للمناقشة ... أيُّ طرق الإقراء أنفع في نظرك؟

ايت عمران

New member
إنضم
17 مارس 2008
المشاركات
1,470
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المغرب
بسم1​
الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فمما يثلج الصدور، ويملأ القلوب بالحبور، ما يلحظ من انتشار حلقات الإقراء، وتكاثر المشايخ القراء، وإن كانت بعض البلدان، الانتشار فيها له توان.
وتبعا لتنوع المقرئين وتنوع مدارسهم، تنوعت مناهجهم واختلفت طرائقهم:
فبعض المشيخة يأخذ طالبه بالحزم من أول يوم، ولا يسمح له بمجاوزة الفاتحة إلا بعد أن يتأكد من إتقانه لأحكام التجويد، ونأي لسانه عن كل لحن جلي أو خفيف، فتراه يوقفه على كل كلمة، بل كل حرف.
وتلكم طريقة شاقة، إن على المقرئ، وإن على المتلقي القارئ، وقل من يصبر عليها من الطلبة، وكم سمعت من تضجرات التضجرين، وشكاوى المشتكين.
وبعض المشيخة ينتهج منهج التساهل، يتساهل في الاستماع؛ فينشغل عن الطالب بعوارض، وربما استمع لطالبين في آن واحد، ويتساهل في تصحيح الأخطاء؛ فيتغاضى عن كثير من اللحن الخفي، وربما أغفل الجلي أيضا.
وتلكم الطريقة موجودة، وليت شعري ما وجهة نظر سالكيها؟.
وبعض المشيخة يأخذ طالبه بالتدرج، ويرى أن يلقنه في كل جلسة ما يحسب أنه قادر على استيعابه، فتجده يغض الطرف عن بعض الأخطاء في أولى الجلسات، أملا في تصحيحه له في جلسات لاحقات، وأغلب ما يكون ذلك إذا كان الطالب كثير الأخطاء، تنبيهه على جميعها يأخذ الكثير من الوقت، وقد يجعل الطالب ييأس من نفسه، ويضجر من كثرة أغلاطه، فينقطع عن إنهاء ختمته.
وتلكم الطريقة لمستها عند بعض المشيخة، وجربتها مع بعض الطلبة، لكن تجربتي المتواضعة أفادتني أنها قد تؤدي إلى ما أسميه التطبيع مع اللحن، يتعود الشيخ فيها على سماع اللحن، فيعسر تنبيهه طالبه عليه بعد.

في رأي فضيلتكم – أساتذتي الكرام – ومن منطلق تجربتكم قراءة وإقراء، ما هي الطريقة المثلى – المذكورة أعلاه وغير المذكورة - التي ينبغي أخذ الطالب بها، خصوصا الطالب المبتدي؟

وكتب
محمد ايت عمران​
 
وبعض المشيخة يأخذ طالبه بالتدرج، ويرى أن يلقنه في كل جلسة ما يحسب أنه قادر على استيعابه، فتجده يغض الطرف عن بعض الأخطاء في أولى الجلسات، أملا في تصحيحه له في جلسات لاحقات، وأغلب ما يكون ذلك إذا كان الطالب كثير الأخطاء، تنبيهه على جميعها يأخذ الكثير من الوقت، وقد يجعل الطالب ييأس من نفسه، ويضجر من كثرة أغلاطه، فينقطع عن إنهاء ختمته.وتلكم الطريقة لمستها عند بعض المشيخة، وجربتها مع بعض الطلبة، لكن تجربتي المتواضعة أفادتني أنها قد تؤدي إلى ما أسميه التطبيع مع اللحن، يتعود الشيخ فيها على سماع اللحن، فيعسر تنبيهه طالبه عليه بعد.

أظن أن هذه الطريقة أنسب
 
إن كان الطالب كثيرَ الخطأ فينبغي على الشيخ أن يقرئه أجزاءً تدريبية تؤهله إلى الختمة الكاملة التي يحصل بها على الإجازة.
 
خير الأمور ...؟

خير الأمور ...؟

الحمد لله رب العالمين، وبعد:
أما التساهل مع الطالب أثناء الإقراء، فذاك سبيل لا تحمد حاله وعاقبته، فما كثرة الخلافات في مسائل التجويد إلا بسبب تساهل المعلم في التلقين، وتساهل الطالب في التلقي، ثم يَنْقُلُ ذلك التساهلَ إلى طالبٍ آخر تحت شعار (هكذا تلقيت)، وبحجة (القراءة سنة متبعة).
وأما الطريقتان الأخريان فلا تخفى فائدتهما، وانضباطهما، وحفاظهما على التلقي السليم لعلمي التجويد والقراءات، وأرى أن الأخذ بأيهما مرجعه إلى أحوال عدة يلاحظها الشيخ المقرئ، مع رعاية حال القارئ المتعلِّم:
فـ - مثلا - من كان من الطلاب ذا ضجر وملل كان الشيخ به رفيقا حليما رحيما، متدرجا به في مراتب الكمال، يرفعه كل يوم إلى أخرى.
ومن كان ذا صبر وجلد على العلم ومشاقه، فليصب عليه الخير صبا يغمره به، وخير البر عاجله.
وكذا من ضاق وقته، عن طول المقام مع شيخه، فليشدد عليه في التصحيح والتنقيح، فحال تزاحم الأمور يقدم أكثرها نفعا، والله أعلم.
 
