مامعنى قوله تعالى :( فماكانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ).

إنضم
18 مايو 2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
في قوله تعالى :
( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ).
 
({ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ } (سورة يونس 74)
نقل ابن ابي حاتم عن السدي رحمهم الله
تفسير ابن ابي حاتم عن السدي ، قوله : { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل } قال ذلك يوم أخذ منهم الميثاق آمنوا كرها .

والله اعلم
 
قوله تعالى ( جَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ)
ظرف الزمان (قبل ) ، لم تنفعهم البينة ، والله اعلم
 
أستاذي الأخ أحمد
الآية فيها تقريع للأمم التي أرسلت فيهم الرسل .
وعلى الوجه الثاني الذي ذكرته معنى للآية يكون التقريع لهم بسبب حالهم قبل مجيء الرسل لهم بالبينات !
فكيف يكون ذلك ؟
ولعلك أخي تتكرم علي وتعزو ماتنقله لي من أوجه في تفسير الآية .
وجزاك الله خيرا.
 
بسم1

فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) يونس
لا بد من تتبع السياق لنستجلي مفهوم الآية الكريمة ، ونلحظ أن الآيات أتت بسياق يعدد الأمم التي تلقت الرسل فكذبت وعُذِّبَت بتسلسلها الزمني وتتابعها ، فبدأ بنوح عليه السلام حيث استقرت بعد الطوفان أمة مؤمنة تناسلت وهي على الإيمان الذي أتى به نوح جيلا تلو جيل حتى خرج جيل كفر بما جاء به نوح عليه السلام فبدأت الآية:
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ : أي من بعد نوح ، و(ثم) تفيد التعقيب والتراخي أي بعد زمن نبتت نابتة الكفر في ذرية نوح فأرسل الله رسلاً إلى قوم أولئك الرسل ليدعوهم فيعودوا لما كان أسلافهم به يؤمنون وهو ما أتى به نوح من الوحي.
فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ : أي أتى أولئك الرسل ببينة على صدق رسالتهم ودعواهم لتطمئن نفوسهم بصدق ما أتاهم.
فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ : فلم يردهم عن الإيمان عدم الإتيان بالبينات بل لأنهم كفروا سابقاً بذلك فكبر عليهم أن يؤمنوا به وهم قد كفروا به من قبل -يعني رسالة نوح التي تواترت في أسلافهم- فامتنعوا كبراً وعتواً عن الحق .
كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ : فالله كرر الدعوة لرسالة ثابتة سابقة فدعى ذلك المعتدين على الرسالة بالكفر لتكرار الكفر لمجرد تكرار ذات الرسالة التي كذبوا بها فهكذا انطبع الكفر في قلوبهم وقامت عليهم الحجة بموانعهم الباطلة وصوارفهم بأسبابها الواهية التي دفعتهم لتجاهل البينات ليس لأنها بينات واهية ولديهم ما يجادلون الرسل فيها بل لأنها متطابقة مع ما كذبوا به قبل بعث أولئك الرسل فكان عذراً وسبباً واهياً لا يمكن قبوله.
والله أعلم
 
المعنى المباشر للآية :
سبق في علم الله أنهم امتنعوا عن الإيمان بما اتى به الرسل لأنه لا يختلف عما كفروا به آنفاً فلم يمنعهم عن الإيمان سوى تكرار الدعوة فكان انطباع الكفر في قلوبهم لتكرر الدعوة اليهم وتكرر الكفر منهم.
 
مامعنى قوله تعالى :( فماكانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ).

تساؤل وجيه واختيار موفَّق ولكن قد يكون للآية معنى آخر
 
مامعنى قوله تعالى :( فماكانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ).

الأخ محمد حفظك الله تعالى ما أحب الاجتهاد إلا في الترجيح بين أقوال المفسرين لكن القوم الآخرين في الآية قد تكون تشير إلى قوم معينين مما يحوم علم (مبهمات القرآن) حول تحديده، فيكون معنى الآية على هذا الوجه أن هؤلاء القوم ولنفرض أنهم صناديد قريش من أهل القليب وغيرهم قد كَذَّبُوا في بادئ أمرهم فحالت أنفسهم وكبرياؤهم دون التحوّل إلى الحقّ بعدما تبيّن. هذا وجه من معاني الآية المُحتملة والله أعلم. والشكر موصول لكم على اختيار الموضوع ومشاركتنا إياه في ما استوقفكم من معاني كتاب الله عزّ وجلّ وللأخوين عمر وعدنان على ما أدّياه.
 
جزى الله الدكتور عبدالرحمن والأستاذين عدنان وعمر أحمد خيرا على ما ألقوه من إضاءات حول معنى الآية، وأستأذنهم في عرض تحرير للمعنى بانيا على ماتفضل به الأخ عدنان من تقديم بين يدي الآية ..
فهل يلتئم السياق بالوجه الآتي :
ثم بعثنا من بعد نوح رسلا إلى قومهم بالبراهين والمعجزات الدالة على صدق ما جاءوا به، فما كانوا ليؤمنوا بما كذب به قوم نوح من قبل وكانوا مثلهم في الكفرك، وهكذا نختم على قلوب المعتدين فلا يدخل إليها الإيمان.

والله أعلم .
 
يقول تعالى : {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ}[يونس:74]
من خلال سياق الآيات يتضح ما يلي :
أرسل الله نوحا إلى قومه فكذبوه فنجَّاه ومن معه في الفلك وجعلهم يخلفون المكذبين الذين أغرقهم الله جزاء كفرهم وعنادهم .
ثم جاءت الآية 74 لتخبرنا عن أقوام عديدة لرسل جاءوا بعد نوح ، فكانت النتيجة أن الأقوام استمروا على كفرهم وعنادهم : كل قوم من هؤلاء الأقوام ، كانوا يكفرون بالله ويعاندون في كفرهم قبل بعثة الرسول ، وعندما يُرسل إليهم الرسول ويأتيهم بالبينات ، يبقون على كفرهم الأول وعنادهم .
وهذه الحال شبيهة بقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة:6] . فحالهم قبل الإنذار وبعده سواء لا يتغير .
وبعد هذا الإخبار يذكر الله تعالى أحوال موسى عليه السلام مع قومه : {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}[يونس:75]

والله أعلم وأحكم
 
أخي الفاضل عبدالكريم
تقول : فكانت النتيجة أن الأقوام استمروا على كفرهم وعنادهم : كل قوم من هؤلاء الأقوام ، كانوا يكفرون بالله ويعاندون في كفرهم قبل بعثة الرسول ، وعندما يُرسل إليهم الرسول ويأتيهم بالبينات ، يبقون على كفرهم الأول وعنادهم .
ومؤدى كلامك هذا هو أن الرسالة جائتهم مرتين فكفروا في الثانية بما كفروا به في الأولى !!
رأيت وجه الإشكال في كلامك أخي الكريم ؟
قد يكون كلامك منقولا ولكن دعني هنا أنسبه إليك حتى يمكننا مواصلة النقاش ويمكنني الإستفادة منك ومن بقية الإخوة .
أما الشواهد من القرآن التي سقتها فليست مرتبطة بمعنى الآية في دلالتها الرئيسية وإن كانت معانيها المختلفة تحتاج لها في قرائتك للقراءن حاجتك لسائر آياته .
والله أعلم بمراده .
 
مداخلة بسيطة:
فيما يبدو أن المعنيين في الآية قوم أتوا بعد نوح ولا يتعلق الحديث بكفار قريش لأن سياق الآيات تحدث بالتتالي عن قوم نوح ، ثم قوم تلو نوح وقومه ثم موسى وقومه
بالتالي فلا يستقيم ان يكون المعنيون قريش في حين هم خارج السياق التاريخي والزمني لقصص اولئك القوم ، فالظاهر ان القوم المعنيين نشأوا على دعوة نوح المتوارثة بالتوحيد فتمردوا عليها وكفروا بها فبعث الله رسلا لكي يردوهم عن كفرهم ولكنهم وجدوا ان دعوى الرسل هي ذات الدعوى التي كفروا بها فردهم ذلك عن اتباعهم فكان انطباع الكفر بتكراره اولا عندما ابتدأوه وثانيا عندما ردوا دعوة الرسل
ثم ينتقل السياق لقوم يلونهم وهكذا

ولعل استقراء سياق الآيتين التي ورد فيها هذا الأسلوب القرآني ينبئ عن المزيد من التفصيل:

{ تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ } [الأعراف:101]

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ } [يونس:74]
 
كل الأقوام الذين أرسل الله لهم رسلا كانوا يكذبون بأن الله هو خالق الكون وأنه لا شريك له في الخلق والأمر .
فهم ابتداء مكذبون بهذه الحقيقة الباقية من أول إنسان على الأرض : من آدم وبنيه والناجين في الفلك مع نوح ومن خلَفَهم في الإيمان .
يُرسل الله الرسل إلى أقوامهم لأنهم كذبوا بالحقيقة المستمرة السارية التي يحملها المؤمنون الباقون على الإيمان عبر التاريخ ، ويجيئونهم بالآيات البينات الدالة على وحدانية الله وما يستلزم ذلك من عبادة الله وعدم الشرك به ، فيكون موقفهم واحدا لا يتغير ؛ التكذيب ولا شيء غير التكذيب ، فهم مكذبون قبل مجيء الرسل ومكذبون بعد مجيء الرسل : { فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ}[يونس:74] .

والله أعلم وأحكم
 
أستاذي الفاضل عبدالكريم
فإن قلنا ماتقول في قريش قبل البعثة على ماكانت فيه من كفر وشرك .
فبم كذبت قريش قبل البعثة ؟؟
 
ألم يكن دين إبراهيم عليه السلام حاضرا في قريش ، وقريش كانت تشرك في كل عباداتها. فذلك تكذيبها بدين التوحيد دين إبراهيم .
وجاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم أعظم حجة داحضة للشرك ، ورغم ذلك بقي صناديد قريش مكذبين بالحق كما كانوا من قبل ، حتى ماتوا وهم كافرون : {فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ}[يونس:74]

والله أعلم وأحكم
 
على وجه العموم فإن الرسل ما أرسلوا إلا لتصحيح الإنحراف الذي طرأ على الأقوام المؤمنة فانحرفت بهم الأهواء والضلال عن دين التوحيد الحق ، لذلك فانطباع الكفر وتكرار التكذيب بما سبق الكفر به ديدن كل قوم كذبوا الرسل ففي آيات سورة الأعراف نلحظ أنها أتت معقبة على قصص أنبياء عدة (نوح ، هود ، صالح ، شعيب ، لوط):

أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) الأعراف
فعلى وجه العموم فإن ما تفضل به الاستاذ عبدالكريم عزيز صحيح لا لبس فيه ، وفيما يتعلق بالآية 74 في سورة يونس فيبدو أنه يشير لنفس الرسل المذكورين في سورة الأعراف الذين ارسلوا من بعد نوح ولننظر جيداً في السياق :

فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) سورة يونس
لدينا ثلاث آيات (73، 74 ، 75) متتالية في سياقها الزمني
الأولى وهي الآية 73 متعلقة بذكر تكذيب قوم نوح لهُ ونجاته واستخلافه ومن آمن معه وإغراق المجرمين
الثانية وهي الآية 74 متعلقة بعدد من الرسل بعد نوح (ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ) حملوا نفس الدعوة التي كُذِّبَ بها فتكرر التكذيب
الثالثة وهي الآية 75 أخذتناإلى قصة موسى وهارون ورسالتهما لفرعون وقومه.

ونستنتج من ذلك أن الآية 74 متعلقة بأنبياء بعثوا وأرسلوا لأقوامهم في الفترة التي تلت نوح عليه السلام وقبل بعث موسى وهم فيما يبدو نفس الكوكبة من الرسل المذكورين في سورة الأعراف (هود ، صالح ، شعيب ، لوط) وهم بعثوا في الفترة المحصورة بين رسالة نوح وحتى رسالة موسى عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

والله أعلم
 
قال أبو جعفر: وأشبه هذه الأقوال بتأويـل الآية (الأعراف101) وأولاها بـالصواب، القول الذي ذكرناه عن أبـيّ بن كعب والربـيع، وذلك أن من سبق فـي علـم الله تبـارك وتعالـى أنه لا يؤمن به، فلن يؤمن أبداً، وقد كان سبق فـي علـم الله تعالـى لـمن هلك من الأمـم التـي قصّ نبأهم فـي هذه السورة أنه لا يؤمن أبداً، فأخبر جلّ ثناؤه عنهم، أنهم لـم يكونوا لـيؤمنوا بـما هم به مكذّبون فـي سابق علـمه قبل مـجيء الرسل وعند مـجيئهم إلـيهم. ولو قـيـل تأويـله: فما كان هؤلاء الذين ورثوا الأرض يا مـحمد من مشركي قومك من بعد أهلها الذين كانوا بها من عاد وثمود، لـيؤمنوا بـما كذّب به الذين ورثوها عنهم من توحيد الله ووعده ووعيده، كان وجهاً ومذهبـاً، غير أني لا أعلـم قائلاً قاله مـمن يعتـمد علـى علـمه بتأويـل القرآن. وأما الذي قاله مـجاهد من أن معناه: لو ردّوا ما كانوا لـيؤمنوا، فتأويـل لا دلالة علـيه من ظاهر التنزيـل، ولا من خبر عن الرسول صحيح. وإذا كان ذلك كذلك، فأولـى منه بـالصواب ما كان علـيه من ظاهر التنزيـل دلـيـل.
 
{تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}[الأعراف:101]
منهج الطبري كان واضحا فهو القائل : "فأولـى منه بـالصواب ما كان علـيه من ظاهر التنزيـل دلـيـل"
وهذا هو المنهج الصحيح . فأقوال المفسرين متعددة ، لكن علينا أن نبحث عن القول المدعم بالحجة والبرهان من القرآن الكريم .
فكون تفسير الآية بأن " من سبق فـي علـم الله تبـارك وتعالـى أنه لا يؤمن به ، فلن يؤمن أبداً ، وقد كان سبق فـي علـم الله تعالـى لـمن هلك من الأمـم التـي قصّ نبأهم فـي هذه السورة أنه لا يؤمن أبداً ، فأخبر جلّ ثناؤه عنهم ، أنهم لـم يكونوا لـيؤمنوا بـما هم به مكذّبون فـي سابق علـمه قبل مـجيء الرسل وعند مـجيئهم إلـيهم " . وهذا المعنى وارد ويؤيده القرآن الكريم ، ومثل هذا المعنى قوله تعالى عن أبي لهب : {سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}[المسد:3] . لكن الذي نبحث عنه هو المعنى الذي يدل عليه السياق ، ويؤيده القرآن .
يقول الله تعالى : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[البقرة:213]
لاحظوا معي المعنى في هذه الآية :
1 - كان الناس أمة واحدة ؛ لأن الأصل هو الإيمان .
2 – اختلف الناس فيما بعد بين مؤمنين ومكذبين
3 – بعث الله النبيئين مبشرين للمؤمنين الصادقين ومنذرين للكافرين المكذبين ، وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه .
4 – اختلف الناس بعدما جاءتهم البينات بغيا بينهم
5 – هدى الله الذين آمنوا ؛ لأن الهداية بيد الله فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء .
الخلاصة : من خلال ما تقدم نلاحظ أن الاختلاف وقع مرتين ؛ لأن الرسالة تأتي بالكتاب للحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه : اختلاف قبل الرسالة ، واختلاف بعد الرسالة : { فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}[الأعراف:101]

والله أعلم وأحكم
 
ولا يغب عنك شيخنا قوله رحمه الله :
(( ولو قـيـل تأويـله: فما كان هؤلاء الذين ورثوا الأرض يا مـحمد من مشركي قومك من بعد أهلها الذين كانوا بها من عاد وثمود، لـيؤمنوا بـما كذّب به الذين ورثوها عنهم من توحيد الله ووعده ووعيده، كان وجهاًومذهبـاً)).
أما ربطك بين الآيتين فضعيف واستنتاجك من ذلك الربط بعيد !!
والله أعلم .

 
الفاضل محمد حفظه الله
القرآن يفسر بعضه بعضا .
فالقصة واحدة لا تتغير ، الأصل في العقيدة الإنسانية هو الإيمان : آدم عليه السلام خلقه الله بيده وخلق منه زوجه ، وأسكنه جنته ، فعصى آدم ربه ثم استغفر فغفر له . ونزل إلى الأرض طاهرا عابدا ، وذريته التي أقرت بالتوحيد الخالص وهي في عالم الذر ، بدأت تتكاثر . مع مر الزمن اجتالتهم الشياطين فكان التكذيب والخروج عن الدين الحق : {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد:16] . عندئذ تكون الحاجة ملحة لرسالة ربانية مدعمة بالحجج والبراهين على العقيدة الصحيحة . وتبقى طائفة من الناس مصرة على موقفها في التكذيب قبل الرسالة وبعد الرسالة . فتلك هي الفئة الكافرة : كذبوا ففسقوا فأصبحوا كافرين . ودلالة مفردة (الكفر) تؤكد على أنه طارئ ، لأنه ستر الإيمان الأصلي في الإنسان . فصدق عليهم قوله تعالى : {تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}[الأعراف:101] .

والله أعلم وأحكم والحمد لله رب العالمين
 
مايقع فيه كثير من الناظرين بنية التدبر في كتاب الله أنهم حين يحررون معنى لبعض آي القرآن يسوقون جمع معلوماتهم في تفسير كثير من آياته ويضمونها إلى تحريرهم ، ومايسقونه كلام حق لا شك في ذلك لكنه غير متعلق بمعنى الآية المراد تحرير معناها تعلقا مباشرا وثيقا .
فالإستشهاد إما أن يكون بين وواضح وجه الإستشهاد منه وإلا ينتقل المحرر بكلامه من تحرير معنى الآية إلى الكلام عن معاني لآيات وردت في كتاب الله عزوجل متفرقة يبحث في ظلالها .
ليس عندي ما أضيفه لهذا النقاش الطيب الذي تكرم الشيخ عبدالكريم علي بمواصلته نفعنا الله بعلمه .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الاخوة الكرام قد تبين هذة الايات ماكذبوا به من قبل وهو البعث
قال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) سورة النمل

وقوله تعالى (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) سورة المؤمنون
 
جزى الله الاخ الكريم محمد آل الأشرف خير الجزاء في الدنيا والآخرة والمتداخلين الكرام في مجلس التدبر هذا الذي اكرمنا الله فيه بإعمال النظر في آية من آيات كتابه الكريم والحمدلله رب العالمين
 
عودة
أعلى