فأكتب الإجابة في هذا المنتدى على استحياء لما ضم من مشايخ فضلاء، لكن جرأني أني إن أخطأت وجدت منهم تصويباً، أو أصبت لقيت من إقرارهم تشجيعاً، فالله المستعان.
لعل الجواب على السؤال أن هذه التسمية الشريفة ( أهل السنة والجماعة ) جاءت لمناسبة الواقع الذي سميت فيه. ذلك أن أهل البدع طرحوا السنة بحجة أنها ظنية الثبوت، ثم هم - نتيجة لطرحهم السنة - قد تفرقوا واختلفوا. فحسن أن يتسمى أهل الحق بالميزتين اللتين تفرق بينهما وبين غيرهما من أهل الأهواء، وهما التمسك بالسنة النبوية والاجتماع، فكان هذا الاسم.
وللبيان فإن أهل السنة تسموا بـ( أهل السنة ) لأنهم أعرف بها إذ فيهم المحدثون والفقهاء، ولأنهم متمسكون بها عاملون.
وهم أهل الجماعة، باعتبار أن الجماعة مصدر، أي هم أهل الاجتماع. وباعتبار أن الجماعة هي القوم المجتمعين أنفسهم، تكون الـ( ال ) هنا للعهد الذهني، أي الصحابة ( إذ هم مجتمعون على عقيدة ومنهج واحد )، فهم أتباع الصحابة رضوان الله عليهم.
أما سبب عدم ذكرهم القرآن في هذا الاسم الشريف هو شرف القرآن وعلو مكانته بين المسلمين، إذ لم يتجرأ أهل البدع على القول بطرحه ونبذه - كما فعلوا مع السنة -. بل زعموا أنهم يكتفون بما في كتاب الله تعالى، كما حذر منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( لا ألفين الرجل منكم شبعان متكئاً على أريكته يقول حسبنا كتاب الله، ما وجدنا في كتاب الله من حلال أحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ) أو كما قال. لذا لم يكن يتميز أهل السنة عن غيرهم بالأخذ بالقرآن، فلم يكن في التسمي بالقرآن فضل لهم على غيرهم.
ولذلك كانوا يتسمون أيضاً بـ( أهل الحديث ) و ( أهل الأثر ) ونحوها.
وإن كان الحق الذي لا مرية فيه أن أهل البدع لم يأخذوا بالقرآن استسلاماً وقبولاً، وإنما أخذوا به تابعاً وشاهداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا. والله أعلى وأعلم.
وفقك الله يا أخ فيصل ، ولا مزيد سوى التنبيه على إعراض أهل البدع عن السنة ، فدعى أهلها نفسهم بها وانتسبوا إليها مخالفة لأهل البدع الذين انتسبوا إلى بِدعِهم أو إلى شيوخهم ، فهم مقطوعون عن الاتصال بذلك الشرف العظيم ، وهو الاتصال بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ إما بالسند ـ وإن ادعاه بعضهم ـ وإما بالعمل، وهو المقصود الأعظم ، والله أعلم .
هذا حديث البخاري وفيه أصل تسمية جماعة المسلمين، وقد تجلت لأهل السنة والجماعة في عام الجماعة حين ظهر موقفهم من الفتن التي حدثت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتجلى مذهبهم بخلاف أهل البدع والضلال.
وأصل تسميتهم بأهل السنة لأنهم من أخذ بحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ.
ولذا لا تجد أحدا من أهل البدع روافضا كانوا أو خوارجا أو غيرهم يأخذون بهذا.
في الدر المنثور:
"أخرج ابن أبي حاتم وأبو نصر في الإبانة والخطيب في تاريخه واللالكائي في السنة عن ابن عباس في هذه الآية قال {تبيض وجوه وتسود وجوه} قال "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدع والضلالة.
وأخرج الخطيب في رواة مالك والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال: "تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدع".".