الإقراء وتعليم تلاوة القرآن

الإقراء وتعليم تلاوة القرآن

الإقراء وتعليم تلاوة القرآن
في هذه المسألة المطروحة للمناقشة يجب علينا أن نفرق بين المقام والحال : مقام الإقراء ، وحال المتلقي .
فأما المقام : فإن كان لتلقي الرواية بالسند المتصل ، فإن حال المتلقي أنه تدرج في التجويد حتى وصل إلى المرحلة التي تؤهله لأخذ السند ليقرأ ويُقرئ غيره ، فحينها تكون أخطاؤه إما سهوا وإما غلبة طبع ، فيجب على شيخه أن ينبهه لها كلما وقع فيها ليأخذ عنه النطق الفصيح والأداء الصحيح .
وإن كان المقام تعليم تلاوة القرآن تلاوة صحيحة فقط ، ليقرأ المتلقي القرآن بطريقة صحيحة مجودة خالية من اللحون الجلية والخفية فإن حال المتلقي واحد من ثلاثة :
الأول ، الأطفال وكبار السن :
وهؤلاء نقرؤهم بالتلقي والسماع ، فيتعلمون عن طريق التقليد والمحاكاة ، ولا بأس من تنبيههم لبعض القواعد البسيطة : إن رأيت حرف مد وبعده همزة طول الصوت ، أو حرف مد فوقه علامة المد طول الصوت ، أو رأيت نونا أو ميما ليس عليها حركة ولا سكون : إعطيها غنة ، وغير ذلك : قلدوني وقولوا مثلي ، ونصحح لهم قدر ما تطاوعهم ألسنتهم وخاصة كبار السن .
الثاني ، الشباب والفتيات ممن تدرجوا في مراحل التعليم الأكاديمي المختلفة :
هؤلاء ينبغي تدريسهم مخارج الحروف وأحكام التجويد لأن عندهم القدرة على فهمها ، وأفضل طريقة هي شرح الدرس ثم التطبيق العملي عليه ، باختيار كلمات معينة تنطبق عليها الأحكام التي تم شرحها ، ثم نختم بتلاوة آيتين فيهما أحكام وقواعد تمت دراستها ، يتلوها المعلم أولا ، ثم ينبه على ما فيها من أحكام تمت دراستها ، ونطقها الصحيح ، وما يمكن أن يحدث فيها من أخطاء ، وأسباب هذه الأخطاء وكيفية تصحيحها ، ثم يبدأ الطلاب بقراءة الآيتين ومع القراءة يصوب المعلم لكل تلميذ أخطاءه المتعلقة بما تم شرحه ، وما لم يتم شرحه يوجهه فقط للنطق الصحيح دون شرح الأسباب حتى تتم دراسة تلك الأحكام ، وهنا يأتي دور فهم المعلم لطبيعة تلاميذه : فهناك من يطاوعه لسانه وفهمه جيد ، فيستجيب بسرعة ويصحح أخطاءه ، فهذا ندقق معه في التصحيح لأنه حتما في يوم ما سيصل لمقام الإقراء بالسند أو حتى تعليم القرآن لغيره لما عنده من ملكة الفهم والقدرة على إجادة النطق الصحيح للحروف والكلمات ، وهناك من يتعب ويرهق المعلم حقا في تصحيح الأخطاء ، ومهما شرح له فإنه يصر على النطق الخاطئ ، فهذا نصبر عليه ونتدرج معه في التصحيح وقد نتجاوز معه قليلا ، ولا نشق عليه في تكرار الكلمة التي بها الخطأ أكثر من 5 مرات حتى لا يلتصق النطق الخاطئ عنده في ذهنه لأنه ما قدر على التصحيح ، وفي كل مرة نوجهه للصواب ولا نشق عليه ، لأنه حتما لن يصل لمرحلة تعليم غيره ، ولكنه سيكتفي بتعلم تلاوة القرآن تلاوة صحيحة قدر المستطاع .
وهناك من يحرج من زملائه والوقوع في الخطأ أمامهم (غالبا تكون شخصية خجولة أو حساسة ) فهذا يقرأ مع زملائه ونصحح له مرة واثنتان ثم نتجاوز ولكن بشرط أن يكون له لقاء خاص بمعلمه على انفراد ليصحح له دون أن يشعر بأي خجل أو تحسس من أخطائه أمام أقرانه .
الثالث ، الأعاجم والعرب الذين درجوا في بلاد العجم حتى اعوجت ألسنتهم وفقدوا النطق الصحيح لبعض الحروف :
وهؤلاء منهم من يقدر على تعلم المخارج والأحكام وتطبيقها وقد يطاوعه لسانه مرة وقد لا يطاوعه مرات ولكنه يجتهد ، فحاله حال من نصحح له وندقق معه ولكن لا نشق عليه ، وهناك من لا يطاوعه لسانه وليس له القدرة على تعلم الأحكام فحاله حال كبار السن وإن كان شابا متعلما ولكن عجمة لسانه مع استصعابه النطق العربي الفصيح تجعل المعلم يرفق به ليصل به إلى الاقتراب من النطق الصحيح لألفاظ وكلمات القرآن ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
وفي جميع الأحوال : فإن المعلم هو الأساس في العملية التعليمية والإقرائية كلها ، وقدرته على فهم طلابه وتوصيل المعلومة لهم بطريقة صحيحة سهلة واضحة هي الأساس في الموضوع كله ، لأنه سيعرف أن لكل مقام مقال ، وأن الناس يختلفون باختلاف الأحوال ، والله الموفـِّق .

 
السلام عليكم
أنفع طرق الإقراء في نظري:
- أن يعول المدرس على(خطة تدريسية)،تكون أمامه يدون فيها منهجه،وأسماء طلابه وبقية متطلبات درسه،
مع التقويم المستمر لطلابه)،
- كذلك معرفة حال الطلاب: من حيث العمر من حيث الدرجة العلمية وطلب الإجازات، مع التركيز على حصر المشكلات لديهم وحلها، ومن المعلوم أن أبرز مشكلة هي الأخطاء المتكررة في الحروف والكلمات والأحكام وهي من أسباب ضعف الطلبة فينبغي حصرها وقراءتها امام الطلاب بشكل مستمر، وغيرها من المشكلات التي تطرأ أثناء مرحلة التلقي فينبغي التعرف عليها وحلها)
وأخيرا ينبغي على من يتولى الإقراء أن يبتعد عن عدد من السلبيات كالعشوائية في التعليم، وعدم تقييمه المستمر لطلابه،ونحوه فهي من أسباب ضعف الطلبة، وتسربهم من الدراسة،
وجزى الله خيرا أولئك المشايخ الكرام الذي كانت دروسهم منضبطة بالحضور، والتوجيه لقراءة الطالب في كل آية وتصحيحها حرفا حرفا،حتى وصل طلابهم إلى أعلى درجات الإجادة،ثم الإقراء والتمكن فيه. والله الموفق.
 
أرى في هذا الطرح أن الشيخ هو الذي عليه الأمر كله, ورغم أن الشيخ هو المعلم إلا أن الطالب عليه جزء مهم جدا, وهو التدريب على ما أعطاه شيخه بينه وبين نفسه أو بعض أقرانه, فلو أن الطالب اجتهد في ذلك لتلاشت أخطاء كثيرة في كل مرة يقرأ فيها على الشيخ, فيسهل على الشيخ أن يرده في أخطاء معدودة بدل أن يأتي الطالب في كل مرة يكرر نفس الأخطاء, ونبه علماء التجويد على ذلك, ومنهم الإمام الجعبري حيث قال:
وَادْمِنْ لِيَبْقَى ذَاكَ فِيكَ طَبِيعَةً وَتَحُوزَ حُسْنَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
وطبعا هذا الإدمان لن يكون إلا بالتدريب بين الطالب وبين نفسه بعدما يتلقى النطق الصحيح من شيخه.
وإن مما يحث عليه الطلاب سماع المصاحف المعلمة, كالمصحف المعلم للشيخ محمود خليل الحصري, فإن هذا الأمر قد جربته مع طلابي, حتى إني كنت أنسخ لهم ذلك وأجبرهم على سماعه, وكما قال مشايخنا قديما: القارئ كالحالب والسامع كالشارب.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على طرحكم الطيب ، والذي مدارسنا القرءانية في أمس الحاجة إليه ، لأن الطرق والاساليب المنتهجة تختلف من مدرسة إلى اخرى وكل طريقة ولها قيمتها ومدى ناجعيتها وثمرتها المختلفة....
ومن تجربتي المتواضعة والتي لازلت في بدايتها أي كمعلمة مبتدئة في مدرسة قرءانية، ارى ان الطريقة التي وجدت لها قبول وافادة عند الطالبات ... ان يتم كتابة السورة كاملة في السبورة ثم استخراج الاحكام الموجودة في السورة ثم اعطاء مفهوم وبتبسيط لكل حكم تم استخراجه من هذه السورة ، وطبعا هذه الطريقة تكون بداية من سورة الفاتحة والناس الى ان يتم ختم المصحف كاملا .
دون اعادة ذكر شرح الاحكام في السورة التي تلت السورة الاولى ، بمعنى ان تم استخراج حكم الاخفاء في موضع معين وشرحه فلا داعي لشرحه في موضع آخر لان الطالب يكون قد عرف هذا الحكم سابقا لكن مع الاشارة اليه أي بان هذا الحكم هو كذا وكذا ، وأنصح أن تكون الحلقتين الاولى والثانية لمخارج الحروف وصفاتها وتلقين الطالب عليهما ، وعلى المعلم في هذا الطريق ان يتحلى بالصبر والتريث وعدم الاستعجال والتساهل مع القرآن ، لكن باسلوب لا يُنفر الطالب من هذا العلم .
 
