ما الأقوى : دلالة الإجماع أم دلالة السياق ؟ تأمل هذا المثال

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
قرأت في أحكام القرآن لابن العربي المالكي ما نصه :

(قوله تعالى : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } . فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : قال المفسرون بأجمعهم : أقسم الله هنا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا له ، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون . قالوا : روي عن ابن عباس أنه قال : " ما خلق الله وما ذرأ ولا برأ نفسا أكرم عليه من محمد ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره " .
وهذا كلام صحيح ، ولا أدري ما الذي أخرجهم عن ذكر لوط إلى ذكر محمد ، وما الذي يمنع أن يقسم الله بحياة لوط ، ويبلغ به من التشريف ما شاء ؛ فكل ما يعطي الله للوط من فضل ويؤتيه من شرف فلمحمد ضعفاه ؛ لأنه أكرم على الله منه . أولا تراه قد أعطى لإبراهيم الخلة ، ولموسى التكليم ، وأعطى ذلك لمحمد ، فإذا أقسم الله بحياة لوط فحياة محمد أرفع ، ولا يخرج من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذكر لغير ضرورة . )



فماذا يفهم من كلامه هذا ؟؟
 
يا اخ ابو مجاهد جزاك الله خيرا على ما تتحفنا به من فوائد

ولكني تأملت كلام ابن العربي ولي سؤال وهو:

انه ذكر لوط عيه السلام وما ادري ما علاقة لوط بهذا الكلام

وشكرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الآية وردت ضمن سياق قصة لوط عليه السلام في سورة الحجر .
 
أما القسم بالنبي فهذا لا يتعارض مع السياق و لكن كون المقسم به قومه الذين في سكرتهم يعمهون و في سكرتهم يترددون ففيه غرابة لا تخفى على أحد !!

و الله أعلم .
 
الأخ الفاضل أبا مجاهد ..
أما أصل المسألة فلا شك أن الإجماع أقوى الأدلة إن صح ...
لكن المثال المذكور هنا لا بد من تحرير أمور فيه :
1- هل دلالة السياق هنا تقتضي أن يكون المقسم به لوط عليه السلام : فالحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم كان في بداية سرد القصة حيث يقول تعالى : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ونبئهم عن ضيف إبراهيم ) ثم ذكر قصة إبراهيم ولوط وقال في سياقها : ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) وهذا خطاب ، ثم قال : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .
2- هل يصح الإجماع على أن المقسم به النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نقل عدد من المفسرين قولاً ثانياً وهو أن يكون القسم من الملائكة والمقسم به لوط عليه السلام .
والذي أفهمه من كلام ابن العربي رحمه الله أنه استغرب القول بأن المقسم به محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد يكون اعترض على تلازم أن يكون المقسم به النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون هو أشرف الخلق فلو قُدر أن المقسم به لوط عليه السلام فليس معنى ذلك أنه عليه السلام أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال القرطبي تعليقاً على قول ابن العربي : " قلت ما قاله حسن فإنه كان يكون قسمه سبحانه بحياة محمد e كلاما معترضا في قصة لوط قال القشيري أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم في تفسيره ويحتمل أن يقال يرجع ذلك إلى قوم لوط أي كانوا في سكرتهم يعمهون وقيل لما وعظ لوط قومه وقال هؤلاء بناتي قالت الملائكة يالوط لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ولايدرون ما يحل بهم صباحا .
فإن قيل فقد أقسم تعالى بالتين والزيتون وطور سينين فما في هذا قيل له ما من شيء أقسم الله به إلا وذلك دلالة على فضله على ما يدخل في عداده فكذلك نبينا e يجب أن يكن أفضل ممن هو في عداده".
فهو رحمه الله اعتبر أن ما يقسم الله به دلالة على فضله على ما يدخل في عداده أي فضله على جنسه ولذا رُجح القول بأن المقسم به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وعلى كل حال لو صح أن لوطاً عليه السلام هو المقسم به فلا دلالة على تفضيله على نبينا صلى الله عليهم وسلم أجمعين والنصوص صريحة في ذلك .
ثم لا يكون هذا المثال ناقض لتقديم الإجماع إن صح على جميع الأدلة .
والكلام في حجية الإجماع طويل معلوم . والأصح في نظري أن يقال في عنوان المسألة هل يقدم دليل الإجماع أو دلالة السياق .
والله تعالى أعلم .
 
