لطائف قرآنية تتعلق بعمل المرأة وخروجها من بيتها

إنضم
22/06/2003
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
تبوك
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا , وحدد لنا مهمتنا في هذه الحياة , وشرع لكل جنس ما يناسبه ويصلحه , فقال سبحانه : ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبْنَ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن. فَضْلِهِ ﴾ [النساء 32 ] ، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد.

فهذه وقفات مع آيات اشتملت على لطائف تخص عمل المرأة وخروجها من بيتها، أستهلها بهذا السؤال: هل لابد للمرأة من العمل خارج البيت، هل هو من الضروريات التي لاتقوم حياتها إلا بها؟

نقول إجابة على ذلك إن الذي يقتضيه العقل ، وجاء به النقل أن الذي يجب عليه الكد والعناء والتعب والشقاء هو الرجل، لأن الله سبحانه قال عن أبينا آدم وحواء: ﴿ فَقُلْنَا يٰـئَادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴾ [ طه 117 ] كانا يعيشان في نعيم في الجنة، فحذرهما ربهما من إخراج الشيطان لهما من دار النعيم إلى دار العمل والتعب (الدنيا)، فقال سبحانه: ﴿ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴾، تأملي يا مؤمنة هذه الآية بعين بصيرتك، تجدين التحديد الدقيق لمهمة كلٍ من الرجل والمرأة في هذه الدنيا، يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في طريق الهجرتين: (( انظر كيف شرك بينهما في الخروج ﴿ يُخْرِجَنَّكُمَا﴾، وخص الذكر بالشقاء ﴿ فَتَشْقَىٰ ﴾، وما قال: (فتشقيا) لاشتغاله وحده بالكسب والمعاش، والمرأة في خدرها )).

وهذا مدلول جلي من مدلولات الآية، لأن الله تعالى قال بعد ذلك: ﴿إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ ﴾ [ طه 118/119 ]كل ذلك في الجنة، أما في الدنيا فلك يا آدم الجوع والتعب والنصب والظمأ، إذن من الذي يتعب ويعمل ويشقى وينصب؟! إنه الرجل لا المرأة، لأن الله قال: ﴿ فَتَشْقَىٰ ﴾، وخص آدم وحده بذلك، أما المرأة فقال عنها سبحانه: ﴿ هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [ الأعراف 189 ] وقال سبحانه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[الروم 21]

وإن من أعظم آثار خروج المرأة من بيتها وتركها لمسؤولياتها اختلال نظام الأسرة وزعزعة كيان البيت بأكمله,لأن الأم المكدودة بالعمل, المرهقة بالأشغال المقيدة بمواعيدها, المستغرقة لطاقتها خارج منزلها, لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره, لا يمكن أن تمنح للطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها, لا يمكن أن ترعى للزوج مكانته ولا أن تهيئ له ما يريد من السكينة والراحة والطمأنينة والهدوء.
إن بيوت الموظفات و العاملات لا تزيد عن جو الفنادق والمطاعم, لا يشيع فيها الأرج الذي يشيع في بيت الأم القائمة بواجبها، لإن البيت ليس جدرانًا وأبوابًا, ليس أثاثًا فخمًا منظمًا, كل ذلك لا قيمة له إذا فقد روحه وعطره وأرجه, البيت دون المرأة هو اسم دون حقيقة, وأرج البيت وأنسه لا يفوح إلا أن تطلقه زوجة, وحنان البيت لا يشيع إلا أن تتولاه أم.

والمرأة أو الأم أو الزوجة التي تقضي وقتها وطاقتها الروحية في العمل والوظيفة لن تنشر في البيت غالبًا إلا الإرهاق والهموم والكلال والملال, وأزواج الموظفات يعرفون ذلك ويشعرون به, إذ لا يكادون يحسون بالزوجة إلا في أوقات الإجازات, وقد يكون بعضهم مع طول الزمن قد تعود تلك الحياة، فأصبح لا يفرق ولا يشعر بشيء مما نذكر.

ومقتضى السكنى أن تبقى المرأة في البيت، تهيئ شؤونه، وترتب أموره انصياعًا لأمر الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ ﴾ [ الأحزاب 33 ]، وهذا هو الأصل، وما سواه يعد خروجا عن الأصل له أحوال تقتضيه، وأسباب تستدعيه،: وهو خطاب موجه لأمهات المؤمنين أطهر النساء وأبعدهن عن الفتنة، فكيف بغيرهن؟!.

تأمل أيها المؤمن بربه فالله قد قال: ﴿قَرْنَ﴾ ولم يقل (امكثن) ولا (ابقين)، لأن ﴿قَرْنَ﴾ هذه تدل على جملة أشياء لابد لطالبة الحياء والحشمة منها، فهي إما من القرار وهو المكوث والاستقرار، وإما من الوقر وهو الثقل، وإما من الوقار وإما من قرة العين، فيكون المراد أي أقررن عيونًا في بيوتكن، أي في بيوتكن قرة عين فلا تتطلعن إلى ما جاوز ذلك، ولو تأملت كل هذا أختي الكريمة، لأدركت السر في إيثار هذا الفعل ﴿قَرْنَ﴾، وفي قراءة ﴿قِرْنَ﴾ على ما سواه، لأن كل هذه المعاني: القرار – الاستقرار – المكوث – الوقار – قرة العين – الثقل ، كلها مقصودة في حفظ المرأة ذات المنزلة الرفيعة في هذا الدين، ولم تحصل لها تلك الحماية إلا في بيتها، لذا قال سبحانه: ﴿ فِى بُيُوتِكُنَّ ﴾، فنسب البيوت إليهن لا إلى الرجال، وإلا لقال: (في بيوتكم) ، ولم يجعلها مطلقة، وإلا لقال: (في البيوت)، كل ذلك لندرك أن البيت بدون المرأة لا يستحق هذا الاسم, لأن البيت هو مستقر المرأة, ومثابة نفسها, ومبرز قدراتها, وحافظ حشمتها, هو مصنعها تجد فيه حقيقة ذاتها وتحقق فيه كيانها كما أرادها الله, غير مشوهة غير ملوثة غير مكدودة في غير وظيفتها التي هيأها الله لها بالفطرة.

وحتى يتم ذلك وتقوم المرأة بواجبها, وتؤدي مسؤوليتها, جعل سبحانه القوامة للرجل وجعل السعي والشقاء عليه, وألزمه بالنفقة, فقال سبحانه: ﴿ ٱلرّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنّسَاء بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ ﴾, [ النساء 34 ].

وهذه الآية ذات مدلول عجيب, فالمذكور هنا هو (القوامة), لا الأمر ولا التعالي, ولا الاستعباد, كما يردد هؤلاء الموتورون, والقوامة هي الإدارة, فالزوج مدير لشؤون البيت, جاء في اللغة: قام الرجل المرأة: ( أي قام بشؤونها ), والقوَّام هو المبالغ في القيام بالأمر, فالرجل إذًا هو المأمور بالمحافظة الشديدة, والحياطة الأكيدة للمرأة وشؤون الأسرة.

وقد يقال: ولماذا الرجل دون المرأة؟.
الجواب: أن الإدارة لأي مؤسسة لا تعني الأفضلية من كل وجه, بل تعني القدرة, والمهارة في ذلك الأمر خصوصًا وهو الإدارة, والأسرة تحتاج إلى شيء مهم آخر وهو الكسب, والرجل في ذلك كله أبرز من المرأة, وأصبر على المشاق, وأقدر على تلقي الصدمات, وحل الأزمات, لذلك علل سبحانه قوامته بأمرين اقتضيا التفضيل في جانب الإدارة البيتية وهما: ﴿ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ ﴾.

إن تفضيل الرجل على المرأة, فيما يخص تكوينه الجسمي بل وحتى العقلي أضحى أمرًا معروفًا مقررًا, وهو يتواءم تمامًا مع مقتضيات المسؤولية والإدارة, لذا نرى أن رؤساء الدول حتى المنادية بحرية المرأة منها هم من الرجال, وكذلك المؤسسات الكبرى, والمواقع القيادية في كل دول العالم من قديم الزمن إلى وقتنا هذا, ويقول علماء الإدارة: الرئيس رجل.

والمرأة لها موقعها الذي تتميز به على الرجل بل وتفضله فيه, ذلك هو تربيتها لأولادها, ورعايتها لما في داخل بيتها فهي زوجة, وأم, وقد فضلت الأم على الأب (الرجل) ثلاث مرات في أحقية البر, المرأة أقدر من الرجل على الإنفاق من رصيد المشاعر الضخم لديها, إنها أكثر حنانًا ورحمة وشفقة, لذا فهي أقدر من الرجل على الاستمالة واحتواء الخلافات العاطفية, وحل المشكلات العائلية, كما أثبتت ذلك الدراسات النفسية, وهذا لا يكون بالإشعار بالندية, بل بالطاعة والاحتواء, وتلك قدرة فائقة لا يستطيعها كثير من الرجال.

ومما أهل الرجل للقوامة أيضًا (الكسب) كما قال سبحانه: ﴿ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ ﴾, والقانون العالمي يقول: من ينفق يشرف, والرجل في هذا المجال أقدر وأظهر على كل حال.

إن كل هذا يدل على أن مسؤولية القوامة تقييد وتكليف, ومن يريد نقلها إلى المرأة فهو لا يريد تحريرها كما يزعم, بل يريد تقييدها, بعدد من المسؤوليات التي لا تناسب طبيعتها.
 
شكر الله لكم هذه الاتحافة الجميلة والتأملات القرآنية ..
ونرحب بكم سعادة الدكتور في ملتقى أهل التفسير ..
ويا حبذا لو اتحفتنا أبا عمر بالمزيد من لطائفك ووقفاتك التفسيرية والبلاغية والقرآنية التي نفع الله بها في منطقة تبوك ..
 
حياك الله يا دكتور عويض ، ومرحبًا بكم في ملتقى أهل التفسير ، ولعلكم تواصلون في طرح هذه اللطائف الدقيقة ، ولقد سررت بمشاركتكم هذه ، وأول الغيث قطرة .
 
حياكم الله يا أبا عمر في هذا الملتقى العلمي المتخصص في القرآن وعلومه ، وقد أسعدتنا بهذه المشاركة اللطيفة حول موضوع يمس كثيراً من الأسر المسلمة في هذا الزمان ، وهو أفضلية بقاء المرأة في بيتها .
 
فوائد جليلة حقًّا !!

وهذه المسألة من أشد ما نفذ فيه سم أعدائنا إلينا، حتى أمسى كثيرممن يظهرون الالتزام والديانة رجالاً ونساءً يتبرمون من الدعوة إلى إبقاء المرأة في خدرها. ولي في الأمر تجربة وخبرة. فقد كانت لي امرأة طلقتها وقعت في شراك تلكم الثقافة التالفة، إذ إنها كانت تدعي أنها لا تصبر على المكوث في البيت وأن خير ما يعينها على ذلك أن تخرج للعمل، وكانت تغضب كثيرًا إذا ما بدر مني ممانعة لخروجها للعمل.

وأرى أن أدلي بدلوي ههنا !

قال تعالى: ((حور مقصورات في الخيام)) معلوم أن قصر الشيء حبسه، ومعلوم أن الجنة لا نقصان فيها لشيء ألبتة، وأنها دار الكمال والجمال، فإذا كان من صفات نساء الجنان أنهن محتبسات في بيوتهن لا يراهن أحد ولا يخرجن إلا مع أزواجهن أو وقت الحاجة علمنا أن نساء الدنيا مأمورات بذلك بالإشارة لا بالصراحة، إذ صفات أهل الجنة صفات كمال، والعبد مأمور بتتبع الكمالات وتحصيلها. فمن ذلك أن أهل الجنة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس، وهو وإن كان في تلك الدار جبلة إلا أنه في هذه الدار كلفة تحتاج إلى تكلف. وكذا ما ورد في أن نساء الجنة مطهرات من الخبائث والمناتن، فإنه وإن كان ثم جبلة إلا أنه ههنا شرعة وفضيلة. وعلى ذلك فقس !

وقال تعالى: ((فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)) وذلك بعد قوله سبحانه: ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)) فجعل الحياة الزوجية مقسمة أعباؤها بين الاثنين، كل له واجبه الذي يناسبه، فالرجل كما نصت الآية قائم على المرأة منفق عليها راع لها، والمرأة في بيتها تربي وتحنو وتطهو وتكنس فضلاً عن أنها تتحصن به من غوائل ذئاب الرجال التي لا يكاد يخلو منها مكان. ومحل الشاهد قوله تعالى: ((حافظات للغيب)) لما ذكر ما يقتضي خروج الرجل للاكتساب أردفه بذكر قرار المرأة في البيت، وتفسير حفظ الغيب بحفظ البيت وأمانته عليه كثير من المفسرين إن لم أقل أكثرهم، وهو أولى التفاسير في الآية لاتساق القسمة المنطقية بين الزوجين به.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((والمرأة راعية في بيت زوجها)) وهذا دليل لنا من السنة.

وأستصفح الأخ الدكتور صاحب الموضوع على جرأتي وإقدامي، ولكنه كتقديم الطالب بين يدي أستاذه ما يرجو منه القرب به عنده.
 
مرحباً بالدكتور أبي عمر ،وشكراً له على طرح هذا الموضوع الذي استوقفني فيه عبارة الأخ مهند وهي قوله :"ولا يخرجن إلا مع أزواجهن أو وقت الحاجة "؟؟؟
يا ترى ما هي هذه الحاجة التي يخرج لها الزوج مع زوجته في الآخرة ؟ أرى أن القياس مضطرب عندي 0
 
الحاجة هناك التنزه والتفرج مثلاً، أم نقول إن الملك العظيم الذي يفوز به المؤمنون يتمتع به الرجال دون النساء ؟؟ وشجرة يسير الراكب تحتها مائة عام ما يقطعها، من في ملكه هناك شجرة منها، هل يسير تحتها ويتنعم بظلها الرجل دون المرأة ؟؟

ومن الحاجة الخروج إلى السوق مثلاً، فإن حديث سوق الجنة صحيح معروف.

وبارك الله فيكم أستاذنا الجكني !
 
اسمحوا لي أن أعرض رأيي في هذا الموضوع..

أتساءل دائماً بعدما أقرأ مثل هذه المقالات التي تحارب عمل المرأة: لماذا تُحرم المرأة من العمل؟

قد تكون المرأة بحاجة إلى المال والتوسعة في الرزق، وإن لم تكن فالعمل بالنسبة لها حاجة نفسية وعقلية كما هي للرجل..

فما المانع من العمل إن كان ضمن الضوابط الشرعية؟

ستقصّر في أعمال المنزل، أليس كذلك؟

لماذا لا يتعاون الرجل وأفراد الأسرة كلها حتى تتمكن المرأة من العمل وإشباع حاجاتها العقلية والنفسية ؟!

الرجل يبحث عن زوجة متعلمة مثقفة، وفي الوقت نفسه يريدها متفرغة لأعمال المنزل! كيف تطالبون المرأة ـ التي قضت عمرها في التعلم والدراسة وتريد أن تنمي ثقافتها وتصقل شخصيتها من خلال العمل ـ أن تبقى حبيسة المنزل، تقضي وقتها كله في أعمالٍ لا تنمي القدرات العقلية بشكل من الأشكال؟

والعقل قابل للضمور إن لم يكن هناك ما يغذيه، والعمل ينمي العقل ويغذيه، وهذا له أثره في تربية الأولاد، فالأم إن لم تكن عاملة تُغيّب عما يدور في المجتمع، ونقلُ الأخبار لها لا يغني عن خوضها في المجتمع.

كيف يمكن للأم أن تربي أولادها تربية صحية سليمة وعقلها يضمر شيئاً فشيئاً، ولا تعلم من أمر المجتمع وما وصل إليه إلا الشيء القليل، إلى أن يصل بها الأمر بأن لا يبقى في عقلها إلا أعمال البيت، ونجد كثيراً من الأمهات حين يتكلمن مع أولادهن، لا يسألونهم إلا عن الأمور المادية المحسوسة، مثل:
هل تناولت طعامك؟ هل ترتدي ثياباً تقيك من البرد؟

فهي تعتني بطعامه وثيابه ولا تلتفت إلى التغير الذي قد يطرأ على طريقة تفكيره، أو سلوكه، ولا يخطر ببالها أن تناقشه في أمور تشغله، أو تؤثر في تكوين شخصيته. حتى لو كانت متعلمة ومثقفة. لأن عقلها ضمر مع الأيام، فليس هناك ما يدور فيه إلا هذه الأمور.

ولا يفهم من كلامي هذا أن تنافس المرأة الرجل في القوامة ولا في إدارة البيت، ولا أن تترك تربية أولادها والقيام على شؤون البيت لخادمة أو ما شابه، بل يمكن التوفيق بين الأمرين بشيء من التعاون، وأن يتفهّم الرجل حاجات زوجته.
 
ليس في نيتي أن أدير دفة الحوار إلى الناحية الفكرية، إنما هي نكات تفسيرية منها يستخلص الفكر والفقه كلاهما.

لكني أقول: إن عمل المرأة ليس ممنوعًا، ومن ذا الذي يجرؤ على أن يحرم ما لم يحرمه الله تعالى ؟؟ إنما نقرر ههنا ما أفاده القرآن من أن الأصل في المرأة أن تتولى عمل البيت وشؤونه كلها وفي الرجل أن يتولى الاكتساب خارج البيت، هذا الأصل العام الذي ينبغي أن تسير عليه حياة المجتمع المسلم. فإن أعانت المرأة زوجها في الكسب بحيث لا يخل ذلك بمصالح البيت والأبناء ومصلحة الزوج، وأعان الرجل امرأته في عمل البيت ما لم يطغى على رجولته واكتسابه وإنفاقه فلا حرج، ولا أظن أن بيننا في ذلك خلافًا.
إنما نقرر ههنا ما قرره القرآن من حيث الواجب الوظيفي والقسمة الحياتية الاجتماعية لكل من المرأة والرجل.
ولا أظن الأخت (روضة) على المستوى العام تخالف في أن لخروج المرأة إلى العمل نصيبًا وافرً في أمرين اثنين:
الأول: فساد الأبناء.
الثاني: إفساد الرجال الأجانب بالخارج.

ويهمني أن أرى نقد المختصين لما كتبته من تعقيب على صاحب الموضوع !
 
عذراً، لا أفهم كيف أنكم لا تمنعون المرأة من العمل وكلامكم يدل على هذا، فالعمل له ـ كما تفضل الدكتور عويض العطوي ـ آثار سلبية كبيرة،
وإن من أعظم آثار خروج المرأة من بيتها وتركها لمسؤولياتها اختلال نظام الأسرة وزعزعة كيان البيت بأكمله,لأن الأم المكدودة بالعمل, المرهقة بالأشغال المقيدة بمواعيدها, المستغرقة لطاقتها خارج منزلها, لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره, لا يمكن أن تمنح للطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها, لا يمكن أن ترعى للزوج مكانته ولا أن تهيئ له ما يريد من السكينة والراحة والطمأنينة والهدوء.
إن بيوت الموظفات و العاملات لا تزيد عن جو الفنادق والمطاعم, لا يشيع فيها الأرج الذي يشيع في بيت الأم القائمة بواجبها، لإن البيت ليس جدرانًا وأبوابًا, ليس أثاثًا فخمًا منظمًا, كل ذلك لا قيمة له إذا فقد روحه وعطره وأرجه, البيت دون المرأة هو اسم دون حقيقة, وأرج البيت وأنسه لا يفوح إلا أن تطلقه زوجة, وحنان البيت لا يشيع إلا أن تتولاه أم.
كما تفضل الأخ مهند أيضاً وقال:
وهذه المسألة من أشد ما نفذ فيه سم أعدائنا إلينا، حتى أمسى كثيرممن يظهرون الالتزام والديانة رجالاً ونساءً يتبرمون من الدعوة إلى إبقاء المرأة في خدرها. ولي في الأمر تجربة وخبرة. فقد كانت لي امرأة طلقتها وقعت في شراك تلكم الثقافة التالفة، إذ إنها كانت تدعي أنها لا تصبر على المكوث في البيت وأن خير ما يعينها على ذلك أن تخرج للعمل، وكانت تغضب كثيرًا إذا ما بدر مني ممانعة لخروجها للعمل.

ما يفهم من هذا الكلام هو أن العمل يُمنع في حق المرأة، كيف لا وعملها يخل نظام الأسرة؟


ولا أظن الأخت (روضة) على المستوى العام تخالف في أن لخروج المرأة إلى العمل نصيبًا وافرً في أمرين اثنين:
الأول: فساد الأبناء.
الثاني: إفساد الرجال الأجانب بالخارج.
أخي الفاضل مهند،
اسمح لي أن أخالفك في جعل العمل سبباً في إفساد الأبناء وإفساد الرجال الأجانب في الخارج أشد المخالفة وخاصة في الشق الثاني، وهو إفساد الرجال.
أولاً: هناك كثير من النساء اللواتي لا يعملن لا يصلحن لتربية الأولاد، وهناك كثير من النساء العاملات يقمن بذلك على أحسن وجه، فالأمر يعود إلى قدرة المرأة وتربيتها أصلاً، وأخلاقها وعلمها ودينها قبل كل شيء، ولا يعود حسن التربية إلى العمل أو عدمه.
ثانياً: كيف تكون المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها وأخلاقها سبباً في إفساد الرجال؟؟؟؟؟!!!
أنا لا أقول بعمل المرأة على إطلاقه، بل بضوابطه التي أمر بها الدين.
ما أتفق به معك هو أن على المرأة الموازنة بين واجباتها في بيتها وعملها في الخارج، وأنه لا بد من التعاون بين أفراد الأسرة.
أرى أن الوسطية في هذه المسألة أفضل، فلا تشدد في منع المرأة من العمل، ولا انفلات في جعلها تعمل وقتاً كبيراً على حساب بيتها، أو تعمل أعمال الرجال، بحجة المساواة بينها وبينهم.
والله أعلم.
 
ومرة أخرى يستوقفني كلام الأخ مهند ،انظر معي بدقة وروية إلى هذا الكلام (إنما نقرر هنا ما "أفاده القرآن من أن الأصل في المرأة أن تتولى "عمل البيت وشؤونه كلها " 0
يا أخي مهند :أنت تتكلم عن القرآن الكريم أم تتكلم عن ما (فهمته )أنت من القرآن الكريم ؟
إنى أسأل سؤال متعلم -يعلم الله - لا سؤال مجادل ومكابر :أين ما أفاده القرآن كما تقول ؟
الحذر الحذر يا أخي من إلصاق القرآن بما ليس فيه ؟؟حسب علمي القاصر وفوق كل ذي علم عليم 0
 
التعديل الأخير:
أستاذنا (الجكني) !

أفهم ذلك من مجموع هذه الآيات: قوله تعالى (ولا يخرجنكما من الجنة فتشقى) وقوله (وقرن في بيوتكن) وقوله (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) وذلك بعد تقرير القوامة التي تعني التدبير والكسب للرجل بقوله (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)، وقد نبهت في كلامي السالف إلى القسمة الوظيفية الثنائية في الآية بين الرجل والمرأة، وذلك يستدعي أن نقول إن القرآن يقرر أن المرأة أصلاً للبيت وشؤونه، فيفهم من ذلك أن خروج المرأة للعمل والكسب عارض لا يجوز إلا بشروط.

والله أعلم !
 
فهذه وقفات مع آيات اشتملت على لطائف تخص عمل المرأة وخروجها من بيتها، أستهلها بهذا السؤال: هل لابد للمرأة من العمل خارج البيت، هل هو من الضروريات التي لاتقوم حياتها إلا بها؟

بعض الاعمال لا تصلح الا للنساء كتطبيب النساء والتوليد .
وقد ورد الحديث عن عمل المرأة في القران في عدة مواطن :
" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)"
وقال تعالى :"أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6)"
ومن السنة ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر قالت : " تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه قالت : فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن . . . قالت : وكنت أنقل النوى من أرض الزبير - التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم - على رأسي وهي على ثلثي فرسخ قالت : فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال : " إخ إخ " . ليحملني خلفه قالت : فاستحييت . . . " الحديث
وقد صح انهن كن يطببن الجرحى ويخدمن الضيف . الا ان الآثار يجب تتبعها بحذر لان العديد منها كان قبل فرض الحجاب .

الاشكال هو في التساهل في الضوابط الشرعية من ناحية وتقدير الحاجة للعمل من ناحية أخرى .
والله اعلم .
 
جزاك الله خيرًا على هذا التنبيه الجميل !

لا شك أن من الأعمال ما هو فرض كفائي على النساء ! ويجب عى الأمة توجيه النساء إلى دراسة نحو الطب والتوليد والتأهل للتدريس في مدارس البنات وغيرها من الفروض الكفائية.

ويكون الواجب الكفائي من أسباب الخروج عن الأصل المقتضي عدم خروج المرأة للعمل.
 
وفي قصة المرأتين اللتين جاء ذكرهما في قصة موسى عليه السلام في مدين عبر ودروس وفوائد تحتاج إلى تأمل.

فلعل الدكتور عويض وفقه الله يتحفنا بشيئ من إبداعاته حول هذه الآيات.
 
لم من كلام أحد من الإخوة المشايخ المشاركين في هذا الموضوع أنه يحرم العمل على المرأة ؛ بل غاية ما يفهم من كلامهم :
1 - أن الأصل بقاء المرأة في البيت ..
2 - أنها لا تخرج إلا لحاجة ضرورية ومنها العمل الضروري ولكن بالضوابط الشرعية من التستر وعدم التطيب وقلة الخروج والولوج ..
ملاحظة :
يجب أن لا يتخذ جواز خروج المرأة للعمل الضروري ذريعة لعملها سكرتيرة .
وأستسمح المشايخ الفضلاء في نقل هذا الخبر ..
فقد حدثني أحد الإخوة أنه قرأ "كاريكاتيرا" في إحدى المجلات وفيه أن رجلا يقول : أريد سكرتيرة على كتاب الله وسنة رسوله !!
فانظر كيف بلغ بهؤلاء خروج المرأة وذريعة عملها .
أجارنا الله وجميع المسلمين.
 
عودة
أعلى