مستقبل (مصحف المدينة النبوية) بعد طباعة عدد من المصاحف المماثلة في العالم الإسلامي

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,322
مستوى التفاعل
131
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
بسم الله الرحمن الرحيم​
تاريخُ طباعة القرآن الكريم والعناية به من الأبحاث الطريفة التي كتبت فيها مؤخراً أبحاث قيمة، منها كتاب الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي (كتابة المصحف الشريف وطباعته: تاريخها وتطورها) الذي نشره مجمع الملك فهد . وقد تناول فيه تاريخ طباعة المصحف بشيء من التفصيل، وقد أشار فيه إلى بداية العناية بطباعة القرآن في العالم الإسلامي وأبرز محطاتها .
ومنذ افتتاح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عام 1405هـ وصدور أول نسخة من ثمار ذلك المجمع أقبل الناس على هذا المصحف الذي أطلق عليه (مصحف المدينة النبوية)؛ لما حظي به من العناية العلمية والفنية العالية، ومشاركة كبار علماء القراءات في الإشراف عليه، واستقر أبناء الجيل على الحفظ من خلال هذه الطبعة التي حظيت بعناية كبيرة في كل مراحلها، وأقبل الناس عليه محبةً وثقة في اللجنة التي أشرفت عليه، ومحبة لمكان صدروه حيث نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وما حولها، ولم يظهر في العالم الإسلامي ما يجاري هذه الطبعة في الجودة والإتقان وتوفر الإمكانيات المادية التي تساعد على الانتشار والمنافسة طيلة ما يقارب عشرين عاماً .
وفي الآونة الأخيرة وبعد ازدياد أعداد المسلمين في كل مكان، وثورة التواصل بين الشعوب، وكثرة المقبلين على القرآن وتلاوته وحفظه من مختلف الشعوب والطبقات زادت الحاجة إلى نسخ المصاحف، ولم يستطع مجمع الملك فهد تلبية حاجات جميع المسلمين في أنحاء العالم لأسباب كثيرة ظهرت محاولات جادة من عدد من الجهات الأهلية والدول الإسلامية لإصدار مصاحف في طبعات فاخرة، وحاولت بعض هذه الجهات الحصول على إذن طباعة النسخة التي روجعت في مجمع الملك فهد وكتبها الخطاط عثمان طه، ولكن لم يتيسر ذلك لرأيٍ رآه القائمون على مجمع الملك فهد، مما اضطر بعض الذين قاموا على إصدار تلك المصاحف إلى الذهاب للدار الشامية في سوريا التي تملك حقوق طباعة النسخة الأولى التي كتبها عثمان طه لهم، والتي بدأ مصحف المدينة النبوية بها أول مرة بعد إصلاحات طفيفة من قبل لجنة المصحف، وأخذوا الإذن بطباعتها.
دار مصحف أفريقيا (1)
ومِمَّن فعل ذلك دار مصحف أفريقيا التي بدأت فكرتها عام 1415هـ لتلبية حاجة المسلمين في أفريقيا وأصدرت مصحفاً انتشر الآن في القارة الأفريقية التي تتزايد حاجة أهلها للمصاحف في ظل الهجوم الشديد عليهم من قبل المنظمات التنصيرية وغيرها، وقد أصدرته برواية حفص عن عاصم وثلاث روايات أخرى ، وظهر في حلة فاخرة جميلة جداً بخط عثمان طه للنسخة الأولى للدار الشامية بسوريا .
مصحف دولة الكويت (2)
كما قامت دولة الكويت بإصدار مصحف الكويت اعتماداً على طبعة دار مصحف أفريقيا أيضاً بإشراف الدكتور ياسر المزروعي في طبعة فاخرة جميلة برواية حفص عن عاصم، وبإجراء بعض التعديلات الطفيفة في بعض علامات الضبط .
مصحف قطر (3)
وأما دولة قطر فقد رأت أن تقوم بكتابة مصحف خاص بها، فاتبعت أسلوباً فريداً غير مسبوق حيث أعلنت عن مسابقة لكتابة المصحف الشريف، وتولى مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) بأستانبول تركيا الإشراف على هذه المسابقة والطباعة بعد ذلك، واختير المصحف الذي خطه الخطاط السوري عبيدة بن صالح البنكي ليكون هو المصحف الذي يحمل اسم (مصحف قطر) وتَمَّ تدشينهُ مؤخراً في العاصمة القطرية الدوحة ليكون هو المصحف المعتمد في قطر ويُصدَّر إلى بقية العالم الإسلامي ليكون في متناول الجميع، وصدر في حُلَّةٍ فاخرةٍ ولونٍ مُميزٍ جداً، والأتراك لهم إبداعٌ وتفوق في الإخراج والتذهيب والزخرفة لا يكاد يجاريهم فيه إلا الإيرانيون، وأتوقع لهذا المصحف أن يَحتلَّ مكانةً طيبةً في العالم الإسلامي.
مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم (4)
وفي عام 1416هـ تقريباً شرعت دولة الإمارات العربية المتحدة بإصدار مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم وصدرت الطبعة الأولى عام 1423هـ بإشراف لجنة علمية لهذا الغرض ضمت في عضويتها عدداً من كبار علماء الرسم والضبط والقراءات، وصدر منه حتى الآن طبعتان فاخرتان برواية حفص عن عاصم عام 1423هـ وعام 1429هـ، وقام بكتابة هذا المصحف الخطاط جمال بوستان، وأتوقع لهذا المصحف الانتشار أيضاً لما تملكه دائرة الشؤون الإسلامية بدبي من إمكانيات تتيح لها التوزيع على نطاق واسع في العالم الإسلامي، ولما تميز به المصحف من جودة الخط والإخراج .​

المصحف الحسني المسبَّع بالمغرب (5)
وهذا كله في المشرق العربي ، وأما في المغرب العربي فقد قامت وزارة الأوقاف المغربية بإصدار المصحف الحسني المسبع الذي أمر به ملك المغرب الحسن الثاني وأصدرته وزارة الأوقاف في حلقة فاخرة بالخط المغربي وبرواية ورش عن نافع المدني وهي الرواية المعتمدة في المغرب والجزائر وبعض الدول في المغرب العربي، وأتوقع لهذا المصحف الانتشار في المغرب وغيرها على نطاق واسع، ولا تجد هناك أي وجود لمصحف المدينة النبوية أو غيره من المصاحف المشرقية الآن لكونهم لا يقرأون بها، إلا القلة من طلاب العلم المهتمين بالقراءات ورسم المصحف .
مصحف ليبيا برواية قالون
وأصدرت ليبيا قبل ذلك طبعة للمصحف برواية قالون عن نافع المدني، وحظيت بانتشار وقبول في ليبيا ولا أكاد أجد لها وجوداً خارج ليبيا لعدم قراءة الناس بهذه القراءة في غيرها إلا طلبة العلم الذين يتتبعون روايات المصاحف المطبوعة ويحرصون على اقتنائها، وهي طبعة لا بأس بها من حيث العناية والإخراج ولكنها ليست في مستوى الطبعات السابقة. وأحسب أن هناك طبعات أخرى للمصحف في ليبيا ولكنني لم أتتبعها في هذا المقال، ولعل الزملاء من ليبيا يفيدوننا بذلك.​

