منهم والمجددين الذين يجددون و يتفاعلون مع التراث بمنهج داخلي يتصل بالمناهج التي سبقت لا ينفصل عنها و يبني لا يهدم ويعترف بفضائلها لا يتهكم .. وكل ما أتوقعه هو أن تلتزم ما نصحت به نفسك وإلا سوف تستمر في قراءة ما لا يعرضه ما تقرأ أو تنتقي مما تقرأ ما لا يتحمله المعروض للقراءة ولا يتصل بإطاره العام ولا بهدفه الخاص ولا بمحتواه المرتبط المتكامل.
انت تقول لي بعدم تضييع وقتي، لكني انا فعلا اضيع وقتي في المتاهات التي تريد انت والأخ طارق ادخالي فيها، فمسألة تضييع وقتي عندما قلتها في أول الأمر فهي كانت للتكلم في قضايا باتت من القديم اي ماضوية (نسبة الي من يعيش في حلمه الماضي).
ان من ينتسب الي هذه الصورة يجب ان يكون من أمة تلقب بأمة انقل، أمة أقتبس بدل أمة أقرأ.
 
انت تقول لي بعدم تضييع وقتي، لكني انا فعلا اضيع وقتي في المتاهات التي تريد انت والأخ طارق ادخالي فيها، فمسألة تضييع وقتي عندما قلتها في أول الأمر فهي كانت للتكلم في قضايا باتت من القديم اي ماضوية (نسبة الي من يعيش في حلمه الماضي).
ان من ينتسب الي هذه الصورة يجب ان يكون من أمة تلقب بأمة انقل، أمة أقتبس بدل أمة أقرأ.
والله يا أستاذ أحمد كنت أعيب عليك أنك تتكلم فيما لا تفهم، أو -على أقل تقدير- فيما لم تبين أنك فهمته ولكن أنا الآن أرى تتكلم بما لا تفهم وهذا يجعلك تسخر من نفسك و أقول تستهزئ بنفسك، وهذا عيب كبير أن نجد له أثرا في ملتقى علمي كهذا. الذي تتكلم فيه ولا تفهمه أو تتكلم فيه حيث ترد بلا أثر ولا مثال يبين أنك فهمته قد سبق ذكره وآخر مثال عليه قولك أنني أقول لك بعدم تضييع وقتك والصحيح هو تذكيرك بما نصحت به نفسك من قبل، وأما الذي تتكلم به ولا تفهمه فهو حقيقة بناء القراءة على النقل، ولكن أنا الآن أسألك لأضع ما تفوهت به في مكانه الذي يستحقه: ما قيمة ردك الأخير هذا؟ أنا أدعي أن القيمة منفيه عنه، وإن كنت تعارض هذا الإدعاء فالمطلوب والحالة هذه أن تأتي بمثال واحد مما تفضل به الأستاذ المحترم طارق منينة من كلام ينطبق عليه ما وصفته به: متاهات + هي قضايا قديمة + هي كذلك أي "ماضوية" نسبة إلى من يعيش في حلمه الماضي بعد أن تبين ما المتاهات، ما هي هذه القضايا القديمة، قدمها بالنسبة لمن يعيش في حلمه الماضي، ما هذا الحلم وهل هي قديمة في ذاتها أم فقط بالنسبة لهذا المخلوق المفترض الذي يعيش في حلمة الماضي؟.

دليلي على ما أدعيه أن ردك الأخير لا قيمة له هو أولا ما يحمله السؤال أعلاه حالة عدم إتفاقك مع إدعائي، ثانيا لا يناسب ما قمت بالتعليق عليه من كلامي ولا من وجه، ثالثا لم تفهم ما قمت بالتعقيب عليه، رابعا التصوير الكاركاتوري للكلام الذي تقتبسه، وخامسا عدم إحترامك لما قدم إليك من نصائح أخوية إلى حد الآن.

والآن سأحييك بإدعاء ثاني وهو أن كلامك الذي قلته في المشاركات الأخيرة من هذا الموضوع - بدءا بالحكم الذي حكمته أن كلام الأستاذ العجلوني كلاما عاطفيا بعد كل التناقضات التي حوتك وبينتها في ذلك الحكم الذي أطلقته - كلام قديم وليس قديم فقط إذ أن ليس كل قديم غير ثابت كما أن ليس كل قديم غير متجدد تجدد متصل لا منفصل بل هو قديم و متخلف: إطلاق الإفتراضات والأحكام والدعاوي دون الإستناد إلى علم ولا كتاب منزل، ودون تثبيتها بالحجج و الأساليب الإستدلالية الأخرى.

مثال:
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}
قالوا أنهم يستطيعون أن يقولوا مثله ولكن لم يتفوهوا بشيء يبدو منه أنهم محقين في دعواهم إستطاعة إتيانهم بكلام بيانه ونظمه يضاهي بيان ونظم كلام القرآن من الوجه الذي تحداهم به وهو وجه يعرفونه بتذوقهم الفطري لأساليبهم البيانية والنظمية في اللغة وتفننهم بها. ثم قالوا إن ذلك إلا اساطير الأولين ولكن مرة أخرى بالقضية القديمة المتخلفة ادعوا شيئا ولم يدافعوا عنه بحجة ولا قرينة فلا هم بينوا أنه من أساطير الأولين ولا بينوا ما هي الأساطير ولا قالوا ما الاشكالية في اساطير الأولين بل أطلقوا دعوى تحمل في ذاتها الانصراف عن الوجه الذي جاءهم به القرآن يتحداهم به وهو بالتأكيد ليس ما جاء به (فقط) بل في المقام الأول الأسلوب النظمي البياني الذي جاء به وهذه محاولة قديمة متخلفة حاولوا طرحها مرة أخرى:
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}
وهنا أيضا يطلقون دعوى بلا دليل (إنما يعلمه بشر) وهي دعوى تحمل في ذاتها الانصراف عن الوجه الذي جاءهم به القرآن يعجزهم به.
 
فهي كانت للتكلم في قضايا باتت من القديم اي ماضوية (نسبة الي من يعيش في حلمه الماضي).
ان من ينتسب الي هذه الصورة يجب ان يكون من أمة تلقب بأمة انقل، أمة أقتبس بدل أمة أقرأ.
اولا اخي احمدد فارس فلسنا وحدنا من يرجع الى الماضي فجميع امم الارض ترجع الى الماضي لغير ماسبب
والعلمانيون العرب ولغوا في الماضي وحرفوا نصوصه ووقائعه وكثير منهم لم يبالي بما هو ثابت فيه بإدعاء ان المنهجية الحديثة لاتنظر في حقيقة الوقائع ولكن فيما قيل لتفسير واقعه قبل وقائعه ومن هؤلاء الجابري نفسه فماذا تقول عن تفسيره هو لما يسميه بالماضي وقد كتب مدخل الى القرآن غير عابئ بكلام المفسرين ولا بكلام العلماء وقد قال في نصوص صريحة في مدخل الى القرآن، في غير ما موضع، انه لايأخذ بأي من كلام المفسرين، والعلماء، والعجيب أنه راح ليقلد تولدكه، وهو من ماضي الاستشراق!، في تعديل ترتيب النزول بما يتوافق مع رؤيته المقلدة، هي ليست رؤيته في الحقيقة، الا انه راح يتلاعب بتفسير وقائع النزول وزحزحتها عن اوقاتها المكتوبة في اسباب النزول وغيرها، فاخترع ترتيبا للقرآن كما اخترع الذين من قبله نولدكه ومن سبقه، ولماذا ذهب الجابري للماضي ويقرأ مافيه ويقوم بإجراء تغيير شبه كامل فيه، ثم وضع تفسير مغاير للحقيقة، التي ينكرها هو اصلا، بإعتبار أن الحقيقة انما هي حقيقة عند اهلها، أي أنه لاحقيقة حقيقية، كما هو تعبيره، ولو شئت أتيت لك بنصوص كلامه، فالجابري ورفاقه هم من يتكلمون في الماضي لغيير تصوراتنا عنه، وماذا تقول فيمن ترك وقائع التاريخ والسيرة المسطورة ليقول لنا ان الرسول محمد ذهب مرات ومرات في هجرات متتابعة على فترات، تطول غالبا، ليتعلم على يد علماء االلاهوت السوريون من اتباع اللاهوتي افرائيم، ولما رجع الى مكة كان القرآن الأولي متأثرا بما تعلمه في لاهوتية سوريا العتيقة، ومع ذلك وبعد ان كتب انه واثق من اطروحته قال في نفس الكتاب ان مايقوله تخمينات!، فمن نصدق، ومن نتبع!(مايقارب ال300 صفحة ومع ذلك يقول في سطر خفي انها تخمينات!!)
فهل تخرصاتهم هي النهضة، ورسم سيناريوهات ماأنزل الله بها من سلطان، ولاوردت وقائعه في التاريخ، هي النهذة والتقدم، وماذا يريدون ان يقولوا غير ارجاع أمر النبوى الى مؤثرات واقتباسات، وهو مايعني بطريق غير مباشر ان النبي كاذب وعن وعي، وبعضهم مثل اتباع مونتجمري وات قالوا في مواضع تبعا له ان الرجل صادق، صلى الله عليه وسلم، الا أن اللاوعي هو الذي دغعه وجعلوا اللاوعي هذا هو مارسب في نفسه من تاريخ امته، اذا هو لاوعي يقتبس ايضا ويضع نصوصا تبعا للاقتباس اللاشعوري، انها جملة زحزحات واتهامات لم تترك الماضي لا كما هو ولالعقلنته بالعقل الصحيح، وانما هدم واضح له، مع وهذا هو الغريب، وضع قصص باطلة لتاريخ البشرية ووقائع اسطورية غاية في الغرابة، مثل واقعة فرويد عن قتل الأب وان البشرية ندمت على قتله فعبدته في طوطم ثم نشأ الدين من عقدة اولاد ارادوا امهم والنساء الاتي استحوذ عليها ابوهم الاول، وكذلك قصص القمني(الماضي!) عن ان قصة موسى هي قصة اخناتون هي قصة ادويب اليوناني(ذهب بعيدا في الماضي) وللعلم فالقمني كما كتبت انا في الاقطاب2 اخذ تضفيرته الثلاثية(موسى-اويب-اخناتون) من فرويد وفلايكوفسكي وهما يهوديان وكلاهما عارض الآخر الا ان الاول قال موسى كاهن آمن بموسى- والثاني قال لا بل هو اوديب! فجمع القمني بين تعارضاتهما وقال بل هو اويب -موسى-اخناتون)، ومعلوم ان فليكوفسكي هاجم فرويد لإنكار أصالة موسى وجعله مصريا ولأن موسى كان سابقا على اخناتون ، لكن القمني جمع الفكرتين الاسطوريتين فجعل موسى الذي هو كاهن مؤمن ب اخناتون فرويد هو موسى نفسه قال انه هو ايضا-باعتباره اخناتون نفسه- أُديب فليكوفسكي!!،فهل هذا هو العلم ووضع الفرضيات ام التخرص وسرقة النتف الفاشلة!
فلماذا جميع هؤلاء يذهبون الى الماضي ولهدمه كل على طريقته ويحرمون علينا النظر الصحيح في وقائعه وماحدث فيه!
هل قراءة الماضي هي تحريفه ووضع وقائع لم تكن فيه اطلاقا ولماذا؟
هم يقولون الاسئلة همهمة، ونحن نسألهم لماذا؟ لماذا تحرفون الحقائق ويخترع كل منكم، مع كثرة عددكم!، فرضية كاذبة خاطئة، والعجيب ان فرويد قال عن فرضيته عن موسى في كتابه النبي موسى والتوحيد، ترجمة جورج طرابيشي العلماني!، ان نظريته فيها ثغرات، والقمني قال مثل ذلك وكلهم!، ومع ذلك فهم سمنة على عسل عند العلمانيين الشباب، ولم يقل احد منهم انهم يخترعون الاساطير وان ذهنياتهم ذهنيات اسطورية! وانهم ماضويون!
ارجو تجاوز اخطاءي في الكتابة فليس عندي وقت في مراجعتها فلابد ان اخرج للعمل بعد ثوان معدودة والسلام
 
