ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع

د. أنمار

New member
إنضم
30 مارس 2004
المشاركات
741
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

تجد كل الدروس السابقة على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1802

تنبيه:
العنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي ) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في العناوين وفي باب الحذف.


وأترككم مع درس اليوم وهو تابع للوقف لكنه متعلق بأواخر الكلمات

من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى

============================

قال الشيخ رحمه الله تعالى بعد أن لخص أنواع والوقف كما سبق نقله:

وأما الحالة الثانية فقد تقدم أن الأوجه التي يقف بها القراء خمسة :‏
الإسكان والروم والإشمام والحذف والإبدال ‏

ووفاء بما وعدتك به من الكلام عليها أقول:‏

[color=FF0000]‏(31 – الإسكان) ‏[/color]

الإسكان لغة وصناعة : عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وهو الأصل في الوقف، ‏
لأن والوقف معناه لغة: الترك والكف كما مر.‏
والواقف يترك حركة الموقوف عليه فيسكن، ولأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة، وسلب الحركة أبلغ في تحصيل الراحة، ولأن الوقف ‏ضد الابتداء والحركة ضد السكون، فكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون ليتباين بذلك ما بين المتضادين.‏
والوقف به لغة أكثر العرب واختيار جماعة النحاة وكثير من القراء.‏
ويكون في المعرب مرفوعا ومنصوبا ومجرورا
وفي المبني مضموما ومفتوحا ومكسورا
وفي المخفف والمشدد والمهموز وغيره، وسواء أسكن ما قبل الحرف الموقوف عليه أم تحرك.‏

[color=FF0000]‏(32- الروم)‏[/color]


الروم لغة: الطلب
وعرفا، قال الداني في إيجاز البيان: "هو إضعافك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك التضعيف معظم صوتها"‏
وقال في التيسير: "هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك معظم صوتها، فتسمع لها صوتا خفيا يدركه الأعمى بحاسة سمعه"‏
وقال الشاطبي:‏
وَرَوْمُكَ إِسْمَاعُ المُحَرَّكِ وَاقِفًا*** بِصَوْتٍ خَفِيٍّ كُلَّ دَانٍ تَنَوَّلاَ

وقال جماعة من المتقدمين: هو الإتيان ببعض الحركة بحيث يسمعها القريب المصغي دون البعيد لأنها غير تامة.‏
وقال بعضهم: هو الإتيان بالحركة بصوت خفي
وقال أكثر المتأخرين: هو الإتيان ببعض الحركة وقفا
وقال بعضهم: هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يدركه الأعمى
وقال الملا علي: هو الإتيان بأقل الحركة وقفا. ‏
وقدره بعضهم بثلثها
فقد اختلفت عباراتهم في ذلك كما رأيت، وحاصلها يرجع إلى معنيين :‏
أحدهما : إضعاف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها
والثاني: الإتيان بالحركة بصوت خفي يدركه الأعمى والقريب المصغي
والصواب الأول، لأنه أوضح وأدل على المقصود بخلاف الثاني، لأن ذهاب معظم الصوت دال على تبعيض الحركة قطعا، وكونها بصوت ‏خفي لا يدل على ذلك ، ويمكن الجمع بينهما بأن المراد بالصوت صوت الحركة وخفاؤه نقصانه، وبهذا الاعتبار يتحد المعنيان.‏
وقَيْدُ "وقفا" في بعض التعاريف المذكورة أخرج الاختلاس ، لأنه كذلك في الوصل،‏
والصحيح أنه لا داعي إليه لأن قرينة المقام -وهو كون الروم من وجوه الوقف- مغنية عن التصريح به،‏
وقيد "يدركه الأعمى" أخرج الإسكان والإشمام
وقيد "بصوت خفي" في تعريف الشاطبي، أخرج الحركة التامة، وهو من جملة الحد ، لا أنه من لوازمه، كما يفهم من عبارة الجعبري

[color=00CC00]والفرق بين الروم والاختلاس[/color]
وإن اشتركا في تبعيض الحركة:‏
‏ أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب، ولا يكون في فتح ولا نصب بل يكون في المرفوع والمجرور ‏من المعربات. وفي المضموم والمكسور من المبنيات. ‏
نحو: يعلم، وهم عدو لكم، أولياء
ونحو: من قبل ومن بعد، يا سماء
ونحو: من الماء، وفي الأرض، وبحر لجي، ولكل نبأ ‏
ونحو: وبالوالدين، وإحدى الحسنيين، وهؤلاء

والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف ،والثابت فيه من الحركة أكثر من الذاهب.‏
وقدره أبو علي الأهوازي بثلثي الحركة، فقال: تأتي بثلثي الحركة كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به.‏
ولا يضبط إلا بالمشافهة، ويكون في الحركات كلها ، ‏
كما في: أمّن لا يهدي، نعما، ويأمركم، عند بعض القراء.‏

