ما سر تنويع إبراهيم عليه السلام في دعائه بين"ربنا" و"ربي"..؟

لطيفة

New member
إنضم
15 يوليو 2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
في قول الله عز وحل:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ))

نلحظ تنوع الأسلوب في دعاء إبراهيم ربه، فبدأ بــ(ربِّ)، ثم (ربنا)، ثم (ربِّ)..فما الغرض من ذلك..؟
 
ما تلا الدعاء بصيغة المفرد قال فيه "رب" وما تلا الدعاء بصيغة الجمع قال فيه "ربنا"
في الآية الأولى (٣٥) اصلها يدعو عليه السلام لنفسه واتبع ذريته عطفا فكانت "ربِّ"
في الآية التالية (٣٦) تابعة للاية التي سبقتها فاستمر السياق تكرارا للمفرد "ربِّ"
اما في الآية (٣٧) فكانت بصيغة الجمع لشمول الذرية في الدعوة فدعوته طلبا لشمول من اسكنهم في الوادي بالعناية الربانية لما يلزم بقائهم هناك من خطر ووحشة فقال "ربنا" ثم اتبعها بسبب اسكانهم والتأكيد على دعوته حين قال "ربنا ليقيموا الصلاة" .
في الآية (٣٨) كانت (ربنا) حيث قال (ما نخفي وما نعلن ) بصيغة الجمع
اما في الاية (٤٠) فكانت افرادا لانه دعى اولا لنفسه وادخل ذريته تاليا فكان اصل دعاؤه مفرداً (رب اجعلني مقيم الصلاة) ثم اتبع بالذرية (ومن ذريتي)
فكانت صيغة الجمع والافراد تبعا لمن يشملهم الدعاء فردا او جمعا والله اعلى واعلم
 
عودة
أعلى