والله يا أستاذ أحمد كنت أعيب عليك أنك تتكلم فيما لا تفهم، أو -على أقل تقدير- فيما لم تبين أنك فهمته ولكن أنا الآن أرى تتكلم بما لا تفهم وهذا يجعلك تسخر من نفسك و أقول تستهزئ بنفسك، وهذا عيب كبير أن نجد له أثرا في ملتقى علمي كهذا. الذي تتكلم فيه ولا تفهمه أو تتكلم فيه حيث ترد بلا أثر ولا مثال يبين أنك فهمته قد سبق ذكره وآخر مثال عليه قولك أنني أقول لك بعدم تضييع وقتك والصحيح هو تذكيرك بما نصحت به نفسك من قبل، وأما الذي تتكلم به ولا تفهمه فهو حقيقة بناء القراءة على النقل، ولكن أنا الآن أسألك لأضع ما تفوهت به في مكانه الذي يستحقه: ما قيمة ردك الأخير هذا؟ أنا أدعي أن القيمة منفيه عنه، وإن كنت تعارض هذا الإدعاء فالمطلوب والحالة هذه أن تأتي بمثال واحد مما تفضل به الأستاذ المحترم طارق منينة من كلام ينطبق عليه ما وصفته به: متاهات + هي قضايا قديمة + هي كذلك أي "ماضوية" نسبة إلى من يعيش في حلمه الماضي بعد أن تبين ما المتاهات، ما هي هذه القضايا القديمة، قدمها بالنسبة لمن يعيش في حلمه الماضي، ما هذا الحلم وهل هي قديمة في ذاتها أم فقط بالنسبة لهذا المخلوق المفترض الذي يعيش في حلمة الماضي؟.

دليلي على ما أدعيه أن ردك الأخير لا قيمة له هو أولا ما يحمله السؤال أعلاه حالة عدم إتفاقك مع إدعائي، ثانيا لا يناسب ما قمت بالتعليق عليه من كلامي ولا من وجه، ثالثا لم تفهم ما قمت بالتعقيب عليه، رابعا التصوير الكاركاتوري للكلام الذي تقتبسه، وخامسا عدم إحترامك لما قدم إليك من نصائح أخوية إلى حد الآن.

والآن سأحييك بإدعاء ثاني وهو أن كلامك الذي قلته في المشاركات الأخيرة من هذا الموضوع - بدءا بالحكم الذي حكمته أن كلام الأستاذ العجلوني كلاما عاطفيا بعد كل التناقضات التي حوتك وبينتها في ذلك الحكم الذي أطلقته - كلام قديم وليس قديم فقط إذ أن ليس كل قديم غير ثابت كما أن ليس كل قديم غير متجدد تجدد متصل لا منفصل بل هو قديم و متخلف: إطلاق الإفتراضات والأحكام والدعاوي دون الإستناد إلى علم ولا كتاب منزل، ودون تثبيتها بالحجج و الأساليب الإستدلالية الأخرى.

مثال:
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}
قالوا أنهم يستطيعون أن يقولوا مثله ولكن لم يتفوهوا بشيء يبدو منه أنهم محقين في دعواهم إستطاعة إتيانهم بكلام بيانه ونظمه يضاهي بيان ونظم كلام القرآن من الوجه الذي تحداهم به وهو وجه يعرفونه بتذوقهم الفطري لأساليبهم البيانية والنظمية في اللغة وتفننهم بها. ثم قالوا إن ذلك إلا اساطير الأولين ولكن مرة أخرى بالقضية القديمة المتخلفة ادعوا شيئا ولم يدافعوا عنه بحجة ولا قرينة فلا هم بينوا أنه من أساطير الأولين ولا بينوا ما هي الأساطير ولا قالوا ما الاشكالية في اساطير الأولين بل أطلقوا دعوى تحمل في ذاتها الانصراف عن الوجه الذي جاءهم به القرآن يتحداهم به وهو بالتأكيد ليس ما جاء به (فقط) بل في المقام الأول الأسلوب النظمي البياني الذي جاء به وهذه محاولة قديمة متخلفة حاولوا طرحها مرة أخرى:
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}
وهنا أيضا يطلقون دعوى بلا دليل (إنما يعلمه بشر) وهي دعوى تحمل في ذاتها الانصراف عن الوجه الذي جاءهم به القرآن يعجزهم به.
أنا لا أحتاج في إطلاق افتراضاتي وأحكامي لكتاب منزل، فأنا صادق مع نفسي ومع الاخرين فيما أقول اذا كنت اعتبر ان الحقيقة هي في القول الصادق.
أنا عندي آرائي الخاصة وأوضحت وجهة نظري بما فيه الكفاية واشرت الي ان هذه الآراء والاحكام كنت مستندا من أول الأمر علي أساس القراءة والفهم وليس بما تتهمني به بعدم فهمي لما أقرأ.
أنا لا اريد تثبيت وجهة نظري بحجج واساليب استدلالية أو بالأحري الحيل والألاعيب، انا لا انكر تقديم الحجج واستخدام الاستدلال لكن يمكن استخدامها في مسائل أهم من هذه المناقشات.
 
أنا لا أحتاج في إطلاق افتراضاتي وأحكامي لكتاب منزل، فأنا صادق مع نفسي ومع الاخرين فيما أقول اذا كنت اعتبر ان الحقيقة هي في القول الصادق.
أنا عندي آرائي الخاصة وأوضحت وجهة نظري بما فيه الكفاية واشرت الي ان هذه الآراء والاحكام كنت مستندا من أول الأمر علي أساس القراءة والفهم وليس بما تتهمني به بعدم فهمي لما أقرأ.
أنا لا اريد تثبيت وجهة نظري بحجج واساليب استدلالية أو بالأحري الحيل والألاعيب، انا لا انكر تقديم الحجج واستخدام الاستدلال لكن يمكن استخدامها في مسائل أهم من هذه المناقشات.
أنا الذي أقوله يا أستاذ لا وصل له بما تحتاجه أنت أو لا تحتاجه ولذلك لا حاجة للحديث عن نفسك لأن الذي أقوله يستلزم الحديث عن كلامك لا عن نفسك، يعني ذلك: أنا لا يهمني أنت صادق أنت تفهم أنت تقرأ و أنت وأنت بل يهمني أن أرى في الكلام ما يشير إلى الصدق والفقه والقراءة. كلامي يصف ولا يوجِّه أو بمعنى آخر كلامي يصف كلامك بعدم فهم ما تقرأ وبالتسرع في الرد على ما تقرأ عن غياب فقه بما ترد وفيما ترد ولم ترد وآخر مثال على ذلك تصويرك الكاركاتوري إن لم أقل مغالطة بهلوانية Straw man لـ (إدعائي الثاني) الذي أصف أو أحاول أن أصف به قضية جاهلية قديمة متخلفة تتعلق بفن الحوار و إطلاق الدعاوي والأحكام، فصنعت منه (أنا لا أحتاج في إطلاق افتراضاتي وأحكامي لكتاب منزل، فأنا وأنا وأنا وأنا..) وكأن كلامي يوجِّه لا يصف، وفي التوجيه إخترعت هذه الحاجة وأنا لا أقول ما تحتاج إليه بل إدعيت إدعاءين قائمين على التوصيف; وأنا في الإدعاء لا أتهمك بل أصف الذي أقرأه وما ترى فتوصلت إلى نتيجتين: 1) كلامك لا يعكس فهم ما تقرأ وجئت عليه من خمسة أوجه; 2) أسلوبك في التعامل مع أقوال الآخر أسلوب يعكس قضية جاهلية متخلفة وجئت عليه من وجهين على أساس ما ورد في القرآن المقدس.
 
