السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتقد بوجوب الرجوع للسياق لنتمكن من تكوين صورة شاملة لمفهوم الآية ، يقول الحق جل جلاله:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الانعام
فالسياق يتحدث عن أولئك الذين ادَّعو النبوة زوراً وكذباً وأن هناك غير الله يشترك فيهم ويرفعونهم لدرجات إلهية فما أن يقبض الله أرواحهم وتخرج الملائكة أنفسهم يبدأ عذاب الهون بقولهم الباطل ويوم القيامة يأتون فرادى ليس معهم من يشفع لهم كما زعموا في الدنيا ، فالخلق كلهم لله وحده وإن ظهر من يدعي أن فيهم شركاء سوى الله فقد افترى على الله الكذب ورفع المخلوق لدرجة الخالق ، والله جل وعلا ضرب الشراكة بهذه الصورة في مثل عظيم في موضع آخر يقول فيه جل جلاله:
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر:29]
فيكون قوله (فيكم شركاء) إشارة لدعواهم بأنهم ليسوا لله وحده بل يشترك مع الله فيهم آخرين
والله أعلم