السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد سعدت كثيرا أخي الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي بتعليقك على مشاركتي، واطلعت على تقرير عن أطروحة دكتوراه دولة أعدها الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني حول "القراءة المفسرة"، وليس هذا ما أعنيه بسؤالي.
فالقراءة المفسرة لآي الذكر الحكيم التي أقصدها هي تلك التي علمها الملك جبريل - عليها السلام - للنبي - صلى الله عليه وسلم - منذ نزول أول آية من القرآن إلى آخر آية من سور القرآن في الختمة الأخيرة، وهي التي وصفتها أم سلمة - رضي الله عنها - حينما سئلت عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل؟ فقالت: وما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي بقدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ونعتت له قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.
وهي التى علمها النبي لأصحابه - رضي الله عنهم - فبرز في هذا النوع من القراءة عبد الله بن مسعود وخصه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "من أحب أن يسمع القرآن جديدا غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد . وفضول الصحابة ومحبتهم الاستزادة من الخير دفعهم لمعرفة سبب هذا التخصيص، فلما كان من الليل، انقلب عمر - رضي الله عنه - إلى عبد الله بن مسعود يستمع قراءته، فوجد أبا بكر قد سبقه، فاستمعا، فإذا هو يقرأ قراءة مفسرة حرفا حرفا.
القراءة المفسرة لآي الذكر الحكيم هي التي أشار إليها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لما سئل عن معنى "الترتيل" في قوله -عز وجل-:{
} فقال: « الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف».
وهي القراءة التي أفحمت كفار قريش، وكانوا أهل لغة وبيان، لا يجارون في تقاليبها وفي الشاذ منها، عمدتهم لغتهم ومحفوظاتهم من شعر العرب، ولم يكونوا في حاجة إلى النظر في قاموس لمعرفة لفظة من القرآن، فهم أهل تلك اللغة، ولم يكونوا في حاجة للرجوع إلى التفاسير، فلا وجود لها آنذاك...
هذا قل من كثر، ونزر من بحر من سمات هذه القراءة، أسأل الله أن يبارك لي في وقتي وفي جهدي فأكتب المزيد عن هذا الموضوع.
وأجدد شكري لأخي المفضال الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي - حفظه الله -
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.