أنا الذي أقوله يا أستاذ لا وصل له بما تحتاجه أنت أو لا تحتاجه ولذلك لا حاجة للحديث عن نفسك لأن الذي أقوله يستلزم الحديث عن كلامك لا عن نفسك، يعني ذلك: أنا لا يهمني أنت صادق أنت تفهم أنت تقرأ و أنت وأنت بل يهمني أن أرى في الكلام ما يشير إلى الصدق والفقه والقراءة. كلامي يصف ولا يوجِّه أو بمعنى آخر كلامي يصف كلامك بعدم فهم ما تقرأ وبالتسرع في الرد على ما تقرأ عن غياب فقه بما ترد وفيما ترد ولم ترد وآخر مثال على ذلك تصويرك الكاركاتوري إن لم أقل مغالطة بهلوانية Straw man لـ (إدعائي الثاني) الذي أصف أو أحاول أن أصف به قضية جاهلية قديمة متخلفة تتعلق بفن الحوار و إطلاق الدعاوي والأحكام، فصنعت منه (أنا لا أحتاج في إطلاق افتراضاتي وأحكامي لكتاب منزل، فأنا وأنا وأنا وأنا..) وكأن كلامي يوجِّه لا يصف، وفي التوجيه إخترعت هذه الحاجة وأنا لا أقول ما تحتاج إليه بل إدعيت إدعاءين قائمين على التوصيف; وأنا في الإدعاء لا أتهمك بل أصف الذي أقرأه وما ترى فتوصلت إلى نتيجتين: 1) كلامك لا يعكس فهم ما تقرأ وجئت عليه من خمسة أوجه; 2) أسلوبك في التعامل مع أقوال الآخر أسلوب يعكس قضية جاهلية متخلفة وجئت عليه من وجهين على أساس ما ورد في القرآن المقدس.
أخ شايب، انا استخدم عقلي وليس استخدام عقول الأخرين كما تفعل وكما تستند عليها للحماية. اذا كنت تريد من القرآن الكريم ومن تراث الأسلاف ان يكونوا درع للحماية لك فهذا شأنك، فأنا قادر ايضا للعثور علي كتاب وأسلاف يكونوا ظهري الذي استند عليه، لكني لا أهرب بمثل ما تفعل الأخوة للعثور علي سلف يساعدني في حين انت تفعل مثلهم. أتظن ان اعطائي أمثلة من القرآن الكريم ستجعلني عاجز، لا يا أخ شايب ظنك خاب، فأنا استند أولا واخيرا علي ارادة عازمة وكفي في تضييع وقتي وفي قراءة حجج واهية تماما وكلها سخيفة جدا من بداية أول النقاش معك حتي اخره.
 
اولا اخي احمدد فارس فلسنا وحدنا من يرجع الى الماضي فجميع امم الارض ترجع الى الماضي لغير ماسبب
والعلمانيون العرب ولغوا في الماضي وحرفوا نصوصه ووقائعه وكثير منهم لم يبالي بما هو ثابت فيه بإدعاء ان المنهجية الحديثة لاتنظر في حقيقة الوقائع ولكن فيما قيل لتفسير واقعه قبل وقائعه ومن هؤلاء الجابري نفسه فماذا تقول عن تفسيره هو لما يسميه بالماضي وقد كتب مدخل الى القرآن غير عابئ بكلام المفسرين ولا بكلام العلماء وقد قال في نصوص صريحة في مدخل الى القرآن، في غير ما موضع، انه لايأخذ بأي من كلام المفسرين، والعلماء، والعجيب أنه راح ليقلد تولدكه، وهو من ماضي الاستشراق!، في تعديل ترتيب النزول بما يتوافق مع رؤيته المقلدة، هي ليست رؤيته في الحقيقة، الا انه راح يتلاعب بتفسير وقائع النزول وزحزحتها عن اوقاتها المكتوبة في اسباب النزول وغيرها، فاخترع ترتيبا للقرآن كما اخترع الذين من قبله نولدكه ومن سبقه، ولماذا ذهب الجابري للماضي ويقرأ مافيه ويقوم بإجراء تغيير شبه كامل فيه، ثم وضع تفسير مغاير للحقيقة، التي ينكرها هو اصلا، بإعتبار أن الحقيقة انما هي حقيقة عند اهلها، أي أنه لاحقيقة حقيقية، كما هو تعبيره، ولو شئت أتيت لك بنصوص كلامه، فالجابري ورفاقه هم من يتكلمون في الماضي لغيير تصوراتنا عنه، وماذا تقول فيمن ترك وقائع التاريخ والسيرة المسطورة ليقول لنا ان الرسول محمد ذهب مرات ومرات في هجرات متتابعة على فترات، تطول غالبا، ليتعلم على يد علماء االلاهوت السوريون من اتباع اللاهوتي افرائيم، ولما رجع الى مكة كان القرآن الأولي متأثرا بما تعلمه في لاهوتية سوريا العتيقة، ومع ذلك وبعد ان كتب انه واثق من اطروحته قال في نفس الكتاب ان مايقوله تخمينات!، فمن نصدق، ومن نتبع!(مايقارب ال300 صفحة ومع ذلك يقول في سطر خفي انها تخمينات!!)
فهل تخرصاتهم هي النهضة، ورسم سيناريوهات ماأنزل الله بها من سلطان، ولاوردت وقائعه في التاريخ، هي النهذة والتقدم، وماذا يريدون ان يقولوا غير ارجاع أمر النبوى الى مؤثرات واقتباسات، وهو مايعني بطريق غير مباشر ان النبي كاذب وعن وعي، وبعضهم مثل اتباع مونتجمري وات قالوا في مواضع تبعا له ان الرجل صادق، صلى الله عليه وسلم، الا أن اللاوعي هو الذي دغعه وجعلوا اللاوعي هذا هو مارسب في نفسه من تاريخ امته، اذا هو لاوعي يقتبس ايضا ويضع نصوصا تبعا للاقتباس اللاشعوري، انها جملة زحزحات واتهامات لم تترك الماضي لا كما هو ولالعقلنته بالعقل الصحيح، وانما هدم واضح له، مع وهذا هو الغريب، وضع قصص باطلة لتاريخ البشرية ووقائع اسطورية غاية في الغرابة، مثل واقعة فرويد عن قتل الأب وان البشرية ندمت على قتله فعبدته في طوطم ثم نشأ الدين من عقدة اولاد ارادوا امهم والنساء الاتي استحوذ عليها ابوهم الاول، وكذلك قصص القمني(الماضي!) عن ان قصة موسى هي قصة اخناتون هي قصة ادويب اليوناني(ذهب بعيدا في الماضي) وللعلم فالقمني كما كتبت انا في الاقطاب2 اخذ تضفيرته الثلاثية(موسى-اويب-اخناتون) من فرويد وفليسوفسكي وهما يهوديان وكلاهما عارض الآخر الا ان الاول قال موسى هو اخناتون والثاني قال لا بل هو اويب! فجمع القمني بين تعارضاتهما وقال بل هو اويب -موسى-اخناتون)فهل هذا هو العلم ووضع الفرضيات ام التخرص وسرقة النتف الفاشلة!
وهي على كل من الماضي!
فلماذا جميع هؤلاء يذهبون الى الماضي ولهدمه كل على طريقته ويحرمون علينا النظر الصحيح في وقائعه وماحدث فيه!
هل قراءة الماضي هي تحريفه ووضع وقائع لم تكن فيه اطلاقا ولماذا؟
هم يقولون الاسئلة همهمة، ونحن نسألهم لماذا؟ لماذا تحرفون الحقائق ويخترع كل منكم، مع كثرة عددكم!، فرضية كاذبة خاطئة، والعجيب ان فرويد قال عن فرضيته عن موسى في كتابه النبي موسى والتوحيد، ترجمة جورج طرابيشي العلماني!، ان نظريته فيها ثغرات، والقمني قال مثل ذلك وكلهم!، ومع ذلك فهم سمنة على عسل عند العلمانيين الشباب، ولم يقل احد منهم انهم يخترعون الاساطير وان ذهنياتهم ذهنيات اسطورية! وانهم ماضويون!
ارجو تجاوز اخطاءي في الكتابة فليس عندي وقت في مراجعتها فلابد ان اخرج للعمل بعد ثوان معدودة والسلام
انا معك فيما تفعله لكن سيكون أفضل عندما تتجرد من كل المشاعر التي تؤثر علي رؤية المفكر، وعندما كنت تقول أن هؤلاء المفكرين يقولوا أفكار سامة، وفي مثل هذا يذهب محمد عمارة الي ضرب الأمثلة علي من يريد وضع السم في العسل الذي يكون أخبث من يريد وضع السم بدون عسل.
أنا لا أفضل هذه الطرق في ضرب الأمثلة لأني أعتقد بأن هذه الطرق هي من أكبر العيوب التي نعاني منها، اما بالنسبة الي هذه القضية فأنا في أول الأمر أحسست بشئ غريب عندما قرأت معظم الأفكار التي تقول بأنها سامة.
بصراحة ما أحسسته في وقتها لم يكن خيرا، فكان احساسي خروجا علي مبدأ عدم التناقض لأني كنت ابكي واضحك في نفس الوقت.
 
