ما معني (عبادة الله) ؟

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم

“إنّا أرسلنا نوحا الى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم، قال يا قوم إنّي لكم نذير مبين أن
)أعبدوا الله) وإتقوه وأطيعون ..
والي عاد أخاهم هودا قال يا قوم (أعبدوا الله) ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون
“والى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم (أعبدوا الله) ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض وإستعمركم فيها فإستغفروه ثم توبوا إليه إنّ ربي قريب مجيب”..

والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم (أعبدوا الله) ما لكم من إله غيره، ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط
” ..

المصطلح الشائع أن العبادة تعني إقامة العبادات من صلاة وصوم إلخ، إلا أنه بملاحظة الآيات أعلاه(أعبدوا الله) تعني الإيمان أو التصديق أو الإقرار بأن الله تعالى هو الخالق والباعث الى الوجود وهو الإله الذي ينبغي أن تطيعه، فأنت مخلوقه وعبده،
إذا (أعبدوا الله) هي بمعني (آمنوا بالله.
فكيف يدعو الأنبياء والرسل أقوامهم الى الصلاة والصوم والزكاة بينما أقوامهم لم تقرّ بعد بأن الله تعالى هو خالقها وباعثها؟!

وقال تعالى لموسى عليه السلام (إنى أنا الله لا إله إلا أنا فأعبدنى وأقم الصلاة لذكرى)
فالصلاة تعد ذكرا وليست عبادة.

كقول عيسي عليه السلام حين ولادته “إني (عبد الله) آتاني الكتاب وجعلني نبيا..وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا”..فعيسي منذ ولادته أقرّ وشهد بأنه “عبدالله” أى أنه مخلوق وأن الله عز وجل هو من خلقه وبعثه الى الوجود، أى مؤمن به، ثم بعد ذلك أوصاه الله تعالى بالصلاة والزكاة.

وفى سورة الكافرون نجد المقابلة بين العبادة والكفر، أو بين الإيمان والكفر (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون(

والآية (ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) تعنى إلا ليؤمنوا بى خالقا ورازقا وباعثا بعد الموت.

لذا حين الدخول فى الإسلام تكون الشهادة والإقرار أولا “أشهد أنّ لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله” وهي تعني : أنا أشهد وأقرّ أنّ الله تعالى هو من خلقني ومن بعثني الى الوجود، وأنا مخلوقه وعبده، وأنه أرسل محمدا رسولا بالكتاب المبين”.
ثم بعد ذلك تأتي الأركان الأخري إقامة الصلاة والزكاة والصوم والحج.
 
الأخت المباركة / زيتونة

آمل أن ترجعي إلى معاجم اللغة، وتدوري حولها، قبل الاجتهاد في مثل هذه المباحث النافعة، لأن الله العزيز الحكيم ورسوله صلى الله عله وسلم، يخاطبانا باللغة التي جمعت في المعاجم بعد زمن النبوة، وكثير من الناس عندما لا يتقيد بذلك، يشذ ويأتي بالغرائب،،،

عموما العبادة في اللغة هي التذلل لله، ولها معان كثير أخرى في اللغة،

وهي في الشرع: كل عمل أذن به الله، سواء كان عمل قلب أو نطق لسان أو فعل جوارح، أو مشتمل على ذلك كله،

مصداقا لقوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ } (الشورى : 21 ).

فالإيمان: عبادة قلبية، والصلاة مع الأخلاص: عبادة قلبية لسانية فعليه، وكف الأذى: عبادة قلبية، والصدقة محتسبا: عبادة قلبية فعليه، وذكر الله بالقلب واللسان: عبادة قلبية فعليه، وهكذا،،،

بارك الله فيك، ونفع بك،،،
 
شكرا الأخ المعتز بالله وجزاك الله خير،

السؤال الذى ينبع من تعليقك أعلاه هو : هل الأولى أن نرى معنى المفردة كما وردت فى القرآن الكريم ثم بعدها نضع المعاجم؟
أم نفسر القرآن بما ورد من معانى الكلمات فى المعاجم؟

هل دعوة الرسل الى أقوامهم الكافرة أن (اعبدوا الله) التى تكررت فى الكثير من الآيات تعنى ما ذكرته أنت أعلاه؟ أى تذللوا الى الله تعالى بالطاعات؟
هذه الأقوام فى الأساس كانت تعبد آلهة أخرى ولم يصلوا المرحلة التى تعنى انهم صدقوا بوجود الله تعالى الخالق الرازق الباعث بعد الموت ! لكى يطلب منهم الرسل التذلل له بما فرضه عليهم !.
 
بارك الله فيك،

أول أمر أمر به الله سبحانه في كتابه لنا هو العبادة، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة : 21 ).

فيدخل في ذلك التوحيد، ويدخل في ذلك كل عمل أذن به الله.

وهذا يقال في كل لفظ أمر الله به الناس في كل القرآن، العبادة معناها التوحيد وعمل ما أذن الله به.

وسؤالك الحقيقة أنه غير مفهوم، فآمل من وضع السؤال في صيغة، مختصرة وواضحة،

وبارك الله فيك، ونفع بك،
 
فى القرآن الكريم وردت ايات (يا أيها الذين آمنوا )
فجاءت الأوامر الصلاة والزكاة والصوم بعد وصفهم بالايمان !

وهو ما يختلف عن الامر ( يا أيها الناس أعبدوا ربكم )!
لعموم الناس وليس للمؤمنين.
أى أيها الناس آمنوا بالله الذى خلقكم .
 
بارك الله فيك،

أين السؤال؟

إذا قال الله يا أيها الناس، فإنه يناديهم ويأمرهم بواجبات الإنسانية والفطرة التي ركبت فيهم، من التوحيد وعدم الظلم، ونحو ذلك، من الأمور التي تتفق فيها جميع الشرائع والمناهج،
والمؤمنون يدخلون في ذلك أيضا من باب أولى، كما أمر في أول سورة النساء بأن نتقي تقطيع الأرحام، وغير ذلك من الآيات والنصوص، والمؤمنون مطالبون بذلك من باب أولى.

أما إذا قال يا أيها الذين آمنوا فأنه يناديهم بالعهد والميثاق الذي أخذه عليهم، فإما أن يكون المأمور به:
1- أمر من أمور الفطرة التي تتفق فيها الشرائع جيمعا، فيكون النداء على اعتبار أنهم مطالبون بذلك من باب أولى،
كقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }، (البقرة : 172 ).