وما ذكره بعضهم من أن الروم يقع في الوصل أيضا في الإدغام الكبير، وفي وسط الكلمة الحكمية، ‏
نحو: لا تأمنّا، ونعمّا ، ولا يهدّي، ويخصّمون،‏
فيه أن ذلك من قبيل الاختلاس على التحقيق كما هو الظاهر من كلامهم ولذا عبر عنه بالإخفاء في الشاطبية في مواضع كثيرة.‏

نعم، يستقيم على ما ذكره صاحب الصحاح من أن الروم: حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف.‏
والصواب ما عليه القراء وإجراء كل اصطلاح عند أهل فنه.‏
ثم إنه لابد من حذف التنوين من المنون مع الروم.‏
واعلم أن المعتبر في جواز الروم ومنعه الحركة الظاهرة الملفوظ بها سواء كانت أصلية أو نائبة عن غيرها.‏

[color=FF0000]‏(33- الإشمام)‏[/color]

الإشمام لغة : مأخوذ من أشممته الطيب، أي وصلت إليه شيئا يسيرا مما يتعلق به وهو الرائحة
وعرفا: عبارة عن ضم الشفتين كهيئتهما عند التقبيل بعد تسكين الحرف.‏
أو يقال: هو أن تجعل شفتيك بعد النطق بالحرف ساكنا على صورتهما إذا نطقت بالضمة.‏
وقال السخاوي: هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت، ‏
وقال في موضع آخر: حقيقته أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا لفظت بالضمة،‏
وكلاهما واحد، لأن الإشارة في كلامه معناها: أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا نطقت بالضمة، ويرجعان إلى المعنى الأول، لأن الإشارة لا ‏تكون بعد سكون الحرف، وهذا مما لا يختلف فيه، ‏
وقول الشاطبي:‏
وَالاِشْمَامُ إِطْبَاقُ الشِّفَاهِ بُعَيْدَ مَا*** يُسَكَّنُ لاَ صَوْتٌ هُنَاكَ فَيَصْحَلاَ
فسره بعضهم بقوله: هو حذف كل حركة المتحرك، فضم الشفتين في الوقف بلا صوت يسمع، ‏
وبعضهم بقوله: هو إطباق الشفاه بعيد السكون من غير صوت مسموع عنده.‏
فهو أيضا راجع إلى المعنى الأول كما لا يخفى.‏
وقوله "إطباق الشفاه"، يريد به ضمها كهيئتها عند التقبيل بحيث يكون بين الشفتين فرجة لإخراج النفس. وليس مراده بالإطباق حقيقته، ‏لأنه يقتضي أن الإشمام لا فرجة معه، وليس كذلك. و"الشفاه"، بالهاء جمع شفة، وإنما جمعها باعتبار القارئين، أو هو من باب قولهم عريض ‏الحواجب، عظيم المناخر. ثم هو قيد أخرج به الإسكان المجرد، ‏
وقوله "بعيدما يسكن"، أي بعيد السكون وأتى به بالتصغير ليفيد اتصال ضم الشفتين بالإسكان، يعني من غير تراخ، فلو تراخى فإسكان ‏مجرد لا إشمام فيه لعدم التبعية.‏
وقوله "لا صوت" ، إشارة إلى الفرق بينه وبين الروم، لأن الروم معه صوت ضعيف ، كما مر، وهذا عار منه.‏

واعلم أن الأعمى لا يدرك الإشمام من غيره لأنه مما يرى ولا يسمع، ولهذا لا يأخذه الأعمى عن مثله، بخلاف الروم، فإن الأعمى يدركه من ‏غيره بسمعه، والبصير يدركه بسمعه وبصره ، لأنه مما يرى ويسمع.‏