أخ شايب، انا استخدم عقلي وليس استخدام عقول الأخرين كما تفعل وكما تستند عليها للحماية. اذا كنت تريد من القرآن الكريم ومن تراث الأسلاف ان يكونوا درع للحماية لك فهذا شأنك، فأنا قادر ايضا للعثور علي كتاب وأسلاف يكونوا ظهري الذي استند عليه، لكني لا أهرب بمثل ما تفعل الأخوة للعثور علي سلف يساعدني في حين انت تفعل مثلهم. أتظن ان اعطائي أمثلة من القرآن الكريم ستجعلني عاجز، لا يا أخ شايب ظنك خاب، فأنا استند أولا واخيرا علي ارادة عازمة وكفي في تضييع وقتي وفي قراءة حجج واهية تماما وكلها سخيفة جدا من بداية أول النقاش معك حتي اخره.
كل رد ترد به يا أستاذ أحمد يقرّب كلامك من الحضيص والضياع.
هل أصبحت تثق بالكلمات والحروف التي تشكلها في صيغة ردود تشاكس بها هنا إلى درجة أصبحت عندها تظن فعلا أن تلك الصيغ قابلة للتعامل معها بحجج؟ يا أستاذ، شوف: أنا لم أرد عليك بحجج ولا حجة و لا حجيجة لأن كلامك ليس فيه ما يقبل هذا التعاطي معه وكل ما هنالك هو وصف هذا الذي أقرأه، أقصد هذه المشاكسات القولية، بأوصاف أبينها على أساس أمثلة وتوضيحات. عندما أقول إن كلامك يعكس عدم فهم ما تقرأه بل لا تدري فيما ترد ولا لم ترد فأنا لا أتعامل مع شخصك و لا مع كلام تقول به قابل للتعامل معه بأي أسلوب من طرق التواصل والحوار والنقاش والجدل، بل أتعامل معه لأصفه إذ أن كل ما هو ظاهر قابل للوصف وبما أن الذي تقوله عبارة عن كلام مكتوب فهو ظاهر. وها هو ردك الأخير مثال آخر يدل دلالة قطعية أنك لا تفهم ما تقرأ لأني لم أرد على كلامك في أي مشاركة من مشاركاتي إلى حد الساعة.

ولن أسألك مرة أخرى لتبين هذه الحجج في قولك (وفي قراءة حجج واهية تماما وكلها سخيفة جدا من بداية أول النقاش معك حتي اخره) كما لن أسألك لتوضيح قصدك بإستخدامي لعقول الآخرين وغير ذلك من الدعاوي الفاشلة لأن مثل هذه الأسئلة قد طرحتها مرارا وتكرارا لأعطي لك فرصة تدافع عن الاتهام الموجه توصيفا إلى كلامك على أنه كلام عديم القيمة وأن قيمته الوحيده هي قابليته للوصف. أما وصفك لهذه الحجج الغير موجودة أصلا بالسخافة فسأعتبره من الآن فصاعدا قولا يدل على شخصك أيضا وليس على فهمك وقراءتك و هدفك من مشاكساتك فقط.

وأرى أنك نسيت ما قلته لك في المشاركة الأخيرة: أنا لا يهمني من تكون أنت تفهم وأنت تقرأ (والآن أضفت) وأنت تستخدم عقلك، بل الذي يهمني هو أن أرى في الذي أقرأه ما يعكس الفهم والقراءة والعقل (بعد تحديده لأن كل من يستطيع أن يركب بالكلمات والحروف صيغا يدعي أنه يستخدم عقله) ولتفهم أن أسلوبك في إطلاق الدعاوي هو أسلوب سلف الجهلاء بقضيتهم الجاهلية الذين ادعوا انهم يستطعيوا (ان يقولوا مثل القرآن) وأنه (مجرد أساطير الأولين القدماء) وأنه (إنما يعلمه بشر). أنا هنا أشير لعقليتهم الجاهلية في إطلاق الدعاوي لأصف ما يصدر منك من كلام، ولا أستند إلى هذا العقل يا أستاذ، ولكن مرة أخرى لن تفهم هذا الكلام كما العادة، ولذلك سينتهي الكلام هنا لكيلا نوسخ هذا الملتقى العلمي المبارك بمزيد من المشاكسات. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
 
كل رد ترد به يا أستاذ أحمد يقرّب كلامك من الحضيص والضياع.
هل أصبحت تثق بالكلمات والحروف التي تشكلها في صيغة ردود تشاكس بها هنا إلى درجة أصبحت عندها تظن فعلا أن تلك الصيغ قابلة للتعامل معها بحجج؟ يا أستاذ، شوف: أنا لم أرد عليك بحجج ولا حجة و لا حجيجة لأن كلامك ليس فيه ما يقبل هذا التعاطي معه وكل ما هنالك هو وصف هذا الذي أقرأه، أقصد هذه المشاكسات القولية، بأوصاف أبينها على أساس أمثلة وتوضيحات. عندما أقول إن كلامك يعكس عدم فهم ما تقرأه بل لا تدري فيما ترد ولا لم ترد فأنا لا أتعامل مع شخصك و لا مع كلام تقول به قابل للتعامل معه بأي أسلوب من طرق التواصل والحوار والنقاش والجدل، بل أتعامل معه لأصفه إذ أن كل ما هو ظاهر قابل للوصف وبما أن الذي تقوله عبارة عن كلام مكتوب فهو ظاهر. وها هو ردك الأخير مثال آخر يدل دلالة قطعية أنك لا تفهم ما تقرأ لأني لم أرد على كلامك في أي مشاركة من مشاركاتي إلى حد الساعة.

ولن أسألك مرة أخرى لتبين هذه الحجج في قولك (وفي قراءة حجج واهية تماما وكلها سخيفة جدا من بداية أول النقاش معك حتي اخره) كما لن أسألك لتوضيح قصدك بإستخدامي لعقول الآخرين وغير ذلك من الدعاوي الفاشلة لأن مثل هذه الأسئلة قد طرحتها مرارا وتكرارا لأعطي لك فرصة تدافع عن الاتهام الموجه توصيفا إلى كلامك على أنه كلام عديم القيمة وأن قيمته الوحيده هي قابليته للوصف. أما وصفك لهذه الحجج الغير موجودة أصلا بالسخافة فسأعتبره من الآن فصاعدا قولا يدل على شخصك أيضا وليس على فهمك وقراءتك و هدفك من مشاكساتك فقط.

وأرى أنك نسيت ما قلته لك في المشاركة الأخيرة: أنا لا يهمني من تكون أنت تفهم وأنت تقرأ (والآن أضفت) وأنت تستخدم عقلك، بل الذي يهمني هو أن أرى في الذي أقرأه ما يعكس الفهم والقراءة والعقل (بعد تحديده لأن كل من يستطيع أن يركب بالكلمات والحروف صيغا يدعي أنه يستخدم عقله) ولتفهم أن أسلوبك في إطلاق الدعاوي هو أسلوب سلف الجهلاء بقضيتهم الجاهلية الذين ادعوا انهم يستطعيوا (ان يقولوا مثل القرآن) وأنه (مجرد أساطير الأولين القدماء) وأنه (إنما يعلمه بشر). أنا هنا أشير لعقليتهم الجاهلية في إطلاق الدعاوي لأصف ما يصدر منك من كلام، ولا أستند إلى هذا العقل يا أستاذ، ولكن مرة أخرى لن تفهم هذا الكلام كما العادة، ولذلك سينتهي الكلام هنا لكيلا نوسخ هذا الملتقى العلمي المبارك بمزيد من المشاكسات. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
أنا فعلا لا أفهم ما أقرأ، حتي تستريح من اضاعة وقتك كما تقول وحتي انا انشغل بأمور ليست في ادني مستوي من هذا التخلف الغير عقلاني الذي انت متمسك به، كلامي هو ما يوسخ هذا الملتقي لأنه غير علمي وغير مبارك ولا اري فيه غير زيادة التخلف والتدهور لكن هذا يخص فقط من ينتمي له.
 