نظرة للمستقبل القريب
والذي دفعني إلى كتابة هذا المقال هو محاولة استشراف مستقبل (مصحف المدينة النبوية) في ظل خروج هذه الطبعات للمصحف التي حظيت بعناية علمية وفنية لا تقل عن مصحف المدينة النبوية، وهل سيبقى لمصحف المدينة النبوية تلك المكانة التي تبوأها أول صدوره.
الذي يبدو لي من خلال قراءتي للواقع أن الإقبال على مصحف المدينة النبوية خارج السعودية سوف يقل لصعوبة الحصول عليه وارتفاع ثَمنه، مما يحول بين عدد كبير من المسلمين والقدرة على شراءه، والحصول على مصحف المدينة النبوية حتى داخل السعودية فيه نوع من المشقة عندما ترغب في شراء كميات كبيرة للتوزيع، ولا يوزع إلا إهداءً للحجاج والزوار للسعودية في مواسم العبادة السنوية، ونسبة هؤلاء الحجاج والزوار لا تمثل إلا القليل من نسبة المحتاجين للمصحف، وهذا على مستوى القراء المنتفعين بالمصحف.
وهناك مستوى آخر وهو مستوى المستفيدين من طبعة مصحف المدينة النبوية في الأعمال العلمية التجارية وغيرها، فإِنَّ تشدد مجمع الملك فهد في منح الإذن باستخدام طبعته في عدد من الجهات التي ترغب في طباعة المصحف ونشره أضعف انتشار هذه الطبعة التي حظيت بعناية ممتازة، مما اضطر تلك الجهات - ولا يزال - إلى العودة للطبعة التي نشرتها الدار الشامية في سوريا لشراء نسخة منها والطباعة بناء عليها، سواء كانت تلك المشروعات طباعة مصاحف فقط، أم طباعة تفاسير مختصرة على حاشية المصحف، وبقيت طبعة مجمع الملك فهد خاصةً بِالمُجمع وبِما يُصدره من إصدارات مثل التفسير الميسر وغيره، وليت القائمين على مجمع الملك فهد نظروا للأمر من زاويةٍ أخرى وهي خدمة القرآن نفسه، وإتاحة انتشار واعتماد طبعتهم في كل المشروعات التي تصدر لخدمة القرآن حول العالم، ولو كنت مكان المسئولين في مجمع الملك فهد لأعطيت من يطلبني الإذنَ باستخدام طبعة المُجمع مكافأةً ماليةً لاستخدامه لطبعة المُجمع في مشروعه وشجعته بدل المنع من ذلك وملاحقة كل من يستخدم هذه الطبعة في أعماله التجارية، واضطرارهم للبحث عن النسخ القديْمة هنا وهناك.
ولذلك فإِنَّني أقترح على القائمين على مصحف قطر - إن أرادوا أن ينتشر مصحف قطر - أن يَمنحوا إذناً مفتوحاً لكلِّ راغبٍ في عمل مشروع يخدم القرآن الكريم ويحتاج إلى استخدام النص القرآني كاملاً أو جزء منه كالتفاسير المختصرة وغيرها، وسيكون ذلك كفيلاً بانتشار هذه الطبعة القطرية على نطاق واسع وخدمتها .
إنَّ سياسة حفظ الحقوق - في نظري - لا تصلح في كل المشروعات، ومشروع طباعة المصحف من تلك المشروعات التي ينبغي إتاحة حقوقها لكل مخلص يرغب في خدمة القرآن وطلابه، وسيكون هذا أدعى لانتشار الطبعات الموثوقة وإقبال الناس عليها، وتوحيد الرسم والخط بين أيديهم .
وأنا أتساءل عن الضرر الذي يلحق مجمع الملك فهد عندما يأذن باستخدام طبعته للمصحف في كل مشروعات خدمة القرآن؟ فالخطاط أخذ حقوقه كاملة من المجمع، والمجمع جهة حكومية أنشأها خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لتتيح المصحف لجميع المسلمين، ولم يكن الربح من أهداف المجمع عند إنشائه حتى اليوم، فلماذا لا يأذن المجمع إذناً مفتوحاً لكل المشروعات القرآنية التي تحتاج إلى استخدام نص المصحف كاملاً بذلك، ولا بأس من استئذان المجمع في ذلك. وسيكون في ذلك نشر لهذه الطبعة، وانتشار واسع لها لما يكنه الناس لهذه الطبعة من حب وتقدير وثقة لا يحظى به غيرها .
أرجو أن يجد هذا النداء قبولاً لدى الإخوة في مُجمّع الملك فهد، وفقهم الله وتقبل من كل مخلص جهده وبذله في سبيل خدمة القرآن والمسلمين .​

الرياض في 26/6/1431هـ






ـــ الحواشي ــ :
(1) كتبت تعريفاً بهذا المصحف تجده في موضوع مصحف أفريقيا
(2) نشر أخي المساهم جزءاً من هذا المصحف وتعريفاً به في موضوع مصحف دولة الكويت .
(3) تجد تعريفاً بالمصحف في موضوع إضاءات حول مصحف قطر .
(4) سبق التعريف بالمصحف في موضوع لمحة موجزة عن مشروع طباعة مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بالإمارات، ويمكن الاطلاع على هذا المصحف كاملاً بصيغة PDF من خلال هذا الرابط مصحف الشيخ مكتوم بن راشد رحمه الله.
(5) سبق أن قام شيخنا الدكتور أحمد الضاوي حفظه الله بالتعريف بهذا المصحف في موضوعه المصحف الشريف الحسني المسبع
 
وأنا أتساءل عن الضرر الذي يلحق مجمع الملك فهد عندما يأذن باستخدام طبعته للمصحف في كل مشروعات خدمة القرآن؟ فالخطاط أخذ حقوقه كاملة من المجمع، والمجمع جهة حكومية أنشأها خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لتتيح المصحف لجميع المسلمين، ولم يكن الربح من أهداف المجمع عند إنشائه حتى اليوم، فلماذا لا يأذن المجمع إذناً مفتوحاً لكل المشروعات القرآنية التي تحتاج إلى استخدام نص المصحف كاملاً بذلك، ولا بأس من استئذان المجمع في ذلك. وسيكون في ذلك نشر لهذه الطبعة، وانتشار واسع لها لما يكنه الناس لهذه الطبعة من حب وتقدير وثقة لا يحظى به غيرها .
وأنا معك يا دكتور فالغريب في الأمر أن المجمع جهة حكومية ولا تكاد ترى له عناية بقضية التوزيع الخيري ليس فقط في المصحف وإنما في كافة إصداراته فتخيل مثلا أنك ترغب باعتماد التفسير الميسر كمنهج في دور القرآن ولا أقول في الجامعات أو أنك ترغب بتوزيعه إهداء على معلمات القرآن خارج المملكة أو داخلها سيتعذر ذلك إطلاقا فنحن في السعودية نكاد نحصل بالصعوبة البالغة على التفسير الميسر وغيرها وما يضير المجمع لو استجاب لرغبات المسلمين وراعى الظروف المادية الصعبة لدور القرآن .
هذه دعوة أطلقتها شيخنا الفاضل أتمنى أن تصل فحينما تأتي المراجعة من الكبار أمثالكم يسمع لها أو على الأقل تحدث صدى .
شيخنا الفاضل : كم أتمنى أن تستضيف الأفاضل الفضلاء القائمين على مجمع الملك فهد في برنامج التفسيرالمباشر بعد عودته ( نسأل الله أن يعجل بعودته ) وتضع بين أيديهم هذه التساؤلات وكذا تساؤلات الجمهور من المسلمين _ وبجعبتهم الكثير _ في حلقة مباشرة ستكون ممتعة للمسلمين كلهم .
ولو كنت مكان المسئولين في مجمع الملك فهد لأعطيت من يطلبني الإذنَ باستخدام طبعة المُجمع مكافأةً ماليةً لاستخدامه لطبعة المُجمع في مشروعه وشجعته بدل المنع من ذلك وملاحقة كل من يستخدم هذه الطبعة في أعماله التجارية، واضطرارهم للبحث عن النسخ القديْمة هنا وهناك.
فكرة جميييييييييييييلة من قرائح العلماء الكبار الذين سادوا بأخلاقهم قبل علمهم وفقكم الله .
 
