لقطات من مؤتمر الشّارقة في التّفسير الموضوعيّ

نعيمان

New member
إنضم
31 ديسمبر 2005
المشاركات
351
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرّحمن الرّحيم


الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أمّا بعد:


فهذه بعض المشاهدات والنّظرات من مؤتمر الشّارقة الرّائع الرّاقي

· إجماع على الحفاوة البالغة التي استقبل بها المشاركون.
· رتابة في بعض جلساته لدرجة النّعاس.
· طرافة في إحدى جلساته رسمت البسمة على الوجوه المضيئة.
· كان فضيلة الدّكتور المقرئ محمّد عصام القضاة "ديناميكيّاً" متحرّكاً بين المشاركين رغم آلام كتفه ورجله.
شفاه الله وعافاه.
· شهد المؤتمر غياب من لا ينبغي غيابه عن مؤتمر بحجمه وأهمّيّته؛ مثل:
1- كثير من أعضاء الملتقى المتخصّصين في التّفسير.
2- أسماء لامعة من العالم الإسلاميّ كنّا نتمنّى حضورها. ولو عن طريق الدّعوة الشّخصيّة. وبخاصّة مَنْ كَتَبَ في التّفسير الموضوعيّ، ومن له اهتمامات به.
3- القنوات الفضائيّة الإسلاميّة.
4- بعض الوزارات ذات العلاقة.
وقد تحدّثنا مع الأستاذ الدكتور عبد العزيز الحدّاد – حفظه الله- فذكر أنّه لم يعلم إلا متأخّراً، إذ لم ترسل الدّعوات إلا إلى الجامعات؛ كما أخبر المنظّمون.
5- المناطق التّعليميّة التّابعة لوزارة التّربية والتّعليم.
6- الأساتذة المتخصّصون من الجامعات بالدّولة على كثرتها رغم دعوتهم.
· تحتاج المؤتمرات دوماً قبل وبعد وخلال المؤتمر إلى رصد الإيجابيّات لتعزيزها، والسّلبيّات لتلافيها.
· إجماع على أنّ الوقت هو قاهر المؤتمرات.
ولذا فقد لمسنا إصرارَ كثيرٍ من المشاركين في هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات، أو النّدوات، أو الملتقيات الّتي حضرتها على طلب زيادة الوقت.
وهذه معضلة تحتاج إلى علاج. كيف نتعامل مع الوقت ونستثمره ولو كان دقيقة وحيدة؟ ونحن أمّة الوقت.
فليست القضية بالطول أو القصر وإنّما بالفائدة المرجوّة في الوقت المقدّر؛ وبخاصّة أنّ أوراق المؤتمر موجودة وموزّعة بين أيدي الحاضرين إلكترونيّاً؛ فلم الإصرار على الإطالة؟
وهذا حجّة العربيّة مصطفى صادق الرّافعيّ يرسل رسالة إلى سعد زغلول قائلاً له: أعتذر للإطناب فإنّه لا وقت لديّ للإيجاز. فعدّ الإيجاز ممّا يأخذ وقتاً أطول للتّحرير بعد التّحبير الّذي يكتبه المرء بادي الرّأي أوّلاً.
ولقد حدّثني أخي العزيز الدّكتور عدلي أبو حجر عضو المجلس البلديّ في العاصمة السّويديّة ذات لقاء أنّه رتّبت له مناظرة مع يهوديّ في السّويد مدّتها خمس دقائق لكلّ واحد فقط. وقد كان.
ولقد أبدع الدّكتور عثمان جمعة في استثمار الوقت بإعطاء فكرة كاملة عن بحثه بسهولة ويسر ومتعة أيضاً؛ وذلك في ثمان دقائق فقط. وتصدّق بدقيقتين صدقة جارية.

· فوجئ منظّمو المؤتمر –كما أخبرني الدّكتور عيادة الكبيسيّ حفظه الله- من كثرة المشاركين في موضوع تخصّصيّ بحت، وفوجئنا جميعاً بقلة الحاضرين. فلقد كانت قاعة الإمام الزهريّ شبه خالية إلا من المشاركين والمنظّمين. رغم الإعداد الكبير للمؤتمر والدّعاية الّتي سبقته.
هل نقارن بين هذا المؤتمر المبارك وبين مباراة كرة قدم مثلاً؟ حتّى لا نقول مهرجاناً فنّيّاً صاخباً!
بل لقد شهدت القاعة ذاتها مساء يوم الثّلاثاء حفل توزيع جوائز حفظة القرآن الكريم وكان الجمهور كبيراً.
نحتاج إلى دراسة أسباب هذا العزوف؛ لتتفاعل جماهير الأمّة مع ما يراه العلماء الأجلاء ذا مكانة وأهمّيّة، فتترتّب الأوليّات.

وليت الدّكتور الشّهريّ حفظه الله يفتح موضوعاً بهذا: ما سبب عزوف النّاس عن حضور المؤتمرات التخصّصيّة القرآنيّة؟ وما العلاج؟

وهذه لقطات سجّلتها ذاكرتي واحتفظت بها إلى اليوم، ووددت لو أنّني كتبتها على أوراق؛ فالعلم صيد والكتابة قيد، فإن أخطأت – عن غير قصد- فباب التّعديل مفتوح على مصراعيه لمن شهد المؤتمر.

· ورد على لسان الدّكتور عثمان جمعة كلمة -حين عرض ورقته الماتعة- لم يقصدها؛ وهي أنّ القرآن أتى بألفاظ لم يعرفها العرب. وانتقدها رئيس الجلسة الدّكتور المشني، ثمّ صوّب انتقاده عندما رأى ورقة ترتفع من الدّكتور عثمان ليبيّن ما يقصده، فاستدرك المشنيّ قائلاً: ولا أظنّه إلا يقصد تطوّر دلالات الألفاظ في القرآن عنها عند العرب. فهزّ الدّكتور عثمان رأسه موافقاً.
وأمثلة ذلك – وهذه الأمثلة من عندي- ألفاظ الصّلاة، والأمّة، والجهاد، والجاهليّة، وغيرها من الألفاظ التي أبدعها القرآن فصارت مصطلحات قرآنيّة خالصة وإن استخدم العرب حروفها.

* اتّسمت الجلسة التي رأسها الدّكتور مصطفى مسلم بروح الدّعابة والطّرافة المطلوبة في مثل هذه الجلسات الجادّة؛ لتخفّف من ضغط الوقت على المشاركين الأجلاء.

* أرجع الدّكتور مصطفى قيام المؤتمر كلّه إلى الدّكتور عيادة الكبيسيّ؛ إذ لم يصبه القنوط من الحصول على الموافقة من قبل الجامعة بإقامة المؤتمر؛ رغم المعوّقات. وبادله الكبيسيّ بردّ الفضل إليه.
تواضع وثقة بالنّفس وصدق مع الله وردّ الفضل لأهله : قيم عالية نفيسة نحتاج أن نتعلّم منها دائماً.
ومع هذا لم يجامل الكبيسيّ مسلماً إذ أخذ عليه ملاحظات على كتابه في التّفسير الموضوعيّ بأدب جمّ ودماثة خلق، بعد استئذانه. فدخلت على الخطّ وأرسلت رسالة للدّكتور مصطفى على جوّاله مداعباً ليوقف الكبيسيّ بدعوى انتهاء وقته حتّى لا يكمل ملاحظاته!!
وتحدّثت مع العالمين الجليلين وقت الاستراحة وهما يحتسيان كوباً من الشّاي؛ فتضاحكا.
وكان ردّ الدّكتور مصطفى: سآخذ بملاحظاتك إن شاء الله.
أترك هذه العبارة بلا تعليق!

* عندما عرّف الدّكتور مصطفى مسلم بالدّكتور زياد بن عمر العيص قال: جمعني وإيّاه سقف واحد؛ فشده الحاضرون إذ بياض لحية الدّكتور مصطفى واسوداد لحية الدّكتور زياد تنفيان أن يكونا تِربين، ثمّ بيّن قصده بالسقف الواحد وهو أستاذيّة الدّكتور مصطفى للدّكتور زياد.

* عندما أشار رئيس الجلسة بانتهاء وقت الدّكتور زياد بن عمر علق الأخير قائلاً: دقائقنا في المملكة أطول من دقائقكم.

· وردت ورقتان بهما طلب مداخلة باسم إقبال؛ فأذن د. مصطفى بمداخلة واحدة ظنّاً منه أنّهما لشخص واحد، فإذا بالقاعة ثلاثة أسماء تحمل الاسم نفسه، والرّابع -بل الأوّل- صاحب أشهر اسم لإقبال؛ حضر المؤتمر باسمه وروحه وغاب جسده -رحمه الله تعالى- شاعر الإسلام الكبير وفيلسوفه: محمّد إقبال.

· تمنّيت أن لو أعطى الدّكتور مصطفى مسلم وقتاً أكبر للدّكتور مرهف السّقّا كون بحثه الوحيد المتعلّق بالإعجاز العلميّ.

· الدّكتور عبد السّتّار فتح الله السّعيد الذي تجاوز الثمانين من عمره المبارك في جلسة التوصيات تحدّث بضيق من نتائج المؤتمر وقال: فرحت لحلم وتضرّع إلى الله أن تنهض الأمّة بهذا التفسير الموضوعي ففوجئت بأنّه نظريّ.
فبقي الدّكتور مصطفى يستمع إليه حتّى انتهى، ثمّ بشّره بلجنة علميّة دائمة وتبنّي إحدى الجهات هذه اللجنة المباركة.
فقال معلقاً فرحاً: متؤول من أوّل. أمّال ساكتين ليه؟

* د. عبد الستار فتح الله السّعيد أطال الله بقاءه خطّأ لفظ الموسوعة وصوّبه بالمبسوطة أو الموسّعة.
وكذا خطّأ القاضي اللدن لفظ النّصّ القرآنيّ، والمصطلح القرآنيّ، وصوّبه إلى اللفظ والمفردة القرآنيّة.

· وجّهت ورقة انتقاديّة للحن بعض المشاركين الظاهر لرئيس إحدى الجلسات الأستاذ الدّكتور أحمد حسن فرحات:
فقال معلقاً: اللّحن لا يصلح لا للتفسير الموضوعي ولا للتحليليّ ولا لأيّ شيء.

* تحدّث أحد المشاركين –وكانت ورقته متميّزة جدّاً- عن سيّد قطب -رحمه الله تعالى- وامتدح جهوده أوّلاً، ثمّ انتقد تسلل بعض المفردات الغربيّة إلى تفسيره.
حينها وُجّه سؤال له من الحاضرين عبر رئيس اللجنة طالباً منه أمثلة على ذلك؛ وبخاصّة أنّ سيّداً -رحمه الله تعالى- حرب على المصطلحات الغربيّة من مثل: الإمبراطوريّة والدّيمقراطيّة وغيرها، فاحتدّ الدّكتور!

* تضايق الصّديق الدّكتور المرعشليّ من مداخلة لأحد المشاركين إذ ذكر أنّ ورقته وورقة الجيّوسيّ لا تتفّقان والعنوان.
وسألني بعد الجلسة بضيق: من هذا؟ قلت له: أستاذ دكتور في التّفسير وعلوم القرآن. فقال: لمَ يعترض قبل أن يقرأ البحث؟ فالبحث موجود فيه ما طلبه. قلت: لعله لم يقرأه.

· الدّكتور الماليزيّ ذو الكفل يوسف قال ممازحاً لرئيس الجلسة عندما أعطاه وقتاً آخر بسبب عطل فنّي في عرضه الأوّل وهي صدقة الدّكتور عثمان جمعة: قال له بالعربيّة الممتعة على لسان أعجميّ من عالم جليل: طنّش.
فخرجت بلكنة جميلة. وضجّت القاعة بعدها بالضّحك.

· الدّكتور أحمد عبّاس البدويّ تحدّث عن أستاذه محمّد محمود حجازي سبع دقائق من العشر المعطاة له، وكانت لفتة طيّبة منه وفاء لشيخه -رحمه الله تعالى- .

· الأستاذ العزيز طارق عبد الله شيخ إسماعيل لم يدع أحداً في القاعة إلا حاول اصطياده والتّعرف إليه؛ وبخاصّة من هم في ملتقى أهل التّفسير. فحيثما التفتّ وجدتّه قد اصطاد واحداً؛ فلقّبته بصائد المشايخ.

قفشة من عيار ثقيل:

أنا جالس ومنسجم وفي أمان الله في مقعدي وإذا بالدّكتور محمّد عبد اللطيف يأتي فيجلس أمامي ويتبعه الدّكتور أحمد شكري ثم الدّكتور عبد الرّحمن الشّهريّ على التوالي، والحديث مسترسل قبل جلوسهم، وتدفّق حول ما جرى هنا عقيب مناقشة رسالة الأستاذة إيمان حبيب في الإعجاز العدديّ.
والدّكتور رجب يقول بصوته الجهوريّ القويّ جدّاً بإصرار شديد: إنّ نعيمان هو إيمان؛ أنا متأكّد من هذا؛ لتشابه الأسلوب اتّصالاً وكتابة هنا وفي الرّسالة.
–وفضيلة الدّكتور معذور فعلاً؛ إذ الأسلوب متشابه!-
والدّكتور شكري يقول: أظنّه زوجها فهو يعمل في القضاء، ( ثمّ تحدّث عن أسلوبي السّاخر!) والدّكتور الشّهريّ يستمع لهما بأدب جمّ، ثمّ على استحياء قال الشّهريّ: لكنّه مؤدّب، ويقصد نعيمان.

مسألة مهمّة لدى المشايخ أن يعرفوا جنس نعيمان!!!

فلم أدر ماذا أصنع؟ أأعرّفهم بنفسي، أم أنسحب كي لا أسمع أكثر؛ لكن بدء الجلسة قطع حيرتي. وسكت الجميع.
واهتبلتها فرصة فكتبت رسالة على جوّالي ووضعته بين يدي الدّكتور الشّهري من خلفه؛ هذا نصّها:
حيّهلاً بك أخي الحبيب أبا عبد الله فقد أنرتم الدّيار بطلّتكم البهيّة.
وسبحان الذي ساقكم للجلوس أمامي دون سابق وعد وعهد.
وأعتذر عن عدم استراق السّمع والتّدخّل!! لما تحدّثتم به قبيل الجلسة.
بيني وبينك سرّي للغاية.
أنا نعيمان.
فتبسّم الشّهريّ دون أن يلتفت وناولني الجوّال كما أخذه.
ثمّ قام الشهري لحاجة ثمّ عاد وحدجني بنظرة من طرف خفيّ فهمت مرماها.
ثم خرج الدكتوران فأخذ الشهريّ راحته، وذهب عنه حرجه، فالتفت إليّ قائلاً: تعال هنا، فاعتذرت أنّه محجوز للدّكتور شكري؛ فقال: إنّ من يذهب من هنا لا يعود. فاستسلمت وعانقته وتحادثنا بودّ مشوب. والدّكتور الشّهري من هذه النوعيّة الّتي تأسرك من أوّل لقاء فتحسب نفسك تعرفها منذ زمن بعيد. تلاقي أرواح.
وصدق الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله:(( الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)).
وقد علّقنا قليلاً على ما جرى وجرى.

وخلال حديثنا الماتع اختلفت والشهريّ على مصريّة الدّكتور مصطفى المشنيّ أو أردنيّته، ولأعزّز مصريّته قلت مداعباً: هو من مشنيّة البكري.
فقال مسرعاً مصحّحاً: منشيّة البكريّ.
فضحكت من قلبي واستدعيت قصة الخنفشار الشّهيرة:
لقد عقدت محبتكم فؤادي *** كما عقد الحليب الخنفشار.

وعندما سألني الشهريّ عن تخصّصي أخبرته فداخله العجب؛ ثمّ عقّب ممازحاً: لعلك "أبو حسان"؟!! فتضاحكنا.

كلّ هذا يجري والجلسة قائمة وليس من عادتي ولا من عادة الدّكتور الشهري -فيما أحسبه- أن ننشغل والآخرون يتحدّثون؛ لكن سعادتي البالغة باللقاء تجاوزت عادتي بلا إرادة.
جلسة ممتعة؛ قصيرة في عمر الزّمن طويلة في عمر الأنس؛ وكم تمنّيت أن أصحبه هو وإخوانه جميعاً في جولة؛ لكنّه الوقت. وآااه من الوقت.
ولقد عزّيت نفسي بأنّها كانت بداية وأسأله تعالى ألا تكون نهاية، وألا نحرم من مجالس العلم ومجالسة العلماء.

وطبيعة المؤتمرات تجعل اللقاءات عابرة؛ فإمّا أن تتجذّر وتتواصل، أو تمضي وتنقطع؛ وتبقى الذّكريات العبقة أفق الخيال.

ولقد سعدت أيضاً -وإن لم أتمكّن من الجلوس معه- بلقاء الدّكتور مساعد الطّيّار الذي أحسست بما أحسست به تجاه الشّهري وشعرت بحميميّة اللقاء عند معانقته.

رضي الله تعالى عنّا وعنكم وعن جميع لجان المؤتمر.
وإلى مؤتمر آخر بإذن الله تعالى


أتمنّى على الإخوة الأحبّة أن يتحفونا بقبساتهم ومشاهداتهم ولقاءاتهم من خلال وجودهم بين أروقة المؤتمر.


وصلى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
سبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 
حياك الله يا دكتور ، وقد سعدتُ بالتعرف عليك في هذا المؤتمر، وإن كان الوقتُ كما تفضلتم قصيراً، وأسأل الله أن يجمعنا على خير في مناسبات علميَّة قادمة . و (مقالب) الأسماء المستعارة هذه لا تنتهي .
وبمناسبة ذكر بحث الأخت إيمان وفقها الله ، فقد سمعتُ أختاً تناديني بعد إحدى الجلسات فالتفتُّ فإذا بأخت محجبة تقترب وتسلم وتعتذر عن الحرج الذي سببته رسالتها في ملتقى أهل التفسير دون أن يكون لها يدٌ فيه . فقلتُ : ومن أنتِ حفظك الله ؟ فقالت : إيمان كاظك صاحبة بحث الإعجاز العددي . فقلتُ : ليس ثمة ما يوجب الاعتذار وفقك الله، وما جرى نقاش علميُّ يتكرر في ملتقياتنا بشكل طبيعي ، والفائدة تعود من ذلك على الجميع إن شاء الله، ولعلك تشاركين في الملتقى فالغاية هي الاستفادة وخدمة البحث العلمي .
وقد فهمتُ سر عنايتك بالبحث، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب دوماً ، وأنا أطلب منك يا دكتور نعيمان ما دمنا قد تعارفنا أن تكتب لنا بحثاً علمياً مركزاً في الملتقى تبين لنا الأصول التي يُبنَى عليها الإعجازُ العدديُّ ، حتى تتضح لنا الصورة أكثر ، فقد أحدثت كثرة المجادلات بلبلةً أثارت الكثير من الغبار، ونحن في حاجة إلى الوصول لنتائج علمية في هدوء وسكينة .
فهل تستجيب ؟
 
أشكر الأخوين الفاضلين د. نعيمان ، ود. عبد الرحمن على ما أتحفا به من أخبار وطرائف حول هذا المؤتمر المبارك.

وقد كان هذا المؤتمر - بتوفيق الله - مؤتمرا مفيدا ناجحاً، استفدنا كثيرا من أبحاثه، واستمتعنا بمناقشاته، وسسرنا برؤية ضيوفه ورواده، من أساتذتنا وزملائنا، وإخواننا من أقطار متعددة، وكم للقيا الأحبة من أهل العلم والدين من أثر ! فياليت تلك الساعات السعيدة طالت وتممددت حتى نروى من معينها العذب الزلال.


من الأمور البارزة والمهمة لي شخصياً أن هناك قضايا في منهج البحث في التفسير الموضوعي ما زالت محل نظر ونقاش، وكنت أحب أن يفتح النقاش فيها لعلنا نصل فيها إلى رؤية واضحة لكن الوقت كان لنا بالمرصاد.
ومن هذه القضايا موضوع ( المصطلح القرآني ) حيث تحفّظ عليه بعض الباحثين ولم يرو إفراده كلون مستقل من ألوان التفسير الموضوعي، ورأى آخرون أن هناك خللاً في فهم المراد به ، وأن بعض الباحثين في التفسير الموضوعي كتب فيه بناء على تصور غير صحيح.

وفي الختام أشكر الإخوة القائمين على المؤتمر وعلى رأسهم أستاذنا الدكتور مصطفى مسلم، وعميد الكلية، وراعي المؤتمر، وجميع العاملين فيه على حفاوتهم بنا، وحسن ترتيبهم وجهدهم، كما نشكرهم شكرا جزيلاً على هديتهم الكريمة للمشاركين وهي ( التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) في عشرة مجلدات، وأسأل الله أن يجمعنا دائماً على خدمة كتابه وفهمه والعمل به إنه قريب مجيب.
 
أشكر للأخ الفاضل نعيمان فكرته اللطيفة بتسجيل (لقطات) من المؤتمر، وقد سعدت بحضور معظم جلساته مستمعا متابعا بشغف مسرورا بلقاء الكرام ممن تكثر رؤيتهم كالأحبة في جامعة الشارقة - حيث القرب المكاني - وممن تقل رؤيتهم - بسبب البعد المكاني - كالدكتور الرومي والشهري والطيار، وممن تعرفت إليهم شخصيا بعد التعرف إليهم اسميا وعلميا في الملتقى كحاتم القرشي ومحمد الفالح وبدر البدر ومحب القراءات ومحمد العواجي وإبراهيم الحميضي وسائر الفضلاء الكرام، أو بعد التعرف إليهم من خلال مؤلفاتهم كالأستاذ الكبير عبد الستار الذي قرأت له في التفسير الموضوعي كلاما موزونا عميقا طيبا، وحين جلست مقابله في انتظار جلسة الافتتاح نظرت إليه وأنا أقول في نفسي: كأني أعرفه.
وليت الأخ الكريم نعيمان أنعم عليّ بتعريفي بنفسه كما فعل مع الأخ الحبيب الشهري، وسبحان الله الذي يسوق من شاء لما شاء، وينعم على من شاء بما شاء، وليس بيني وبينه إلا كل خير بإذن الله.
وكما هو شأن كثير من المؤتمرات انفض الجمع وتفرق الكرام دون نتائج عملية، ومعظم التوصيات أو كلها تبقى حبيسة الأدراج، ويبقى من فوائد المؤتمرات التعارف وتبادل الخبرات والالتقاء والتدارس.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد حرصت كثيرا على الحضور وراسلت اللجنة المنظمة عبر البريد الموجود في الإعلان وأخبرتهم أن لدي الرغبة في الحضور وأخبرتهم انني اريد فقط دعوة حتى اقدمها للجامعة فيسمحوا لي بالسفر واخبرتهم اننى سأحضر على حسابي الخاص ولا اريد منهم سوى الدعوة وجاءني الرد بعد ثلاث أو اربع أسابيع بأن عليك أن تراسل المدير وتطلب ذلك منه شخصيا . وهذا إنما أذكره لأن الأخ نعيمان كان يذكر قلة في الحضور . وفق الله الجميع
 
نحن بحاجة إلى دورات تدريبية في ترتيب وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات, فالقضية ليست عقد ملتقى أو مؤتمر في مكان وزمان معين والسلام, ولكن ماهو الهدف والأثر الذي سيحققه هذا اللقاء, وتكمن أهمية الدورات التدريبة في أمور كثيرة من أهمها تدريب من يُشارك في طرح ورقته على مهارة الإلقاء, واحترام الوقت, وكيفية الاختصار واختيار النقاط والعناصر المناسبة لهذا المقام, فنجد بعضهم يُعطى عشر دقائق أو أكثر فلا ينتهي ويطلب المزيد بحجة أنه أكبر الحاضرين سناً, أو أعلمهم بهذه المسألة, أو بقيت مسألة مهمة قد يموت ولم يُخبرنا بها, ونسي المسكين أن ورقته موجودة ضمن بقية أوراق المشاركين,ويمكننا مراجعتها, أويظن أنه ليس هناك أحد مشارك سواه, ومن انتهى دون الوقت المحدد فكأنه قد خالف النسق السائد في المؤتمرات, بل تجد بعضهم لا يُفَرِّق بين نوع الورقة التي يُقدمها في المؤتمر والورقة التي يقدمها في خطبة الجمعة, فالأولى ينبغي أن تمتاز بالتحرير والتحقيق العلمي؛ لأنَّ غالب الشريحة الحاضرة في المؤتمر هي من النخبة, بخلاف خطبة الجمعة فإنها خليط من شرائح المجتمع فينبغي أن يكون خطابه مناسباً لجميع هذه الفئات, وقد شاهدت في بعض المؤتمرات من أمثال هؤلاء الذين لا يُفرقون بين المناسبتين, وهذا من الأسباب التي تبعث الملل والسآمة في مثل هذه المؤتمرات.
أخيراً: كنت في حديث مع أخينا الدكتور مازن مطبقاني -وهو رجل قد حضر العديد من المؤتمرات واللقاءات في العالم- فأخبرني بأنَّ أحد المؤسسات التدريبية قد طلبت منه حقيبة تدريبية في "برتوكولات المؤتمرات" فلما أخذ بتجهيزها تفاجأ بأنه لم يجد مصادر عربية حول هذا الموضوع سوى خمس أو عشر صفحات عبر الإنترنت بخلاف اللغة الإنجليزية فإنه وقف على (10,000) صفحة.
فهل هذا دليل على أن فكرة المؤتمرات العلمية في البلاد العربية مازالت في بداية الطريق؟!!
 
لقد يسر الله بحمده وتوفيقه حضور المؤتمر والمشاركة فيه, وسعدنا برؤية جملة من المشايخ الفضلاء ,وعلى رأسهم الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد والذي لم أره منذ مرحلة الماجستير في أم القرى عندما كان يعطينا إحدى مواد التخصص, وكان الجو العام علمياً ومفيداً في نفس الوقت , وإن كنت حقيقة أتمنى لو أتيحت الفرصة لمناقشة جملة من القضايا الشائكة في التفسير الموضوعي بشكل أكبر .
 
حياك الله يا دكتور ، وقد سعدتُ بالتعرف عليك في هذا المؤتمر، وإن كان الوقتُ كما تفضلتم قصيراً، وأسأل الله أن يجمعنا على خير في مناسبات علميَّة قادمة . و (مقالب) الأسماء المستعارة هذه لا تنتهي .
وقد فهمتُ سر عنايتك بالبحث، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب دوماً ، وأنا أطلب منك يا دكتور نعيمان ما دمنا قد تعارفنا أن تكتب لنا بحثاً علمياً مركزاً في الملتقى تبين لنا الأصول التي يُبنَى عليها الإعجازُ العدديُّ ، حتى تتضح لنا الصورة أكثر ، فقد أحدثت كثرة المجادلات بلبلةً أثارت الكثير من الغبار، ونحن في حاجة إلى الوصول لنتائج علمية في هدوء وسكينة .
فهل تستجيب ؟
وحيّاك أخي العزيز وبارك فيكم، ونفع بعلمك وأدبكم. واستجاب الله تعالى دعاءكم.
وإنّي أبشّرك بقرب انعقاد مؤتمر للإعجاز العدديّ بالجماهيريّة الليبيّة في شهر أكتوبر القادم، دعت إليه الهيئة المغربيّة للإعجاز العلميّ في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة.
وما طلبتَه فضيلتُكم أحد محاور المؤتمر الرّئيسة.
وقد دُعيَ العبدُ الفقير إليه مع أخي الحبيب الأستاذ جلغوم، والأستاذة الكريمة إيمان.

وهذه محاور المؤتمر الّتي استُقِرّ عليها أخيراً:
  1. عالميّة لغة العدد، وكيفيّة توظيف الأبحاث العدديّة في الدّعوة إلى الله.
  2. تأريخ وتأصيل استخدامات العدد عند علماء المسلمين.
  3. حساب الجُمّل أساسه ومصدره.
  4. كيفيّة تعامل الباحث في المجال العدديّ مع القراءات المختلفة.
  5. منهجيّة البحث العلميّ الرّصين في العدد القرآنيّ ونقاط الضّعف في بعض الأبحاث العدديّة الحاليّة.
  6. البرمجة والبرمجيّات الحاسوبيّة كأداة حاسمة وفاعلة في اختبار النّتائج العدديّة.
  7. تطبيقات استنباطات العدد القرآنيّ في البحوث التّقنيّة الحديثة.
سائلاً المولى عزّ وجلّ للمؤتمر التّوفيق والسّداد.
 
أشكر للأخ الفاضل نعيمان فكرته اللطيفة بتسجيل (لقطات) من المؤتمر.

وليت الأخ الكريم نعيمان أنعم عليّ بتعريفي بنفسه كما فعل مع الأخ الحبيب الشهري، وسبحان الله الذي يسوق من شاء لما شاء، وينعم على من شاء بما شاء، وليس بيني وبينه إلا كل خير بإذن الله.

والشّكر كذلك لكم فضيلة الأستاذ الدّكتور أحمد شكريّ الّذي أحببته في الله من أوّل مرّة رأيته فيها عبر تلفاز دبيّ ( أو كما سمّاه أديب العربيّة الشّيخ عليّ الطّنطاويّ رحمه الله : الرّائي) بصحبة شيخي ودرّة العلماء في عصرنا- حسب رأيي- الأستاذ الدّكتور فضل حسن عبّاس- أطال الله عمره، مع صالح عمل، وحسن خاتمة-، وأجرى الحوار مع فضيلتيكما الدّكتور المتميّز مدير مكتبة جمعة الماجد آنذاك حفظكم الله ورعاكم. وذلك قبل خمس عشرة سنة فيما أذكر.
والله أعلم.
ثمّ إنّي على صلة بما تكتبون وتشاركون! وبخاصّة بحثكم مقولة الإعجاز العدديّ؛ الّذي قرأته مرّات.

وقد تعجب إذ أخبرك أنّنا تماشينا مع بعضنا في المؤتمر، وصعدنا المصعد سويّة، وصلّينا بجوار بعضنا في صلاة العصر بالمصلّى -الّذي تمنّيت أن يوضع به مكيّفات، أو تشغّل إن كانت به، وبخاصّة ممّن يعانون ضيقاً في التّنفّس مثلي، ومعروف عن مساجد الشّارقة الجمال؛ إذ يطلق عليها: مدينة المساجد، ففي كلّ دوار مسجد جميل نظيف واسع- وقد خرجت مسرعاً هارباً لا ألوي على شيء حتّى لا تزداد حساسيّتي.
وصدقت والله ما بيني وبينك إلى الحبّ في الله لعالم جليل مثلك؛ ولكنّي لم أرِد إحراجك وقد دار حديثكم حولي وأنا أستمع بقدر الله وترتيبه؛ ليبلوني كيف أصنع! وسمعت كلاماً بين بين .. ليس ليس!! تبسّمت منه متعجّباً! لم أنقله، ومسحته من ذاكرتي.
ولقد سألني حبيبنا الدّكتور عبد الرّحمن عن صاحبك حفظكما الله: ألم تتعارفا؟
فقلت له: قد زهد فينا فزهدنا فيه، ولو لان .... فأتمّها الشّهريّ: للنّا له.
فعقّبت: لكنت له كأبي ذرّ لبلال رضي الله تعالى عنهما.

ولعلّني قبل فراقك جامعة الإمارات -في خير وعلى خير- أزورك في بيتك أنا وصديقنا المشترك الدّكتور سمير بإذن الله تعالى. وهذا وعد منّي إن رحّبتم بنا طبعاً. فها أنذا أدعو نفسي إلى بيتك.
ومثلي ومثلك مثل أعرابيّ وجد مائدة يأكل النّاس منها، فدخل يأكل، فقال له صاحب الطّعام: من دعاك؟ قال: هذا. وأشار إلى الطّعام.
فأنا الأعرابيّ الّذي دعاه علمك وفضلك؛ وليزول اللّبس، وينكشف القناع، ويزال الاسم المستعار! والله المستعان.

قصّتنا مع الأسماء المستعارة؛ ولعلها لنا جميعاً:
أوّل ما دخلنا عالم النّتّ لم نكن نعرف ماهيّته، ومن فيه، فدخلنا بأسماء مستعارة، فبقيت لصيقة بنا.
ولقد أرسلت سؤالاً - عبر البريد الخاصّ- أوّل ما سجّلت إلى فضيلة الدّكتور أحمد البريديّ عن المرويّات، وكيفيّة التّعامل معها، والكتابة فيها، وهي من الكثرة بمكان؛ ولكن لأكتشف هذا العالَم الجديد عالم ملتقى أهل التّفسير.
وهل من الممكن أن يكون مستقبلاً شيئاً مذكوراً في مساعدة طلبة العلم على الجدّ والاجتهاد، وبخاصّة أنّني كنت من أوّل من راسل
- فيما أعلم- موقع "إسلام أون لاين" حول الرّسائل العلميّة، ومعاناة طلبة الدّراسات العليا من المشرفين والمناقشين، وضبابيّة الكتابة؛ حيث لا يجدون يداً تمتدّ إلى الأخذ بأيديهم إلا من رحم الله.
وقد أرسلوا إليّ حينها رسالة رقراقة يضعونني موقعاً لست له أهلاً، فاعتذرت. إذ غرّهم منّي حسن صياغتي تلك. وإذ كان من ضمن اللّجنة العلميّة فضيلة العالم الجليل المجمع على علمه - متّعنا الله به، وأحسن خاتمته- الدّكتور عبد السّتّار فتح الله السّعيد. وما زلت أحتفظ بتلك الرّسالة الغالية من الموقع حتّى اللحظة.
وأخرج عن الاستطراد لأعود فأقول: فإمّا أن يجد طالب العلم أستاذاً لا يعلم كيف يوجّهه، أو يعلم؛ لكنّه يريد أن يستأثر به ليؤلّف فيه، وقد لا يفعل أبداً. فلا هو أفاد نفسه ولا أفاد غيره. وعندما قرأت شكوى فضيلة الدّكتور مسلم في مقدّمة كتاب التّفسير الموضوعيّ الّذي عرضه الدّكتور الشّهريّ هنا مِن تنصّل بعض العلماء الّذين طلب إليهم الكتابة، فطلبوا مهلة، فلمّا أُعطوا لم يُعطُوا.
وبعض من كتب لم تأت كتابته متّسقة مع الخطّة الّتي اتّفق عليها!
كيف يشرف أمثال هؤلاء على رسائل جامعيّة، ليتخرّج من تحت أيديهم طلبة على غرارهم ونسقهم أو دونهم، أو يبدعوا بذواتهم؟!!
وأنا أعزو هذا إلى عدم معرفة هؤلاء الأساتذة بالكتابة وإن طارت شهرتهم. وكثرت أبحاثهم؛ فعندي وعند كثير ممّن هنا معرفة جيّدة بكثير منهم:كيف يكتبون أو تُكتب لهم أبحاثهم. وأستغفر الله فإنّني هنا أذكر أصنافاً ولا أخصّص أشخاصاً.
ولذلك كان أوّل لقاء جمعنا بالعالم الجليل الدّكتور مصطفى مسلم في مكتبة عبد الله المحمود في الشّارقة قبل عقد من الزّمن وهو يعطي دورة في الميراث؛ عجبت إذ أعطى أحد طلبة العلم ورقتين بخطّ يده المباركة وفيها قائمة عناوين مقترحة لرسائل ماجستير ودكتوراه.
ففرحت فرحاً غامراً إذ وجدت أخيراً واحداً مثل فضيلته، ولذلك فإنّني لا أملّ الحديث عنه في أيّ مكان.
وقبله أستاذي وحبيبي الدّكتور أحمد نوفل الّذي تحدّثت عنه هنا وعن إخلاصه لطلبة العلم في موضع آخر في هذا الملتقى المبارك.
نحسبهم كذلك ولا نزكّي على الله أحداً. أكثر الله من أمثالهم.
ولذلك كان دخولنا هنا على استحياء، وبأسماء مستعارة. نسأله تعالى المغفرة والرّضوان لنا ولكم جميعاً.
فالمهمّ عندي ما يُكتَب لا من يكتُب. وإن كانت المعرفة مهمّة جدّاً، وتقي مصارع السّوء، وأحياناً ضدّها.
سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.​
 
شكر الله لفضيلتي الدّكتورين الفاضلين: إبراهيم بن صالح الحميضيّ، وعبد العزيز بن عبد الرحمن الضامر، والأخ صالح الفايز الّذي أدعو الله عزّ وجلّ أن يعينك على حضور المؤتمرات القادمة والمشاركة فيها حسبة لله تعالى - على مرورهم وتعقيبهم على هذه اللقطات.
وسؤالك يا فضيلة الدّكتور الضّامر: (فهل هذا دليل على أن فكرة المؤتمرات العلمية في البلاد العربية مازالت في بداية الطريق؟!! )
أكيد يا مولانا؛ فنحن في بداية الطّريق في كلّ أمر -من أسف-؛ ولكنّ المهمّ أن نبدأ مهما تأخّرنا.
ولذلك فإنّ المؤتمرات - كما قلتُ أعلاه-:
تحتاج المؤتمرات دوماً قبل وبعد وخلال المؤتمر إلى رصد الإيجابيّات لتعزيزها، والسّلبيّات لتلافيها.
فنتمنّى ألا نزهد في هذا ولا نستصغر فكرة أو معلومة فإنّها ذات فائدة مهما كانت، وممّن كانت.
 
لقد يسر الله بحمده وتوفيقه حضور المؤتمر والمشاركة فيه, وسعدنا برؤية جملة من المشايخ الفضلاء, وعلى رأسهم الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد والذي لم أره منذ مرحلة الماجستير في أم القرى عندما كان يعطينا إحدى مواد التخصص, وكان الجو العام علمياً ومفيداً في نفس الوقت , وإن كنت حقيقة أتمنى لو أتيحت الفرصة لمناقشة جملة من القضايا الشائكة في التفسير الموضوعي بشكل أكبر .

ولقد حضرت جميع جلسات المؤتمر لم أدع واحدة منها باستثناء جلسة النّساء المتزامنة مع جلسة للرّجال.
وكان من ضمنها جلستكم حفظكم الله، ولقد صافحتكم عند الفراغ من تكريمكم؛ حين المرور من الكرسيّ الّذي أجلس عليه، وكنّا عدداً قليلاً تشكو المقاعد من هجرها؛ ولم أعرّفكم بنفسي؛ كونك مستعجلاً تستحثّ الخطو للخروج.
فجزاكم الله خيراً، ونفع بكم، ووفّق كلّ المشاركين، ورفع أقدارهم في الدّنيا والآخرة.
وحقّق طموحاتهم، وأعان على تنفيذ وصاياهم، وجعلها عمليّة تطبيقيّة بعد إذ كانت نظريّة؛ إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
 
والشّكر كذلك لكم فضيلة الأستاذ الدّكتور أحمد شكريّ الّذي أحببته في الله من أوّل مرّة رأيته فيها عبر تلفاز دبيّ ( أو كما سمّاه أديب العربيّة الشّيخ عليّ الطّنطاويّ رحمه الله : الرّائي) بصحبة شيخي ودرّة العلماء في عصرنا- حسب رأيي- الأستاذ الدّكتور فضل حسن عبّاس- أطال الله عمره، مع صالح عمل، وحسن خاتمة-، وأجرى الحوار مع فضيلتيكما الدّكتور المتميّز مدير مكتبة جمعة الماجد آنذاك حفظكم الله ورعاكم. وذلك قبل خمس عشرة سنة فيما أذكر.
والله أعلم.
ثمّ إنّي على صلة بما تكتبون وتشاركون! وبخاصّة بحثكم مقولة الإعجاز العدديّ؛ الّذي قرأته مرّات.

وقد تعجب إذ أخبرك أنّنا تماشينا مع بعضنا في المؤتمر، وصعدنا المصعد سويّة، وصلّينا بجوار بعضنا في صلاة العصر بالمصلّى -الّذي تمنّيت أن يوضع به مكيّفات، أو تشغّل إن كانت به، وبخاصّة ممّن يعانون ضيقاً في التّنفّس مثلي، ومعروف عن مساجد الشّارقة الجمال؛ إذ يطلق عليها: مدينة المساجد، ففي كلّ دوار مسجد جميل نظيف واسع- وقد خرجت مسرعاً هارباً لا ألوي على شيء حتّى لا تزداد حساسيّتي.
وصدقت والله ما بيني وبينك إلى الحبّ في الله لعالم جليل مثلك؛ ولكنّي لم أرِد إحراجك وقد دار حديثكم حولي وأنا أستمع بقدر الله وترتيبه؛ ليبلوني كيف أصنع! وسمعت كلاماً بين بين .. ليس ليس!! تبسّمت منه متعجّباً! لم أنقله، ومسحته من ذاكرتي.
ولقد سألني حبيبنا الدّكتور عبد الرّحمن عن صاحبك حفظكما الله: ألم تتعارفا؟
فقلت له: قد زهد فينا فزهدنا فيه، ولو لان .... فأتمّها الشّهريّ: للنّا له.
فعقّبت: لكنت له كأبي ذرّ لبلال رضي الله تعالى عنهما.

ولعلّني قبل فراقك جامعة الإمارات -في خير وعلى خير- أزورك في بيتك أنا وصديقنا المشترك الدّكتور سمير بإذن الله تعالى. وهذا وعد منّي إن رحّبتم بنا طبعاً. فها أنذا أدعو نفسي إلى بيتك.
ومثلي ومثلك مثل أعرابيّ وجد مائدة يأكل النّاس منها، فدخل يأكل، فقال له صاحب الطّعام: من دعاك؟ قال: هذا. وأشار إلى الطّعام.
فأنا الأعرابيّ الّذي دعاه علمك وفضلك؛ وليزول اللّبس، وينكشف القناع، ويزال الاسم المستعار! والله المستعان..
ذكرتني رعاك الله بتلك الندوة الطيبة برفقة أستاذنا الكبير وكانت عن أبي شامة المقدسي الدمشقي وكانت ثاني أو ثالث تجربة لي مع الرائي، وقد مر عليها فعلا ما يقرب من خمس عشرة سنة، وها هي الأيام تمضي تلتهمنا في طريقها.
وإني لأعلن لك عن غاية سروري وترحيبي بزيارتكم الكريمة وتشريفكم إياي في بيتكم الصغير، وبهذا لا أوافق على تشبيهك نفسك بالأعرابي الداخل بلا دعوة، فقد تمت الدعوة وبانتظار الإجابة.
 
ذكرتني رعاك الله بتلك الندوة الطيبة برفقة أستاذنا الكبير وكانت عن أبي شامة المقدسي الدمشقي وكانت ثاني أو ثالث تجربة لي مع الرائي، وقد مر عليها فعلا ما يقرب من خمس عشرة سنة، وها هي الأيام تمضي تلتهمنا في طريقها.
وإني لأعلن لك عن غاية سروري وترحيبي بزيارتكم الكريمة وتشريفكم إياي في بيتكم الصغير، وبهذا لا أوافق على تشبيهك نفسك بالأعرابي الداخل بلا دعوة، فقد تمت الدعوة وبانتظار الإجابة.
الحمد لله إذ ما تزال ذاكرتنا حيّة تختزن جميل الذّكريات ما قبل عقد ونصف.
وأنسيت أن أذكر اسم الدّكتور نجيب عبد الله -حفظه الله -مدير تلك النّدوة الرّائعة.
والحمد لله إذ جاء وقتها حين الحوار مع فضيلتكم.
ثمّ ملأ الله قلبكم سروراً يا فضيلة الدّكتور الكريم؛ وأعطانا سبحانه الوقت المبارك؛ لنغزو العين وإن شئتم معها القلب؛ لنلبّي دعوتكم اللطيفة. رضي الله عنكم وأرضاكم.​
 
الأخ الكريم فضيلة الشيخ نعيمان :
أولاً أعتذر منك غاية الاعتذار إذ لم أقف معك , فقد كان عندي موعدٌ في دبي الساعة الرابعة وقد كان انتهاء الجلسة الساعة الثالثة والنصف , ولعل عدم معرفتي بشخصك الكريم يشفع لي عندك , وإلا فالإنسان يفرح بلقاء إخوانه من أمثالكم , والتعرف عليهم عن قرب , وفقكم الباري .
 
الأخ الكريم فضيلة الشيخ نعيمان :
أولاً أعتذر منك غاية الاعتذار إذ لم أقف معك , فقد كان عندي موعدٌ في دبي الساعة الرابعة وقد كان انتهاء الجلسة الساعة الثالثة والنصف , ولعل عدم معرفتي بشخصك الكريم يشفع لي عندك , وإلا فالإنسان يفرح بلقاء إخوانه من أمثالكم , والتعرف عليهم عن قرب , وفقكم الباري .

جزاكم الله خيراً يا فضيلة الدّكتور أحمد وحفظكم ورعاكم
إي والله! ونحن كذلكم نبادلكم المشاعر بمثلها، والفرحة ذاتها.
وزادكم لطفاً وودّاً، وكتب لكم في قلوب العابدين قبولاً وحبّاً.​
 
إن فوائد هذا المؤتمر الناجح والرائع كثيرة، وفيه من للقطات المفيدة الكم الغزير، ابتداء بلقاء الأخوة وأهل الفضل وانتهاء بالفوائد العلمية المفيدة والمثيرة والنقاشات الجانبية، والاستفادة المباشرة من العلماء الأجلاء كالدكتور عبد الستار فتح الله والدكتور أحمد فرحات والدكتور عصام وأمثالهم، و من أكثر اللقطات التي استوقفتني في المؤتمر هو الموقف التربوي الذي دار بين العلمين العالمين الفاضلين الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم، والأستاذ الدكتور عيادة الكبيسي،في الجلسة الثانية التي أشار إليها الأخ نعيمان ذي القلم الفياض، إذ رد الدكتور مصطفى الفضل لأخيه في إقامة هذا المؤتمر، والسمو الأدبي في التعليق العلمي للدكتور عيادة على مؤلف الدكتور مصطفى، وقلت في نفسي كم نحن بحاجة إلى هذا التواضع العلمي والأخلاقي في حواراتنا ونقاشاتنا العلمية.
لقد كان جهد المنظمين والمتابعين في العناية بالمؤتمر ظاهر جداً، وإخلاصهم المتفاني في خدمة كتاب الله لا ينكر، وحملنا من طيبهم وحفاوتهم ذكريات حفرت في نفوسنا ورويناها لأخواننا أسأل الله تعالى أن يجزيهم عنا كل خير، وأهم ما ينقص المؤتمر هو التغطية الإعلامية، وقد أخبرني بعض الأخوة أن المنظمين أرسلوا دعوات لعدة قنوات لتغطية المؤتمر كقناة المجد والشارقة وغيرهما ولكن لم يحضر منها سوى قناة الشارقة غطت الافتتاح الرسمي للمؤتمر بلقطات لم تجاوز الدقائق العشر على شاشتها، وكانت أهم النوافذ الإعلانية لهذا المؤتمر هو هذا الملتقى المبارك، والشكر لك أخانا الكريم نعيمان على هذه اللقطات وقد سعدت بمعرفتكم وجهاً لوجه كما سعدت بمعرفة الأخ الأستاذ طارق عبد الله وأسأل الله أن يجمعنا مرة أخرى بنماسبات علمية تحفها المحبة والرحمة.
 
والشكر لك أخانا الكريم نعيمان على هذه اللقطات وقد سعدت بمعرفتكم وجهاً لوجه كما سعدت بمعرفة الأخ الأستاذ طارق عبد الله وأسأل الله أن يجمعنا مرة أخرى بنماسبات علمية تحفها المحبة والرحمة.
أصبت والله في كلّ ما ذكرت يا صاحب الوجه المنير.
ولكم كذلك جزيل الشّكر دكتور مرهف على ورقتكم البحثيّة المتميّزة، وعلى لقائنا العابر؛ الّذي تمنّيت لو طال؛ لكن قليله خير من أن لا يكون.
وكذلك على هذه المراجعة لذكريات المؤتمر المبارك.
نفعنا الله به وبأمثاله.​
 
حسرتمونا على عدم تمكّننا من الحضور !!
ألا يوجد تسجيل فيديو لأحداث المؤتمر؟ بارك الله فيكم
 
للجميع خالص الشكر والتقدير على ما اتحفونا به من فوائد ونهنئكم على الحضور وعلى تيسير ذلك اما نحن في جامعة الملك خالد فقد الغينا كلمة المؤتمرات من قواميسنا وأصبح الطلب بالمشاركة أو الحضور من الألفاظ الغريبة على مسامعنا ، ومن أراد تجاوزذلك بقيت المعاملة تدور حتى يمضي شهر او أكثر على انعقاد المؤتمر ، ولذلك نفرح كثيرا بأخباركم والله المستعان
 
عودة
أعلى