جزاكم الله استاذنا وشيخنا الحبيب حاتم القرشي ووالله انا اقل منكم علما وشأنا وبيانا ولكني لااترك الموت يسرع الي الا وانا اسرع اليه بحب لله وفي الله يدفعني الى الدفاع عن هذا الرجل العظيم الذي فضله الله بدعوة عالمية ربانية على العالمين ورأينا ثمرتها ، ليس فقط في اخراج امم من ظلمات الشرك والظلم والطغيان الى رحاب التوحيد والعدل وسعة الدنيا والآخرة، وانما في احداث اعظم تغيير في حياة البشر جميعا من آدم الى اليوم وهو انقاد البشرية من عبادة الصنم والحاكم والامبراطور والكوكب والكهنة وترسيخ مبادئ العلم والعقل الصحيح والدعوة لاكتشاف اسباب الله في الكون والحياة والانسان.
لماذا اترك هذه الدعوة التي نسفت اوثانا تُعبد، وطغيانا يهين الانسان ويذله، هذه الدعوة التي رفعت من شأن العقل لينظر في الكون واسباب الله فيه والحكمة والدعوة للتفكر فرادى وجماعات لاصلاح شأن الإنسان والارض، لماذا اتركها واذهب الى من اخذ منه منهاج اكتشاف المادة والكون ثم جعلها نقمة على البشرية فجعل العلم صنما يعبد ثم اسلم قياد العلم لفلاسفة تخريب العقل والروح والفرد والجماعة والامة والدولة.
لااترك الموت يسارع الى الا وانا اسارع اليه بعمل صالح ان شاء الله، وانا صاحب معاصي لاني من بني لآدم، واحب لقاء الله، الا وانا تارك مأثرة ومراغمة تُذل الباطل وتنسف قواعده الفلسفية واللاعقلانية، فقد شاهدت بأم عيني اخي الحبيب كيف تهان المرأة في الحضارة وتضيع العقول الجميلة في تيهان الحضارة وشهواتها واهوائها، وشاهدت امم تموت وهي ناضرة الحياة وتجهل وهي تمد اعناقها بالعلم والفخر به. وتنسى ان اجدادنا هم من علموهم النظافة والعلم والفكر الذي رقاهم واشعرهم بفرادة الانسان على الرغم من انهم يقولون ان هذا المسكين حيوان ابن حيوان من اصل حيوان!،ولكنهم غطوا على عطايا ديننا ومنحه الربانية وكفروا به ومنعوا نشره على الناس وجاء رجال منا ومن جلدتنا ليغطوا على تغطيتهم ويكفروا فوق كفرهم حتى لُبس على عقول ذكية ونفوس درست ونجحت فصارت لاترى الا تفاهات الضلالات وفُتنت بشقشقة الفلاسفة وضلال اهل الفكر الضائع مع العلم اني لااكتب كلمة الضائع الا وانا اعنيها فعلا فقد انتحر فلاسفة كبار من اساتذة اولئك المفتونون بهم وشذ بعضهم(في مضاجعة النظير!) واعترف بعضهم بالعدمية واخترع بعضهم العبثية واعترف آخرون في نقدهم بذلك وانظر في المثال الاول بول ريكور وقد اعترف في كتاب له انه لايعرف عن الاسلام شيء!، وانظر في المثال الاخير ميشل فوكو وفي نموذج الانتحارات والشذوذ ال توسير ونيتشه وقد اعترف هاشم صالح في مقالات بذلك(انظر كلامي اللاحق داخل الاطار)
انا لن اقول ابدا عن علماء رباهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ورجال طهروا وتطهروا اخرجوهم من تاريخنا انهم أناس يتطهرون كما يفعل كثير من العلمانيين ان بالتصريح او التلميح ومنهم من عزلهم من منظومته وهي يفسر كتاب الله كالجابري!
اننا ندافع عن قضية كونية وانسانية وهي قضية دينية وعلمية وفكرية ولذلك لن نتزحزح عن اماكننا لاننا فعلا على الحق الذي فعلا انقد امم وعمل على ترقية البشرية كلها، حتى منها من كفر وتهكم واعرض ونأى بينما نراه يجلس على منابع كنوزنا الذي نحاول اذاعتها بعد ان كتموها دهورا وسرقوها قرونا وغطوا على جريمة الكفران مددا طويلة في اعراف اهل العلم.
انظر
...الذين يخرجون على القرآن بمذاهب : ماركس الذي هو باعتراف اهله وكتاب سيرته كان قذرا في ملبسه و رائحة جسده- ونيتشه (اللوطي) (انظر عن شذوذه كتاب فؤاد زكريا "نيتشه"(وفؤاد زكريا هو شيخ العلمانيين في عالمنا))، وفرويد، وميشيل فوكو( وفوكو هو فيلسوف فرنسي(من الشواذ ايضا) حاول الإنتحار عام 1948، توفى وعمره لايتجاوز السابعة والخمسين،نتيجة مرض الإيدز ، في باريس في 26 يوليو 1984) (وقد التقط المرض من النشاطات المثلية التي عايشها ومارسها في سان فرانسيسكو وباريس. و"لويس ألتوسير" ((1921-1990مالبنيوي المنظر لتجديد الماركسية واستاذ الفيلسوف الفوضوي ميشل فوكو . ، يقول "ألتوسير" في كتابه الاخير(المستقبل يدوم طويلا!) "انا ... شخص مختف: لا حي ولا ميت. انا غير موجود بكل بساطةعلى الرغم من اني لا ازال حيا جسديا. صحيح اني لم ادفن بعد، ولكني "بلاأثر." وهذا هاشم صالح العلماني في مقاله المشهور "عباقرة على حافة الهاوية" يذكر لنا علاقة فوكو بلويس التوسير:" كان لويس ألتوسير يقول: أنا وميشيل فوكو كنا نمشي على خيط رفيع جدا جدا فوق هاوية سحيقة لا قرار لها، هو نجا منها وأنا هويت..والواقع أن فوكو كان مهددا بالجنون طيلة حياته الأولى كلها. ولم ينج منه إلا بعد أن كتب أجمل كتاب عن تاريخ الجنون في اللغة الفرنسية(...) وعندما قرأ التوسير المقدمة الأولى للكتاب عرف بان فوكو نجا من جنونه بعد أن حجمه وسيطر عليه بضربة إبداعية خارقة(...) وللأسف فان فوكو حذف هذه المقدمة من الطبعات التالية على الرغم من أنها تشكل نصا رائعا شكلا ومضمونا. انه نص نيتشوي متفجر(...)، نص يوحي بالانتصار على الذات بعد معركة ضارية" ويقول هاشم ايضا :" من المعلوم أن ميشيل فوكو ختم كتابه الشهير "تاريخ الجنون في العمر الكلاسيكي" برفع ثناء حار الى الجنون"!
وقال ايضا عارضا لنا حالة السلسلة العلمانية الصنمية التي هي سلف حداثي للعلمانيين العرب الذين يقدمون نظريات واساطير ملفقة للقدح في القرآن : " والواقع ان مفكري أوروبا وشعراءها وفنانيها كانوا قد دفعوا ثمن تشكل الحداثة باهظاً. فمن نيتشه الى بودلير الى رامبو الى هولدرلين الى أنطونين أرتو الى ميشيل فوكو الى لويس ألتو سير الى إدغار ألان بو الى فيرجينيا وولف الى كافكا الى لوتريا مون، الى غويا ، الى فان غوخ... نجد أن القائمة طويلة، طويلة من أولئك الذين جنُّوا أو عانوا أو انتحروا.. (مقاله "بين العبقرية والجنون"). ويقول في نفس المقال عن نيتشه" وفي عام 1880 كان عمر نيتشه 36 سنة. عندئذ ترك الجامعة بعد أن قدم استقالته وذهب لكي يعيش حياة التشرد والضياع علىالطرقات والدروب. وهكذا ابتدأ يصبح فيلسوفاً حقيقياً. ولكن مزاجه كان دائماًمتقلباً وفكرة الانتحار تلاحقه باستمرار. وقد اشتد تأزمه بعد أن فشل حبه الكبيرللغادة الحسناء: لواندريا سالومي. ويبدو أنه قام بثلاث محاولات انتحار فاشلة عنطريق تجرع كميات ضخمة من سائل الكلورال. ولكنه لم يمت. والغريب العجيب أنه على أثرتلك الفترة بالذات راح يكتب رائعته الشهيرة: هكذا تكلم زرادشت وهكذا أنقذ من الجنونولو إلى حين.." وقال ايضا " يقول عالم الطب النفسي الكبير إيسكيورول بأن الشخصيات الكبرى في التاريخ هي شخصيات "مرَضية" ويضرب على ذلك مثلاً لوثر، وباسكال، وجان جاك روسو، الخ... وقد استعاد هذه الفكرة بعده طبيب نفسي أقل شهرة هو "لولوت" الذي كتب السيرة الذاتية المرَضية لشخصيتين كبيرتين هما: سقراط و باسكال. وكان عنوان الأولى: "شيطان سقراط " والثانية "تعويذة باسكال ""
ويقول عن شيخ فؤاد زكريا :" فأوغست كونت الذي كان يهذي والذي حاول الانتحار اكثر من مرة هو نفسه أوغست كونت الذي أسس الفلسفة العلمية التي رافقت صعود العصر الصناعي في الغرب." يقصد المفتون بالفلسفة العلمية ، الفلسفة الوضعية التي جعلت الدين مرحلة متجاوزة في تاريخ البشرية!
ونتركه اخيرا يذكر لنا ماذا كان حال هذا الرجل الذي فتن كثير من العلمانيين العرب بفلسفته الوضعية التي قالت بتجاوز الدين ! :" والآن من يصدق ان الفيلسوف الفرنسي الكبير أوجست كونت، مؤسس الفلسفة الوضعية، كان على حافة الجنون أكثر من مرة، وانه حاول الانتحار عن طريق رمي نفسه في نهر السين !.. فيما ان الوضعية تمثل قمة العقلانية في الغرب(...)، فإن أحدا لا يتوقع ان يكون مؤسسها قد أصيب بالجنون، أو بالانهيار السبي، في بعض مراحل حياته "!
هؤلاء هم النماذج المقلدة الذين يقدمون على القرآن وتعارض بهم نصوصه!
منقول من مقالي حسب الرابط التالي من الملتقى هنا
http://vb.tafsir.net/tafsir20821/
 