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن على المقال الرائع ، والذي استعرضت فيه بصيغة موجزة أهم طبعات المصحف الشريف في العالم الاسلامي ، وأما من ناحية عزوف المجمع عن منح اذن طباعة للجهات التي تطلبه فأنا مع مجمع الملك فهد في ذلك ، وذلك حفاظاً على سلامة النص القرآني والذي طالما بذل المجمع فيه كثير من الامكانيات البشرية والعلمية والمادية حتى خرج بهذه الصورة ، لذلك تجد مصحف المدينة يندر أن تجد فيه أخطاء مطبعية والتي تكاد لا تخلو منها طبعات المصاحف الأخرى ، وقد سمعت عن أحد المسؤولين في المجمع أن هناك اقتراح بقيام المجمع بمراجعة طبعات المصاحف المنتشرة في العالم الاسلامي ومنحها إذن طباعة ولكن تم رد ذلك لسبب أن هذا خارج عن سيطرة المجمع وفوق طاقة العاملين به لازدياد الطبعات المنتشرة يوم بعد يوم....
 
سبحان الله العظيم،
كنا في بلاد الشام نبحث عن مصحف المدينة بشكل حثيث ويا فرحتك إذا وجدت هذا المصحف في المسجد فتقرأ فيه بشعور من الغبطة والسعادة - حيث أنه من شبه المستحيل - وجوده خارج المساجد حيث أن المكتبات تعتمد على غيره من المصاحف - من الناحية التجارية - حيث أن سعره ربما يصل لضعف غيره من طبعات الشام !! و مع ذلك تراه يجبى فقط من المكتبات التي يحضره أصحابها من المدينة في اوقات الحج و العمرة و يبيعونه بثمن مضاعف !!!
فأصبحت المصاحف الأخرى فيها غنية عن تكلف البحث عنه خصوصا بعد نزوله بالرسم الجديد غير المألوف، وبالذات عند الحفاظ ومن يريد مراجعة حفظه على ما استقر عنده من الرسم القديم !!! فإنا لله وإنا إليه راجعون

أمنيتي أن يعود رسم المصحف إلى القديم - المعتمد عند غيره من المصاحف - و أن يبتغى الأجر في توفيره بأسعار معقولة ناهيك عن توفيره أصلا في بلاد المسلمين
 
فأصبحت المصاحف الأخرى فيها غنية عن تكلف البحث عنه خصوصا بعد نزوله بالرسم الجديد غير المألوف، وبالذات عند الحفاظ ومن يريد مراجعة حفظه على ما استقر عنده من الرسم القديم !!! فإنا لله وإنا إليه راجعون

أمنيتي أن يعود رسم المصحف إلى القديم - المعتمد عند غيره من المصاحف - و أن يبتغى الأجر في توفيره بأسعار معقولة ناهيك عن توفيره أصلا في بلاد المسلمين
أمر مؤسف حقاً، ولا أدري لم غير الرسم وهل الدوافع كانت وجيهة ؟!...
 
شكراً للزملاء الفضلاء الذين علقوا على الموضوع سامي الحسيني والأخت التواقة وأسأل الله لهم التوفيق

وأما من ناحية عزوف المجمع عن منح اذن طباعة للجهات التي تطلبه فأنا مع مجمع الملك فهد في ذلك ، وذلك حفاظاً على سلامة النص القرآني والذي طالما بذل المجمع فيه كثير من الامكانيات البشرية والعلمية والمادية حتى خرج بهذه الصورة ، لذلك تجد مصحف المدينة يندر أن تجد فيه أخطاء مطبعية والتي تكاد لا تخلو منها طبعات المصاحف الأخرى، وقد سمعت عن أحد المسؤولين في المجمع أن هناك اقتراح بقيام المجمع بمراجعة طبعات المصاحف المنتشرة في العالم الاسلامي ومنحها إذن طباعة ولكن تم رد ذلك لسبب أن هذا خارج عن سيطرة المجمع وفوق طاقة العاملين به لازدياد الطبعات المنتشرة يوم بعد يوم....
حياك الله يا أبا عمر وأخشى أن لا يكون كلامي مفهوماً بدقة، فمنح الإذن باستخدام الطبعة الخاصة بالمجمع لن يغير في المصحف موضع علامة ولا حرف، بل سيصور بنفس هيئته، وهذا أدعى لأن تكون كل الطبعات واحدة بنفس الخط، وليس مقصودي أن يكون المجمع جهة رقابية على طباعة المصاحف في العالم تراجع ما يكتبون ويَخُطُّون فما ينبغي لهم وما يستطيعون .
 
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الشهري
دار مصحف أفريقيا (1)


ومِمَّن فعل ذلك دار مصحف أفريقيا التي بدأت فكرتها عام 1415هـ لتلبية حاجة المسلمين في أفريقيا وأصدرت مصحفاً انتشر الآن في القارة الأفريقية التي تتزايد حاجة أهلها للمصاحف في ظل الهجوم الشديد عليهم من قبل المنظمات التنصيرية وغيرها، وقد أصدرته برواية حفص عن عاصم وثلاث روايات أخرى ، وظهر في حلة فاخرة جميلة جداً بخط عثمان طه للنسخة الأولى للدار الشامية بسوريا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل الشهري أشكر لك هذا الجهد الطيب النافع بإذن الله، ولي معك مشاركة بالنسبة لمصحف افريقيا المطبوع برواية حفص له ثلاث مقاسات (صغير- للجيب، ومتوسط - ما يسمى بالكف، وكبير ) ومما يلاحظ في هذا المصحف هو أن الدار عندما طبعت المصحف قسمت الأرباع فيه على ما يوافق مصحف (الدوري) أما بالنسبة لمصحف (الدوري) وهي الرواية المشهورة عندنا في البلاد جودته أقل من المصحف المطبوع برواية حفص من حيث الخط والضبط فهو أشبه بخط اليد العادي، وكانت عندي نسخة أهديتها أحد الإخوة المغاربة، ولا أظن هذا المصحف يقارن بالمصحف المطبوع بمجمع الملك فهد المطبوع بنفس الرواية، جزاهم الله خيراً على ما يقومون به من جهد في خدمة كتاب الله
بارك الله فيكم وفي جهودكم ودمتم في حفظ الله ورعايته
 
شكر الله للأخ الدكتور عبد الرحمن جهوده الطيبة
فهذا الموضوع الطيب تطرق إلى ذكر كثير من الجهود المعاصرة في خدمة طباعة المصحف الشريف
وهناك طبعات محلية في كثير من الدول أيضاً حبذا لو كُتب لها أن تنتشر وتلقى الدعم، منها على سبيل المثال: مصحف بروناي الذي
طبعته حكومة بروناي، وأنفقت عليه كثيراً من المال، وخرج في طبعةٍ أنيقة ممتازة، وكذلك مصحف بيت المقدس الذي أمر بطبعه جلالة المغفور له الملك حسين، وأشرفت عليه وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن: وقد شرفت بأن كنت عضواً في لجنة طباعة هذا المصحف، وكذلك كان فضيلة الدكتور أحمد شكري، والدكتور محمد عصام القضاة، ومجموعة من المتخصصين في القراءات والتفسير وعلوم القرآن. وهذا المصحف طُبع بثلاثة أحجام، أصغرها مقاسه 17×24.
وليت أحد الباحثين يتتبع جميع طبعات المصاحف، في سائر البلاد، خاصة أن هناك طبعات في الباكستان، وتركيا وألمانيا وغيرها..