أخي الكريم أشكر لك طرحك النقاش في هذا الموضوع الهام الذي يشغل بال كل معلم حريص يُعهد إليه بتعليم كتاب الله . فجزاك الله خيرا وبارك فيك وأسأل الله أن ينفعنا جميعا بخلاصة التجارب التي تُدون في هذه النقاشات المباركة.
طرحك للمشكلة كان واقعيا فلقد أشرتَ على عجالة إلى جملة من سلبيات وإيجابيات كل طريقة , وتركتَ المعلم المبتدئ تتعاظم حيرته أي الطرق أفضل وأنجح لتعليم كتاب الله ؟؟
ربما يحلو لي أن أجعل السؤال معكوسا , بمعنى أن يكون على هذه الصيغة : أي طرق تعليم كتاب الله أكثر إيجابية وأقل في سلبياتها من غيرها؟؟ حتى يدرك المعلم أن السلبيات لابد وأن تصاحب كل طريقة بحسب الظروف التي نُفذت فيها هذه الطريقة والأشخاص الذين نفذوها وكذلك مَنْ نُفذتْ عليهم , ووجود السلبيات في طريقة ما لا يعني فشلها وعدم مناسبتها لتعليم كتاب الله , كما أن وجود الكثير من الإيجابيات في طريقة ما لا يعني مناسبتها دائما لكل الظروف , فالإيجابيات والسلبيات مسألة نسبية تختلف من معلم لمعلم ومن متعلم لمتعلم ومن زمن لزمن .
ولأجل أن يتضح ذلك أكثر أقول :
مما لاشك فيه أن طريقة التدرج في تعليم التلاوة هي الأسلوب المعتدل بين طرفي النقيض , ورغم أن هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل إلا أنه قد لا يناسب كل معلم , فقد يكون المعلم محكوما بوقت محدد , وهدف بسيط أو غير محدد (أي أن الهدف قد لا يُعنى في الأساس بتحسين التلاوة وإنما قد يُعنى بمقدار الحفظ والمراجعة أو مجرد قضاء الوقت مع القرآن تيمنا كما في الدورات الصيفية مثلا .... الخ ) وبالإضافة لتقييد المعلم بوقت محدود وهدف لا يعنى بالتطبيق ؛ فقد يكون عدد الطلاب المستهدفين كبير يفوق طاقة المعلم , لذا نجده مباشرة ينتهج منهج التساهل , لأنه قد فرض عليه فرضا , حتى وإن كان يميل إلى الأخذ بالتدرج .
وهذا المعلم ذاته إن وُضع أمامه هدف كبير في وقت محدود مع عدد بسيط من الطلاب لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ؛ فإنه سينتهج منهج الحزم فورا (كما في تأهيل الطلاب للمسابقات الداخلية والدولية) ولا يُستحسن في هذه الحالة أن يتساهل المعلم أبدا , وربما تجده يتدرج بقدر .
هذا من جانب المعلم .
أما من جانب الطالب فإن الطالب نفسه يفرض على المعلم الأسلوب الأمثل في التعامل معه حتى وإن كان في أحد الظروف الثلاثة السابقة .
فهناك الطالب الذي لا ييأس ولا يمل , وتجده يحب الاستزادة من العلم بهمة عالية , فهذا يفرض على المعلم زيادة الاهتمام به , فهو ينقل إليه كل مهاراته وإمكانياته بأريحية كبيرة , ويستمتع بتدريسه أيما استمتاع .
وهناك الطالب الذي بالكاد يطيق أن يصحح له المعلم حرفا , فقد يبدو عليه الضجر سريعا وقد يتأفف أو يتهرب , وربما يعمد إلى حيل نفسية من جدل وإسقاط ...الخ لكي يثبت أنه على صواب , وهذا سيتساهل المعلم معه خوفا من تنفيره أو اتقاء لشره .
وهناك الطالب المعتدل الذي يحب أن يتعلم وتراه يستزيد المعلم فإن تكاثرتْ عليه الظباء حار ووقف باكيا لا يدري أيها يصيد ؟ وهذا يكون تعامل المعلم معه بحنكة وروية , فهو يعطيه بلا إرهاق , ويطالبه بلا إصرار , معتبرا أن عليه أن يستطلع مدى تقبل هذا الطالب للتصحيح يوميا حتى لا يضيعه من بين يديه .
وخلاصة ما سبق أن لكل طريقة ظروف تفرض اختيارها وتطبيقها من بين الطرق الأخرى , وأن المعلم الفطن هو من يوظف إيجابيات كل طريقة ويحاول قدر استطاعته تجنب سلبياتها , ولو أننا نظرنا بعين التأمل والإنصاف سنجد نماذج ناجحة جدا لمعلمين ومتعلمين في كل طريقة من هذه الطرق الثلاث , فالسر إذن في مناسبة الطريقة لظروف الحلقة ومدى نجاح المعلم في استخدامها وفي تجنب سلبياتها .
لكن يبقى أننا لو كان بيدنا أن نختار الظروف المثالية لحلقة ما (كأن يتوفر لها معلم متمكن وعدد محدود من الطلاب في مراحل عمرية متقاربة , وفي مدة زمنية طويلة نسبيا) فإن الطريقة المثلى للتعليم فيها ستكون بالطبع هي طريقة التدرج ولكن مع مزجها بشيء من الحزم حينا وشيء من التساهل حينا .
ومن واقع تجاربي فإني أفضلُ أن يقوم المعلم بتخصيص نصف وقت الحلقة لتصحيح التلاوة (تحسين التطبيق) , بحيث يجعل منهج تصحيح التلاوة موحدا للجميع , فيلقن الجميع آيات قليلة (آيتان أو ثلاث) بشكل مكثف , يسمعها من الطلاب بشكل جماعي وزمري ففردي , مرارا وتكرارا , ويصحح في كل مرة ما فيها من أخطاء وهو يشرك الجميع في الانتباه للأخطاء ولكيفية تصحيحه لها , ثم يستمع إلى الدرس السابق (وهو أيضا آيات قليلة) من كل طالب مع التصويب الدقيق الفطن الذي لا يؤدي إلى التنفير , وهو في هذا النصف الأول من حلقته ما بين حزم وتدرج .
فإذا ما انتهى وقت التلقين كان النصف الثاني من وقت حلقته مخصصا لتسميع كل طالب حفظه الخاص به , والذي يتفاوت من طالب إلى طالب بحسب المهارات الفردية , والمعلم في وقت التسميع هذا يميل من التدرج إلى التساهل ولكن تساهله مع الطالب تساهل منظم , بمعنى : أنه لا يتجاهل تصحيح الأخطاء تماما وإنما حين يصحح الخطأ للطالب ويعجز الطالب عن الإتيان بالصواب يدون المعلم هذه الملاحظة ليعود إليها في وقت التلقين أوفي الوقت المناسب .
إن مخرجات حلقة كهذه هي مخرجات ناجحة جدا بل ومبهرة في تميزها , وهي تناسب جميع المراحل العمرية بشكل عام خاصة إذا أُحسن توظيفها وتشكيلها.
أخيرا هناك نقطة هامة أحب التأكيد عليها وهي :
ان المعلم الحريص المجتهد لابد من وجهة نظري أن يدرك أن ثمة فرق بين التدرج في تلقين الطالب للصواب , وبين التدرج في مطالبة الطالب بالصواب .
فالتدرج في مطالبة الطالب بالصواب وتصحيح الخطأ أمر لابد من انتهاج المعلم له , ولابد من الترفق فيه والتخطيط الجيد له , لكن التدرج الأول وهو التدرج في تلقين الطالب للصواب يفترض ألا يكون نهج المعلم الحريص الماهر , لأنه ينبغي ألا يترك المعلم الماهر خطأ يمر عليه دون أن يعيد قراءته للطالب بالطريقة الصحيحة ـ خاصة إن كان بارزا سواء كان من الأخطاء الخفية أو من الأخطاء الأخفى من الخفية كل ذلك على حسب مستوى الطالب ـ دون أن يطلب من الطالب تصحيحه , بل يكتفي بأن يُسمعه الصواب , وسواء أدرك الطالب الصواب أم لم يدركه فإنه مع الأيام سيعتاد على سماعه , وحين ينتهي من تصحيح أخطاءه الجلية التي تدرج المعلم معه في تصحيحها سيكون مرنًا جدا ليدرك أخطاءه الخفية , وقد لا يستغرق في تصحيحها جهدا ولا وقتا يذكر , والسبب : أن معلمه فرّق بين التدرج في تلقين الطالب للصواب والتدرج في مطالبة الطالب بالصواب , وأعتبر الأول تدرج لا داعي له والثاني تدرج لابد منه , ثم أحسن التعامل مع كليهما .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى , ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل .
 
جزى الله الجميع خيرا ، وبوركت أختي بنت اسكندراني على هذه المشاركة النافعة في قالب أدبي صيغ صياغة ماتعة ، وقد ذكرني بدورة صيفية قدمتها سابقا لإعداد معلمات التجويد ، وعليه سأرفق مع هذه المشاركة الملف الخاص بالمحاضرة الأولى منها وهو بعنوان : (المعلم المربي والمعلم القدوة ومقوماته ، ولماذا معلم التجويد) ، فهو ليس ببعيد عن المسألة المطروحة ، ولكنه قد يفيد معلمي ومعلمات التجويد ، على الرغم من أن الدورة كانت موجهة للمعلمات وعلى هذا الأساس كانت صياغة المقدمة .
 
أحسن الله إليكم أساتذتي الكرام، وفرح جدا أن استثار الموضوع مكامن علمكم وتجاربكم، ورد إلينا بعض من يعز علينا غيابهم عن ملتقى القراءات والتجويد.
وأرجو أن يستمر تدفع شلالات التجارب، يقوم أحدنا بعد بتجميعها في مصب واحد بإذن الله تعالى.
 
قد لا يكون في إضافتي مايدعو إلى الإهتمام الكثير...لكن هي تجربة جنيت ثمارها ، ولازلت في كل مرة اكتشف الجديد الأفضل في تعليم كتاب الله، جديدا تفرضه علينا الظروف احيانا ، وجديدا نستفيده من تجربة غيرنا احيانا اخرى..
فقط أود التنبيه على امرين مهمين:
الأول: هو أنه لابد من التفريق بين جلسة تصحيح لأجل الإجازة، وبين عموم حلقات التحفيظ التي يكون اغلب روادها من العوام الذين يحملون حبا عظيما لهذا الكتاب الكريم...
فلا يختلف اثنان في ان الاولى، لا يجوز معها غير التدقيق والوقوف على كل خطإ ، سواء كان خطأ جليا او خفيا، لأنها في الأخير هي شهادة من الشيخ أمام الله يُسأل عنها ، ان القراءة المسموعة هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، كما انزله الله عليه، وغالبا مايكون الذي يجلس بين يدي شيخ لأجل الإجازة قد قطع شوطا كبيرا في تعلم التجويد، فالتدقيق معه لايُخشى معه حصول النفور.
واما الثانية ، فلا يصلح معها إلا منهج التدرج، لاعتبارات كثيرة، منها: الخوف من تنفير الطلاب واعتقادهم ان الاتقان شيء لايُرام، ولا يمكن الوصول إليه، وزماننا زمن كثرت فيه الملهيات الصوارف، فسرعان ماينصرف الطالب إلى الانشغال بغير القرآن .

الثاني: التفريق بين الخطإ الجلي والخطإ الخفي، فالجلي لاينبغي التساهل معه من أول يوم تسميع، لأنه تحريف لكلام الله وهذا غير مقبول في كل الأحوال، وأما الخطأ الخفي، فهو الذي يصلح معه منهج التدرج..
والإتقان مراتب ولابد من الارتقاء فيه خطوة خطوة.
ثم تبقى الطريقة المثلى في نظري والتي انتهجها الآن، ورأيت من ثمارها مارأيت هي كالتالي:
ألتقي مع الطالبات في حلقة تلقين، بحيث تكون ثابتة في كل سنة ، ألقنهن جزء عم فقط، نأخذ قصار السور سورة سورة، والسور الأطول فيه نقسمه آيات آيات، بحيث تسمع الطالبات مني ماأقرؤه في كل حصة، قراءة متأنية، أبين في كل آية مافيها من احكام، مع التعريج على الأخطاء الشائعة والتي استفدتها من طول ممارستي لهذا الأمر، ثم اسمع من كل طالبة الآيات وأدقق في التصحيح، ولن يحمل هذا التدقيق الطالبة على الضجر لأنها آيات قليلة وهي بمثابة حصة تمرين على النطق الصحيح..وهذه الحلقة يصحبها جانب نظري لا يأخذ من الوقت اكثر من نصف ساعة، أشرح الجزرية بيتا بيتا ، في كل مرة نأخذ منها مقدارا ، فتكون هي البرنامج النظري في السنة.
سنة كاملة نتمرن في هذه الحلقة على اتقان جزء عم، وحفظ الجزرية وفهمها، وفي السنة الموالية اعيد البرنامج نفسه، فتستطيع الجديدات استدراك الفائت، وتستفيد القديمات من التكرار استفادة عظيمة.
ثم ياتي دور حلقة تسميع كل طالبة ماتحفظه، فيعلم الله كم اجد بركة حلقة التلقين الاولى في حلقة التسميع هذه، ألمس التحسن والارتقاء في الاتقان عند كل طالبة..
وحلقة التسميع هذه هي التي لابد من التدرج في التصحيح فيها، وهنا تظهر حكمة المعلم ومهارته في التفريق بين من يطيق من الطلبة جرعات أكثر من التنبيهات ومن لا يطيق، والأصل ان يبقى المعلم يدور في فلك نفع الطالب ودفعه إلى الاحسن بالرفق، وعدم تنفيره...والوسائل عديدة تختلف من بلد لآخر، ومن ظروف لأخرى..
ومع التزامي بهذه الطريقة..غير اني دائما أخبرهن أني أتغاضى عن بعض الأخطاء طمعا في تصحيح الأَْوْلى دائما، لكي لاتظن الطالبة أن سكوتي يعني انها أتقنت الكل، ودائما ارشدهن إلى كثرة الاستماع للمشايخ المتقنين لأجل اكتساب ميزان قويم لمقدار الغنن والمدود، واكتساب قوة في النطق بالحروف بمحاكاة تلاوة المتقنين.
والله الموفق والهادي ...
 
بارك الله فيك أخانا الشيخ الكريم / آيت عمران ؛ على طرح هذا الموضوع المهم ....
وقد أجاد الإخوة الكرام والأخوات الكريمات وأفادوا ، وبما أن الموضوع للمناقشة فأقول:
الذي لمستُه واقعيَّاً ، أن أنفع طرق الإقراء هي هذه الطريقة التي تفضلتم بذكرها أولاً
فبعض المشيخة يأخذ طالبه بالحزم من أول يوم، ولا يسمح له بمجاوزة الفاتحة إلا بعد أن يتأكد من إتقانه لأحكام التجويد، ونأي لسانه عن كل لحن جلي أو خفيف، فتراه يوقفه على كل كلمة، بل كل حرف.
وإن كان فيها ما فيها من التعب والمشقة - والصدمة أحياناً كثيرة - على الطالب ، لكنها إن استُخدمت بطريقة محكمة من قِبل الشيخ المقريء ؛ بحيث ينبه الطالب على كلِّ دقيق أو جليل بدايةً من قراءته للاستعاذة مع الشرح العلمي الوافي الدقيق لسبب الخطإ وكيفية علاجه - وهو ما يُغفله الكثير من المقرئين ربما لضيق الوقت - ، ومتابعة الطالب لمعرفة إن كان يتدرَّب على ما ينبهه عليه أم يتكاسل!! ( أذن من طين وأذن من عجين ) - على قولة المصريين - والحزم والتشديد عليه إن عاد لخطإٍ قد تم تنبيهه عليه ؛ فإنني أجزم بأن الطالب لن يتجاوز الجزء الأول إلا وقد انطلق لسانه ببراعةٍ ، فيكون بذلك قد أراح نفسه وأراح شيخه حتى تنتهي الختمة ، وما على الشيخ بعد ذلك إلا الاستماع فحسب ....
وبعض الطلاب يكون النطق الصحيح شاقَّاً عليه جداً ، فمثل هذا؛ كان شيخنا الشيخ / محمد بن صالح السويسي، يقرئهم ختمة كنا نسميها ( ختمة تمرين فكّ ) ليس فيها تشديد على جميع الأحكام ، بل يكون التركيز فقط على الضم والفتح والكسر والارتداد وتليين الفك وسرعة ارتداده ليستجيب عند التصحيح دون مشقة ، ثم بعد ذلك يبدأ في قراءة ختمة الإجازة....
نعم ... يحتاج مثل هذا لمقريء ذي بالٍ طويل ووقتٍ أطول !! لكني وجدت هذه الطريقة مثمرة جداً ، بدلاً مما نراه من حال بعض الطلاب الذين قرأوا عدة ختمات على بعض المشايخ ولا تزال قراءته بحاجةٍ إلى تقويمٍ وتصحيح ، فقراءة جزء واحد من القرآن بالطريقة التي ذكرتُها ربما تكون أنفع من ختماتٍ عديدةٍ ، وتخريج طالبٍ واحدٍ متقنٍ أفضل من تخريج العشرات غير المتقنين ؛ فالعبرة بالكيف لا بالكم.
- أمَّا عن عدم السماح للطالب بمجاوزة الفاتحة إلا بعد إتقانها ، فمراعاةً أيضاً للحالة النفسية للطالب وعدم تعقيده ، فيمكن أن يبدأ الطالب قراءته يومياً على الشيخ بسورة الفاتحة قبل أن يقرأ الورد المقرَّر ..
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد...
 
السلام عليكم ، الطريقة الأفضل في الإقراء للإجازة هي بأن تعقد للطالب جلسة اختبار، فإن كان من أهل الإتقان فعلى بركة الله، وإن كان كثير الخطأ في الأحكام والمخارج والصفات، فهذا يرجأ إلى حين إتقانه للقراءة من خلال دورات تأهيلية يقوم بها الشيخ لطلابه ، أما الطالب الذي يخطأ كثيراً في السواد ، فهذا لا يمكن أن يجلس لقراءة الإجازة بأي حال من الأحوال ، وإنما ينصح بمراجعة القرآن على أحد المشايخ لغرض تصحيح القراءة وليس للإجازة ، وبعدها يكون جاهزا لقراءة الإجازة .
أما بشأن الطريقة الأفضل ، والأسلوب الأمثل في طريقة الإقراء ، فيجب على الشيخ أن لا يكون بالصلب فيكسر ، ولا باللين فيعصر، لأنها أمانة ، فيجب عليه أن يكون دقيق الملاحظة ، فلا يتساهل في تمرير الأخطاء ، لأن ذلك سوف يؤدي إلى التطبيع مع الأخطاء ، وبعدها يكون الأمر معتاداً على الطالب والشيخ ، ومع ذلك يجب على الشيخ أن لا يكون متشدداً في تصحيح الأخطاء (أعني ألا يبالغ في تصحيح الخطأ) وإنما يكون ذلك بالتدريج (أي ينبه الطالب على الخطأ ويطالب بتصحيحه قدر الإمكان) ، من غير تمرير لأي ملاحظة أو خطأ .
 
قال المحقق ابن الجزري - رحمه الله - في ترجمة العلامة أحمد بن محمد بن بصخان رحمه الله:
"ويجلس للإقراء وهو في غاية التصميم، لا يتكلم، ولا يلتفت، ولا يبصق، ولا يتنحنح، وكذلك من عنده.
ويجلس القارئ عليه وهو يشير إليه بالأصابع، لا يدعه يترك غنة ولا تشديداً ولا غيره من دقائق التجويد حتى يأخذه عليه ويرده إليه، وإذا نسي أحد وجهاً من وجوه القراءة يضرب بيده على الحصير، فإن أفاق القارئ ورجع إلى نفسه أمضاه له، وإلا لا يزال يقول للقارئ: ما فرغت! حتى يعييه، فإذا عيي رد عليه الحرف، ثم يكتبه عليه، فإذا ختم وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع التي نسيها أو غلط فيها في سائر الختمة، فإن أجاب عنها بالصواب كتب له الإجازة، وإن نسي قال له: أعد الختمة فلا أجيزك على هذا الوجه. وهكذا كان دأبه على هذه الحال بحيث إنه لم يأذن لأحد سوى اثنين، وهما السيف الحريري وابن نحلة حسب لا غير في جميع عمره مع كثرة من قرأ عليه و قصده من الآفاق".
(غاية النهاية 2/58)
 
إن كان العرض للإجازة فينبغي أن يكون المتلقي قد وصل إلى مرتبة لا بأس بها من إتقان الحفظ وسلامة تلاوته من الأخطاء الجلية وأبرز الأخطاء الخفية، وقد حصل قدراً من التجويد النظري والتطبيقي، فمن كان هذا حاله فأرى أن الطريقة الأولى هي الأفضل والأقوى للإتقان، وهو الحزم من أول يوم، وعدم السماح للمتلقي بتجاوز الآية إلا بعد تصحيح الأخطاء التي فيها قدر المستطاع، ولو لم يصل إلى النطق الصحيح مائة في المائة في تطبيق الأحكام، مع إلزامه بالتدريب وكثرة المران على الأحكام التي يكثر خطؤه فيها، أو لم يتمكن من الإتيان بها بالشكل المطلوب، وينبغي أن يتلقى مقداراً من القرآن – عدة أجزاء حسب الحاجة - عبارة عن تدريب على التلاوة الصحيحة قبل الشروع في ختمة الإجازة ليتجاوز أغلب الأخطاء ولتكون تلاوته متقنة إلى حدٍّ كبير، والسبب في تفضيلي لهذه الطريقة عدة أمور:
_ أن المتلقي إذا أحس بالتساهل من شيخه من البداية لا يبذل – غالباً – الجهد في التصحيح، وربما ظنَّ أن تلاوته متقنة فيركن إليها، وقد لا يعطي الأمر أهميةً إذا عرض كثيراً من القرآن بهذه الحالة حتى لو أراد شيخه بعد ذلك أن يتدرج في تصحيح أخطائه، إضافة إلى تعوُّد الشيخ على بعض الأخطاء فلا يتنبه لها بعد ذلك.
_ أن بعض الأخطاء التي يُتساهل في تصحيحها من البداية، ويستمر عليها المتلقي طوال العرض أو أغلبه، حتى وإن تمكن من تصحيحها في النهاية فهي معرضة للنسيان، وعودة الطالب إلى نطقها القديم بالكيفية التي تعود عليها سابقاً، بخلاف ما إذا صححها من البداية واستمر على نطقها الصحيح في أكثر زمن العرض على الشيخ.
_ أن هذه الطريقة وإن كان فيها تعب على الشيخ والطالب في البداية حتى لو وصل إلى حدِّ التضجر والشكاوى إلا أن فيها راحةً إذا وصل الطالب إلى درجة الإتقان، فيكون العرض حينئذٍ سلِساً وأكثر سهولةً، ويستطيع عندئذ من إكمال الختمة في وقت أقل، وبإتقان أكثر.
_ أن الطالب إذا تخلص من أغلب الأخطاء بكثرة الرياضة على النطق الصحيح في الأجزاء الأولى من العرض يتمكن الشيخ من تنبيهه على الأخطاء الأكثر دقة، ومناقشته في بعض مسائل التجويد، وكيفية رسم الكلمات في المصحف كالقطع والوصل، والتاء المربوطة والمفتوحة، كما يستطيع تزويده ببعض الفوائد من معاني بعض المفردات الغريبة، وإعراب بعض الكلمات، وغير ذلك من الفوائد بحسب قدرة الشيخ وتمكنه ولو بالتحضير لذلك ليخرج الطالب بفوائد متكاملة، بخلاف من لا يكفي الوقت ولا يسمح مستواه إلى بتصحيح الأخطاء الضرورية ومحاولة التدرج في التخلص منها.

أما الطالب المبتدئ الذي لم يتمكن بعد من الحفظ المتقن، أو لم يتلق أي شيء من التصحيح والتجويد فهذا له شأن آخر، ولا ينبغي أن يُبدأ معه عرض إجازة أبداً وهذا حاله، بل لا بدَّ من تأهيله بأي طريقة تتأتى، كدخول دورات تأهيلية يتم تلقينه فيها بحسب مستواه، ويتدرج معه في التصحيح والتقوية حتى يصل إلى المستوى المطلوب ثم يُسلَك به نفس الطريقة السابقة، والله الموفق.
 
جزاكم الله خيرا على طرح الموضوع القيم فهو ذات أهمية في وقتنا الحالي في زمن كثر فيه المشايخ والمجازين والمجازات فمنهم من يتقي الله فيما رزفه الله ومنهم من يتاجر بهذا العلم وفقط يجاز ليقال أنا أصبحت شيخ الله يهدينا جميعا ويرزقنا القبول والإخلاص لاحظت في هذا الزمن قلة الصبر عند طالب العلم والرضا بالقليل من العلم عندما قرأت تراجم القراء وجد إن منهم من صاحب شيخة أكثر من 13 عام ومنهم أكثر ومنهم من يسافر البلاد البعيدة ليقرأ على شيخ حتي يتعلم منه ليس فقط القراءة ولكن الأخلاق وكان الشيخ يعامل طلابه كأبنائه لكن الآن نفتقد لذلك وأيضا كل شيخ وله أذن معينة في التصحيح وطريقة يتبعها في تعليم طلابه ونحن كطلاب علم نقطف من كل بستان زهره نتعلم من شيخ التجويد ومن شيخ الأداء ومن شيخ المتشابهات والتفسير وتوجيه القراءات وربنا يرزقني وإياكم العلم النافع وأنا أردد دائما الإتقان سيأتي مع الوقت ليس من إجازة واحدة ولا شيخ واحد ربنا يرزقني وإياكم الإتقان مع الإخلاص والقبول ولنتذكر دائما أجر من يتعتع بالقرآن فله أجران فلنكون رحماء على بعض حتي نصل للمهارة بحب واستمتاع بآيات القرآن
 
أرحب بالأستاذة أم الشيخين في أولى مشاركاتها في الملتقى، وأسأل الله لها التوفيق والسداد.
كما أرجو منها تنسيق ما تكتبه حتى يضفي على مشاركاتها جمالا أكثر.
بارك الله فيك.
 
جزاكم الله خيرا موضوع مهم للغاية وقد استفدت من مناقشاتكم التي تدل على الحنكة والتبصر بالأمر؛ورغم علمي القاصر وتجربتي المتواضعة أحببت المشاركة معكم؛ من رأيي يجب أن نمسك العصا من الوسط فلا نستعمل الشدة فنكون منفرين ولا التساهل المفرط فنكون من المقصرين، ولأن تعليم القرآن الكريم وتعلمه من أجل الأمور وأشرفها ينبغي للمعلم أن يكون قدوة للطالب لأنه سيأخذ منه الحزم والعلم والخبرة في الممارسة، وعليه لابد للشيخ أن يشرح منهجه للطالب من البداية أنه سيتم الأخذ في الجلسة حسب همة الطالب واجتهاده في التدريب وحسن استجابته للتصويب؛ وكلما أجاد زاده من مقدار القراءة تشجيعا له وكلما شعر بتقصيره وعدم سعيه للتخلص من اللحون وحسن الأداء يكتفي له بما قل كي تكون رسالة ذات أثر في نفسه أنك لو اجتهدت وأحسنت التدريب لأنجزت الكثير.
وبخصوص طريقة التصحيح تختلف حسب همة واجتهاد ومعرفة الطالب وسرعة استجابته للتصويب، فقد يكون متميزا في التجويد النظري ولا يحسن التطبيق والعكس، والمعلم الحاذق يستعمل شتى الطرق لمعرفة من أي نوع طالبه ليختصر الجهد والوقت ويفيده ...والله أعلم
 
قال أبو الفضل الرازي في كتابه معاني الأحرف السبعة ص459:
فإن قيل: فما الذي يجب رده من القراءة في عرضه إياها على غيره؟
فالجواب إن ذلك على ضربين:
أحدهما: وزن القراءة وحقها، وما اختلف فيه الناس من الحروف. وذلك مما يلزم المعروض عليه أن يرد على العارض إذا كان ناقلا عنه وقارئا عليه؛ لمكان تجريد حرف إمام بعينه، وروايته عنه، وشهادته به، وأنه يعرض عليه القرآن على جهة التنزيل، ويتخذه حجة بينه وبين الله سبحانه في كفاية، ووسيطا بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ربه.
فليس يجب على هذا المقرئ أن يغادر شيئا من الأداء، والوزن، والتجويد، وتجريد الحرف الذي يقصده؛ إلا استوفى عليه وطالبه.
وذلك لمباينة نقل كلام الله غيره من الكلم؛ ولذلك تجد في تجويد القرآن وأدائه طريقا لست تجده في غيره بحال، نحو المد، والهمز، والسكت، والترتيل، وغير ذلك مما يطول ذكره.
والضرب الثاني مما يجب رده على القارئ: وذلك مما يلزم كل من سمع من قارئ يقرأ القرآن فيلحن فيه لحن الفساد، أو يخطئ، أو يتنقل من موضع إلى آخر، ويأتي بالشواذ، وما يخالف به الإمام، إلا إذا كان إماما يصلي بقوم فلا يرد عليه شيء إلا ما تحقق أنه يؤدي إلى بطلان الصلاة، فإنه يرد ويقبح عليه.
 
إن كان العرض للإجازة فينبغي أن يكون المتلقي قد وصل إلى مرتبة لا بأس بها من إتقان الحفظ وسلامة تلاوته من الأخطاء الجلية وأبرز الأخطاء الخفية، وقد حصل قدراً من التجويد النظري والتطبيقي، فمن كان هذا حاله فأرى أن الطريقة الأولى هي الأفضل والأقوى للإتقان، وهو الحزم من أول يوم، وعدم السماح للمتلقي بتجاوز الآية إلا بعد تصحيح الأخطاء التي فيها قدر المستطاع...
جزاكمُ اللهُ خيرا.
أنا مع الشيخ الكريم أبي تميم في ما قال...فالأولى لطالب الإجازةِ أَنْ يَتَدَرَّبَ عَلَى النُّطْقِ الصَّحِيحِ قَبْلَ الشروعِ في ختمة الإجازة ، ولعلَّ (الدورات المكثقة) جيدةٌ لِمنْ يبغي ذلك.
وأما التساهل في تصحيح الأخطاء الجَلِيَّة ، فلا أرى ذلك ولو مكث طالبُ الإجازة في الفاتحة شهرا! وأما الأخطاء الخفية فهي على درجات ومراتب ، فقد يُغَضُّ الطَّرف عن بعضها في أول الأمر...ولا يخفى على المشايخ الفضلاء أَنَّ الْمُتَعَلِّمَ إذا أَتْقَنَ سورةً أو سُورَتَيْنِ...صار إتقان غيرهما - عنده - سَهْلاً مقدورا عليه إن شاء الله.

والله أعلم.
 
جزى الله المشايخ فيما أفاضوا فيه من طرق و أساليب كلها تصب في وعاء التحصيل الجيد للطالب ، لكني رأيت أن معظم أخواننا مالوا إلى طرق معاملة المتقدمين من الطلبة المبتغين لإجازة ... بالرغم أن شيخنا الفاضل أيت عمران جزاه الله خيرا أراد أن تكون الإسهامات ( في كيفيات تلقين الطالب المبتدئ ) لأن الطالب المتقدم المبتغي لإجازة لا أخالُه يتعثر أمام شيخه في أحكام قاعدية أو عارضة كالإدغام و غيره ... لذا أحببت أن ألج هذه الإثراءات بما كان مني بتجارب مع الطلبة المبتدئين بخبرة جد جد متواضعة في حقل الإقراء ، حيث استخلصت منها القاعدة الآتية أَنْ...( إن كان الشيخ القائم بالتعليم يتحيّن أخطاء تلاميذه لاصديادها ... فلا خير يُرجى منه و لا نتيجة ترجى ولو اقرأ الدهر " ) فأقول و بالله التوفيق :

روى البخاري و مسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الماهر بالقرءان مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرءان و يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران "
- و عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا أبا هريرة تعلم القرءان و علمه الناس ، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت ، فإنه إن أتاك الموت و أنت كذلك ، حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام " ذكره الجعبري في شرح الشاطبيـة .
إخواننــي ...
مما لوحظ ، و للأسف في بعض حلقات الإقراء الخاصة المبتدئييـن – الصغار و الكبار – أنها تكتسي أغلبها طابع الملل و انعدام ثمرة الفائدة ، وقد اشتكى الكثير من إخواننا القائمين على إقراء الطلبة – جزاهم الله خيرا – من عدم التحكم في تأطير حلقات الإقراء التطبيقية ، وخاصة للمبتدئين ، بحيث يكتسي الحلقة أو المقرأة جو الملل جراء افتقاد القائم على الإقراء لطرق التلقيــن و كيفيات معاملة الطلبة خاصة المبتدئين منهم .
و على هذا ، رأينا من واجبنا إرشاد إخواننا القائمين علي حلقات الإقراء إلى طرق التلقين و الأداء مع كافة مستويات المبتدئييـن – صغار – كبار- مع تبيين الطريقة التي كانت تعتمد لدى المشايخ المتقدمين و أعلام القراء قديما ، وتتمتها بطرق إضافية نراها إن شاء الله نافعة و مجديـة لعموم إخواننا المبتدئييـن و ذلك بعد تجربتها و إعطاء ثمرتها بفضل الله تعالى ، ثم نختم بتنبيه القائم على إقراء المبتدئييـن ببعض التنبيهات الهامة –
و الله من وراء القصد وهو يهدي السبيــــــــــل​
الطريقــــة الأولـــــى : ( وهي طريقــة المشايخ المتقدميــن )
- و فيها يعمد الشيخ على تلقين الطلبة مشافهـة منه ، حيث تكون منه القراءة ءاية ءاية و يعيدون الطلبة إثره ، ومنها يتعمد الشيخ التأنّي في القراءة المسترسلة ، كأن يفتتح بعد الإستعاذة و البسملة سورة ما – و الأحسن مما يحفظ الطلبة – ( الغاشية مثلا ) ، فيقرأ أول ءاية ثم تكون إعادتها من طرفهم الطلبة كلهم بصوت واحد ، مع الإشارة إلى وجوب إعادة القراءة لكل ءاية يكون أحد أو معظم الطلبة قد أسقط حكما فيها أو أهمل مخرجا .
( مـــدة الطريقـــــة : أربع أو خمس حصص بمعدل ساعة لكل حصة )​
الطريقــة الثانيــــــــــة :
و تقوم على افتتاح الشيخ السورة – و الأحسن مما يحفظ الطلبة – فيبدأ ثلاث أو أربع ءايات ، ويعيدون إثره ءاية ءاية ، ثم تتم القراءة من طرف الطلبة وحدهم بصوت واحد ، مع تبيين الشيخ لهم مواضع الوقف بالإشارة – أو مسبقا على رؤوس الآي أو فواصل القفات – مع الإشارة أنه إذا كان الخطأ من طرف طالب أو أكثر ، يأمر الشيخ بإعادة قراءة الآية محل الخطأ
( مدة الطريقــة : ثلاث أو أربع حصص )​
الطريقــة الثالثـــة : القراءة الثلاثيــة
و فيها يعمد الشيخ أو القائم على التلقين ، إلى استظهار التلاوة لكل مجموعة من ثلاثة طلبـة و الأحسن أن يجعل واحدا من كل ثلاثة ممن يتقن صيغة للترتيل – حيث يكون نصيب كل مجموعة من ثلاثة قراءة جزء من السورة أو سورة من القصار . ( مدة الطريقة أربع حصص )
محاســن الطريقــة :
1) تقويـة الطالب/الطالبة ذو المخارج الضعيفة ، و الذي لم يستقم لسانه بعد على تركيبات الغنن عند أحكام النون و الميم ، وذلك من خلال مخالطة صوته بصوت طالب آخر ماهر في الأداء معه ، لأنه - أي الطالب المبتدئ – لم تظهر أخطاؤه في الطريقة التلقينية الأولى لغلبة أصوات الطلبة الآخرين عليه -
2) انتزاع عامل الخجل لدى الطالب/الطالبة المبتدئ/المبتدئة ، و الذي لم يسبق أن قرأ جهرا في مقرأة أو وسط جماعة
الطريقــة الرابعـــــة :
و فيها يفتتح الشيخ القائم السورة – و الأحسن مما يحفظ الطلبة - فيقرأ الآية الأولى منها ، ثم يتبعه الطالب/الطالبةالذي عن يمينه بقراءة الآية الثانية ، ثم الطالب الثالث ، وهكذا حتى انتهاء السورة.
تنبيــه : إذا أخطأ أحد الطلبة في حكم ما في الأية التي قرأها ، أعاد الطالب الذي بعده الآية إن علم بالخطأ و يشير بأصبعه حين وصوله إلى التصويب ، ثم يتم فيقرأ آيته هو ، فإن لم يعلم الطلب الثاني بالخطأ ، انتقل الدور إلى الذي يليه –أي الثالث- ليصحح الآية محل الخطأ و التي يعدها ، ثم يقرأ نصيبه هو ، و هكذا ، دون تدخل الشيخ القائم . ( مدة الطريقة أربع حصص )
محاسن الطريقـة : - تتبع الأحكام حكما حكما ، وترسيخ الخطأ المصحح في ذهن الطالب المتعثر
- تعلم صيغة للقراءة المسترسلة على إثر قراءة طالب ماهر ذو مقامات جيدة في القراءة
الطريقـــة الخامســــة :
وتقوم على القراءة بالدور لكل الطلبة آية آية بالتداول ، بعد إعلامهم أن كل طالب يسقط حكم ما ، أو يخل بمخرج أو صفة ما ـ يعيد الشيخ القائم ما قرأ الطالب و يصحح الخطأ ، ثم يعيد الطالب ما قد صحح الشيخ ( مدة الطريقة : خمس حصص )
الطريقـــة السادســـــة :
و تعتبر مرحلة التعليم النهائية ، بعد مرور الطلبة على كل مراحل التلقين الخمس ، بمعدل عدد الحصص المبينة في ختام كل طريقة ، حيث تقوم هذه الطريقة بافتتاح ختمة بمصاحف الطلبة الخاصة للترقيم في هامشها ، إذ يكون نصيب كل طالب ثمن أو جزء من ثمن حسب عدد الطلبة و حسب وقت الحلقة المخصص ، و فيها يكون توقيف الشيخ للطالب إن أخطأ بكلمة " إنتبـه " أو " حسبـك " أو بالإشارة مع تبيين الخطأ له – دون الإكثار من توقيف الطالب، لئلا يشعر بالملل في قراءته ، ويقع في الارتباك – ( المدة : استحسان حصة أسبوعيا أو حصتين على الأكثر )
تنبيهــات لابد منهـــا :
1) يستحسن للشيخ القائم خلال الطرق الخمسة الأولى اعتماد الأجزاء التي يحفظها معظم الطلبة الحضور
2) على الشيخ اعتماد أكثر ليونة مع الطلبة ،حتى لا يقع في إحراج أحد منهم بحضرة إخوانه بكثرة الأسئلة أو الإلحاح في سؤال معين ربما يكون الطالب غفل عن الحكم فيه.
3) تجنيب الطلبة المزاح و السخرية من بعضهم أثناء القراءة ، وخاصة الضحك على طالب أخطأ ، لأن ذلك يربي مركب النقص لدى المبتدئ ، الشيئ الذي يعطي المقرأة – الحلقة- طابعا من السخرية ، وأن يذكر الشيخ الطلبة بقوله عز وجل " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم "
4) عد م الإكثار من الحلقات التطبيقية أسبوعيا ، وخاصة عدم إطالة وقت الحلقة – ساعة تقريبا تكون كافية – بمعدل حصة أو حصتين أسبوعيا ، خشية ملل الطلبـة
5) وهو الأهم : أن يجعل الشيخُ الحلقة دائمة الحيوية، و ذلك بجعل الكل يشارك في النقاش و الإجابة على الأسئلة بالدور ، زيادة على أن القراءة تكون تارة من طرف طالب عن يمين الشيخ ، وتارة من طالب عن شماله ، وتارة من وسط الحلقة ، و كل ذلك لكي يكون كل الطلبة على استعداد للقراءة .

و لعله إن شاء الله بهذه التنبيهات يكون مسار الحلقات التطبيقية كله تشويقا ، ويصير الطالب بفضل الله تعالى متعلقا بكتاب الله أكثر مما كان عليه وقت جهله بأحكام التلاوة، و الله الميسر لكل صواب، وعلى الله قصد السبيل و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين – آمين -
 
سأحكي لكم عن تجربتي في القراءة على 4 شيوخ و شيخات، لقد رايت التساهل الكثير الذي دفع بي الى ترك القراءة رأسا، احسست في خلال الاشهر التي قرأت فيها اني لم استفد شيئا ، لا تحرير المسائل ولا ضبط الاوجه ولا ملاحظات على القرءاة.
فلما سألت شيخي ، اني لا استفيد مسائل ولا اضافات ولا توجيهات ولا حتى اسئلة اختبارية (خصوصا اني طالبة إجازة) اجاب بأن الاصل هو صحة القراءة أما كل ذلك ففي بطون الكتب يمكن الرجوع اليه.
 
بارك الله فيك، وشكرا لك على فتح هذه القضية، والمتعلقة بطريقة تعامل الشيخ مع طالبه الذي يجيد القراءة ويحسن الأداء:
- هل يكتفي بالسماع وإقرار الطالب المتقن على ما لديه؟
- أم لا بد له من اختبار الطالب ووقفه على بعض المعارف التي يحتاجها يوم يتصدى للإقراء؟
فلما سألت شيخي ، اني لا استفيد مسائل ولا اضافات ولا توجيهات ولا حتى اسئلة اختبارية (خصوصا اني طالبة إجازة) اجاب بأن الاصل هو صحة القراءة أما كل ذلك ففي بطون الكتب يمكن الرجوع اليه.
بعض الشيوخ يتزاحم عليه الطلبة، فينتهج هذا النهج في الإقراء.
وأفهم من قول شيخك الفاضل: "الاصل هو صحة القراءة أما كل ذلك ففي بطون الكتب يمكن الرجوع اليه" أن أداءك كان سليما مراعيا القواعد والأحكام، وإذا كان كذلك فعمل الشيخ صواب في نظري، خصوصا إذا اطمأن على تمكن الطالب في التجويد النظري، وكان ممن تزاحم عليه الطلاب وضاق وقته عن المناقشات الجانبية والفوائد العلمية.
 
عودة
أعلى