يقول اخي احمد فارس عن الماضوية
أمة انقل، أمة أقتبس بدل أمة أقرأ.
ولكن يااخي احمد فاننا اذا ذهبنا لنفهم كل ماكتبه العلمانيون العرب فسنجد انهم امة علمانية ماضوية تنقل ماتفرزه العقول الغربية في علوم الانسان والمجتمع والنقد بلا اية اضافة اللهم الا تلفيق سيناويوهات من نتف في سيناريوهات غربية ، كان قد قالها غربيون ، او صنع تطبيقات تمشي في اتجاه المؤثرات الفكرية العلمانية فأي ابداع يوجد!!؟
فالماضوية(والحداثية التقليدية!) لازمة للفكر العلماني الذي مازال ينقل عن افرازات العقول الغربية، يطبقها على مافي ديننا مما لايندرج تحت تفسيرات الفهم العلماني والفلسفي الغربي!
فهم نقلة فكر لااكثر ولااقل ولم يبتدعوا فكرا لو صح التعبير، خصوصا انهم يطلقون على انفسهم مبدعون، فهذا يجب ان تضعه في الفهم
واذا اردت ان اضرب لك امثلة غير السابقة للدلالة على اقوالي فهشام جعيط التونسي اخذ فكرة اقتباس محمد رسول الله القرآن الأولي من الفكر اللاهوتي السوري المنتسب لافرائيم السوري والذي وصل اي (تصورات الفكر المسيحي عن الحساب والآخرة) بحسب القس المسيحي السويدي المتنور(!) تور اندري الى اسواق العرب ومنها سوق عكاظ، وتأثر محمد بهذا الفكر عن طريق حضوره هذه الاسواق العربية!
اخذ هشام جعيط الفكرة الاصلية لتور اندري ونزع عنها طريق التأثر الذي اشار اليه اندري الا وهو اسواق العرب!، ووضع تصورا آخر ورسم للرسول طريقا آخر ماانزل الله عليه او به من سلطان!
وابدع جعيط(العلماني!) في الدفاع عن محمد (رسول الله ،طبعا واصلا صلى الله عليه وسلم) فماذا قال جعيط؟
قال لماذا يبخل اندري على محمد ووهو انه يجعل مصدر هذه المعلومات الكثيرة جدا عن الحساب والآخرة وغير ذلك ، التأثير العارض من تواجد عارض في سوق او اسواق كان الرسول يذهب اليها، و لايمكن ان تتكون هذه العلوم لاحقا في القرآن عن طريقها(كما اعترف هشام جعيط نفسه في رده على القس اندري!)، وعلى ذلك، فالعتاب الجعطي لتور اندري كان مبدع(!) قال له ياسيد اندري محمد اعظم من ذلك!، لقد ذهب(ليس للاسواق فقط!!!) وانما، وايضا، للدراسة الدؤوبة في سوريا على فترات تطول اكثر مما تقصر(هذا يعني ان جعيط عنده(!) خلفية تاريخية(!) عن سفرات محمد المزعومة من جعيط نفسه!، ومع ذلك وقبل نهاية كتابه عن ذلك قال انه ليس عنده دليل قوي او ثابت تاريخيا!!) لقد جعيط وجد ثغرات في السيناريو الذي اقتبس جذر فكرته واصل فريته ، من تور اندري ، وكانت الثغرة المحترمة هي ان السوريون في تلك المدرسة المسيحية السورية تدرس موادها اللاهوتية بلغات اجنبية اي سريانية ويونانية، اذن فلابد لمحمد من ادوات الترجمة،هذا اذا كنت عنيدا وتريد تكملة سيناريو مزيف لتشتهر به وسط العلمانيين!!، مع معرفتك ان الثغرة كبيرة جدا وواسعة جدا ولاسبيل الى الزيادة! وهنا راح هشام جعيط المفكر العلماني الذي يظهر في اكبر القنوات التلفزيونية ، راح بيحث وهو يعلم ان الرسول كان أمي لايقرأ حتى لغة العرب ولايكتبها!(للاسف نفى جعيط هذه ايضا ليثبت ان الرسول تعلم العربية واليونانية والسريانية!!)، ذهب ليقول ان الرسول قبل ان يذهب الى سوريا للتعلم والدراسة تعلم في مكة اللغات اليونانية والسورية!، وممن تعلم يامبدع؟ قال اليست هناك روايات تشير الى غرباء في مكة مثل الغلام جبرا او غيره!، اذن تعلم على ايديهم ، ماشاء الله على الابداع، الا تريد ان تفهم سيدي احمد فارس حفظك الله كيف يخترعون الاساطير العلمانية المأخوذة نصفها او ثلاثة ارباعها من قساوسة اصوليون او متحررون مثل هنري كوربان او تور اندري او ماسينيون او مونتجمري وات ، وهؤلاء أثرت علوم الفلسفة الغربية واجتماعياتها وعلوم الانسان والنفس على ارواحهم فغيرتها من اللاهوتية المحضة الى اللاهوتية المختلطة بعلمانية واضحة، اخذ العلمانيون العرب، من اصحاب الأساطير نتف من مخترعاتهم الحديثة واساطيرهم الغربية الجديدة التي رسموها لهدم نبوة محمد رسول الله وخاتم النبيين، ومن ثم هدم الاسلام وارجاعه لمؤثرات شتى، مثل اليوانانية وحتى الهندوسية(والآخيرة هذه قال بها وللاسف المفكر العلماني الكبير طيب تيزيني في مشروعه الكبير الي من 11 مجلد، في الجزء المخصص لتحليل التاريخ النبوي والاسلامي وهو تحت اسم مقدمات أولية...،وحتى مؤثرات مثل الشعر (شعر أمية وغيره!)واللاشعور الراكد في النفس العربية، ماتركوا شيء يمكن قوله من الداخل (السعي للسيطرة او رفعة القبيلة او الهوس، هوس الابطال او غيرهم، او اللاشعور الخفي!،إلخ) او ماتركوا شيئا يمكن رمي رسول الله به من الخارج(أي الاوضاع والظروف الاجتماعية او الاسواق او المدارس والقساوسة المنتشرون في الجزيرة العربية وخارجها(والقول بخارجها قاله ايضا طيب تيزيني) ماترك هؤلاء واسيادهم ومعلموهم شيء حتى قالوه!
ثم بعد الاقتباس والتقليد واحيانا السرقة التي يتقنها بعض العلمانيون العرب الكبار!(أي بدون اشارة الى مصدر اقوالهم عن عمد كما فعل خليل عبد الكريم في كتابه فترة التكوين عن حياة الصادق الامين، وادعى في مقدمة الكتاب ان ماسيقوله انما هو لاول مرة يقال في العالم، وكذب المبدعون ولو كتبوا!، بعد ذلك الاقتباس ذهبوا كل على حدة ليكذبوا اكثر تحت مؤثرات فلسفية ودراسات فكرية غربية!(انظر محمد اركون وتأثره التام بمدرسة الحوليات الفرنسية وغيرها)
فهشام جعيط اخذ الفكرة من تور اندري عن ان القرآن الذي نزل في مكة انما اكثر افكاره عن الآخرة والحساب انما مصدره علم القساوسة السوريون (ودليل اندري هو وجود هؤلاء القساوسة في اسواق العرب!!، ولم يقدم الدليل!) لكن جعيط اخذ الفكرة او الاتهام بوجود التعليم اللاهوتي السوري في القرآن عن طريق مؤثر، ونسج له طريقا آخر غير طريق استاذه، بالضبط كما فعل العشماوي والقمني واحمد عثمان مع فرضية فرويد عن النبي موسى!!!) والدليل الجديد المضاف لتدعيم اسطورة هشام جعيط المعدلة هو (!) ذهاب محمد(سفرا مرات ومرات وتعلم لشهور وشهور!!!)ذهب اليهم للدراسة مسلحا باللغات المعينة على الترجمة! ، والتي تعلمها من غلام قرشي!، ماشاء الله على الاكتشاف والابداع!
وهذه الاخيرة قالها جعيط اي التعلم من غلام ولم يقلها اندري التور!، فهل ذلك الهبل العلماني ابداع يحتاج لفهم واعمال فكر؟!
ان اي طفل من اطفال المسلمين يعرف انه كذب!
فلم يثبت ان محمد رسول الله تعلم لغات من اطفال او غلمان، ثم هل يمكن ان يكون التعليم على يد غرباء في مكة بالصورة التي يمكن ان يصل المتعلم لترجمة الكتب المقدسة والاسفار اليونانية والكتابات السريانية؟
مالكم ايها العلمانيون لاتفقهون
آباؤكم وأجدادكم ممن تقولون لنا عنهم :اتركوهم وشأنهم وابدعوا انتم وتقدموا، ولاتنتسبوا لهم بالاقوال الفارغة، هؤلاء الآباء والأجداد اخترعوا المناهج والعلوم ، وقدموا حضارة، وتعلم منهم ومنها غيرهم وكانوا على دين وخلق، اما انتم فمقلدون حتى آخر نفس منكم!
وتلاميذكم يفتخرون علينا بهذا الهراء، فأين العقلانية والمفهومية والمنهجية والموضوعية والابداعية..إلخ
انا في النهاية بتعلم من الآخرين مع بذل اقصي جهد في الفهم حتي لا اعتمد علي احد بعد ذلك طلبا للعلم.
ارجو ذلك!
الأسماء التي ذكرتها وغيرها كثير، يكاد يتردد أسمائها بكثرة وارتباطها بالكفر والالحاد.
فرأيت من يكفر سيد القمني (وقتها لم أكن أعرفه بعد) وكان هناك حجة يقولها سيد القمني لمن يكفره بأن يقول اين هو كلامي الذي تريد أن تكفرني به؟ فقلت لنفسي هذا الكلام صحيح، فأنا لا أقدر أن احكم بالنقد أو الكفر علي كلام أحد الا بعد معرفتي بهذا الكلام. لكن أنا لا أريد ان اقرا أو اسمع كلام سيد القمني حتي انتقده واكفره، انا اريد ان في المقام الأول من القراءة هو الاستفادة والفهم.
قلت في نفسك!
بدون أن تعرف صدقه من كذبه،
لااعتراض على ذلك
ولكن الاعتراض اخي انك لابد أن تبحث فيما اذا كانت فكرتك الأولية عن قوله صحيحة او مغلوطة، لانك من خلال اقتناعك المبدئي بقوله، وعدم البحث عنه وعنها، مع عدم نظرك في اقوال المخالفين له، راكمت في نفسك من مثل هذه الخواطر مقدمات خاطئة ماجعلك تجعلها دليل ثابت على ان هؤلاء العلمانيون على حق لانهم انكروا التهم وببراءة اصلية وانهم مظلومون وكذلك لانهم يتكلمون عن الهنضة والتقدم والحرية والحداثة والحضارة وغير ذلك!
ثم المشكلة انك تأخذ هذا من المسلمات وتحاور به!
كما في كلامك عن الجابري مما قلته سابقا
وهو
لماذا تتدخل في موضوع عن الجابري بهذا الالحاح؟)
لهذا الموضوع عدة أمور، ما فهمته من كلام الجابري عن القرآن الكريم هو لا يعتبر بأي شكل من الأشكال قدح فيه انما يقدح في التراث الذي يجعل تقديمه علي القرآن الكريم في عملية المعرفة والفهم. فيكون التراث هو اولي في التقديم علي القرآن أم اعتبار ان مبدأ القرآن يشرح بعضه البعض يجعل التراث لاحق علي هذا المبدأ وتراعي فيها الاسبقية ويكون منها تخصيص السنة النبوية الصحيحة وهكذا.
تحمسي للجابري في ذلك لأنه وضح لي رؤيتي وطرقي في تفهم القرآن الكريم والتراث كموضوع منفصل عنه، وبعد هذا حتي أكون من المدافعين عن القرآن الكريم لكن يراعي فيه عملية المعرفة والفهم أولا، وحتي يكون الدفاع ضد المعترضين علي كلام الله بحجج تصلح فعلا لأقناعهم وليس الغرض منه في النهاية هو اقتناعي أنا.
فاي رؤية سلمك الله وحفظك ورؤية الجابري عن القرآن والمطروحة في كتابه مدخل الى القرآن اخذها من فتاتات القساوسة والفلاسفة فعن الاولون فكل ماطرحه من المؤثرات ولم يعقب عليه او طرحه كمسلمات انما هو من اقوال المستشرقين القدماء او نظرية الكون والتكوين وغيرها او فكرة المعاصرة لنا او لعصرهم العربي القديم انما اخذها من العلمانيين الغربيين الذي ميولهم فلسفية وضعية او حداثية او مابعد حداثية وكلهم يجعل البيئة والمؤثرات والرواسب والظروف والمحيط العربي وغيره هو من شكل كتابات محمد في القرآن!، طبعا هم يقولون!، وهو نسج وكتب بطريقته!
جاء الجابري ليضيف اضافته بعد ان اخذ من نولدكه وهو صرح بذلك الفكرة الاصلية الاستشراقية عن عدم صحة عملية ترتيب السور القرآنية التي يقول بها المسلمون، ثم ذهبوا -هو ومن قبله نولدكه ومن قبله وبعده-يخترعون طرق جديدة لترتيب النزول
فاخذ الجابري وركب بتشديد الكاف اي من التركيب!
عملية تجميع لااكثر ولا اقل ثم وضع بصمته بعد عمل تطبيقات فاشلة على مشروعه الاخير الذي مات عليه ولاحول ولاقوة الا بالله
ولو نظرت الى فكرته هو، الخالصة من بين ركام نقولاته واقتباساته لوجدتها متأثرة ايضا بالفكر الماركسي وغيره من افكار
فماذا يمكن ان يقدمه الرجل للامة من عقل وعقلانية بديل عن لائكية وعلمانية!
لاشيء!
 