[align=justify]هذا نص ما جاء في رسالتي للدكتوراه في دراسة الخلاف في هذه المسألة:

( قال ابن القيم في سياق ذكره لأقسام القرآن : ( ومن ذلك قوله في قصة لوط عليه السلام ، ومراجعته قومه له : ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ . قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ . لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ ( الحجر :70-72) ، أكثر المفسرين من السلف والخلف- بل لا يعرف عن السلف فيه نزاع - أنّ هذا قسم من الله بحياة رسوله r . وهذا من أعظم فضائله أن يقسم الرب عز وجل بحياته . وهذه مزية لاتعرف لغيره.

ولم يوافق الزمخشري على ذلك ، فصرف القسم إلى أنه بحياة لوط ، وأنه من قول الملائكة ، فقال : هو على إرادة القول ، أي قالت الملائكة للوط عليه الصلاة والسلام : »لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون «. ([1])

وليس في اللفظ مايدل على واحد من الأمرين ، بل ظاهر اللفظ وسياقه إنما يدل على ما فهمه السلف ، لا أهل التعطيل والاعتزال .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : »لعمرك « ، أي : وحياتك ، قال : وما أقسم الله تعالى بحياة نبي غيره ([2]).

والعَمْر والعُمر واحد ، إلا أنهم خصوا القسم بالمفتوح لإثبات الأخف ؛ لكثرة دوران الحلف على ألسنتهم .

وأيضاً فإن العمر حياة مخصوصة ، فهو عمر شريف عظيم أهلٌ أن يقسم به لمزيته على كل عمر من أعمار بني آدم . ولا ريب أن عمره وحياته r من أعظم النعم والآيات ؛ فهو أهل أن يقسم به . والقسم به أولى من القسم بغيره من المخلوقات .)([3])



الدراسة :

في المخاطب بقول الله تعالى : ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ قولان ذكرهما ابن القيم ، وهما :

القول الأول : أنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ حيث أقسم الله تعالى بحياته في هذه الآية .

والقول الثاني : أنه نبي الله لوط عليه السلام ، وهذا من قول الملائكة .

والقول الأول هو قول السلف ، وهو ما رجحه ابن القيم ، وذكر أنه لا نزاع فيه بين السلف . وقد ذكر إجماع السلف على هذا التفسير غير واحد – كما سيأتي - .

وقد انقسم المفسرين إلى قسمين في موقفهم من هذين القولين :

القسم الأول : اعتمد تفسير السلف للآية . ومن هؤلاء :

ابن جرير ؛ فقد اقتصر على هذا القول ، وذكر قول ابن عباس في ذلك .([4])

ووافقه ابن عطية ([5])، وابن كثير .([6])

وكذلك ابن عاشور ؛ فقد ذكر أن هذه الآية جاءت معترضة بين أجزاء قصة لوط للتنبيه على عدم انتفاع من كان في سكرة هواه . ثم ذكر أن المخاطب بها هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قِبَل الله . ثم قال : ( وقيل : هو من كلام الملائكة بتقدير قول .) ([7])

القسم الثاني : ذكر القولين . ومن هؤلاء من اكتفى بذكر القولين من غير ترجيح أو اختيار ، كالرازي([8]) ، وأبي حيان.([9])

ومنهم من ذكرهما ، ومال إلى القول الآخر ، كابن العربي ، والقرطبي .

قال ابن العربي : ( قال المفسرون بأجمعهم : أقسم الله هنا بحياة محمد صلى التشريفاً له , أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون ...

وهذا كلام صحيح , ولا أدري ما الذي أخرجهم عن ذكر لوط إلى ذكر محمد , وما الذي يمنع أن يقسم الله بحياة لوط , ويبلغ به من التشريف ما شاء ؛ فكل ما يعطي الله للوط من فضل ويؤتيه من شرف فلمحمد ضعفاه ; لأنه أكرم على الله منه ...

