لكل آية ظهر و بطن صحيح و توجيه الأئمة له

الميموني

New member
إنضم
24/02/2004
المشاركات
165
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه و سلَّم أنه قال: ( أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل حرف منها ظهر و بطن و لكل حرف حدٌّ و لكل حد مطّلَعٌ).
هذا الحديث من الأخبار المشهورة في كتب التفاسير و علوم القرآن - وهو حديث صحيح كما سيأتي - و قد ضعفه بعض أهل العلم و الباحثين من المعاصرين.
و له توجيه و تفسير صحيح يخالف تأويل الباطنية و المبتدعة كمثل ما وجهه به ابن المبارك و أبو عبيد و الطبري وغيرهم من أئمة أهل السنة.

و قد اختلفوا في تفسير ذلك فأشبه الأقاويل بالصواب عند الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام : ( أنّ الله عز وجل قد قصّ عليك من نبأ عاد وثمود وغيرهما من القرون الظالمة لأنفسها فأخبر بذنوبهم وما عاقبهم بها فهذا هو الظاهر إنّما هو حديث حدَّثك به عن قوم فهو في الظاهر خبر وأما الباطن منه فكأنه صير ذلك الخبر عظة لك وتنبيها وتحذيرا أن تفعل فعلهم فيحل بك ما حل بهم من عقوبته...)اهـ. غريب الحديث لابن سلام :2/13 و معنى ذلك أنّ القصص ظاهرها الإخبار بهلاك الأوّلين وباطنها عظة للآخرين . و رجحه الزركشي: 2/ 476 و السيوطي: 2/ 169 وقال الطبري: ظهره التلاوة و بطنه ما بطن من تأويله. وقال الإمام ابن المبارك: (سمعت غير واحد يقول في معنى في هذا الحديث ما في كتاب الله آية إلا ولها ظهر وبطن يقول لها معنى ظاهر وتفسير خفي): الزهد لابن المبارك :1/ 27 و هو بمعنى قول الطبري و هذا القول هو أرجحها عندي .
وسأبيّن تخريجه و طرقه فإنني رأيتُ عددا من أهل العلم المعاصرين و من الباحثين وهم في تخريجه و اقتصر على بعض طرقه الضعيفة كما صنع محققوا تفسير البغوي و محقق الموافقات الشيخ مشهور سلمان و غيرهم.
 
السلام عليكم

أرغب أن أفهم قولا ورد في مقالك (وقال الإمام ابن المبارك: (سمعت غير واحد يقول في معنى في هذا الحديث ما في كتاب الله آية إلا ولها ظهر وبطن يقول لها معنى ظاهر وتفسير خفي): الزهد لابن المبارك :1/ 27 و هو بمعنى قول الطبري و هذا القول هو أرجحها عندي .)

فهل في آية (وأحل الله البيع وحرم الربا) ظاهر وباطن مثلا
 
لقد ناقش د عبد الرحمن الدهش هذا الحديث وحكم عليه في رسالته الماتعة :الأقوال الشاذة في التفسير من ص 30 حتى ص 42 بكلام جيد أحيل الأخوة عليه .
 
هل من طالب علم أو أخ كريم يرسل لي نسخة من هذا الكتاب المسمى الاقوال الشاذة وله علي ان ارسل له ثمن الكتاب باي طريقة يرغب
 
د. جمال وفقه الله : الكتاب من إصدارات مجلة الحكمة وللحصول عليه ولبقية إصداراتهم الاتصال على الرقم التالي 0096655816043
أو البريد الالكتروني [email protected]
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