من جهة أخرى: أؤيد ما اقترحه أخي د. عبد الرحمن من أهمية أن يأذن مجمع الملك فهد لجهات متعددة باعتماد طبعاته، ليسهل انتشارها وتداولها، لا سيما وأن ملايين المسلمين في شتى الأصقاع محتاجون أن تصل إليهم المصاحف، وأكثرهم لا يعدلون بطبعة مصحف المدينة النبوية أي طبعةٍ أخرى. وهناك ألوف المحسنين يرغبون في شراء كميات كبيرة من المصاحف وشحنها إلى الجاليات المسلمة في سائر البلدان.

المسلمون لديهم أموال طائلة، وكثير منهم يبحثون عن وجوه الخير والبر، فلم لا تُفتح لهم هذه الأبواب والوجوه ليقدموا ويبذلوا.
وليس الأمر قاصراً على النص القرآني، بل المطلوب جهود مكثفة في ترجمة معاني القرآن الكريم، وبعض تفاسيره المعتمدة، ليفهم الناس كتاب الله تعالى بشتى ألسنتهم ولغاتهم.
وإذا علمنا أن الإنجيل قد تُرجم إلى أكثر من ألف لغة، وكثير منها لغات محلية لقبائل وتجمعات صغيرة، وبُذل في خدمته مليارات الدولارات. أيعجز المسلمون أن يبذلوا في سبيل تبليغ هذا القرآن العظيم الذي قال الله تعالى في وصفه:
(إن هو إلا ذكر وقرآن مبين، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين).
شكر الله لك يا د. عبد الرحمن، ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين.
 
ما رأيكم بفكرة أن تصدر وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي قراراً بمنع بيع المصحف على الإطلاق
وأن تخصص كل وزارة وقفا خاصاً لهذا الغرض بحيث يتم توفير نسخة من المصحف لكل مسلم
يا ترى هل يعجز أصحاب الأموال والثروات فضلاً عن الدول عن تخصيص ميزانية سنوية لتتصرف في وقف لهذا الغرض
ويكون هناك منافذ في كل مدينة وفي كل مكان للحصول على نسخة من المصحف أنيقة ورائعة
إذا راقت الفكرة لكم فلدي تصور تفصيلي للخطوات العملية
 
بارك الله فيكم د. عبد الرحمن , أذكر أن أحد الأخوة في ليبيا طلب مني أن أعطيه مصحفي وهو مصحف المدينة كنت أحضرته من الأردن , فأهديته إياه فأهداني مصحف الجماهيرية وهو برواية قالون عن نافع المدني,وهو عندي الآن , كم عز علي أن أعطيه المصحف وكم فرحت بما أعطاني , ولكني حتى اليوم اذا وجدت مصحف المدينة لا اخذ غيره لأني تعودت عليه وأصبحت احفظ مكان الآيات والكلمات .
وأقترح أن يطبع على المصاحف التي توزع مجانا ما يشير الى عدم تخصيصها للبيع , وأن يعلم الناس أن المصحف يشترى ولا يباع وما ذكره الأخ عبد الرحمن أمر غريب لمن دفع ماله للحج ثم باع المصحف بدراهم معدودة, فلوكان محتاجا لتلك الدراهم لما كان قد وجب عليه الحج !!!.
 
شكر الله لمشرفنا المبارك هذا المقال حول المصاحف المطبوعة المتداولة في العالم الإسلامي ، وأحبُّ أن أضيف على ما ذكره الشيخ عبد الرَّحمن الشهري ، وما أضافه الشيخ أحمد القضاة - وفقهما الله - .
وهو مصحف اليمن السعيد

وأذكر بعضاً مما جاء في قرار لجنة المصحف حيث قالوا :
وأسندت مهمة شرف طباعة المصحف الكريم لشركة الصناعات المتنوعة بتعز بالجمهورية اليمنية ، وتحت إشراف فريق فني متخصص لنيل الأجر في المشاركة في إخراج الطبعة السَّابعة بشكل متميز وفريد .
وها قد تمَّ طبع القرآن الكريم كاملاً بالصورة التي ترونها ، ولقد راجعنا مصاحف عدَّة طبعت في دمشق وبيروت والأزهر الشريف والمدينة المنورة فوقع الاختيار على مصحف المدينة المنورة فنسجنا على منواله كونه قد نال شهرة واسعة وجودة وإتقاناً ومراجعة إذ قام بمراجعته عدد كبير من ذوي الخبرات العالية في التحقيق والتصحيح ، ومن المتبحرين في علوم القرآن وأصوله ، ولقد رأينا أن يسمَّى هذا المصحف : مصحف اليمن السعيد ............................ الخ

هيئة العلماء
الشيخ ناصر محمد الشَّيباني
السيِّد محمد بن يحيى مطهر
الشَّيخ عبد الرَّحمن قحطان
 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،،،
لست مخالفاً ولاموافقاً للموضوع ولكن أضيف للتذكير:
بدء المجمع خطوة عظيمة قد تسمى الجمع الثالث للقرآن وهو الطباعة بالروايات المتواترة.
بدء أيضاً بتسجيل الروايات المتواترة.
بدء بطباعة كتب متعلقة بالقرآن كالإتقان والفتاوى وغيرها.
المجمع تديره شركة عن طريق مناقصة وأظنها الآن سعودي أوجيه.
هذا في ظني يبقى العمل في الطليعة ويفتح أبواب على نحو:سيروا كما سارو لتجنوا ما جنو...
والله الموفق.
 
ما رأيكم بفكرة أن تصدر وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي قراراً بمنع بيع المصحف على الإطلاق
وأن تخصص كل وزارة وقفا خاصاً لهذا الغرض بحيث يتم توفير نسخة من المصحف لكل مسلم
يا ترى هل يعجز أصحاب الأموال والثروات فضلاً عن الدول عن تخصيص ميزانية سنوية لتتصرف في وقف لهذا الغرض
ويكون هناك منافذ في كل مدينة وفي كل مكان للحصول على نسخة من المصحف أنيقة ورائعة
إذا راقت الفكرة لكم فلدي تصور تفصيلي للخطوات العملية

أخي د. يحيى
ما دام لديك التصور التفصيلي فأرجو أن تبدأ، لأن مثل هذا المشروع جدير أن يقوم وستجد منا ومن غيرنا كل الدعم والتأييد
كثير من الناس يبحثون عن أبواب الخير ، وبدلاً من أن تبقى الجهود مفرقةً موزعة حبذا لو تم تنظيمها بصورة مريحة .
هناك كثيرون ليسوا من الأغنياء، ولكن كل منهم مستعد أن يقدم من يسير ماله ما يغطي نفقة مئة مصحف أو مئتين أو أكثر أو أقل، وهؤلاء كثيرون جداً، ويمكن تشجيع آخرين أيضاً. فإذا أضيف إلى ذلك جهود وإنفاق بعض الأغنياء سيكون جزء كبير من المشروع قد اكتمل بإذن الله.
فسر على بركة الله، وأنا شخصياً معك.
وأرجو أن يوقع هنا من يؤيدون الفكرة.
بوركت وجزيت خير الجزاء.
 
