" لا تكن كصاحب الحوت " : رحلة الخروج من بطن الحوت

اخي الكريم السائح.بارك الله فيك .و ارجو ان يتسع صدرك لي . بينما تعجب انت من عد الخبر مما يفخر به ، فأني اعجب من اعتبارك له منكرا رغم ان رواته من السلف - سواء كان الزهري او معمر- لم يعدوه كذلك..
على من نزايد هنا يا ترى؟ على معمر او على الزهرى او على البخاري؟
سأعيد التأمل مليا في الخبركما طلبت ، و لكن ارجو منك ايضا ان تتأمل مليا ايضا - لا في الخبر وحده كما لو كان غير متصل بوضع نفسي معين -و لكن اعادة قراءة الموضوع كله ..مع الشكر و الامتنان.
 
أخي السائح . بارك الله فيك أخي قيل ذلك ولكن انا ارجح كلام الحافظ ابن حجر في الفتح لان الزيادة لم تعرف الا من رواية معمر عن الزهري .اما القول بانها منكرة فهل تدلني على ذلك ؟
اخي العزيز مجدي لم اقل ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام - و لم يقل من نقلت عنه- القى نفسه و جبرييل حماه و لا ادري ان كان هناك من قال ذلك اصلا فمن الواضح جدا حسب السياق ان الامر يتعلق بتثبيت الله عز و جل له كي لا يفعل.
اخي الكريم عزام . اذا هذا ليس دليلا ان الانبياء يقترفوا الكبائر , او يتركوا امرهم الله عز وجل من تبليغ رسالاته كما تكلم عن يونس عليه السلام .وانت رحمك الله انما وضعت لي الرد وقلت كانه يتكلم عن مثل من يقول بمقالتي :"كأن الكتاب يتحدث معك يا اخ مجدي ".
خلاصة الامر ان يونس عليه السلام ذهب غاضبا بطبع بشريته ولكنه لم يترك الدعوة فيهم . والله عز وجل أخبر انه كشف عن قومه العذاب لما آمنوا .
اما تحليل الدكتور العمري للأية "ولا تكن كصاحب الحوت" فانه تكلم عن نبي الله يونس عليه السلام بشكل مباشر انظر الى العبارة وأخبرني ان كان يفهم الامر الا على هذا النحوا من بين السطور قال :
لذلك عندما ينزل الوحي – في بداية تزوله – يقول للرسول (صلى الله عليه و سلم) ( لاتكن كصاحب الحوت). ونحن نعرف قصة صاحب الحوت . ونعرف تشابه الظروف والأوضاع في نينوى ومكة – وعندما ينزل الوحي ليقول (لاتكن ) فأننا نعرف أيضاً انه كان يمكن ان يكون (كصاحب الحوت) لولا نزول الوحي امراً . ناهياً عاصماً
اذا فصاحب الحوت لم يعصم من الخطيئة !!
أخي الحبيب لو قلت لك لا تكن مثل فلان بهذا. فهذا يعني أمر مؤكد وأخر محتمل .
************ اما المؤكد فهو الحث بان يكون تصرفك او حالك في الامر المطلوب هو افضل من حاله او تصرفك . وهذا هنا يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم :"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ ثُمَّ جَاءَنِي الرَّسُولُ أَجَبْتُ ثُمَّ قَرَأَ
{ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ }
قَالَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ إِذْ قَالَ
{ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ }
فَمَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ نَبِيًّا إِلَّا فِي ذِرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ." رواه أحمد والترمذي
فليس في تأخر يوسف عليه السلام أثم وانما هو اجتهاد والذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو من باب الأفضل .
وكون النبيين بعضهم اكثر عزما من بعض بالدعوة والصبر,لا يعني ان الأقل عزما بلا عزم وهذا امر معروف , وبذلك يكون سياق الحديث وكلام ربنا في الاية بيان ان كون النبي صلى الله عليه وسلم طلب الله منه ان يكون أفضل من صاحب الحوت في الصبر ,لا يعني ان صاحب الحوت عليه السلام لم يصبر .
مسألة الزيادة و كونها من كلام معمر او غيره مسألة خارج الصدد تماما، انها ، في النهاية ، في البخاري ، و السياق ورد كله في البخاري . و ليس هناك اشارة الى تضعيف الزيادة ، و اعتقد ان تضعيفها قد يفتح بابا لا يريد احد ان يلجه ...
أخي الحبيب ليس كل ما في البخاري أحاديث مسندة للنبي بل فيه كما تعلم ايات بينات وفيه أحاديث مسندة للنبي وفيه بلاغات وتعليقات .
اعيد مرة أخرى كون النبي صلى الله عليه وسلم يمرض ويتعب ويغضب فهذا أمر لم لا يختلف عليه , ولكن للأسف البعض تكلم بالعصمة بنفي او اثبات أكثر مما هي . هنا أحب ان أذكرك بأية في كتاب الله هي في مقابل هذه الاية :
قال تعالى :"لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ **عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ **لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ "
فهذا ايضا من باب تفضيل عمل على الاخر .