2- أو يكون النداء لأن هناك تفصيل في هذه الطاعة تختلف باختلاف الشرائع والمناهج، مثلا الوضوء والنظافة والطهارة من أمرو الفطرة فإذا نادانا ربنا فقال أحكم الحاكمين: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }، (المائدة : 6 ).
فإن هذه الأركان لا تتفق فيها الشرائع فكل الشرائع أمرت بالطهارة والنظافة لكن ليس كل الشرائع فيها أركان الوضوء كأركان الوضوء في شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر بالفطرة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

3- أو يأمر بأوامر خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تتفق فيها الشرائع من أي وجه، مثل قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }، (الجمعة : 9 ).

4- أو يأمر المؤمنين أن يطيعوا الله ليكتمل إيمانهم، كما قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }، (النساء : 136 ).
وكما قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }، (الحديد : 28 ). فمثل هذه الأوامر يأمرنا فيها ربنا بأن نزداد في الإيمان حتى نبلغ كمال الإيمان، فيعطينا الله الأجر كفلين كفل لوجود أصل الأيمان وكفل لكمال الإيمان.

وأما العبادة فكل مخلوق مطالب بها حسب العلم الذي علمه أياه ربه:

1- فالكافر مطالب بالعبادة، وهي التوحيد ويوم القيامة يقول الله له: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }، (الأعراف : 172 ).

2- والذي معه أصل الإيمان مطالب بإقامة الصلاة وغير ذلك من أركان الإسلام.

3- والذي اكتمل إسلامه مطالب بعبادة الله بكمال الإيمان وبلوغ اليقين.

4- والذي كمل إيمانه مطالب بعبادة الله كأنه يراه وهي درجة المحسنين.

5- والذي بلغ كمال الإحسان فهو مطالب بعبادة الله بإصلاح ما أفسد الناس.

6- والصالحون مطالبون بأن يقوموا بهذا الدين ليكونوا شهداء على الناس.

وهكذا...

قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ( 98 ) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }، (الحجر : 99 ).

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره ربه بالعبادة، كما أمر كل مخلوق بالعبادة.

فكل عمل أذن الله به فهو عبادة صحيحة، فإن كان العبد مخلصا فيها كانت عبادة مقبولة.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، الرحمن الرحيم، أن تصح أقوالنا، وأعمالنا، ونخلص فيها، ليقبلها ربنا البر الرحيم،،،


وجزاكم الله خيرا،،،
 
أنت كتبت أعلاه :

فالكافر مطالب بالعبادة، وهي التوحيد ويوم القيامة يقول الله له: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }، (الأعراف :

نعم، وهذا ما قصدته أنا اى الكافر مطالب بالايمان !
وهى ما جاءت فى دعوات الرسل أعلاه ، أى للكفار أن آمنوا بالله..

ولكن لم تات آية تقول : يا ايها الذين آمنوا أعبدوا الله .
لأنهم عابدين لله أى مؤمنين به.

وكا ما ذكرته أعلاه من آيات لم تأت به كلمة (اعبدوا) بل آمنوا !

ولم تات آية تقول يا أيها الناس اقيموا الصلاة، او يا أيها الناس كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.


سؤالى هو :
من اين نفسر القرآن؟ هل نبدا بالاول بمعنى الكلمة فى المعجم ثم بعدها نفسر القرآن على ما ورد معناه فى المعجم؟
ام نبحث فى معنى الكلمة فى القرآن وفى اى المواضع ذكرت ثم بعدها نكتب معناها فى المعجم.

ومتى وضع اول معجم للغة العربية؟ قبل نزول القرآن الكريم ام بعده؟
 
بارك الله فيك،،،


ولكن لم تات آية تقول : يا ايها الذين آمنوا أعبدوا الله .
لأنهم عابدين لله أى مؤمنين به.

بل أمر الله المؤمنين بالعبادة، في كثير من الآيات، ومن ذلك:

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }، (الحج : 77 ).

فهنا أمر المؤمنين بالعبادة، وسبق أن قلنا أنه أمر رسوله بالعبادة، والأمر بالعبادة للمؤمنين كثير في القرآن والسنة، وإذا قال يا أيها الناس اعبدوا، فمعناه يا كافر وحد، ويا مؤمن وحد الله وأطعه في كل ما أذن به.


ولم تات آية تقول يا أيها الناس اقيموا الصلاة،

هذه مسألة هل الكافر مطالب بفروع الشريعة، وفيها تفصيل

ولا يتسع المقام لذلك، فنكتفي بخلاصة سريعة ومن ذلك:

[FONT=&quot]قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في كلمته الافتتاحية للِّقاء الخامس والخمسين من لقاءات الباب المفتوح ( 3/ 155) ط البصيرة [/FONT]

[FONT=&quot]فأما المسلم فضده الكافر لا يجب عليه الحج ، وليس معنى قولنا (( لا يجب الحج على الكافر )) أنه لا يعاقب على تركه ، وإنما معناه : أنا لا نأمره به لأننا نأمره أولا أن يسلم ، ثم بعد ذلك نأمره ببقية شرائع الإسلام ، أما في الآخرة فإنه يعذب عليه ويعاقب عليه ، ولهذا يتساءل أصحاب اليمين { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ {42} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {43} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ {44} وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ {45} وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ {46} فذكروا الصَّلاة ، مع أن الصَّلاة لم تلزمهم إلا إذا أسلموا ... . أ.هـ[/FONT]



سؤالى هو :
من اين نفسر القرآن؟ هل نبدا بالاول بمعنى الكلمة فى المعجم ثم بعدها نفسر القرآن على ما ورد معناه فى المعجم؟

إجابة هذا السؤال يختلف باختلاف السائل؟

والذي أراه يناسبك، حسب همة ظهرت لي من خلال تتبع مشاركاتك، أنه الأفضل أن تبحثي في معنى المفردة في المعاجم، وتجمعي المعاني التي قد تستخدم فيها هذه اللفظة من المعاجم، ثم بعد ذلك تبحثي عن تعريف هذه اللفظة في الاصطلاح من كتب المتخصصين فمثلا اللفظة العقدية يعنى بها أهل الاختصاص في مباحث العقيدة وهكذا فكل أهل فن أعلم بالتعريف الدقيق لهذه اللفظة،
أما مراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في سياق ما، فلا نستطيع أن نصل إليه بدقة إلا بعد دراسة السياق سياق السور أولا ثم سياق المقاطع ثم سياق الآيات القريبة ثم سياق الآية، فإن المعنى يختلف من موضع إلى موضع،

مثلا كلمة اعبداو في أول سورة البقرة: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ ... }، (البقرة : 21 )، لها معن مخالف لكلمة اعبدوا في سورة النساء: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَ ... }، (النساء : 36 ).

وتوضيح ذلك أن الله سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة أمرنا أن نطلب منه الصراط المستقيم، ثم أجاب سبحانه وتعالى في أول سورة البقرة في أن أول مراتب الهداية هو إصلاح القلب، في قوله تعالى: { ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }، (البقرة : 2 ).
فالاعتصام بالكتاب هو أول مراتب الهداية، وتحصيل التقوى هو أول ما يجب أن يحرص عليه الذي يريد الهداية والمراتب العليا من الجنة، فقسم الناس حسب أحوال القلوب إلى المتقين وإلى الذين ختم الله على قلوبهم، والقسم الأخير هم الذين في قلوبهم مرض، والذين في قلوبهم مرض قسمان قسم لا يرجى رجوعه إلى الصراط المستقيم، { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ }، (البقرة : 18 ). وقسم يمكن أن يرجع ولكن عليه أن يحذر فلو شاء الله: { لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }، (البقرة : 20 ).
وهذا القسم الأخير لا يسلم منه إلا الذين بلغوا مرتبة اليقين، فكل كافر وكل مسلم لم يبلغ مرتبة اليقين في قلبه مرض،

ثم تأتي آية العبادة، لتجيب عن سؤال مطروح، من أين للكافر أن يتقي وهو لا يؤمن بالكتاب، ومن أين للمسلم الذي في قلبه مرض أن يتقي وهو لم يكتمل أيمانه، فكان الجواب أن التقوى موجودة في فطره، وأن الله فطره وخلقه وركبه يخاف من الله، فالعلم الذي أمده الله منذ أن خلقة وهو ذرة في صلب آدم عليه السلام، يكفيه ليوحد الله وليؤمن بالكتاب، فكان معنى العبادة في آية البقرة أي وحدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وهذا مروي عن الصحاب الجليل ابن عباس، ولا يمنع هذا التفسير أن يكون المعنى عام أي وحدوا الله وأطيعوه في كل ما أذن به.

أما آية النساء فسياقها مختلف، فهي معطوفة على قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ( 29 ) ... إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً (النساء : 31 ) }، فالسورة بدأت بالأحكام الفطرية الأخرى وهي عدم الظلم وعدم التعدي على حقوق الآخرين وهذا من أمور الفطرة فكل فطرة سليمة تعلم أن هذا محرم ولا يجوز ولا يحتاج الإنسان إلى الشريعة ليستدل بها على حرمة الأموال الأعراض، ثم جاء الأمر بالعبادة، فالعبادة هنا في سور النساء في قوله تعالى واعبدوا الله تعني أدوا حقوق الله بعد المحافظة على حقوق العباد، فإن حق الله حقان: الأول هو التوحيد وهذا مطالب به كل مخلوق، ولا يغفر الله لمن أشرك به، والثاني باقي الأوامر والنواهي وهذا الحق يغفره الله لمن يشاء إذا قصر فيه، وبذلك يكون معنى اعبدوا في آية سورة النساء أي أدوا حقوق الله الباقية، ثم عطف عليها الأحسان، فالترتيب في الأولية هو التوحيد قبل حقوق الآخرين، ثم يأت حقوق الآخرين فإن الله لا يملك أن يغفرها لك إلا إذا أذن صاحب الحق، ثم يأت باقي حقوق الله، ثم تأت النوافل، فلا يصح أن أتنفل وأنا مضيع لأحد هذه الحقوق، ومنه ذلك فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: (( الظلمُ ثلاثةٌ ، فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ ، وظلمٌ يغفرُهُ ، وظلمٌ لا يتركُهُ ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ ، قال اللهُ : إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسُهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضُهمْ بعضًا حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ )).

فتكون لفظة واعبدوا الله في سورة النساء المراد بها حقوق الله غير الشرك، وإن كان دخول الشرك جائز، ولا يمنع السياق دخوله ولكن هذا التفسير أدق لدلالة السياق. والله أعلم وأعلى وأحكم،




ومتى وضع اول معجم للغة العربية؟ قبل نزول القرآن الكريم ام بعده؟


الجواب:

المعنى اللغوي يستفاد أحيانا من السياق القرآني، وقد يستفاد من سياق الحديث، أو من الآثار عن أئمة الدين، أو من الشعر والنثر العربي الفصيح، لكن المشهور أن أول من جمع هذه المعاني الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب سماه العين، لكن سبقه علماء كثر في التمهيد لظهور هذا الكتاب، وقام كثير من علماء اللغة بعده بإثراء المكتبة العربية بكثير من المعاجم، والملاحظ أن الخلاف في المعاجم يكاد لا يذكر إذا قارناه بالخلافات في أبواب العلم الأخرى، وذلك من حفظ الله لكتابه الكريم.


هذا والله أعلم وأعلى وأحكم،،،
 
شكرا أخ المعتز بالله على الرد المستفيض،
نبدأ مرة أخرى :
لم يذكر القرآن الكريم أبدا أن الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو فعل الخير هى عبادة،
ولم تأت كلمة عبادات أبدا ،
وهو ما قصدته فى موضوعى كشئ أساسى،

الصلاة ليست عبادة بل جاء تعريفها بأنها ذكر كما الآية (أعبدنى وأقم الصلاة لذكرى)،

الزكاة أو الإنفاق ليست عبادة بل الأصح تسميتها بأنها (قربات) لله تعالى ،
كما فى الآيتين (فقربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر)، أى أن إبنى آدم أنفقا أو أخرجا شيئا من ملكهما فسمى قربانا .
والآية (وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

أنت جئت بالآية :

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (الحج : 77
إذا كانت الصلاة أو الركوع والسجود وفعل الخير عبادة لماذا تكرر الأمر مرة أخرى (وأعبدوا ربكم؟) فى نفس الآية.
ولكنها يمكن أن تكون (يا أيها الذين آمنوا أركعوا وأسجدوا وآمنوا بربكم وأفعلوا الخير لعلكم تفلحون)،
لأنه سبق أن جاء أمر(مرتين) بالإيمان فى آية أخرى (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا

وأيضا الآية (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
فالتسبيح ليس عبادة، والسجود أو الصلاة ليست عبادة كما تكرر الأمر أعلاه (وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
أى سبح وصل وتمسك بإيمانك بربك حتى يأتيك اليقين .

آية النساء ﴿وَأعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً)
تعنى : آمنوا بالله ولا تشركوا به شيئا.

كما الآية (يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)
اى آمنوا بربكم الذى خلقكم .

لك جزيل شكرى مرة أخرى
وجزاك الله خيرا
 
الأخت الزيتونة،

لا شك أن كثيرا من الذين يدخلون في عالم النت عامة، يريد الخير ويريد الأجر، ولكن الشيطان أقسم أنه سيقعد لنا في كل طريق، فمن أراد الخير قعد له ليفتنه، وليصده عن الخير.
فبدلا من أن يكسب الأجر يخسر، وهو لا يدري، وهو لا يشعر، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } (الأعراف : 95 )، ويظن أنه من المهتدين، { ... وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } (الزخرف : 37 ).

قال تعالى: { قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 13 ) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 14 ) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ ( 15 ) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( 16 ) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ( 17 ) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ( 18 ) } ( الأعراف ).

ومن أكبر مكائد الشيطان وهي كثيرة، أنه يهون عليك نقل الأخبار، فيقول لك طالما أن نيتك الأجر والخير فانقل ولا تتردد، وهذا مخالف لما أمر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد صح عنه في صحيح مسلم وأبي داود وغيرهما أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( كفى بالمرءِ إثمًا أن يحدِّثَ بكلِّ ما سمِعَ ))، واللفظ لأبي داود، وفي صحيح البخاري وغيره، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إن الله كره لكم قيل وقال ))، وفي صحيح أبي داود وغيره، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( بئسَ مطيَّةُ الرجلِ زعَموا ))، يعني كلما ينقل يقول: سمعت، وجدت، الناس تقول كذلك، الناس يزعمون ذلك، كل الناس تقول ذلك، فهذا منهي عنه.

فمن مجموع هذه الأدلة وغيرها، فإن نقل الأخبار بدون تحقيق وتوثيق وتثبت وتأكد من نسبتها إلى أصحابها حرام، ولا يجوز وهو قربة إلى الشيطان وفتح لباب الكذب، والكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار.
ففي صحيح البخاري وغيره، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( ... وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ ... )).

فإذا كان نقل الأقوال عن المخلوقين بدون تثبت حرام، فما بالك بنقل الأقوال بدون تثبت عن الخالق وعن رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، لا شك أنه من كبائر الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَن حَدَّثَ عني بحديثٍ وهو يرى أنه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبين ))، الحديث رواه عدد من الصحابة وصححه جمع من أهل العلم في الترمذي وغيره.
وقال: (( إنَّ كذبًا عليَّ ليسَ كَكذبٍ على أحدٍ ... ))، رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

والله حكم على الكذب في الوحي أنه أشد من الإثم والبغي والشرك، قال تعالى: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }، (الأعراف : 33 ).

وكل صغيرة وكبيرة، تسجل وسيحاسب العبد عليها، يوم القيامة، قال تعالى: { هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }، (يونس : 30 ).

فحري بك ( الأخت الزيتونة )، وأنت تجلسين لتتقربي إلى الله أن تحذري من مكائد الشيطان،

لذلك آمل منك أن تتوقفي عن تفسير القرآن بالهوى، وبغير كلام العلماء الموثوق فيهم،

خاصة وإنك لا تملكين أي أداة من أدوات وعلوم الآلة التي تؤهلك لمثل ذلك، فإنت تجهلين البديهيات في علم اللغة والتفسير، فكيف يجرؤ من كان في مثل حالك أن يقول على الله وينقل عنه ويفسر ويتأول في كتاب الله.

الحقيقة أنني لك ناصح أمين، فآمل أن أجد عندك آذان صاغية،

وجزاكم الله خيرا،،،
 
:)

لا أصدق أنه بيننا حتى اليوم من يحمل تلك الإفكار الطفولية الساذجة بأن كل من يجتهد فى تفسير القرآن نخوفه ونقول له إحذر أن الشيطان يريد أن يلعب بك ويضلك عن سبيل الله تعالى، بينما العلماء السابقون إجتهدوا فى التفسير وكانت آراءهم مختلفة كثيرا جدا فى كل شئ عن بعضهم البعض (كما جاء فى أفادنا به الأخ عبدالكريم عزيز أعلاه من بحث سابق)، ولا نقول أن الشيطان أراد أن يضل القرطبى أو أن يغوي إبن تيمية وكان عليهما الحيطة والحذر .. بل نورد آراءهم وإجتهاداتهم المختلفة المتضاربة ونحترمها، وأحيانا نضعها فوق ما يريد القرآن الكريم نفسه !..

أنا قلت أعلاه أن (أعبدوا الله) فى كل الآيات جاءت بمعنى آمنوا بالله ،
وقلت أن الصلاة جاءت فى القرآن بمعنى الذكر،
والصدقة والإنفاق جاءت بأنها قربان .

أنت قلت أعبدوا الله تعنى كل الصلاة والزكاة وفعل الخير إلخ، قلت لك إئت بما يثبت كلامك من القرآن الكريم فلم تجد ذلك بالقرآن الكريم ..وأعطيت لنفسك الحق فى الفلسفة والتنظير والتفسير بالهوى (ماشاءالله ضامنا نفسك أنك بعيد عن إغراء الشيطان وإضلاله وعن هوى النفس)..
ثم بعدها لجأت الى الإساءة !

ولن أفعل إلا ما أمر به الله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
صدق الله العظيم
 
:)

لا أكاد أصدق أن بيننا حتى اليوم من يحمل تلك الإفكار الطفولية الساذجة بأن كل من يجتهد فى تفسير القرآن نخوفه ونقول له إحذر أن الشيطان يريد أن يلعب بك ويضلك عن سبيل الله تعالى، بينما العلماء السابقون إجتهدوا فى التفسير وكانت آراءهم مختلفة كثيرا جدا فى كل شئ عن بعضهم البعض (كما جاء فى أفادنا به الأخ عبدالكريم عزيز أعلاه من بحث سابق)، ولا نقول أن الشيطان أراد أن يضل القرطبى أو أن يغوي إبن تيمية وكان عليهما الحيطة والحذر .. بل نورد آراءهم وإجتهاداتهم المختلفة المتضاربة ونحترمها، وأحيانا نضعها فوق ما يريد القرآن نفسه !..

أنا قلت أعلاه أن (أعبدوا الله) فى كل الآيات جاءت بمعنى آمنوا بالله ،
وقلت أن الصلاة جاءت فى القرآن بمعنى الذكر،
والصدقة والإنفاق جاءت بأنها قربان .

أنت قلت أعبدوا الله تعنى كل الصلاة والزكاة وفعل الخير إلخ، قلت لك إئت بما يثبت كلامك من القرآن الكريم فلم تجد ذلك بالقرآن الكريم ..وأعطيت لنفسك الحق فى الفلسفة والتنظير والتفسير بالهوى (ماشاءالله ضامنا نفسك أنك بعيد عن إغراء الشيطان وإضلاله وعن هوى النفس)..
ثم بعدها لجأت الى الإساءة !

ولن أفعل إلا ما أمر به الله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
صدق الله العظيم
 
:)

لا أكاد أصدق أن بيننا حتى اليوم من يحمل تلك الإفكار الطفولية الساذجة بأن كل من يجتهد فى تفسير القرآن نخوفه ونقول له إحذر أن الشيطان يريد أن يلعب بك ويضلك عن سبيل الله تعالى، بينما العلماء السابقون إجتهدوا فى التفسير وكانت آراءهم مختلفة كثيرا جدا فى كل شئ عن بعضهم البعض (كما جاء فى أفادنا به الأخ عبدالكريم عزيز أعلاه من بحث سابق)، ولا نقول أن الشيطان أراد أن يضل القرطبى أو أن يغوي إبن تيمية وكان عليهما الحيطة والحذر .. بل نورد آراءهم وإجتهاداتهم المختلفة المتضاربة ونحترمها، وأحيانا نضعها فوق ما يريد القرآن نفسه !..

أنا قلت أعلاه أن (أعبدوا الله) فى كل الآيات جاءت بمعنى آمنوا بالله ،
وقلت أن الصلاة جاءت فى القرآن بمعنى الذكر،
والصدقة والإنفاق جاءت فى القرآن الكريم بأنها قربان وليست عبادات .

أنت قلت أعبدوا الله تعنى كل الصلاة والزكاة وفعل الخير إلخ، قلت لك إئت بما يثبت كلامك من القرآن الكريم فلم تجد ذلك بالقرآن الكريم ..أعطيت لنفسك الحق فى الفلسفة والتنظير والتفسير بالهوى (ماشاءالله ضامنا نفسك أنك بعيد عن إغراء الشيطان وإضلاله وعن هوى النفس)..
ثم بعدها لجأت الى الإساءة !

ولن أفعل إلا ما أمر به الله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
صدق الله العظيم
 
وهل تكلم كل الصحابة في التفسير
وهل تكلم كل التابعين في التفسير
وهل تكلم كل العلماء في التفسير
وإنما العلم بالتعلم، وليس أماني وأهواء،

أما أنا ناصح أمين، أسأل الله لي ولك الرشاد والهداية،،،

إنه ولي ذلك والقادر عليه،،،
 
الأخت الكريمة الزيتونة
هل تقصدين بأن الإيمان مرادف للعبادة ؟ بمعنى :
عَبَدَ = آمَنَ
وهل تقرين بوجود الترادف بين مفردات القرآن الكريم ؟.
 
وهل هذا يمنع الآخرين من التدبر فى كلام الله تعالى؟!

وما فائدة هذا الملتقى العلمى للتفسير، هل لكى نردد ونقول ونعمل قص ولصق لمواقع التفسير الأخرى؟!
 
الأخت الكريمة الزيتونة
هل تقصدين بأن الإيمان مرادف للعبادة ؟ بمعنى :
عَبَدَ = آمَنَ
وهل تقرين بوجود الترادف بين مفردات القرآن الكريم ؟.


الأخ الكريم عدنان،
بمراجعة الآيات التى ذكرتها أعلاه فى ما قاله الرسل لأقوامهم ، نعم أجد أنه (أعبدوا الله) تعنى (آمنوا بالله)

ونجد المقابلة فى سورة الكافرون بين العبادة والكفر
أو الإيمان والكفر

(قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولى دين)
صدق الله العظيم

والآية
التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ

صدق الله العظيم
 
بمراجعة الآيات التى ذكرتها أعلاه فى ما قاله الرسل لأقوامهم ، نعم أجد أنه (أعبدوا الله) تعنى (آمنوا بالله)
هل تعنين بارك الله فيك أن معنى اعبدوا ترادف آمنوا في الآيات التي يخاطب فيها الرسل أقوامهم فقط ؟
أم في كل مواضع العبادة في القرآن ؟؟
 
بسم1​
المسألة أهونُ من أن تثيرَ جدلًا، إذْ أنَّ الإيمانَ أوَّلُ العبادَةِ وأوجَبُ ما فيهَا وأهمُّ أركانها، فلا غرْوَ أن سيَاقَ اللفظِ في الجملةِ هو الذي تتحددُ به معانيه المختلفةُ، وإن كانَ لها مشربٌ تؤولُ إليه، ونبعٌ منه انبثقت تلك المعاني في جملتها، وإلا لما تألفت اللغة من جمل ولكفانا منها إيراد اللفظ الواحد، ولما كانَ من علومها البيانُ الذي موضوعهُ يختلف عن مجرد المبنى للكلمة والجملة.

ونداء الرسل لأقوامهم بالعبادة بما قرَّرتُه واضحٌ جليٌّ، أوله إيمانٌ وآخره إذعانٌ، ولا عبادةَ إلا حينَ يجتمع التصديق للمعبودِ والطاعة له فيما شرعَ فيكتملان.
وشريعة النبيِّ المصطفى صلى الله عليه وسلم تختلف عن سالف الشرائع في مباني العبادة التي تتفرعُ عن الأصل المشترك بين الأنبياء والرسل جميعا وهو الإيمان.
ولعلَّ مباحث الحقيقةِ ودِلالة اللفظ عند الأصوليينَ كفيلَةٌ أن تزيل اللُّبسَ وترفعَ ما تداخَل من شعبها المنضوية تحت تقسيم الحقيقة إلى لغوية وعرفية وشرعية.
وعلى هذا فإنِّي أربأ بأختنا الزيتونة أن تقتل المسائل بحثا وترجعَ في كل صنعة إلى أربابها، لا من بابِ دعوتها إلى الكفِّ عن الاجتهادِ فليس هذا سبيلَ من أُمروا بالتدبُّرِ للانتفاعِ بدرر القرآن واستخلاصِ لآلئه، بلْ من باب النصحِ كيفَ تؤخذُ الصنعة على أصولها.
وكلُّ امرئ لابدَّ له من معلمينَ في مناحي الحياةِ وعلومها بدءًا من المولى تبارك وتعالى معلم أبينا آدم إلى الوالدينِ والرُّسُل وغيرهم. قال الله سبحانه وتعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل 78)
أقولُ هذا لأن من عُنوا بصناعة المعاجمِ هم أناسٌ فقهوا أصول الصنعةِ ولا أعزي لهم كمالا، وحين تغلط أختنا الزيتونة في كتابتها مثلا "
[FONT=&quot]إحذر" أو "إجتهدي"[/FONT]​
بهمزة القطع يردها علماء الصرف والنحوِ ليقولوا لها أن تلك الألف ليست إلا احترازًا من النطق بساكن أوَّل الكلمة واستعانة بها للوصل وليست همزة قطع كما رسمَتْ، وهاهنا نشكر لسيبويه وأمثاله صنيعهم لإرشادنا في هذا الفنِّ من العلوم، والمعجمية فنٌّ آخر له أربابه، أفنوا أعمارهم لتقصي شطآنه، وتتبعِ فوائده وفرائده، واستنباط أصوله، والثورةُ على ما اجتمعوا عليه في بابه لا تكونُ إلى ممنْ بلغَ شأوهم وعلاهمْ، ويقول حينئذٍ مهلا فإنّ في فهومِ القومِ لآيِ القرآن معنى غابَ عن أولئكَ، أو أنهم اجتهدوا فأخطأوا وهذه بينَتي وناصعُ حجتي فيدليَ بالبرهان المفْحم، وحينها يحقُّ لهُ أنْ يفْصحَ:

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانَهُ * لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ​

وإن كان هذا حال صنعة المعاجم، فمن بابٍ أولى ما اتصل بالتفسير وأصوله، ومعلومٌ أن الضلال والإضلالَ أخطر على من خاضَ في بابه.
وما أكثر ما يقعُ ابنُ آدم في أحبولة إبليس: "خالفْ تُعرفْ"، أو أحبولةِ التمادي في الانتصارِ لرأي فيه خلافٌ حتى يفطنَ من غفلة أضاعتْ خيرًا كثيرًا وعلمًا أنفعَ.
أو أن يُعْجَبُ المرء من نتيجةٍ رأى مخالفتها لإجماع الأمةِ فانتصر لها طويلًا، واتضحَ لهُ أنَّ رأيه لا يعدو أن يكونَ أحدَ عشرينَ قولًا أو أربعينَ قولًا في المسألة، وما انتفع من طولِ المحاججة فيها بطائل.
___​
وأشكرُ الأخ
[FONT=&quot]عبدالكريم عزيز [/FONT]​
الذي أرفقَ جزءَ كتابِ د. عبد الحليم أحمدي، والذي أقتبسُ منه هذا المقتطفَ الذي أراه شافيًا كافيًا:
" وإذا دققنا النظر في المعاني التي وردت بها مادة (عبد) فإننا نستطيع أن نجد فيها معنًى واحدًا مشتركًا، تدور المعاني الأخرى حوله، حتى يحق لنا القول: إن المادة وضعت له.
وهذا المعنى هو الخضوع؛ ذلك لأن الذي يخضع لغيره لا بد أن يطيعه، فيدخل معنى الطاعة.
والتوحيد هو إفراد الله بالطاعة والخضوع، أي أن يخضع الإنسان له وحده، وتكون كل أنواع الخضوع الأخرى جزأً أو تابعًا لهذا الخضوع الأساسي، والعبدية أو المملوكية مظهر من مظاهر الخضوع، كما أن التألهَ ناشيء عن منتهى الخضوع، وكذلك الحبس، ما عبَدَك عنِّي؟ ما حَبَسك عني؟
وما يُرَجِّحُ إرجاعَ معانِي العبادة إلى معنى واحد هو الخضوع؛ واعتبار سائر المعاني تابعة له، ما يقوله صاحب لسان العرب: وأصل العبودية الخضوع والتذلل»، و «معنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع، ومنه طريق معبد إذا كان مذئلا بكثرة الوطء (۲) وقوله : «كل من دان الملك فهو عابد له (۳)
ويقول الطبري: «إن العرب يسمون من دان لملك من الملوك إنهم عبدوه» وكل هذا يدل على أن العبادة تعني أصلا الخضوع والطاعة، ثم تأتي بالمعاني الأخرى على سبيل التلازم أو المجاز.
أما كلمة الخضوع فتأتي بمعنى الذل واللين، وخضع بمعنى ذلَّ ورجل أخضع وامرأة خضغاء: وهما الراضيان بالذل وفي الحديث: أنه نهى أن يخضع الرجل لغير امرأته، أي يلين لها في القول بما يطمعها.
وخضع الإنسان خضعا: أمال رأسه إلى الأرض ودنا منها .....
والخضوع في جملته: ضد الاستكبار والاستنكاف.

وأشكر لأختنا الزيتونة مقالتها واجتهادها، وللإخوة المتدخلين إثراءهم للموضوع.

والله أعلى وأعلم.
 
هل تعنين بارك الله فيك أن معنى اعبدوا ترادف آمنوا في الآيات التي يخاطب فيها الرسل أقوامهم فقط ؟
أم في كل مواضع العبادة في القرآن ؟؟


أخ عدنان،
أنا لم أذكر أعلاه الآيات التى جاءت فيها دعوة الأنبياء لقومهم فقط، بل سورة الكافرون والآية أعلاه (التائبون العابدون..)، كما أيضا كلام الله تعالى لموسى وكلام عيسى ..
وهاك آيات أخرى تقول أن كل كلمة يعبدون تعنى يؤمنون :
الفاتحة : إياك نعبد وإياك نستعين ، أول القرآن كما هو معروف (نؤمن بك إلها ونستعين بك)
البقرة : قالوا نعبد إلهك
الشعراء : قالوا نعبد أصناما
عمران : ألا نعبد إلا الله
الأعراف : أجئتنا لنعبد الله وحده؟
هود : أتنهانا أن نعبد
إبراهيم : أن نعبد الأصنام
النور : يعبدوننى لا يشركون بى
الذاريات : ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
الزمر : إجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها
الزمر : ما نعبدهم إلا ليقربونا
الزمر : أعبد الله مخلصا
الزمر : فأعبد وكن من الشاكرين
البقرة : أعبدوا ربكم الذى خلقكم
النساء : وأعبدوا الله ولا تشركوا
المائدة : أعبدوا الله ربى وربكم
الأعراف : يا قوم أعبدوا الله (59 -65 73-85)
الحج : وأسجدوا وأعبدوا ربكم
المؤمنون : أعبدوا الله ما لكم من إله
النمل : أعبدوا الله فإذا هم فريقان
العنكبوت : أعبدوا الله وإتقوا
الزمر : فأعبدوا ما شئتم من دونه
النجم : فأسجدوا لله وأعبدوا
هود : فأعبده وتوكل عليه
مريم : فأعبده وإصطبرا لعبادته
يس : وأن أعبدونى هذا صراط مستقيم
الأنبياء : لا إله إلا أنا فأعبدون
الأنبياء : وأنا ربكم فأعبدون
العنكبوت : فإياى فأعبدون
عمران : ربى وربكم فأعبدوه
الأنعام : خالق كل شئ فأعبدوه
يونس : ذلكم الله ربكم فأعبدوه
العنكبوت : وأعبدوه واشكروا له
الزخرف : من دون الرحمن آلهة يعبدون
وغيرها الكثير إذا راجعت القاموس

هناك آيات جاء فيها (عبد) ما يعنى إستعباد وهى واضحة مثل الآيات :
الشعراء : أن عبّدت بنى إسرائيل
البقرة : ولعبد مؤمن خير من مشرك
 
بسم1​
المسألة أهونُ من أن تثيرَ جدلًا، إذْ أنَّ الإيمانَ أوَّلُ العبادَةِ وأوجَبُ ما فيهَا وأهمُّ أركانها، فلا غرْوَ أن سيَاقَ اللفظِ في الجملةِ هو الذي تتحددُ به معانيه المختلفةُ، وإن كانَ لها مشربٌ تؤولُ إليه، ونبعٌ منه انبثقت تلك المعاني في جملتها، وإلا لما تألفت اللغة من جمل ولكفانا منها إيراد اللفظ الواحد، ولما كانَ من علومها البيانُ الذي موضوعهُ يختلف عن مجرد المبنى للكلمة والجملة.

ونداء الرسل لأقوامهم بالعبادة بما قرَّرتُه واضحٌ جليٌّ، أوله إيمانٌ وآخره إذعانٌ، ولا عبادةَ إلا حينَ يجتمع التصديق للمعبودِ والطاعة له فيما شرعَ فيكتملان.
وشريعة النبيِّ المصطفى صلى الله عليه وسلم تختلف عن سالف الشرائع في مباني العبادة التي تتفرعُ عن الأصل المشترك بين الأنبياء والرسل جميعا وهو الإيمان.
ولعلَّ مباحث الحقيقةِ ودِلالة اللفظ عند الأصوليينَ كفيلَةٌ أن تزيل اللُّبسَ وترفعَ ما تداخَل من شعبها المنضوية تحت تقسيم الحقيقة إلى لغوية وعرفية وشرعية.
وعلى هذا فإنِّي أربأ بأختنا الزيتونة أن تقتل المسائل بحثا وترجعَ في كل صنعة إلى أربابها، لا من بابِ دعوتها إلى الكفِّ عن الاجتهادِ فليس هذا سبيلَ من أُمروا بالتدبُّرِ للانتفاعِ بدرر القرآن واستخلاصِ لآلئه، بلْ من باب النصحِ كيفَ تؤخذُ الصنعة على أصولها.
وكلُّ امرئ لابدَّ له من معلمينَ في مناحي الحياةِ وعلومها بدءًا من المولى تبارك وتعالى معلم أبينا آدم إلى الوالدينِ والرُّسُل وغيرهم. قال الله سبحانه وتعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل 78)
أقولُ هذا لأن من عُنوا بصناعة المعاجمِ هم أناسٌ فقهوا أصول الصنعةِ ولا أعزي لهم كمالا، وحين تغلط أختنا الزيتونة في كتابتها مثلا "
إحذر" أو "إجتهدي"
بهمزة القطع يردها علماء الصرف والنحوِ ليقولوا لها أن تلك الألف ليست إلا احترازًا من النطق بساكن أوَّل الكلمة واستعانة بها للوصل وليست همزة قطع كما رسمَتْ، وهاهنا نشكر لسيبويه وأمثاله صنيعهم لإرشادنا في هذا الفنِّ من العلوم، والمعجمية فنٌّ آخر له أربابه، أفنوا أعمارهم لتقصي شطآنه، وتتبعِ فوائده وفرائده، واستنباط أصوله، والثورةُ على ما اجتمعوا عليه في بابه لا تكونُ إلى ممنْ بلغَ شأوهم وعلاهمْ، ويقول حينئذٍ مهلا فإنّ في فهومِ القومِ لآيِ القرآن معنى غابَ عن أولئكَ، أو أنهم اجتهدوا فأخطأوا وهذه بينَتي وناصعُ حجتي فيدليَ بالبرهان المفْحم، وحينها يحقُّ لهُ أنْ يفْصحَ:

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانَهُ * لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ​

وإن كان هذا حال صنعة المعاجم، فمن بابٍ أولى ما اتصل بالتفسير وأصوله، ومعلومٌ أن الضلال والإضلالَ أخطر على من خاضَ في بابه.
وما أكثر ما يقعُ ابنُ آدم في أحبولة إبليس: "خالفْ تُعرفْ"، أو أحبولةِ التمادي في الانتصارِ لرأي فيه خلافٌ حتى يفطنَ من غفلة أضاعتْ خيرًا كثيرًا وعلمًا أنفعَ.
أو أن يُعْجَبُ المرء من نتيجةٍ رأى مخالفتها لإجماع الأمةِ فانتصر لها طويلًا، واتضحَ لهُ أنَّ رأيه لا يعدو أن يكونَ أحدَ عشرينَ قولًا أو أربعينَ قولًا في المسألة، وما انتفع من طولِ المحاججة فيها بطائل.
___​
وأشكرُ الأخ
عبدالكريم عزيز
الذي أرفقَ جزءَ كتابِ د. عبد الحليم أحمدي، والذي أقتبسُ منه هذا المقتطفَ الذي أراه شافيًا كافيًا:
" وإذا دققنا النظر في المعاني التي وردت بها مادة (عبد) فإننا نستطيع أن نجد فيها معنًى واحدًا مشتركًا، تدور المعاني الأخرى حوله، حتى يحق لنا القول: إن المادة وضعت له.
وهذا المعنى هو الخضوع؛ ذلك لأن الذي يخضع لغيره لا بد أن يطيعه، فيدخل معنى الطاعة.
والتوحيد هو إفراد الله بالطاعة والخضوع، أي أن يخضع الإنسان له وحده، وتكون كل أنواع الخضوع الأخرى جزأً أو تابعًا لهذا الخضوع الأساسي، والعبدية أو المملوكية مظهر من مظاهر الخضوع، كما أن التألهَ ناشيء عن منتهى الخضوع، وكذلك الحبس، ما عبَدَك عنِّي؟ ما حَبَسك عني؟
وما يُرَجِّحُ إرجاعَ معانِي العبادة إلى معنى واحد هو الخضوع؛ واعتبار سائر المعاني تابعة له، ما يقوله صاحب لسان العرب: وأصل العبودية الخضوع والتذلل»، و «معنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع، ومنه طريق معبد إذا كان مذئلا بكثرة الوطء (۲) وقوله : «كل من دان الملك فهو عابد له (۳)
ويقول الطبري: «إن العرب يسمون من دان لملك من الملوك إنهم عبدوه» وكل هذا يدل على أن العبادة تعني أصلا الخضوع والطاعة، ثم تأتي بالمعاني الأخرى على سبيل التلازم أو المجاز.
أما كلمة الخضوع فتأتي بمعنى الذل واللين، وخضع بمعنى ذلَّ ورجل أخضع وامرأة خضغاء: وهما الراضيان بالذل وفي الحديث: أنه نهى أن يخضع الرجل لغير امرأته، أي يلين لها في القول بما يطمعها.
وخضع الإنسان خضعا: أمال رأسه إلى الأرض ودنا منها .....
والخضوع في جملته: ضد الاستكبار والاستنكاف.

وأشكر لأختنا الزيتونة مقالتها واجتهادها، وللإخوة المتدخلين إثراءهم للموضوع.

والله أعلى وأعلم.

شكرا أخ محمد يزيد ،
أولا لا أريد شهرة ولا معرفة بمخالفتى، وإلا لما سجلت فى الملتقى هنا بلقب ،
إنما أنا باحثة ومتدبرة فى كتاب الله تعالى،

ما جاء به البحث أعلاه أن العبادة تعنى الخضوع، هذا يعنى أن العبادة تعنى (الإسلام) أيضا !!
فهل هى مرادفة للإسلام؟

ماجاء فى دعوة الرسل : أن أعبدوا الله،
قلت تعنى أن آمنوا بالله، فكيف يطلب الرسل من أقوامهم (الخضوع) لله ولم يؤمنوا بوجوده بعد؟، بل عندهم آلهة أخرى..
ومنهم من لا يؤمن بإله على الإطلاق (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)

وأضفت أنه من الأصلح أن نسمى الأشياء بمسمياتها كما جاء فى القرآن الكريم : الصلاة ذكر
الإنفاق : قربان..وهكذا
 
إذا قلتُ لأحدٍ ما رُدَّ على الزيتونةِ في ملتقى أهل التفسير، فلا داعيَ أن أقول لهُ إنَّ الرَّدَّ لا يتمُّ إلا بالتسجيل في الملتقى.
 
نوع من العبادة بينها النبي صلى الله عليه وسلم :
روى الألباني في السلسلة الصحيحة عن عدي بن حاتم الطائي : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة : ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ فقلت إنا لسنا نعبدهم قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكن كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه فتلك عبادتهم " .
 
العبادة تخص الله تعالى فقط (وما يحل مكانه عند الكافرين من آلهة )

أما الإيمان فيشمل : الله تعالى ، الملائكة ، الكتب ، الرسل ، اليوم الآخر ، والآيات.

(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)
(آمنوا بالله ورسوله)
(وقل آمن بما أنزل الله)
(إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا)
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

أما بعد


قال تعالى

﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾٥٦ الذاريات


العبودية هي التذلل والخضوع والتسليم

والعبادة هي كل مايحبه الله ويرضاه وقد شرعه الله للعباد وأمر به سبحانه فلايجوز أن نتعبد الله بغير ما شرع

وقد عرّف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العبادة بقوله: العبادة اسم جامع لكل ما يحبّه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال؛ الباطنة والظاهرة،

فالإيمان بأركانه هو عبودية لله سبحانه وتعالى

والإسلام بأركانه هو عبودية لله سبحانه وتعالى

والإحسان كذلك هو عبودية لله سبحانه وتعالى

فأركان الإيمان والإسلام هي من الأعمال التي يحبها الله ويرتضيها وأمر بها سبحانه ولا تصح العبادات بنقص واحد منها

فإن سقيى كلبا أو إطعام جائعا أو إماطة أذى فهي من الأعمال التي يحبها الله ويرضاها وأمر بها

وهي عبادة لله سبحانه وفي السنة المطهرة ما يدل على فضلها .


فالعبادة هي أوسع من أن نختزلها

فلو قلت أن العبادة هي الإيمان فقط فهذا لا يصح ابدأ

ولكن إن قلت أن العبادة لا تصح إلا بالإيمان فهذا هو الصواب فلا تقبل عبادة كانت لغير الله

فكفار قريش يعملون من الأعمال الصالحة كسقاية الحاج مثلأ

﴿أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين﴾١٩ التوبة

،وأهل النفاق أيضاً يصلون ويخرجون في الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم فهل تقبل عباداتهم

قال تعالى ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾٢٣ الفرقان



فالإيمان هو شرط قبول الأعمال والعبادات قال تعالى

﴿ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما﴾١١٢ طه


وقد ارتبط الإيمان بالعمل الصالح في (٥٢( مرة في كتاب الله

(الذين آمنوا وعملوا الصالحات)


فلا إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان وهذه هي العبادة في كتاب الله والسنة المطهرة .


والله أعلم
 
شكرا أخ فارس منقاش،

عبادة الله أو الإيمان بالله تعالى لا ينفع أيضا دون عمل صالح، هاهو النبى شعيب عليه السلام ينصح قومه بعد أن دعاهم الى عبادة الله تعالى أن يعملوا صالحا :

والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم (أعبدوا الله) ما لكم من إله غيره، ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط” ..


سؤالى فى هذه المشاركة، متى وكيف ولماذا تمت تسمية (الصلاة الصوم الزكاة فعل الخير..إلخ) أنها عبادات؟!
فهذه لم ترد فى القرآن أصلا أن إسمها عبادات، لأن العبادة هى الإيمان بالله تعالى.
 
قال تعالى

﴿يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون﴾٧٧ الحج


﴿فاسجدوا لله واعبدوا﴾٦٢ النجم


﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾٦٠ غافر
 
مفهوم العبادة في الإسلام

مفهوم العبادة في الإسلام

يقول حسين فضل الله (ت:1431هـ) في تفسيره :
" ما هو مفهوم العبادة في القرآن ؟
فهل هي الشعائر الخاصة التي اصطلح الناس على تسميتها بالعبادة كالصلاة والصوم والحج والدعاء ونحوها ؟ أم هي مفهوم واسع يتسع لكل النشاطات التي يرضاها الله ويحبها ، ويأتي بها العبد من موقع إحساسه بحضور الله الدائم في كل مفردات حياته الخاصة والعامة ، بحيث يشعر بالذوبان في وجود الله والحاجة الدائمة إليه والارتباط به ؟ "
 
" الظاهر أن المراد بالعبادة المعنى الثاني الذي يتضمن المعنى الأول ، لأن العبادة كشعائر لا تستغرق وجود الإنسان كله ، بل تحتل مساحةً صغيرةً منه ، بينما تطال العبادة بالمعنى الثاني حركة الحياة العامة والخاصة ، وهذا ما جاء به الحديث المأثور الذي يؤكد أن العبادة تتجسد في العفاف وفي العمل طلباً لكسب عيش الإنسان وكل من يعوله ، وفي طلب العلم ، وفي التفكير ، وفي قضاء حوائج الناس ، وفي كل عملٍ يرفع مستواهم .
وبذلك كانت العبادة معنًى في النفس يتفاعل مع العقيدة التوحيدية ، لتكون حالةً تعمِّق في الوعي الشعور بعبودية الله في كل شيء ، وحركةً في الواقع العملي تؤكد الالتزام الانقيادي الخاضع له في كل أوامره ونواهيه ، وما يحبه ويرضاه ، بحيث يعيش الإنسان الحياة كلها خاشعاً أمام الله في الفكر والشعور والعاطفة ، محصّناً من الانفتاح على أية فئة أو أي شخص يدّعي لنفسه امتيازاً ذاتياً في علاقة الناس به ، بعيداً عن الله .
وهكذا ، عندما تحمل العبادة كل نشاط الإنسان وحركته في كل مواقع الأرض في الداخل والخارج ، يتحول الكون كله إلى عبد لله سبحانه " .
 
عودة
أعلى