ما رأيكم بفكرة أن تصدر وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي قراراً بمنع بيع المصحف على الإطلاق
وأن تخصص كل وزارة وقفا خاصاً لهذا الغرض بحيث يتم توفير نسخة من المصحف لكل مسلم
يا ترى هل يعجز أصحاب الأموال والثروات فضلاً عن الدول عن تخصيص ميزانية سنوية لتتصرف في وقف لهذا الغرض
ويكون هناك منافذ في كل مدينة وفي كل مكان للحصول على نسخة من المصحف أنيقة ورائعة
إذا راقت الفكرة لكم فلدي تصور تفصيلي للخطوات العملية

فكرة موفقة ولكن ليست هناك ضرورة كبيرة لمنع بيع المصحف ، ولكن وجود الوقف ممتاز بشكل كبير ، وجيد أن يفتح المجال للكل فالكل يجود بما يستطيع ، وأذكر أني شاركت في تنظيم أمر خيري ، فقال البعض نستبعد قسم لأنهم لا يملكون المقدرة المادية القوية ، فلم يوافق على ذلك ، وكان القرار صائبا ، فقد تبرعت هذه الفئة بكمية من المال لا تصدق .
 
وكذلك مصحف بيت المقدس الذي أمر بطبعه جلالة المغفور له الملك حسين، وأشرفت عليه وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن: وقد شرفت بأن كنت عضواً في لجنة طباعة هذا المصحف، وكذلك كان فضيلة الدكتور أحمد شكري، والدكتور محمد عصام القضاة، ومجموعة من المتخصصين في القراءات والتفسير وعلوم القرآن. وهذا المصحف طُبع بثلاثة أحجام، أصغرها مقاسه 17×24.
جزاكم الله خيرا على جهودكم، لكن هذا المصحف مشكلته في رسمه أن الصفحة لا تبدأ بآية وتنتهي بآية و رسمه غير مريح للقراءة - خصوصا لمن تعود على الرسم الأول لمصحف مجمع الملك فهد و الذي اعتمدته كثير من دور النشر الشامية لاحقا -

فيا ليتكم تعتمدون هذا الرسم لتعم الفائدة في مصحف بيت المقدس
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت على الموضوع الذي كتبه فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري في ملتقى أهل التفسير بعنوان :

"مستقبل (مصحف المدينة النبوية) بعد طباعة عدد من المصاحف المماثلة


فيالعالم الإسلامي"

والذي توقع فيه أن الإقبال على مصحف المدينة النبوية خارج السعودية سوف يقل لصعوبة الحصول عليه وارتفاع ثَمنه كما ضمنه دعوة للقائمين على مجمع الملك فهد بإعطاء إذن بطبع مصحف المدينة للجهات التي ترغب بذلك في العالم خدمة للقرآن الكريم ونشره على أوسع نطاق ، لما امتاز به مصحف المدينة النبوية من التدقيق والإخراج الجميل ، وحاز مكانة عالية في نفوس المسلمين في العالم ، منذ صدوره إلى اليوم .
ولا شك في أن للقائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رأيهم في موضوع المقال الذي تفضل بتسطيره الدكتور عبد الرحمن ، وهم أولى ببيان سياسة المجمع والإجابة على ما ورد في هذا المقال ، وأنا أقدر للدكتور عبد الرحمن مبادرته إلى الكتابة في هذا الموضوع ، وحرصه على أن تظل لمصحف المدينة النبوية مكانته التي حظي بها من يوم صدوره ، كما أشكر لأخي الدكتور عبد الرحمن لفت نظري إلى المقال ورغبته في التعليق عليه.
ولعل من حسن التوفيق أني كنت في اليوم الذي نشر فيه الدكتور عبد الرحمن مقاله في الملتقى في زيارة مجمع الملك فهد - الأربعاء 9/6/2010م - أستمع إلى شرح عن نشاط المجمع في خدمة القرآن الكريم والمصحف الشريف من الأستاذ صالح الحسين مدير عام العلاقات في المجمع ، ضِمْنَ وفد الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الذين حضروا المؤتمر العلمي الأول للهيئة في جدة ، ونَظَّمَتْ لهم الهيئة زيارة للمدينة المنورة بعد انتهاء أعمال المؤتمر ، وكان مما ذكره الأستاذ صالح في إجابته على سؤال لأحد الإخوة في الوفد عن مدى تعاون المجمع مع الجهات التي تقوم بنشر المصحف في العالم : أن المجمع يتعاون مع كل الجهات التي تستشيره في المسائل العلمية المتعلقة بالمصحف ، وأنه مستعد للتعاون معها في خدمة القرآن الكريم ، ولكن المجمع لا يريد أن ينصب نفسه (زعيماً) على تلك الجهات ، لأن القائمين على المجمع يعتقدون أن مسؤولية خدمة المصحف هي مسؤولية جميع المسلمين وليست خاصة بالمجمع ، وأن المجمع بكل ما تهيأ له من موارد مالية وطاقات علمية لا يمكن أن يغطي حاجة العالم الإسلامي من المصاحف ، علماً أنه يطبع سنوياً بحدود عشرة ملايين نسخة من المصحف.
وإذا كان هذا هو موقف مجمع الملك فهد من تعدد جهات طباعة المصحف في العالم الإسلامي اليوم ، وتلك إمكاناته في عدم القدرة على تلبية جميع حاجة العالم الإسلامي إلى المصاحف ، فليس هناك ضير في أن تظهر مصاحف مطبوعة طبعات جديدة توفرت لها الدقة العلمية والإخراج المتقن ، وليس هذا الأمر بالجديد ، أعني تعددت جهات نشر المصحف ، فقبل صدور مصحف المدينة النبوية كان المصحف الأميري ( مصحف القاهرة ) هو أكثر المصاحف شهرة في العالم الإسلامي ، وتَصْدُرُ بجانبه مصاحف من جهات ودور نشر كثيرة ، وكان الخطاطون في العالم الإسلامي قبل عصر الطباعة يعمل الواحد منهم على كتابة عدد من المصاحف تصل إلى العشرات تلبية لحاجة المسلمين إلى المصاحف للقراءة فيها.
أما عن مستقبل ( مصحف المدينة النبوية) فإني أحسب أنه سيظل يحتل مكان الصدارة ، لأسباب منها :
(1) مكانة المملكة الدينية واحتضانها الأماكن المقدسة ، فيؤمها سنوياً للحج والعمرة ملايين المسلمين ، ويحظى كل حاج ومعتمر بنسخة من المصحف مجاناً ، بل إن من يتقدم إلى المجمع بوثيقة تثبت أنه إمام لمسجد فإنه يحظى بعدد أكبر من المصاحف .
(2) الدقة الفائقة في إخراج المصحف من ناحية الرسم ، والضبط ، والزخارف ، مع تنوع الحجم ، وكنت قد وقفت على كلام لبعض أهل الاختصاص بالخط يشيرون فيه إلى خرق قوانين الخط في بعض المواضع في مصحف المدينة ، وإني ، وإن كنت غير متخصص بفن الخط ، أجد أن قوانين الخط إذا أدت إلى لبس في الضبط أو قلة في الوضوح فالأولى التخلي عنها ، لأن المصحف ليس لوحة فنية يبرز فيها الخطاط مواهبه الفنية من غير مراعاة لوضوح الرسم ودقة الضبط (ولهذا الجانب تفصيل ليس هذا موضعه).
(3) تنوع منتجات المجمع يجعله في الصدارة في خدمة المصحف وعلوم القرآن ، فإلى جانب مصحف حفص عن عاصم يُصْدِرُ المجمع مصاحف بالروايات الأخرى ، وترجمات للقرآن إلى لغات الشعوب الإسلامية ، واللغات العالمية ، ويصدر مصاحف مسجلة صوتياً ، إلى جانب مصحف المدينة للنشر الحاسوبي ، والمطبوعات العلمية المتعلقة بعلوم القرآن .
(4) القدرة على الاستمرارية ، فكثير من المشاريع تبدأ قوية لكن تقدم السنين يضعفها وقد ينتهي بها الأمر إلى الزوال ، ومجمع الملك فهد قد أثبتت السنين قدرته على الاستمرار والتوسع في الإنتاج وتحسينه وتنويعه .
ومع كل هذا فإن أؤيد ما ذهب إليه الدكتور عبد الرحمن وفقه الله إلى الحاجة إلى سهولة الحصول على منتجات المجمع من المصاحف وغيرها ، من خلال :
1. تعدد منافذ التوزيع في المملكة وخارجها.
2. تخفيض أسعار المطبوعات .
3. زيادة عدد المطبوع من الكتب العلمية التي يتبنى المجمع طباعتها ، حتى لا تنفد نسخها في السنة الأولى لنشرها .
وفي مناسبة الحديث عن مستقبل مصحف المدينة أتمنى أن يزداد التعاون بين الجهات التي تتولى نشر المصاحف ، لتبادل الخبرات وتكاملها ، وأن يكون رائد الجميع خدمة القرآن الكريم والرغبة في ما عند الله سبحانه في الآخرة ، وليس التنافس على تحقيق مواقع في الساحة في هذه الدنيا ، ولعل مستقبل الأيام يشهد ميلاد الهيئة العالمية لطباعة المصحف الشريف ، لِتُحَقِّقَ التنسيق بين الجهات التي تضطلع بطباعة المصحف ، وتكون مرجعية علمية في هذا الميدان ، وآمل أن يكون :