- هنا تنبيه مهم كنت أريد تأخيره :
- من المتفق عليه أنه لا يكون الظاهر أبدا مناقضا للباطن بمعنى أن ينهى الله عن الزنى مثلا فيكون ظاهر النهي التحريم و باطنه الإباحة أو يأمر بالنفقة والصدقة و يكون باطنه الحض على الإمساك هذا ما لا يقبله عقله و لا يصحّ في لغة و لا يدعيه من عنده مُسكة فهم أو ذرّة دينٍ إنما قد يقول هذا من لا خلاق له و لا دين له من كفرة الباطنية ليموِّهوا به على جهلة أتباعهم مع علمهم بوضوح بطلانه و شدة ضلاله فهذا نوع من الهذيان و السفسطة ليس يأبه له العقلاء و لا يلتفت إليه العلماء..
- أما معنى كلامي فواضح لكني لم أذكر عبارة الطبري لأنّ مقصدي أن أبين صحة الحديث و أنه له توجيها مّا يصح أن يحمل عليه مع اختلافهم في توجيهه و بعض الأمور إذا فسِّرت ابتداء تشعبت الاحتمالات في تفسيرها واختلفت الآراء في ترجيحها مع أن أقوال المجتهدين قد يجمعها أحيانا نطاق واحد ...
- أما عبارة الإمام الطبري رحمه الله فقد قال : ( فظهره الظاهر في التلاوة و بطنه ما بطن من تأويله ) اهـ. جامع البيان للطبري: 1 / 32 طبعة دار هجر . و تذكروا معي أن الطبري يستعمل التأويل بمعنى التفسير و بهذا المعنى وقريب منه فسّره من حكى قولهم ابن المبارك و كما قال الطبري قال أبو القاسم القشيري والبغوي و غيرهم.
- و يزيد ذلك و ضوحا أن نقول : إن من القرآن ما تفهمه العرب بظاهر لغتها و منه ما يعرفه العلماء باجتهادهم و حسن نظرهم فالألفاظ القرآنية لها معنى يتبادر من ظاهرها و له معان أخرى تزيد عليه لا تخالف الظاهر لكن يحتاج في فهمها إلى تدقيق النّظر و الاجتهاد ممّن هو أهلٌ لذلك فليس الظاهر بمخالف لما يستبطنه أهل الفهم من معانيها ألا ترون معي كيف استنبط ابن عباس و عمر رضي الله عنهما من سورة ( إذا جاء نصر الله و الفتح) أنها علامة اقتراب أجل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فهذا معنى كان باطنا أي خفيا من تفسيرها استدل عليه عمر رضي الله عنه و ابن عباس بأمور أخرى و بقرائن ... الخ
و مثل ذلك قول ابن عبّاس رضي الله عنه في عدة أصحاب الكهف أنا ممن يعلم عدتهم الخ القصة المعروفة في التفاسير.
و قد يكون أحيانا المراد بالباطن ما في الخبر و القصة من معنى التذكير و العظة كما هو قول الإمام أبي عبيد فظاهرها أنها أخبار و قصص عن أقوام مضوا و باطنها تذكير وتخويف لغيرهم.
فهذا الباطن متفاوت في القرب و البعد و السهولة في فهمه و العسر ..
و قد قيل تفسيرها: أنّه ما من آية إلا عمل بها قوم ولها قوم سيعملون بها يروى ذلك عن ابن مسعود. ذكره الزركشي و السيوطي. و هذه الأقوال كلها صحيحة لا يناقض بعضها بعضا.
و أنا لم أقصد لجمع كلام أهل العلم من أهل السنة في معناها أنما أردت ما قدّمت فمن أراد الاستزادة فمّما لم أذكره من المصادر: فضائل القرآن: 98 و فهم القرآن للحارث المحاسبي: ص328 وقانون التأويل لابن العربي : 196 و شرح السنة للبغوي: 1 / 262 و غيرها.

مع التنبيه إلى أنه لن ينفع أهل الضلال استعماله له في ضلالهم لأنه حتى لو تنزلنا أنه قد يُفهم منه بعض ما يتوهّمون فنقول هو خبر تتحكم فيه القواعد و البراهين النيرات التي لا يختلف في صحتها ولا تأويلها كالاختلاف في هذا الخبر صحة و معنى.

و أرجو ممن له ملاحظة أو تعقيب أو غير ذلك مما هو مفيد أن يتكرّم بوضعه هنا فقد أردت أن أجعل من هذا الموضوع مع مداخلاتكم مرجعا عسى أن يستفيد منه إخواننا و كل طالب علم. علما أنني لم أجد عنه في هذا المنتدى شيئا عن هذا الموضوع و قد بحثت عنه في الشبكة العنكبوتية بحثا عجلا فلم أجد شيئا يذكر.
 
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أخي الميموني

بَيَّنَ الله جل وعلا في مواضع متعددة من كتابه كونَ هذا القرآن عربياً فقال: ( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )[ يوسف: 2 ]، ولذا فإن الأصل في فَهْمِ كتاب الله تعالى هو اللسان العربي، قال الإمام مجاهد بن جبر (ت: 104 هـ): " لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب "(1).

وقال الشافعي ( ت: 204 ): " فإنما الله خاطب بكتابه العربَ بلسانها، على ما تعرف من معانيها "( 2).

ولذلك فإن ادعاء معنى لم يصح له وجه في لسان العرب يعد أمراً مردوداً في تفسيركتاب الله تعالى.
قال ابن جرير الطبري ( ت : 310 ): " وغير جائز إحالة ظاهر التنزيل إلى باطن من التأويل لا دلالة عليه من نص كتاب ، ولا خبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا إجماع من الأمة ولا دلالة من بعض هذه الوجوه"(3 ).

وإن من مآخذ أهل البدع في الاستدلال بناء ظواهر النصوص على تأويلات لا تعقل ـ يدعون أنها هي المقصود والمراد ـ لا ما يفهمه العربي، فقالوا بأن للنصوص بواطن هي المقصودة، وأن الظواهر المفهومة باللغة غير مرادة، فقالوا: كل ما وَرَدَ في الشرع من الظواهر في التكاليف والحشر والنشر والأمور الإلهية؛ فهي أمثلة ورموز إلى بواطن(4 ).
وقد ولج كثير من الفرق من باب إثبات أن للقرآن باطناً وظاهراً وفسروا ذلك بتفسيرات منحرفة باطلة.
وجُلُّ ما يعتمد عليه أصحاب القول بأن للقرآن ظهراً وبطناً ما روي عن عبد الله بن مسعود ( ت: 32 هـ ) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أُنْزِلَ القرآنُ على سَبْعَةِ أحرف، لكل حرف منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكل حرفٍ حدٌّ، ولكل حدٍّ مطَّلَعٌ"( 5).
وما جاء عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة تحت العرش يوم القيامة، القرآن يحاجُّ العباد، له ظهرٌ وبطنٌ، والأمانة والرحم تنادي: ألا من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله "( 6).
وما جاء عن الحسن البصري رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أَنْزَلَ الله ـ عز وجل ـ آيةً إلا لها ظهرٌ وبطنٌ، ولكل حرفٍ حدٌّ، وكل حدٍّ مطَّلَعٌ"( 7).
وهذه الأحاديث لا تصح طرقها وإن جوّز تحسينها بعض الباحثين بمجموع طرقها( 8)، وقد سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت: 728 ) رحمه الله عن حديث: " للقرآن باطن وللباطن باطن إلى سبعة أبطن " فقال: " أما الحديث المذكور فمن الأحاديث المختلقة التي لم يروها أحد من أهل العلم ولا يوجد في شيء من كتب الحديث ولكن يروى عن الحسن البصري موقوفاً أو مرسلاً أن لكل آية ظهراً وبطناً وحداً ومطلعاً "( 9).

وعلى فرض صحتها فقد بين العلماء المعنى الصحيح الذي ينبغي تفسير الحديث به حيث ذكروا في المراد عدة أقوال منها:
• أن المراد بالظهر اللفظ وبالبطن المعنى.
• أن المراد بالظهر ما ظهر تأويله وعرف معناه، وبالبطن ما بطن تفسيره.
• أن المراد أن قصصه في الظاهر أخبار، وفي الباطن عِبَرٌ وتنبيه وتحذيرٌ وغير ذلك.
• أن المراد بالظهر التلاوة، وبالبطن: التَّفهُّم والتَّعْظِيم( 10).
• ما قاله الطبري (ت: 310): " فظهره: الظاهر في التلاوة، وبطنه ما بطن من تأويله"( 11).
• وقد ذكر الشاطبي ( ت: 790 ) المعنى الثاني بقوله: " وحاصل هذا الكلام أن المراد بالظاهر: هو المفهوم العربي، والباطن: هو مراد الله تعالى من كلامه وخطابه، فإن كان مراد من أطلق هذه العبارة ما فسر فصحيح ولا نزاع فيه، وإن أرادوا غير ذلك فهو إثبات أمرٍ زائد على ما كان معلوماً عند الصحابة ومن بعدهم، فلا بد من دليل قطعي يثبت هذه الدعوى، لأنها أصل يحكم به على تفسير الكتاب، فلا يكون ظنياً، وما استدل به إنما غايته إذا صح سندُه أن ينتظم في سلك المراسيل ". ثم مثل عليه بقصة عمر (ت: 23هـ) مع ابن عباس (ت: 68هـ) رضي الله عنهم في تفسير سورة النصر وقال: " فظاهر هذه السورة أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسبح بحمد ربه، ويستغفره إذا نصره الله وفتح عليه، وباطنها أن الله نعى إليه نفسه"(12).
وقد اشترط لصحة المعنى الباطن شرطين هما:
أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب ويجري على المقاصد العربية.
وأن يكون له شاهد نصاً أو ظاهراً في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض.
وقال في سبب اشتراطه للثاني: " فلأنه إن لم يكن له شاهد في محل آخر أو كان له معارض صار من جملة الدعاوى التي تدعى على القرآن، والدعوى المجردة غير مقبولة باتفاق العلماء "( 13).
والله أعلم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) انظر: البرهان: ( 1 / 292 ).
( 2) الرسالة: ( 51 ـ 52 ).
( 3) جامع البيان : ( 5 / 44 ).
( 4) انظر: الاعتصام للشاطبي: ( 1 / 205 ).
( 5) رواه ابن جرير في تفسيره من طريقين ضعيفين: ( 1 / 35 ـ 36 )، قال أحمد شاكر: " هو حديث واحد بإسنادين ضعيفين أما أحدهما فلانقطاعه بجهالة راويه عمن ذكره عن أبي الأحوص، وأما الآخر فمن أجل إبراهيم الهجري راويه عن أبي الأحوص".
ورواه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ: " لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الله، وأنزل القرآن على سبعة أحرف، ولكل آية منها ظهر وبطن". المعجم الكبير: ( 10 / 105) برقم (10107 ).
ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه: ( 1 / 276 ) برقم ( 75 )، والبزار في مسنده: ( 7 / 152 )، والطبراني في المعجم والأوسط: ( 1 / 236 ) برقم ( 773 )، وأبو يعلى في مسنده: ( 9 / 278 ) برقم ( 5403 ) .
( 6) رواه العقيلي في الضعفاء: ( 4 / 5 )، وقال: " ولا يصح إسناده ". والبغوي في شرح السنة: ( 13 / 22 ). وانظر: نوادر الأصول للحكيم الترمذي: ( 4 / 168 ) والفردوس بمأثور الخطاب لأبي شجاع: ( 3 / 228 ) برقم ( 4673 ).
( 7) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن: ( 42، 43 )، وعبد الرزاق في مصنفه: ( 3 / 358 ) برقم ( 5965 ). وابن المبارك في الزهد: ( 1 / 23 ) برقم ( 94 ) .
( 8) انظر: الأقوال الشاذة للدهش: ( 33 ) حيث قال بعد إيراد هذه الشواهد للحديث: " وبعد هذا فقد يرتقي الحديث بهذا السياق إلى أن يكون حسناً ".
( 9) مجموع الفتاوى: ( 13 / 231 ـ 232 ).
( 10) انظر في الأقوال السابقة: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: ( 3 / 166 ).
( 11) جامع البيان: ( 1 / 55 ). وعلق عليه أحمد شاكر بقوله: " الظاهر: ما تعرفه العرب من كلامها وما لا يعذر أحدٌ بجهالته من حلال وحرام. والباطن: هو التفسير الذي يعلمه العلماء بالاستنباط والفقه، ولم يُرِد الطبري ما تفعله طائفة الصوفية وأشباههم في التلعب بكتاب الله وسنة رسوله والعبث بدلالات ألفاظ القرآن وادعائهم أن لألفاظه ظهراً هو الذي يعلمه علماء المسلمين وباطناً يعلمه أهل الحقيقة فيما يزعمون ". جامع البيان بتحقيقه: (1 / 72 ) حاشية رقم ( 2 ) .
( 12) الموافقات: ( 3 / 287 ). وقد ذكر أمثلة أخرى لهذا المعنى. وقد اعتبر الشاطبي رحمه الله أن كل ما كان من المعاني العربية التي لا ينبني فهم القرآن إلا عليها فهو داخل تحت الظاهر، وكل ما كان من المعاني التي تقتضي تحقيق المخاطب بوصفه العبودية والإقرار لله بالربوبية فذلك هو الباطن المراد والمقصود الذي أنزل القرآن لأجله. انظر الموافقات: ( 3 / 289، 290 ).
( 13) الموافقات: ( 3 / 295 ).
 
