هذا تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)
يقول تعالى ذكره: ( قَالَ ) الله لإبليس, إذ لم يسجد لآدم, وخالف أمره: ( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ ) يقول: أي شيء منعك من السجود ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) يقول: لخلق يديّ ; يخبر تعالى ذكره بذلك أنه خلق آدم بيديه.
كما حدثنا ابن المثني, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, قال: أخبرني عبيد المكتب, قال: سمعت مجاهدا يحدّث عن ابن عمر, قال: خلق الله أربعة بيده: العرش, وعَدْن, والقلم, وآدم, ثم قال لكلّ شيء كن فكان.
وقوله ( أَسْتَكْبَرْت ) يقول لإبليس: تعظَّمت عن السجود لآدم, فتركت السجود له استكبارا عليه, ولم تكن من المتكبرين العالين قبل ذلك ( أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ) يقول: أم كنت كذلك من قبل ذا علوّ وتكبُّر على ربك ...انتهى حديث الطبري.
لكن إبليس لم يكن متكبرا من قبل على الله , بل ربما هو مثل من وردوا في الحديث عن الثلاثة الذين هم في النار, بل أول ما تسعر بهم النار: عالم و مجاهد و منفق!
كان بهم شرك و كبر ما هم ببالغيه.. و لو ردوا الفضل لله و سألوا الله العافية لهذبت قلوبهم ولكنهم كانوا معجبين بأنفسهم ( لم تكن قلوبهم سليمة ) مع أن ظاهرهم الصلاح.
لربما أن إبليس كان في الجنة كما كان عبدالله بن أبي بن سلول بين أهل المدينة .
فكلاهما اتبع ظنه و كان ظنه كما يلي :
لو لم يفد الرسول محمد صلى الله عليه و سلم المدينة لكان لابن سلول الملك عليها فحسده.
و لو لم يقل الله عز و جل (من قبل أن يخلق آدم عليه السلام) أنه جاعل آدم خليفة , لكان إبليس خليفة عليها.
إبليس لم يكن عاليا في الجنة بل كان عاديا ثم استكبر بدليل قوله تعالى : ( إلا إبليس أبى و استكبر )
وللتوضيح: المعاني التي أوردتها ليست معانٍ حرفية بل أردت تبسيط الفرق في المعنى فقط.