علاقة سورة الكهف بالعصمة من المسيح الدجال :
جاء في صحيح مسلم وغيره قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ» . وَفِي رِوَايَةٍ «فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ بِفَوَاتِحِ سُورَةِ الْكَهْفِ فَإِنَّهَا جوارُكم من فتنته.
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عشر آيَات من أول سُورَة الْكَهْف عصم من فتْنَة الدَّجَّال» . رَوَاهُ مُسلم
وسورة الكهف هي إحدى سور القرآن الخمس التي بدأت بالحمد – وهي تقع في منتصف القرآن .
وتحدثت عن فتن كثيرة وذكرت المخرجَ منها كما قال بعض العلماء :
فتنة الدين {قصة أصحاب الكهف } –وفتنة المال {قصة صاحبي الجنتين } وفتنة العلم {قصة موسى والخضر عليهما السلام } وفتنة الملك {قصة ذي القرنين عليه السلام } وهي فتنٌ محورية تدور حولها بقية الفتن .
والسورة بدأت بالتوحيد وانتهت به :{ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
وفي نهايتها { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
وفيها خمس قصص معتبرة {قصةأصحاب الكهف – قصة صاحبي الجنتين - قصة موسى والخضر عليهما السلام – قصة آدم عليه السلام - قصة ذي القرنين عليه السلام }
وجاء الأمر بضرب المثل في القرآن في ثلاثة مواضع – اثنان في الكهف والثالثة في يس:
وفيها :{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ (32)}
وفيها :{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13)}
وفيها :{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
والمسيح الدجال عبد من عباد الله كما أن المسيح عيسى عبد من عباد الله – فأراد الله أن يُلقن عباده الحجة من عاش منهم وحضره بقوله تعالى :{ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)}
وأعدلُ القول أن يقال أنه قد جاء نصٌ في ذلك ,فإذا وفقنا اللهُ لذكر علاقة بين الحديث والسورة كان خيرا ,وإن لم نقدر فنفوض فيهإلى الله العلم – وعلينا العمل .ونقول { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
وهذه كبقية الفضائل التي وردت في بقية السور – كالبقرة وآل عمران والإخلاص والمُلك والفاتحة .
والسؤال نفسه قد يتجه لبعض هذه السور. وهذا فضل الله يصرفه كيف يشاء.
فلك أن تسأل لماذا سمى الله سورة باسم الروم وباسم الماعون والفيل والنمل والنحل والعاديات ؟
وبالفعل فهذه السورة تحتاج المزيد من التركيز لأنها من أجمل سور القرآن –
قال ابن عقيل رحمه الله : مَا لِلَّهِ طَائِفَةٌ أَجَلُّ مِنْ قَوْمٍ حَدَّثُوا عَنْهُ ، وَمَا أَحْدَثُوا وَعَوَّلُوا عَلَى مَا رَوَوْا لَا عَلَى مَا رَأَوْا .الآداب الشرعية لابن مفلح