يقول اخي احمد فارس عن الماضوية

ولكن يااخي احمد فاننا اذا ذهبنا لنفهم كل ماكتبه العلمانيون العرب فسنجد انهم امة علمانية ماضوية تنقل ماتفرزه العقول الغربية في علوم الانسان والمجتمع والنقد بلا اية اضافة اللهم الا تلفيق سيناويوهات من نتف في سيناريوهات غربية ، كان قد قالها غربيون ، او صنع تطبيقات تمشي في اتجاه المؤثرات الفكرية العلمانية فأي ابداع يوجد!!؟
فالماضوية(والحداثية التقليدية!) لازمة للفكر العلماني الذي مازال ينقل عن افرازات العقول الغربية، يطبقها على مافي ديننا مما لايندرج تحت تفسيرات الفهم العلماني والفلسفي الغربي!
فهم نقلة فكر لااكثر ولااقل ولم يبتدعوا فكرا لو صح التعبير، خصوصا انهم يطلقون على انفسهم مبدعون، فهذا يجب ان تضعه في الفهم
واذا اردت ان اضرب لك امثلة غير السابقة للدلالة على اقوالي فهشام جعيط التونسي اخذ فكرة اقتباس محمد رسول الله القرآن الأولي من الفكر اللاهوتي السوري المنتسب لافرائيم السوري والذي وصل اي (تصورات الفكر المسيحي عن الحساب والآخرة) بحسب القس المسيحي السويدي المتنور(!) تور اندري الى اسواق العرب ومنها سوق عكاظ، وتأثر محمد بهذا الفكر عن طريق حضوره هذه الاسواق العربية!
اخذ هشام جعيط الفكرة الاصلية لتور اندري ونزع عنها طريق التأثر الذي اشار اليه اندري الا وهو اسواق العرب!، ووضع تصورا آخر ورسم للرسول طريقا آخر ماانزل الله عليه او به من سلطان!
وابدع جعيط(العلماني!) في الدفاع عن محمد (رسول الله ،طبعا واصلا صلى الله عليه وسلم) فماذا قال جعيط؟
قال لماذا يبخل اندري على محمد ووهو انه يجعل مصدر هذه المعلومات الكثيرة جدا عن الحساب والآخرة وغير ذلك ، التأثير العارض من تواجد عارض في سوق او اسواق كان الرسول يذهب اليها، و لايمكن ان تتكون هذه العلوم لاحقا في القرآن عن طريقها(كما اعترف هشام جعيط نفسه في رده على القس اندري!)، وعلى ذلك، فالعتاب الجعطي لتور اندري كان مبدع(!) قال له ياسيد اندري محمد اعظم من ذلك!، لقد ذهب(ليس للاسواق فقط!!!) وانما، وايضا، للدراسة الدؤوبة في سوريا على فترات تطول اكثر مما تقصر(هذا يعني ان جعيط عنده(!) خلفية تاريخية(!) عن سفرات محمد المزعومة من جعيط نفسه!، ومع ذلك وقبل نهاية كتابه عن ذلك قال انه ليس عنده دليل قوي او ثابت تاريخيا!!) لقد جعيط وجد ثغرات في السيناريو الذي اقتبس جذر فكرته واصل فريته ، من تور اندري ، وكانت الثغرة المحترمة هي ان السوريون في تلك المدرسة المسيحية السورية تدرس موادها اللاهوتية بلغات اجنبية اي سريانية ويونانية، اذن فلابد لمحمد من ادوات الترجمة،هذا اذا كنت عنيدا وتريد تكملة سيناريو مزيف لتشتهر به وسط العلمانيين!!، مع معرفتك ان الثغرة كبيرة جدا وواسعة جدا ولاسبيل الى الزيادة! وهنا راح هشام جعيط المفكر العلماني الذي يظهر في اكبر القنوات التلفزيونية ، راح بيحث وهو يعلم ان الرسول كان أمي لايقرأ حتى لغة العرب ولايكتبها!(للاسف نفى جعيط هذه ايضا ليثبت ان الرسول تعلم العربية واليونانية والسريانية!!)، ذهب ليقول ان الرسول قبل ان يذهب الى سوريا للتعلم والدراسة تعلم في مكة اللغات اليونانية والسورية!، وممن تعلم يامبدع؟ قال اليست هناك روايات تشير الى غرباء في مكة مثل الغلام جبرا او غيره!، اذن تعلم على ايديهم ، ماشاء الله على الابداع، الا تريد ان تفهم سيدي احمد فارس حفظك الله كيف يخترعون الاساطير العلمانية المأخوذة نصفها او ثلاثة ارباعها من قساوسة اصوليون او متحررون مثل هنري كوربان او تور اندري او ماسينيون او مونتجمري وات ، وهؤلاء أثرت علوم الفلسفة الغربية واجتماعياتها وعلوم الانسان والنفس على ارواحهم فغيرتها من اللاهوتية المحضة الى اللاهوتية المختلطة بعلمانية واضحة، اخذ العلمانيون العرب، من اصحاب الأساطير نتف من مخترعاتهم الحديثة واساطيرهم الغربية الجديدة التي رسموها لهدم نبوة محمد رسول الله وخاتم النبيين، ومن ثم هدم الاسلام وارجاعه لمؤثرات شتى، مثل اليوانانية وحتى الهندوسية(والآخيرة هذه قال بها وللاسف المفكر العلماني الكبير طيب تيزيني في مشروعه الكبير الي من 11 مجلد، في الجزء المخصص لتحليل التاريخ النبوي والاسلامي وهو تحت اسم مقدمات أولية...،وحتى مؤثرات مثل الشعر (شعر أمية وغيره!)واللاشعور الراكد في النفس العربية، ماتركوا شيء يمكن قوله من الداخل (السعي للسيطرة او رفعة القبيلة او الهوس، هوس الابطال او غيرهم، او اللاشعور الخفي!،إلخ) او ماتركوا شيئا يمكن رمي رسول الله به من الخارج(أي الاوضاع والظروف الاجتماعية او الاسواق او المدارس والقساوسة المنتشرون في الجزيرة العربية وخارجها(والقول بخارجها قاله ايضا طيب تيزيني) ماترك هؤلاء واسيادهم ومعلموهم شيء حتى قالوه!
ثم بعد الاقتباس والتقليد واحيانا السرقة التي يتقنها بعض العلمانيون العرب الكبار!(أي بدون اشارة الى مصدر اقوالهم عن عمد كما فعل خليل عبد الكريم في كتابه فترة التكوين عن حياة الصادق الامين، وادعى في مقدمة الكتاب ان ماسيقوله انما هو لاول مرة يقال في العالم، وكذب المبدعون ولو كتبوا!، بعد ذلك الاقتباس ذهبوا كل على حدة ليكذبوا اكثر تحت مؤثرات فلسفية ودراسات فكرية غربية!(انظر محمد اركون وتأثره التام بمدرسة الحوليات الفرنسية وغيرها)
فهشام جعيط اخذ الفكرة من تور اندري عن ان القرآن الذي نزل في مكة انما اكثر افكاره عن الآخرة والحساب انما مصدره علم القساوسة السوريون (ودليل اندري هو وجود هؤلاء القساوسة في اسواق العرب!!، ولم يقدم الدليل!) لكن جعيط اخذ الفكرة او الاتهام بوجود التعليم اللاهوتي السوري في القرآن عن طريق مؤثر، ونسج له طريقا آخر غير طريق استاذه، بالضبط كما فعل العشماوي والقمني واحمد عثمان مع فرضية فرويد عن النبي موسى!!!) والدليل الجديد المضاف لتدعيم اسطورة هشام جعيط المعدلة هو (!) ذهاب محمد(سفرا مرات ومرات وتعلم لشهور وشهور!!!)ذهب اليهم للدراسة مسلحا باللغات المعينة على الترجمة! ، والتي تعلمها من غلام قرشي!، ماشاء الله على الاكتشاف والابداع!
وهذه الاخيرة قالها جعيط اي التعلم من غلام ولم يقلها اندري التور!، فهل ذلك الهبل العلماني ابداع يحتاج لفهم واعمال فكر؟!
ان اي طفل من اطفال المسلمين يعرف انه كذب!
فلم يثبت ان محمد رسول الله تعلم لغات من اطفال او غلمان، ثم هل يمكن ان يكون التعليم على يد غرباء في مكة بالصورة التي يمكن ان يصل المتعلم لترجمة الكتب المقدسة والاسفار اليونانية والكتابات السريانية؟
مالكم ايها العلمانيون لاتفقهون
آباؤكم وأجدادكم ممن تقولون لنا عنهم :اتركوهم وشأنهم وابدعوا انتم وتقدموا، ولاتنتسبوا لهم بالاقوال الفارغة، هؤلاء الآباء والأجداد اخترعوا المناهج والعلوم ، وقدموا حضارة، وتعلم منهم ومنها غيرهم وكانوا على دين وخلق، اما انتم فمقلدون حتى آخر نفس منكم!
وتلاميذكم يفتخرون علينا بهذا الهراء، فأين العقلانية والمفهومية والمنهجية والموضوعية والابداعية..إلخ