**********اما الامر المحتمل " من قولك لا تكن مثل فلان بذلك" فهو ان فلان جانب الصواب , ولم ترد في القران الا مقرونة بالعقوبة او النتيجة :
"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ**إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ"
"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ **وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
"وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"
"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
فكل هذه الايات شملت على عقوبة او ذكر ذنب والذي لا نجده الا بالذنب في قصة يونس بقوله تعلى "وهو مليم "
"فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ"
 
اخي الكريم مجدي ، بارك الله في جهدك و وقتك ، ارجو ان يكون صدرك متسعا لي و لملاحظاتي..
ملاحظتك الاخيرة عن اقتران " لا تكونوا " بالذنب او العقوبة او النتيجة اراها دليلا يساند ما يقوله العمري لا دليلا ضد ما يقوله ..
موضوع الكبائر و عدم اقتراف الانبياء لها : اسمح لي ان اقول ان هذا الموضوع مقحم على ما يقوله العمري ، و بالذات على السياق الذي نقلته ، و قد يقرأ قارئ ما قلت فيتخيل الامر مختلفا عما جاء ، لم يأت ذكر الكبائر في كل النقل الذي ذكرته ، انما الامر كله يتحدث عن الايجابية التي غرسها القرآن الكريم في نفس الرسول عليه الصلاة و السلام بينما هو يستلم مسؤلية الرسالة الشاملة و تغيير العالم في وقت مبكر جدا من بدء الدعوة...
ان يكون هناك نبي قد ساوره الارهاق و التعب و تصور انه لن يمكن من اداء مهمته الدعوية صعبة ، ليس كبيرة على الاطلاق , و لا قدحا في اي من الانبياء ..و تصعيد الالفاظ - ان سمحت لي - بقولك " اذن صاحب الحوت لم يعصم من الخطيئة" امر يكاد يخرج نقاشنا عن مساره: لفظة الخطيئة لم ترد على الاطلاق فيما كتبه العمري ، و القفز بالاستنتاج الى هذا امر يشوش نقاشنا ، هل ستفترض شيئا لم يقله العمري و ترد عليه ، ثم ارد انا على ردك الافتراضي..- على ما لم يقله العمري-؟؟
لا حديث عن كبيرة او خطيئة عند العمري، الحديث عن الثبات عند المواجهة الدعوية، الاصرار على الدعوة ،تحمل مسئولية التغيير الى اقصى حد ..
اصر على ان رؤيتك للايات التي تتحدث عن صاحب الحوت - يجردها عن الايات الاخرى التي تتحدث عن النبي في المواضع القرآنية الاخرى..لو جمعت الايات سوية لوجدتها تقدم رؤية متماسكة هي ذاتها التي قدمها العمري .. اما التحليل اللغوي لكل آية على حدة و فصلها عن بقية الايات فسيقدم لنا ما لا استطيع ان اسميه رؤية...
قلت هذا بالذات من اجل قولك ان معنى الاية هو كن افضل من صاحب الحوت في الصبر..
اخي الكريم : الاية هي من اوائل ما انزل من القرآن ، و في مرحلة تأسيسة مبكرة ، و قبل ان يرد اي ذكر لأي نبي و اي قصة عن نبي.. ثم يكون المعنى: كان صاحب الحوت صبورا ، و لكن كن افضل منه..
هل يستقيم هذا مع سياق نزول الاية ؟؟
اتساءل في النهاية عن مغزى سؤالك للأخ السائح: دلني عن من قال انها منكرة؟
هل هي منكرة ام لا ؟ -هل تراها انت انها منكرة؟ و هل تعتقد ان معناها منكر..؟
اما قولك لي بأن ليس كل ما في صحيح البخاري متصل و الخ ، الحقيقة لم اذكرانا و لا العمري ان هذه الزيادة صحيحة، انما قلنا انها في البخاري ، و القصد انها لو كانت منكرة - كما اشار الاخ السائح- او لو كان معناها شاذا - لما كانت نجت من تدقيق البخاري..

كل الاحترام لك و اكرر شكري لسعة صدرك ..
 
أخي الكريم اما الاقتران فان يونس عليه السلام لم يذكر له الا ما أخبرتك به عن الذنب . ولاحظ الفرق بين قوله تعلى عن يونس عليه السلام ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) وبين ذكره القوم الأخرين بالعقوبة وافساد العمل .
انما الامر كله يتحدث عن الايجابية التي غرسها القرآن الكريم في نفس الرسول عليه الصلاة و السلام بينما هو يستلم مسؤلية الرسالة الشاملة و تغيير العالم في وقت مبكر جدا من بدء الدعوة...
اعرف هذا وهذا جميل لو لم نتعرض ليونس عليه السلام بشيء ليس عليه دليل اصلا .
اقصد انه يجب انزال الناس منازلهم . فان كان الله أصطفاهم من بين البشر لحمل رسالاته فهو أعلم منا بهم . وقولك :
ان يكون هناك نبي قد ساوره الارهاق و التعب و تصور انه لن يمكن من اداء مهمته الدعوية صعبة ، ليس كبيرة على الاطلاق , و لا قدحا في اي من الانبياء .
فهذا نتفق عليه ايضا ولكن الا يجب ان تكون عباراتنا الطف معهم ؟
الا ترى هذه العبارات :
يقدم لنا الخطاب القرآني يونس – او يونان بن متي كما تسميه التوراة – في لحظة مواجهة صعبة مع الواقع والمجتمع ومفرداتهما – لكنها لحظة مواجهة تنتهي بالفرار من المواجهة. فقد أمر الله يونس بان يدعو قومه، وكانت تلك الدعوة هي تغيير المجتمع الوثني الذي عاش فيه يونس. وكان يونس وحيداً. وكان مجتمعه في نينوى عريق الجذور في حضارة ذات طبيعة مادية هي الحضارة الآشورية – وكانت نينوى وقراها نموذجا لكل مظالم الوثنية والجاهلية ومباذلها – كانت نموذجا للحضارة الطاغية التي ينسحق الإنسان تحت قواعدها دون رحمة او شفقة..
اليس هذا يعني انه هرب من تبليغ الرسالة عاصيا لله عز وجل اليس هذا هو الهروب من المواجهة ؟
وهذه العبارة ايضا الا تعني نفس الكلام :
فالقران يصور يونس وهو في ذروة يأسه وإحباطه: ترك مجتمعه وهجره لا ليرسي قواعد مجتمع جديد كما سيفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد – ولكن هجره ياسا، احباطا، هجره، وقد هجر معه قيم العمل والتغيير وحلم الأنبياء والدعاة عبر العصور – أي كما يهجر معظمنا معظم مجتمعاتهم..
فالدكتور العمري صور الصورة التي استقاها من قصة التوراة انها هي الصورة التي يقدمها القران ! لهذا السبب اقتبست لك كلام أهل الكتاب من كتبهم . والذي اقوله لك هو عكس قولك
:..لو جمعت الايات سوية لوجدتها تقدم رؤية متماسكة هي ذاتها التي قدمها العمري
هنا أختلف معك بانك لو جمعت الايات كلها لما وجدت هذه الصورة التي تتصورها اذا سمعت كلام الدكتور العمري , وهذا الامر ذكره العمري في مداخلته عندما تكلم عن الايات التي ذكر فيها يونس عليه السلام فيها ولهذا قال :
لا يقدم الخطاب القرآني صاحب الحوت، يونس، الا في اللحظات الأزمة، بعد خروجه من نينوى، - ولا يرد أي ذكر لما قبل الخروج في المواضع الثلاث التي تطرق لها الخطاب القرآني إلى قصة يونس وهي: الأنبياء ( 87 – 88) – الصافات ( 139 – 148)، والقلم ( 48 – 50) – وكل السور بالمناسبة مكية مثل كل الأمثلة القرآنية السابقة.
والتركيز على يونس بعد خروجه من نينوى له دلالات تتكشف بالتدريج عبر الغوص في القصة – والسياق العام الوارد عبر الخطاب القرآني لا يعارض شيئا من التفاصيل التوراتية لما قبل الخروج..
انا ارى ان شخصية يونس عليه السلام في القران تختلف كثيرا عن الكلام المزعوم في التوراة المحرفة والذي لا يقبله احد خصوصا عن زعمهم على الله عز وجل في القصة .
اتساءل في النهاية عن مغزى سؤالك للأخ السائح: دلني عن من قال انها منكرة؟
هل هي منكرة ام لا ؟ -هل تراها انت انها منكرة؟ و هل تعتقد ان معناها منكر..؟
هنا تجد الجواب:
http://hadith.al-islam.com/Display/...hType=root&Scope=0,9&Offset=0&SearchLevel=QBE
اما عن سند الروايات التي تتكلم عن التردي فتجدها فاليك بيانها من سلسلة الاحاديث الضعيفة منقول من الشاملة الاصدار الثاني :
- " لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياما لا يرى جبريل ، فحزن حزنا شديدا فكى كان يغدو إلى ( ثبير ) مرة ، و إلى ( حراء ) مرة ، يريد أن يلقي بنفسه منه ، فبيناهو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال ، إذ سمع صوتا من السماء فوقف صعقا للصوت ، ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء و الأرض متربعا عليه يقول : يا محمد أنت رسول الله حقا ، و أنا جبريل ، قال : فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أقر الله عينه ، و ربط جأشه " .قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/160 ) : ضعيف . رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1/1/130 ـ 131 ) : أخبرنا محمد بن عمر ; قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الوحي .. إلخ .قلت : و هذا سند واه جدا ، محمد بن عمر هو الواقدي و هو متهم بالكذب على علمه بالمغازي و السير ، و شيخه إبراهيم بن محمد بن أبي موسى لم أعرفه ، و لكني أظن أن جده أبي موسى محرف من أبي يحيى ، فإن كان كذلك فهو معروف و لكن بالكذب ، و هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني ، كذبه جماعة . و يرجح أنه هو ; كونه من هذه الطبقة و كون الواقدي الراوي عنه أسلميا مدنيا أيضا ، و قد قال النسائي في آخر كتابه " الضعفاء و المتروكون " ( ص 57 ) : " و الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة :
1 - ابن أبي يحيى بالمدينة .
2 - و الواقدي ببغداد .
3 - و مقاتل بن سليمان بخراسان .
4 - و محمد بن سعيد بالشام ، يعرف بالمصلوب .
فهذا الإسناد من أسقط إسناد في الدنيا ، و لكن قد جاء الحديث من طريق أخرى من حديث عائشة في صحيح البخاري و غيره ، بيد أن له علة خفية ، فلابد من بيانها فأخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( رقم 22 ـ ترتيب الفارسي ) من طريق ابن أبي السري : حدثنا عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن الزهري : أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة
قالت : أول ما بدىء برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة يراها في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب له الخلاء ، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ... حتى فجأة الحق و هو في غار حراء ، فجاءه الملك فيه فقال : اقرأ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت : ما أنا بقارىء ... الحديث إلى قوله : قال ( يعني ورقة ) : نعم لم يأت أحد قط بما جئت به إلا عودي ، و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي فترة ، و زاد : حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا غدا منه مرارا لكي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه منها تبدى له جبريل ، فقال له جبريل ، فقال له : يا محمد ! إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه و تقر نفسه فيرجع ، فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل ، فيقول له مثل ذلك . و ابن أبي السري هو محمد بن المتوكل و هو ضعيف حتى اتهمه بعضهم ، و قد خولف في إسناده فقال الإمام أحمد في " مسنده " ( 6/232 ـ 233 ) : حدثنا عبد الرزاق به . إلا أنه قال :حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا خزنا غدا منه .. إلخ ، فزاد هنا في قصة التردي قوله :" فيما بلغنا " .و هكذا أخرجه البخاري في أول " التعبير " من " صحيحه " ( 12/311 ـ 317 ) من طريق عبد الله بن محمد و هو أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عبد الرزاق به بهذه الزيادة ، و أخرجه مسلم ( 1/97 ـ 98 ) من طريق محمد بن رافع : حدثنا عبد الرزاق به ، إلا أنه لم يسق لفظه ، و إنما أحال فيه على لفظ قبله من رواية يونس عن ابن شهاب ، و ليس فيه عنده قصة التردي مطلقا ، و هذه الرواية عند البخاري أيضا في " التفسير " ( 8/549 ـ 554 ) ليس فيها القصة ، فعزو الحافظ ابن كثير في تفسيره الحديث بهذه الزيادة للشيخين فيه نظر بين ، نعم قد جاءت القصة في الرواية المذكورة عند أبي عوانة في " مستخرجه " ( 1/110 ـ 111 ) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : أنبأنا ابن وهب قال : أخبرني يونس بن يزيد به ، و فيه قوله : " فيما بلغنا " ، فهذه الرواية مثل رواية أحمد و ابن أبي شيبة عن عبد الرزاق تؤكد أن إسقاط ابن أبي السري من الحديث قوله : " فيما بلغنا " خطأ منه ترتب عليه أن اندرجت القصة في رواية الزهري عن عائشة ، فصارت بذلك موصولة ، و هي في حقيقة الأمر معضلة ، لأنها من بلاغات الزهري ، فلا تصح شاهدا لحديث الترجمة المذكورة أعلاه ، قال الحافظ ابن حجر بعد أن بين أن هذه الزيادة خاصة برواية معمر ، و فاته أنها في رواية يونس بن يزيد أيضا عند أبي عوانة ، قال : ثم إن القائل : " فيما بلغنا " هو الزهري ، و معنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ، و هو من بلاغات الزهري ، و ليس موصولا ، و قال الكرماني : هذا هو الظاهر و يحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور ، و وقع عند ابن مردويه في " التفسير " من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله : " فيما بلغنا " ، و لفظه " فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم منها حزنا غدا منه " إلخ ، فصار كله مدرجا على رواية الزهري و عن عروة عن عائشة ، و الأول هو المعتمد . و أشار إلى كلام الحافظ هذا الشيخ القسطلاني في شرحه على البخاري في " التفسير " و اعتمده ، و محمد بن كثير هذا هو الصنعاني المصيصي قال الحافظ في " التقريب " : صدوق كثير الغلط . و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : ضعفه أحمد .
قلت : فمثله لا يحتج به ، إذا لم يخالف ، فكيف مع المخالفة ، فكيف و من خالفهم ثقتان عبد الرزاق و يونس بن يزيد ، و معهما زيادة ؟ !
و خلاصة القول أن هذا الحديث ضعيف لا يصح لا عن ابن عباس و لا عن عائشة ،
و لذلك نبهت في تعليقي على كتابي " مختصر صحيح البخاري " ( 1/5 ) على أن بلاغ
الزهري هذا ليس على شرط البخاري كي لا يغتر أحد من القراء بصحته لكونه في "
الصحيح
" . والله الموفق .
وانما اعترضت على قوله منكرة لان النكارة لها مدلول يختلف عن الضعف من حيث الراوي والمعنى . وأظن أن السائح بارك الله فيه لم يقصد ذلك لذا سألته .
 
بسم الله ، والحمد لله .
أخي عز الدين ، حفظك الله .
نكارة الحديث آتيةٌ من ناحيتين :
1 - عدم وروده بسند صحيح متّصل ، ولو كان عند الزهري - رحمه الله - عن ثقة ؛ لصاح بذلك إن شاء الله تعالى ، ولو لا أن المجال هنا يَضيق ؛ لنقلتُ من أقوال الأئمة الجهابذة توهينَهم وتوهيَتهم مراسيل الزهري ، والزهري من كبار الحفّاظ ، ولو كان أخَذَ الحديث عن صحابيّ ، أو تابعيّ ثقة ؛ لبادر إلى ذلك وسارع ؛ لذلك فالأرجح الأشبه بالصواب أن هذا الحديث معضل ، كما يَظهر للمتأمّل المُْنعم النظر .
2 - فيه نسبة همّ النبي صلى الله عليه وسلم بالتردّي من رؤوس شواهق الجبال مرارا وتكرارا ، وهذا لا يليق بأشرف خلق الله تعالى ، وأقربهم إليه زُلفى .
نعم ؛ قد تأثّر النبي صلى الله عليه وسلم من فترة الوحي ؛ حتى أنزل الله تعالى عليه سورة الضحى ، لكن لم يبلغ به الأمر صلى الله عليه وسلم إلى همّه بالتردّي من رؤوس شواهق الجبال مرارا ، وقد عُلم الوعيد الشديد ، والتحذير الأكيد الوارد في النهي عن قتل النفس بأنواعه .
وأدعو كلّ ناصح لنفسه ، مُتحرّ في أمور دينه ، أن ينأى عن كلّ ما لم يثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، خاصة في أمر يتشبّث به ذوُو الضغن والإحن ، ويتوسلون ويتوصلون - وما أبعدهم عن ذلك - إلى الطعن في نبيّنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ونحن نُعاني الآن من حملة مُعبّأة مُركّزة قائمة على قدم وساق للنيل من النبي العظيم صلى الله عليه وسلم ؛ فاللهَ اللهَ ، لا يُؤتََينّ دينُنا من قبلنا .
وقد قيّض الله جلّ وعزّ لسُنة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم جهابذةً حُفّاظاً ، ونُقّاداً أيقاظاً ، وصيارفةً أفذاذاً ، توفّروا على حفظ السنة وتحريرها ، وتنقيتها مما شابَها من أُخلوقات كدّرتْ صفوَها ، وأصّلوا قواعد وأركانا عليها تقوم ، وبها تحيا وتبقى صافية نقيّة ، وسُقيا لمن قال : الإسناد من الدين ، ولو لا الإسناد ؛ لقال من شاء ما شاء ، فإذا قيل له : من حدّثك ؛ بقي !
ولو وقع الهمّ منه ؛ لنقله الحّفاظ الأيقاظ بالأسانيد الوثيقة ، والطرق المتينة ، وعدم وروده بالأسانيد الصحيحة المُتّصلة قرينة قويّة على نكارته وعدم صحّته ، ولا ريب أن أوثق من روى قصة بدء الوحي بتفصيل وتطويل : أم المؤنين عائشة رضي الله عنها ، ورواه عنها أثبت الناس فيها ابنُ أختها الحافظُ الإمام الفقيه عروة بن الزبير ، وعنه روى الزهري أصل الحديث ، وبالتأمل وإنعام النظر يظهر لك أن مُبلّغ الزهري - وهو مُبْهَمٌ لم يوقف على عينه ولا على حاله - قد شذّ بهذا الخبر الغريب المُنكر ، ثمّ لم يظهر أنه مسند متّصل ، ولو وقع الهمّ منه صلى الله عليه وسلم ؛ لكان عروة أولى بحفظه وروايته ، والحمد لله الحافظ لدينه أن وفّق لنا أئمة أسّسوا قواعدَ وأصولاً تُمَكّننا من دفع الأُخلوقات المُلصقة بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
والتساهل في أمر قَبول المراسيل والمعاضيل يُوردنا موارد خطيرة ، دينُنا في غنى عن إقحامه فيها ، وأُخلُوقة الغرانيق قد رُويت من طُرق مرسلة أقوى من حديث الهمّ ، ومع ذلك تتابع كثيرٌ من المُحقّقين على إبطالها ، وعفا الله عمّن قوّاها بمجموع طّرقها الواهية ، ولم يَنفُذ إلى ما تحويه من كوائن تقلّدها الملاحدة للطعن في الوحي ، والسعي الحثيث في تشكيك الناس في دينهم .
والأمر - والله - بحاجة شديدة إلى فقه ونفوذ وغَوْص في فقه علل المرويّات ، وذَوق يكاد يّلْحق من حصّل أدَواته بصحبة أولئك الأفذاذ ، واستشعار أنفاسهم ، وهذه المَلكة لن يُؤتاها إلاّ من لم يكن له شأنٌ إلاّ هذا الشأن .
والحاصل أنني أنصح كلّ مؤمن يرجو يوم الحساب أن يحترم الاختصاصات ، وأن يعلم أن الأعداء يتربّصون بنا الدوائر ، وأنهم ينتهزون كلّ فرصة للنيل من ديننا ونبيّنا صلى الله عليه وسلم .
ووالله لست مُهَوّلا مُبالغا ، بل أنا مُنطلق من واقع مَرير ، بعد وقوف على مُخطّطات الأعداء وتآمراتهم ، وتقفُّرهم لهاتيك الأُخلوقات الباطلات .
أسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيّه ، وأن يُبطل كيد الأعداء ، وأن يوفّقنا لأن نكون في مستوى التحدّيات والتآمرات التي تُحاك لحرب ديننا ، ومن أعظم ما بُلينا به أننا نلدغ من جُحُور الكفار مرات وكرات .

أخي مجدي ، وفّقك الله .
قد تُوبع معمرُ ، تابعَهُ : يونس بن يزيد الأيلي عند أبي عوانة في مستخرجه 1/274 ح : 245 .

وفّقكم الله وبارك فيكم .
 
أخي الفاضل مجدي ، علم الله أنني كتبتُ المشاركة المتقدّمة قبل الاطّلاع على نقلك .
 
اخي الكريم السائح. بارك الله فيك..
كلمة اخرى و تصير هذه الزيادة جزءا من حملة الاساءة للرسول الكريم، و يصير الزهري متواطئا مع الحملة..
اخي الكريم ، هذه الحملة لا يجب ان تجعل رد فعلنا معاكسا بحيث يخرجنا من ثوابتنا الى منطقة " الغلو" المنهي عنها.. الا ترى ان حملة الاساءة قد قوبلت بكم من الاغاني و الاناشيد و القصائد المغناة التي تترنم بحب النبي عبيه افضل الصلاة و السلام بطريقة ما كانت الا ستثيرغضبه و استهجانه عليه الصلاة و السلام.. هل سينسحب ذلك الى حملة لنتقية البخاري مما صرنا نعده اليوم منكرا و ما لم يعده البخاري كذلك؟ و الا ما كان اورده اساسا ؟
قولك عن " امر الهم" و تناقضه مع النصوص التي تنهى عن قتل النفس يجعلني اتوقف لأسالك سؤالا: هل تدرك ان كل ما نزل من القرآن -آنذاك- لم يكن سوى بضع ايات؟ و ان ما تتحدث عنه لم يكن قد تنزل بعد؟ هل ينبغي الحكم بأثر رجعي على امر تقول الزيادة - ان الرسول الركيم عليه الصلاة و السلام قد هم به؟؟
نفس الشي ينسحب على توقعك ان لو يكون " الهم قد حدث " فلكان نقل لنا عبر الحفاظ الثقاة ، و لا اخالك الا تقصد انه لو كان حدث لكان اتصل السند !
لكنها فترة مبكرة يا اخي. و المسلمون كانوا قلة قليلة ، و لولا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها لكانت ظلت الفترة مبهمة..و هي طبعا لم تعاصر الفترة و انما نقلت ذلك لاحقا بينما كان سيد البشر عليه الصلاة و السلام يجيبها عن سؤال محدد لها عن اول نزول الوحي.. و لذلك فعدم قول السيدة عائشة لا ينفي الامر كما لا يثبته..
اما عن تصعيد الامر الى ما تسميه اولا "اخلوقة " الغرانيق ، ثم تعود فتقويه و تجعله اقوى من هذه الزيادة الموجودة في صحيح البخاري فهو امر بمثل ما قد تقودنا ردود افعالنا له..انك لكي تنسف امر الهم شبهتة بقصة الغرانيق ، ثم عدت و قويت قصة الغرانيق !!بقولك انها اتت بطرق اقوى..
هل يستقيم هذا اخي الكريم؟ لا اود فتح باب الغرانيق في النقاش لكن الزيادة في الحديث سواء اتت من معمر او من الزهري فهي منظبطة مع معايير بخارية معينة ..و لا يمكن حذفها بهذه السهولة و لو حصل و حذفت فأن معيار الحذف يجب ان يكون متسقا مع بنية الحديث و فترته الزمنية و ليس مع مجموعة احكام مسبقة اتت من احكام و نصوص لاحقة نحاكم بها هذه الزيادة..
بالمناسبة: حذف هذه الزيادة بالمعيارالاسنادي الذي ذكرته حضرتك يجب ان يقودنا الى حذف كل زيادة مماثلة في البخاري و غيره، و ليس فقط لأن معناها كان - حسب ما تتصوره بناء على نصوص لاحقة- منكرا..
اخي الركيم ، اتفهم الواقع المرير الذي تنطلق منه لتقول ما قلت، لكن هذا ايضا خارج الصدد ، لا يجب ان يقودنا اليأس الى غلو و تطرف نهانا عنه افضل الصلاة و السلام.. بل اني اهمس في اذنك لأقول انك - في هذا الواقع المرير- يجب ان تنظر اليه عليه افضل الصلاة و السلام في تلك الفترة: كان الواقع مريرا ايضا ، مريرا جدا ، و كانت المسؤلية على عاتقه ضخمة ، كما هي علينا اليوم ،و كان الامر انه كاد ان يكون في بطن حوت مظلم - الذي نحن فيه اليوم فعلا- لكن نزل الوحي...لا تكن كصاحب الحوت..
لذلك افخر بالزيادة. سيدى و رسولي كان بشرا. مر بما يمر به البشر مما قد يكون يفسر انه يأس ، لكنه عبر بأتجاه الضوء و خرج من بطن الحوت ، و لذلك فهو قدوتي ، و ذلك كله سيجعلني اخرج من واقعي المرير..
القدوة لا يمكن الا ان تكون ذلك. اي قدوة "ليست بشرية" هي ليست قدوة اصلا..
بارك الله فيك اخي الكريم.. و سدد الله رأيك و جزاك الله عن غيرتك على دينه..
 
ارجو من الاخوة المشاركين فى موضوع لاتكن كصاحب الحوت ان يعلقوا على مفهموه من النص نفسه او ماوجدوا فيه من مخالفات اما عن كونه قصر فى الصلاة على النبى عند ذكره عليه السلام فممكن تجاوز هذا التقصير بأن نصلى نحن القراء عليه عند ورود اسمه عليه السلام
 
اخي الكريم مجدي ، السلام عليكم : الرابط الذي اوردته عن الحديث و الذي قلت لي ان فيه الجواب على سؤالي لك في كون الزيادة منكرة -لم ار فيه اي رد على سؤالي بل اني وجدت السياق العام في فتح الباري يؤيد الزيادة الى حد كبير...
الدخول في النقاش حول الاسانيد و خصوصا النقل الذي اوردته من الشيخ الالباني يخرجنا عن نقاشنا ،خصوصا ان جل النقد يوجه الى طرق اخرى للزيادة غير هذه..اما القول ان الزيادة في البخاري" فيها علة خفية" فهو لا يجعلها مثل الطرق الاخرى..
و القول ان لو كان الزهري عرف الزيادة من تابعي ثقة لقال ذلك يسوغ لي ان اقول لو ان الزهري- او معمر-او كائنا من كان في السند- قد عرف ان هناك معنى منكرفي الزيادة لما وصلت الينا اصلا...
و قولك انه ان العبارات المستعملة مع الانبياء يجب ان تكون الطف ، عبارة فيها تطور كبير ، اذن صار الامر الان ، بعد كل هذا ، مجرد تلطيف للعبارات ؟
لكن الاترى معي ان التلطيف و التشديد هو امر غير معياري ، يختلف من معيارك الشخصي للطف الى معيار شخص آخر له؟ ممكن جدا انك ترى العبارات تحتاج الى تلطيف و يراها آخر عبارات لطيفة اصلا..
بالمناسبة اخي مجدي ..انا ادرك تماما انك احببت النص ، و انك تأثرت به جدا ...و لولا انك ذلك ما كنت ناقشت بعض تحفظاتك عليه..
ريثما اسمع ردك ، اؤكد لك انه سيكون هناك نقاش آخر في نقل آخر من البوصلة..
و السلام عليكم..
 
عزام عز الدين قال:
اخي الكريم مجدي ، السلام عليكم : الرابط الذي اوردته عن الحديث و الذي قلت لي ان فيه الجواب على سؤالي لك في كون الزيادة منكرة -لم ار فيه اي رد على سؤالي بل اني وجدت السياق العام في فتح الباري يؤيد الزيادة الى حد كبير...
الدخول في النقاش حول الاسانيد و خصوصا النقل الذي اوردته من الشيخ الالباني يخرجنا عن نقاشنا ،خصوصا ان جل النقد يوجه الى طرق اخرى للزيادة غير هذه..اما القول ان الزيادة في البخاري" فيها علة خفية" فهو لا يجعلها مثل الطرق الاخرى..
..
أخي أظن ان كلامي التبس عليك فانا لم أقل انها منكرة انا قلت انها مدرجة في الحديث من كلام الزهري والذي ادرجها هو معمر وهذا واضح في كلام الحافظ ابن حجر في كلامه عليها .
والبلاغات تعتبر ضعيفة لانها لا تعتبر مسندة , وفي البخاري العديد من الأحاديث المعلقة , وللحافظ ابن حجر كتاب في كتاب تغليق التعليق .
اما بالنسبة للنكارة فقد أعترضت على السائح وفقه الله القول بالنكارة وعللت سبب اعتراضي وهي آخر سطرين في مداخلتي الاخيرة وقلت :
وانما اعترضت على قوله منكرة لان النكارة لها مدلول يختلف عن الضعف من حيث الراوي والمعنى . وأظن أن السائح بارك الله فيه لم يقصد ذلك لذا سألته .

اما كلام الالباني فقد وضعته لك كاملا لأكثر من سبب الاول ان الحديث قد يكون بلاغا في البخاري ويصله غيره الى النبي صلى الله عليه وسلم . اما قوله عن العلة فهي الكلام الذي وضعته لك بالربط والذي تكلم عليه الاسماعيلي رحمه الله .
فلم اقل ان هذا المعلق صحيح ولا قلت انه منكر وانما أشرت الى حاله بأنه بلاغ للزهري رحمه الله الذي ادرجه في حديث عائشة ام المؤمنين هو معمر على الأغلب .
و القول ان لو كان الزهري عرف الزيادة من تابعي ثقة لقال ذلك يسوغ لي ان اقول لو ان الزهري- او معمر-او كائنا من كان في السند- قد عرف ان هناك معنى منكرفي الزيادة لما وصلت الينا اصلا...
كلامك صحيح ولكنه ليس شرطا لذا سألت الأخ السائح من قال انها منكرة . لان النكارة هي مخالفة الضعيف للثقة اما مخالفة الثقة لمن هو ثقة احفظ منه او اتقن فهذا يسمى شاذا . ولو كان منكرا لما تكلم عنه الاسماعيلي بتلك الطريقة .
و قولك انه ان العبارات المستعملة مع الانبياء يجب ان تكون الطف ، عبارة فيها تطور كبير ، اذن صار الامر الان ، بعد كل هذا ، مجرد تلطيف للعبارات ؟
نعم أخي هو يعبر بكلمات أحيانا لا ينبغي ان يقولها كاليأس والهروب من الرسالة وحملها والقول بان القرعة لأرضاء شركاء الكفار هذه يجب ان لا تكون كذلك يجب ان تستبدل بعبارات لا يوهم السامع العامي بأمر قد لا يقصده المؤلف , وكذلك الامر بالنسبة للتوراة والرجوع اليها وجعلها اساسا لتفسير الايات . اذاخي لو راجعت كل التفاسير التي نقلت هذه الاسرائيليات ستجد ان أصحابها طرحوا العبارات المنكرة منها فلم يقل أحد انه ترك الرسالة وهرب كما في كتب اليهود بالطبع هذه القصة هي فيما يسميه النصارى العهد القديم ولكنها ليست في التوراة اصلا فكما تعرف يونس عليه السلام بعد موسى عليه السلام .
اما المعاير فالامر ليس خاصا بي ولا بك ولا بالدكتور العمري . الامر يجب ان يقيد بالشرع . فلو كنا نتكلم عن انسان عادي مثل "جحا "الذي جعله الناس مثالا للسخافة يجب انصافه وعدم التكلم عليه الا بحق . وجحا ليس الا تابعيا فكيف الامر بنبي , بالطبع لا أقصد الا كيفية التعامل . فالكلام عن يونس عليه السلام يجب ان يكون وفق الضابط " لا ينبغي لأحد ان يقول انا خير من يونس ابن متى" فان كان لا ينبغي القول بذلك فلنوقر هذا النبي عليه السلام . ولا نفعل مثلما فعل بنوا اسرائيل بانبيائهم حتى جعلوهم مثالا للفساق والله المستعان .
اما بالنسبة لكلمات الدكتور العمري , فما اوردت لك كلام ابن بطة الا لتعلم ان المخالفة في بعض الكلام لا يجب ان تتخذ طريقا للعداوة , ولا للظن بان من ينتقد كلمات انه ينتقد كل الكتاب, فسيد قطب صاحب الظلال رحمه الله كتب عبارات من مثل هذه في مواضع انتقدت عليه .وليس منا أحد معصوم ,لذا فان كنا نطلب العلم , ونسعى للأفضل يجب ان يتسع صدرنا للانتقادات وننظر فيها ونأخذ ما ينفعنا ونترك ما لا فائدة منه ونجتنب الضرر ايمنا كان , فان كان المنتقد محقا أخذنا بكلامه , وان كان غير ذلك علمناه وهديناه للحق , والمؤمل من النقاش ان نعرف الأخطاء ونزداد علما لا ان نسب بعضنا او نتجه لايذائهم كما يحب البعض . فلا يبين الخطأ ليستفيد من يكتب له ويكسب الاثم من ايذاء أخيه.
 
اخي الكريم مجدي بارك الله فيك ، هناك امور لن تنتهي في النقاش و لذلك لا جدوى من استمرار تكرارها ، هناك هامش مقبول للخلاف في الاراء ، و هناك ايضا مصطلحات و مفاهيم مختلفة و لا اظن انها يمكن ان تلتقي بسهولة ، و ان كان اختلافها لا يعني تضادها على الاطلاق ، معيار الشرع مثلا افهمه مثلا - و هذا فهمي انا- ان يكون مرتبطا بنص قرآني او نبوي واضح و ليس بالضرورة ان يرتبط باقوال علماء مهما علت هامتهماو تراكمات افهام معينة على اجلالي و تقديري لهذا كله..
اكرر في النهاية ان الذب عن الرسول الكريم لا يكون بالغلو فيما امرنا بتركه ، و بالذات لا يكون في ان نرى المؤامرة في كل ما يقال ، و طبعا انا اتفهم حساسية الوضع دقة الموقف الذي نمر به ، و ان كنت اتصور ان هذا يجب ان يجعلنا ملتصقين بقيمنا اكثر - ان نكون انفسنا اكثر- اي ان نترك الغلو و المبالغات الى الصورة الواقعية المتوازنة التي امرنا بها..
لقد كان نقاشا جادا مثمرا اخي الكريم و انا اكبر فيك و في كل الاخوة المستوى العالي من الاخلاق في النقاش..و ارجو ان نلتقي في المشاركة الاخرى بعنوان" يونس هود و يوسف : الثلاثية القرآنية و اشياء اخرى " و هي ايضا مستلة من البوصلة..
مع عظيم الشكر..
 
عودة
أعلى