مسألة جمع القرآن في عهد أبي بكر ، وفي عهد عثمان رضي الله عنهما للمناقشة ؟

إنضم
02/06/2003
المشاركات
514
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الحمد لله ، وبعد ..

أخرج الإمام البخاري رحمه الله في "الصحيح " في كتاب فضائل القرآن ، باب جمع القرآن فقال :
بَاب جَمْعِ الْقُرْآنِ
4986 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ ، قُلْتُ لِعُمَرَ : كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صل1؟​
قَالَ عُمَرُ : هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ .
قَالَ زَيْدٌ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صل1 فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ .
فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ .
قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صل1 ؟
قَالَ : هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنها فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ ((( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ))) حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رضي الله عنه.

4987 - حَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ : أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى .
فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ .
وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ، حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ .

4988 - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ : فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صل1 يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ ((( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ))) فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ .

فهذان حديثان صحيحان موصولان في خبر جمع القرآن ، أفاد الخبر الأول مسألتين :
الأولى : أن الجمع كان في عهد أبي بكر رضي الله عنه .
والثانية : أن الآية التي فقدت في الجمع هي آية براءة التوبة ، ووجدت أبي خزيمة الأنصاري بالكنية .

وأفاد الخبر الثاني مسألتين أيضاً :
الأولى: أن الجمع كان في عهد عثمان رضي الله عنه .
والثانية : أن الآية التي فقدت كانت آية الآحزاب ، ووجدت مع خزيمة النصاري بالاسم .

فبعد طول بحث هنا في كتب الشرح وغيرها في كتب التفسير وعلوم القرآن أخلص إلى التالي :

ما يتعلق بجمع أبي بكر رضي الله عنه :
_ أن جمع أبي بكر فقدت فيه آية براءة ووجدت على الصحيح مع أبي خزيمة ( بالكنية ) كما رجح الحافظ في الفتح ، وقد سبق في بعض أطراف الحديث في "الصحيح" تارة خزيمة بالاسم وتارة بالكنية .
_ أن هذا جمع أبي بكركان فيه الجامع زيد وحده يتتبعه من العسب واللِّخاف وصدور الرجال ، وكان هدف الجمع : جمع الكل ، فإن وجده محفوظاً جمعه للحفظ ، وإن وجده مكتوباً جمعه للكتابة ، ولا يشترط الأمران ، وسبب ذلك : خشية أن يفوت شيئاً من القرآن .
_ اشتمل الجمع على الأحرف السبعة ووجوه القراءة .

ما يتعلق بجمع عثمان رضي الله عنه :
_ أن جمع عثمان عبارة عن نسخ من صحف موجودة ، استناداً للجمع الأول .
_ منهج النسخ كان بلجنة من قرشيين وأنصاري ، وكان فيها التشدد والتثبت أكثر من الجمع الأول .
_ اشتراط الكتابة لكل القرآن في النسخ الثاني ، ومن هذا الباب آية الأحزاب فإنه في الجمع الأول اعتمد على كتابتها بالحفظ لا بالكتابة ، حتى طلبها مكتوبة ، فوجدها عند خزيمة .
_ اشتمل الجمع على حرف قريش وما وافق رسم حرف قريش
وعليه ، فيقال :
1_ أن الحادثتين حادثتان متباينتين، ومن رجلين متغايرين ، وآيتين مختلفتين .
2_ أن الحادثتين في زمنين مختلفين تارة في عهد أبي بكر ، والاخرى في عهد عثمان ، كما جاء مصرحاً في الرواية ،
وبهذا تجتمع الروايات والله أعلم

فما رأي المشائخ الفضلاء وطلبة العلم في نقد هذه المسألة ؟
 

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا .

للفائدة : قال د. غانم قدوري الحمد - وفقه الله - :​
" تشير الرواية السابقة لابن شهاب الزهري عن خارجة بن زيد في نسخ المصاحف زمن عثمان والتي أدرجها في حديث أنس إلى فقدان زيد آية من سورة الأحزاب ، وقد جاءت الرواية دون تحديد للفترة ، فهل كان ذلك في جمع الصديق أو في نسخ المصاحف في خلافة عثمان ؟ إن إدراجها في رواية نسخ المصاحف يوحي أن ذلك قد كان في العمل الأخير ، وهو أمر بعيد ، خاصة أن المصاحف العثمانية هي نسخة مطابقة لصحف الصديق منقولة عنها . لكنا حين نعود إلى روايات جمع الصديق نجدها تتحدث عن فقدان زيد آخر سورة التوبة ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى قوله ( وهو رب العرش العظيم ) . أما الآية التي تشير إلى فقدانها رواية الزهري عن خارجة فهي من سورة الأحزاب ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) إلى ( وما بدلوا تبديلا ) . فهناك إذن روايتان عن آيتين سقطتا في جمع القرآن ، وتم إثباتهما بعد المراجعة [1] .
إن الرواية الأولى صريحة بأن آخر سورة التوبة سقط في الجمع الأول زمن الصديق ، والرواية الثانية تشير إلى زمن محدد لفقدان آية من سورة الأحزاب ، لكن ورودها بعد رواية نسخ المصاحف في خلافة عثمان قد يوهم أنها سقطت في هذا العمل الأخير .
ويبدو أن هذا الوهم كان بسبب إيراد روايات جمع القرآن ونسخه متداخلة في صعيد واحد [2] . ويذهب بعض العلماء إلى أن ذلك كله كان في جمع الصديق [3] . ويروي مؤلف كتاب ( المباني لنظم المعاني ) في مقدمته رواية عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أبيه - تتحدث عن جمع القرآن في خلافة الصديق ، وهي تشبه رواية الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد - المشار إليها سابقا - إلا أنها تنفرد عنها بذكر خبر فقدان الآيتين في ذلك الجمع لا فقدان آية واحدة ، وهي بذلك تزيل بعض الغموض الذي تسببه رواية الزهري عن خارجة التي أدرجها في رواية أنس بن مالك عن توحيد المصاحف ونسخها في خلافة عثمان . والرواية هي [4] :
( وفي لفظ الشيخ أبي سهل الأنماري [ محمد بن محمد بن علي الطالقاني ] رحمه الله : حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال : حدثنا عبيد بن عقيل قال : حدثنا خارجة بن مصعب عن عمارة بن غزية عن الزهري قال : حدثني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر .. [ وذكر خبر جمع القرآن في خلافة الصديق ، ثم ] .. قال [ زيد ] : فعرضت واحدة فوجدتني قد أسقطت هذه الآية [ الأحزاب ] ((( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ... ))) فسألت المهاجرين والأنصار فلم أجد[ها] عند أحد منهم ، وقد كنت أعرفها ، وقد كان أملاها عليّ رسولُ الله فكرهت أن أثبتها حتى يشهدَ معي غيري ، فأصبتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي أجاز رسولُ الله شهادته بشهادة رجلين ، فكتبتها ، ثم عرضت عرضة أخرى ، فوجدتني قد أسقطت آيتين ، وقد عرفتهما [ التوبة ] ((( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ... ))) حتى ختم الآيتين ، فسألت عنهما المهاجرين والأنصار فلم أجدهما عند أحد منهم إلا عند خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله شهادته فكتبتها في آخر براءة ) .​
وعلى هذا فإن العمل الذي قام به كل من زيد ومن معه في خلافة عثمان كان تاما لم يحدث فيه فقدان شيء ، ولم يكن يتعدى الأساس الذي وضعه زيد في خلافة الصديق نقلا عن القطع التي كتب عليها القرآن العظيم في حياة النبي محمد .
____________
[1] انظر : ابن أبي داود : كتاب المصاحف ، ط1 المطبعة الرحمانية بمصر 1936م ، صححه آرثر جفري ، ص 29 - 30 .
[2] انظر : ابن حجر : ج10 ، ص 385 .
[3] انظر : ابن كثير : فضائل القرآن ، ص 46 . وابن عاشر الأنصاري ( عبد الواحد بن أحمد بن علي ) : فتح المنان المروي بمورد الظمآن ( مخطوط ) ، دار الكتب المصرية ( تيمور 215 تفسير ) ، ص 34 .
[4] مقدمة تفسير ( كتاب المباني في نظم المعاني ) ، لمجهول ، كتبه سنة 425 هـ ، نشرها آرثر جفري في ( مقدمتان في علوم القرآن ) ، مكتبة الخانجي 1954م ، ص 20 " . اهـ
[ أ.د غانم قدوري الحمد : رسم المصحف ، دراسة لغوية تاريخية ، ط1 دار عمار ، الأردن 2004م ، ص 96-98 ] .

ويمكنكم تحميل كتاب ( مقدمتان في علوم القرآن ) الذي نشره آرثر جفري من هنا .

ولعل المسألة لا تزال في حاجة إلى مزيد بحث وتحرير . والله أعلم ، وهو الموفق والمستعان .

 
قال أبو شامة المقدسي:
" قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيدبن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
قلت: وخزيمة هذا غير أبي خزيمة الذي وجد معه الآيتين آخر "سورة براءة"، ذاك أبو خزيمة بن أوس بن زيد من بني النجار، شهد بدراً وما بعدها، وتوفي في خلافة عثمان، وهذا خزيمة بن ثابت بن الفاكه من الأوس، شهد أحداً وما بعدها، وقتل يوم صفين، وقيل غير ذلك.
ومعنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ماكتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم".

[ المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، لأبي شامة المقدسي، تحقيق: طيار آلتي قولاج، دار صادر ، بيروت، 1395 هـ 1975 م: 51 ـ 52 ]
 
الحمد لله، وبعد ..
لم أطرح المسألة إلا لتناقش ، بيد أني أريد دليلاً صحيحاً يقول بأن فقد الآيتين كان في جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
وما ذكره ابن كثير رحمه الله عن رواية الزهري بقوله : فذكْرُه لهذا بعد جمع عثمان فيه نظرٌ . "الفضائل"86 : طبعة الحويني
يفتقر إلى دليل يناقش رواية الصحيح الموصولة ؟
 
والرواية هي [4] :
( وفي لفظ الشيخ أبي سهل الأنماري [ محمد بن محمد بن علي الطالقاني ] رحمه الله : حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال : حدثنا عبيد بن عقيل قال : حدثنا خارجة بن مصعب عن عمارة بن غزية عن الزهري قال : حدثني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر .. [ وذكر خبر جمع القرآن في خلافة الصديق ، ثم ] .. قال [ زيد ] : فعرضت واحدة فوجدتني قد أسقطت هذه الآية [ الأحزاب ] ((( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ... ))) فسألت المهاجرين والأنصار فلم أجد[ها] عند أحد منهم ، وقد كنت أعرفها ، وقد كان أملاها عليّ رسولُ الله فكرهت أن أثبتها حتى يشهدَ معي غيري ، فأصبتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي أجاز رسولُ الله شهادته بشهادة رجلين ، فكتبتها ، ثم عرضت عرضة أخرى ، فوجدتني قد أسقطت آيتين ، وقد عرفتهما [ التوبة ] ((( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ... ))) حتى ختم الآيتين ، فسألت عنهما المهاجرين والأنصار فلم أجدهما عند أحد منهم إلا عند خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله شهادته فكتبتها في آخر براءة ) .​
هل صحت هذه الرواية؟
أرجو الإجابة
فلو صحت هذه الروايه لأزال الله -بإذنه تعالى-إشكالات عندي
 
عودة
أعلى