لا شيء في القرآن يجوز نفيه

عرفة حسين

New member
إنضم
04/08/2017
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مصر
لا شيء في القرآن يجوز نفيه

ما معنى لا شيء في القرآن يجوز نفيه ؟ وكيف نجمع بينه وبين " إن الله عز وجل قد نفى أشياء في القرآن فنفى الولد والصاحبة وغيرها " ؟ نرجوا الإحالة على المراجع
 
الأول نفي إثبات، والثاني نفي وجود.

1- فما أثبته الله تعالى في القرآن، لا يمكن أن ينفيه أحد، لأن الله تعالى يحكم لا معقب لحكمه، وما من خالق ولا إله إلا الله، فكيف يجرؤ مخلوق لله على الزعم بما يخالف قول الله وحكمه؟!
هذا هو ما أفهمه من (لا شيء في القرآن يجوز نفيه).

2- أما ما هو معدوم، فنفي وجوده إثبات عدميته. وهذا هو ما نفاه القرآن من ولد وصاحبة وغير ذلك.

ويسهل ملاحظة أن الثاني يدخل تحت الأول من جهة الإثبات. أي أنه لا يجوز أن تنفي ما أثبته الله من عدمية الولد والصاحبة، لأن من يفعل يكون قد زعم وجود معدوم. والجرأة على ذلك بلا دليل -وأنَّى له به؟! - ليس إلّا تخرُّصاً!

ولا أملك لذلك مراجع الآن، ولا أرى حاجة لذلك لوضوح المعنى.
 
هل يصلح أن يقال نثبت ما أثبته الله تعالى وننفي ما نفاه سبحانه و تعالى ؟
 
إذا مقولة " لا شيء في القرآن يجوز نفيه " موهمة وليست دقيقة ؟
 
جاءت هذه العبارة في سياق التدليل على منع المجاز في القرآن:

قال محمد الأمين الشنقيطي في كتابه: [منع جواز المجاز في المُنَزَّل للتعبد والإعجاز
] ص 6-7:

[أوضح دليل على منعه (أي المجاز) في القرآن إجماع القائلين بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه، ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر، فنقول لمن قال: رأيت أسداً يرمي، ليس هو بأسد، وإنما هو رجل شجاع، فيلزم على القول بأن في القرآن مجاز أن في القرآن ما يجوز نفيه.
ولا شك أنه لا يجوز نفي شيء من القرآن، وهذا اللزوم اليقيني الواقع بين القول بالمجاز في القرآن وبين جواز نفي بعض القرآن قد شوهدت في الخارج صحته، وأنه كان ذريعة إلى نفي كثير من صفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن العظيم.

وعن طريق القول بالمجاز توصل المعطلون لنفي ذلك فقالوا: "لا يد، ولا استواء، ولا نزول"، ونحو ذلك في كثير من آيات الصفات؛ لأن هذه الصفات لم ترد حقائقها، بل هي عندهم مجازات، فاليد مستعملة عندهم في النعمة أو القدرة، والاستواء في الاستيلاء، والنزول نزول أمره، ونحو ذلك، فنفوا هذه الصفات الثابتة بالوحي عن طريق القول بالمجاز.

مع أن الحق الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة إثبات هذه الصفات التي أثبتها تعالى لنفسه، والإيمان بها من غير تكييفٍ، ولا تشبيه، ولا تعطيل، ولا تمثيل. وطريق مناظرة القائل بالمجاز في القرآن هي أن يقال: لا شيء في القرآن يجوز نفيه، وكل مجاز يجوز نفيه، ينتج من الشكل الثاني: لا شيء في القرآن بمجاز، وهذه النتيجة كلية سالبة صادقة، ومقدمتا القياس الاقتراني الذي أنتجها لا شك في صحة الاحتجاج بهما؛ لأن الصغرى منهما هي قولنا: لا شيء من القرآن يجوز نفيه مقدمة صادقة يقيناً، لكذب نقيضها يقيناً، لأن نقيضها هو قولك: بعض القرآن يجوز نفيه، وهذا ضروري البطلان، والكبرى منهما وهي قولنا: وكل مجاز يجوز نفيه صادقة بإجماع القائلين بالمجاز، ويكفينا اعترافهم بصدقها؛ لأن المقدمات الجدلية يكفي في قبولها اعتراف الخصم بصدقها، وإذا صح تسليم المقدمتين صحت النتيجة التي هي قولنا: لا شيء من القرآن بمجاز، وهو المطلوب.]

 
إذا فالمقدمة الصغرى هنا ليست صادقة لأنه يجوز نفي ما نفاه الله
 
ونفي إرادة الحيوان المفترس في " رأيت أسدا يرمي "لا ينفي ما أراده المتكلم إنما هو يثبته
 
حول قولك:
نفي إرادة الحيوان المفترس في " رأيت أسدا يرمي "لا ينفي ما أراده المتكلم إنما هو يثبته
أقول:
النفي ليس نفي (إرادة حيوان مفترس)، بل نفي (رؤية حيوان مفترس). وهذا بإقرار المتكلم لأنه ما أراد من كلامه (حيوان مفترس) وإنما أراد (رجل شجاع) استدلالاً بـ (يرمي) الذي لا يصدر إلا من رجل (أو عاقل). فرغم أن كلام المتكلم اشتمل على لفظ أسد، إلا أن المتكلم يقر بأنه منفي من كلامه كما أشار الشنقيطي في عدم منازعة أهل المجاز في ذلك.

وحول قولك:
إذا فالمقدمة الصغرى هنا ليست صادقة لأنه يجوز نفي ما نفاه الله
أقول:
من أين جئت بعبارة (.. نفي ما نفاه الله)؟
الكلام على ( نفي ما أثبته الله). وهذا باطل يقيناً عند المتجادلين باعتبار إيمانهم.

ملاحظة: آمل عدم الانتقال من سؤالك اللغوي الذي أجبنا عنه إلى مسألة المجاز التي هي مدار كلام الشنقيطي.
 
إن كلام الشنقيطي رحمه الله هو الذي سبب عندي الاشكال فلذلك طلب فك الاشكال خاصة وأن الأسماء والصفات لا تدخل في المجاز
 
عودة
أعلى