ماهو نسيان الترك

مصطفى سعيد

New member
إنضم
7 أغسطس 2007
المشاركات
788
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
قرأت في ملتقي أهل الحديث فيما نقل أحد الأخوة عن الشيخ ابن عثيمين القول التالي :
[mark=999999]فإن قال قائل: ما الجواب عن قول الله تعالى: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)(التوبة: الآية67) فأثبت لنفسه النسيان؟.
الجواب: أن المراد: النسيان هنا نسيان الترك، يعني تركوا الله فتركهم. فهؤلاء تعمدوا الشرك وترك الواجب، ولم يفعلوا ذلك نسياناً. إذاً: (نَسُوا اللَّهَ) [التوبة:67] أي تركوا دين الله (فَنَسِيَهُمْ) أي فتركهم.[/mark]
لم أفهم جواب الشيخ ،ما معنى تركهم هل لا يرزقهم؟، هل لا يسجل عليهم أعمالهم.، هل لن يحاسبهم عليها،؟ هل لن يغرى المسلمين بهم ،؟هل لن يخزهم وينصر المسلمين عليهم؟.
.أرى الجواب قد زاد المسألة غموضا .ولم يتعرض لتحليل النص . ما هو النسيان؟ ما الفرق بينه وبين السهو والغفلة؟ .ولما العدول عن المقصود –حسب جواب الشيخ وهو الترك –إلي التعبير بالنسيان، ما النكتة البلاغية أو الدلالية في هذا ؟
 
بسم الله ...
ألا يعتبر هذا الأسلوب من أساليب البلاغة،و هو من باب المشاكلة؟؟؟
كقوله تعالى في سورة البقرة " و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون*الله يستهزئ بهم ..."
نسبة الإستهزاء للفظ الجلالة كانت من باب المقابلة؛ و هذا أسلوب بلاغي عربي!!؟؟
و جزيتم خيرا
 
الأصل في النسيان هو أن الذهول عن الشيء دون قصد منك

بينما نسيان الترك فهو أن تتقصد ترك الشيء استهانة به

وهو أسلوب لغوي معروف تقول لمن رأيته يفكر في شيء ما ) انس الموضوع أي اتركه لأنه لا يستحق التفكير

والنسيان المضاف إلى الله تبارك وتعالى هو نسيان الترك المتضمن عدم التأييد والتوفيق والهداية فهو عقوبة وزجر والله أعلم
 
وما هي أقوال السلف والمفسرين الأوائل في معنى الآية ؟
 
ثم خطر لي أن أجمع ما قيل في الآية فوقفت على ما يلي

قال ابن أبي حاتم في تفسيره:

قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ﴾
10565- حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿نَسُوا اللَّهَ﴾ يَقُولُ:"تَرَكُوا اللَّهَ".
10566- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿نَسُوا اللَّهَ﴾ قَالَ:"تَرَكُوا طَاعَةَ اللَّهِ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَنَسِيَهُمْ﴾
10567- حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنـا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنِ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَنَسِيَهُمْ﴾ يَقُولُ:"تَرَكَهُمْ مِنْ ثَوَابِهِ وَكَرَامَتِهِ".
10568- حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فَنَسِيَهُمْ﴾"نُسُوا مِنْ كُلِ خَيْرٍ، وَلَمْ يَنْسُوا مِنَ الشَّرِّ".

الطبري
وأما قوله: (نسوا الله فنسيهم)، فإن معناه: تركوا الله أن يطيعوه ويتبعوا أمره, فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته.
وقد دللنا فيما مضى على أن معنى " النسيان "، الترك، بشواهده, فأغنى ذلك عن إعادته ههنا. (28)
وكان قتادة يقول في ذلك ما:- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, قتادة قوله: (نسوا الله فنسيهم)، نُسُوا من الخير, ولم ينسوا من الشرّ.

البغوي
"نسوا الله فنسيهم"، تركوا طاعة الله، فتركهم الله من توفيقه وهدايته في الدنيا، ومن رحمته في الآخرة، وتركهم في عذابه،

الماوردي
{ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } أي تركوا أمره فترك رحمتهم .

الواحدي
{ نسوا الله فنسيهم } تركوا أمر الله فتركهم من كل خير وخذلهم

الرازي
ثم قال: {نسوا الله فنسيهم} واعلم أن هدا الكلام لا يمكن إجراؤه على ظاهره لأنا لو حملناه على النسيان على الحقيقة لما استحقوا عليه ذما، لأن النسيان ليس في وسع البشر، وأيضا فهو في حق الله تعالى محال فلا بد من التأويل، وهو من وجهين: الأول: معناه أنهم تركوا أمره حتى صار بمنزلة المنسي، فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته، وجاء هذا على أوجه الكلام كقوله: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} (الشورى: 40) الثاني: النسيان ضد الذكر، فلما تركوا ذكر الله بالعبادة والثناء على الله، ترك الله ذكرهم بالرحمة والإحسان، وإنما حسن جعل النسيان كناية عن ترك الذكر لأن من نسي شيئا لم يذكره، فجعل اسم الملزوم كناية عن اللازم.

الزمخشري
"‏نسوا الله ‏"‏أغفلوا ذكره ‏"‏فنسيهم ‏"‏فتركهم من رحمته وفضله

النسفي
نسوا الله تركوا امره أو غفلوا ذكره فنسيهم فتركهم من رحمته وفضله

القرطبي
والنسيان : الترك هنا , أي تركوا ما أمرهم الله به فتركهم في الشك . وقيل : إنهم تركوا أمره حتى صار كالمنسي فصيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه . وقال قتادة : " نسيهم " أي من الخير , فأما من الشر فلم ينسهم .

ابن حيان
والنسيان هنا الترك . قال قتادة : تركوا طاعة الله وطاعة رسوله فنسيهم ، أي : تركهم من الخير ، أما من الشر فلم ينسهم . وقال الزمخشري : أغفلوا ذكره فنسيهم تركهم من رحمته وفضله ، ويغبر بالنسيان عن الترك مبالغة في أنه لا يخطر ذلك ببال .

ابن كثير
"نسوا الله" أي نسوا ذكر الله" فنسيهم "أي عاملهم معاملة من نسيهم كقوله تعالى"فاليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا"

الجلالين
(نسوا الله) تركوا طاعته (فنسيهم) تركهم من لطفه

الشوكاني
والنسيان الترك: أي تركوا ما أمرهم به، فتركهم من رحمته وفضله، لأن النسيان الحقيقي لا يصح إطلاقه على الله سبحانه، وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان

السيوطي في موسوعته الأثرية:
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ‏{‏ويقبضون أيديهم‏}‏ قال‏:‏ لا يبسطونها بخير ‏{‏نسوا الله فنسيهم‏}‏ قال‏:‏ نسوا من كل خير ولم ينسوا من الشر‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏نسوا الله فنسيهم‏}‏ قال‏:‏ تركوا الله فتركهم من كرامته وثوابه‏.‏
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك ‏{‏نسوا الله‏}"‏ قال‏:‏ تركوا أمر الله ‏{‏فنسيهم‏}‏ تركهم من رحمته أن يعطيهم إيمانا وعملا صالحا‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال‏:‏ إن الله لا ينسى من خلقه ولكن نسيهم من الخير يوم القيامة‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال‏:‏ نسوا في العذاب‏.‏

والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
معلوم أنه - رٍٍفع عنا الخطأ والنسيان....." إذن هذا نسيان غير مرفوع بدليل أن من ءاتاه فسينساه الله وهناك السهو غير مرفوع " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون "
ولنبحث من البداية ما النسيان وما الفرق بينه وبين السهو والغفلة ؟
هؤلاء الذين نزلت فيهم الآية " نسوا الله فنسيهم " هم المنافقون كان كل همهم أن يرضى عنهم الرسول والمؤمنون ونسوا الله فالله نسيهم من عطاء الألوهية وهو هو ماسيحدث في الآخرة " اليوم ننساكم ..." أما عطاء الربوبية في الدنيا فهو لهم بالحق ،ولذلك أري أن نسي = ترك قد لا تفي بالمطلوب ،والله أعلم .
 
وجاء في كتاب : أنوار البروق في أنواع الفروق ؛
لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس المشهور بالقرافي (684هـ-1285م) :


( أما النسيان الذي هو الترك مع الغفلة الذي هو مشتهر في العرف لا يجوز طلب العفو فيه لأن طلب العفو فيه وعنه قد علم بالنص والإجماع ) .

قلت لقائل أن يقول النسيان العرفي الذي ذكره هنا لا يخلو أن يكون مما لا تسبب فيه أو مما له فيه تسبب , فإن كان من الأول فهو مفتقر إلى دليل على أنه ممنوع طلب العفو عنه ; لأن ذلك قلة أدب , وإن كان من الثاني فلا شك [ ص: 276 ] أن طلب العفو إنما هو طلب العفو عن التسبب وطلب العفو عن ذلك طلب للعفو عما لم يعلم العفو عنه والله تعالى أعلم . قال ( وكذلك إذا أراد بقوله ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به أيا من البلايا والرزايا والمكروهات جاز ; لأنه لم تدل النصوص على نفي ذلك ) قلت ما قاله هنا صحيح . قال ( بخلاف التكاليف الشرعية فإنها مرفوعة بقوله تعالى { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } فيقتضي طلب رفع ذلك , فإن أطلق العموم من غير تخصيص لا بالنية ولا بالعادة عصى لاشتمال العموم على ما لا يجوز فيكون ذلك حراما ; لأن فيه طلب تحصيل الحاصل , فإن قلت فقد قال تعالى حكاية عن قوم في سياق المدح { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد } ووعد الله سبحانه لا بد من وقوعه فقد طلبوا تحصيل الحاصل وهو عين ما نحن فيه , وقد مدحهم الله تعالى فدل على جواز ذلك وأنت تمنعه قال قلت إنما جاز لهم سؤال ما وعدهم الله به ; لأن حصوله لهم مشروط بالوفاة على الإيمان , وهذا شرط مشكوك فيه والشك في الشرط يوجب الشك في المشروط فما طلبوا إلا مشكوكا في حصوله لا معلوم الحصول . وأما ما نحن فيه فليس فيه شرط مجهول بل علم من الشريعة بالضرورة ترك المؤاخذة الخطأ والنسيان مطلقا , فإن قلت فإذا جوزت [ ص: 277 ] ذلك بناء على الجهالة بالشرط فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخبر بذلك مطلقا , وإنما أخبر بالرفع عن أمته , وكون الداعي يموت وهو من أمته مجهول فما طلب إلا مجهول بناء على التقرير المتقدم . قلت كونه من الأمة ليس شرطا في هذا الرفع ودلالة الخبر على ذلك إنما هي من جهة المفهوم ونحن نمنع كون المفهوم حجة لاختلاف العلماء فيه سلمنا أنه حجة لكنه متروك هاهنا إجماعا وتقريره أن نقول الكفار إما أن نقول إنهم مخاطبون بفروع الشريعة أو ما هم مخاطبون بها , فإن قلنا إنهم ليسوا مخاطبين بها فالرفع حاصل لهم في جميع الفروع : النسيان وغيره , فبطل المفهوم واستوت الخلائق في الرفع حينئذ , وإن قلنا إنهم مخاطبون بها فلا يكون قد شرع في حقهم ما ليس سببا في حقنا بل كل ما هو سبب الوجوب في حقنا هو سبب الوجوب في حقهم , وما هو سبب التحريم في حقنا هو سبب التحريم في حقهم , وكذلك سبب الترخص والإباحة فعلى هذا التقدير لا يكون خصوص الأمة شرطا في الرفع ولم يقل أحد إن الكفار في الفروع أشد حالا من الأمة فظهر أن هذا المفهوم باطل اتفاقا فليس هناك في النسيان والخطإ شرط مجهول فيكون الشارع [ ص: 278 ] قد أخبر بالرفع في هذه الأمور مطلقا فيحرم الدعاء به ) .

قلت ليس ما قاله شهاب الدين في هذا الجواب وأطال فيه بصحيح ; لأن مساق الحديث مشعر بالمدح لهذه الأمة فيتعين لذلك اختصاصها بذلك الرفع ويلزم القول بهذا المفهوم لقرينة المدح ويكون هنا في هذا المقام شرط مجهول كما قاله السائل ويبطل جوابه والله تعالى أعلم ...) .

وللفائدة :
كتاب أنوار البروق في أنواع الفروق ، اشتهر بالفروق وهو في القواعد الفقهية والفروق بين المسائل والمواضيع المتشابهة مع بيان أحكامها على المذهب المالكي والمقارنة أحيانا مع بقية المذاهب ويشتمل على 274 فرقا فيها (540) قاعدة وضح فيها القواعد الفقهية وما يناسبها من الفروع وقدم له بمقدمة عن علم أصول الفقه وفائدة القواعد ومعنى الفروق لغة واصطلاحا وبدأه بقاعدة الفرق بين الشهادة والرواية وختمه بالفرق بين قاعدة ما هو مكروه والدعاء وقاعدة ما ليس بمكروه وجاء الشيخ قاسم بن عبد الله المعروف بابن الشاط (723هـ) وعلق على كتاب الفروق لتصحيح بعض الأحكام وتنقيح بعض المسائل في كتاب سماه " إدرار الشروق على أنوار الفروق " وقام الشيخ محمد بن علي بن حسين مفتى المالكية بمكة المكرمة (1367هـ) فاختصر الفروق ولخصه وهذبه ووضح بعض معانيه في كتابه :
" تهذيب الفروق والقواعد السنية في الأسرار الفقهية ".
 
عودة
أعلى