وما ذكرناه في حقيقة الروم والإشمام هو مذهب القراء ونحاة البصريين، غير ابن كيسان. وذهب الكوفيون وابن كيسان إلى العكس فسموا ‏الروم إشماما والإشمام روما.‏
وهو اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق.‏
وأما قول الجوهري في الصحاح: "إشمام الحرف أن تشمه الضمة أو الكسرة، وهو أقل من روم الحركة لأنه لا يسمع، وإنما يتبين بحركة الشفة ‏العليا، ولا يعتد بها حركة لضعفها، الحرف الذي فيه الإشمام ساكن أو كالساكن" .‏
فهو خلاف ما يقوله الناس في حقيقة الإشمام، وفي محله ، فلم يوافق مذهبا من المذهبين.‏
والإشمام يكون في المضموم من المبنيات وفي المرفوع من المعربات.‏
فالمضموم نحو: من قبل ومن بعد، ويا جبال.‏
والمرفوع نحو: الله الصمد، ولا يصيبهم ظمأ، ونستعين، ‏
وإنما اختص بهما لأن معناه -وهو ضم الشفتين- إنما يناسب الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بهما دون الفتحة والكسرة لخروج الفتحة ‏بانفتاح والكسر بانخفاض، ولأن إشمام المفتوح والمكسور يوهم ضمهما في الوصل. ولا يختص بآخر الكلمة بل كما يكون في آخرها يكون ‏في غيره كما في: تأمنا، في وجه الإشمام خلافا لمكي في تخصيصه بالآخر.‏
واعلم أن مما ذكرناه [color=FF33CC]أشياء يتعين الوقف عليها بالإسكان[/color] مطلقا أو في قول، وجملتها أربعة:‏
‏(اثنان متفق على عدم دخول الروم والإشمام فيهما وهما)‏
‎1‎‏- هاء التأنيث
‎2‎‏- وعارض الشكل
‏(واثنان مختلف فيهما وهما)‏
‎3‎‏- ميم الجمع
‎4‎‏- وهاء الضمير
وتفصيل الكلام عليهما في المطولات، فارجع إليها إن شئت.‏

[color=FF0000]‏(34- الحذف)‏[/color]

قد علمت أنه بمعنى الإسقاط الإزالة. وهو هنا يكون في أربعة أشياء:‏
‎1‎‏- تنوين المرفوع والمجرور
‎2‎‏- صلة هاء الضمير وهي الواو والياء ‏
‎3‎‏- صلة ميم الجمع، وهي كذلك
‎4‎‏- الياآت الزوائد
فإذا حذفت هذه كلها سكّنت الحرف الذي قبل المحذوف ووقفت عليه بالسكون، فهذا الوجه يرجع إلى الإسكان (يقصد ما سبق تحت ‏عنوان رقم 31)‏

[color=FF0000]‏(35- الإبدال)‏[/color]

قد مر أنه جعل حرف مكان حرف، وهو هنا يكون في موضعين
‎1‎‏- منصوب المنون ‏
نحو: (غفورا رحيما)‏
فيُبدَل من تنوينه ألفُ الوقف، ‏
وكذلك تُبدَل نونُ التوكيد الخفيفة بعد فتحٍ ألفاً في (ليكونـًا) و(لنسفعـًا)، ‏
وكذلك تبدل نونُ (إذًا) ، نحو : إذًا لأذقناك.‏
‎2‎‏- تاء التأنيث المتصلة بالأسماء ‏
نحو: الرحمة ، والجنة، والموعظة.‏
فيبدل من التاء هاءً في الوقف عليها.‏
وإن كانت منونة حذف تنوينها وأبدل منها هاء، ‏

فهذا يرجع إلى السكون أيضا كما مر. (يقصد ما سبق تحت عنوان رقم 31)‏

[color=990033]تتميم[/color]

[color=009999]بقي من أنواع الإشمام ثلاثة أنواع لابد من معرفتها لكل قارئ[/color]

[color=0099CC]النوع الأول[/color]
خلط لفظ الصاد بالزاي. ‏
ومعناه: مزج حرف بآخر شيوعا بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد ولا زاي. والصاد هو الأصل والأكثر، كما يستفاد من الإشمام إذ هو ‏شائبة رائحة الزاي.‏

[color=0099CC]النوع الثاني[/color]
خلط حركة بحركة
وهو في عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين. ‏
ويخالف الإشمام المذكور في الوقف لأنه:‏
‏ ‏‎‎‏ في الأول، ويعم الوصل والوقف، ويسمع، وحرفه متحرك. ‏
بخلاف إشمام الوقف فإنه:‏
‏ ‏‎‎‏ في الآخر، والوقف، ويسمع، وحرفه ساكن.‏
ويخالف المذكور في الصاد بالإفراز. ‏