فإذا أقسم الله بحياة لوط فحياة محمد أرفع , ولا يخرج من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذكر لغير ضرورة .) ([10])

وقد نقل قوله القرطبي ، وقال : ( ما قاله حسن ؛ فإنه كان يكون قسمه سبحانه بحياة محمد r كلاماً معترضاً في قصة لوط .)([11])

ومن المفسرين الذين ذكروا القولين ، ورجحوا الأول : الثعالبي ؛ فقد قال - بعد أن نقل كلام ابن العربي السابق - : ( وما ذكَرَه الجمهورُ أحْسَنُ ؛ لأن الخطاب خطابُ مواجهةٍ ، ولأنه تفسير صحابيٍّ ، وهو مقدَّم على غيره. )([12])

والألوسي كذلك ؛ فقد قال بعد ذكره للقول الثاني : ( وهو مع مخالفته للمأثور محتاج لتقدير القول ، أي : قالت الملائكة للوط عليهم السلام : »لَعَمْرُكَ « الخ ، وهو خلاف الأصل ، وإن كان سياق القصة شاهداً له وقرينة عليه .)([13])



النتيجة :

من خلال النقول السابقة عن المفسرين يتبين رجحان القول الذي رجحه ابن القيم لاتفاق أهل التفسير المتقدمين عليه ([14])، ولأنه قول موافق لظاهر الآية ؛ فلا تحتاج معه إلى تقدير .

ومما يرجح هذا القول أيضاً : أن القسم فيه من الله تعالى، وله سبحانه أن يقسم بما شاء . وأما على القول الآخر ؛ فيكون القسم من الملائكة بغير الله ، وهذا من القسم الممنوع . ([15])

وإذا تقرر هذا ؛ فإنه لا يعتد بالقول المخالف للإجماع .([16])



تنبيهات وفوائد :

التنبيه الأول : نوع الخلاف وثمرته :

الخلاف السابق يرجع إلى قولين يحتملهما اللفظ ، وهما متغايران ، ولا يمكن حمل الآية عليهما معاً .

وثمرته : على القول المعتمد يكون في الآية تشريف عظيم للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ إذ أقسم الله تعالى بحياته ، وخصه بذلك دون سائر الأنبياء عليهم السلام .

وعلى القول الآخر ، يكون القسم من الملائكة بحياة نبي الله لوط عليه السلام ، وفي هذا ما فيه .



التنبيه الثاني : سبب الخلاف :

سبب الخلاف في هذه المسألة سببه : اعتبار بعض المفسرين قرينة السياق ، وتقديمها على المأثور عن السلف في تفسير الآية .

ولعل من أسباب الخلاف هنا : الاختلاف العقدي ؛ فأول من رأيته ذكر القول الثاني : الزمخشري ، ثم تبعه على ذلك بعض المفسرين . ومعلوم أن هذا القول يناسب معتقد المعتزلة في صفة الكلام . وقد نبّه ابن القيم على هذا السبب في كلامه السابق .[/align]



التعليقات والحواشي السفلية : --------------------------------------------------------------------------------

([1] ) انظر تفسيره الكشاف 2/317-318 ، وقد ذكر قول السلف بعد ذكره لهذا القول .

([2] ) أخرجه بلفظ أطول من هذا ابن جرير 14/91-90 من طريقين . وقد حسن إسناده محققو تفسير ابن كثير 8/269 طبعة مكتبة أولاد الشيخ .

([3] ) التبيان في أقسام القرآن 428-429 ، وبدائع التفسير 3/27 .

([4] ) انظر جامع البيان 14/91-92 .

([5] ) انظر المحرر الوجيز 8/338 .

([6] ) انظر تفسير القرآن العظيم 4/1963 .

([7] ) انظر التحرير والتنوير 14/67-68 .

([8] ) انظر التفسير الكبير 19/161 .

([9] ) انظر البحر المحيط 6/489-490 .

([10] ) أحكام القرآن 3/105 باختصار .

([11] ) انظر الجامع لأحكام القرآن 10/39-40 .

([12] ) الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي 3/404 .

([13] ) روح المعاني 14/72 .

([14] ) ممن ذكر الاتفاق إضافة إلى من سبق ذكره في الدراسة : القاضي عياض ، فقد قال : ( اتفق أهل التفسير في هذا أنَّهُ قَسَمٌ من الله جل جلاله بمدة حياة محمد r ..) كما في كتابه الشفا 1/41 .