أما كتاب الدكتور الدهش فلم أطلع عليه
تخريج الحديث:
أخرجه أبو يعلى (5149)، والطحاوي في المشكل(3095)، والطبراني في الكبير(10107)، وفي الأوسط(773)، و ابن خالويه في إعراب السبع : 1 / 20 وابن عساكر : 30 / 235 و 236 من طرق والبغوي في تفسيره 1/46 و في بعض ألفاظ الحديث: ( لو كنت متخذا أحدا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله وإن القرآن أنزل على سبعة أحرف ولكن لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مُطّلَعٌ ). كلهم من طريق جرير عن المغيرة بن مِقسَم الضَّبِّي عن واصل بن حيان عن ابن أبي الهُذَيل عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود به، و قد رواه مسلم من هذا الوجه واختصره مقتصرا على ما فيه من ذكر فضل أبي بكر الصديق و لذا ساقه ابن عساكر من طريق إسحاق بن إبراهيم عن جرير التي عند مسلم ثم قال أخرجه مسلم مع كون مسلم لم يخرج قوله: ( لكل آية ظهر و بطن). ( ينظر : صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة : باب فضل الصديق ( ح 6125 )
وله طريق أخرى : فقد رواه البزار من طريق سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بزيادة في آخره في النهي عن أن يستلقي الرجل في المسجد و يضع إحدى رجليه على الأخرى وقال هذا الحديث لا نعلمه يروى إلا من حديث الهَجَريّ ( يعني أبا إسحاق الذي في سنده جعله الهجري ) عن أبي الأحوص عن عبد الله و لا نعلم أنّ ابن عجلان روى عن الهجري غير هذا الحديث )اهـ. مسند البزار: ( ح 28081 ) و من طريق سليمان بن بلال هذهِ رواه أبو يعلى مختصرا ( ح 5403 ) و الطحاوي: 4 / 172 و الطبراني في الكبير : 10 / 125
ورواه الطبري: 1 / 22 و الخطيب في الموضح : 1 / 381 من طريق سفيان عن إبراهيم الهجري و هو أبو إسحاق لكن الهجري ضعيفٌ ضعفه ابن معين و النسائي و أبو حاتم ( تهذيب الكمال: 2 / 203 و ميزان الاعتدال: 1 / 65 وتهذيب التهذيب : 1 / 164 ).
ولكن قد تقوّى بالطريق السابقة و صحَّ أيضا مرسلا من حديث الحسن البصري رواه ابن المبارك: 1 / 23 و أبو عبيد في فضائل القرآن: صـ 97، 98 و عبد الرزاق في مصنفه : ( ح9565 ) و ابن حزم ( الإحكام في أصول الأحكام : 3 / 281 ) ، و صح أيضا موقوفا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخرجه الطبراني في الكبير: ( 8667 و 8668 ) من طريق شعبة و من طريق سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفا بلفظ: إنّ القرآنَ ليس منه حرفٌ إلا له حدٌّ ولكل حدٌّ مطّلع.
و أما قول ابن حزم: ( إنّها مرسلاتٌ لا تقومُ بها حُجّة) فيقال قد ثبت موقوفا و تقوّى بالمرفوع. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1338). و لكنّ الحديث صحيح لهذه الشواهد و لأنّ أصله في صحيح مسلم و رجاله في الطريق الأولى على شرط الصحيح و إنْ كان مسلم رحمه الله اختصره إما لاقتصاره على موضع الشاهد منه و هو فضل أبي بكر رضي الله عنه و إما لغرابة تلك الألفاظ فإن المرفوع منه فيه غرابة لكن لا يلزم منها ضعفه فليس كل غريب ضعيفا و عليه فالحديث صحيح وله وجه صحيح عند أئمة أهل السنة كالذي و جهه به ابن المبارك وأبي عبيد و الطبري و البغوي وغيرهم.
 
صححت الحديث بمجموع طرقه
و مع هذا ففي نفسي شيء من ترك أصحاب الكتب الستة له
مع أنهم لم يستوعبوا ما صح كما هو معلوم و لكن تركهم لخبر ما مع شهرته لا يكون في الغالب إلا لعلة ما
 
بعض الطرق الآخرى

قال الفرياني‏:‏ حدثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع‏.‏


وأخرج الديلمي من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العباد‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ إن القرآن ذوشجون وفنون وظهور وبطون لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته فمن أوغل فيه برفق نجا ومن أوغل فيه بعنف هوى‏:‏ أخبار وأمثال وحلال وحرام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وظهر وبطن فظهره التلاوة وبطنه التأويل فجالسوا به العلماء وجانبوا به السفهاء‏.‏

اهـ من الإتقان ج: 2 ص: 486
وليراجع تفسير ابن أبي حاتم فلعل بعضه مدرج
 
عودة
أعلى