لكل جعلنا منكم ، لكل منكم جعلنا ؟

فكري حمدي

New member
إنضم
09/05/2013
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الأنبار
يقول الله :
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
في الءاية وردت :
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ ،
ولم تكن :
لِكُلٍّ مِنكُمْ جَعَلْنَا ،
فما هي الحكمة ، وماهو الجانب البلاغي ، ومالفرق بين العبارتين ؟
 
بسم1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا : اود ان اشكرك اخي / فكري حمدي على تساؤلك ، ففيه نوع من التدبر - جزيت خيرا
بعد قول الله سبحانه وتعالى ...سقت اقوال العلماء وكيف ان لهم في اعراب الاية التي ذكرتها وجهان فرجحت، وعقبت على ماذكرت من تساؤلات بقدر المستطاع ، والله المستعان وعليه التكلان ..

قوله تعالى ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)
السمين الحلبي رحمه الله في الدر المصون​
قال حول الاية ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ)
" لكل " " كل " مضافة لشيء محذوف ، وذلك المحذوفُ يُحتمل أن يكونَ لفظة " أمة " أي : لكل أمة ، ويراد بهم جميعُ الناس من المسلمين واليهود والنصارى ، ويحتمل أن يكونَ ذلك المحذوفُ " الأنبياء " أي : لكل الأنبياء المقدَّمِ ذكرُهم . و " جَعَلْنا " يُحتمل أن تكونَ متعديةً لاثنين بمعنى صَيَّرْنا ، فيكون " لكل " مفعولاً مقدماً ، و " شِرْعة " مفعولٌ ثان . وقوله : { منكم } متعلقٌ بمحذوفٍ ، أي : أعني منكم ، ولا يجوزُ أَنْ يتعلَّق بمحذوف على أنه صفةٌ ل " كل " لوجهين ، أحدُهما : أنه يلزمُ منه الفصلُ بين الصفة والموصوف بقوله " جَعَلْنا " وهي جملةٌ أجنبية ليس فيها تأكيدٌ ولا تسديدٌ ، وما شأنه كذلك لا يجوز الفصلُ به .
والثاني : أنه يلزم منه الفصلُ بين " جَعَلْنا " وبين معمولِها وهو " شِرْعةً " قاله أبو البقاء وفيه نظر ، فإن العامل في " لكل " غيرُ أجنبي ، ويدل على ذلك قوله :{ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ } [ الأنعام : 14 ] ففصل بين الجلالة وصفتِها بالعمل في المفعول الأول ، وهذا نظيره . وقرأ إبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب : " شَرْعة " بفتح الشين ، كأن المكسور للهيئة والمفتوح مصدر .
في اعرابها - من كتاب الجدول في اعراب القران​
الاية وقوله تعالى ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ)
لكل : جار ومجرور متعلق ب . (جعلنا ).
جعلنا : فعل ماض مبني على السكون و ( نا) فاعل
منكم : من حرف جر و (كم) ضمير في محل جر متعلق بنعت ل.. ( كل)
فالاعراب هنا ،فيه مسألة فصل النعت عن المنعوت باجنبي ، وانتصر السمين الحلبي -رحمه الله - لصحة هذا القول على من خالف كابوالبقاء العكبري - رحمه الله . قال السمين الحلبي ( فإن العامل في " لكل " غيرُ أجنبي ويدل على ذلك قوله :{ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ } [ الأنعام : 14 ] ففصل بين الجلالة وصفتِها بالعمل في المفعول الأول ، وهذا نظيره ففصل بين الجلالة وصفتِها بالعمل في المفعول الأول ، وهذا نظيره ) انتهي
اجتهادي في الاية ، وفيه ترجيح ما ذهب اليه - ابوالبقاء العكبري - رحمه الله تعالى
الاية وقوله تعالى ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ)
متعلق لكل هو كما جاء عن ائمتنا - رحمهم الله تعالى، وهو ..جميع الامم السابقة ( اليهود والنصارى ) اجتهادي وقولي ماعدا امة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيكون المعنى : جعل - الله سبحانه وتعالى- شرعتنا ومنهاجنا ناسخة ومهيمنه على الشرائع السابقه
فلكل : المتعلق المحذوف هاهنا هو.. (الامم السابقة ) غير امة رسول الله صلي الله عليه وسلم.
جعلنا منكم : جعل الله منكم يا امة محمد صلى الله عليه وسلم ( الشرع والمنهج المهيمن ) على كل الامم السابقة ، واستدلالا بالسياق القراني. قال تعالى ( أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) وقوله تعالى في الاية التالية ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)
ل ..كل : تخص جميع ماسبق من الامم وشرائعهم لايدخل فيها امة الاسلام وشرعه .
من ..كم : ضمير متعلق بمحذوف اخر الا وهو امة محمد صلى الله عليه وسلم ، يبينه ويدل عليه السياق .
فالشرعة والمنهج في الاية هي دين الاسلام ، فالايات فيها فضل الله سبحانه وتعالى العظيم على امة محمد صلى الله عليه وسلم بهدايتهم للشرع والمنهج الذي ارتضاه فلله الحمد والمنه، وبجعل الهيمنه والظهور في هذا الدين ليوم الدين وقوله سبحانه وتعالى : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ) الجاثية 18 .

تاويل للاية مرة اخرى : جعل الله دينكم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم الا وهو الاسلام (شرعة ومنهاجا ) مهيمن وظاهر على كل وجميع ماسبق من الشرائع ويتم ذلك بناء على ماقدمت من الادلة ، والفصل الذهنى السريع بين ( لكل) و(جعلنا منكم ) ومراعاة الفروق في متعلقاتهما وتوجه الخطاب من بعد وقبل( لكل ) لامة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.فما انزلناه اليك يامحمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمه هو المهيمن وهو الحكم على كل ماسبق من الاديان والشرائع.

أشير .. لقول ابو البقاء العكبري - رحمه الله - قال : ( لايجوز ان تكون ( منكم ) صفة ( لكل ) يوجب هذا الفصل بين الصفه والموصوف باجنبي ولاتشديد للكلام فيه، ويوجب ايضا ان يفصل بين جعلنا وبين معمولها وهو .. ( شرعة ) .

وختاما . .
التقديم والتاخير الذي ذكرته اخي / فكري حمدي - جزاك الله خيرا
لايستقيم، لماذا ؟ لانه تغير جذري في المقصود ، بمساواته وادخاله لامة محمد صلى الله عليه وسلم في الامم السابقة ولامر اخر مهم الا وهو عمله المباشر كمحسن لشرعهم ومنهجهم المنسوخ الذي كان فيه كثير من الاصر والاغلال بسبب التعنت والكبر من جانبهم .


والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
لكل منكم جعلنا : اي جعلنا شريعة ومنهاجاً لأهل الكتاب وشريعة ومنهاجاً للمسلمين خصص الله تعالى لهؤلاء ماليس لأولئك.
لكل جعلنا منكم : أي اخترنا نبياً بمنهاج وشريعة تختلف عن الأخرى فكان الشرعة والمنهاج لدى أهل الكتاب هو موسى عليه السلام وكان محمد صلى الله عليه وسلم هو شرعة المسلمين ومنهاجهم أي من يتلقى التشريع ليفرضه ويقيمه بين قومه ، فالاشارة والدلالة في هذا السبك القرآني فيما يظهر والله أعلم لا يشير للشريعة ذاتها بل لحاملها ومبلغها فيقول (جعلنا منكم) والدلالة على ذلك تتبين في السياق إذ سبق ذلك قوله تعالى (فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ) فكانت الشريعة من خلال نبيه صلى الله عليه وسلم بمنهاجه وما علمه الله من الحكمة فكأن الله تعالى يقول : ولكل قوم منكم جعلنا نبياً له شريعة يبينها ليقيمها ومنهج يتبعه والله أعلى وأعلم

ولو بين لنا مفسرينا وعلمائنا اهو اوجه لكنا لهم من الشاكرين
 
التقديم والتاخير الذي ذكرته اخي / فكري حمدي - جزاك الله خيرا
لايستقيم، لماذا ؟ لانه تغير جذري في المقصود ، بمساواته وادخاله لامة محمد صلى الله عليه وسلم في الامم السابقة ولامر اخر مهم الا وهو عمله المباشر كمحسن لشرعهم ومنهجهم المنسوخ الذي كان فيه كثير من الاصر والاغلال بسبب التعنت والكبر من جانبهم .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
إن لم يكن تقديم وتأخير ولم تكن " منكم " صفة ل " لكل " فإنه يصعب أن تكون غير ذلك وفق طبيعة الحديث ، فجميع التخريجات التي تفضلت بها أو نقلتها من المفسرين يبدو إنها قسرية ،
ممنون لك هذا الجهد الطيب ، ولكنه غير مقنع ففيه فجوات ، ولا أرى غير إنه تقديم وتأخير والله أعلم ، لذلك يبقى السؤال ؛ لأي حكمة هذا التقديم والتأخير ؟
 
لكل منكم جعلنا : اي جعلنا شريعة ومنهاجاً لأهل الكتاب وشريعة ومنهاجاً للمسلمين خصص الله تعالى لهؤلاء ماليس لأولئك.
لكل جعلنا منكم : أي اخترنا نبياً بمنهاج وشريعة تختلف عن الأخرى فكان الشرعة والمنهاج لدى أهل الكتاب هو موسى عليه السلام وكان محمد صلى الله عليه وسلم هو شرعة المسلمين ومنهاجهم أي من يتلقى التشريع ليفرضه ويقيمه بين قومه ، فالاشارة والدلالة في هذا السبك القرآني فيما يظهر والله أعلم لا يشير للشريعة ذاتها بل لحاملها ومبلغها فيقول (جعلنا منكم) والدلالة على ذلك تتبين في السياق إذ سبق ذلك قوله تعالى (فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ) فكانت الشريعة من خلال نبيه صلى الله عليه وسلم بمنهاجه وما علمه الله من الحكمة فكأن الله تعالى يقول : ولكل قوم منكم جعلنا نبياً له شريعة يبينها ليقيمها ومنهج يتبعه والله أعلى وأعلم

لا أرى إن الإشارة بالشرعة والمنهاج الى النبي بإعتبار إنه المشرع والممنهج يستقيم ، هذه قفزة تحتاج تجسير ،
في جميع الءايات التي وردت فيها " منكم " للتبعيض ، ولم ترد بالمعنى الذي يستخدم في غير القرءان والذي يشير الى الصيرورة الكلية : أي مثل ؛ " جعلنا منكم " عبرة للءاخرين ،
وهذه العبارة ؛ " جعلنا منكم " بمعنى " صيرناكم " يبدو لي إنها غير واردة ولا فصيحة ،
جزاك الله خيرا على هذه المساهمة كخطوة أولى نحو التدبر والصواب ،

ولو بين لنا مفسرينا وعلمائنا اهو اوجه لكنا لهم من الشاكرين
نأمل ذلك ونحن بالإنتظار ،

تحياتي
 
قد يشير قوله تعالى والله أعلم (لكل جعلنا منكم) إلا أن الشرائع شرعت قبل خلق الناس بحيث يتمشوا بها بحسب ما يوحى لأنبيائهم .
ولو قال تعالى (ولكل منكم جعلنا) يصبح المعنى أن الله خلق الناس وبعد خلقهم وضعت الشرائع لهم .
فالمسألة والله أعلم تدور حول أن ( الشرائع موضوعة مسبقاً وعن أقدمية التشريع وأقدمية خلق الناس )فجاء النهي عن اتباع أهواءهم والإلتزام بما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم , والله أعلم .
لم أجد أي رابط بين أسبقية الشرائع أو أسبقية خلق الناس في دليل كل من العبارتين ؛ " لكل جعلنا منكم ، " ولكل منكم جعلنا " ؟
 
الفرق هنا ليس بلاغيا وليس في المعنى ، وإنما اقتضاه الإيقاع في النص القرآني .
وأود أن أنبه إلى أنه لا ينبغي لقاريء كلام الله أن يشغل فكره في كل موضع لم لم يقل الله كذا أوكذا وإن كان درج على هذا بعض المتأخرين أحيانا .
والأولى البحث في معنى قوله تعالى وتدبره لأنك بهذا تحبس تفكرك وتدبرك في نص واحد هو كلام الله لا ينفك عنه فكرك .
أما السؤال : لم لم يقل الله كذاأو كذا فإنك تجد نفسك أمام نصوص محتملة كثيرة لم يقلها الله !
فلم لم يقل الله لكل منكم جعلنا.. ؟
ولم لم يقل الله جعلنا لكل منكم .. ؟
الجواب هو : أن الله لم يقل شيئا من هذا كله ولم يرده عز وجل ، وكفى .
 
الفرق هنا ليس بلاغيا وليس في المعنى ، وإنما اقتضاه الإيقاع في النص القرآني .
وأود أن أنبه إلى أنه لا ينبغي لقاريء كلام الله أن يشغل فكره في كل موضع لم لم يقل الله كذا أوكذا وإن كان درج على هذا بعض المتأخرين أحيانا .
والأولى البحث في معنى قوله تعالى وتدبره لأنك بهذا تحبس تفكرك وتدبرك في نص واحد هو كلام الله لا ينفك عنه فكرك .
أما السؤال : لم لم يقل الله كذاأو كذا فإنك تجد نفسك أمام نصوص محتملة كثيرة لم يقلها الله !
فلم لم يقل الله لكل منكم جعلنا.. ؟
ولم لم يقل الله جعلنا لكل منكم .. ؟
الجواب هو : أن الله لم يقل شيئا من هذا كله ولم يرده عز وجل ، وكفى .
كيف يحصل الفهم وكيف يكون التفكر ، وكيف نؤمن بالقرءان بغير هذا السبيل وهذه التسؤلات ؟

هل نقول أطعنا من غير أن نسمع ؟
 
قال تعالى : ( قالوا آمنا برب هارون وموسى )
لم لم يقل الله : برب موسى وهارون ؟
ومعلوم أن موسى هو النبي وهارون وزير له !
الجواب هو : أيضا مراعاة الإيقاع في النص القرآني في سورة طه !
والواو هنا ليست للتراتبية خلاف الفاء وثم فهما للتراتبية .
أي فائدة نجنيها من هذا السؤال وجوابه ؟!
وماهو أثر هذا السؤال وجوابه على التفكر والتدبر ؟!
ومع أن التسائل هنا عن سبب تقديم ذكر هارون على ذكر موسى قد يسوغ أكثر من التسائل السابق ، إلا أنني - أستاذي الفاضل - لا أستحسن مثل هذه الإفتراضات والإحتمالات على كلام الله بكلام مغاير لكلامه عز و جل ، وذلك بدعوى التفكر والتدبر !!
 
بسم1
جزيت خيرا / اخي - محمد عبدالله آل الأشرف

واضيف امر اخر مهم لانغفل عنه ، حول الاية التي ذكرتها ، - وقوله تعالى : ( قالوا آمنا برب هارون وموسى )
لابد هنا من تثبيت ما قالوا ، وماخرج من افواهم ، بمعني ان السحرة، عند ايمانهم بدأوا بهارون قبل موسى .فان قيل ( وماتقول في ماجاء في سورة الاعراف وقوله تعالى ( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) . اقول : علينا ايضا ، اثبات ما قالوا هنا اولا ثم البحث عن وجوه الاعجاز الاخرى لماذا ؟ لان الله سبحانه وتعالى لايقول الا الحق ،وقوله تعالى (والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) وقوله تعالى ( ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)
فيكون قول السحرة عند ايمانهم : ( امنا برب العالمين رب موسى وهارون ومنهم فريق قال : ( امنا برب العالمين رب هارون موسى ) فمنهم من قدم واخر في القول ، لماذا ؟ هل ؟ لان منهم من يعرف سيرة موسى واخيه عليهما السلام . - لااعلم ..!! ولكنهم قد قالوا ما قالوا وهذا عندي اهم شي ، فلايغيب عنكم هذا الامر وتثبتوا منه في كل كلام الله .


والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
بسم1
جزيت خيرا / اخي - محمد عبدالله آل الأشرف

واضيف امر اخر مهم لانغفل عنه ، حول الاية التي ذكرتها ، - وقوله تعالى : ( قالوا آمنا برب هارون وموسى )
لابد هنا من تثبيت ما قالوا ، وماخرج من افواهم ، بمعني ان السحرة، عند ايمانهم بدأوا بهارون قبل موسى .فان قيل ( وماتقول في ماجاء في سورة الاعراف وقوله تعالى ( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) . اقول : علينا ايضا ، اثبات ما قالوا هنا اولا ثم البحث عن وجوه الاعجاز الاخرى لماذا ؟ لان الله سبحانه وتعالى لايقول الا الحق ،وقوله تعالى (والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) وقوله تعالى ( ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)
فيكون قول السحرة عند ايمانهم : ( امنا برب العالمين رب موسى وهارون ومنهم فريق قال : ( امنا برب العالمين رب هارون موسى ) فمنهم من قدم واخر في القول ، لماذا ؟ هل ؟ لان منهم من يعرف سيرة موسى واخيه عليهما السلام . - لااعلم ..!! ولكنهم قد قالوا ما قالوا وهذا عندي اهم شي ، فلايغيب عنكم هذا الامر وتثبتوا منه في كل كلام الله .


والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخريج معقول لحالة " موسى وهارون " أو " هارون وموسى " ولكنه لا ينطبق في حالة ؛ " ولكل جعلنا منكم "
 
قال تعالى : ( قالوا آمنا برب هارون وموسى )
لم لم يقل الله : برب موسى وهارون ؟
ومعلوم أن موسى هو النبي وهارون وزير له !
الجواب هو : أيضا مراعاة الإيقاع في النص القرآني في سورة طه !
والواو هنا ليست للتراتبية خلاف الفاء وثم فهما للتراتبية .
أي فائدة نجنيها من هذا السؤال وجوابه ؟!
وماهو أثر هذا السؤال وجوابه على التفكر والتدبر ؟!
ومع أن التسائل هنا عن سبب تقديم ذكر هارون على ذكر موسى قد يسوغ أكثر من التسائل السابق ، إلا أنني - أستاذي الفاضل - لا أستحسن مثل هذه الإفتراضات والإحتمالات على كلام الله بكلام مغاير لكلامه عز و جل ، وذلك بدعوى التفكر والتدبر !!
أي فائدة نجنيها من هذا السؤال ؟ ؛ سؤال يؤدي بنا الى التوقف عن الفهم والتحقيق ، لذلك لاسبيل الى هكذا إعتراض ،
وماهو أثر هذا السؤال وجوابه على التفكر والتدبر ؟! ؛ لايخلو من أثر وحرمان من فائدة ، لذلك حق أن نسأل ؟ الى أين نصرف التفكير والتدبر إن لم يكن هذا مثالا لمحله ؟
ولكن لو سلمنا جدلا بأن لافائدة من من هذا السؤال والبحث في هذه المسألة ، هل يحق لنا أن نقول إن الله فعل ذلك لأجل : " مراعاة الإيقاع في النص القرآني في سورة طه ! " ؟
أما لماذا نقول ؛ لماذا لم يقل الله كذا ، فهو لأاجل إيضاح الفكرة والإشارة الى موطن الحكمة من القول الذي قاله الله ، فهو لايمثل إقتراحا للقول ،
مع أطيب تحياتي وتقديري
 
قال تعالى : ( قالوا آمنا برب هارون وموسى )
لم لم يقل الله : برب موسى وهارون ؟
ومعلوم أن موسى هو النبي وهارون وزير له !
الجواب هو : أيضا مراعاة الإيقاع في النص القرآني في سورة طه !
والواو هنا ليست للتراتبية خلاف الفاء وثم فهما للتراتبية .
أي فائدة نجنيها من هذا السؤال وجوابه ؟!
وماهو أثر هذا السؤال وجوابه على التفكر والتدبر ؟!
ومع أن التسائل هنا عن سبب تقديم ذكر هارون على ذكر موسى قد يسوغ أكثر من التسائل السابق ، إلا أنني - أستاذي الفاضل - لا أستحسن مثل هذه الإفتراضات والإحتمالات على كلام الله بكلام مغاير لكلامه عز و جل ، وذلك بدعوى التفكر والتدبر !!
برايي أن هذا التدبر والتفكر هو أولى وأجدى وأحق بالتتبع من اعراب كل كلمات القرآن ، فالبلاغة هي معجزة القرآن الفريدة التي تذهل القاريء فإن تجاهلناها وقللنا من قيمتها فقد جمدنا واهملنا اضاءات رائعة من كتاب الله العزيز لمجرد الجهل بها ، نعم لماذا قدم هارون على موسى في موضع وقدم موسى على هارون في موضع آخر نعم هذا سؤال غاية في الاهمية فإن قيل لأجل الايقاع القرآني كما تفضلتم فأتحفظ على وصفه بذلك الوصف فإن جهلنا السبب فلا يعني ان ننسب ما نقرأه إلى الايقاع القرآني الذي قد يكون فيه تعبير يحط من قداسة النص الالهي وفقني الله واياكم وتقبلوا قولي بصدر رحب والسلام عليكم
 
أي فائدة نجنيها من هذا السؤال ؟ ؛ سؤال يؤدي بنا الى التوقف عن الفهم والتحقيق ، لذلك لاسبيل الى هكذا إعتراض ،
وماهو أثر هذا السؤال وجوابه على التفكر والتدبر ؟! ؛ لايخلو من أثر وحرمان من فائدة ، لذلك حق أن نسأل ؟ الى أين نصرف التفكير والتدبر إن لم يكن هذا مثالا لمحله ؟
ولكن لو سلمنا جدلا بأن لافائدة من من هذا السؤال والبحث في هذه المسألة ، هل يحق لنا أن نقول إن الله فعل ذلك لأجل : " مراعاة الإيقاع في النص القرآني في سورة طه ! " ؟
أما لماذا نقول ؛ لماذا لم يقل الله كذا ، فهو لأاجل إيضاح الفكرة والإشارة الى موطن الحكمة من القول الذي قاله الله ، فهو لايمثل إقتراحا للقول ،
مع أطيب تحياتي وتقديري

يا أخي الفاضل ، لو أننا سرنا على هذا المنهج لما بقيت آية من كتاب الله إلا وقلنا فيها لم لم يقل الله فيها كذا أو كذا أو كذا أو كذا ..
هذا ليس منهجا علميا سليما !
ومن سبقكم إلى هذا المنهج من علماء الأمة ؟
 
برايي أن هذا التدبر والتفكر هو أولى وأجدى وأحق بالتتبع من اعراب كل كلمات القرآن ، فالبلاغة هي معجزة القرآن الفريدة التي تذهل القاريء فإن تجاهلناها وقللنا من قيمتها فقد جمدنا واهملنا اضاءات رائعة من كتاب الله العزيز لمجرد الجهل بها ، نعم لماذا قدم هارون على موسى في موضع وقدم موسى على هارون في موضع آخر نعم هذا سؤال غاية في الاهمية فإن قيل لأجل الايقاع القرآني كما تفضلتم فأتحفظ على وصفه بذلك الوصف فإن جهلنا السبب فلا يعني ان ننسب ما نقرأه إلى الايقاع القرآني الذي قد يكون فيه تعبير يحط من قداسة النص الالهي وفقني الله واياكم وتقبلوا قولي بصدر رحب والسلام عليكم

أخي الفاضل ، إعراب القرآن علم ضروري ومعتبر عند علماء التفسير لفهم كلام الله عز و جل !
لم أفهم ، مالذي تنكره في الإيقاع للنص القرآني ؟
هل تنكر أصل وجوده ؟
وهل إدراكه ولمسه يحط من شأن القرآن ؟!!
عياذا بالله
 
اخي الاستاذ الفاضل محمد آل الأشرف وفقه الله
لا يخفى عليك بارك الله فيك بأن علم النحو "بدعة" استحدث لمساعدة المسلمين الجدد من غير العرب ولكنه للأسف الشديد اصبح من العلوم الرئيسية برغم أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليه لم يعرفوه ولم يكن من علومهم فكيف تقدمه على فهم القرآن وتأويل معانية وتلمس بلاغته ؟ ، عجيب أن يقدم المؤخر ويؤخر المتقدم ، فالبلاغة القرآنية كانت أول بواكير التفسير بعد بدء التنزيل والوحي القرآني وليس النحو ولا الإعراب ونحن نعلم مدى الخلاف السمج بين النحويين وكيف أن النحو يتعارض في بعضه مع كتاب الله حتى أن اعداء القرآن استخدموا هذا التعارض في الاحتجاج به على القرآن ولو لم يكن سوء في هذا ونقص لكفى ، فما تعارض ما كتاب الله ضربنا به عرض الحائط .
فالقول بأن الاصل تلمس وجه الاعجاز البلاغي والتركيب اللغوي وهو المقدم في ذلك على ما تفضلت به ، ولا شك أن تلمس الحكمة الربانية في اختيار لفظة مكان أخرى أو تقديم لفظة في موضع وتأخيرها في موضع مقدم على القول بأن الكلمة الفلانية اعرابها كذا وكذا فأي من البابين يفيد قاريء القرآن ويعلم متعلمه ؟؟
ارشدني الله واياك والمسلمين على حسن الاتباع وفتح علينا جميعا من اسرار كتابه وعلما وعملا والسلام عليكم
 
بسم1
نعم ، اخي عدنان
التفريق بين المعنى التفسيري وتقدير الاعراب امر ضروري
في كتاب الخصائص عقد (ابن جني ) باب في هذه المسألة اسماه الفرق بين تقدير الإعراب وتفسير المعنى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
يا أخي الفاضل ، لو أننا سرنا على هذا المنهج لما بقيت آية من كتاب الله إلا وقلنا فيها لم لم يقل الله فيها كذا أو كذا أو كذا أو كذا ..
هذا ليس منهجا علميا سليما !
ومن سبقكم إلى هذا المنهج من علماء الأمة ؟
أنا لا أفهم لماذا تريد غلق بابٍ للتفكير ؟ هل يضيرك أو يضير العلم هذا البحث ؟
وهل لابد لكل مسألة أن يكون لها منهج سابق لعلماء الأمة ؟
 
بسم1
نعم ، اخي عدنان
التفريق بين المعنى التفسيري وتقدير الاعراب امر ضروري
في كتاب الخصائص عقد (ابن جني ) باب في هذه المسألة اسماه الفرق بين تقدير الإعراب وتفسير المعنى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل عمر أحمد
ماهو الشاهد من كلام ابن جني ؟
 
بسم1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - اخي / محمد عبد الله آل الاشرف
من بعد اذنك اود ان اشير لامرين :
اولا : كنت تتكلم بداية اخي / محمد - عن ( الإيقاع في النص القرآني في سورة طه ! ) صحيح ..؟ ، ولكن الاخ / عدنان الغامدي تعقب قولك هذا بمسالة الاعراب ، ولا ادري لماذا لم توقفه هناك للاختلاف، فقولك ( الايقاع .. او النسق القراني) ، عقب عليه الاخ / عدنان بمسألة الاعراب .. فحصل لاادري ما اسميه ؟..!! سوء تفاهم .. لانك في ظني كنت تقصد شي وتابعك الاخ / عدنان بشي اخر ليس له علاقة بقصدك . ( إن اصبت ؟ ) .

ثانيا : ماذكره الاخ عدنان موخرا - في موضوع الاعراب والنحو وانهما متاخران وقد تم وضعمها لضبط (كلام العرب ) ، فكلامه جيد وكنت احاول ان اجد الشواهد ، فوقفت قريبا على كلام (ابن جني ) السابق في وجوب هذه المعرفه الا وهي التفريق بين المعنى والاعراب ، بمعنى عدم ترافقهما دوما ، فقد تجد المعنى شي والاعراب شي اخر ، ومن لم يفرق يقع في الخطأ، ولو راجعت كتابه ففيه شرح مفصل للمسألة، ويفهم ايضا من كلام ( ابن جني ) اهميه تفريغ المعنى والمقصد اولا والرجاء تصويبي فيما اخطاءت فيه ، ولكم الشكر

الايقاع يكون في .. :
الحروف ، المقاطع ، التجويد ، الفواصل ، الترديد ، وزن الكلمة ، ايقاع الصوت في نهاية الاية .. وهكذا .

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
عودة
أعلى