"مُلْتقى مجمع الملك فهد لأشهر خَطَّاطي المصحفِ الشَّريف في العالم"

الذي سيعقد في مجمع الملك فهد في العام القادم نواة لتلك الهيئة ، والله ولي التوفيق.

د.غانم قدوري الحمد


أستاذ في جامعة تكريت
 
التعديل الأخير:
تعليق

تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أود منذ أن صدر هذا المقال لفضيلة الشيخ عبد الرحمن أن أعلق عليه من ساعته . ولكنني آثرت أن أنتظر حتى يدلي الجميع بما لديهم من اقتراحات وتوجيهات .
وبعد أن علّق من أراد على هذا الموضوع الهام وقرأه بما يزيد عن 425 أخاً في الله فإني أضع هذه الملاحظات التي أظنها مهمة لنجاح أي عمل ناهيك أن يكون هذا العمل يخص أشرف كتاب على الإطلاق ويحوي أعظم كلام. وهو كلام الله عز وجل:
1- لطباعة أي مصحف لا بد أن يستشار أهل العلم في القراءات وعلم التجويد فيُختار منهم ما يكفي من أجل وضع علامات الوقف والابتداء والتي هي اجتهادية وليست توقيفية . فالملاحظ بأن مصحف المدينة يفتقر الى هذا الجهد المشترك وأقصد علماء خارج المملكة العربية السعودية . وأظن أنه لا يعيب المملكة أن تشرك علماء القراءات في الشام وأفريقية وغيرها من دول العالم ليكون جهداً دولياً ليس فيه أي اجتهاد خارج عن جمهور العلماء أو أن يكون فيه رأي مرجوح وليس راجح.
2- الناظر والمدقق لمصحف المدينة يرى بعض علامات وقف زائدة لا حاجة لها . ويرى بالمقابل أماكن يفضل أن يكون بها علامات وقف لحاجة المعنى لها ولكنها لم توضع. علماً بأن كثيراً من الناس يظنون أن الإلتزام بعلامات الوقف واجبة مقدسة لا موضع للإجتهاد فيها.
3- لم يراعي مصحف المدينة بعض وقفات جبريل المجمع على بعضها. ولم يقف أيضاً ولم يعتمد ما في بعض هذه الوقفات من خلاف .
4- إن مصحف المدينة لم يراعي قول الجمهور ورأي أكثر أهل العلم بالنسبة لما هو مدني وما هو مكي من سور القرآن فمثلاً فقد اعتبر سورة الرحمن مدنية رغم أن جمهور العلماء من المفسرين قالوا عنها مكية . وكذلك سورة الحج والرعد والفلق فلم يراعي أكثر أهل العلم قولاً لتلك السور وشبيهاتها.
5- إن الدعوة للسماح بإعطاء إذن بطبع مصحف المدينة للجهات التي ترغب بذلك في العالم كما يطالب الدكتور عبد الرحمن وغيره من أهل العلم الأفاضل دعوة جيدة إذا عملت العربية السعودية على تنقيح الطبعة الحالية من كل ما ذكرناه آنفاً وما يعرفه أهل الإختصاص في هذا الشأن أكثر مني فيكون بذلك عمل جماعي رائع يوحد المصحف وينشره في كل بقاع الدنيا من غير وجل ولا خوف .
6- نحن نعلم أن هذه النقاط لم تصل الى حد الخطأ ولن تصله بعون الله . ولكن ذلك لا يعني أن لا نتحرى الدقة المتناهية بالعمل القرآني للوصول فيه الى أعلى مراتب الإجادة والصحة.
هذه بعض النقاط التي أظنها مهمة . ولا أدري هل تداركتها المصاحف الجديدة أم بقيت كما في مصحف المدينة . وهل استئثار بعض الدول في الإستقلالية لطباعة تلك المصاحف هو عمل مقصود فيه تلك المحدودية والاستئثار ؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه عمل وقفي مأجور يتطلب فعله الاستئثار بالأجر كما هو الاستئثار أيضاً بالفقه والإجتهاد ؟
 
ولئن أحياني الله تعالى فإن سوف أضع مشاركة خاصة بتلك الملاحظات وأمثلة عليها . والإشارة الى بعض الوقفات وأمور أخرى. بعد أن أقوم بمراجعة المصحف كاملاً . والحمد لله رب العالمين
 
1- لطباعة أي مصحف لا بد أن يستشار أهل العلم في القراءات وعلم التجويد فيُختار منهم ما يكفي من أجل وضع علامات الوقف والابتداء والتي هي اجتهادية وليست توقيفية . فالملاحظ بأن مصحف المدينة يفتقر الى هذا الجهد المشترك وأقصد علماء خارج المملكة العربية السعودية . وأظن أنه لا يعيب المملكة أن تشرك علماء القراءات في الشام وأفريقية وغيرها من دول العالم ليكون جهداً دولياً ليس فيه أي اجتهاد خارج عن جمهور العلماء أو أن يكون فيه رأي مرجوح وليس راجح.
وكذلك يفعل المجمع، فقسم مراقبة النص فيه ما يصل إلى ثلاثين عضوا، وهم من المتخصصين في القراءات والرسم والضبط وعد الآي والوقوف، وكثير منهم من خارج المملكة، فمنهم الشيخ محمد تميم الزعبي من الشام، والشيخ عبد الرافع رضوان، والشيخ عبد الحكيم خاطر، والشيخ أبي رواش، والشيخ فتحي رمضان، وشيخي في العشر الشيخ فرج راتب، والشيخ جمال، والشيخ رشاد، وهؤلاء كلهم من مصر، ومنهم بعض الشيوخ من موريتانيا، ولا أذكر أسماءهم الآن.
وهؤلاء وغيرهم ممن لم أذكرهم هم شيوخ القراءات في المسجد النبوي.
ولا بد أن تعلم يا أستاذ تيسير أن المجمع يحث كل من لديه اقتراح أو ملاحظة أو توجيه أن يزوده بها، وكلما أصدر طبعة جديدة ضمنها مجموعة من التغييرات يظهر للقائمين على مراقبة النص القيام بها، فلعلك تزورهم هناك أو تراسلهم بما عندك من ملاحظات، وإذا أقنعتهم بجدواها فلن يجدوا أي غضاضة في الأخذ بها إن شاء الله.
دمتم موفقين
 
وكذلك يفعل المجمع، فقسم مراقبة النص فيه ما يصل إلى ثلاثين عظوا، وهم من المتخصصين في القراءات والرسم والبط وعد الآي والوقوف، وكثير منهم من خارج المملكة، فمنهم الشيخ محمد تميم الزعبي من الشام، والشيخ عبد الرافع رضوان، والشيخ عبد الحكيم خاطر، والشيخ أبي رواش، والشيخ فتحي رمضان، وشيخي في العشر الشيخ فرج راتب، والشيخ جمال، والشيخ رشاد، وهؤلاء كلهم من مصر، ومنهم بعض الشيوخ من موريتانيا، ولا أذكر أسماءهم الآن.
وهؤلاء وغيرهم ممن لم أذكرهم هم شيوخ القراءات في المسجد النبوي.
ولا بد أن تعلم يا أستاذ تيسير أن المجمع يحث كل من لديه اقتراح أو ملاحظة أو توجيه أن يزوده بها، وكلما أصدر طبعة جديدة ضمنها مجموعة من التغييرات يظهر للقائمين على مراقبة النص القيام بها، فلعلك تزورهم هناك أو تراسلهم بما عندك من ملاحظات، وإذا أقنعتهم بجدواها فلن يجدوا أي غضاضة في الأخذ بها إن شاء الله.
دمتم موفقين
أخي الاستاذ أيت عمران أدامه الله
لقد كتبت في مشاركتي خمسة ملاحظات حول مصحف المدينة . وقد وعدت أيضاً أن أعود الى بعضها بشيء من التفصيل . وقد ناقشت مشكوراً واحداً منها بارك الله بك وشكراً لاهتمامك.
أما بالنسبة الى اللجنة فإني أعلم أن فيها كثير من جهابذة العلم الذين هم فوق الرأس والعين . وقد اطلعت على جميع اسمائهم . وما قصدته في ملاحظتي هو أن يكون هناك شبه مؤتمر يدعى اليه كثير من العلماء الأفاضل خارج ممن يعملون في العربية السعودية . فأنا أعتقد أن جلّ تلك اللجنة هي من داخل المملكة حتى ولو كانوا من أصول شامية أو مصرية . وعلى كل حال العبرة ليست بالعدد بقدر ما هي في زيادة قوة الملاحظة وتحري الدقة المتناهية وخاصة في مسألة الوقف والابتداء أو علامات الوقوف .وإذا أحببت سأسوق اليك مثالاً واحداً يدور الآن في ذهني وهو في قوله تعالى في سورة النساء :
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ(ج) انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ(م) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)
لاحظ هذه الآية في مصحف المدينة هناك علامة لجواز الوقف على رأس كلمة ثلاثة. وهناك علامة وقف لازم على رأس كلمة ولد . انظر وحاول أن تجد سبب وعلّة الوقف اللازم عند ولد تجد أن السبب في ذلك هي مخافة الاستمرار في القراءة فيكون بذلك قد اختلّ المعنى بشكل كبير . يوهم السامع أن له ولد بين السموات والارض حاشا لله تعالى أن يكون له ولد . أو أن يقف القاريء مباشرة على الكلمة التي تلي ولد كأن يقرأ:(سبحانه أن يكون له ولد له) فيكون كذلك قد دخل اللبس الى المعنى. فإذاً فإن الاجتهاد في وضع علامة وقف لازم عند ذلك الموقع اجتهاد صائب لا غبار عليه .
ولكن لنعد الى نفس الآية في موضع آخر وهو قوله تعالى( وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ) . لقد وُضعت علامة وقف جائز عند رأس كلمة ثلاثة . ولكن لو افترضنا أن القاري استمر في القراءة وتوقف عند كلمة انتهوا فقال دفعة واحدة(وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا) ألا تلاحظ أن المعنى أيضاً قد اختل يشكل أسوأ من الموقع السابق؟؟فالمعنى يدل الآن أن الثلاثة قد انتهوا بالموت أو غيره ولم تفيد فعل الأمر كما هو مراد من المعنى الحقيقي . . لقد اكتفى مصحف المدينة بوضع علامة وقف الجائز. وذلك يجعلنا نطالب بإعادة النظر في علامات الوقف مرة أخرى لأنها اجتهادية قابلة للنقد.
 
أما بالنسبة لزيارتي فسوف تكون قريبة بإذن الله تعالى وسوف أعطيهم كل ما لدي من ملاحظات وجزاك الله خيراً على هذه اللفتة التي لم أكن أفكر بها . رغم زياراتي الكثيرة الى المجمع في كل عام مرة على الأقل .
 
بارك الله فيه يا ستاذ تيسير، وأخبرك أني لا علاقة لي بالمجمع غير محبته وحرصي على اقتناء كل ما يصدر عنه.
ولكن لنعد الى نفس الآية في موضع آخر وهو قوله تعالى( وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ) . لقد وُضعت علامة وقف جائز عند رأس كلمة ثلاثة . ولكن لو افترضنا أن القاري استمر في القراءة وتوقف عند كلمة انتهوا فقال دفعة واحدة(وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا) ألا تلاحظ أن المعنى أيضاً قد اختل يشكل أسوأ من الموقع السابق؟؟فالمعنى يدل الآن أن الثلاثة قد انتهوا بالموت أو غيره ولم تفيد فعل الأمر كما هو مراد من المعنى الحقيقي . .
لا حظ يا أخي الفرق بين فعل الأمر {انتَهُوا} والفعل الماضي (انتَهَوا) فلا لبس في نظري والله أعلم.
 

(اقتباس)لا حظ يا أخي الفرق بين فعل الأمر {انتَهُوا} والفعل الماضي (انتَهَوا) فلا لبس في نظري والله أعلم
أخي الكريم يجوز أن يكون الفعل الماضي على الصيغتين . حاول مرة أخرى وانظر
الى{انتَهُوا}وأضف اليها مجموعة من الأفعال الماضية على نفس الوزن مثل اكلوا وماتوا أو طغوا .....الخ. فلا غضاضة في جعل الهاء مضمومة وبقائها ضمن صيغة الماضي .وبارك الله بك.
 
الإخوة الفضلاء الدكتور أحمد القضاة والدكتور يحيى الغوثاني والدكتور غانم قدوري الحمد وبقية الزملاء الفضلاء : جزاكم الله خيراً وتقبل منكم ما تفضلتم به وأضفتموه من إضافات علميَّة وتوجيهية مفيدة.
وقد أشار الزملاء إلى طبعات للمصحف لم أعلم بها في الأردن واليمن ، وليتني أحصل على نسخة من هذه المصاحف .
والغاية من هذه الدعوة التي بنيتُ عليها مقالي حثُّ القائمين على مُجمَّع الملك فهد لمواكبة الحراك العلمي حولهم، وتلبية حاجة الراجين لبرهم، والمنتظرين لإصداراتهم التي يطول انتظارها سنين عدداً، وما هذا إلا على حد قول المتنبي :
ولم أَر في عُيوبِ النَّاسِ عَيباً كنقصِ القادرينَ على التَّمامِ​
لعلمي بالإمكانيات المتاحة للمجمَّع، وأنه قادر على أن يُقدِّم أكثرَ مما يظهر للمراقبين، إلا أن يكون هناك قيود لا نعلمها تَحُدُّ من تحركِ المُجمَّع فهذا أمرٌ آخر .
وأما الملحوظات التي ذكرها أخي تيسير الغول فهي مأخوذة بعين الاعتبار من لجان المصحف في المُجمَّع، والتنوع الجغرافي للمراجعين متوفر، ووجهة نظر اللجان العلمية في علامات الضبط لها اعتبارها ووجاهتها، ويبقى الباب مفتوحاً للملحوظات العلمية الوجيهة يتقبلونها بقبول حسن كما تفضل أخي الشيخ آيت عمران بارك الله فيه .
أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المصحف وغيره من المصاحف المطبوعة في أنحاء العالم إلى إتاحته بين يدي المسلمين الراغبين في تلاوته وحفظه في كل مكان .
وأما مقترح أخي الدكتور يحيى الغوثاني حول منع بيعه، وتكفل وزارات الأوقاف بطباعته وتوزيعه مجاناً فهذه أمنيَّة جَميلةٌ، ولكنَّ تحققها فيه صعوبة، والحديث في ذلك ذو شجون .​
 
أخي الكريم عبد الرحمن
أرجو أن يكون لمقالكم صدى طيبًا عند أشياخنا في مجمع الملك فهد رحمه الله .
إن أي عمل من أعمال الخير نجده في هذه الأمة نفتخر به جميعًا ، فهو في النهاية يرجع إلينا بالخير والنفع العميم .
وانظروا ياسادة كم انتفع فئام من الناس بمصحف الملك فؤاد ، ثم بغيره من المصاحف ، وقد سارت في أقطار العالم كله من غربه إلى شرقه .
والعتب الذي يوجه إلى مجمع الملك فهد عتب أُخوي من حريص يفرح بإنجازاته .
وما نعلمه عن هذا المجمع أنه مدعوم دعمًا كاملاً ، لكننا لا نرى فيه التقدُّم الذي نطمح إليه، فالعاملون هم العاملون لم يزدد عددهم ، مع أن المجمع مقدم على أعمال متميزة ، كتحقيق لطائف الإشارات للقسطلاني .
وأرجو أن يكون مثل هذا الطرح دافعًا لأشياخنا في المجمع إلى أن يزيدوا من إنتاجهم ، وأن ييسروا الحصول على مطبوعاتهم ، فالناس يتشوقون لما عندهم من أعمال علمية .
وكم أتمنى لو أن المجمع يقيم لقاءًا تحاوريًا بعنوان ( ماذا يريد المعتنون بالقرآن الكريم وعلومه من المجمع، وماذا يريد منهم المجمع ) ، ويكون لقاء مصارحة ليستفيد الطرفان من بعضهما .
وأما بشأن النداء الذي وجهه أخي عبد الرحمن حفظه الله بشأن المصحف ، فإنه أمر يحتاج إلى أن ينظر فيه الأشياخ في المجمع ، وأسأل الله أن يوفقهم لما يحب ويرضى .
 
وقد أشار الزملاء إلى طبعات للمصحف لم أعلم بها في الأردن ، وليتني أحصل على نسخة من هذه المصاحف
قريبا بإذن ستحصل على نسخة منه وفقك الله لكل خير يادكتور عبدالرحمن
 
أخي الدكتور مساعد الطيار : أشكرك على تعقيبك النافع، وأرجو أن يوفق الله القائمين على المجمع لكل خير، وحرصي على تميز المُجمَّع هو الذي دفعني للكتابة والنقاش.
أختي الكريمة المعتزة بالله : أشكرك على حرصك، وأسأل الله أن يتقبل منك .
 
(اقتباس)لا حظ يا أخي الفرق بين فعل الأمر {انتَهُوا} والفعل الماضي (انتَهَوا) فلا لبس في نظري والله أعلم
أخي الكريم يجوز أن يكون الفعل الماضي على الصيغتين . حاول مرة أخرى وانظر الى{انتَهُوا}وأضف اليها مجموعة من الأفعال الماضية على نفس الوزن مثل اكلوا وماتوا أو طغوا .....الخ. فلا غضاضة في جعل الهاء مضمومة وبقائها ضمن صيغة الماضي .وبارك الله بك.

الأخ الكريم تيسير الغول حفظه الله
الحق أحق أن يُتبع (والأمر كما ذكر الأخ الفاضل آيت عمران)

الفعل الماضي (انتَهَوا) بفتح الهاء فقط، أما (انتَهُوا) بضم الهاء فهو فعل أمرٍ لا محالة.
لماذا؟
لاحظ الأفعال: (أَتَوا، عصَوا، بَكَوا، قَضَوا..)، ولاحظ الأفعال: (قالُوا، كانُوا، سادُوا، راحُوا..)
الطائفة الأولى من الأفعال الماضية كلها بفتح العين، لأنها معتلة الآخر، فقد كانت قبل اتصالها بواو الجماعة:
(أَتَى، عَصَى، بَكَى، قَضَى..)، فحذفت هذه الألف من آخر الأفعال، مراعاةً لواو الجماعة، أما الحرف الذي قبلها فبقي مفتوحاً على حاله لم يطرأ على فتحته أي تغيير، ولا تقتضي الواو أن يُضم.
أما الطائفة الثانية من الأفعال، فالأصل: (قالَ، كانَ، سادَ، راحَ..) يعني صحيحة الآخر، فلما جاءت واو الجماعة اقتضى الأمر أن يبنى الفعل الماضي الصحيح الآخر على الضم ليناسب واو الجماعة.
والله أعلم.
شكراً جزيلاً.
 
شكراً لكم يا دكتور أحمد على تعقيبك العلمي وفقك الله .
وإن كانت هذه الملحوظات التي أوردها أخي تيسير خارج مسار الحديث الذي سقنا الموضوع من أجله.
 
مقال مفيد جداً بارك الله فيكم يا شيخنا .
أتفق مع الدكتور عبدالرحمن في ضرورة أن يكون لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف إعادة نظر في طريقتهم في تسويق منتجاتهم والانفتاح على الآخرين . وقد عانيت في الحصول على مطبوعاتهم ومنها المصحف بكميات للتوزيع فلقيت مشقة كبيرة مع قربي فكيف بالبعيدين كما ذكر الدكتور عبدالرحمن في أقصى الأرض ؟ سيكون ذلك أشق . والمسلمون يتوقون لكل ما يصدر من مكة والمدينة ولو كان أقل جودة فكيف إذا كانت جودته عالية ؟
ولكن المشكلة إدارية فيما يظهر لي ، وإلا فالجودة متوفرة .
دمت موفقا مسددا يا دكتور عبدالرحمن جعلك الله نصيراً للحق ولساناً للصدق وطالما عرفناك كذلك.
 
وقد أشار الزملاء إلى طبعات للمصحف لم أعلم بها في الأردن
لقد بعثت لكم قبل ما يزيد عن 4 شهور نسخة من مصحف الأردن بالإضافة الى بعض مؤلفاتي الروائية . فلا أدري هل وصلت أم ضلها البريد كعادته؟؟
 
لقد بعثت لكم قبل ما يزيد عن 4 شهور نسخة من مصحف الأردن بالإضافة الى بعض مؤلفاتي الروائية . فلا أدري هل وصلت أم ضلها البريد كعادته؟؟
بارك الله فيكم يا أبا أنس على بعث هذا الموضوع القديم .
لم يصلني ما تفضلتم بإرساله ولعلك تخبرني على الخاص بتفاصيل الإرسال لنبحث عنه وفقك الله وتقبل منك .
 
عودة
أعلى