[color=009999]وكيفية التلفظ به:‏[/color]
أن تلفظ بأول الفعل (أي فائه) بحركة تامة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، إفرازا لا شيوعا، جزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء ‏الكسرة، وهو الأكثر، ومن ثم تمحضت الياء. ‏
كذا ذكره الجعبري وغيره. ‏
والظاهر من كلام الشاطبي أن جزء الكسرة مقدّم.‏
ثم إطلاقهم يدل على التساوي في قدرهما. ولم أر من قيده به غيره.‏
وقد قال السخاوي: "في عبارة الشاطبي تنبيه على أن الفعل لا يكسر بكسرة خالصة"، ‏
ثم قال: "وحقيقة هذا الإشمام أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة فتمال كسرة فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا، إذ هي ‏تابعة لحركة ما قبلها، وهذا وجه من عبر عن الإشمام بالإمالة، لأن الحركة ليست بضمة محضة، ولا كسرة خالصة، كما أن الإمالة ليست ‏بكسرة محض ولا فتح خالص". اهـ
وقيل: هو صريح الضم، وليس بشيء لأنه إن كان مع الواو فلغة لم يقرأ بها أحد. أو مع الياء فخروج عن كلام العرب. ذكره الجعبري.‏
والتحقيق ما قاله السخاوي من أن الذين سموه ضما -وهم جماعة من أئمة القراء- فإنما عبروا عنه كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبا ‏ومجازا، لأن الممال فيه كسر، وهذا فيه شيء من الضم.‏
قال: والذين سموه روما قالوا هو روم في الحقيقة وتسميته بالإشمام تجوز في العبارة. ‏
ثم قال: والعرض بهذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل، أما الضمة ففي الفاء، ‏وأما الكسرة ففي العين لأن الأصل (فُعِل) مبني لما لم يسم فاعله، وهذا يدل على ما قاله الجعبري من أن جزء الضمة مقدم كما تقدم.‏
ثم قال: فلما كان هذا الإشمام دالا على الأصل صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير.‏
وقال أبو شامة:‏
والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو، فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم لأن ‏هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة لأنها أفعال ما لم يسم فاعله فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما تستحقه وأبقوا ‏شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه هذه الأفعال من الاعلال. اهـ
وهذا أيضا يدل على ما قدمناه من أن جزء الكسر مقدم على جزء الضم
ثم قال:‏
ومنهم من جعل حقيقته أن تضم الأوائل ضما مشبعا، وقيل مختلسا، وقيل بل هو إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسر الأوائل. ثم ‏القارئ مخير في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده والأصح ما ذكرناه أولا. اهـ (قلت نقله الضباع باختصار وتصرف يسير )‏

وقال صاحب النجوم الطوالع:‏
والمراد بالإشمام هنا أن يلفظ بأول الفعل محركا بحركة تامة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء ‏الكسرة وهو الأكثر. هذا هو الصواب ومن قال بخلافه فكلامه إما مؤول أو باطل لا تجوز القراءة به، والإشمام هنا غير الإشمام المتقدم في باب ‏الوقف، لأن الإشمام هنا في الحرف الأول وفي الوصل والوقف ويسمع وحرفه متحرك، بخلاف المذكور في باب الوقف فإنه في الحرف الأخير، ‏وفي الوقف فقط، ولا يسمع، وحرفه ساكن.‏
وعبر المتأخرون من القراء كالداني والشاطبي وأكثر النحاة عن هذا المعنى المذكور هنا بالإشمام وعبر بعضهم بالروم وبعضهم بالضم وبعضهم ‏بالرفع وبعضهم بالإمالة، ووجه الإشمام التنبيه على حركة فاء الفعل الأصلية وهي الضمة إذ الأصل في قيل قُوِل مبني للمجهول استثقلت ‏الكسرة على الواو فنقلت إلى القاف بعد حذف ضمتها، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأشير إلى ضمة القاف تنبيها على الأصل. وهي ‏لغة عامة أسد وقيس عقيل وبها قرأ القراء. وأكثرهم على إخلاص الكسر، وهي لغة قريش وكنانة. وهناك لغة ثالثة لبعض العرب، تحذف ‏كسرة الواو وتضم الأول ضما خالصا فتقول: "قُول" ولم يقرأ بها في المتواتر. اهـ

[color=0099CC]النوع الثالث[/color]

ضم الشفتين مقارنا لسكون الحرف المدغم وذلك فيما كان مرفوعا أو مضموما في رواية السوسي وفي "لا تأمنا على يوسف" في قراءة ‏الجماعة.‏
وكيفيته:‏
أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت بعد إسكان النون الأولى وإدغامها في الثانية إدغاما تاما، وقبل استكمال التشديد، أي قبل تمام النطق ‏بالنون الثانية، فالإشمام هنا كالإشمام في الوقف على المحرك، لأن النون الأولى أصلها الضم وقد سكنت للإدغام، والمسكن للإدغام كالمسكن ‏للوقف، بجامع أن سكون كل منهما عارض، إلا أن الإشمام هنا قبل تمام النطق بالنون الثانية كما تقدم وفي الوقف عقب النطق بالحرف ‏الأخير، سواء أكان مدغما فيه أم لا.‏

======================

اهـ ويتبعه ياءات الإضافة ، بتسهيل المولى الكريم
 
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا و نفع بك و يسر لك طرق الخير كلها كما يسرت هذا الشرح المبارك آمين
 
عودة
أعلى