مختصر بحث (تكوين ملكة التفسير) للدكتور حاتم الشريف

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,305
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
هذا مختصر لبحث الدكتور حاتم بن عارف الشريف الذي نشره في مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية في العدد الرابع فيما أظن وقد سبق التنويه به في الملتقى . وقد اختصره الأخ الكريم أنس الرشيد وفقه الله وبعث به مشكوراً على بريدي لنشره في الملتقى . وهذا هو نص رسالته ولم أقرأها بعدُ لكنني أثق في اختصار الأخ أنس رعاه الله .



هذا معتصر من بحث نفيس للشيخ الشريف حاتم العوني وفقه الله بعنوان
(تكوين ملكة التفسير)
اختصرته حين كنت أقرؤه ؛ وذلك لما رأيته نافعا . وهي لاشك مفيدة لطالب العلم الجاد الذي لا توقفه أشواك الطريق .
والبحث نفيس ولا عجب فقد قال الشيخ في مقدمته : ( ... هذه الخطة التي هي نتاج تفكير عميق وخبرة في التعليم قاربت العقدين ) .
ومن أراد الاستزادة فعليه بالأصل ففيه تفصيل ما أجملته هنا .
بدأ الشيخ بعد المقدمة بذكر ما قامت عليه الخطة :

قال : لقد قامت على أمرين :

الأول : تدريب المستفيد من الخطة على استخراج كل معلومة تنفعه في فهم الآية وتفسيرها ( مما يصح الوصول إليه بالاجتهاد ) باستنباطه الخاص وإعماله لذهنه ثم أن يقوم بتقويم اجتهاده هذا بالرجوع إلى كلام أهل العلم . وفائدة هذا التقويم ( بعد ذلك الاجتهاد ) : لا تقتصر على معرفة الصواب في تلك المسألة الجزئية بل تتعداه إلى ما هو أهم في هذا السياق وهو أن يتبين سبب الإصابة من سبب الخطأ ؛ ليستمسك بالأول ويجتنب الثاني .
كما أنه أدعى إلى تمرين الذهن على الاستنباط والتحليل والنقد ، وهو أيضا يجعل النتيجة التي يوصلنا إليها أعمق من النتيجة التي تلقيناها عن غيرنا دون إعمال ذهن ؛ مما سيكون له أثر كبير في حسن تناولنا لتلك المسألة وفي قدرتنا على الترجيح العلمي الدقيق بين اختلافات العلماء إذا ما اختلفوا .
الثاني : التنبيه على علوم التفسير ، وعلى مواطن استعمالها عند القيام بالعملية التفسيرية وكيفية الاستفادة منها ...

ثم دخل في ذكر خطوات الخطة العملية لتكوين ملكة التفسير ..

الخطوة الأولى : التزود من العلوم الضرورية لعلم التفسير .

الخطوة الثانية : اختيار الآيات التي سيتدرب على تفسيرها ( والتي يجب أن يتوفر في سبب اختيارها أنها أبعد الآيات عن أن يكون استفاد تفسيرها من أحد )

الخطوة الثالثة : فهم الآية بالجهد الذاتي المحض دون الاستعانة على فهمها بأحد .

( وفي هذه الخطوة ينبغي ألا يغفل سياقات الآية الخمس ؛ لأن السياق من أقوى ما يؤثر على تحديد المراد من الكلام . وسياقات الآية هي :

١- السياق القرآني العام : أي استحضار الغاية الكبرى من إنزال القرآن الكريم ، وهي هداية الخلق إلى توحيد الله تعالى ..
فاستحضار هذا الغرض عاصم من شطط التفسير كبعض أصحاب الإعجاز العلمي حتى يخيل للواقف على تأويله أن كتاب الله العزيز كتاب في بعض العلوم العصرية !!!

٢- سياق الآيات الزمني وأعني به : معرفة مكية الآيات أو مدنيتها ، إذ لكل أغراضها .

٣- سياق السورة التي ندرسها إذ لكل سورة أغراض ومقاصد .

٤- سياق الآيات المدروسة خاصة ، ويدرك ذلك من خلال التأمل في الآيات القريبة والمحيطة بالآيات موضوع الدراسة ( وهو أهم السياقات مع السياق التالي ) لكونه أقوى السياقات أثرا على الكلام إلى درجة قدرته أحيانا على تخصيص اللفظ العام وتقييد مطلقه .

٥- سياق الآية الواحدة وهو معرفة علاقتها بالآية السابقة واللاحقة .

وعلى الدارس مراعاة مفاصل الآية الواحدة ، وأن يعين تمام أركان الجمل فيها، وهو ما يسميه العلماء بعلم ( الوقف والابتداء )

الخطوة الرابعة : السعي إلى التفسير اللغوي الصرف للآية .

والمقصود : الوصول إلى الدلالة اللغوية للآية وفهمها وفق معناها في لغة العرب وحدها دون الاستعانة ببقية أركان الفهم الكامل للآية .

وهذه الخطوة تمر بمراحل عدة :

١- تحديد الكلمات التي يحتاج إلى دراستها لغويا ، وهي كل كلمة لم يكن إدراك معناها اللغوي بدهيا لدى الدارس .
ثم ننتقل إلى :
٢ - محاولة معرفة أصل المعنى اللغوي للكلمة ، وهو المعنى الذي انبثقت منه بقية معانيها الأخرى ، أو المعنى الذي تجتمع في أصله كل معانيها المستعارة .
ثم ننتقل :
٣ - حصر المعاني الفرعية والمشتقة لتلك الكلمة المدروسة .
ثم :
٤- التأكد من صحة المعنى الفرعي للكلمة الذي كنا قد رشحناه في المرحلة السابقة .

وطريقة التأكد :
١- الرجوع إلى كتب غريب القرآن .
٢- الرجوع إلى كتب الوجوه والنظائر.
وبنهاية هذه المرحلة نكون قد حددنا المعنى اللغوي لكل كلمة واردة في الآية ثم ننتقل بعدها إلى :
٥ - تفسير الآية بحسب ما تقتضيه لغة العرب وحدها باجتهادنا الخاص ، بعد أن حددنا معنى كل مفردة من مفردات الآية نقوم بالربط بين تلك المفردات جميعها ؛ لتقييد المعنى اللغوي للآية كاملة فنصوغ معناها بالصياغة التي نراها توضحه .
وأكتب هذا المعنى ثم أزنه بالمعنى الذي قيدته في الخطوة الثانية . وهذا هو الشأن عند الانتقال من كل مرحلة إلى أخرى .

ثم ننتقل إلى المرحلة الأخيرة من هذه الخطوة :

٦- التأكد من صحة تفسيرنا اللغوي للآية بالرجوع إلى كتب التفسير اللغوي من أمثال :
معاني القرآن للفراء و للزجاج و للنحاس .

ثم نذهب إلى :
الخطوة الخامسة : تفسير الآية بالمنقول من القرآن والسنة وأقوال السلف .
فبعد أن فسرنا الآية بلغة العرب لابد من التثبت من صحة ذلك التفسير بالرجوع إلى الأولى بمعرفة معنى الآية ولاشك أن الآية هي أولى ما تفسر به الآية ، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بمراد ربه عزوجل من جميع الثقلين .
وأما السلف فإن كانوا من الصحابة : فلا يخرج تفسيرهم عن أحد حالين : أن يكون منقولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتهادا منهم وهم حينها أولى من اجتهد فأصاب لأن الاجتهاد في التفسير مرجعه إلى اللغة وهم أصحاب اللغة .
وأما التابعون وتابعوهم فقد تلقوا علمهم عمن سبقهم وجاء النص بتفضيلهم (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )لذلك كله لم يجز أن نتجاوز التفسير المنقول ، بل لا تفسير إلا بعد الاحتكام إليه.
ومن أسباب وجوب الاحتكام إلى التفسير المنقول : أن لغة العرب من السعة إلى حد أنه لا يمكن أن يحويها أحد بقدرة بشرية . وهذا هو مراد الإمام الشافعي عندما قال في كتابه الرسالة : (ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا ولانعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرنبي)
وبتفسيرنا بالمنقول نتوصل بالتفسير اللغوي السابق إلى واحد من المواقف التالية :
الأول : أن يتفق التفسير اللغوي مع المنقول ، فيقبل .
الثاني : أن يبطل التفسير المنقول التفسير اللغوي ، فيرد اللغوي .
الثالث : أن يختلف التفسيران لكن لا يبطل أحدهما الآخر فيحتمل قبول اللغوي مع المنقول ويحتمل ظهور أن اللغوي مرجوح أما المنقول .
وهذه الخطوة تتفرع إلى ثلاثة فروع وهي:
الأول : تفسير القرآن بالقرآن . وله مراحل :
١- استخراج الآيات ذات العلاقة بآيات الدرس من كتاب الله العزيز بالجهد الذاتي الخالص .
٢- الاستعانة بالجهود المتفرقة لأهل العلم التي تتضمن جمع النظير إلى نظيره من الآيات .
٣-الرجوع إلى كتب التفسير عموما ، وإلى تلك التي اعتنت عناية واضحة بتفسير القرآن بالقرآن خصوصا بغرض جمع الآيات ذات الصلة في تفسير الآية دون الاستفادة من كتب التفسير في هذه المرحلة إلا في حصر الآيات المعينة على التفسير .
٤- الرجوع إلى كتب القراءات ؛ حيث إن من أعظم وجوه إفادة القراءات الثابتة العديدة للآية الواحدة التفسير والبيان .

الثاني : تفسير القرآن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم . وله مراحل :
١- الوقوف على التفسير المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه من مظانه المتعددة .
٢- دراسة هذا التفسير المروي عن النبي لتمييز صحيحه من سقيمه .
٣- فهم الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير والاجتهاد في استنباط وجه بيانه للآية التي يفسرها .
٤- تقويم فهمه للحديث ومراجعة استنباطه لعلاقته بتفسير الآية بالرجوع إلى كتب شروح الحديث وإلى كتب التفسير التي أوردته .
الثالث : تفسير الآية بأقوال السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم . وله مراحل :
١- جمعه من مظانه .
٢- التثبت من صحته وفق منهج معين .
٣- النظر في معاني أقوال السلف ، وهل اتفقوا أم اختلفوا ؟ وتصنيف أقوالهم بحسب الاتفاق والافتراق ، ومحاولة الجمع بغير تعسف بين ما ظاهره الاختلاف ، فإن لم يمكن الجمع فالترجيح بينها .

الخطوة السادسة : الرجوع إلى كلام أئمة التفسير وإلى ترجيحاتهم النهائية ؛ لتقويم النتيجة النهائية من دراستنا ولاختيار الصياغة الدقيقة للتفسير الذي توصلت إليه .

هذا والله أعلم وصلى الله عليه وسلم .
 
هذا هو البحث كاملاً لمن لم يتيسر له قراءته من قبل كاملاً جزى الله الدكتور حاتم الشريف على ما بذله فيه جهد خيراً ونفع بعلمه .
 
أباعبدالله
حمّلت البحث ، لكن لم يفتح معي !
وهل هذا البحث طبعه الشيخ في مصر ؟
 
ينبغي أن يكون على جهازك برنامج Acrobat Reader لتتمكن من قراءته أو أي برنامج آخر يقرأ ملفات على هيئة PDF . وقد جربته فوجدته يعمل بشكل جيد فانظر في جهازك .

أما طباعته في مصر فلم أره بنفسي ، لكن قرأتُ لبعض الإخوان في الملتقى أنه نشره في مصر مؤخراً . وهو كما تعلم نشر في مجلة معهد الإمام الشاطبي - العدد الثالث منها ، وهو متاح على موقع المعهد هنا .
 
بارك الله فيك
البرنامج عندي ، لكن بعد اكتمال التحميل أبى أن يفتحه ، عموما سأحاول مرة أخرى
 
جزاكم الله خيراً

في نفسي أسئلة أرجو الإجابة عنها:

هل هناك نقل صحيح عن الرسول عليه السلام يشهد للصحابة بالعلم دون من تبعهم،

كما شهد لهم بالخيرية؟ وهل الشهادة بالخيرية لمجملهم أم لكل فرد منهم؟

هل الخيرية تعني أنهم أعلم؟!

هل التفسير يقف عند حدود تبيان معنى اللفظة، أم أنه أعمق من ذلك؟

هل كون الصحابة والتابعين هم أعلم باللغة يقتضي أنهم الأعلم بالتفسير؟ وإذا كان الأمر

كذلك فأين نذهب بقوله عليه السلام:" رب مبلغ أوعى لها من سامع" وقوله:"إنما أنا

قاسم والله يعطي".
 
في المرفقات

البرنامج اللازم لفتح البحث
وهو برنامج
Foxit READER
إصدار عربي

وبالتوفيق
 
طلب

طلب

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم .........نطلب من أخوانى رواد الملتقى الحصول على عنوان الدكتور حازم سعيد حيدر صاحب كتاب علوم القرآن بين البرهان والإتقان رقم هاتفه أو بريده الأكترونى (الأميل) بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا عن الأسلام والمسلمين
 
عودة
أعلى