([15] ) على أن في كون هذا اللفظ من صيغ القسم الشرعي خلافاً . وقد بسطه الشيخ حماد الأنصاري في بحث مستقل نشر في مجلة الجامعة الإسلامية – العدد الثاني – 1394 هـ ص 37-61 . ورجح أن القسم بهذه الصيغة ليس قسماً شرعياً ، وإنما قسم لغوي .

([16] ) انظر تفصيل ذلك في كتاب الإجماع في التفسير للدكتور محمد الخضيري ص329-332 .
 
الذي يظهر من خلال هذا النقل والبحث الذي ذكرت أن في المسألة ثلاثة أقوال :
القول الأول : أن المقسم به هو محمد صلى الله عليه وسلم .
القول الثاني : أن المقسم به هو لوط عليه السلام ، والمقسم - بالكسر - هو الله عز وجل .
القول الثالث : أن المقسم به هو لوط ، وأن المقسم - بالكسر - هم الملائكة.
فما الذي دعاك لإخراج القوال الثاني ، وهو الذي يسانده سياق الآية ، وظاهر اللفظ.
 
الخطاب من أول السورة إلى آخرها موجه للنبي صلى الله عليه وسلم

ولم نر أن الله قد وجه الخطاب إلى لوط في القصة وإنما يقص على نبيه ما جرى له مع قومه بصيغ الفعل الماضي : قال ... قالوا....قال...بينما الآية : تتحدث عن أناس لا يزالون في سكرتهم ,وإذا كان يصح أن الضمير في الآية يعود إلى قوم لوط وفيه لفتة إلى المدى الذي بلغوه من الانحراف ففيه تعريض بقريش وما هم فيه من سكرة الباطل الذي يغطي قلوبهم وعقولهم.
 
إنما قصدت استبعاد القول الثالث عند ذكر الأقوال في المسألة ، وإلا فإن الراجح هو كما قال الباحث أن المقسم به هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والمعول عليه في ذلك هو إجماع المفسرين أو لنقل جمهور المفسرين على الأصح .
أما الخطاب فتوجه في ثنايا السورة الكريمة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وإلى غيره كما في قصة إبليس ( مالك .. فإنك رجيم ..وإن عليك ..)
وفي نفس القصة كان الخطاب من الملائكة متوجها إلى لوط ( قالوا بل جئناك ..وأتيناك .. )
ولكن يستبعد قسم الملائكة بحياة لوط للأدلة المعروفة في القسم بغير الله تعالى .
فيبقى القولان الآخران : قسم الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقسمه تعالى بلوط .
والأرجح هو الأول لما تقدم .
والله تعالى أعلم .
 
لابن جرير الطبري رحمه الله تعالى قاعدة يرجح بها كثيرا وهي مهما أمكن إلحاق الكلام بما يليه أو بنظيره فهو الأولى.
على هذه القاعدة يترجح قول من قال إن المقسم بحياته هولوط عليه السلام ، والمقسم هو الله جل وعلا
 
يقول تعالى في سورة الحجر : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ (52)﴾ .
ابتدأ الله سرد القصص على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بهذا المقطع من الآيات ، وفي الحوارات الداخلية للقصة يُستعمل الفعل (قال) : فقالوا : سلاما . قال : إنا منكم وجلون . إلى آخر قصة إبراهيم عليه السلام .
ويبدأ سرد قصة لوط عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) ﴾ ثم استُعمل الفعل (قال) للحوارات الداخلية من الآية (62) إلى الآية (65) .
ثم يقول تعالى مخاطبا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم : ﴿وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) ﴾ . ثم يأتي الفعل (قال) ليدلنا على الحوار الداخلي من جديد ؛ وذلك من الآية (68) إلى الآية (71) ثم يأتي الكلام المباشر مع الرسول صلى الله عليه وسلم : ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73)﴾ إلى آخر السورة .
من خلال ما تقدم يتبين أن السياق يؤكد أن الله سبحانه وتعالى أقسم بحياة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو ما جاء به الإجماع . فيكون الإجماع موافقا للسياق .
يقول تعالى : ﴿ وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود:120] .

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى