ما تقييمكم لكتاب المدرسة القرآنية؟؟

النجدية

New member
إنضم
15/06/2007
المشاركات
370
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
العالم الإسلامي
بسم الله ...
ما تقييم الأساتذة الكرام لكتاب
( المدرسة القرآنية ) تأليف محمد باقر الصدر
وهو عبارة عن مجموعة دروس في التفسير، ألقاها المؤلف في النجف.
فهل هناك أي مآخذ عليه؟؟و أرجو العناية بأول درسين منه...
و جزاكم الله الجنة
 
النجدية:
خذي هذه الفائدة :
ابن القيم اسمه محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي

ووالده أبو بكر هو قيم الجوزية والجوزية مدرسة كان أبو بكر قيماً عليها وهو في معنى الناظر
وولده محمد هذا ابنه
فيقال: ابن القيم عند التعريف، ويقال ابن قيم الجوزية بالإضافة
ولا يقال: ابن القيم الجوزية

وأما الكتاب ففي كتب أهل السنة غنية عنه
ولا نحب الدخول في مجادلات ربما تخرج عن مقاصد هذا الملتقى الكريم

وقولك (أرجو العناية بأول بابين منه) كأني فهمت منه الترغيب في قراءته
 
ما تقييم الأساتذة الكرام لكتاب
( المدرسة القرآنية )
لو تذكرين " مجملاً " لما يدور عليه موضوع الكتاب وخاصة البابين المشار إليهما لكان الحكم عليه أكثر صواباً ودقة، وإن كان يظهر من خلال اسم مؤلفه ومكان تأليفه مايكون دلالة على " مشربه" فإن صح ذالك فإراحة اليد والقلم أفضل من خط حرف واحد عنه .
والله من وراء القصد .
 
بسم الله...
جزاكم الله خيرا على الفائدة بخصوص (ابن قيم الجوزية)

أولا أقول:
هذا الكتاب كلِّفنا بقراءة أول درسين منه؛ لتحليله، و نقده، فلما أنجزت ما كلفت به، اجتمعت مع زميلاتي في الدراسة؛ لنناقش ما قيدنا؛ فكانت لهن ملاحظات على المآخذ التي كتبتها...
لذلك سارعت لملتقى التفسير -الذي يرحب بأي سؤال كان؛ طالما الهدف أولا و أخيرا طلب العلم، و البحث عن الحق!!- أتساءل عن تقييم الأساتذة لهذا الكتاب؛ ومن أجل ذلك ركزت على أول درسين؛ فنحن طلاب علم و هم خير مرشد لنا!!

و سؤالي لفضيلة الدكتور الجكني: هل من المناسب أن أعرض تلخيصي ونقدي لأول درسين من الكتاب، على الملتقى؟؟؛ بقصد التعلم ،و لأفيد من تقييمكم لي؟؟
و الله من وراء القصد
 
و سؤالي لفضيلة الدكتور الجكني: هل من المناسب أن أعرض تلخيصي ونقدي لأول درسين من الكتاب، على الملتقى؟؟؛ بقصد التعلم ،و لأفيد من تقييمكم لي؟؟
نعم أختي الكريمة:
أرى ذلك مناسباً لمن يريد أن يحكم على الكتاب ويبين ما له وما عليه ، فإدراك الشيء فرع عن تصوره .
وهنا نقطة مهمة وهي :
لو تنقلين كلام المؤلف بنصه دون تدخل منك لا سلباً ولا إيجاباً ، ثم بعد ذلك تذكرين نقدك ووجهة نظرك فهذا ولاغيره هو الصواب .
 
أفكار الدرس الأول:

أفكار الدرس الأول:

بسم الله ...
أسأل الله العون لي و لكم؛ على تبين الحق !

----------------------------------
الدرس الأول كان بعنوان: التفسير التجزيئي و التفسير التوحيدي للقرآن الكريم، ذكر المحاضر أن هناك:
*1-" تنوع في التفسير و اختلاف مذاهبه و تعدد مدارسه و تباين في كثير من الأحيان بين اهتماماته و اتجاهاته: فهناك التفسير الذي يهتم بالجانب اللفظي و الأدبي و البلاغي من النص القرآني. و هناك التفسير الذي يهتم بجانب المحتوى و المعنى و المضمون.و هناك التفسير الذي يركز على الحديث و يفسر النص القرآني بالمأثور عنهم عليهم السلام أو بالمأثور عن الصحابة و التابعين.و هناك التفسير الذي يعتلج العقل أيضا كأداة من عمق التفسير و فهم كتاب الله. و هناك التفسير المتحيز الذي يتخذ مواقف مذهبية مسبقة يحاول أن يطبق النص القرآني على أساسها. و هناك التفسير غير المتحيز الذي يحاول أن يستنطق القرآن نفسه، و يطبق الرأي على القرآن لا القرآن على الرأي إلى غير ذلك..."

2-ثم انتقل للحديث عن أهم اتجاهين برأيه و هما: التجزيئي و التوحيدي أو الموضوعي. فعرَّف الاتجاه التجزيئي:
"نعني بالاتجاه التجزيئي المنهج الذي يتناول المفسر ضمن إطاره القرآن الكريم آية فآية وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف. و المفسر في إطار هذا المنهج يسير مع المصحف و يفسر قطعاته تدريجيا بما يؤمن به من أدوات و وسائل للتفسير من الظهور و المأثور من الأحاديث أو بلحاظ الآيات الأخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم، بالقدر الذي يلقي ضوءا على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الاعتبار من كل تلك الحالات"

3-ثم تحدث عن نشأة التفسير التجزيئي منذ زمن الصحابة و التابعين، حتى انتهى إلى أوسع صورة بأواخر القرن الثالث و أوائل القرن الرابع، بما قدمه الإما الطبري و ابن ماجه...

4-ثم بين هدف هذا الاتجاه في رأيه:
"إنه كان يستهدف فهم مدلول الله و حيث إن فهم مدلول الله كان بالبداية متيسرا لعدد كبير من الناس ثم بدأ اللفظ بتعقد من حيث المعنى بمرور الزمن و ازدياد الفاصلو تراكم القدرات و التجارب و تطور الأحداث و الأوضاع.
من هنا توسع التفسير التجزيئي تبعا لما اعترض النص القرآني من غموض و من شك في تحديد مفهوم الله حتى تكامل في الطريقة التي نراها في موسوعات التفسير حيث إن التفسير يبدأ من الآية الأولى من سورة الفاتحة إلى سورة الناس فيفسر القرآن آية آية؛ لان الكثير من الآيات بمرور الزمن أصبح معناها و مدلولها اللفظي بحاجة إلى إبراز أو تجربة أو تأكيد و نحو ذلك و هذا هو التفسير التجزيئي"

5-و يقول إن حصيلة هذا الاتجاه:
" تساوي على أفضل تقدير مجموعة مدلولات القرآن الكريم ملحوظة بنظرة تجزيئية أيضا، أي أنه سوف نحصل على عدد كبير من المعارف و المدلولات القرآنية، لكن بحالة تناثر و تراكم عددي دون أن نكتشف أوجه الارتباط، دون أن نكتشف التركيب العضوي لهذه المجاميع من الأفكار..."
" و قد أدت حالة التناثر و نزعة الاتجاه التجزيئي إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الإسلامية؛ إذ كان يكفي أن يجد هذا المفسر أو ذاك آية تبرر مذهبه لكي يعلن عنه و يجمع من حوله الأنصار و الأشياع "

6-و منها إلى تعريف الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي، يقول:
"لا يتناول تفسير القرآن آية فآية ...بل يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أوالاجتماعية أو الكونية فيبين و يبحث و يدرس.."

7-يستهدف: "من القيام بهذه الدراسات تحديد موقف نظري للقرآن الكريم و بالتالي للرسالة الإسلامية من ذلك الموضوع من موضوعات الحياة أو الكون"

8-ثم تحدث عن حاجة التفسير الموضوعي للتجزيئي:
"ينبغي أن يكون واضحا أن الفصل بين الاتجاهين ليس حديا على مستوى الواقع العملي و الممارسة التاريخية لعملية التفسير لان الاتجاه الموضوعي بحاجة إلى تحديد المدلولات التجزيئية في الآيات التي يريد التعامل معها ضمن إطار الموضوع الذي يتبناه. كما أن الاتجاه التجزيئي قد يعثر في أثناء الطريق بحقيقة قرآنية من حقائق الحياة الأخرى، و لكن الاتجاهين على أي حال يظلان على الرغم من ذلك مختلفين في ملامحهما و أهدافهما و حصيلتهما الفكرية.و مما ساعد على شيوع الاتجاه التجزيئي للتفسير، و سيطرته على الساحة قرونا عديدة،( النزعة الروائية و الحديثية للتفسير)، حيث أن التفسير لم يكن في الحقيقة و في البداية، إلا شعبة من الحديث بصورة أو بأخرى، و كان الحديث هو الأساس الوحيد تقريبا مضافا إلى بعض المعلومات اللغوية و الأدبية و التاريخية، و كان هو الأساس الوحيد مضافا إلى بعض هذه المعلومات التي يعتمد عليها التفسير طيلة فترة طويلة من الزمن."

9-ثم اعتبر كون التفسير التجزيئي يعتمد على الروايات أنه أمر سلبي :
"و من هنا لم يكن بإمكان تفسير يقف عند حدود المأثور من الروايات عن الصحابة و التابعين و عن الرسول و الأئمة، الروايات التي كانت تثيرها استفهامات عقلية على الأغلب من قبل الناس، ...لم يكن بإمكانه -يعني التفسير التجزيئي -أن يتقدم خطوة أخرى، و أن يحاول تركيب مدلولات القرآن و المقارنة بينها، و استخراج النظرية من وراء هذه المدلولات اللفظية، التفسير كان يطبعه تفسيرا لفظيا، تفسيرا للمفردات لما استبدل من المفردات و شرح بعض المستجد من المصطلحات، و تطبيق بعض المفاهيم على أسباب النزول، و مثل هذه العملية لم يكن بإمكانها أن تقوم بدور اجتهادي مبدع، في التوصل إلى ما وراء المدلول اللغوي و اللفظي، التوصل إلى ألافكار الأساسية التي حاول القرآن الكريم أن يعطيها؛ من خلال المتناثر من آياته الشريفة"

10-ثم قارن بين الداراسات القرآنية و الدراسات الفقهية -التي انتشر بها الاتجاه الموضوعي التوحيدي- فهو يرى:
"بأن الاتجاه الموضوعي خطى بالفقه خطوات نحو التقدم و تطوير الفكر الفقهي، و إثراء الدراسات العلمية في هذا المجال، بقدر ما ساعد انتشار الاتجاه التجزيئي في التفسير على إعاقة الفكر الإسلامي القرآني عن النمو المكتمل و ساعد على إكسابه حاله تشبه الحالات التكرارية، حتى نكاد نقول إن قرورنا من الزمن متراكمة مرت على تفاسير الطبري و الرازي و الشيخ الطوسي لم يحقق فيها الفكر الإسلامي مكاسب حقيقية جديدة،..."

11-و شرع يبين السر في هذه الإعاقة التي يسببها الاتجاه التجزيئي:
"أولا لأن المفسر التجزيئي دوره على الأغلب سلبي؛ فهو يبدأ أولا بتناول النص القرآني المحدد آية مثلا، أو مقطعا قرآنيا دون أي افتراضات أو طروحات مسبقة، و يحاول أن يحدد المدلول القرآني على ضوء ما يسعفه به اللفظ مع ما يتاح له من القرائن المتصلة و المنفصلة، العملية في طابعها العام، عملية تفسير نص معين و كأن دور النص فيها دور المتحدث و دور النفسر هو الإصغاء و التفهم، و هذا ما نسميه بالدور السلبي. المفسر هنا شغله أن يستمع لكن بذهن مضيء بفكر صاف، بروح محيطة بآداب اللغة و أساليبها، في التعبير بمثل هذه الروح، بمثل هذه الذهنية و بمثل هذا الفكر...فهو ذو دور سلبي و القرآن ذو دور إيجابي"

12-أما حال المفسر بالإتجاه الموضوعي:
"يطرح بين يدي النص موضوعا جاهزا مشربا بعدد كبير من الأفكار و المواقف البشرية؛ و يبدأ مع النص القرآني حوارا سؤال و جواب،المفسر يسأل و القرآن يجيب على ضوء الحصيلة التي استطاع أن يجمعها من خلال التجارب البشرية الناقصة...فيجلس بين يدي القرآن الكريم، لا يجلس ساكتا ليستمع فقط بل يجلس محاورا، يجلس سائلا و مستفهما و متدبرا ؛فيبدأ مع النص القرآني حوارا حول هذا الموضوع"

13-ثم يقارن في ضوء هذا بين الاتجاهين:
"فهنا يلتحم القرآن بالواقع -في التفسير الموضوعي- يلتحم القرآن مع الحياة؛ لأن التفسير يبدأ من الواقع و ينتهي إلى القرآن، لا أنه يبدأ من القرآن و ينتهي بالقرآن -كما في الاتجاه التجزيئي -؛ فتكون عملية منعزلة عن الواقع منفصلة عن تراث التجربة البشرية، بل هذه العملية تبدأ من الواقع و تنتهي بالقرآن، بوصفه القيم و المصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات الربانية بالنسبة إلى ذلك الواقع"

14-ثم يشير إلى عطاء القرآن الذي لا ينفذ:
"هذا العطاء الذي لا ينفذ للقرآن هذه المعاني التي لا تنتهي للقرآن، التي نص عليها القرآن نفسه، و نصت عليه أحاديث أهل البيت عليهم الصلاة و السلام ،هذه الحالة من عدم النفاذ، تكمن في هذا المنهج، منهج التفسير الموضوعي؛ لاننا نستنطق القرآن و أن في القرآن علم ما كان..."

كتاب المدرسة القرآنية، محاضرات محمد باقر الصدر، دار النعارف للمطبوعات بيروت.ط 2، سنة 1981م

**رقمتُ الفقرات ليسهل التعليق عليها- إن شاء الله -
يتبع -بعون الله-أبرز أفكار الدرس الثاني، و الملاحظات =
 
أترك التعليق للمشايخ المختصين العالمين بدقائق ودلالات هذا الكلام كله ، لكن استوقفتني الجملة :
و هناك التفسير الذي يركز على الحديث و يفسر النص القرآني بالمأثور( عنهم عليهم السلام) أو بالمأثور عن الصحابة و التابعين
فهي ذات دلالات واضحة للمنهج والمشرب لدى المؤلف .
والله أعلم .
 
الدرس الثاني...

الدرس الثاني...

بسم الله...
و في الدرس الثاني تابع المؤلف بيان الفروق بين التفسير التجزيئي - كما سماه - و بين التفسير الموضوعي، و قال:
الفارق الرئيسي الأول هو الوضوعي يبدأ بالواقع الخارجي بحصيلة التجربة البشرية يتزود بكل ما وصلت إلى يده من حصيلة هذه التجربة و من أفكارها و من مضامينها،ثم يعود إلى القرآن ليحكم القرآن، و يستنطقه، و يكون دوره دور المستنطق و دور الحوار و يكون للمفسر دورا إيجابيا أيضا.
و صاغ هذا بخلاصة قائلا:
"فهنا الابتداء بالتفسير الموضوعي يكون من الواقع و يعود إلى القرآن الكريم، بينما التفسير التجزيئي يبدأ من القرآن و ينتهي إلى القرآن ليس فيه حركة من الواقع إلى القرآن...يبدأ بالقرآن و بنتهي بالقرآن.."
ثم بين الفرق الآخر بينهما؛ مختصره أن الوضوعي هدفه الرئيس هو إيجاد النظرية التي تعبر عن الموقف القرآني تجاه موضوع من موضوعات الحياة العقائدية، الاجتماعية، الكونية.
ثم بين سبب تسميته بالموضوعي بناء على الفارق الأول:
"لأنه يبدأ من الموضوع الخارجي و ينتهي إلى القرآن الكريم"
و سمي توحيديا:
"لأنه يوحد بين التجربة البشرية و القرآن
أما على أساس الفرق الثاني، فسمي موضوعيا؛ لأنه يختار مجموعة من الآيات تشترك في موضوع واحد، و توحيديا لأنه يوحد بين هذه الآيات، ضمن مركب نظري واحد.
و أشار إلى ضرورة تجذر الاتجاه الموضوعي في ميدان التفسير؛ بحيث يشمل كل مسائل الحياة، و أن يغوص فيه المسلم إلى أعماق القرآن؛ ليستنبط هداياته، و نظرياته.
ثم نص على أفضلية الموضوعي بهذه الفروق على التجزيئي بقوله:
"تبينت عدة أفضليات تدعو إلى تفضيل المنهج الموضوعي في التفسير على المنهج التجزيئي في التفسير ...لأنه أوسع أفقا و أكثر عطاء باعتبار أنه يتقدم خطوة على التفسير التجزيئي كما أنه قادر على التجدد باستمرار، على التطور و الإبداع باستمرار؛ باعتبار أن التجربة البشرية تغني التفسير بما تقدمه من مواد"
و بعد أن بين حاجتنا إلى إيجاد نظريات تبين لنا موقف القرآن الكريم من المسائل التي تواجهنا في حياتنا، قال:
"إذن فالتفسير الموضوعي في مقام هو أفضل الاتجاهين في التفسير إلا أن هذا لا ينبغي أن يكون المقصود منه الاستغناء عن التفسير التجزيئي، هذه الأفضلية لا تعني استبدال اتجاه باتجاه و طرح التفسير التجزيئي رأسا و الأخذ بالتفسير الموضوعي، إنما إضافة اتجاه لاتجاه...يعني افتراض خطوتين خطوةهي التفسير التجزيئي، و خطوة هي التفسير الموضوعي"

هذه فحوى الدرس الثاني، و رجائي من الأخوة الأفاضل، ممن يستطيع تحميل الكتاب على صفحات الملتقى؛ أن يفعل -مشكورا-لتكمل الفائدة!!
أما عن المآخذ التي قيدتها على الدرسين:
1-رأيت أن المؤلف وقع في تناقض مع ذاته؛ فهو بالبداية حمل على الاتجاه التجزيئي و بالغ في ذمه، ثم طالب بضمه إلى الموضوعي، و من هنا لاحظت:
2-أن حقيقة الاتجاهين ليست واضحة في ذهن المؤلف؛ فإن الموضوعي يحتوي في صلبه على الاتجاه التجزيئي، أو التحليلي كما نسميه، و هذا عليه مأخذ آخر:
3-فهو سماه بالتجزيئي، و هو لفظ يوحي للسامع -غير المتخصص بالتفسير - أن هذا النوع مفكك، مجزء، لا ترابط بين أجزائه !!
4-ولم أجد هناك ترتيبا بالأفكار، أو تسلسلا، و كثيرا ما كان يعيد الكلام... فاعترضت عليّ زميلاتي، بأني حملت على المؤلف، و لم أراعي أنه يلقي المحاضرة إلقاءً !!

و بعد...
فإني أترك هذين الدرسين؛ للنظر...فالكتاب هذا يحتوي على (14) محاضرة، وعلمت أن كثيرا من الطلاب يقرأونه؛ و-من وجهة نظري المتواضعة-أرى أن الواجب تنبيه طلاب العلم إلى المزالق؛ حتى لا يقعوا فيها!!...
و لكم الأجر العظيم -إن شاء الله-

ننتظر تعليقاتكم -بورك بكم-
 
بسم الله...
هل من تعليق (ولو بسيط) من أفاضل هذا الملتقى المبارك؟؟؟
ودمتم خير مرشد وموجه!
ومن الله وحده التوفيق...
 
انا اقول اختي الكريمه من تقصدين بطلاب العلم الذين يقرأونه ومن الذي ارشدكم لقراءة هذا التفسير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اولا : واضح من الكلام الذي نقلتيه اتجاه المؤلف العقدي

ثانيا : يميل الكاتب إلى الكلام الفلسفي الذي تعجب به الفرق الضاله

ثالثا : فحوى كلام المؤلف هو ان نعزف عن التفسير بالمأثور ونقبل على التفسير الموضوعي وهذا لا يقول به إلا من أشرب بغض السلف

رابعا : كيف نجعل من التجربه البشرية معينا نستقي منه المعلومات ثم نرجع إلى القران ليكون محكوما بهذه التجربه


هذه امور ذكرتها على عجاله وأرجو توضيح الامر وإعطاء نبذه عن عقيدة المؤلف ومنهجه حتى يتبين الامر
 
بسم الله ...
بداية أشكر مروركم الكريم، وأسأل الله أن يجزيكم خيرا!!
** الأخ الفاضل
إنك لتجد مِن الأساتذة مَن ينصح تلاميذه بقراءة بعض الكتب التي تحتوي على أفكار منحرفة؛ بُغية أن ينقدها الطالب، ويحاكمها بناء على القواعد العلمية التي درسها، وتلقاها؛ ولينمي مَلَكَة النقد فيهم -وهذا مقصد نبيل! -... ولكن قد يفوت هذا الأستاذ أن يُفرد ساعة من وقته؛ ليناقش فيها الأفكار التي عجت بها تلك الكتب، والتي تنوعت حولها آراء الطلبة؛ بين مقبل على أفكارها متبن لها، وبين رافض!! -فهم متفاوتون في مقدار تمكنهم من العلم ورسوخهم فيه-
لهذا عرضت ما عرضت، وسألتكم الإرشاد...
فنحن نعلم بأنه من الضروري غربلة كل ما يدخل على عقولنا، ووزنه بميزان الكتاب والسنة...
وجزاكم الله خيرا أخي؛ على هذه الملاحظات القيمة.
 
الأخت الكريمة

جميل ما يقوم به المشرفون من توجيه الطلاب لممارسة الدراسات النقدية.

من الخطورة بمكان أن نجعل أقوال الأئمة عند الشيعة كأحاديث الرسول عليه السلام.

فكيف بنا إذا علمنا أن اهتمام الشيعة بالسند جاء متأخراً ومتأثراً بما عند أهل السنة.

ومعلوم أن محمد باقر الصدر هو من علماء الشيعة الذين يؤمنون --والعياذ بالله--

بعصمة الأئمة ابتداء بعلي رضي الله عنه وانتهاء بمحمد بن الحسن العسكري، والذي

لم يولد قط، وهو عندهم غائب منتظر.

يبدو أن الكاتب يريد أن يدمج بين الموضوعي والتجزيئي وهذا أمر محمود. وعندما

يذكر الكاتب سلبيات التجزيئي لا يعني أنه يرفضه، وكذلك الأمر عندما يلمح إلى سلبيات

الموضوعي. ومن هنا كان الدمج بين الاثنين محمودا.
 
بعض الذين كتبوا في التفسير الموضوعي تطرقوا لهذا الكتاب، باعتباره أحد الكتب التي تطرقت لنظرة جديدة وخاصة في تعريف التفسير الموضوعي(1).

فالمشهور أن للتفسير الموضوعي ثلاثة طرق:
* التفسير بالنظر إلى موضوع معين في كل سور القرآن.
* التفسير بالنظر إلى لفظة معينة جاءت في القرآن على أنحاء متعددة في المعنى.
* التفسير بالنظر إلى موضوع معين من خلال سورة معينة.

لكن المؤلف في كتابه المذكور يعتبر أن الأنواع الثلاثة السابقة لا تخرج عن التفسير التجزيئي، فتفسير الألفاظ القرآنية و دراسة حديث القرآن عن موضوع معين =كلها بنظره تدخل في التفسير التجزيئي ولا ترتقي إلى كونها من التفسير الموضوعي.

فالتفسير الموضوعي عنده هو اختيار موضوع معين، وجمع كل ما يمكن جمعه من معطيات علمية وحياتية تختص بالموضوع المختار، وتقديم ما يمكن تقديمه من حلول لمشكلاته، ثم النظر في حديث القرآن عنه، وما يتفق فيه مع ما وصلنا إليه وما يختلف معه.

وأعتقد أن النظر إلى الكتاب من ناحية حديثه عن تعريف التفسير الموضوعي كمنهج بحث =هو الأولى من النظر إلى المعلومات التفصيلية التي قد لا نتفق معه فيها.
كما أتوقع أن هذا هو سبب إعطاء الكتاب للطالبات للنظر فيه وتلخيصه، وهو سبب وجيه في نظري، فالكتاب فعلا يحتاج إلى قراءة تحليلية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهم الباحث أحمد عبادي، في كتابه: مفهوم الترتيل في القرآن الكريم: النظرية والمنهج، وقد تم التعريف به هنا
 
الأخت النجدية بارك الله فيك ..
لا بأس أبداً في طرح أفكار الكتاب ومناقشتها هنا في الملتقى وتقييم ما ذكره بعدل وإنصاف ..
والكتاب يعتمد عليه عدد من الكتاب في التفسير الموضوعي فينقلون منه تقسيمه للتفسير الموضوعي باعتباره من الكتب التي تحدثت بداية عن هذا الموضوع.
ومؤلف الكتاب من علماء الشيعة كما هو معروف ولهم عناية بالتفسير الموضوعي ، ولكن يمكن الوقوف مع أبرز ما تفضلت بنقله فيما يلي :

1- تسميته للتفسير الذي درج عليه الأئمة بالتفسير التجزيئي تسمية جديدة من المؤلف، وهو ما يعبر عنه غيره من الكتاب بالتفسير التحليلي . وفي نظري أن تسميته بالتجزيئي بحاجة إلى إعادة نظر ، وسبب ذلك:
أ ـ أن التجزيء ليس مطابقاً لعمل الأئمة رحمهم الله أثناء التفسير ، أي أن عملية التفسير ليست تجزيئاً للآيات، فالقرآن بطبيعته مجزءاً وتفسيرهم بحسب ترتيب المصحف هو الأمر الطبيعي ، كما فعل شراح الحديث النبوي مع كتب الحديث المسندة كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما فإنهم شروحها كما هي بترتيبها . ففعل المفسرين كان على الأصل . والتجزيء ليس من عملهم ، وإنما يُعد ذلك تجزيئاً لو أنهم فسروا بعض سورة ثم تركوها لسورة أخرى ثم عادوا للسورة الأولى فهنا يقع التجزيء .
لذلك فإن التعبير بالتحليلي أنسب لأنه يدل على استعمالهم التحليل عند تفسير الآية . وهو ما فعلوه في كتبهم .
ب ـ أن المفسرين رحمهم الله قد يجمعون بين بعض الآيات ذات الموضوع الواحد أثناء تفاسيرهم وهذا يناقض ما ذكره من التجزئء وهي بدايات للتفسير الموضوعي الذي أشار إليه .

2- كذلك تسميته للتفسير الموضوعي بالتوحيدي ، هو اصطلاح جديد من المؤلف ، وهو ذو دلالة غير مطابقة أيضاً على المطلوب . فتوحيد الآيات ذات الموضوع الواحد قد يسمى توحيدي ، وكذلك النسبة قد تصح لآيات التوحيد والعقيدة.

3- الحقيقة أن المبالغة في مدح التفسير الموضوعي على حساب التفسير التحليلي أمرٌ لا يُسَلَّم للمؤلف ، ومن ذلك الزعم بأن التفسير التحليلي لم يقدم للأمة فكراً أو إبداعاً كمثل قوله :

أ ـ ( و مثل هذه العملية لم يكن بإمكانها أن تقوم بدور اجتهادي مبدع، في التوصل إلى ما وراء المدلول اللغوي و اللفظي، التوصل إلى ألافكار الأساسية التي حاول القرآن الكريم أن يعطيها؛ من خلال المتناثر من آياته الشريفة ).

فهل ما حاول القرآن أن يعطيه من الأفكار الأساسية قد غاب عن المفسرين ، بل عن الصحابة رضي الله عنهم الذين عُنوا بمهمات الأمور وركائزها ، ثم ما الأفكار الأساسية التي أبرزها التفسير الموضوعي وقد غابت عن جمهور المفسرين .

ب ـ وقوله : ( و قد أدت حالة التناثر و نزعة الاتجاه التجزيئي إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الإسلامية؛ إذ كان يكفي أن يجد هذا المفسر أو ذاك آية تبرر مذهبه لكي يعلن عنه و يجمع من حوله الأنصار و الأشياع ).

فهل كان التفسير التحليلي أو التجزيئي على اصلاح المؤلف سبباً في تلك الفرقة ، كيف يقع ذلك وأولئك المفسرين من جميع المذاهب يمرون على جميع آيات القرآن تفسيراً وتحليلاً فما يجده المفسر موافقاً لمذهبه ـ إن كان باطلاً ـ سيأتي في موطن آخر ما يرده ويبطله ويبين المذهب الصحيح الذي يجب اعتقاده ، ولا شك أن السبب الرئيس في ذلك لا يعود إلى التفسير بهذه الطريقة بل إلى أمور أخرى منها : تقديم الاعتقاد على الاستدلال ، والعقل على النقل ، والسير على المذاهب المنحرفة في التعامل مع النصوص كالمذهب التأويلي والباطني والحرفي ، وغير ذلك من الأسباب ، ومما يدل على أن التفسير التحليلي ليس سبباً في ذلك أن كل تلك المذاهب تذكر الآيات الموافقة لها وتستدل بها على اعتقادها ، ثم تذكر ما يعارضها من الآيات وتأولها أو تبين الوجه الصحيح في تفسيرها عندها ، ويمكن النظر في تفسير الكشاف للزمخشري كيف يستدل على مذهبه بآيات كثيرة ، ثم يمر على ما يخالفه فيأوله .

ج ـ قوله : ( و من هنا لم يكن بإمكان تفسير يقف عند حدود المأثور من الروايات عن الصحابة و التابعين و عن الرسول و الأئمة، الروايات التي كانت تثيرها استفهامات عقلية على الأغلب من قبل الناس، ...لم يكن بإمكانه -يعني التفسير التجزيئي -أن يتقدم خطوة أخرى، و أن يحاول تركيب مدلولات القرآن و المقارنة بينها، و استخراج النظرية من وراء هذه المدلولات اللفظية، التفسير كان يطبعه تفسيرا لفظيا، تفسيرا للمفردات لما استبدل من المفردات و شرح بعض المستجد من المصطلحات، و تطبيق بعض المفاهيم على أسباب النزول ).

لا شك أن مثل هذا الحديث في الحط من قيمة التفسير الوارد عن الأئمة والذي اصطلح عليه بالتفسير التحليلي؛ غير مقبول.
وليت المؤلف بين لنا معنى العبارات التي ذكرها : ( تركيب مدلولات القرآن ) ، ( المقارنة بينها ) ، ( استخراج النظرية من موراء تلك المدلولات اللفظية ) ، ( تفسيراً لفظياً ) ... الخ ، فكل هذه العبارات الكبيرة لا نجد تحتها كبير أثر ولا معنى ، قد جاد به التفسير الموضوعي وخلا منه التفسير الوارد عن الأئمة والمصطلح عليه بالتفسير التحليلي.

د ـ قوله : ( بقدر ما ساعد انتشار الاتجاه التجزيئي في التفسير على إعاقة الفكر الإسلامي القرآني عن النمو المكتمل و ساعد على إكسابه حاله تشبه الحالات التكرارية، حتى نكاد نقول إن قرورنا من الزمن متراكمة مرت على تفاسير الطبري و الرازي و الشيخ الطوسي لم يحقق فيها الفكر الإسلامي مكاسب حقيقية جديدة ).

وهذا كما سبق في الحط من شأن التفسير التحليلي ، واستعمال العبارات الفكرية ( الفخمة ) في بيان قيمة التفسير الموضوعي على حساب التفسير التحليلي ، ويمكن بيان ما يؤخذ على هذا القول بما يلي :
(1) ـ سياق كلامه كان في أثر التفسير الموضوعي في بيان الفقه حيث قال : ( بأن الاتجاه الموضوعي خطى بالفقه خطوات نحو التقدم و تطوير الفكر الفقهي، و إثراء الدراسات العلمية في هذا المجال ) . والسؤال أين تلك الخطى وفي أي كتب التفسير الموضوعي ؟، خصوصاً إذا كنا نعد كتب أحكام القرآن كلها كتب تفسير تجزيئي على اصطلاح المؤلف فهي تفسير القرآن بحسب ترتيبه .
(2) ـ كيف كانت إعاقة الفكر الإسلامي في عهد تلك الكتب وكثير من مؤلفيها هم رموز الحضارة الإسلامية فكراً وعلماً وإبداعاً ، وكتب الطبقات شاهدة على ذلك .
(3) ـ ما المكاسب الحقيقة الجديدة التي خلت منها تلك القرون وساعد التفسير الموضوعي على اكتسابها.
والمأخذ على هذه العبارات هو تلك النبرة العالية في تفخيم التفسير الومضوعي على حساب التفسير التحليلي ـ الذي هو عمل غالب المفسرين ـ وكأنه المخرج من كل مصائب الأمة وأزماتها .

هـ ـ ( أولا لأن المفسر التجزيئي دوره على الأغلب سلبي؛ فهو يبدأ أولا بتناول النص القرآني المحدد آية مثلا، أو مقطعا قرآنيا دون أي افتراضات أو طروحات مسبقة... فهو ذو دور سلبي و القرآن ذو دور إيجابي ).
و ـ ( يطرح بين يدي النص موضوعا جاهزا مشربا بعدد كبير من الأفكار و المواقف البشرية؛ و يبدأ مع النص القرآني حوارا سؤال و جواب،المفسر يسأل و القرآن يجيب على ضوء الحصيلة التي استطاع أن يجمعها من خلال التجارب البشرية الناقصة...فيجلس بين يدي القرآن الكريم، لا يجلس ساكتا ليستمع فقط بل يجلس محاورا، يجلس سائلا و مستفهما و متدبرا ؛فيبدأ مع النص القرآني حوارا حول هذا الموضوع).
ز ـ ( فهنا يلتحم القرآن بالواقع -في التفسير الموضوعي- يلتحم القرآن مع الحياة؛ لأن التفسير يبدأ من الواقع و ينتهي إلى القرآن، لا أنه يبدأ من القرآن و ينتهي بالقرآن -كما في الاتجاه التجزيئي -؛ فتكون عملية منعزلة عن الواقع منفصلة عن تراث التجربة البشرية، بل هذه العملية تبدأ من الواقع و تنتهي بالقرآن، بوصفه القيم و المصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات الربانية بالنسبة إلى ذلك الواقع ).
ومثل هذه العبارات فلسلفية أكثر من كونها علمية .
والله أعلم ..
10/10/1429هـ
 
بسم الله...
الأساتذة الأفاضل،
أشكركم جزيل الشكر على مروركم الكريم!!
وإنني -بصراحة- ترددت كثيرا في إعادة هذا الموضوع لصفحات الملتقى الرئيسة...
ولكني -الآن- أحمد الله تعالى أن يسر لي، وأكرمني بهذه المشاركات والملاحظات، التي علمتني أساليبا من النقد الدقيق؛ الناشئ عن تفكر عميق...
فأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم يوم الحساب!
وإلى الأخ الفاضل محمد فال:
الكتاب لم أعرف له رابطا على الشبكة الإلكترونية؛ وإنما صورت نسختي منه تصويرا؛ لذلك ناشدت من يقتنيه على جهازه أن يعرضه؛ للتحميل!
ولكن ما من مجيب...
والله المستعان!
 
بعد الإذن من الأخ الكريم فهد اقول:

لا نستطيع تسمية تفسير المفسرين القدماء بأنه تحليلي، لأنه يقوم بتفسير معاني الألفاظ

من غير مراعاة الربط مع السياق والخروج بمعاني مستنبطة من النص.

تفسير آيات الأحكام هو من قبيل التفسير الموضوعي والتحليلي.

قلة من المفسرين درجت على تفسير القرآن بالقرآن، ومعلوم أن ابن كثير هو من أشهر

من فعل ذلك.

علينا أن نعترف بأن المفسرين القدماء - في معظمهم- قد كرروا أقوال بعضهم البعض،

والمبدعين منهم قلة. فالبقاعي مثلاً تميّز في الربط بين الآيات، وبين فواتح السور

وخواتيمها، وبين السور. واستفاد كثيراً من الحرالي.

تشخيص المشكلة لا يعني الحط من منزلة المفسرين الكرام، ويبقى لهم السبق، بل لا

يمكننا أن نبدع حتى نستند إلى جهدهم المبارك. وكأني بهم يفخرون بمن يستدرك

عليهم ويكمل مسيرتهم. ومن هنا لا داعي للتحسس.
 
ما ذكره الشيخ فهد في النقطة الثالثة هو في نظري أهم ما يؤخذ على المؤلف في هذا الكتاب.

فتعظيم أمر التفسير الموضوعي -بالطريقة التي يريدها لمؤلف- على حساب التجزيئي يعطي مجالا واسعا لمن أراد الخروج بتفسير مخالف لما فسره سلف الأمة.
وأقصد بالمخالفة: المناقضة لأقوالهم برأي لا يعتمد إلا على العقل والهوى أو على نصوص موضوعة لا يعتد بها عند المحققين.

ولذا فإن التفسير الموضوعي كما يريده المؤلف يكون سلاحا ذو حدين بحسب من يستخدمه.
 
لا نستطيع تسمية تفسير المفسرين القدماء بأنه تحليلي، لأنه يقوم بتفسير معاني الألفاظ

من غير مراعاة الربط مع السياق، والخروج بمعاني مستنبطة من النص.
.

بسم الله...
أستميحكم عذرا في إيراد هذا التعليق -مع أنه ليس مثلي من له الحق بالتعليق على ما تفضلتم به- جزاكم الرحمن خيرا، وأكرمكم:
إن المفسرين الأوائل؛ منذ زمن شيخ المفسرين الإمام الطبري مرورا بالإمام الزمخشري، والرازي، وأبي السعود العمادي والآلوسي... -رحمهم الله رحمة واسعة-
كانوا آخذين بعين الاعتبار ارتباط السياق القرآني بنظم الألفاظ القرآنية، وهذا أدركته جليا من خلال دراستي؛ وتتبع عنايتهم بالسياق في تفاسيرهم.
فكيف لنا أن نقول هذا في حق أئمتنا الأفاضل -رحمهم الله وغفر لهم-؟
فأرجو التنبيه إن جانبت الصواب!

وفيما يلي كلام طيب للإمام الغماري -رحمه الله- قرأته أمس؛ وآثرت أن أنقله بتمامه؛ للإفادة، يقول:
" يجب على المتصدي لتفسير القرآن الكريم أن يتجرد من الآراء المذهبية، ويوطن نفسه على تقبل ما تفيده الآية، وتدل عليه، ويرجع عما كان يراه أو يعتقده بخلافها؛ لأن القرآن حجة الله على خلقه، وعهده إلى عباده، إليه يتحاكمون، وعن حكمه يصدرون، ولا يجوز له أن يتمحل في تأويل الآية، ويتطلب الوجوه البعيدة في الإعراب، أو يحملها على المعاني التي لا تتفق مع سياقها؛ أو سبب نزولها؛ لفيد رأي فلان، أو عقيدة فلان، فإن هذا تحريف لكلام الله تعالى، وتغيير لمعانيه، وهو منشأ بدع التفاسير..."
**الغماري، عبد الله محمد الصديق؛ بدع التفاسير (1385ه)ط1، مكتبة القاهرة، مصر. ص11.
والله الموفق...
 
الأخت الكريمة النجدية

لو قارنا التفاسير القديمة بتفسير الظلال مثلا من حيث مراعاة السياق، ماذا سنجد؟

ولو قارنا بتفسير الأساس لسعيد حوى ومراعاته لسياق الآيات ومناسبة السور؟

هذا تطور طبيعي في طرائق تناول النص الكريم، ولا علاقة لذلك بفضل العلماء الذين

لهم فضل السبق. ومعلوم أنّ القرون الأخيرة هي قرون الانفجار المعرفي والمفاجآت

قادمة والقرآن لا تنقضي عجائبه.
 
الأخ الكريم أبا عمرو البيراوي .. أشكر لك مداخلتك .. والتي قلت فيها :

بعد الإذن من الأخ الكريم فهد اقول:

لا نستطيع تسمية تفسير المفسرين القدماء بأنه تحليلي، لأنه يقوم بتفسير معاني الألفاظ

من غير مراعاة الربط مع السياق والخروج بمعاني مستنبطة من النص.

ينبغي لنا قبل أن نطلق اسم التفسير التحليلي على عمل المفسرين ، أن نعرف ما ذا يراد بهذا المصطلح ، والمصطلحات العلمية من أهم المسائل التي عني العلماء بضبطها وتحريرها ، فليس إطلاق اسم التفسير التحليلي أو عدمه مجرد رأي ، وإنما هو نظرٌ في حدود التعريف ومعرفة مدى انطباقه على عمل المفسرين ـ هذا مع كون هذا المصطلح لا يزال حديثاً وبحاجة إلى مراجعة ـ .
وقد عرّف عدد من المؤلفين التفسير التحليلي :
يقول الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد : " التفسير التحليلي : وهو الذي يتبع فيه المفسر ترتيب المصحف ، فيشرح جملة من الآيات ، أو سورة ، أو القرآن كله على نمط الموضعي، ويبين ما يتعلق بكل آية من : مناسبتها ، وسبب نزولها ، ومفرداتها ، ونحو ذلك مما يتقرر به معناها ". [ المدخل إلى التفسير الموضوعي : 16 ].

ويقول الدكتور صلاح الخالدي : " التفسير التحليلي : حيث يقف المفسر أمام كلِّ آية ، ويقوم بتحليلها تحليلاً موسعاً مفصَّلاً ، ويتحدث أثناء التحليل عن مختلف الموضوعات والمباحث والمسائل ، في العقيدة واللغة والنحو والبلاغة ، وفي الروايات والأخبار والقراءات ، وفي الأحكام والتشريعات ، وفي الخلافيات والمناقشات والأدلة والبراهين". ثم ضرب أمثلة ذلك بتفسير الزمخشري والبيضاوي والنسفي وابن جزي الكلبي وابن كثير وابن عطية وأبي السعود والقاسمي والطبري والرازي والآلوسي والبقاعي وابن عاشور ثم قال : " ويجمع بين هذه التفاسير كلها ، أنها تفاسير تحليلية ، على اختلاف مناهجها والمدارس التي انتمى لها مفسِّروها ". [ التفسير الموضوعي: 27 ـ 28 ].
فأنت تجد بارك الله فيك أن من كتب في التفسير الموضوعي قد أدرج التفاسير السابقة في التفسير التحليلي ، فإخراجك لهذه الكتب عن هذا اللون من التفسير بحاجة إلى تأمل .
كما أن الخلاف ليس في دخولها أو خروجها من هذا النوع من التفسير وإنما في جعل التفسير الموضوعي في مقابلها ، ثم بيان فضله عليها ، والتقليل من شأنها .

وأما ما ذكرته من أن تلك التفاسير لم تراعِ السياق ولم تخرج بمعانٍ مستنبطة من النص، فلا أدري أهو من استقراء لتلك الكتب أو مجرد رأي ، لأنني أجد كثيراً من تلك العناية في كتب المفسرين السابقين وقد كُتبت دراسات في هذا الباب ..
أسأل الله التوفيق والسداد والله أعلم ..
12 / 10 / 1429هـ
 
السادة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزيتم عن القرآن خيرا.
اطلعت على محاضرات التفسير الموضوعي نصا وصوتا وهي متوفرة على الانترنيت. ووجدت اخطاء وأغلاطا كثيرة في المطبوع حين قارنت بين المحاضرة الصوتية للمؤلف وبين النص المفرغ المطبوع. هذا
وقد دققت السمع والنظر لأفهم مراد المؤلف من التجزيئي والموضوعي وهل أضاف شيئا جديدا بالنسبة للموضوعي او التوحيدي كما اصطلح عليه بداية ثم استقر على الموضوعي كاصطلاح؟
وجدته يقترح اتجاها جديدا في التفسير ولكنه يعتمد أساسا على التجزيئي (= التحليلي ). أكد في محاضراته الاولى والثانية أن الموضوعي يبنى على التجزيئي ولا يمكن اتخاذ طريق اخر غير ذلك.
اقول: لا يعني تفسير القرآن موضوعيا إبداع تفسير جديد لا يعتمد على المأثور. كيف وفي ذلك خطر الانزلاق في التفسير بالرأي.
فهمت منه ان الموضوعي هو حركة من الواقع الى القران. يأتي المفسر الى القران محملا بالأسئلة ويستنشق القرآن. واستشهد بكلام لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه وهو( فأستنطقوه).
نريد ان نعرف رأي القرآن في المذهب الاقتصادي. او النبوة او سنن التاريخ نجلس امام القرآن ونسأل وسنجد الجواب بلا شك لان فيه حكم لكل واقعة.
اقول: هذا لا يعني ان نهمل الفكر التفسيري لعلماء الاسلام منذ ابن عباس رحمه الله الى اخر مفسر معاصر. بل على العكس فان الموضوعي يمر بمرحلة تجميع الآيات المرتبطة بموضوع واحد ثم تفسير تلك الآيات أية أية على طريقة التجزيئي ( = التحليلي). ولابد من الرجوع الى تفاسير السلف في هذه المرحلة. ثم تبدأ مرحلة الربط بين جميع تلك الآيات لاستخراج رأي القرآن حول الموضوع اي الخروج بنظرية متكاملة. ومما لا شك فيه ان التفسير التجزيئي لا يوفر هذه الإمكانية ولا يستهدف ذلك لانه يهدف الى بيان المراد من الآيات معزولة عن ما يشبهها في السور الاخرى ولو استعان بآية من سورة اخرى فانه لا يقصد اكثر من عملية الفهم التي يمارسها التناص الأدبي. مثال ذلك في قوله تعالى :( اهدنا الصراط المستقيم) حين يذهب المفسر الى قوله تعالى :( اؤلئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين...) فهو بهذا الإجراء انما يقوم بإضائة ما في الآية الاولى من خلال الآية الثانية ولكنه لا يقوم باستخراج نظرية في الهداية لان ذلك لم يكن في نيته اول الامر ولم يكن ذلك مقصودا أولا وبالذات. اما المفسر الموضوعي فان هدفه أساسا ( بحسب الصدر) ان يستخرج رأي القرآن حول موضوع من مواضيع الحياة وبالتالي استخراج نظرية قرآنية متكاملة بمرور الزمان وتنامي هذا النوع من الممارسة التفسيرية.
وهذا تماماً ما حصل للفقه ولكنه لم يحصل للقران. فقد قسم الفقه الى أبواب وتنامى بمرور الايام وجهود العلماء الاعلام رحمهم الله أجمعين. باب الجعالة وباب النكاح وباب المساقات وباب المضاربة وهكذا.
 
عودة
أعلى