ما لا فائدة فيه من مسائل التفسير وعلوم القرآن [دعوة للمشاركة ]

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم

لا يخفى على من وفقه الله لسلوك طريق العلم أن العمر قصير والوقت ثمين ، وأن مسائل العلم كثيرة لا يحاط بها ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) فينبغي لطالب العلم أن يحرص أشد الحرص على استغلال وقته في تحصيل ما ينفعه ويقربه إلى ربه ومولاه عز وجل ، وأن يكثر من الدعاء المأثور : " اللهم علمني ما ينفعني ، وانفعني بما علمتني ، وزدني علماً " وأن يكثر من الاستعاذة بالله من العلم الذي لا ينفع .
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علماً ينفعني } [رواه النسائي والحاكم].


وهناك كثير من مسائل العلم التي سودت بها الصفحات وملئت بها الكتب تدخل في العلم الذي لا ينفع ، فحري بمن رزقه الله العقل والحكمة أن لا يضيع وقته بالبحث فيها .

ونجد كثيراً من العلماء ينبهون على هذه القضية ، ويذكرون عن بعض المسائل : أنه لا فائدة منها ، أو بعبارة ابن جرير الطبري :وهذه من المسائل التي لا ينفع العلم بها ولا يضر الجهل بهاأو كما قال في أكثر من موضع .

ومن هذا المنطلق ، ولأنه يكثر في مثل هذه الملتقيات من يشغل نفسه وإخوانه بمسائل قد لا يترتب عليها فائدة ولا عمل = رأيت أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع لنجمع فيه المسائل التي من هذا القبيل مما له صلة بالتفسير وعلوم القرآن .

فأرجو من جميع الإخوة الأعضاء المشاركة فيه ، وذكر ما يرونه مناسباً من الفوائد والتنبيهات المتعلقة به .

وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى ، ورزقنا العلم النافع ، وأعاننا على العمل بما تعلمنا مما يقربنا إليه .

"اللهم إني أسألك علماً نافعاً، و أعوذ بك من علم لا ينفع".
 
اتفق معك ابا مجاهد على هذه الفكرة لأهميتها , ونحن في الملتقى بحاجة ماسة لمثل هذه الأفكار المميزة :
ومن المواضيع التي أرى عدم صرف الوقت لها هو : تعيين مبهمات القرآن والتي لم يرد نص صحيح في تعيينها وذكر الخلاف فيها وتسويد كثير من المفسرين كتبهم فيها , وقد نبه على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير .
 
من مسائل التفسير التي لا يضر العلم بها ما ذكره الطبري رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة البقرة :(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْـزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )
فبعد أن ذكر تفسير هذه الآية ، أشار إلى وقت حصول بعث هؤلاء النبيين ، ومتى كان الناس أمة واحدة ، ثم قال :

( وقد يجوز أن يكون ذلك الوقت الذي كانوا فيه أمة واحدة من عهد آدم إلى عهد نوح عليهما السلام، كما روي عكرمة، عن ابن عباس، وكما قاله قتادة.

وجائزٌ أن يكون كان ذلك حين عَرض على آدم خلقه. وجائزٌ أن يكون كان ذلك في وقت غير ذلك- ولا دلالة من كتاب الله ولا خبر يثبت به الحجة على أيِّ هذه الأوقات كان ذلك. فغيرُ جائز أن نقول فيه إلا ما قال الله عز وجل: من أن الناس كانوا أمة واحدة، فبعث الله فيهم لما اختلفوا الأنبياءَ والرسل. ولا يضرُّنا الجهل بوقت ذلك، كما لا ينفعُنَا العلمُ به، إذا لم يكن العلم به لله طاعةً ).


قال شاكر تعليقاً على قول الطبري هذا : هذه حجة رجل تقي ورع عاقل . بصير بمواضع الزلل في العقول وبمواطن الجرأة على الحق من أهل الجرأة الذين يتهجمون على العلم بغيًا بالعلم . ولو عقل الناس لأمسكوا فضل ألسنتهم ولكنهم قلما يفعلون .
 
الاسم والمسمى

الاسم والمسمى

يكثر المفسرون عند تفسير البسملة من الحديث عن معنى الاسم ، والفرق بينه وبين المسمى ، وقد قرأت كلاماً طيباً لابن جرير الطبري في كتابه صريح السنة عن هذه المسألة ، ونص كلامه :

( القول في الأسم هل هو المسمى أم غير المسمى:

وأما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى ؟ فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ، ولا قول من إمام فيستمع ، فالخوض فيه شين والصمت عنه زين .

وحسب امرء من العلم به والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق ، وهو قوله { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } ، وقوله تعالى { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } .

ويعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى { له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى } ، فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر وضل وهلك.)
 
أحيي أخي الاستاذ أبو مجاهد لحرصه الكبير على ضوابط الفهم ومقاصد التفسير، وإني أتفق معه على طرحه من حيث المبدأ ولكنّي أحب أن أبيّن أن هناك من المسائل ما لا يجدي الخوض في تفصيلاتها والاختلاف عليها ، ومن المسائل ما يهم البحث في المعنى الحقيقي المقصود منها ، وخاصّة ان القرآن الكريم معجزة أبديّة لا تفنى عجائبه ولا يخلق على كثرة الردّ.
ومن ذلك ما تلقّاه الكثير بالقبول من القول بأنّ أسماء الله هي علامات عليه وليست صفات له والحقيقة أنها أسماء وصفات في نفس الوقت واسمح لي بتوضيح المسألة من خلال المثال التالي :
قال الله تعالى:"رب السماوات والارض وما بينهما فأعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميّا".
فهل المقصود بهذا التحدّي : هل تجد من تسمّى بإسمه ؟ كلا لأنّه يسهل على البشر أن يتسمّوا بأسماء الله تعالى وخاصّة ألمتألهين، ولكن المقصود من الآية الكريمة هو :هل تعلم له مثيلا في صفاته . فممكن لأي أحد أن يسمي نفسه : رحيم ، رحمان ، كريم جبّار ، قهّار.......الخ.ولكن لا أحد يستطيع أن يفعل فعله الذي يدلّ عليه الاسم المحدد.
وما يؤكّد المعنى كذلك قوله عز وجل :" وجعلوا لله شركاء قل : سمّوهم.. " .
ليس المقصود أظهروا أساميها فقولوا : اللات والعزّى ومناة ...إلخ. ، ولكن أظهروا حقيقة ماما يدّعونفيها من الإلهيّة. فظاهر من المعنى أنّ الله تعالى يتحدّاهم بشيء يعجزون عن القيام به وهو أن يسمّوهم . فهل يستطيع أحد أن يأتي بأفعال الله من الخلق والأمر والتدبير ؟!!.
والآية السابقة تؤكّد معنى الآية الاولى :"هل تعلم له سميّا". فهل بيان هذا الاختلاف في الفهم هو من فضول البيان أم أنّه يدخل في حقيقة التوحيد ؟. وأرجو أن اكون قد أصبت في فهم غرض أخي أبو مجاهد من المثال الذي أطلقه في إختلاف الناس في الفرق بين الإسم والمسمّى ، وقد أوضحت أنّ الفرق عظيم. وتقبّل إحترامي.
 
- وعند ابن جرير

- وعند ابن جرير

* عند تفسير قوله تعالى في سورة الأحقاف ( 21 ) { واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف } قال ابن جرير مبيناً المراد بالأحقاف :
وجائز أن يكون ذلك جبلاً بالشام , وجائز أن يكون وادياً بين عمان وحضرموت , وجائز أن يكون الشِّحرْ ,
وليس في العلم به أداء فرض , ولا في الجهل به تضييع واجب ,
وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوماً منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة أ.هـ
 
ومن أمثلة ذلك :

قال تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً) (الكهف:32)
قال الشنقيطي في أضواء البيان : ( وكلام المفسرين في الرجلين المذكورين هنا في قصتهما كبيان أسمائهما، ومن أي الناس هما ـ أعرضنا عنه لما ذكرنا سابقاً من عدم الفائدة فيه، وعدم الدليل المقنع عليه. والعلم عند الله تعالى. )

( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) (الكهف:60)

قال الشنقيطي أيضاً :( ومعلوم أن تعيين «البحرين» من النوع الذي قدمنا أنه لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، وليس في معرفته فائدة، فالبحث عنه تعب لا طائل تحته، وليس عليه دليل يجب الرجوع إليه.)

وكما هو ظاهر من أكثر الأمثلة السابقة أنها تدخل تحت قسم تفسير المبهمات التي نبه عليها الشيخ أحمد البريدي أعلاه .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ومما لا فائدة منه في مسائل علوم القرآن : الاشتغال بعد كل حرف في القرآن ، وكم تكرر من مرات وهكذا

قال السيوطي في الإتقان في النوع التاسع عشر :

( فصل وتقدم عن ابن عباس عدد حروفه وفيه أقوال أخر والاشتغال باستيعاب ذلك مما لا طائل تحته وقد استوعبه ابن الجوزي في فنون الأفنان وعد الأنصاف والأثلاث إلى الأعشار وأوسع القول في ذلك فراجعه منه فإن كتابنا موضوع للمهمات لا لمثل هذه البطالات‏.‏

وقد قال السخاوي‏:‏ لا أعلم لعدد الكلمات والرحوف من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك‏.‏ )


وقد نقل محقق كتاب فنون الأفنان كلام السيوطي السابق وتعقبه فيه ، وذكر أن السيوطي نفسه قد ذكر في كتابه الإتقان شيئاً مما وصفه بالبطالات .

وعلى كل حال : المقصود ذكر بعض المسائل التي ذكر العلماء أن البحث فيها لا فائدة منه ، وقد تختلف وجهات النظر حيال كثير من هذه المسائل .
 
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لآية النحل : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112) :
(وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف، هو أن يقال: كيف أوقع الإذاقة على اللباس في قوله {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}. وروي أن ابن الراوندي الزنديق قال لابن الأعرابي إمامِ اللغة الأدب: هل يُذاق اللباس؟? يريد الطعن في قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ}. فقال له ابن الأعرابي: لا بأس أيها النسناس? هب أن محمداً صلى الله عليه وسلم ما كان نبياً! أما كان عربياً؟
قال مقيده عفا الله عنه: والجواب عن هذا السؤال ظاهر، وهو أنه أطلق اسم اللباس على ما أصابهم من الجوع والخوف. لأن آثار الجوع والخوف تظهر على أبدانهم، وتحيط بها كالباس. ومن حيث وجدانهم ذلك اللباس المعبرَّ به عن آثار الجوع والخوف، أوقع عليه الإذاقة، فلا حاجة إلى ما يذكره البيانيون من الاستعارات في هذه الآية الكريمة وقد أوضحنا في رسالتنا التي سميناها (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز): أنه لا يجوز لأحد أن يقول إن في القرآن مجازاً، وأوضحنا ذلك بأدلته، وبينا أن ما يسميه البيانيون مجازاً أنه أسلوب من أساليب اللغة العربية.
وقد اختلف أهل البيان في هذه الآية، فبعضهم يقول: فيها استعارة مجردة. يعنون أنها جيء فيها بما يلائم المستعار له. وذلك في زعمهم أنه استعار اللباس لما غشيهم من بعض الحوادث كالجوع والخوف، بجامع اشتماله عليهم كاشتمال اللباس على اللابس على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية التحقيقية، ثم ذكر الوصف، الذي هو الإذاقة ملائماً للمستعار له، الذي هو الجوع والخوف. لأن إطلاق الذوق على وجدان الجوع والخوف جرى عندهم مجرى الحقيقة لكثرة الاستعمال.
فيقولون: ذاق البؤس والضر، وأذاقه غيره إياهما. فكانت الاستعارة مجردة لذكر ما يلائم المستعار له، الذي هو المشبه في الأصل في التشبيه الذي هو أصل الاستعارة. ولو أريد ترشيح هذه الاستعارة في زعمهم لقيل: فكساها. لأن الإتيان بما يلائم المستعار منه الذي هو المشبه به في التشبيه الذي هو أصل الاستعارة يسمى «ترشيحاً» والكسوة تلائم اللباس، فذكرها ترشيح للاستعارة. قالوا: وإن كانت الاستعارة المرشحة أبلغ من المجردة، فتجريد الاستعارة في الآية أبلغ. من حيث إنه روعي المستعار له الذي هو الخوف والجوع، وبذكر الإذاقة المناسبة لذلك ليزداد الكلام وضوحاً.
وقال بعضهم: هي استعارة مبنية على استعارة. فإنه أولاً استعار لما يظهر على أبدانهم من الاصفرار والذبول والنحول اسم اللباس، بجامع الإحاطة بالشيء والاشتمال عليه، فصار اسم اللباس مستعاراً لآثار الجوع والخوف على أبدانهم، ثم استعار اسم الإذاقة لما يجدونه من ألم ذلك الجوع والخوف، المعبر عنه باللباس، بجامع التعرف والاختبار في كل من الذوق بالفم، ووجود الألم من الجوع والخوف. وعليه ففي اللباس استعارة أصلية كما ذكرنا. وفي الإذاقة المستعارة لمس ألم الجوع، والخوف استعارة تبعية.
وقد ألممنا هنا بطرف قليل من كلام البيانيين هنا ليفهم الناظر مرادهم، مع أن التحقيق الذي لا شك فيه:
أن كل ذلك لا فائدة فيه، ولا طائل تحته، وأن العرب تطلق الإذاقة على الذوق وعلى غيره من وجود الألم واللذة، وأنها تطلق اللباس على المعروف، وتطلقه على غيره مما فيه معنى اللباس من الاشتمال. كقوله: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}، وقول الأعشى: إذا ما الضجيع ثنى عطفها تثنت عليه فكانت لباسا

وكلها أساليب عربية. ولا إشكال في أنه إذا أطلق اللباس على مؤثر مؤلم يحيط بالشخص إحاطة اللباس، فلا مانع من إيقاع الإذاقة على ذلك الألم المحيط المعبر باسم اللباس. والعلم عند الله تعالى. ) انتهى[
 
• قال ابن عاشور : ( وقد تصفحت أسباب النزول التي صحت أسانيدها فوجدتها خمسة أقسام:
الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ، ونحو ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ) ومثل بعض الآيات التي فيها ( ومن الناس ).
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها، مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية ( ومن كان مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام ) الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ومثل قول أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: يغزو الرجال ولا نغزو، فنزل قوله تعالى : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) الآية. وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها ، ولا يخشى توهم تخصيص الحكم بتلك الحادثة ، إذ قد اتفق العلماء أو كادوا على أن سبب النزول في مثل هذا لا يخصص، واتفقوا على أن أصل التشريع أن لا يكون خاصا.



والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها، فكثيرا ما تجد المفسرين وغيرهم يقولون نزلت في كذا وكذا، وهم يريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل. ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال ما حدثكم أبو عبد الرحمان? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض بن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال في أنزلت بصيغة الحصر. ومثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى : ( ومنهم ) ( ومنهم )، ولذلك قال ابن عباس: كنا نسمي سورة التوبة سورة الفاضحة. ومثل قوله تعالى ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) فلا حاجة لبيان أنها نزلت لما أظهر بعض اليهود مودة المؤمنين .
وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات. ....إلخ كلامه .


تنبيه النصوص التي أنقلها هنا تعبر عن رأي قائليها ، ولا يدل إيرادي لها أن أتفق مع كل ما فيها .
والغرض من جمع هذه الأقوال هو بيان أن هناك مسائل ذكر العلماء أنه لا فائدة فيها ، وقد تختلف وجهات النظر حول كثير من هذه المسائل .
فالمقصود : مجرد المثال .
 
ما ورد في تعيين و أخبار الهدهد و نملة سليمان

ما ورد في تعيين و أخبار الهدهد و نملة سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم

عيدٌ مبارك على الجميع ،

كما أحب أن أؤكد على ما ذكره الأخ الكريم " عاشق الفهم " ، لكون بعض ما يذكره المفسرون قد يساعد على تشكيل الصورة و تهيئة تفسير الآية على الوجه الصحيح ، كما لا يستهان بالدلالات الثانوية في تفسير الآية .

و مما ذَكره ابن كثير و نصَّ على أن لا طائل تحته و لا حاصل له ، ما ورد في تعيين و ذكر أخبار نملة سليمان حيث يقول رحمه الله :

تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 360
أورد ابن عساكر من طريق اسحق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن الحسن أن اسم هذه النملة حرس ، و انها من قبيلة يقال لها بنو الشيصان ، وأنها كانت عرجاء ، وكانت بقدر الذيب .
و قد خافت على النمل أن تحطمها الخيول بحوافرها فأمرتهم بالدخول إلى مساكنهم ففهم ذلك سليمان عليه السلام منها فتبسم ضاحكا من قولها ....
ومن قال من المفسرين أن هذا الوادي كان بأرض الشام أو بغيره وأن هذه النملة كانت ذات جناحين كالذباب أو غير ذلك من الأقاويل فلا حاصل لها .
وعن نوف البكالي أنه قال كان نمل سليمان أمثال الذئاب هكذا رأيته مضبوطا بالياء المثناة من تحت وانما هو بالباء الموحدة وذلك تصحيف والله أعلم والغرض أن سليمان عليه السلام فهم قولها وتبسم ضاحكا من ذلك وهذا أمر عظيم جدا وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي قال خرج سليمان بن داود عليهما السلام يستسقي فاذا هو بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهى تقول اللهم أنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن سقياك والا تسقنا تهلكنا فقال سليمان ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم .

و فق الله الجميع لما يحب و يرضى
 
أشكر الأخ أبا مجاهد على هذا الموضوع الجميل ..
وكثيراً ما يذكر المفسرون بعد ذكر معلومات متعلقة بالآية أنها من ملح العلم وليس من متينه ..
وأحب أن أضيف :
بأنه ينبغي قبل تتبع الأمثلة أن نذكر الأصول العامة لهذه الأمثلة وسبب عدم دخولها في متين العلم وقد نبه العلماء رحمهم الله تعالى لذلك خلال ذكرهم لتلك الأمثلة ومن ذلك :
1- عدم اعتماد تلك المعلومات على دليل صحيح صريح ، وإنما هو نقل عن مرويات موجودة في الكتب.
2- عدم دخول تلك المعلومات فيما ينفع الإنسان في عبادته لربه بالعلم وفهمه لكتابه كما نبه لذلك الطبري رحمه الله .
3- عدم التحرير للمعلومة والاعتماد فيها على النقل المجرد ( عن غير المعصوم عليه الصلاة والسلام ) .
إلى غير ذلك من الأصول التي ارجو أن يهتم بتقييدها ، وإلا فإننا نخشى أن نكون بتتبعنا للأمثلة قد اشتغلنا بما نحذر منه ..
بورك فيك فضيلة الشيخ أبا مجاهد وجميع الإخوة ..
والله أعلم ..
 
العلم النافع ما كان يترتب عليه عمل ، وما لايترتب عليه عمل فالكلام فيه مذموم :

وهذه قاعدة مهمة ينبغي الاهتمام بها ، ومراعاتها عند الكلام في مسائل العلم عموماً ، والكتاب فيها ، فما ليس تحته عمل ولايترتب على معرفته فائدةٌ دينية ولا دنيوية ، وما لاينفع العلم به ، ولايضر الجهل به فينبغي الإعراض عنه ، وعدم الكلام فيه .

وقد ذكر ابن عبدالبر آثاراً تدل على هذا المعنى المهم في كتابه في جامع بيان العلم وفضله . [انظر : باب ما تكره فيه المناظرة والجدل 2/938 - 494 .]

ومن ذلك ما ذكره بقوله : ( وذكر ابن وهب في جامعه ، قال : سمعتُ سليمان بن بلال يقول : سمعت ربيعة يُسأل : لِمَ قُدِّمت البقرة وآل عمران ، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة ، وإنَّما نزلتا بالمدينة ؟ .
فقال ربيعة : قد قُدّمتا ، وأُلِّف القرآن علم علم من أَلّفه ، وقد اجتمعوا على العمل بذلك ، فهذا مِمَّا ننتهي إليه ولانَسأَلُ عنه .) اه

فالكلام في هذه الأشياء ، وما كان في معناها ليس من طريقة العلماء العاملين الربانيين ، الذين يميزون بين نافع العلم وضاره ، وبين ما يُحتاج إليه منه ، وما لايحتاج إليه ، وإنَّما البحث في مثل هذه الأشياء من طريقة أهل الكلام والجدل الذين ذمّهم السلف وحذروا منهم .
وقد قال الإمام الشافعي - عليه رحمة الله - : إذا سمعت الرجل يقول : الاسم غير المسمى أو الاسم المسمى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين له .[ جامع بيان العلم وفضله 2/941 . ]
ورحم الله ابن جرير الطبري ، إذ قال : ( وأمَّا القول في الاسم أهو المسمى أو غير المسمى فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ولا قول من إمام فيستمع ، والخوض فيه شين ، والصمت عنه زين ) ا هـ . [من كتاب صريح السنة لابن جرير الطبري نقلاً عن كتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات لمحمد بن عبدالرحمن المفراوي 1/127 . ]

فأيّ مسألة من المسائل ليس فيها أثر يتبع أو قول من إمام معتبر ، وليس في العلم بها فائدة تذكر ، ولايترتب على جهلها أي ضرر فَلِمَ الخوض فيها وتضييع العمر ؟ ! ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأحب وقد انثغر ثغر الموضوع، وانكسر بابه، أن أنادي في أخرى المشاركين فيه بلزوم تقوى الله تعالى ورعاية حرمة السلف من الأئمة والعلماء، وحري بمن وفقه الله للنهل والعلل من مواردهم أن ينظر ما يقول،قبل أن يعيب صحائح العقول، وفرائد الفهوم، ،فكم من عائب صحيح المقولات، وآفته الأذهان السقيمات،
فإياك وموارد العطب بتجهيل دواوين العلم، وجبال النقل والفهم،وتصنيف أقوالهم إلى نافع وغيره،فأين نحن من ذاك، قصارانا أن نفهم أقوالهم
وليعلم كل واحد منا أن هذه الكتب ما كتبها أولئك الأقوام إلا بعد أن ذرعوا البلاد، معهم من الإخلاص ما نور الله به بصائرهم،وأنار بهم عقولهم،ولا أدعي لهم العصمة، ولا أمنع من تأمل كتبهم، غير أن العقبة كأداء، والطريق مزلة، ليست لكل أحد،
كيف يستطيع طالب العلم أن ينتزع النفع من سطور إولئك بجرة قلم، وما يدريك أن يكون لهذا الكلام نفع،
فوالله ما كنا بأحرص على الأوقات منهم، ولا أضن بالعمر منهم، فترى الأئمة يشتغلون بزغل العلوم، وتوافه الأفكار، وهم عمار الليل والنهار!!
على رسلكم رحمكم الله،
ارجع البصر كرتين، وردد النظر مرات،وأحسن بإولئك الظن،
فعبارة : هذا لا يضر الجهل به، كلمة يتقحم بحرها فحل مستقرئ لفروع العلوم، عالم بصروف الفنون،يقذف بهذه الكلمة الماحقة بعد أن يعلم يقينا أنه لا ينتفع بها في أي فن، ولا يحتاج إليها في أي زمن، ومن تراه يقول أنا لها،
وأسوق لك مثالا: فكم عاب متسرع قول الفقهاء، لو أن رجلا قال لامرأة إن طرت فأنت طالق لم تطلق،حتى صارت نكتة تلاك بألسن الجاهلين،وطرفة يرددها من لا يعرف أحكام الخارج من السبيلين،
وحين تقرأ العبارة في كتب الفقهاء تجد أنهم ساقوها لبيان رأس كبير من رؤوس مسائل الطلاق وهو تعليق الطلاق على المستحيل،فكان العائب أحق بالتوبيخ والتجهيل،
وما ضرك لو مررت على عبارة لم تنتفع بها، أن تدعها لغيرك،
فقل للعيون الرمد للشمس أعين
سواك تراها في مغيب ومطلع
وإني أعرف في مختصرات الفقه خاصة من بديع الجمل وتسلسلها ووضع كل كلمة في سياقها،وكنوز العلم التي تخرج منها ما يحار معه العقل، ويعظم به الإجلال والإعظام لإولئك السلف الصالح رحمهم الله برحمته الواسعة،

أقول ذلك ناصحا
ووفق الله الشيخ محمد المختار الشنقيطي حين نبه إلى أن أولئك المصنفين حين ألفوا كتبهم ألفوها في زمن مكتظ بالعلماء مزدحم بالأفذاذ من مصاقع الفضل النجباء، فكان يحسب لذلك ألف حساب ولا يضع كلمة في كتابه إلا وقد استفرغ وسعه نصحا للأمة، ثم ينصح – متع الله بحياته- أن يقرأ طالب العلم كتاب العالم وهو يجله ويجيل النظر ويعيده ولا يحكم بادي الرأي، فإذا فعل ذلك تغيرت أمور، وانكشفت عجائب،

وإني أنصح بإغلاق هذا الموضوع ، فإن أبيتم فلا أقل من مراعاة أمور:
أولها: وضع ضوابط لما يصح أن يقال عنه غير نافع،وقد تكلم العلماء في ذلك ومن نفيسه قول الشاطبي: العلم النافع هو الذي يترتب عليه العمل(عمل القلب، أو عمل الجوارح)،وما لا فليس بنافع. ويمكن إطالة النفس في هذا قبل فتح المجال للبحث
ثانيها: أن يقتصر التمثيل على نقول للعلماء،فينقل طالب العلم كلام المجتهدين بأن هذا مما لا فائدة فيه، أو قليل الفائدة، أو لايضر جهله،
ثالثها: التكرار بلا ملال بالوصية بحفظ حقوق العلماء،فمن حفظ حق السابقين أبقى الله له الذكر الحسن في الآخرين،ومن تسلط عليهم من المتهورين قيض الله له من يهينه بين العالمين،
وسامحوني إن كان في قلمي ذربا،
فقد قلت نصرة للعلماء وغضبا
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزى الله خيراً أخي الكريم أبا مجاهد على ما تفضل به ولا يزال من نفائس الفوائد ، وشوارد الفرائد.
وجزاك الله خيراً على غيرتك أخي الكريم أبا محمد (عبدالله بلقاسم) على أعراض العلماء ، وما قلت إلا الحق وفقك الله ، وما أظنه خطر ببال أخي أبي مجاهد النيل منهم رحمهم الله ، وإنما نظر إلى الأمر من الناحية التخصصية فيما أقدر ، فرأى كثيراً من المعلومات في كتب التفسير بعيدة عن صلبه ، خارجة عن سياق التفسير فيما يرى الناظر أول وهلة ، فأراد أن ينفعنا بذلك . وما كلامك هذا إلا من ذلك النفع إن شاء الله. فإنه ربما خفي حق العالم بين الناس ، حتى يعرض من كلام الناس ما يشم منه رائحة تنقص له ، فيقيض الله لأولئك العلماء من ينوه بذكرهم ، ويجلوه للناس حتى يكون أبين وأوضح ما يكون.
شكر الله لكم جميعاً ، وأحببت التعليق فقط بهذه الكلمات ، حتى لا يظن بنا أننا نتنقص علماءنا معاذ الله. ولم يخطر ببالي أنا شخصياً هذا الخاطر إلا عند قراءتي لكلامك أخي أبا محمد ، فجزاكم الله خيراً جميعاً. ولعل أبا مجاهد يعلق وفقه الله.
 
بسم الله

لقد رددت على وجهة نظر أخي عبدالله بلقاسم من عشرة وجوه ، ثم لما أردت إضافتها مُسحت ، فكسلت عن إعادتها مرة أخرى ، وقلت في نفسي : لعلي كتبتها مع شيء من حب الانتصار للرأي فعوقبت بضياعها .

ولكن مفادها : عدم قناعتي بما ذكر ، واستغرابي لتعليقه هذا . وآخر كلامه يرد على أوله ؛ لأن شرطي في هذا الموضوع هو ما قرره في آخر تعليقه .

ولا أدعي أني أنا المحق ، وهو المخطئ ؛ ولكن قناعتي أنه لو قرأ رسالة ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف ، وفكر فيما كتب ملياً لغير رأيه ، وشارك في هذا الموضوع بذكر مسائل لا تنفع ، ولا يضر الجهل بها .

والله المستعان .
 
ومما نبه المفسرون إلى كونه مما لا طائل تحته في بيان معاني كلام الله ما ذكره الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير بقوله في تفسير قول الله تعالى :(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر:73) :
( ...والواو في جملة {وفتحت أبوابها} واو الحال، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة . وقد وهِم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في «تفسيره» فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إمّا لأن فيه مادة ثمانية كقوله: { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } (الكهف: 22)، فقالوا في {وفُتحَت أبوابها} جيء بالواو لأن أبْواب الجنة ثمانية، وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى:{التائبون العابدون} إلى قوله: { والناهون عن المنكر } (التوبة: 112) فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مُصادفة غريبة، وتنبُّه أولئك إلى تلك المصادفة تنبه لطيف [color=0000FF]ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بَلْهَ بلاغتِه، [/color]وقد زينه ابن هشام في«مغني اللبيب»، وتقدم الكلام عليها عند قوله تعالى: { التائبون العابدون } في سورة التوبة (112) وعند قوله: { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } في سورة الكهف (22) ) انتهى .
 
مما نبه له العلماء أنه ليس من متين العلم القول بالرأي فيما لا مجال للرأي فيه والاستدلال على ذلك بنصوص الوحيين الكتاب والسنة أو الربط بين المعلومات بدلالة ضعيفة أو غير صحيحة ولو كان الدليل والمدلول صحيحاً في نفسه لعدم صحة الارتباط ، وكذلك الاستدلال بما لا يصح الاستدلال به من الأدلة كالأحاديث الضعيفة والموضوعة وكذلك طرق الاستدلال الباطلة .
ومن ذلك :
قول ابن عطية في تفسير البسملة : " والبسملة تسعة عشر حرفا فقال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم (عليها تسعة عشر)[ المدثر: 30 ] إنما ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك وهم يقولون في كل أفعالهم بسم الله الرحمن الرحيم فمن هنالك هي قوتهم وباسم الله استضلعوا .
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه وهذه من ملح التفسير وليست من متين العلم وهي نظير قولهم في ليلة القدر إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظة هي في كلمات سورة إنا أنزلناه
ونظير قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فإنها بضعة وثلاثون حرفا قالوا فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول ".

وقال الثعالبي في تفسيرها : " والبسملة تسعة عشر حرفا قال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم عليها تسعة عشر إنما ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك وهم يقولون في كل أفعالهم بسم الله الرحمن الرحيم فمن هنالك هي قوتهم وباسم الله استضلعوا قال ع وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم ت ولا يخفي عليك لين ما بلغ هؤلاء ولقد أغنى الله تعالى بصحيح الأحاديث وحسنها عن موضوعات الوراقين فجزى الله نقاد الأمة عنا خيرا ".

ولذا فالقول في مثل ذلك بلا دليل صحيح ليس من منهج العلماء رحمهم الله تعالى .
 
ومما يدخل تحت هذا الباب : البحث في أحكام قد انقضت، ولا مجال لوقوعها . ومن أمثلة ذلك ما أورده الطاهر ابن عاشور عند تفسيره لآية التخيير في سورة الأحزاب ، وهي قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}

قال رحمه الله : ( ولا طائل تحت الاشتغال بأن هذا التخيير هل كان واجباً على النبي صلى الله عليه وسلم أو مندوباً، فإنه أمر قد انقضى ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يخالف أمر الله تعالى بالوجوب أو الندب. )
 
جزاك الله كل خير ولا عدم المنتدى فوائد أمثالك فأكمل والله يرعاك

أما مشاركتي يا أخي الكريم فهي في تأصيل نفس الموضوع ، فقد ذكرتَ أن هناك مسائل تختص بالتفسير ومع ذلك فلا فائدة من البحث فيها
وقد يستغرب أحد إخوانك هذا الكلام ، لذا سأهديك دليلا يؤيدك ويعد أصلا وعمدة في الموضوع الذي سلكته
هذا الدليل هو قوله سبحانه :
(( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا )) سورة الكهف (22)
 
اشكر الاخ الذي فتح الباب الى هذا الموضوع واود اولا ان اقول ليس كل ما قيل فيه انه عديم الفائدة هو كذلك فاني مثلا سمعت من يزري على البلاغة العربية وقواعدها المتاخرة بانه لا فائدة فيه للتفسير فقد ينكر الفائدة من لا علم عنده بالامر المنكور والمسالة تحتاج الى قليل من التريث
وقد كتبت بحثا بعنوان التجديد في التفسير مادة ومنهاجا الى مؤتمر التجديد في العلوم الاسلامية والعربية بجامعة المنيا ذكرت فيه اشياء كثيرة احسب ان فيها شيئا لا باس به من الاهميه
لكنني لا اعرف كيف ارسل البحث برمته الى هذا المنتدى الرائع
واقبلوا التحيات
 
[align=justify]قال الله تعالى : ﴿ قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الأنعام:50)

جاء في تفسير فتح القدير للشوكاني : ( أمره الله سبحانه بأن يخبرهم لما كثر اقتراحهم عليه وتعنتهم بإنزال الآيات التي تضطرهم إلى الإيمان ، أنه لم يكن عنده خزائن الله حتى يأتيهم بما اقترحوه من الآيات ، والمراد خزائن قدرته التي تشتمل على كل شيء من الأشياء ويقول لهم : إنه لا يعلم الغيب حتى يخبرهم به ويعرّفهم بما سيكون في مستقبل الدهر { وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنّى مَلَكٌ } حتى تكلفوني من الأفعال الخارقة للعادة مالا يطيقه البشر . وليس في هذا ما يدل على أن الملائكة أفضل من الأنبياء . وقد اشتغل بهذه المفاضلة قوم من أهل العلم ، ولا يترتب على ذلك فائدة دينية ولا دنيوية . بل الكلام في مثل هذا من الاشتغال بما لا يعني ، « ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .) انتهى

وقال عند تفسيره لقول الله عز وجل : ﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ (يوسف: من الآية31) : ( واعلم أنه لا يلزم من قول النسوة هذا أن الملائكة صورهم أحسن من صور بني آدم ، فإنهنّ لم يقلنه لدليل ، بل حكمن على الغيب بمجرد الاعتقاد المرتكز في طباعهن وذلك ممنوع ، فإن الله سبحانه يقول : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } [ التين : 4 ] . وظاهر هذا أنه لم يكن شيء مثله من أنواع المخلوقات في حسن تقويمه وكمال صورته . فما قاله صاحب الكشاف في هذا المقام هو من جملة تعصباته لما رسخ في عقله من أقوال المعتزلة ، على أن هذه المسألة أعني : مسألة المفاضلة بين الملائكة والبشر ليست من مسائل الدين في ورد ولا صدر ، فما أغنى عباد الله عنها وأحوجهم إلى غيرها من مسائل التكليف .) انتهى [/align]
 
قواعد وضوابط

قواعد وضوابط

بسم اله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على محمد الأمين ، وبعد:
في البداية أحب أن أبدأ مشاركتي بعبارتين سطرتهما أنامل الشاطبي رحمه الله لها علاقة بهذا الموضوع وكلاهما في المسألة الثانية عشر من كتاب الأدلة
- العبارة الأولى:قال الشاطبي:" كل عاقل يعلم أن مقصود الخطاب ليس هو التفقه فى العبارة بل التفقه فى المعبرعنه وما المراد به " الموافقات ص: 715 (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية )
وهذا أ صل العظيم وركن متين ينبغي للمشتغلين بالتفسير أن يتمسكوا به ويأووا إليه فمتى فهم المراد من الخطاب فإن الزيادة عليه تعد من التكلف الذي نهينا عنه شرعا وفي قصة عمربيان لما أقول: وقد تكفل الشاطبي رحمه الله بشرح هذا المثال فقال:" وذلك أنه لما قرأ:" وفاكهة وأبا " توقف في معنى الأب وهو معنى إفرادي لا يقدح عدم العلم به في علم المعنى التركيبي في الآية؛ إذ هو مفهوم من حيث أخبر الله تعالى في شأن طعام الإنسان أنه أنزل من السماء ماء فأخرج به أصنافا كثيرة مما هو من طعام الإنسان مباشرة كالحب والعنب والزيتون والنخل ومما هو من طعامه بواسطة مما هو مرعى للأنعام على الجملة فبقي التفصيل فى كل فرد من تلك الأفراد فضلا فلا على الإنسان أن لا يعرفه فمن هذا الوجه والله أعلم عد البحث عن معنى الأب من التكلف وإلا فلو توقف عليه فهم المعنى التركيبى من جهته لما كان من التكلف بل من المطلوب علمه لقوله:" ليدبروا أياته "
ثم ساق الشاطبي مثالا لما يتوقف فيه فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي، وذلك أن عمر سأل الناس على المنبر عن معنى " التخوف " فى قوله تعالى: " أو يأخذهم على تخوف " فأجابه الرجل الهذلي بأن " التخوف " فى لغتهم: التنقص، وأنشده شاهدا عليه:
تخوف الرحل منها تامكا قردا **** كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: " يأيها الناس تمسكوا بديوان شعركم فى جاهليتكم فإن فيه تفسيركتابكم." الموافقات ص: 32
- العبارة الثانية :قال رحمه الله :" فالحاصل أن لكل علم عدلا وطرفا إفراط وتفريط، والطرفان هما المذمومان والوسط هو المحمود " الموافقات:716
وذلك أن هذه الشريعة أمية وأن ما لم يكن معهودا عند العرب فلا يعتبر فيها وأنها لا تقصد التدقيقات فى كلامها ولا تعتبر ألفاظها كل الاعتبار إلا من جهة ما تؤدي المعاني المركبة فما وراء ذلك إن كان مقصودا لها فبالقصد الثاني ومن جهة ما هو معين على إدارك المعنى المقصود كالمجاز والاستعارة والكناية وإذا كان كذلك فربما لا يحتاج فيه إلى فكر فإن احتاج الناظر فيه إلى فكر خرج عن نمط الحسن إلى نمط القبح والتكلف وذلك ليس من كلام العرب فكذلك لا يليق بالقرآن من باب الأولى " وهوكلام نفيس ينبغي أن يجعل كالضابط لهذا الموضوع .
- بعض القواعد والضوبط لهذا الموضوع:
1- إذا توقف فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي فيجب البحث عن المعنى الإفرادي، ولا ينبغي لنا أن نقول : " إن البحث عن المعنى الإفرادي مما لا فائدة فيه ".
2- تجنب التدقيقات اللفظية ، والاصطلاحات المنطقية ،وتعيين المبهمات، فإن ذلك كله ليس من شأن الأمة الأمية التي نزل القرآن بلغتها، وسلك مجاري كلامها فهي لاتقصد التدقيقات، ولاتعتبر ألفاظها كل الاعتبار، بل حسبها ما أدى إلى المعنى أو كان معينا على تأديته.
3- تجنب كل مايشوش (إن صح هذا اللفظ فإني لم أجده في مواد اللغة ) على العامة حينما نعرض عليها شيئا من التفسير ولنا في قصة عمر رضي الله عنه المشهورة وتأديبه لضبيغ فقد ضربه وشرد به حين سأل عن أشياء من علوم القرآن لا يتعلق بها عمل وربما أوقع خيالا وفتنة وإن كان صحيحا لكنه غير مطلوب. والله أعلم

[align=justify]
شيخنا عبد الرحمن الشهري هناك اقتراح ، ولكن لا أدري هل خبراء الموقع لهم القدرة على تحقيقه أم لا ؟ هل يمكن أن تحدد عدد المشاركات في الموضوع الواحد مثلا بخمسين مشاركة ثم تفتح صفحة تقويمية وتقييمية للموضوع توضع خلالها الضوابط والقواعد والفوائد للموضوع المطروح، وتعتبركالخلاصة لهذا الموضوع. فإني قرأت كثيرا من الموضوعات يذهب بها الإخوة يمينا وشمالا ثم تبتلعها صفحات الملتقى إلى غير رجعة ، ودمتم في رعاية الله وحفظه محبكم علال بوربيق
[/align]
 
وفيك بارك الله شيخنا أبا مجاهد العبيدي ، اقتراحي هذا هو ثمرة من ثمرات هذا الملتقى المبارك
دمتم في رعاية الله وحفظه
 
حسن تتبع المسائل التي قيل أن لافائدة في معرفتها أو لاطائل تحتها على أن لايعمم ذلك على علم قائم كعلم المبهمات ففي معرفة بعض المبهمات فوائد كثيرة يستنبط بها سر الإبهام وحكمته والوجه البلاغي أوالنفسي أو غير ذلك كما تعرف احيانا حكمة التشريع وقد يعرف ببيانها فضل أصحاب الفضل أو كشف ستر بعض المنافقين ويدخل في المبهمات بعض أسباب النزول وحكمة إبهام من نزلت فيه السورة لاتخفي وحكمة بيانه في التفسيرلاتنكر.ولاأشك أن قصد الجميع في هذا الملتقى خيروأرادوا ماظهر وبان التكلف في بيانه ونص عليه علماء السلف والخلف كلون كلب أصحاب الكهف وعصا موسى من أي الشجر كانت والطير الأربعة التي أحياها الله لإبراهيم عليه السلام
 
أستاذنا الفاضل الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي، ما ذكرتَه فيه خيركثير غير أن الأمر يحتاج إلى ضوابط تضبطه هل يمكن لك أن تعلق على هذه العبارة :" فهي لاتقصد التدقيقات، ولاتعتبر ألفاظها كل الاعتبار، بل حسبها ما أدى إلى المعنى أو كان معينا على تأديته."
 
شكر الله لك أخي علال . مافهمته من عبارة الشاطبي رحمه الله تعالى لايؤهلني لتفسيرها فهي عبارة دقيقة أحسبها كذلك تحتاج لتمعن وتحقيق لغوي أصولي قرآني وأنا دون ذلك
 
[align=justify]جاء في كتاب إتقان البرهان في علوم القرآن للدكتور فضل حسن عباس 1/156-158 مناقشة لمسألة نزول الكتب المتقدمة ، وشكك في القول بأنها نزلت دفعة واحدة ، ثم قال في نهاية بحثه لها :

( وخلاصة القول أننا لا نملك الدليل القاطع على ما اشتهر من أن الكتب المتقدمة نزلت جملة واحدة ، وهي قضية لا تعنينا كثيراً أو قليلاً ، والله أعلم بالصواب .)
[/align]



تنبيه : مسألة نزول الكتب المتقدمة سبق بحثها هنا : فهد الوهبي : هل يصح هذا الإجماع ... ( في نزول الكتب السماوية )؟
 
أورد الشوكاني عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة الأعراف: ﴿ ‏وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ‏الْخَالِدِينَ ﴾ قول النحاس: " فضل الله الملائكة على جميع الخلق في غير ‏موضع في القرآن ، فمنها هذا..."

ثم قال الشوكاني: (وقد اختلف الناس في ‏هذه المسألة اختلافاً كثيراً ، وأطالوا الكلام في غير طائل ، وليست هذه ‏المسألة مما كلفنا الله بعلمه ، فالكلام فيها لا يعنينا .)
 
قال الطبري في تفسير سورة النساء.
في تأويل قوله تعالى:  واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما 
الآية:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} فكان الرجل إذا زنى أوذي بالتعيير، وضرب بالنعال.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره كان أمر المؤمنين بأذى الزانيين المذكورين إذا آتيا ذلك وهما من أهل الإسلام، والأذى قد يقع بكل مكروه نال الإنسان من قول سيئ باللسان أو فعل، وليس في الآية بيان أن ذلك كان أمر به المؤمنون يومئذ، ولا خبر به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نقل الواحد ولا نقل الجماعة الموجب مجيئها قطع العذر. وأهل التأويل في ذلك مختلفون، وجائز أن يكون ذلك أذى باللسان واليد، وجائز أن يكون كان أذى بأيهما، وليس في العلم بأي ذلك كان من أي نفع في دين ولا دنيا ولا في الجهل به مضرة، إذ كان الله جل ثناؤه قد نسخ ذلك من محكمه بما أوجب من الحكم على عباده فيهما وفي اللاتي قبلهما؛ فأما الذي أوجب من الحكم عليهم فيهما فما أوجب في سورة النور بقوله: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} [النور: 2] وأما الذي أوجب في اللاتي قبلهما، فالرجم الذي قضى به رسول الله فيهما وأجمع أهل التأويل جميعا على أن الله تعالى ذكره قد جعل لأهل الفاحشة من الزناة والزواني سبيلا بالحدود التي حكم بها فيهم. وقال جماعة من أهل التأويل: إن الله سبحانه نسخ بقوله:
{الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} [النور: 2] قوله: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} ذكر من قال ذلك . اهـ
 
إلى الإخوة مع أصدق الدعاء ....
ولكن ألا ترون أننا وقعنا فيما فررنا منه ؟
 
الموضوع ممتاز جزاك الله خيراً

وفقك الله استمر نحن نقرأ ونستفيد .

وكم عكرت مثل هذه الأقوال وهذه الأمور الخارجة عن حقيقة التفسير وما لافائدة فيها صفو التفسير , بل إنك لتطلع على بعض التفاسير وما كأنه تفسير.

أكرر شكري وتأييدي لهذ الموضوع وأنا من الجمهور الذي لا يسعني إلا الاستمتاع بما يكتبه الأخوة من طلبة العلم.

وفق الله الجميع..
 
[align=justify]قال الله تعالى: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } البقرة

جاء في تفسير روح المعاني للألوسي رحمه الله : ( ولعل سبب تقديم السمع على البصر مشاركته للقلب في التصرف في الجهات الست مثله دون البصر؛ ومن هنا قيل : إنه أفضل منه.
والحق أن كلا من الحواس ضروري في موضعه ، ومن فقد حساً فقد علماً ، وتفضيل البعض على البعض تطويل من غير طائل .)[/align]
 
ومما يحبب هذا الملتقى عندي ما كتبة الشيخ عبدالله بلقاسم وظهرت غيرته التي نعرفها زاده الله غيرة وصلاحا فهو كالغيث نفعه تجاوز مكانه ، وكذلك ما رد به أخونا أبو مجاهد ، كما عهدناه في علمه وأدبه وفهمه ، ولو كان الأمر من باب التعصب لجعلتها بكرية ( وبرهت ) عليه من الصباح ، أما والعلم هو الذي جمع بيننا فأقول : غيرتك أبا محمد في مكانها ، وشروطك كذلك ، ولم يغفل عنها أبو مجاهد بل نص عليها، وليس للمشاركين إلا النقل لأقوال العلماء ، ولمعرفتي بكما أجزم بما تحملانه من خيرية قصر عنها الكثير والله المستعان وهذا أول مشاركة لي - أقصد أول نقل - :
قال الشوكاني في أول تفسيره لسورة الإسراء :
واعلم أنه قد أطال كثير من المفسرين كابن كثير والسيوطي وغيرهما في هذا الموضع بذكر الأحاديث الواردة في الإسراء على اختلاف ألفاظها، وليس في ذلك كثير فائدة، فهي معروفة في موضعها من كتب الحديث، وهكذا أطالوا بذكر فضائل المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهو مبحث آخر، والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب العزيز، وذكر أسباب النزول، وبيان ما يؤخذ منه من المسائل الشرعية، وما عدا ذلك فهو فضلة لا تدعو إليه حاجة.
 
أبومجاهدالعبيدي

وقد قال السخاوي‏:‏ لا أعلم لعدد الكلمات والحروف من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك‏.‏

الصحيح هو ما قاله الأخ الفاضل جمال أبو حسان :
( ليس كل ما قيل فيه انه عديم الفائدة هو كذلك )

إذا كان السخاوي لم يعلم لعدد الكلمات في القرآن من فائدة ، فهل يعني ذلك أن أحدا غيره لن يعلم ؟ وهل ينسحب قول السخاوي على عصره وعلى العصور اللاحقة ؟ هل قام السخاوي بعد كلمات القرآن آية آية وكلمة كلمة ووصل إلى تلك النتيجة ؟ أم أنها العاطفة والتعصب والميل مع هوى النفس ؟

هل هي مصادفة أن تأتي أول آية في ترتيب القرآن مؤلفة من 19 كلمة في موقع الترتيب 13 البقرة ، وبعد 19 آية من بداية المصحف ؟
هل هي مصادفة أن تأتي آخرآية في ترتيب القرآن مؤلفة من 19 كلمة في موقع الترتيب 13 أيضا في سورة الممتحنة المؤلفة من 13 آية ؟
إنها الدعوة إلى التدبر في هذا العدد بالذات ، هذه هي الحقيقة التي يجب أن نفهمها اليوم ، لا أن نتوقف عند قول السخاوي وغيره ، نخفي وراءه عجزنا عن البحث عن الحقيقة ..
نحن مع السخاوي في أن القرآن لا يقبل الزيادة أو النقصان ولكننا لسنا معه في أنه لا فائدة من عد كلماته ، ألا يكون عد كلماته وحروفه هو الدليل على أنه لا يقبل الزيادة او النقصان ؟

لقد قمت بعد كلمات القرآن ، وحصرت عدد الآيات المتماثلة في عدد كلماتها ( وأعتقد أنه لم يسبقني إلى ذلك أحد ) أي : حصرت الآيات المؤلفة من كلمة - من كلمتين - من ثلاث .. إلى أطول آية في القرآن .. ثم حصرت الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الكلمات في آياته ، فوجدت أن :
مجموع الأعداد الفردية هو 1444 ( 4 × 19 × 19 )
كما أن مجموع الأعداد الزوجية المستخدمة هو 1444 أيضا .


هذه هي النتيجة العامة المذهلة الملأى بالأسرار ، فأما التفاصيل فكثيرة ..
ما أود قوله : إن لعدد الكلمات والحروف في القرآن فوائد كثيرة وليست من البطالات ،وجهل البعض بها - من القدماء أو المتأخرين - لا يعني أنها غير موجودة .
 
التعديل الأخير:
عوداً حميداً يا أستاذ عبد الله , واسمح لي أن أقول :
لا شكَّ أنَّ مما لا فائدةَ فيه في عصرنا الحاضر , السعيُ إلى حمْـل الناس على أنَّ في العد والعمليات الحسابية المعقدة المُتَـكلَّفَـة إعجازاً , واختلافُ القراءات كما بينتُ لك سابقاً أول ما يمكن معه إسقاطُ كثير من هذه المحاولات جملةً وتفصيلاً, اللهمَّ إلا إذا سعى حملةُ آلات الحاسبة وروادُ هذه المدرسـة إلى كتابة الإعجاز العددي لكل روايةٍ على حدة فهذا أمرٌ آخـرُ وهو أقربُ إلى المستحيل منه إلى الممكن.
 
عوداً حميداً يا أستاذ عبد الله , واسمح لي أن أقول :
لا شكَّ أنَّ مما لا فائدةَ فيه في عصرنا الحاضر , السعيُ إلى حمْـل الناس على أنَّ في العد والعمليات الحسابية المعقدة المُتَـكلَّفَـة إعجازاً , واختلافُ القراءات كما بينتُ لك سابقاً أول ما يمكن معه إسقاطُ كثير من هذه المحاولات جملةً وتفصيلاً, اللهمَّ إلا إذا سعى حملةُ آلات الحاسبة وروادُ هذه المدرسـة إلى كتابة الإعجاز العددي لكل روايةٍ على حدة فهذا أمرٌ آخـرُ وهو أقربُ إلى المستحيل منه إلى الممكن.

هل ترى أيها الأخ الكريم في المثال الذي ذكرته تعقيدا أو تكلفا ؟ هل تراه في حاجة إلى آلة حاسبة ؟ إنه بسيط وسهل ودلالته واضحة ، كما أنه لا يفقد دلالته في حالة الترجمة ..
هل لديك تفسير غير ما أراه أنا ؟ لن أذهب بك الى سورة الممتحنة ، فسورة المعارج ، فسورة الغاشية ، فسورة ..... في محاولة لإقناعك ، لأن ذلك سيعقد المسألة عليك ..
فقط أعطنا تفسيرك للمملاحظة المذكورة :
أول آية في القرآن مؤلفة من 19 كلمة تأتي بعد 19 آية من بداية المصحف في الرقم 13 ( البقرة ) ، وىخر آية من هذا النوع تأتي في الرقم 13 أيضا في سورة الممتحنة ، السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 13 آية ..
ومن روائع الترتيب القرآني الملاحظة هنا :
عدد آيات البقرة هو 286 أي عدد من مضاعفات الرقم 13 ( 13 × 22 ) ، وعدد آيات سورة الممتحنة 13 ..
مجموع آيات السورتين 299 .. عدد هو حاصل ضرب 23 في 13 ..
لاحظ العددين جيدا :
23 فترة الدعوة والرسالة 23 ..
13 فترة الدعوة في مكة 13 ..
10 حاصل طرح العددين : فترة الدعوة في المدينة ..
( للعدد 299 علاقة رائعة بأسماء الله الحسنى ) ..
وأخيرا :
رقم ترتيب سورة البقرة 2
رقم ترتيب سورة الممتحنة 60
مجموع العددين 62 أي : 2 × 31 أي عدد من مضاعفات العدد 31 الذي هو معكوس العدد 13 ..

فيا أخي الفاضل : المسألة واضحة - ومثلها الكثير - ولا تحتاج إلى آلة حاسبة ولا أعتقد أنها صعبة على الإدراك . إنها أمام عينيك وأنت حر أن تفتحهما أو أن تغلقهما .. فما علينا إلا البلاغ .
مع احترامي
 
يا أستاذ عبد الله:

أول آيــة هذه التي تتحدثُ عنها , مختلفٌ في إثباتها بين مصاحف المسلمين , والعدد الكلي أيضاً لآيات المصحف الذي كثيراً ما تستخدمُـهُ في عمليات الحساب محل خلافٍ كبيرٍ معتبرٍ بين أهل العلـم من لدن الصحابة حتى اليوم.

وربما تقول لي: إنك تعتمد على مصحف حفص الكوفي الذي بين يدي عامة المسلمين اليوم, وحينها أسألك قائلا:

هل يكون القرآن معجزاً في أعداد الكلمات والسور والآيات على روايةٍ واحدةٍ وعدٍ واحدٍ ويغيبُ هذا الإعجاز في تسع عشرة رواية أخرى ثبت بها القرآنُ تواتراً قطعياً , ويكونُ القرآنُ معجزاً في عدٍ واحدٍ من مذاهب العلماء في العد , ويغيبُ الإعجازُ العددي في بقية مذاهب العد المعتبـرة عند المسلمين.

فلا بد للإعجاز أن يظهر في القرآن بكل وجهٍ ثبتَ به.

ولا يخفى على شريف علمكم الخلافُ المعتبرُ الموجودُ أيضاً في عدد الكلمات , فما هو مقطوعٌ في بعض المصاحف من الكلمات موصولٌ في مصاحف أخرى , وهذا يؤثر في أعداد كلمات المصحف كبئسما وبئس ما , وغيرها من مواطن الخلاف في المقطوع والموصول , فهل سنتعامى عن كل ذلك , لإثبات علاقةٍ بين عمليات الحساب وكتاب الله تعالى.؟

هاتان المسألتان هما ما أريد الإجابة عليه قبل الخوض في تفاصيل العمليات الحسابية المعقدة التي لا يمكن إجراءها بغير آلة حاسبة.
 
سبحان الله ! الموفق من وفقه الله ، وهذه من التوفيقات للأستاذ الفاضل أبي مجاهد العبيديّ
- حفظه الله ورعاه - كما أحسب والله حسبي ، وأستغفر الله تعالى من الخطأ والزلل .
فجزاكم الله خيراً على هذا الاختيار الموفق ، ونفع بكم ، ورفع قدركم في الدنيا والآخرة .
ثم نقول : سمعنا واطعنا :
فـ(( اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ))
و(( اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع )) .
و(( اللهم انفعنا بما علمتنا ، وعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علماً ينفعنا )) .

وجزاكم الله خيراً – كذلك - على تنبيهكم المهمّ جداً الذي سطّرتم به إحدى مشاركاتكم الفاعلة بقولكم :
( تنبيه: النصوص التي أنقلها هنا تعبر عن رأي قائليها ، ولا يدل إيرادي لها أن أتفق مع كل ما فيها .
والغرض من جمع هذه الأقوال هو بيان أن هناك مسائل ذكر العلماء أنه لا فائدة فيها ، وقد تختلف وجهات النظر حول كثير من هذه المسائل .فالمقصود : مجرد المثال .)

وما وافق به الدكتور جمال أبو حسّان – حفظه الله ورعاه - من أنه :
( ليس كل ما قيل فيه إنه عديم الفائدة هو كذلك )
.

وصحّح ما قاله موافقاً عليه الباحث الكريم عبد الله جلغوم الثائر دوماً – حفظه الله ورعاه - الذي نحمد الله تعالى على سلامته أولاً ، وندعوه سبحانه أن ينزل عليه سكينته لتذهب حدّته ، ويملأه صبراً ، ليبقى هنا محاوراً فإن العصبيّة داء له ولغيره ، وله بالذات أشدّ بسبب مرضه في القلب .
فكم يحتاج الباحث إلى هدوء أعصاب ، وتفكير سليم ليتحفنا بما يكتشفه من أرقام توافقيّة تناسقيّة لطائفيّة مُلَحيّة إعجازيّة مذهلة في كتاب الله تعالى ( سمّوها ما شئتم ، كما قال عمر رضي الله عنه وأرضاه لبني تغلب عن الجزية وقد أنفوا من دفعها : ادفعوها وسموها ما شئتم) ، والرجل يقول دوماً ( وهنا أنا أتحدث عن الأستاذ جلغوم حفظه الله ، لا عن غيره ممن كتب في الإعجاز العددي ، فليس كل ما كُتب في الإعجاز العددي هو إعجاز عدديّ كما يقرّ بذلك الأستاذ ، ومعه جرار وكحيل وغيرهم ممن كتب في هذا العلم خدمة لكتاب الله تعالى جزاهم الله خيراً ) : أنا لم آت بما أكتشفه من عندي ؛ إنما أضع كتاب الله تعالى نصب عيني وأبحث فيه وفي أرقامه وترتيب سوره وغيرها مما هو متخصّص فيه .
فليت إخواننا الفضلاء حفظهم الله من المعارضين لهذا العلم أن يصبّروا أنفسهم ولا يحكموا على ذلك بادي الرأي ولا يوافقوه بادي الرأي ؛ إنما بحاجة إلى التثبت والتدقيق ، من قبل متخصّصين في التفسير والرياضيات ، وإخلاص قبل ذلك وبعده ، فقد نردّ أمراً بغير علم وهو حقيقة فأين نذهب من الله تعالى في كتابه ؟
وهناك ضوابط أتحفنا بها علماء متخصصون في التفسير مثل الدكتور أحمد حسن فرحات – حفظه الله ورعاه - في ندوة الإعجاز العدديّّ في دبي ، وغيره في المؤتمر الأول في الإعجاز العددي في المغرب ، كما ذكرت أختنا الكريمة الشريفة فاطمة حفظهم الله تعالى ، وبارك في جهودهم - . حتى لا ينفلت الأمر .

ونتمنى على الأستاذ محمود الشنقيطيّ - حفظه الله ورعاه - أن يقرأ في موقع الأرقام وغيرها من المواقع المتخصّصة إجابات على أسئلته والشبهات التي تثار حول الإعجاز العدديّ ، فإن اقتنع بها فبها ونعمت ، وإلا يبقى على قناعته بلا إلزام لغيره ألا يقولوا هو إعجاز فيما رأوه هم إعجازاً ، وكذلك ألا يحاول من يرى في ذلك إعجازاً أن يلزموا غيرهم بذلك ، فلكلٍ فهمه إن كانوا أهلاً للاجتهاد بالشروط المعتبرة التي وضعها علماؤنا المحققون الأثبات - رحمهم الله تعالى – وبالضوابط الاجتهاديّة التي قعّدوها لهذا العلم .

ثم أختم بالشكر الجزيل للأستاذ الفاضل عبد الله بن بلقاسم على هذه الغيرة المحمودة على العلماء رحمهم الله تعالى ، وكم أعجبتني كتابته البليغة ، وراقت لي عباراته النفيسة التي تشي بنورانيّة عاليّة ؛ كما أحسب ذلك ولا أزكي على الله أحداً ، والحمد لله رب العالمين .


ملاحظة لأستاذنا الكريم جلغوم :
أتمنى أن يكون ما قاله الأستاذ الباحث عبد الله جلغوم حفظه الله وأتمّ عليه شفاءه عن الإمام السّخاويّ – رحمه الله تعالى – زلّة قلم عند قوله الملوّن بالأسود :
( إذا كان السخاوي لم يعلم لعدد الكلمات في القرآن من فائدة ، فهل يعني ذلك أن أحدا غيره لن يعلم ؟ وهل ينسحب قول السخاوي على عصره وعلى العصور اللاحقة ؟ هل قام السخاوي بعد كلمات القرآن آية آية وكلمة كلمة ووصل إلى تلك النتيجة ؟ أم أنها العاطفة والتعصب والميل مع هوى النفس ؟ )

غفر الله لنا جميعاً ، وأختم بما قاله تعالى :
(( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ))
 
عودة
أعلى