ارجو ذلك!

قلت في نفسك!
بدون أن تعرف صدقه من كذبه،
لااعتراض على ذلك
ولكن الاعتراض اخي انك لابد أن تبحث فيما اذا كانت فكرتك الأولية عن قوله صحيحة او مغلوطة، لانك من خلال اقتناعك المبدئي بقوله، وعدم البحث عنه وعنها، مع عدم نظرك في اقوال المخالفين له، راكمت في نفسك من مثل هذه الخواطر مقدمات خاطئة ماجعلك تجعلها دليل ثابت على ان هؤلاء العلمانيون على حق لانهم انكروا التهم وببراءة اصلية وانهم مظلومون وكذلك لانهم يتكلمون عن الهنضة والتقدم والحرية والحداثة والحضارة وغير ذلك!
ثم المشكلة انك تأخذ هذا من المسلمات وتحاور به!
كما في كلامك عن الجابري مما قلته سابقا
وهو

فاي رؤية سلمك الله وحفظك ورؤية الجابري عن القرآن والمطروحة في كتابه مدخل الى القرآن اخذها من فتاتات القساوسة والفلاسفة فعن الاولون فكل ماطرحه من المؤثرات ولم يعقب عليه او طرحه كمسلمات انما هو من اقوال المستشرقين القدماء او نظرية الكون والتكوين وغيرها او فكرة المعاصرة لنا او لعصرهم العربي القديم انما اخذها من العلمانيين الغربيين الذي ميولهم فلسفية وضعية او حداثية او مابعد حداثية وكلهم يجعل البيئة والمؤثرات والرواسب والظروف والمحيط العربي وغيره هو من شكل كتابات محمد في القرآن!، طبعا هم يقولون!، وهو نسج وكتب بطريقته!
جاء الجابري ليضيف اضافته بعد ان اخذ من نولدكه وهو صرح بذلك الفكرة الاصلية الاستشراقية عن عدم صحة عملية ترتيب السور القرآنية التي يقول بها المسلمون، ثم ذهبوا -هو ومن قبله نولدكه ومن قبله وبعده-يخترعون طرق جديدة لترتيب النزول
فاخذ الجابري وركب بتشديد الكاف اي من التركيب!
عملية تجميع لااكثر ولا اقل ثم وضع بصمته بعد عمل تطبيقات فاشلة على مشروعه الاخير الذي مات عليه ولاحول ولاقوة الا بالله
ولو نظرت الى فكرته هو، الخالصة من بين ركام نقولاته واقتباساته لوجدتها متأثرة ايضا بالفكر الماركسي وغيره من افكار
فماذا يمكن ان يقدمه الرجل للامة من عقل وعقلانية بديل عن لائكية وعلمانية!
لاشيء!
رؤيتك هذه للجابري علي خطأ، اي عندما تقول ان الجابري لم يقدم أي شئ هو قول لا يتطابق مع الحقيقة. اذا كنت فعلا متتبع لكتب الجابري وليس مجرد القراءة لوضع رد عليه وتشكل علي فكرة مسبقة كنت تريد تبريرها. فما تفعله مع فكر الجابري وما كتبه هو ان تردها جميعا الي اجزاء منتسبة الي هذا الرجل أو غيره وهذا الفريق أو غيره، علما بأن الجابري لا يتبع هذه الطرق في التجزء ومع ان البعض اتهمه بفعل ذلك في كتبه عن نقد العقل العربي. لكنه أشار في عدة مرات ان النصوص والأفكار يجب البحث عن المقصود خلال موقعها ومرجعيتها ككل وليس أنتسابها لشخص معين.
ايضا اقدر كتب الجابري عن تعريف وفهم القرآن الكريم، بهذه الطريقة التي كنت اتوقعها من الجابري هي افضل بكثير من التفسيرات التي وضعت في وقتنا الحديث والمعاصر، من بداية ما يسمي بعصر النهضة أو عصر الأصلاح الديني والسياسي الخ. ومثل تفسيرات محمد عبده ومحمد رشيد رضا، فهي غارقة في المعقولية الساذجة. وبعض دارسين الفلسفة مثل زكي نجيب محمود بتقديمه رؤية إسلامية.
واذا رأيت من يفسر النبوة في السابق مثل تفسير الفلاسفة المسلمين امثال الفارابي وابن سينا، فهل رأيت في كلام الجابري مثل هذه السخافات القديمة التي تريد عقلنة النبوة حتي يعلو الفليسوف عليها او يكون في مقام مثله.
واذا اردت ان تعرف ما يقدمه الجابري عن العقل والعقلانية وايضا تمسكه بالنقد فهو ليس للتوفيق بينهم وبين دين الأسلام أو الوحي الأسلامي، انما للأيمان معايير هي التسليم وللعقل معايير هي النظر والبرهان.
 
الجابري كان يعتبر ان الفلسفة هي معجزة اليونان وان الفقه هو معجزة المسلمين، فهذا من يعتبره البعض انه مديح للمسلمين في حين اني لا اري في هذه النسبة غير تقليل من شأننا اذا اعتبرنا ان العقل الفقهي هو معياري وليس موضوعي، فالجابري يقول بأن هذا العقل الفقهي يبحث في الأشياء عن مكانها القيمي والأخلاقي، وليس البحث في الأشياء عن جانبها المعرفي ومن ثم ابداء وجهة نظر معرفية.
من وجهة نظري يجب تحويل هذه النظرة الفقهية الي نظرة معرفية كما حدث في تحويل ما قدمه القدماء في النظر للظواهر الطبيعية والاجتماعية بأنها اما كائنات خارقة أو ألهة تلقب علي حسب دورها الي نظرة تقوم علي معرفة الأسباب في هذه الظواهر، وايضا تحويل وجهات النظر التي تستخدم الأمثال والتشبيهات الي وجهات النظر التي تبحث في طبائع الأشياء وخصائصها وبعلاقتها ببعضها البعض.
انا اعتبر هذه وجهات نظر تبسيطية واختزالية فهي ما انا قادر علي قوله حتي الآن مع ضرورة تتبعي الي تعميقها وتنظيمها في رؤية شاملة.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى