ما لا يسع طالب التفسير جهله

إنضم
18/08/2013
المشاركات
21
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الفيوم
السلام عليكم ورحمة الله
أنا طالب دراسات عليا قسم النفسير وعلوم القرآن وأتنمى لو يذكر لنا أحد الأساتذة الفضلاء ما لا يسع طالب التفسير جهله من علم النحو والبلاغة ومثل ذلك في بقية العلوم نستعين به على مواصلة طلب علم التفسير .
ولكم وافر الشكر .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب ..
أسأل الله أن يوفقك ويرعاك وأن ينفع بك ..

علم التفسير وفهم كتاب رب العالمين سبحانه وتعالى كغيره من علم الشرع وعامة العلوم الإنسانية، ليس له درجات حادة في الإدراك والتبحر. كذلك المجتهدون في أي علمٍ من العلوم لا يكونون على درجة واحدة، وإنما يتفاوتون في التبحر والتفنن.

والمقصود أن الإنسان يطلب أدوات التبحر والعلم بقدر المنزلة التي يروم بلوغها ويسعى إليها، فليس هناك حدٌ يتوقف عنده طالب العلم والفهم، خاصةٌ في علم اللغة وتعلقه ببقية العلوم، وكلما ازداد المرء تمكنًا من لغة = ازداد نفوذه إلى عمق كتاب رب العالمين سبحانه وتعالى، فتحديد ذلك كله راجع إلى همة المرء وعمره ووقته.

فلا يصح أن يأتيك رجلٌ لا علم له بك فيقول لك خذ من علم اللغة هذا الكتاب وذلك ثم دع؛ فإنه إن فعل ذلك فقد تجنّى عليك وعلى طلبك للاجتهاد.

ونصيحتي لك - إذا كنت للمعالي طالبًا - أن تضع بين يديك سلمًا طويلًا في علوم اللغة، كالنحو والصرف والبلاغة والمعاني والبيان والأدب وغيرها، ثم تسير في هذا السلم رويدًا حتى ينقطع بك وتلقى الله جل وعلا على هذه الحال.

واجعل جُلّ هذا الوقت في قراءة أشعار العرب وكتب المتقدمين، فإن ذلك سبيل المرء إلى روح اللغة. وأرى كذلك أن تهتم بالكتب التي لها عناية بربط اللغة مع القرآن، ككتاب ابن هشامٍ الفذ (مغني اللبيب) وأشباهه.

والكتب التي تعنى بالمفسرين وشروطهم كثيرة، وستجد فيها ذكرًا للأدوات التي يحتاجها المفسر في رحلته إلى عمق كتاب رب العالمين جل وعلا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....جزاكم الله تعالى خيرا..
أخي أسامة جزيت خيرا...لقد قسم العلماء العلوم أنواعا فمنها من يراد لذاته وأشرفها
وأعلاها علم التفسير ثم علم الحديث وعلم الفقه...وهناك علوما أخرى سماها أهل العلم
علوم الآلة والمقصود فيها أنها تستخدم لتعلم النوع الاول ومنها علم اللغة العربية...وهذا
العلم ندرسه لنتعلم كيف نفهم القرآن الكريم؟ وأرجو منك أن تتابعني في مشاركتي(تدبر
ثم قل ماقل ودل) وقد ذكرت فيها أن علينا أن لانطيل النظر في مسائل اللغة وننسى العبر
والعظات من الآيات الكريمات...وأرغب أن أضيف حول هذا الموضوع أمرا جديدا هو
إني كم تمنيت أن يؤسس أهل العلم علما جديدا بأسم(أساسيات اللغة في القرآن الكريم)
وذلك للأسباب التالية-
1-المقصود من العلم الجديد هو أن نختصر علم اللغة على ماجاء بكتاب الله تعالى لكي
لانشغل أنفسنا بالأمثال الشعرية والشواهد اللغوية ولاأقصد التخلي عنها بالكامللإنها مفيدة
لفهم التفسير لكن بعض المفسرين أطالوا الحديث عنها .
2-في علم الأعراب توجد ألفاظ لاتليق بالخالق سبحانه مثلا-(مفعول به-وهو مكسور-
أو مجرور-وهو مضاف-وهو مضاف إليه) وغيرها.
3-ان من أهداف العلم المذكور السعي لصياغة كلمات بسيطة مفهومة قصيرة تساعد على
فهم القرآن الكريم. والله تعالى أعلم. وللمشاركة تكملة ان شاء الله تعالى.
والسلام عليكم
البهيجي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله الطيبين.
ورضي الله تعالى عن صحابته الكرام....أما بعد وصلنا في المشاركة السابقة الى-
4-أرجو أن يعذرني الأخ كريم حلمي فإنه ينصح بقراءة أشعار العرب وكتب المتقدمين
ولكني أنصح الأخ أسامة بالقراءة بالتفاسير وخاصة ت القرطبي وابن كثير والشوكاني
وأستخراج الفوائد من كل قراءة....فمثلا قرأت مقدمة تفسير القرطبي وهي حوالي 90
صفحة أكتب الفوائد المستفادة منها مثلا ان القرطبي رحمه الله تعالى قد وعد أن يعرض
عن القصص الضعيفة والاسرائيليات..فهل ألتزم في تفسيره بهذا الوعد أم لا؟
وما هي النصائح التي أوردها في تلك المقدمة؟.
5- كما أوصيك بالتلخيص فمثلا قرأت تفسير آية كريمة بثلاث صفحات أختصر تفسيرها
بصفحة واحدة...وذلك بأن تختار الأهم ثم المهم.
6-بالنسبة للبلاغة في القرآن الكريم أقرأ من كتب الأستاذ فاضل صالح السامرائي فقد
أطلعت على كتابه(التعبير القرآني)وهو رائع جدا في توضيح البناء اللغوي للألفاظ
في القرآن.
هدانا الله تعالى وإياكم لما فيه خير الدنيا والآخرة والسلام.

البهيجي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وفيكم يبارك الله تعالى وجزيت خيرا.
البهيجي
 
الموضوع هام ويحتاج لمزيد من المشاركات
وفق الله الجميع
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
تكلم علماء القرآن في ما يحتاجه المفسر، و خصصوا فصولا في كتبهم لبيان هذا الأمر الجليل، و لعل من أحسن من فصل القول في ذلك الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه الفريد "الإتقان في علوم القرآن"، فقد ذكر جملة من العلوم تشترط فيمن رام بيان كلام العزيز جل في علاه، و هذه العلوم كالتالي:
"6314 - أحدها اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع
قال مجاهد لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب
وتقدم قول الإمام مالك في ذلك ولا يكفي في حقه معرفة اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر
6315 - الثاني النحو لأن المعنى يتغير ويختلف بإختلاف الإعراب فلا بد من إعتباره أخرج أبو عبيد عن الحسن أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته فقال حسن فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيى بوجهها فيهلك فيها
6316 - الثالث التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ قال ابن فارس ومن فاته علمه فاته المعظم لأن وجد مثلا كلمة مبهمة فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها
6317 - وقال الزمخشري من بدع التفاسير قول من قال إن الإمام في قوله تعالى يوم ندعو كل أناس بإمامهم جمع أم وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم قال وهذا غلط أوجبه جهل بالتصريف فإن أما لا تجمع على إمام
6318 - الرابع الاشتقاق لأن الإسم إذا كان إشتقاقه من مادتين مختلفتين إختلف المعنى بإختلافهما كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح
6319 - الخامس والسادس والسابع المعاني والبيان والبديع لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها وبالثالث وجوه تحسين الكلام وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة وهي من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز وإنما يدرك بهذه العلوم
6320 - قال السكاكي اعلم أن شأن الإعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه كإستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها وكالملاحة ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوي الفطر السليمة إلا التمرن على علمي المعاني والبيان
6321 - وقال ابن أبي الحديد اعلم أن معرفة الفصيح والأفصح والرشيق والأرشق من الكلام أمر لا يدرك ألا بالذوق ولا يمكن إقامة الدلالة عليه وهو بمنزلة جاريتين إحداهما بيضاء مشربة بحمرة دقيقة الشفتين نقية الثغر كحلاء العينين أسيلة الخد دقيقة الأنف معتدلة القامة والأخرى دونها في هذه الصفات والمحاسن لكنها أحلى في العيون والقلوب منها ولا يدرى سبب ذلك ولكنه يعرف بالذوق والمشاهدة ولا يمكن تعليله وهكذا الكلام
نعم يبقى الفرق بين الوصفين أن حسن الوجوه وملاحتها وتفضيل بعضها على بعض يدركه كل من له عين صحيحة وأما الكلام فلا يدرك إلا بالذوق وليس كل من إشتغل بالنحو واللغة والفقه يكون من أهل الذوق وممن يصلح لإنتقاد الكلام وإنما أهل الذوق هم الذين اشتغلوا بعلم البيان وراضوا أنفسهم بالرسائل والخطب والكتابة والشعر وصارت لهم بذلك دربة وملكه تامة فإلى أولئك ينبغي أن يرجع في معرفة الكلام وفضل بعضه على بعض
6322 - وقال الزمخشري من حق مفسر كتاب الله الباهر وكلامه المعجز أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها وما وقع به التحدي سليما من القادح
6323 - وقال غيره معرفة هذه الصناعة بأوضاعها هي عمدة التفسير المطلع على عجائب كلام الله تعالى وهي قاعدة الفصاحة وواسطة عقد البلاغة
6324 - الثامن علم القراءات لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض
6325 - التاسع أصول الدين بما في القرآن من الآيات الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله تعالى فالأصولي يؤول ذلك ويستدل على ما يستحيل وما يجب وما يجوز
6326 - العاشر أصول الفقه إذ به يعرف وجه الإستدلال على الأحكام والإستنباط
6327 - الحادي عشر أسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه
6328 - الثاني عشر الناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره
6329 - الثالث عشر الفقه
6330 - الرابع عشر الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم
6331 - الخامس عشر علم الموهبة وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم
6332 - قال ابن أبي الدنيا وعلوم القرآن وما يستنبط منه بحر لا ساحل له
قال فهذه العلوم التي هي كالآية للمفسر لا يكون مفسرا إلا بتحصيلها فمن فسر بدونها كان مفسرا بالرأي المنهى عنه وإذا فسر مع حصولها لم يكن مفسرا بالرأي المنهى عنه
قال والصحابة والتابعون كان عندهم علوم العربية بالطبع لا بالإكتساب واستفادوا العلوم الأخرى من النبي
6333 - قلت ولعلك تستشكل علم الموهبة وتقول هذا شيء ليس في قدرة الإنسان وليس كما ظننت من الإشكال والطريق في تحصيله إرتكاب الأسباب الموجبة له من العمل والزهد
6334 - قال في البرهان اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعه أو كبر أو هوى أو حب الدنيا أو وهو مصر على ذنب أو غير متحقق بالإيمان أو ضعيف التحقيق أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم أو راجع إلى معقوله وهذه كلها حجب وموانع بعضها آكد من بعض
6335 - قلت وفي هذا المعنى قوله تعالى سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق قال سفيان بن عيينة يقول أنزع عنهم فهم القرآن أخرجه ابن أبي حاتم" -الإتقان-
و الله أعلم و أحكم.
 
بارك الله فيك أخي (ناصر عبد الغفور)على هذه الإفادة .لكن حديث ( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ) يحتاج منك تحقيق في صحته .
 
جزاك الله خيرا أخي يسلم، الحديث ذكره كما ترى الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في إتقانه، فلعله يرى صحته، و هذا مذهب بعض أهل العلم، و قد بحثت فوجدت أن الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية عن طريق أنس رضي الله عنه لكنه ضعفه، كما أورده العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة".
و الله أعلم و أحكم.
 
عودة
أعلى