" لا تكن كصاحب الحوت " : رحلة الخروج من بطن الحوت

إنضم
22/02/2006
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
نزلت اول اشارة الى الايجابية في القرآن الكريم مبكرا جدا في سورة القلم-ثاني ما انزل من القرآن الكريم(فأصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم . لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم) القلم 49.
صاحب الحوت ؟ اصبر لحكم ربك ؟ .
القصة معروفة اليوم طبعاً – ولا شيء قط يمنع أن تكون معروفة حتى في مكة الجاهلية ، وسط بيئة تجارية مزدحمة بديانات مختلفة وتشكل محطاً للقوافل الغادية والرائحة .
وعلينا ان نتذكر هنا ان ورقة ابن نوفل – ابن عم خديجة – الذي رأى في (اقرأ) .. الناموس كله ، والذي اخبر الرسول أن قومه سيخرجونه – كما في حديث السيدة عائشة الذي رواه البخاري – كان على الأغلب لا يزال على قيد الحياة في هذه المرحلة المكية المبكرة مما يعني انه لا يزال على الساحة ، كما فعل مع أول نزول الوحي بـ أقرأ، - فأذا كان الرسول قد أشكل عليه أمر (صاحب الحوت) – الذي يأمره الوحي إن لا يكون مثله في جزئية معينة – فأن ورقة الذي كان يقرأ من التوراة بالعبرانية – كما يشير البخاري بالذات كان ولا بد سيسعف محمداً بتفاصيل قصة صاحب الحوت : يونس ..
وبغض النظر عن التفاصيل المسهبة في القراءة التوراتية لقصة يونس – او يونان – فان عقل محمد وقلبه كان له ولا شك فهم خاص لمغزى القصة : فهم شخصي وحميم – فهم ينطلق من واقع تجربته النبوية التي يمر بها ، ومن تفصيل دقيق فيها ، ذاك الذي يجعل الوحي الإلهي يتنزل فيقول : ولا تكن كصاحب الحوت ..
فمحمد – كان في هذه المرحلة بالذات ، ولا بد يعاني مما عاناه صاحب الحوت ، يونس فنزلت عليه الآيات : اصبر … لا تكن كصاحب الحوت …
من هذا التفصيل المحوري الدقيق كان ولا بد فهم محمد لقصة يونس .
ومن هذه النقطة يبدء فهمنا لها .
* * *
الخروج من بطن الحوت
لا يقدم الخطاب القرآني صاحب الحوت، يونس، الا في اللحظات الأزمة، بعد خروجه من نينوى، - ولا يرد أي ذكر لما قبل الخروج في المواضع الثلاث التي تطرق لها الخطاب القرآني إلى قصة يونس وهي: الأنبياء ( 87 – 88) – الصافات ( 139 – 148)، والقلم ( 48 – 50) – وكل السور بالمناسبة مكية مثل كل الأمثلة القرآنية السابقة.
والتركيز على يونس بعد خروجه من نينوى له دلالات تتكشف بالتدريج عبر الغوص في القصة – والسياق العام الوارد عبر الخطاب القرآني لا يعارض شيئا من التفاصيل التوراتية لما قبل الخروج..
وتركيز الخطاب القرآني ابتداء على الطرح ( الشخصي ) لمسالة صاحب الحوت يجعل من قصة يونس بأكملها ذات طابع مختلف ومرتبط بالشخصية النبوية مباشرة – بل ان هذا الارتباط الشخصي سيجعلها مهيمنة على نواحي كثيرة من فهمنا للخطاب القرآني – فقد مر الرسول بها – بقصة يونس وتجربته المماثلة ليونس، وبالأمر الإلهي الهائل ( لا تكن كصاحب الحوت) – وهضم كل ذلك وتمثله – ثم انطلق بعد ان أضافت له هذه التجربة وهذا الفهم في تلقي الخطاب القرآني ولكن بروحية جديدة – روحية مختلفة عن روحية صاحب الحوت.
يقدم لنا الخطاب القرآني يونس – او يونان بن متي كما تسميه التوراة – في لحظة مواجهة صعبة مع الواقع والمجتمع ومفرداتهما – لكنها لحظة مواجهة تنتهي بالفرار من المواجهة. فقد أمر الله يونس بان يدعو قومه، وكانت تلك الدعوة هي تغيير المجتمع الوثني الذي عاش فيه يونس. وكان يونس وحيداً. وكان مجتمعه في نينوى عريق الجذور في حضارة ذات طبيعة مادية هي الحضارة الآشورية – وكانت نينوى وقراها نموذجا لكل مظالم الوثنية والجاهلية ومباذلها – كانت نموذجا للحضارة الطاغية التي ينسحق الإنسان تحت قواعدها دون رحمة او شفقة..
أمام معابد نينوى الشاهقة، وتماثيلها الهائلة الحجم، وثيرانها المجنحة، لا بد أن يونس وقف مذهولا حائرا مرتبكا، وسؤال واحد يتردد في باله:ماذا بوسعه ان يفعل امام كل ذلك؟ ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل ؟وإذا كان لا بد وإيصال الرسالة هل سيجدي الأمر شيئا؟
سال يونس هذه الأسئلة – وكان كغيره من البشر معرضا لليأس والإحباط ] ذلك إن الأنبياء أيضا بشر رغم إننا ننسى ذلك![ وخرج من نينوى فارا من الأجوبة على تساؤلاته اكثر مما كان هاربا من مواجهة الواقع. والجزء الذي ركز عليه الخطاب القرآني هو هذا الجزء بالذات: فالقران يصور يونس وهو في ذروة يأسه وإحباطه: ترك مجتمعه وهجره لا ليرسي قواعد مجتمع جديد كما سيفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد – ولكن هجره ياسا، احباطا، هجره، وقد هجر معه قيم العمل والتغيير وحلم الأنبياء والدعاة عبر العصور – أي كما يهجر معظمنا معظم مجتمعاتهم..
وركب يونس البحر – وهو يتصور انه ترك مجتمعه إلى غير رجعة. لكنه اصطدم بنفس القيم الجاهلية والخرافية التي هرب منها حيث كان يجب ان يحاربها. فالمجتمع الجاهلي ليس مدينة وأصنام وحكام مستبدون فحسب – بل هو مجموعة القيم التي تساهم في ذلك أو ترافقه أو تنتج عنه..
وعندما هبت العاصفة في البحر – على السفينة التي تقل يونس كما تقل غيره – لجا الركاب إلى طريقتهم الخرافية الجاهلية في مواجهة العواصف وأزمات البحر – فقد كانت عقائد الخرافة والجهل التي تسيطر على عقولهم تصور لهم ان ( إلها ما) من عشرات الإلهة التي كانوا يعتقدون بوجودها قد غضب على البحر والسفينة، بسبب وجود شخص معين غير مرغوب به على ظهر السفينة. والحل؟ الحل ببساطة يكمن في رمي هذا الشخص إلى البحر – وبهذه السهولة- من اجل استرضاء اله ما واستعطافه على بقية الموجودين في السفينة.
اما كيف يتم تحديد هذا الشخص غير المرغوب فيه فبكيفية التحديد تتجسد في لقطة واحدة سريعة كل القيم الجاهلية السائدة: القرعة هي التي تحدد هذا الشخص العاثر الحظ الذي عليه ان يكون ضحية لقيم الخرافة والتواكل والجهل. وهكذا وبدون ذنب وبناء على احكام اعتباطية تعتمد على محض الصدفة يقدم شخص برئ كأضحية لاله مجهول الهوية ومجهول سبب الغضب..
وتكمن ذروة المفارقة في ان الاقتراع رسى على يونس باعتباره الشخص غير المرغوب به والذي سبب أزمة السفينة ] والحقيقة ان نتيجة القرعة كانت صائبة بطريقة ما، فلو كان لتلك الآلهة وجود لاعتبرت يونس غير مرغوب به باعتباره يمثل خطرا مباشرا عليها – لكن ذلك لا علاقة له على الاطلاق بأزمة السفينة [ المهم هنا ان يونس وجد نفسه محاصرا بكل المفاهيم والعادات والقيم المستندة على مجتمع الجهل والخرافة، محاصرا لا بالمعنى المجازي – بل بمعنى مباشر، بمعنى يتهدد حياته مباشرة هو الذي هرب من نينوى فرارا من مسؤولية المواجهة والتغيير فوجد نفسه في البحر – في المكان الذي تصوره آمنا من المسؤولية – محاصرا بالقيم التي هرب من مواجهتها – فأين المفر؟.
لا مفر هناك. انك ان لم تحارب، فانهم سيحاربونك في كل الأحوال.
وستكون مهزوما في كل الأحوال لانك لم تحارب أصلا. كانت هذه الرسالة الواضحة عبر الموقف لا لصاحب الحوت فحسب ولكن ربما لنبي اخر، مثل يونس، ربما مر بذلك الشعور الذي ساور يونس: الرغبة في الهروب - والخوف من المسؤولية – فنزل عليه الوحي: لا تكن كصاحب الحوت..
والرسالة مفتوحة أيضا لنا أيضا : الهروب ليس حلا، انه جزء من المشكلة التي تتكرر في كل زمان ومكان عبر العصور والازمان..
وواجه يونس المصير الذي سبق ان واجهه عشرات الضحايا، ضحايا الخرافة والجهل والاستبداد – فألتقمه الحوت كما جاء في نص الخطاب القرآني ( وان يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فألتقمه الحوت وهو مليم) الصافات 139-142.
وفي بطن الحوت كان يونس وحيدا. بطن الظلمة وأحشاء الحوت الساخنة الملتهبة تلتصق به تضيق عليه وتتقلص – وهو في ذلك الحيز الضيق – هل نستطيع ان نتخيل شعوره؟.
لقد كان يونس في أقاصي اليأس. أي أمل يمتلكه شخص التقمه الحوت – ولأي سبب من الأسباب لم يمت بعد؟ أي نور وهو في عمق الظلمة في قاعها في دركها الأسفل بين أمعاء الحوت وأنيابه – وفي صورة الأنياب المشرعة أمام يونس والأحشاء التي حبس بداخلها رأى أيضا نفس القيم التي هرب من مواجهتها وتغييرها: أي مكان آخر غير بطن الحوت يتجسد فيه قيم الغابة المتوحشة: الكبير يأكل الصغير. القوي يلتهم الضعيف أي مكان آخر غير بطن الحوت يتجسم فيه ذلك كله بطريقة مباشرة، بينما الحوت يلتهم سمكة متوسطة الحجم كانت قد فرغت للتو ربما من التهام سمكة اصغر منها. أي ظلم. وأي ظلم ان تكون هذه القيم وهذا المنطق سائدا على البشر أيضا، حيث يلتهم السمك الكبير السمك الصغير، ويلتهم القوي الضعيف.
وأي ظلم – ربما اكبر من هذا كله – أن يستسلم السردين البشري لحيتان الظلم والطغيان والخرافة والاستبداد دون ان يحاولوا تغيير هذا الواقع.. دون أن يقفوا بوجه الحوت ليصرخوا ليحتجوا. وأي ظلم بعد ذلك كله ان يهرب من المواجهة من هو أهل لها. أي ظلم هو اليأس أي ظلم هو الهروب.
وفي لحظات كهذه تراءى ليونس الظلم الحقيقي لهذا الوضع كله. ليس الجلاد ظالما فحسب. الضحية ظالمة أيضاً. ظالمة باستسلامها للجلاد ظالمة لنفسها ولقوافل الضحايا السابقين واللاحقين. ليست القرعة وأسلوبها ظالمين. الظلم أيضا في استسلام المقترعين لواقع الخرافة والصدفة المتحكمة. ليست قيم الجاهلية ظالمة وحدها: الظلم هو في استمرارها دون تغيير. دون تمرد. دون ثورة. الظلم هو اليأس الإحباط، الهروب. الظلم هو السلبية التي تشل الإرادة وتعطل الأعصاب .الظلم هو أسئلة كهذه: ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل؟.
.. وبزغ النور.
من بطن الحوت: ذروة الياس ودرك الواقع المظلم حالك السواد، بزغ النور.
وكان الدعاء ( لا اله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين) ] الأنبياء 87[ الظالمين؟. هو من الظالمين!. هو الذي القي في البحر بعد قرعة ظالمة؟ لكن – معنى الظلم تغير بعد ان استقر في بطن الحوت – وشاهد اوجها مختلفا للظلم..
( فلولا ان كان من المسبحين. للبث في بطنه إلى يوم تبعثون) (الصافات 143-144) ليس التسبيح هو مجرد قول باللسان كما تعودنا ان نتصور – بل هو رؤية كاملة تغيرت – فكرة جديدة نبتت.. وعي جديد لمعنى الظلم والمسؤولية تجاه ذلك. هذا الوعي والرؤية والفكرة هي التي أعطت ليونس فرصة جديدة ولولا ذلك للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون، بطن الياس والظلمة والسواد الحالك..
لكن ذلك لم يكن يكفي: الوعي والرؤية النظرية المجردة لا يكفيان وحدهما. المهم هو الايمان الداخلي بإمكانية التغيير. الإيمان بجدوى العمل. المهم هو جذوة الأمل المشتعلة في الأعماق حتى ولو ببصيص شمعة في البداية..
وفي العراء: تجسم الامل في شجرة نبتت امام يونس. ( فنبذناه في العراء وهو سقيم وانبتنا عليه شجرة من يقطين ) الصافات (145-146) في العراء المتخوم جدبا وقحطا كنفس الانسان اليائس، تنبت شجرة أمام يونس فجأة لتعطيه درسا يمحو الياس من أعماقه ويزهر نبتة الأمل في نفسه التي كانت قبل ذلك صحراء عارية.
انه اليقطين المثمر الذي انتصر على حوت الظلمة واليأس في نفس يونس. انه اليقطين الذي اثمر في عراء نفسية يونس في صحرائه في جروده العارية وأعطاه الإشارة- الإيحاء بان التغيير ممكن.. وان باستطاعة رجل واحد ان يفعل الكثير فقط إذا سمح لشجرة اليقطين ان تنبت في أعماقه: بالعمل والجهد المخلص .تسلح يونس بشجرة اليقطين الأمل والأيمان بجدوى العمل – ( وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون) الصافات 147 – حيث صار بإمكانية رجل واحد الكثير.. انه يونس نفسه الذي ترك نينوى فارا من تحمل المسؤولية – لكنه يونس مختلف الان انه صاحب الحوت الذي مر بالتجربة وتجاوزها – انه يونس الذي أثمر في عرائه نبتة الأمل وشجرة الأيمان بالقدرة على التغيير. انه يونس الذي تغيرت رؤيته للعالم بعد ان دخل في بطن الحوت، وخرج منه شخصا اخر متحملا لمسؤولية الدعوة والتغيير والتحدي..
ولولا ذلك للبث في بطنه إلى يوم يبعثون. بطن الياس والظلمة والنسيان.

* * *
وفي لحظة من اللحظات الصعبة في بداية الدعوة ونزول الوحي مر بمحمد (عليه افضل الصلاة والسلام) ما مر بيونس – كانت قريش ذات سطوة وتجبر تشكل هما جاثما أمام دعوة محمد وكان تحالف المصالح الاقتصادية – العشائرية الذي يشكله الملأ القريشي لا يمكن ان يترك مجالا لدعوة محمد ان تقضي – ضمن ما تقضي عليه – على كل راس مال قريش التجاري: أصنام العرب المتجمعة في الكعبة.. والتي يريد محمد ان يلغيها دفعة واحدة والى الأبد..
فضلا عن ذلك كان القانون العشائري العام في جزيرة العرب لا يسمح لفرد - أي فرد - بالخروج عن التقاليد والأعراف العشائرية مهما كانت. فالفرد – لا وجود له في العشيرة اصلا – فمادام الفرد لا يستطيع العيش منفردا في الصحراء مهما كانت قوته – فيجب ان ينضم إلى كيان يحميه ويضمن وجوده وبقائه. هو كيان يطلب بالمقابل الطاعة المطلقة – بل الجبر ] على تعبير د. محمد عابد الجابري[ المطلق من الأفراد الذين لا يتحقق وجودهم الا بهذا الكيان العشائري.. وقد شهدت الجزيرة أفرادا خرجوا عن طاعة العشيرة لسبب او لاخر لكنهم بالمقابل خسروا مكانتهم الاجتماعية وبالتالي أدوارا أرادوا ان يلعبوها: مثل الصعاليك او الشعراء المتمردين الذن انتهوا إلى ان يكونوا ( في كل واد يهيمون)..
واكثر من ذلك لم يكن العرب أهل كتاب وتراث ديني نبوي يجعلهم مؤهلين لقبول فكرة النبوة والرسالة بصورة عامة كما عند اليهود او غيرهم – فالعرب لم تعرف في تاريخها القريب للدعوة أنبياء ممكن ان يمهدوا الطريق لمحمد ورسالته النبوية.. رغم ان جذورا للدعوة الإبراهيمية التوحيدية كانت ولا بد لها بقية باقية بشكل او بأخر..
كل ذلك كان أمام محمد والوحي يتنزل عليه. ان وجود أربعة أشخاص معه – واحد منهم صبي صغير والأخر شيخ كبير والثالث امرأة – لم يغير حقيقة انه وحده بطريقة او بأخرى. أمام المسؤولية الكبيرة الملقاة عليه كان يمكن ان يتردد عليه ذلك السؤال الذي ساور يونس قبله – وساور ربما كل الأنبياء والدعاة عبر العصور – ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل؟.
أمام قريش: ذلك التحالف العشائري المعقد القوي الممتزج بالمصالح الاقتصادية التجارية التي تشكل ( كل ) ما تستقتل قريش في الدفاع عنه – أمام ذلك كان يمكن ان يطرح السؤال: ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل؟..
وأمام الكعبة – وفيها 360 صنما يمثل كل منها رمزا عشائريا واقتصاديا يمتد بفروعه من شمال الجزيرة إلى جنوبها وبجذورها إلى عمق تاريخي بعيد وتمثل بمجموعها ارثا وثنيا ضخما هائل الحجم. وأمام تلك الأوثان كان يمكن لأشارة الاستفهام ان تبرز : ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل؟..
وأمام أعراف وتقاليد أهل مكة الظالمة: الربا الفاحش الذي ينتهي بان يتملك الدائن المدين ( حرفيا) – والوأد الظالم للبنات – وتلك البيوع الظالمة العشوائية التي انخرط فيها أهل مكة.. وقف محمد ليتأمل: ماذا بوسع رجل واحد… ؟.
ان محمدا – المكي العريق – كان اعرف من غيره بصعوبة مهمته – بل وباستحالتها لو نظرنا كما نظر الكثيرون وقتها – لذلك كان يمكن ان تساوره تلك التساؤلات – ويتمنى لو ان تلك المسؤولية لم تلق على كتفيه هو..
بل انه – على فرضية انه في تلك المرحلة المبكرة جدا كان يعرف ان رسالته ستكون موجهة للعالم اجمع لا للعرب بالخصوص – فانه ولابد كان سيمتلئ رعبا من تلك المسؤولية: الروم؟ وفارس؟ هو الذي لا يزال وحيدا ولا يعرف كيف يمكن له ان يهزم ويغير قريشا – فإذا بمسئوليته تتعدى ذلك إلى الروم وفارس والعالم اجمع من بعدهما؟..
.. كان ذلك قولا ثقيلا فعلا. ولابد انه كبشر – كان يمكن لليأس ان يتملكه من قدرته على تغيير العالم: شخص أمي رغم كونه كريم النسب، في الأربعين دونما عقب من أولاد ذكور، فقير تقريبا الا من ما تملكه زوجته – وكانت تلك مؤهلات اقل من عادية في مجتمع مثل مجتمع مكة – فإذا بصاحب تلك المؤهلات الأقل من العادية يجد نفسه أمام مهمة ضخمة: التغيير. لا مجتمعه فحسب – على صعوبة تلك المهمة وحدها بل العالم اجمع وكان ذلك كثيرا جدا ذلك ان محمدا كان قبل كل شئ وبعد كل شئ أنسانا – مثلما كان يونس، إنسان يمكن لليأس ان يغزوه – يشله، يوحي له بالفرار من المسؤولية كما فعل يونس.. كان يمكن لكل ذلك ان يحدث..
ولكن: نزل الوحي: ( فاصبر لحكم ربك. ولا تكن كصاحب الحوت)
منقول من كتاب البوصلة القرآنية للدكتور احمد خيري العمري الصادر عن دار الفكر دمشق
 
بسم الله الرحمن الرحيم..
أخي الكريم لاحظت أنه يذكر محمد دون الصلاة عليه..

صلى الله عليه وسلم..
 
طريقة كلامه شبيهة بطريقة المستشرقين ،
و قد ذكر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم مرة - لعلها من أخي كاتب المشاركة هنا - و أغفلها أو أسقطها في بقية المرات ، و كذا ذكر سيدنا يونس عليه السلام مجردا منها ، قائلا : ( يونس ... )
- و كذا كلامه : ( فأن ورقة الذي كان يقرأ من التوراة بالعبرانية – كما يشير البخاري بالذات كان ولا بد سيسعف محمداً بتفاصيل قصة صاحب الحوت : يونس ..) : فيه إيهام بإمكان قيام الرسول عليه الصلاة و السلام باستقاء علمه فيما ينزل عليه من القرآن من بشر عنده علم بكتب أهل الكتاب ،
و هو خبث خفيّ ، يضاهي قول المشركين - قديما - و المستشرقين - حديثا - : { إنما يعلمه بشر } .

- و الكلام المنقول أعلاه بعيد عن كلام أهل العلم المسلمين .
 
نعم اخي الكريم ، حصل خطأ في القص و اللصق و كانت " الصلوات" موجودة بشكل لم يأخذ في اللصق و حاولت التعديل بعد الوضع في الموقع دون جدوى
بارك الله فيك اخي
 
عزام عز الدين قال:
نعم اخي الكريم ، حصل خطأ في القص و اللصق و كانت " الصلوات" موجودة بشكل لم يأخذ في اللصق بارك الله فيك اخي .....

---------------------------------------------------------------------------------------

؟؟؟
 
للتوضيح - كانت لفظة " عليه افضل الصلاة و السلام " موجودة يشكلها الحركي الذي لم ]اخذ بسبب خطأ فني ، هل يمكن لأحد من الاخوة تعديلها ان امكن
غفر الله لي و لكم ..
 
السلام عليكم
الاية التي اشرت اليها حضرتك ( انما يعلمه بشر) تخص القرآن الكريم فقط و ليس اي معلومات اخرى يمكن ان يكون ورقة قد قالها للنبي الكريم عليه افضل الصلاة و السلام..و قد ورد في حديث السيدة عائشة انه قال للرسول الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم ان قومه سيخرجونه...
و المقطع المذكور يصف نفاعل النبي الكريم صلى الله عليه و سلم مع بدايات الوحي ، و هو امر لا يعترف به المستشرقون لأنهم - ببساطة- لا يؤمنون بنزول الوحي عليه..
ارى عدم الاسراع في توزيع الاتهامات و هناك ايات اخرى يعرفها اخي المعلق جيدا تأمر بالتحقق قبل الحكم على موضوع " انه خبث خفي" ...
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الف الصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين

حياك الله اخي الفاضل عزام عز الدين

جزاك الله خيرا على ما كتبته لنا

وقد قرات جميع ردود الاخوة الافاضل جزاهم الله خيرا

اخوتي الافاضل

جل ما يسهو

ان الله سبحانه وتعالى معصوم من الغلط ونحن بشر

واكيد نغلط في كثير من الكلمات وذلك حين نقوم بالقص واللصق في الموضوع

وتكون الصلاة والسلام على النبي حركية هنا لا تظهر

او عليه السلام نبي يونس

ولكن لا يجب ان نتهم من يغلط باغلاط املائية او يقع سهوا ونتهمه بالمستشرق

او واو والخ ____-

اخوتي هنا صحيح هذه اول مشاركة لي في هذا المنتدى القييم

ولكنني وجدت في ردود حضراتكم عدم التشجيع للكاتب

وبما ان الاخ عزام عز الدين عزام ناقل الموضوع وناقله من الكاتب الاصلي الدكتور احمد خيري العمري

وان كان مشرف القسم مشرفا نشيطا كان المفروض ان يعدل في الموضوع حين لم يجد الصلاة على النبي

هنا ردودنا هي كغذاء روحي لاي كاتب مهما كان قلما صغيرا ومن هذا القلم بردودنا وبتعديل المشرف لربما سياتي اليوم الذي نرى هذا القلم انه قلم ذهبي ومبدع والفضل يعود لله ولردودنا وتعديل المشرف

اخوتي لا تتعجبوا من دفاعي عن اخ لا اعرفه ولنه اخي في الدين

وانا اعمل مشرفة عامة في العديد من المنتديات ومراقبة عامة

ولم اجد ردا بهذه القساوة ابدا مثل هذه الردود ان هذا المنتدى هو منتى ملتقى اهل التفسير

اذن هنا نحن نريد من اهل دارنا الثاني ان يرشدوننا على الطريق الصحيح في الكتابة

ولا يردوا بهذه الردود التي تحبط عزم كل كاتب

انا اسفة جدا بان اقول لحضراتكم

ان الموضوع جدا راقي ولو قراتموه وتمعنتم بمعانيه وكلماته ستجدون كل شيء وكل كلمة هي صحيحة

اخوتي في الله لا تنزعجوا من جراتي بهذا الرد

لانني بالفعل داعية صغيرة ولم اصل الى مستوى داعية كبيرة لاصحح الاغلاط

وان ازعجكم ردي احذفوه وانا شاكرة لكم

ولكن قبل كل شيء انها بدايتي معكم ومنكم اما التشجيع او الهروب

ودمت على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما
 
الحال هنا أختاه إبداء الرأي ، بضابط العلم و الحلم معا ،
و ما يكون فيه ريب من القول : فلا تثريب على من أبدى ارتيابه فيه ،
و أي ريب أكثر من تكرار - أقول تكرار - ذكر الأنبياء عليهم السلام بأسمائهم المجردة ،
و هو أمر لا يغيب عن عوام المسلمين قبل علمائهم ،

* و هل يليق مثل هذا القول بحق و منزلة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام :

(( وتكمن ذروة المفارقة في ان الاقتراع رسى على يونس باعتباره الشخص غير المرغوب به والذي سبب أزمة السفينة ] والحقيقة ان نتيجة القرعة كانت صائبة بطريقة ما، فلو كان لتلك الآلهة وجود لاعتبرت يونس غير مرغوب به باعتباره يمثل خطرا مباشرا عليها – لكن ذلك لا علاقة له على الاطلاق بأزمة السفينة [ المهم هنا ان يونس وجد نفسه محاصرا بكل المفاهيم والعادات والقيم المستندة على مجتمع الجهل والخرافة، محاصرا لا بالمعنى المجازي – بل بمعنى مباشر، بمعنى يتهدد حياته مباشرة هو الذي هرب من نينوى فرارا من مسؤولية المواجهة والتغيير فوجد نفسه في البحر – في المكان الذي تصوره آمنا من المسؤولية – محاصرا بالقيم التي هرب من مواجهتها – فأين المفر؟.
لا مفر هناك. انك ان لم تحارب، فانهم سيحاربونك في كل الأحوال.
وستكون مهزوما في كل الأحوال لانك لم تحارب أصلا. كانت هذه الرسالة الواضحة عبر الموقف لا لصاحب الحوت فحسب ولكن ربما لنبي اخر، مثل يونس، ربما مر بذلك الشعور الذي ساور يونس: الرغبة في الهروب - والخوف من المسؤولية – فنزل عليه الوحي: لا تكن كصاحب الحوت.. )) ؟ ،

* و كذا و هل يليق مثل هذا القول بحق و منزلة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام :

(( ان محمدا – المكي العريق – كان اعرف من غيره بصعوبة مهمته – بل وباستحالتها لو نظرنا كما نظر الكثيرون وقتها – لذلك كان يمكن ان تساوره تلك التساؤلات – ويتمنى لو ان تلك المسؤولية لم تلق على كتفيه هو..
بل انه – على فرضية انه في تلك المرحلة المبكرة جدا كان يعرف ان رسالته ستكون موجهة للعالم اجمع لا للعرب بالخصوص – فانه ولابد كان سيمتلئ رعبا من تلك المسؤولية: الروم؟ وفارس؟ هو الذي لا يزال وحيدا ولا يعرف كيف يمكن له ان يهزم ويغير قريشا – فإذا بمسئوليته تتعدى ذلك إلى الروم وفارس والعالم اجمع من بعدهما؟..
.. كان ذلك قولا ثقيلا فعلا. ولابد انه كبشر – كان يمكن لليأس ان يتملكه من قدرته على تغيير العالم: شخص أمي رغم كونه كريم النسب، في الأربعين دونما عقب من أولاد ذكور، فقير تقريبا الا من ما تملكه زوجته – وكانت تلك مؤهلات اقل من عادية في مجتمع مثل مجتمع مكة – فإذا بصاحب تلك المؤهلات الأقل من العادية يجد نفسه أمام مهمة ضخمة: التغيير. لا مجتمعه فحسب – على صعوبة تلك المهمة وحدها بل العالم اجمع وكان ذلك كثيرا جدا ذلك ان محمدا كان قبل كل شئ وبعد كل شئ أنسانا – مثلما كان يونس، إنسان يمكن لليأس ان يغزوه – يشله، يوحي له بالفرار من المسؤولية كما فعل يونس.. كان يمكن لكل ذلك ان يحدث..
ولكن: نزل الوحي: ( فاصبر لحكم ربك. ولا تكن كصاحب الحوت) . )) . ؟

* * * * *

- و لم يكن العتاب على الأخ الناقل للكلام المذكور ، و لكن كان الاعتراض و اللوم كاتبه ،
فما وجه الملام علينا إذن ،
و هل نلتزم الصمت فيما يمسّ نبينا الكريم لنشجع غيرنا على المشاركة و الكتابة ؟

- أحسب أنك لا تقولين بهذا .
 
لا باس في النقاش ، سواء مع كاتب الموضع او ناقله الذي هو انا.
هل للأخ الدكتور ان يبين لي شخصيا مالخطأ في هذا الامر؟
اليست انسانية الرسول هي من اعظم مميزات ديننا الذي ابتعد عن الغلو و الافراط في الانبياء - صلوات الله عليهم-مع حفظ كامل الاحترام لهم و لمكانتهم ؟
اليس في وجود الامر الموجه الى الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه -بأن لا يكون مثل صاحب الحوت دلالة معينة يبنغي علينا فهمها و اخذ العبرة منها؟
و هل فقر النبي عليه الصلاة و السلام و كونه بلا اولاد ذكور عيبا علينا ان نخفيه؟
لقد كانت تلك مفاهيم جاهلية و كانت عيوبا حسب الاعراف الجاهلية التي غيرها الاسلام و نسفها من جذورها .
ان اعظم ما في ديننا هو ان رسولنا الكريم ليس "ايقونة" نغلو فيها كما فعل البعض ، و لكنه بدلا من ذلك" قدوة" لنا ..
و اهم ما في هذه القدوة هو انها بشر بكل ما في الكلمة من معنى ايجابي و قابل للتمثل و الاقتداء.
" ما كنت الا بشرا رسولا"
بشرا بأكل الطعام و يمشي في الاسواق و كما قال عليه افضل الصلاة و السلام:
ما انا الا ابن امرأة كانت تأكل القديد في بطن مكة..
الذين يغلون في النبي عليه الصلاة و السلام هم الذين أجدر بأن ننصحهم ..
و الذين يجلون لنا تفاعله مع الوحي المنزل هم الاجدر بأن نصغي لهم..
و تقبل اخي الكريم فائق الشكر و الاحترام.
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله اخي الفاضل د.ابو بكر الخطيب

لا باس يا اخي الفاضل نحن حين نسجل واي عضو حين يسجل في اي منتدى

يكون من اجل الاستفادة والافادة واكيد حضرتك معي في هذا الكلام

طيب ولكن حين يسجل اي عضو جديد مثلا اكيد لا يكون ململ كل الالمام بكل شيء ان كانت مواضيع دينية او علمية او ثقافية

وحين شاهدت مشاركة الاخ عزام عز الدين كانت مشاركته الاولى وكان موضوعه منقولا من الاخ الدكتور احمد خيري العمري وانني مطلعة على كتابات الاخ الدكتور المذكور وكلها مشهود لها بروعتها

منها كش ملك ومنها ليلة سقوط بغداد ويا ليتك تتطلع على كتبه

والمهم نحن هنا بصدد هذا الموضوع وان كان في اي اخطاء وبما انه عضو جديد وكان يجب ان ننظر لعدد مشاركاته وحينها كنا ننتقده

انها المشاركة الاولى كانت وجل من لا يسهو

والبشر معرض دوما للغلط ولكن ان القدامى في هذا المنتدى كان من المفروض ان لا ينتقدون نقدا جارحا ويتهمون

وانما كان الواجب علينا نحن جميعا ان ننقده نقدا بناء ونضع الاخطاء والمصححات امامه ليستفيد منها وكلنا نستفيد منها

وان كنت قاسية قليلا في ردي الاول ولكن اعذرني ايها الاخ الكريم لانني لا احب النقد الجارح وانما احب النقد البناء والذي هو يبني ويجعل كل مسلم ملما بما هو عليه وبما هو فيه

وحين نسجل في المنتدى البعض منا يعلم بانه سيتعرض الى النقد والنقد الجارح او البناء ويتقبل ذلك ولكن الاغلبية حين يسجل ويجد اول نقد من غير تفسير وجارح هنا سيحبط بالطبع ونكون نحن سبب هذا الاحباط لديه

نعم اخي الفاضل تعرضت للكثير من النقد والنقد الجارح والذي اذا ذكرته لن يتقبله اي منكم ولكنني تقبلته برحابة صدر وبكل طيب خاطر ولماذا ؟

اكيد ستسالني لماذا لانني حين سجلت في المنتديات كنت انا ايضا عضوة صغيرة لا افهم شيئا من المنتديات ولكن حين اطلعت على المواضيع واخذت الدرس منها

هنا تعلمت الكثير ليس من المفترض ان نقدنا نقدا جارحا ان نهرب ونترك المتتدى او ناقدنا ولكن علينا ان نبين له الحقيقة او هو يبين لنا الحقيقة لنكون على بينة من امرنا

والنقاش يكون دوما اما مقنعين او مقتنعين

والمفروض هنا في هذا المنتدى الراقي ان يكون مثل هذه الردود وانما يجب ان يبين الخطا ويصحح لنكون جميعا على البينة الصحيحة

واعلم انني اطلت على حضرتك الرد واسفة

والف شكر لك لتقبلك نقدي برحابة وسعة صدرك

ودمت على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما
 
أرهق عينيي خفوت لون الخط ، و لم أستطع القراءة بوضوح ،
و ما كان كلامي عن الأخ الناقل ، و لكن على الكاتب الأصلي ، كما أوضحت من قبل ،
و كلامه فيه خطأ أو أخطاء ، سأذكرها بعد إن شاء الله ببعض التفصيل ، بعد أن ذكرتها غير معقَب عليها .
و الله الموفق
 
اخي الكريم / كلام الكاتب الاصلي قد يكون فيه ما تقول و قد لا يكون ، فكل انسان معرض للخطأ..
لكن لاحظ انك عقبت على كلام الاخت و لم تعقب على ردي انا الذي يتعلق بالدرس العظيم في عدم الغلو في الانبياء و عدم تحويلهم الى ايقونات بل جعلهم قدوة لكل البشر تتعرض لما يتعرض له البشر..
و اذا لم يكن كلام الكاتب الاصلي صحيحا فهات ما عندك من رؤية لهذه الاية العظيمة..
و لا تقف عند جملة هنا تشك بها او عبارة هنا لم تعجبك.
و تقبل فائق احترامي.
 
قرأت كلام الدكتور أحمد خيري العمري . ولم أجد فيه ما يُنتقَدُ سوى بعض الأساليب التي لا تمس جوهر الموضوع ، والذيذهب إليه قد سبقه إليه علماء التفسير قديماً وحديثاً . ولكن سأجعل كلامي في نقاط :

1- إدراك ورقة ابن نوفل لنُزولِ سورةِ القلمِ يَحتاجُ إلى دليلٍ . لأن الوحي قد انقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم فترة ثم عاد بعد وفاة ورقة ؛ لِما ورد أن خديجة رضي الله عنها ذهبت بالنبي صلى الله عليه وسلم لابن عمها ورقة بعد نزول المدثر ، وقالت له : اسمع من ابن أخيك ، فقال وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَ لَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟
قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلا أُوذِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذا كله قبل نزول سورة القلم والله أعلم ، وهذا يحتاج إلى بحث ، لكن هذا مجرد طرح للمسألة للنقاش فحسب ، دون جزم برأي قاطع.

2- قول المؤلف :( ليس التسبيح هو مجرد قول باللسان كما تعودنا ان نتصور – بل هو رؤية كاملة تغيرت – فكرة جديدة نبتت.. وعي جديد لمعنى الظلم والمسؤولية تجاه ذلك. هذا الوعي والرؤية والفكرة هي التي أعطت ليونس فرصة جديدة ولولا ذلك للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون، بطن الياس والظلمة والسواد الحالك..) . كأنه يقصد أن المقصود بالتسبيح هو هذه الرؤية الجديدة التي جدت ليونس عليه السلام. في حين أن المقصود بالتسبيح كما قال الطبري وغيره :( فَلَوْلا أَنَّهُ ) يعني يونس( كَانَ مِنَ ) المُصَلِّينَ لله قبل البلاء الذي ابتُلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت( لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) يقول: لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، يوم يبعث الله فيه خلقه محبوسا، ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء ، فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجَّاه) .

وفسره قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله فقال : ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) كان كثير الصَّلاةِ في الرّخاء ، فنجَّاه الله بذلك; قال: وقد كان يقال في الحكمة: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا ما عَثَر، فإذا صُرع وجد متكئا).

3- أجاد العلامة الطاهر بن عاشور في عرض تفسير هذه الآيات من سورة الصافات ، وقال معقباً بكلام فيه معنى كلام خيري بفلظ أوفى وأدق :

(واعلم أن الغرض من ذكر يونس هنا تسلية النبي صلى الله عليه وسلم فيما يلقاه من ثقل الرسالة بأن ذلك قد أثقل الرسل من قبله فظهرت مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم في صبره على ذلك وعدم تذمّره ولإِعلام جميع الناس بأنه مأمور من الله تعالى بمداومة الدعوة للدين لأن المشركين كانوا يلومونه على إلحاحِه عليهم ودعوته إياهم في مختلف الأزمان والأحوال ويقولون : لا تَغْشنَا في مجالسنا فمن جاءك فمنّا فاسمعه ، كما قال عبد الله بن أُبيّ قال تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته } [ المائدة : 67 ] فلذكر قصة يونس أثر من موعظة التحذير من الوقوع فيما وقع فيه يونس من غضب ربه ألاَ ترى إلى قوله تعالى : { فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم } [ القلم : 48 - 49 ] . وليعلم الناس أن الله إذا اصطفى أحداً للرسالة لا يرخص له في الفتور عنها ولا ينسخ أمره بذلك لأن الله أعلم حيث يجعل رسالاته ). التحرير والتنوير (منقول من الموسوعة الشالمة (2)) .

4- في تعقيب الأخ فاروق والدكتور أبو بكر خليل نقاش لنقاط جانبية في تصوري أنها أبعدت الموضوع عن طريقه وهدفه ، وليتهما ركزا على جوهر الموضوع ثم نبها على مسألة عدم إتباع أسماء الأنبياء بالصلاة ، وغاية ما فيه أنه بخل وسوء أدب مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وهنا أختلف مع الأخ عزام في قوله أنهم بشر فحسب وأيقونات ولا أدري معنى أيقونات فهذا من عبارات النصارى في كتبهم ، لكن كأنه يعني بهم أشخاصاً مقدسين . فالأنبياء ليسوا كبقية البشر من حيث حقهم وتوقيرهم. بل لهم مكانة خاصة ، وتوقير خاص.
وأما الأخت دمعة ألم فكلامها صواب في مجمله ، ولكن يبدو لي أنها مبتدئة في الكتابة في الملتقى ، ولذلك سأعذرها في كثرة الأخطاء الأسلوبية ، واللون المختار المتعب في القراءة . حيث إن الكتابة في الملتقى لا بد أن تكون بأسلوب عربي فصيح ، وإلا هبطنا بمستوى الملتقى ، مع تقديري لفكرتها وحرصها على تشجيع الجميع.
ودمتم ولعل في تعقيبات المشرفين والأعضاء الكرام ما يُقوِّمُ ما كتبته هنا مشكورين .
 
شكرا اخي الكريم فالحق احق ان يتبع كما تقول.
انبه فقط الى امرين اولهما ان سورة القلم هي ثاني ما انزل من القرآن الكريم ، و ان العمري لم يجزم ان ورقة قال ، و انما هو قال لا يمنع.
اما الامر الثاني فهو تعقيب على ما تفضلت فيه من ان هذا الكلام سبقه اليه غيره من العلماء. صحيح جدا ما تقول . و لكن لماذا استفز اذن الاخ ابي بكر من هذا الكلام ؟
اما الايقونة فهي الرمز المطلق الغارق في التجريد دون ارتباط في الواقع المحسوس, و هذا للأسف ما يحدث الان مع سيرة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و السلام. يتغنون و ينشدون بحبه عليه افضل الصلاة و السلام ، و يتركون تفاعله الحقيقي مع القرآن و من ضمنه تفاعله في لحظة صعبة جدا مع هذه الاية الكريمة.
اتحفظ على ما قلته من وجود سوء الادب مع الانبياء و احترم حقك في قول ذلك لكن السياق الادبي - المميز- الذي وضع الامر كله يبرر ذلك و يجيزه..
كل التقدير لك.
 
حياك الله أخ عزام ودمت موفقاً.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله اخي الفاضل د.ابو بكر الخطيب


اسفة على اللون الذي اخترته وان شاء الله سيكون هنا ردي واضحا

لا باس يا اخي الفاضل نحن حين نسجل واي عضو حين يسجل في اي منتدى

يكون من اجل الاستفادة والافادة واكيد حضرتك معي في هذا الكلام

طيب ولكن حين يسجل اي عضو جديد مثلا اكيد لا يكون ململ كل الالمام بكل شيء ان كانت مواضيع دينية او علمية او ثقافية

وحين شاهدت مشاركة الاخ عزام عز الدين كانت مشاركته الاولى وكان موضوعه منقولا من الاخ الدكتور احمد خيري العمري وانني مطلعة على كتابات الاخ الدكتور المذكور وكلها مشهود لها بروعتها

منها كش ملك ومنها ليلة سقوط بغداد ويا ليتك تتطلع على كتبه

والمهم نحن هنا بصدد هذا الموضوع وان كان في اي اخطاء وبما انه عضو جديد وكان يجب ان ننظر لعدد مشاركاته وحينها كنا ننتقده

انها المشاركة الاولى كانت وجل من لا يسهو

والبشر معرض دوما للغلط ولكن ان القدامى في هذا المنتدى كان من المفروض ان لا ينتقدون نقدا جارحا ويتهمون

وانما كان الواجب علينا نحن جميعا ان ننقده نقدا بناء ونضع الاخطاء والمصححات امامه ليستفيد منها وكلنا نستفيد منها

وان كنت قاسية قليلا في ردي الاول ولكن اعذرني ايها الاخ الكريم لانني لا احب النقد الجارح وانما احب النقد البناء والذي هو يبني ويجعل كل مسلم ملما بما هو عليه وبما هو فيه

وحين نسجل في المنتدى البعض منا يعلم بانه سيتعرض الى النقد والنقد الجارح او البناء ويتقبل ذلك ولكن الاغلبية حين يسجل ويجد اول نقد من غير تفسير وجارح هنا سيحبط بالطبع ونكون نحن سبب هذا الاحباط لديه

نعم اخي الفاضل تعرضت للكثير من النقد والنقد الجارح والذي اذا ذكرته لن يتقبله اي منكم ولكنني تقبلته برحابة صدر وبكل طيب خاطر ولماذا ؟

اكيد ستسالني لماذا لانني حين سجلت في المنتديات كنت انا ايضا عضوة صغيرة لا افهم شيئا من المنتديات ولكن حين اطلعت على المواضيع واخذت الدرس منها

هنا تعلمت الكثير ليس من المفترض ان نقدنا نقدا جارحا ان نهرب ونترك المتتدى او ناقدنا ولكن علينا ان نبين له الحقيقة او هو يبين لنا الحقيقة لنكون على بينة من امرنا

والنقاش يكون دوما اما مقنعين او مقتنعين

والمفروض هنا في هذا المنتدى الراقي ان يكون مثل هذه الردود وانما يجب ان يبين الخطا ويصحح لنكون جميعا على البينة الصحيحة

واعلم انني اطلت على حضرتك الرد واسفة

والف شكر لك لتقبلك نقدي برحابة وسعة صدرك

ودمت على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما
 
القصة معروفة اليوم طبعاً – ولا شيء قط يمنع أن تكون معروفة حتى في مكة الجاهلية ، وسط بيئة تجارية مزدحمة بديانات مختلفة وتشكل محطاً للقوافل الغادية والرائحة
لا لم تكن معروفة فلعلك تعرف قصة عداس وهي في دلائل النبوة عند البيهقي وفي دلائل النبوة عند ابي نعيم وفي تاريخ الرسل والملوك للطبري وهذا لفظ ابي نعيم:
" فأرسلا إليه غلامهما عداسا بعنب وهو نصراني من أهل نينوى فلما أتاه وضع العنب بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بسم الله فعجب عداس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أي أرض أنت يا عداس ؟ قال : أنا من أهل نينوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من أهل مدينة الرجل الصالح يونس بن متى ؟ فقال له عداس : وما يدريك من يونس بن متى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأن يونس ما عرف وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقر أحدا يبلغه رسالات الله تعالى قال : يا رسول الله أخبرني خبر يونس بن متى فلما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأن يونس بن متى ما أوحي إليه من شأنه خر ساجدا للرسول صلى الله عليه وسلم ثم جعل يقبل قدميه وهما تسيلان الدماء فلما أبصر عتبة وأخوه شيبة ما فعل غلامهما سكتا فلما أتاهما قالا له : ما شأنك سجدت لمحمد وقبلت قدميه ولم نرك فعلت هذا بأحد منا ؟ قال : هذا رجل صالح حدثني عن أشياء عرفتها من شأن رسول بعثه الله تعالى إلينا يدعى يونس بن متى فأخبرني أنه رسول الله فضحكا وقالا : لا يفتنك عن نصرانيتك إنه رجل يخدع ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة"
فهذا دليل ان القصة لم تكن معلومة . وانما زعم المستشرقون ان النبي صلى الله عليه وسلم انما علم أخبار الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه من اختلاطهم باليهود والنصارى .
فان قيل عن سند القصة نذكر بما أخبر عنه ربنا عز وجل . قال ابن كثير في تفسيره :
"""وَقَوْله تَعَالَى " إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ " أَيْ لَوْ كُنْت تُحْسِنهَا لَارْتَابَ بَعْض الْجَهَلَة مِنْ النَّاس فَيَقُول إِنَّمَا تَعَلَّمَ هَذَا مِنْ كُتُب قَبْله مَأْثُورَة عَنْ الْأَنْبِيَاء مَعَ أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ مَعَ عِلْمهمْ بِأَنَّهُ أُمِّيّ لَا يُحْسِن الْكِتَابَة " وَقَالُوا أَسَاطِير الْأَوَّلِينَ اِكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَة وَأَصِيلًا " .""".
فأَسَاطِير الْأَوَّلِينَ انما قال قريش عن قصص القران انه اساطير ولو كانت القصة معروفة عندهم لما كان ذلك الرد .
فلم تكن مكة متعددة الديانات بل كان اهلها مشروكون بربهم وان كان قليلا منهم على دين ابراهيم عليه السلام وقليل مثل ورقة .
فأذا كان الرسول قد أشكل عليه أمر (صاحب الحوت) – الذي يأمره الوحي إن لا يكون مثله في جزئية معينة – فأن ورقة الذي كان يقرأ من التوراة بالعبرانية – كما يشير البخاري بالذات كان ولا بد سيسعف محمداً بتفاصيل قصة صاحب الحوت : يونس ..
كيف أشكل عليه ؟ اعطنا دليلك ؟
ورقة توفي قبل ان تنزل الايات التي ذكرتها كما هو في البخاري "عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ
أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ }
فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ }
فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ"
(خارج الموضوع _ في الحديث فائدة: ثاني ما انزل من القران يا ايها المدثروليس المزمل )
الشاهد هنا :"ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ"فهات برهانك . ام انك تبحث في التوراة لتعلم !!!!
وبغض النظر عن التفاصيل المسهبة في القراءة التوراتية لقصة يونس – او يونان –
يا من اسخطنا بجهده ***قد سرنا الله بغير حمده
اتعبت نفسك بالبحث في التوراة ! الم يخبركم ربنا عز وجل انهم بدلوا وغيروا !؟!
فان عقل محمد وقلبه كان له ولا شك فهم خاص لمغزى القصة : فهم شخصي وحميم – فهم ينطلق من واقع تجربته النبوية التي يمر بها ، ومن تفصيل دقيق فيها ، ذاك الذي يجعل الوحي الإلهي يتنزل فيقول : ولا تكن كصاحب الحوت ..
هذا الكلام يكتب في قصة روائية في قصص التلفاز والسينما اما ان يكتبه عن نبينا فليس له بذلك حق . انه من وحي افكراره او اقتباسا عن كلمات مستشرقين او من تأثر بهم . والا نن اين استدل على ان النبي فهم شيء الامر الذي جعل " الوحي الإلهي يتنزل فيقول : ولا تكن كصاحب الحوت "!!!!
فمحمد – كان في هذه المرحلة بالذات ، ولا بد يعاني مما عاناه صاحب الحوت ، يونس فنزلت عليه الآيات : اصبر … لا تكن كصاحب الحوت …
كيف ؟ الم يقل النبي كما في سنن أحمد والترمذي , وهذا لفظ الترمذي :
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ ثُمَّ جَاءَنِي الرَّسُولُ أَجَبْتُ ثُمَّ قَرَأَ
{ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ }
قَالَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ إِذْ قَالَ
{ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ }
فَمَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ نَبِيًّا إِلَّا فِي ذِرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ.
فان قيل فما وجه قوله تعالى :"ولا تكن كصاحب الحوت " نقول هي كقوله تعاى "فان كنت في شك" وقوله تعالى "وان كان كبر عليك اعراضهم"
استغرب ايضا من كلمات في المقال :
أمام معابد نينوى الشاهقة، وتماثيلها الهائلة الحجم، وثيرانها المجنحة، لا بد أن يونس وقف مذهولا حائرا مرتبكا، وسؤال واحد يتردد في باله:ماذا بوسعه ان يفعل امام كل ذلك؟ ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل ؟وإذا كان لا بد وإيصال الرسالة هل سيجدي الأمر شيئا؟
لو كان الأمر كذلك لما تقدم لدعوتهم يوما !!!
وركب يونس البحر – وهو يتصور انه ترك مجتمعه إلى غير رجعة. لكنه اصطدم بنفس القيم الجاهلية والخرافية التي هرب منها حيث كان يجب ان يحاربها. فالمجتمع الجاهلي ليس مدينة وأصنام وحكام مستبدون فحسب – بل هو مجموعة القيم التي تساهم في ذلك أو ترافقه أو تنتج عنه..
وعندما هبت العاصفة في البحر – على السفينة التي تقل يونس كما تقل غيره – لجا الركاب إلى طريقتهم الخرافية الجاهلية في مواجهة العواصف وأزمات البحر – فقد كانت عقائد الخرافة والجهل التي تسيطر على عقولهم تصور لهم ان ( إلها ما) من عشرات الإلهة التي كانوا يعتقدون بوجودها قد غضب على البحر والسفينة، بسبب وجود شخص معين غير مرغوب به على ظهر السفينة. والحل؟ الحل ببساطة يكمن في رمي هذا الشخص إلى البحر – وبهذه السهولة- من اجل استرضاء اله ما واستعطافه على بقية الموجودين في السفينة.
من أين لك هذا ؟؟ وهل أشرك يونس عليه السلام ؟ اليس هو من المساهمين ؟" فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ" اليكم تفسير ابن جرير :
وَقَوْله : { فَسَاهَمَ } يَقُول : فَقَارَعَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22701 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثنا مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { فَسَاهَمَ } يَقُول أَقْرَع . 22702 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ } قَالَ : فَاحْتَبَسَتْ السَّفِينَة , فَعَلِمَ الْقَوْم أَنَّمَا اِحْتَبَسَتْ مِنْ حَدَث أَحْدَثُوهُ , فَتَسَاهَمُوا , فَقَرَعَ يُونُس , فَرَمَى بِنَفْسِهِ , فَالْتَقَمَهُ الْحُوت . 22703- حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , فِي قَوْله : { فَسَاهَمَ } قَالَ : قَارَعَ . وَقَوْله : { فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ } يَعْنِي : فَكَانَ مِنْ الْمَسْهُومِينَ الْمَغْلُوبِينَ , يُقَال مِنْهُ : أَدْحَضَ اللَّه حُجَّة فُلَان فَدُحِضَتْ : أَيْ أَبْطَلَهَا فَبَطَلَتْ , وَالدَّحْض : أَصْله الزَّلَق فِي الْمَاء وَالطِّين , وَقَدْ ذُكِرَ عَنْهُمْ : دَحَضَ اللَّه حُجَّته , وَهِيَ قَلِيلَة . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22704 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ } يَقُول : مِنْ الْمَقْرُوعِينَ. 22705 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { مِنْ الْمُدْحَضِينَ } قَالَ : مِنْ الْمَسْهُومِينَ . 22706 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , قَوْله : { فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ } قَالَ : مِنْ الْمَقْرُوعِينَ
فمن اين الاعتقاد بوجود الهة الا الله فيمن كان على السفينة ؟
وكان الدعاء ( لا اله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين) ] الأنبياء 87[ الظالمين؟. هو من الظالمين!. هو الذي القي في البحر بعد قرعة ظالمة؟ لكن – معنى الظلم تغير بعد ان استقر في بطن الحوت – وشاهد اوجها مختلفا للظلم..
هذا الذي يقال عنه سيئات الأخيار حسنات الاشرار .
ثم ان المفسرين اختلفوا هل أمن قوم يونس الذين أخبر عنهم انه متعهم الى حين هل هو قبل الحوت او بعده ام انهم قومين او أكثر . دلالة على عدم وجود نص من معصوم يستند اليه .
 
اعيدك الى تعليق الاخ الكشاف . و لا ازيد عليه كثيرا. و انتبه الى ان سورة القلم هي ثاني ما نزل من القرآن الكريم ، و لا شئ قط يثبت ان ورقة قد مات قبلها, اما ما تقول عن عداس فأن الاسانيد التي اوردتها دليل ضعفها، فضلا عن عدم وجود اي تعارض بين ما قال الكاتب و بين ما تقول ، فلا شئ في النص المذكور على ضعفه ، يشير الى ان القصة لم تكن معروفة.و لقد ذكر كاتب المقال "اما لو اشكل عليه " - بصيغة تقليل - و بنيت عليها اساسات و الامرلا يحتمل..
وردت ايضا في ردك تفسيرات لأيات معينة تحتمل هذا و غيره ، و اعيدك مرة اخرى الى تعليق الكشاف.
و لم يتعب الكاتب نفسه ابدا في التوراة لمجرد انه ذكر ان القصة موجودة فيه ..
الا اذا كانت القراءة متعبة !!
مع فائق الاحترام.
 
أخي الكريم اما ذكرك بان سورة القلم هو ثاني ما انزل فهو كلام غير صحيح لان سورة القلم كما تعلم فيها ما يدل انها نزلت بعدما كذبته قريش . اي انه بلغ الدعوة ولا أظن ان من يقرأ سورة المدثر سيظنها بعد سورة القلم . وان كان هذا القول ذكر . لان في المدثر الامر بالتبليغ وفي القلم تسلية النبي بعد تكذيب قريش له .
اما ما تقول عن عداس فأن الاسانيد التي اوردتها دليل ضعفها،
أخي لم أذكر اسانيد!!!!
و لم يتعب الكاتب نفسه ابدا في التوراة لمجرد انه ذكر ان القصة موجودة فيه ..
الا اذا كانت القراءة متعبة !!
ليس هذا ما يقال . بل ان ما في التوراة ان كان موافقا للكتاب او للثابت عن النبي فتصديقنا ايه تبعا لتصديق الاصل الذي هو شرعنا . وان خالفه كذبناه تبعل للاصل ايضا . وان كان لا هذا ولا ذاك توقفنا به فلا نكذبه ولا نصدقه ولكن في المقال ان يونس اقترع وساهم عملا بالشرك . وهذا لا يقوله الا أهل الكتاب فهم الذين وصفوا الانبياء بما لا يجوز اصلا .
لاحظ رواية البخاري هي صحيحة وفيها الفائدة .
 
سورة القلم فيها ما يدل ...اقتباس
رغم ذلك :سورة القلم ثاني ما انزل !
اما رواية عداس فهي موجودة في كتب انت ادرى مني بها و تستطيع ان تراجعها و تكتشف ذلك و رغم ذلك فأنا اقول ان قصة عداس بكاملها لا تناقض اي شئ من المقال - بل تسندها كما سابين في نقل قادم.
و اخيرا ..
" فساهم فكان من المدحضين "- فيها تفسيرات اخرى فلا داعي لرفض كل ما هو غير الطبري..
و ارجو ان يتسع صدرك لي..
و مرة اخرى مع فائق الاحترام..
علما اني مستمتع بالنقاش معك.
 
يا أخي هذه العبارة :وعندما هبت العاصفة في البحر – على السفينة التي تقل يونس كما تقل غيره – لجا الركاب إلى طريقتهم الخرافية الجاهلية في مواجهة العواصف وأزمات البحر – فقد كانت عقائد الخرافة والجهل التي تسيطر على عقولهم تصور لهم ان ( إلها ما) من عشرات الإلهة التي كانوا يعتقدون بوجودها قد غضب على البحر والسفينة، بسبب وجود شخص معين غير مرغوب به على ظهر السفينة. والحل؟ الحل ببساطة يكمن في رمي هذا الشخص إلى البحر – وبهذه السهولة- من اجل استرضاء اله ما واستعطافه على بقية الموجودين في السفينة.

اليس يونس عليه السلام قد ساهم معهم ؟
 
بخصوص المساهمة والاقتراع بين الراكبين في السفينة ، فقد تحدث المفسرون عن هذا ، ومن أفضلهم ابن عاشور حيث قال :
(وكانت القرعة طريقاً من طرق القضاء عند التباس الحق أو عند استواء عدد في استحقاق شيء . وقد تقدم في سورة آل عمران ( 44 ) عند قوله : { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم } وهي طريقة إقناعية كان البشر يصيرون إليها لفصل التنازع يزعمون أنها دالة على إرادة الله تعالى عند الأمم المتدينة ، أو إرادة الأصنام عند الأمم التي تعبد الأصنام تمييزَ صاحب الحق عند التنازع . ولعلها من مخترعات الكهنة وسَدنة الأصنام . فلما شاعت في البشر أقرتها الشرائع لما فيها من قطع الخصام والقتال ، ولكن الشرائع الحقَّ لما أقرتها اقتصدت في استعمالها بحيث لا يُصار إليها إلا عند التساوي في الحقّ وفقداننِ المرجِّح ، الذي هو مؤثر في نوع ما يختلفون فيه ، فهي من بقايا الأوهام . وقد اقتصرت الشريعة الإِسلامية في اعتبارها على أقل ما تعتبر فيه . مثل تعيين أحد الأقسام المتساوية لأحد المتقاسِمين إذ تشاحوا في أحدها ، قال ابن رشد في المقدمات } : «والقرعة إنما جعلت تطييباً لأنفس المتقاسمين وأصلها قائم في كتاب الله لقوله تعالى في قصة يونس : { فساهم فكان من المدحضين .

وعندي : أن ليس في الآية دليل على مشروعية القرعة في الفصل بين المتساويين لأنها لم تحك شرعاً صحيحاً كان قبل الإِسلام إذ لا يعرف دين أهل السفينة الذين أجرَوْا الاستهام على يونس ، على أن ما أُجري الاستهام عليه قد أجمع المسلمون على أنه لا يجري في مثله استهام . فلو صح أن ذلك كان شرعاً لمن قبلنا فقد نسخه إجماع علماء أمتنا .

قال ابن العربي : الاقتراع على إلقاء الآدمي في البحر لا يجوز فكيف المسلم فإنه لا يجوز فيمن كان عاصياً أن يقتل ولا أن يرمَى به في النار والبحر . وإنما تجري عليه الحدود والتعزيرُ على مقدار جنايته . وظَنّ بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم فيطرح بعضهم تخفيفاً ، وهذا فاسد فلا تُخفَّف برَمْي بعض الرجال وإنما ذلك في الأموال وإنما يصبِرون على قضاء الله . وكانت في شريعة من قبلنا القرعة جائزة في كل شيء على العموم ). انتهى .

قال الكشاف : وفي الرجوع إلى التوراة في كلام الدكتور العمري لا غبار عليه في رأيي ، وقد صنع مثله ابن عاشور وغيره ، وهم يعرفون كيف يأخذون من هذه الكتب ، ولا داعٍ أراه لضيق الأفق في التعامل العلمي المنضبط مع كتب أهل الكتاب في مثل هذه المسائل ، ومثلها التعامل مع الإسرائيليات في التفسير ، فالأمر في التعامل معها منضبط عند أهل التفسير ، وليس كما يشيعه بعض الغيورين على القرآن .
 
أخي الكشاف بارك الله فيه . لم ارى في اي تفسير ينقل القصة بالصورة التي ذكرها صاحب الموضوع , فابن عاشور رحمه الله انما قال :"وعندي : أن ليس في الآية دليل على مشروعية القرعة في الفصل بين المتساويين لأنها لم تحك شرعاً صحيحاً كان قبل الإِسلام إذ لا يعرف دين أهل السفينة الذين أجرَوْا الاستهام على يونس ، على أن ما أُجري الاستهام عليه قد أجمع المسلمون على أنه لا يجري في مثله استهام . فلو صح أن ذلك كان شرعاً لمن قبلنا فقد نسخه إجماع علماء أمتنا ."
وفارق كبير بين كلام ابن عاشور رحمه الله عن القرعة وجوازها وهو الذي يتكلم عنه وبين هذه الكلمات :
"وعندما هبت العاصفة في البحر – على السفينة التي تقل يونس كما تقل غيره – لجا الركاب إلى طريقتهم الخرافية الجاهلية في مواجهة العواصف وأزمات البحر – فقد كانت عقائد الخرافة والجهل التي تسيطر على عقولهم تصور لهم ان ( إلها ما) من عشرات الإلهة التي كانوا يعتقدون بوجودها قد غضب على البحر والسفينة، بسبب وجود شخص معين غير مرغوب به على ظهر السفينة. والحل؟ الحل ببساطة يكمن في رمي هذا الشخص إلى البحر – وبهذه السهولة- من اجل استرضاء اله ما واستعطافه على بقية الموجودين في السفينة."
هذه الكلمات التي تحتها خط تشير الى امر مختلف . ولا أحب ان نخوض في المساهمة وشرع من قبلنا ولكن الذي يهم هذه الجزئية .
فالمفسرين انما نقلوا قصصا ليس فيها من هذا شيء .

قال الكشاف : وفي الرجوع إلى التوراة في كلام الدكتور العمري لا غبار عليه في رأيي ، وقد صنع مثله ابن عاشور وغيره ، وهم يعرفون كيف يأخذون من هذه الكتب ،
نعم أخي ولكن لم يكن أحد منهم ينقل تفاهات التحريف .
اليك النص الذي في كتب أهل الكتاب :
1 وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلاً:
2 «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي»3 فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ.4 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحًا شَدِيدَةً إِلَى الْبَحْرِ، فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ حَتَّى كَادَتِ السَّفِينَةُ تَنْكَسِرُ.5 فَخَافَ الْمَلاَّحُونَ وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلهِهِ، وَطَرَحُوا الأَمْتِعَةَ الَّتِي فِي السَّفِينَةِ إِلَى الْبَحْرِ لِيُخَفِّفُوا عَنْهُمْ. وَأَمَّا يُونَانُ فَكَانَ قَدْ نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْمًا ثَقِيلاً. 6 فَجَاءَ إِلَيْهِ رَئِيسُ النُّوتِيَّةِ وَقَالَ لَهُ: «مَا لَكَ نَائِمًا؟ قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ الإِلهُ فِينَا فَلاَ نَهْلِكَ».
7 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نُلْقِي قُرَعًا لِنَعْرِفَ بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْبَلِيَّةُ». فَأَلْقَوا قُرَعًا، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَانَ.8 فَقَالُوا لَهُ: «أَخْبِرْنَا بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا؟ مَا هُوَ عَمَلُكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ مَا هِيَ أَرْضُكَ؟ وَمِنْ أَيِّ شَعْبٍ أَنْتَ؟» 9 فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا عِبْرَانِيٌّ، وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ». 10 فَخَافَ الرِّجَالُ خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا فَعَلْتَ هذَا؟» فَإِنَّ الرِّجَالَ عَرَفُوا أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ. 11 فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِكَ لِيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا؟» لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَابًا. 12 فَقَالَ لَهُمْ: «خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ، لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ».13 وَلكِنَّ الرِّجَالَ جَذَفُوا لِيُرَجِّعُوا السَّفِينَةَ إِلَى الْبَرِّ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا، لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَابًا عَلَيْهِمْ. 14 فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا: «آهِ يَا رَبُّ، لاَ نَهْلِكْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِ هذَا الرَّجُلِ، وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا دَمًا بَرِيئًا، لأَنَّكَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْتَ». 15 ثُمَّ أَخَذُوا يُونَانَ وَطَرَحُوهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَقَفَ الْبَحْرُ عَنْ هَيَجَانِهِ. 16 فَخَافَ الرِّجَالُ مِنَ الرَّبِّ خَوْفًا عَظِيمًا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَةً لِلرَّبِّ وَنَذَرُوا نُذُورًا. 17 وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.
بالطبع القصة بداية فيها مخالفة للقران لانك لو نظرت ستجد ان يونس عليه السلام هو من أمرهم بألقائه في البحر! .وان المساهمة لمعرفة سبب المشكلة .ثم لاحظ كيف في اول القصة انهم مشركون وفي آخرها انهم موحدون!!!
على اي حال القصة المطروحة في المقال لاهي من كتب المسلمين ولا من كتب النصارى , فهل هذا اسلوب روائي للتشويق ؟.
الأمر الاهم انه لو أراد الله لنا اكثر من هذه التفاصيل لأعلمنا بها . ولا أعيب على نقل الاسرائيليات وانما يجب الانتباه جيدا للمنقول .
 
اقدر كثيرا نقاش الاخوين الكريمين. اقول ذلك صادقا بلا مجاملة، ما دام النقاش جادا و بلا تجريح..
كل ما اتمناه من الاخ مجدي ، ان يوضح لي ، السبب - في رأيه -وراء النزول المبكر لهذه الاية بالذات؟
لم ارى في كلامه الا الرد على جملة هنا او لفظ هناك.
لكن : مالسبب وراء هذه الاية ؟؟
ارجو ملاحظة المشاركة الاخرى، و هي اسقاط معاصر على الاية الكريمة.
و تفضلا بقبول الاحترام..
 
بالنسبة لوقت نزول الايات فلا أعرف شيئا صحيحا في ذلك .
اما الحكمة من الايات فقد أخبرتك به سابقا الا وهو تسلية النبي صلى الله عليه وسلم , وحثه على الصبر هو تثبيت فؤاده عليه الصلاة والسلام . وهو اخبار له بظهوره عليهم ووعد منه عز وجل وهو امر قد قضاه عز وجل .فهي حث له على الصبر , وتحمل مشقة التبليغ حتى لو تأخر .
يقول سيد قطب في آخر تفسيره للسورة :"إن مشقة الدعوة الحقيقية هي مشقة الصبر لحكم الله ، حتى يأتي موعده ، في الوقت الذي يريده بحكمته . في الطريق مشقات كثيرة . مشقات التكذيب والتعذيب . ومشقات الالتواء والعناد . ومشقات انتفاش الباطل وانتفاخه . ومشقات افتتان الناس بالباطل المزهو المنتصر فيما تراه العيون . ثم مشقات إمساك النفس على هذا كله راضية مستقرة مطمئنة إلى وعد الله الحق ، لا ترتاب ولا تتردد في قطع الطريق ، مهما تكن مشقات الطريق ." اليس هذا نفس قصد المؤلف وفقه الله؟
فلماذا نتعرض للانبياء بصورة لا دليل عليها . والواقع يدل ان صبر النبي صلى الله عليه وسلم قد فاق ما يتصوره اي انسان وان اليأس لا يدخل قلوب الانبياء .
"حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" اما يونس عليه السلام فقال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" وهو في الصحيحين . والبطش الذي فعله أهل الكفر بأنبيائهم انهم هموا بقتلهم " وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه".
القصد أخي ان عدم دخول اليأس الى قلوبنا امر مطلوب والبحث عن اثبات الكيان الاسلامي هو امر مطلوب وعدم الركون الى اليأس للفرد هو ايضا امر مرغوب , ولكن الكتابة في الشرع ليست كالكتابة الروائية لدور التلفاز والسينما .وان كان هذا الخطاب وللاسف الاسرع دخولا لقلوب الناس ولكنه يفسد دينهم .
 
اقتباس..فلماذا نتعرض للانبياء بصورة لا دليل عليها ؟
اخي الكريم ، ليس كل ما نقلته من اقوال لأهل العلم مسنود بدليل ، و بعض هذه النقولات ، و انت ادرى مني بذلك ،هي محض اجتهادات شخصية - اشدد انهم مأجورين عليها بأذن الله، لكنها تظل رؤى بشرية تصيب و تخطئ ، و لا يقويها انها تنتمي للقرن الخامس او السادس او العاشر ، ما دامت ليست مسنودة بقول ذلك الذي لا يكذب ابدا - عليه الصلاة و السلام- او صحبه الكرام..
اقتباس ..ولكن الكتابة في الشرع ليست كالكتابة الروائية لدور التلفاز والسينما .
نعم ، لكن ما نقلته لم يكن سيناريو لمسلسل درامي ، و ان كنت تقصد الاسلوب الادبي الذي لا اجادل ان المقال قد استخدمه ، فأنا اذكرك هنا ، انك تنقلت بين اقوال المفسرين الافاضل ، لكنك ختمت عندما سألتك سؤالا شاملا ، ختمت بسيد رحمة الله عليه ، و انت ادرى بسيد و بقلم سيد و بأسلوب سيد ،بل انك ادرى ان اسلوبه الفذ ، هو الذي جعل كلماته تغزو القلوب قبل العقول ، و هو الذي جعلنا نتفيأ فيظلاله المميزة ، بل انه اسلوبه الادبي هو الذي يجعلنا نقرأه اليوم فيخيل لنا انه يحدثنا من تلك الجنة العالية التي يذهب اليها الشهداء من امثاله..
اقتباس .. وان كان هذا الخطاب وللاسف الاسرع دخولا لقلوب الناس ولكنه يفسد دينهم .
رأيك هذا احترمه و اقدره ، و لكن لي راي آخر : انما يفسد الدين على الناس جمود علمائهم و اساليب التكرار التي ملها الناس و التي يصر العلماء على التمسك بها كما لو كانت اصلا من اصول الدين..
تفضل بقبول فائق احترمي..
 
أخي لعلك فهمت امرا آخر من عبارتي الأخيرة سأوضحها لك .
أحيانا قد يتكلم الكاتب عن النبي او عن الشرع بأسلوب ليقربه للناس ولكنه لا يلتزم بأصل النص بل يلتزم بتوصيل فكرة معينة او هدف معين , في المقالة السابقة كان الغرض الاساسي هو اثارة الهمم وعدم اليأس والبحث عن الافضل والسعي له . هنا أظن الصورة وصلت . ولكن اذا ظن الناس ان هؤلاء الانبياء كانوا بمثل هذه الصورة ,فهل يستغرب منا ان نفعل شبيهها !؟ هذا الذي اقصده بأفساد الدين على الناس . وأوضح مثال على ذلك تصوير أهل الكتاب ان الانبياء يعصون الله بالكبائر ويشركوا به . ومع قولهم بالتوبة بطريقتهم افسدوا على الناس صلاح دينهم وجعلوا للشيطان ابوبا مفتوحة لا تغلق .
لكن لي راي آخر : انما يفسد الدين على الناس جمود علمائهم و اساليب التكرار التي ملها الناس و التي يصر العلماء على التمسك بها كما لو كانت اصلا من اصول الدين..
بالطبع الجمود في موضع اللين كالين في موضع الجمود افراط وتفريط .
ولكن تذكر ان اسقاط رأي على الاية بفهم خاص لا يعبر عن الاية وانما يعبر عن رأي صاحب الرأي وللأسف فقد اسرف الكثير من الناس في هذه الامور كتفسير بعض الناس للثابت من الشرع بأهوائهم
تحت اسم التجديد كما فعل شحرور وغيره وبالطبع لا مجال لمقارنة الدكتور العمري بشحرور فشتان بين الثرا والثريا بالطبع امثال شحرور هم الثرى , وانما ننبه هنا على امر كما قال الشاعر :
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به ***فالنحل وهو ذباب طائر العسل
فليس نقد كلام لاحد هو وضع لمكانته المنتقد ولا رفعا في مكانت الناقد واعرف الحق تعرف الرجال وليس كما يفعل الناس اليوم بتعرفهم على الحق من الرجال وان كان الثاني هو الغالب على من كان على الحق .
 
نقاشنا بدأ يتخذ منحى اكثر جدية و اقل تشنجا. اتفهم جدا ان تكالب اعداء الدين و مناهجهم الضالة على قرآننا العظيم يجعلنا نتشنج امام اي اسلوب جديد و نحن نشكك انه يخفي وراءه ما وراءه..
اقتباس..الغرض الاساسي هو اثارة الهمم وعدم اليأس والبحث عن الافضل والسعي له
ليس هذا هو الغرض الاساسي كما افهمه شخصيا، بل الغرض هو ازالة ما ركم من جمود على اية كريمة و محاولة استشعار التفاعل النبوي معها و بالتالي اعادة استثمار هذا الاستشعار في نفوسنا نحن ،الذين نمر بظروف صعبة و امامنا مسؤليات جسام كالتي كانت امام يونس بن متى ..
اقتباس .. و لكن اذا ظن الناس ان الانبياء كانوا بمثل هذه الصورة ، فهل يستغرب ان نكون شبيهها ؟؟
ماذا تقصد اخي بعبارة -هذه الصورة -"الياس ؟ - او امكانيته على الاقل؟ " ليس في النقل ايحاء آخرعلى ما اتصور.و نحن ننتمي الى دين عظيم ازال كل هالات التقديس المبالغ بها حول الانبياء, نحن ننتمي الى دين لا ناسوت و لاهوت فيه ، ولا طبيعة الهية داخل نبينا..كما عند غيرنا.
قل انما كنت بشرا رسولا..
و هل الشعور باليأس ومن ثم تخطيه ما يعيب بحق اي نبي؟ كل المقال كان يتحدث عن تخطي هذا اليأس و ليس عن السقوط فيه ، و هو امر تسنده ايات اخرى ايضا ، تشد من ازر النبي عليه الصلاة و السلام و تقوي عزمه ، الا يفهم من هذا انه كان يحتاج الى اسناد معنوي اذن ؟ هل "صورته" و هو يحتاج هذا الاسناد معيبة في اذهان متبعيه؟
و ما دمنا قد فتحنا هذا الموضوع : هل تعتقد حقا اننا بعيدون عن هذا اليأس و اشداء اولي بأس ، لدرجة ان مجرد ذكر ان نبيا من الانبياء قد ساوره نوع من اليأس في بداية دعوته ، سيجعل صورة هذا النبي معيبة في اذهاننا ،و يجعل ذلك مدخلا للضعف و اليأس فينا بعد ان كنا محصنين ؟
في بطن الحوت نحن يا اخي. في ظلمته و دركه ، و سيكون مهما جدا ، و باعثا للأمل فينا ان نعلم اننا لم نكن وحدنا من مررنا به ، و ان ثمة سبيل للخروج..
بارك الله فيك.
 
أخي الحبيب الأشكال انك جعلت هذه الصورة هي الصواب !!
يا اخي ان الله عز وجل أخبرنا من قصة يونس ما يكفينا . اما القصة فان العلماء قد اختلفوا هل كانت قصة الحوت قبل بعثت يونس الى قومه ام بعدها واختلف فيمن أخبر الله عنهم انهم نفعهم ايمانهم , هل هم نفس القوم ام انهم غيرهم .
وحاصل الخلاف انه لا يبنى عليه مسألة ولا علم لانه ليس بالمعلوم الثابت او النقل الصحيح . بل ان أهل الكتاب ايضا اختلفوا فيه اصلا . وانما هذا من باب القصص وليس من باب التشريع . ولهذا قال الامام أحمد ثلاث علوم لا أصل(وفي رواية اسناد) لها التفسير والملاحم والمغازي , وانما قصد ما ينقل فيها من أخبار انها يغلب عليها الارسال والانقطاع , وحتى بدون السند .
نحن لا نتشنج امام كتاب الله وانما نعرف ان خواطرنا وفهمنا لا يحيط بكتاب الله . واننا اذا رفضنا القصص التي لم تثبت على النبي بل ونفينها كقصة الغرانيق وبعض ما يروى في قصة زينب ام المؤمنين في قوله تعالى "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " كان طرح روايات أهل الكتاب من باب اولى , وانت تعلم اختلاف نسخ أهل الكتاب وتحريفهم لكتبهم فلذلك نستغني عنما اغنانا الله عنه فقد كفل الله عز وجل بيان القران وحفظه .
اما بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد اوردت لك دلالة على عزمه وصبره , والقول للصابر اصبر هو حث على التمسك بما هو عليه وتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم .
و نحن ننتمي الى دين عظيم ازال كل هالات التقديس المبالغ بها حول الانبياء, نحن ننتمي الى دين لا ناسوت و لاهوت فيه ، ولا طبيعة الهية داخل نبينا..كما عند غيرنا.
الانبياء بشرا هذا امر يعرفه الجميع . ولكن الانبياء هم من اصطفاهم الله من بين البشر وهم افضل البشر على الاطلاق والله عز وجل أخذ ميثاقهم وبين انهم أهل لما وكلوا به . اما اليأس فهو اشكال . ان كان من رحمة الله فهو كفر به , وان كان من الناس فهو مطلوب . اقصد أخي ان يونس عليه السلام لم يترك ما كلفه الله به من رسالة يأسا من نصر الله له على قومه . وقصص أهل الكتاب فيها كلام لا أحب ان اذكره هنا في قصة يونس عليه السلام . ولم ينقلها أحد من المفسرين لمعرفتهم كيف يجب التعامل معها . الاعتراض هنا على ما يقال ان القرعة جاهلية لارضاء شركاء اهل السفينة بغير علم السنا بغنى عن ذلك ؟
قد تكون القصة حصلت قبل بعثته عليه السلام والله وصف الفلك بالمشحون , ومن معاني المشحون الممتليء . فلما اضطرب البحر وظنوا الغرق ساهمو بان يلقوا من السفينة ما يخفف حملها . ولا يتصور انهم استهموا على القاء بعضهم وكانوا يملكوا امتعة وابقوا عليها . فلما كان قبل البعثة كان مثلهم في القرعة . وهذا ان نظرنا الى الخبر ببعثته في نفس الايات نجده لاحقا على الخبر بقصة الحوت :

[align=center]قال العزيز الحكيم[/align]
"وإن يونس لمن المرسلين ﴿139﴾ إذ أبق إلى الفلك المشحون ﴿140﴾ فساهم فكان من المدحضين ﴿141﴾ فالتقمه الحوت وهو مليم ﴿142﴾ فلولا أنه كان من المسبحين ﴿143﴾ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴿144﴾ فنبذناه بالعراء وهو سقيم ﴿145﴾ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ﴿146﴾ وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون ﴿147﴾ فآمنوا فمتعناهم إلى حين ﴿148﴾"
واخبر عن قومه بعدما أخبر عن اهلاك القرى فقال عز وجل "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ"
هذا انسب لسياق الاية والله اعلم , لانه يجوز ايضا ان يكون وأرسلناه على سبيل الخبر دون الترتيب بالحدث.

اما لماذا اقول انه لا خير في بحث التفاصيل عن القصة فهو ما أخبر الله عز وجل :
"سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)" الان العبرة بالقصة لا بالعدد وهؤلاء اصبح علمهم وخلوطا بأهوائهم وبدلوا وحرفوا .

اما يأس الناس فهذا امر خاص بحالهم وتبعا لايمانهم و علمهم :"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".
اما اليأس من رحمة الله عز وجل فهو امر لا ينبغي لمؤمن بربه :
"يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"
اما اليأس المطلوب فهو مما في يد الناس .
عندي ملاحظة وهي قولك :"نحن ننتمي الى دين لا ناسوت و لاهوت فيه ، ولا طبيعة الهية داخل نبينا..كما عند غيرنا." محمد صلى الله عليه وسلم بشر . وكذا الانبياء عليهم الصلاة والسلام وانما أهل الكتاب عندهم الانبياء بصورة كاذبة ودون قدرهم تذكر دائما ان الله اصطفاهم من بين النا فانظر الى اصلح من ترى واعلم ان الانبياء خير منهم :
قال عز وجل:"أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا" وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" .
 
للأسف انت تعامل النص القرآني بطريقة كما لو انه انزل بطريقة تجعلنا لا نفهمه. و من ثم تقول ان يأس الناس شأنهم، لا يا سيدي ، يأس الناس امر يخصهم لو اننا عاملنا القرآن بطريقة تجعله كتابا على الرف ، او زينة على الصدور ، اما القرآن الذي يتفاعل مع مشاكل الناس و احوالهم ، فهو القرآن الحقيقي ، و هو الصواب الحق بالـتأكيد ، لقد انزل هذا القرآن لنا و لكل زمان ، و اصرار الاخوة على حصره برؤية معينة -تنتمي لقرون بعيدة - يكاد يقتل التفاعل معه.
اصرارك اخي على ان ما يقوله المؤلف هو مستند على الاسرائيليات لا اساس له اصلا ، فالمؤلف تابع بوضح كل الايات التي تتابع قصة يونس و جمع بينها و انتج بناء متماسكا اكثر بكثير من هذه ( اللاادرية) التي ادخلتنا فيها..
و بالمناسبة: الواقدي - الذي استندت عليه في التعليق على عداس في الرسالة الخاصة- ليس اقوى على الاطلاق من الاسرائيليات التي تقول ان المؤلف استند عليها و هو لم يفعل.
استنادك على ان اليائس كافر و ان المؤمن لا يتعرض ليأس ، و يحتاج منك الى ان تراجع حديثا معينا في صحيح البخاري ، و ليس الواقدي ! ، و يتعلق الرسول الكريم - افضل خلق الله- و مشاعره عندما فتر عنه الوحي..
فهل عرفت الحديث؟؟
و تقبل احترامي لك و لما تعتقد انه الصواب ..
 
أولا أخي الكريم ما بعثته لك في الرسالة الخاصة انما بعثته لك على الخاصة لاني أحببت ان انبهك على خطأ وقع به المؤلف ولم أضعه على العام . ولكن بما انك اشرت لذلك فسأبينه لك :
عزام عز الدين قال:
.. لكن التاريخ لم يذكر لنا شيئا عن هروب عداس والتحاقه بالرسول – بل لم يذكر لنا شيئا على الإطلاق عدا هذه الواقعة. لقد قدم للرسول عنقودا من العنب ثم اختفى تماما.
ايضا من البوصلة القرآنية...
الذي نقلته لك هو كلام ابن حجر ومن ضمن كلام ابن حجر نقل كلاما عن الواقدي فقد قال ابن حجر العسقلاني في كتابه الموسوم بالاصابة في معرفة الصحابة في ترجمة عداس قال :
عداس مولى شيبة بن ربيعة: كان نصرانيا من أهل نينوى: قرية من قرى الموصل ولقي النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف في قصة ذكرها ابن إسحاق في السيرة وفيها أن شيبة وعتبة كانا بالطائف فشاهدا ما رد أهل الطائف على النبي صلى الله عليه وسلم لما دعاهم إلى الإسلام فقالا لعداس: خذ هذا القطف العنب فضعه بين يدي ذلك الرجل ففعل فلما وضع يده فيه قال: باسم الله فتعجب عداس وقال له: هذا الكلام ما يقوله أحد من أهل هذه البلاد فذكر له أنه رسول الله فعرف صفته فانكب عليه يقبله فلما رجع عداس قالا له ويحك يا عداس لا يصرفك عن دينك.
وذكر سليمان التيمي في السيرة له أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أشهد أنك عبد الله ورسوله.
وقد ذكرها سليمان التيمي أيضا قال: بلغنا أن أول شيء اختص الله به محمدا صلى الله عليه وسلم أنه رأى رؤيا في حراء كان يخرج إليه فرارا مما يفعل بآلهتهم فنزل عليه جبرائيل فدنا منه فخافه فذكر الحديث فقالت له خديجة: أبشر فإنك نبي هذه الأمة قد أخبرني به قبل أن أتزوج ناصح غلامي وبحيرا الراهب ثم خرجت من عنده الى الراهب فقال لها: إن جبرائيل رسول الله وامينه الى الرسل ثم أقبلت من عنده حتى تأتي عبدا لعتبة بن ربيعة نصرانيا من أهل نينوى يقال له عداس فقالت له فقال لها مثل ذلك ثم أتت ورقة.
وذكر هذه القصة أيضا موسى بن عقبة وقال فيه عداس: هو أمين الله بينه وبين النبيين وصاحب موسى وعيسى.
وذكر ابن عائذ في المغازي من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس نحوه بطوله.
وذكر الواقدي في قصة بدر من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة عن حكيم بن حزام قال: فإذا عداس جالس على الثنية البيضاء والناس يمرون عليها فوثب لما رأى شيبة وعتبة وأخذ بأرجلهما يقول: بابي وأمي أنتما والله إنه لرسول الله وما تساقان إلا إلى مصارعكما قال: ومر به العاص بن شيبة فوجده يبكي فقال: مالك فقال: يبكيني سيداي وسيدا هذا الوادي فيخرجان ويقاتلان رسول الله فقال له العاص: إنه لرسول الله فانتفض عداس انتفاضة شديدة واقشعر جلده وبكى وقال: إي والله إنه لرسول الله إلى الناس كافة.
وذكر الواقدي من وجه آخر أنه نهاهما عن الخروج وهما بمكة فخالفاه فخرج معهما فقتل ببدر قال: ويقال: أنه لم يقتل بها بل رجع فمات.
فما هو الامر الذي تلومني فيه ؟
أخي الحبيب . الواقدي وان كان فيه ما فيه فانه اورع من أهل الكتاب . وقد نقلت لك سابقا كلام الامام أحمد . و للأسف عدم فهم الكثير من القراء للتفاسير او للمنقول فيها وعدم فهمهم للتواريخ والمغازي هو نفس الشيء . وفي المنتدى مناقشة طيبة عن موضوع الاسرائيليات يمكن ان ترجع له وهو في الربط التالي:
رأي آخر في الإسرائيليات في كتب التفسيرللدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
 
لم يتغير شئ في القصة ، فلم يذكر التاريخ شيئا اخرا عن عداس الاواقعة العنب ، بأستثناء ما ذكره الواقدي عن يوم بدر ، و انت تعرف ان عداسا لو كان قد شهد بدرا لكنا عرفنا ذلك من طرق اخرى و اقوى غير الواقدي . البدريون معروفون ، و ما لا يفهمه البعض ، ان فئة من الحكواتية اخذوا يؤلفون و ينحلون تارة من اجل اسباب سياسية لدعم عشيرة معينة و نسب صحبة قوية لها ، و تارة من اجل التأليف لا غير ، و للأسف يتساهل البعض مع ذلك دون وجه حق...و لو اننا قبلنا بكل ما يقال لصدقنا ماقالوه ان السيدة خديجة قد ذهبت الى عداس قبل ان تذهب الى ورقة بن نوفل كما تشير واحدة من الروايات التي لا تصدق ..
و هكذا فلو جمعنا هذه الروايات كلها لوجدنا شيئا واحدا فقط عداس في الطائف ، و عنقود العنب ، و ذكر يونس في تلك اللحظة الصعبة..
فقط احب ان انبه الى ان العمري قد قال ان الواقعة كلها قد لا تصمد للنقد الاسنادي
مع فائق الاحترام..
 
أخي الحبيب فارق كبير بين ذكر الرواية وصحتها فلو ثبتت رواية لما وسعنا ان نتركها لغيرها .
اما بالنسبة لقصة عداس فانا اتكلم فقط عن ورودها وانت تعلم ان جامعا واحدا بين القصص المتعددة الا وهو الضعف , بل وفيها علة يمكنك معرفتها من حديث صحيح الا وهوعُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ
أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"رواه الشيخان
هذه الرواية الصحيحة اذا تمعنتبها ستعرف ان قصة عداس لا تصح والله اعلم.
 
نعم و العمري ذكر ذلك ابتداء ، حيث قال انها لن تصمد للنقد الاسنادي او الحديثي كما اسماه . وانا لم انقل عنه ما قال في عداس الا بعد ان ذكرت انت عداس في معرض تعليقك على الاية ، فأحببت ان ابين لك ان الذي انقل عنه مدرك لذلك.
مع الشكر...
 
أخي بارك الله فيك .
القصة ليست شخصية بالدكتور العمري ارجع بداية ستجد ان اعتراضي هو بطريقة الكلام عن يونس عليه السلام . وعن الرجوع الى كتب أهل الكتاب لبيان الامر . ذكر امور عن النبي ليست صحيحة اصلا .
القران كلام الله والذي يتكلم عن التفسير فانه يتكلم عن كلام الله , لذا يجب ان لا نغلب فكرة آنية تخطر ببال احدنا لنجعلها تفسيرا لكلام الله عز وجل , بل يجب ان تكون الفكرة موافقة لكلام الله عز وجل .
وانت تظن ان كلامي رفضا للخوض في التفسير الا فيما تكلم به المفسرون من قبل , والامر ليس كذلك وانما يجب ان تكون ضوابط للتفسير , وهذه الضوابط موجودة ولكنها للاسف لم تؤصل في علم التفسير بشكل جيد كما هي في الحديث والفقه , وهذا الذي فتح الباب امام التفسيرات العصرية التي هي ثورة على الماضي , واطفاء الصور الغربية عليه كما فعل بعضهم بتفسير ايات الحجاب وأخر بأيات الميراث وحديثا نسمع بعدد الصلوات , فالشر كل الشر في الخوض في كتاب الله دون ضوابط علمية . وابن بطة رحمه الله تكلم كلاما عن أختلافه واتفاقه مع الناس في امور ,وبين أثر ذلك على تعاملهم معه فقال كما نقله الشاطبي رحمه الله في كتاب الاعتصام "فكنت على حالة تشبه حالة الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ مع أهل زمانه إذ حكى عن نفسه فقال: عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين ، والعارفين والمنكرين ، فإني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها موافقاً أو مخالفاً ، دعاني إلى متابعته على ما يقوله ، وتصديق قوله والشهادة له ، فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك كما يفعله أهل هذا الزمان ـ سماني موافقاً وإن وقفت في حرف من قوله أو في شيء من فعله ـ سماني مخالفاً ، وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد ، سماني خارجياً ، وإن قرأت عليه حديثاً في التوحيد سماني مشبهاً ، وإن كان في الرؤية سماني سالمياً ، وإن كان في الإيمان سماني مرجئياً ، وإن كان في الأعمال ، سماني قدرياً ، وإن كان في المعرفة سماني كرامياً ، وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر ، سماني ناصبياً ، وإن كان في فضائل أهل البيت سماني رافضياً ، وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب فيهما إلا بهما ، سماني ظاهرياً ، وإن أجبت بغيرهما ، سماني باطنياً ، وإن أجبت بتأويل ، سماني أشعرياً وإن جحدتهما ، سماني معتزلياً ، وإن كان في السنن مثل القراءة ، سماني شفعوياً ، وإن كان في القنوت ، سماني حنفياً ، وإن كان في القرآن ، سماني حنبلياً ، وإن ذكرت رجحان ما ذهب كل واحد إليه من الأخبار ـ إذ ليس في الحكم والحديث محاباة ـ قالوا : طعن في تزكيتهم ، ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما يقرؤون علي من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشتهون من هذه الأسامي ، ومهما وافقت بعضهم عاداني غيره ، وإن داهنت جماعتهم أسخطت الله تبارك وتعالى ، ولن يغنوا عني من الله شيئاً . وإني مستمسك بالكتاب والسنة وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو وهو الغفور الرحيم . "
هذا الامر لم يخلوا زمان منه , فانظر رحمك الله الى الكلام , وانصحك ان لا تطلق الاتهامات قبل ان تعرف جيدا ما يقوله الذي تحاوره .
 
الأخ مجدي أبو عيشة . أرجو ألا تغضب من كلامي هذا ، فالمجاملة في العلم مضرة به وبأهله ، أنت تجادل بغير علم ، عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء ، فناقش بعلم ، أو اصمت تغنم وتسلم رحمك الله.
 
اثبت ذلك ولك ان أصمت !!
ردودي امامك اثبت اين الجهل ؟
 
اخي الكريم مجدي، قلت آنفا موجها كلامك لي"وانصحك ان لا تطلق الاتهامات قبل ان تعرف جيدا ما يقوله الذي تحاوره ."
انا اطلقت الاتهامات ؟ و بحقك ؟ .لست متأكدا من صحة ذلك ,لكني اعتذر بكل الاحوالان كنت قلت شيئا فسرته انت انه "اطلاق اتهامات".
على العموم ، انا اؤيدك فيما قلت في ضرورة ايجاد قواعد حديثة للتفسير ، و اعتقد ان العمري لم يخرج عنها ، و ان تعامله مع الايات الكريمة التي قصت سورة يونس كان متماسكا ، ومعتمدا على الايات التي يفسر بعضها بعضا ..و ما ذكرته عن الاسرائيليات لم يكن الا مجرد اشارة عابرة ..
و انما اعتمد على وضوح البيان في كل آية و في مجمل الايات..
و قد سبق و نوهت ان هناك حديثا معينا في صحيح البخاري ، يشرح تفاعله عليه افضل الصلاة و السلام مع مسألة فتور الوحي ، و الحديث لا يسند ابدا استدلالك الانف عن اليأس و سواه ، و لم احب ان اورد الحديث لأعتبارات معينة ...اظنك تدركها ان كنت تعرف الحديث.
الاقتباس الطويل من الامام الشاطبي لا اعرف هدفه بصراحة.و لعلك توضحه لي..
اخي الكشاف ، بارك الله في متابعتك، و زادك بصيرة في كشوفاتك..

و تقبلوا فائق الاحترام.
 
ثلاث ملاحظات جديرة بان تدون هنا على هامش قصة صاحب الحوت ومكانتها في الخطاب القرآني:

1- إنها ليست مبكرة جدا فحسب – اعتمادا على الترتيب المعروف لنزول سور القران – بل إنها أول إشارة لنبي بالتحديد فأول إشارة في الخطاب القرآني لنبي أو رسول كانت لصاحب الحوت – قبل أن ترد إشارة لإبراهيم – الجد ، صاحب الملة الحنفية او لموسى الذي شكلت قصته فيما بعد جزءا كبيرا من الخطاب القرآني. وهذه الأولوية لقصة او ذكر يونس – صاحب الحوت – لها دلالات حتمية لا يمكن الا تأويلها ومحور هذه الدلالات هو الوضع النفسي للرسول (صلى الله عليه و سلم) أمام حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فكان ان تنزل الخطاب القرآني ليكون يونس – صاحب الحوت – هو المقدمة التمهيدية لفهم دور الإنبياء والرسل. بالضبط ان نقطة الإيجابية في قصة صاحب الحوت هي المسالة المركزية المهمة في تلك المقدمة التمهيدية لدور الرسل. الإيجابية: مواجهة اليأس و القدرة على التغيير والعمل حتى لو بدء العمل برجل واحد. والدلالة المغزوية الأكثر تحديدا هي أولا. ان الياس والخوف من المواجهة وعدم القدرة على التغيير ليس نهاية العالم فقد مر بها حتى الأنبياء والرسل كما غيرهم من الدعاة والبشر حتى في مواجهة حياتهم الخاصة
ثانياً: ان المهم هو العبور، عبور اليأس والخروج من بطن الحوت بمفاهيم جديدة ورؤية جديدة وأيمان جديد: كما فعل يونس.. الذي ذهب إلى مائة ألف أو يزيدون بعد ما كان عاجزا عن مواجهة مجتمعه.. ولولا تلك المفاهيم التي أخرجته من بطن الحوت للبث في بطنه إلى يوم يبعثون.
2- لقد وجد الرسول (صلى الله عليه و سلم) فيما بعد المناسبة ليعلن انه ليس افضل من يونس بن متي بالذات ورغم ان كتب الحديث بأسانيدها المختلفة لم تنقل لنا المناسبة التي قال فيها هذا القول الا ان سياق الحديث نفسه يعلن ان مجموعة من المسلمين قد علقت ان الرسول (صلى الله عليه و سلم) خير من يونس بن متي ( و هو خير بالـتأكيد لكن هذا موضوع آخر) فجاء الحديث صارما ( لا يقولن أحدكم أني خير من يونس) ( 3231 البخاري) – وفي صيغة أخرى ( ما ينبغي لاحد ان يقول أنا خير من يونس بن متي) ( 4320 البخاري) – وفي سياق اكثر صرامة ( من قال أنا خير من يونس بن متي فقد كذب) (4327 البخاري) وفي سياق اكثر عمومية ( ما ينبغي لاحد ان يكون خيرا من يونس بن متي) ( 4526 البخاري) والحديث بصيغه المختلفة – المتشابهة في الوقت نفسه نقل عن طريق ثلاثة من الصحابة: عبد الله بن جعفر، ابن عباس، ابو هريرة، وفي حوالي 39 طريق في كتب الحديث هذه بعضها ] 3231، 3232، 4327، 4320، 4526، 215، 3234، 4328، 4354، 4355، 4526، 4527، 7101 (البخاري)، 2376، 2377(مسلم)، 4669، 6670(أبو داود)، 2298، 3179،3252 ، 3703، 4196، 4227، 9244(مسند الأمام احمد)… وغيرها [. ورغم ان المؤسسة الدينية التقليدية استطاعت تدجين وتحويل المعنى المرتبط بهذا الإعلان إلا انه من الواضح ان الرسول (صلى الله عليه و سلم) كان يقصد ما مر به من مشاعر وأحاسيس سبق ان مر بها يونس ودفعته إلى الفرار والهرب - وربما دفعته هو الآخر إلى الهرب لولا ان عصمه الوحي ( لا تكن كصاحب الحوت) الأمر الذي أخرجه من بطن الحوت نحو شجرة الأمل التي نبتت في أعماقه ونصب عينه تجربة يونس في الخروج من بطن الحوت.
3- ولقد حفظت لنا السيرة وكتبها حادثة أخرى تجلت فيها قصة يونس بن متي وأثرها في رفع معنويات الرسول (ص) – فثقل الدعوة لم يكن مقتصرا على بدايتها – بل مر الرسول بلحظات اشد سوادا وحلكة وعندما توجه إلى الطائف لدعوة الناس هناك إلى دينه، لم يجد أعراض الناس والهزؤ والسخرية فحسب بل كان في كل خطوة يجد الناس يرمونه بالحجارة – وكانت تلك الفترة صعبة عموما بعد وفاة خديجة: سنده المعنوي والمادي الأول وعمه ابي طالب الذي وفر له نوعا من الحماية العشائرية – وبينما هو يستريح في ظل حائط وحالته هي ماهي عليه اذا بعناقيد العنب تعطي له الامل بالثمر والخصب – وإذا بذكر يونس بن متي المفاجئ أمامه يذكره بالقصة كلها وبـ( لا تكن كصاحب الحوت ) فقد جاءه عدّاس – وهو غلام نصراني لعتبة بن ربيعه وشيبة أخيه، بالعنب فسأله الرسول (ص) ( والدعوة هاجسه) من أي ارض أنت يا عدّاس؟ فقال من نينوى – وإذا بذكر يطرق باله ويذكره بيونس بن متي فقال له النبي من مدينة الرجل الصالح يونس بن متي؟.. إلى آخر القصة المعروفة وسواء صمدت الواقعة للنقد الحديثي أم لم تصمد فهي تحمل في ثناياها ذلك الصدق والواقعية – التي لا تخلو منها الوقائع الصحيحة – وكانت الواقعة في موقعها المناسب تماما: العنب بموازاة اليقطين وذكر يونس في تلك اللحظة السوداء الحرجة: يذكر الرسول (ص) بخروج من بطن الحوت.. وبعد ذلك بفترة ليست طويلة جدا ولعلها اكثر قليلا من عشرة أعوام، عندما حاصر ( عليه افضل الصلاة والسلام) الطائف ثم فض الحصار معلنا ان من تبعه من العبيد في الطائف حر طليق فلعله كان يفكر بعداس – ذلك الغلام النصراني الذي اتاه بعنقود العنب وبذكر يونس وبحفنة امل – في ظهيرة سوداء حارة – في ظل حائط من حوائط الطائف – لكن التاريخ لم يذكر لنا شيئا عن هروب عداس والتحاقه بالرسول – بل لم يذكر لنا شيئا على الإطلاق عدا هذه الواقعة. لقد قدم للرسول عنقودا من العنب ثم اختفى تماما.

* * *
من البوصلة القرآنية...
 
الإخوة...

أزعمُ أنَّ الأهم مما جاء في كل ما ذكِرَ أعلاه

هو قول الإمام السيوطي في تدريب الراوي2/22: " ويُكرَه الرمز إليهما [ أي: الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ] في الكتابة بحرف أو حرفين ـ كمن يكتب صلعم ـ بل يكتبهما بكمالهما، ويقال: إن أول من رمزهما بـ (صلعم) قطعت يده ".


وإن قيل: هذا من القشور..

أجبت: بل قصة عداس والاستعانة بما كتب اليهود والنصارى لتفسير كتابنا هي القشور، والقشور المضرة التي كانت إحدى الثغرات التي يسلكها المبطلون للانتقاص من القرآن الكريم.
لقد فتحت الإسرائيليات ثغراً يصعب إغلاقه، والحكمة محاولة إغلاقه لا توسيع فتحه.

وتكريم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الأصل، الأصل الذي تتفرع منه باقي الأمور..

ولا عذر فيه لكاتب أصلي أو ناقل عن موقع البوصلة وغيرها..

================

عودة إلى موضوع الإسرائيليات،،
أشد على يديَّ الأخ مجدي، فلو قام عاميٌّ بالاطلاع على تلك القصة في الكتاب الموجود في الأسواق، هل يستطيع تمييز القصة القرآنية الصحيحة من قصص كتب اليهود والنصارى المحرفة ؟!!

تخيل لو أن أحد (الشباب) أخذ ذاك الكتاب وأخذ يدرسه لطلبة القرآن الكريم في المسجد ـ وحصل مثل هذا كثيراً ـ فليست كل الدول الإسلامية كبلاد الحرمين الشريفين..

ويكفي العوام ما يتلقوه يومياً عبر الفضائيات من تشويش الدعاة (الموديرن) وما أكثرهم!


ولبيان المقصود بكلمة (عوام)..
سألني أحد الحاصلين على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية وتجاوز الستين من عمره، ويصلي جميع الصلوات في المسجد.. عن جواب شبهة لأحد طلابه النصارى..
فقلت له: إن الحديث المستشهَد به موضوع.
قال: ولماذا قام أحد الصحابة الكرام بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

مع خالص محبتي
 
البوصلة ليس موقعا كما ذكرت و انما هو كتاب و يبدو ان" عدم الدقة" ليست في هذه فقط.
فبينما تشد على يد الاخ مجدي نسيت انه هو الذي ذكر عداس اولا ، و ان كاتب البوصلة قد اشار الى ضعف الرواية ، بينما الاخ مجدي لم يقل ذلك الابعدما نقل الاخ عزام ذلك.
ما تقوله عن قطع اليد لا تقوله لأحد رجاء ، لا نقلا عن السيوطي و لا عن اي احد ، ابحث عن تأصيل آخر لتكريم الرسول عليه الصلاة و السلام -الذي لا يحتاج الى مثل هذا التهديد لنصل عليه افضل صلاة و اتم سليم..
( مر علينا لا نسمع فتوى بدون البحث عن دليل يسندها ، فهل اتجرؤ بسؤالك عن دليل السيوطي في هذا؟؟ ام انني سأعتبر .......)
و عودة ايضا الى القشور و عدم الدقة .من اصلا قال ان الامر " قشور"؟ لم يأت على ذكر هذا الامر احد من المتناقشين ، و انما قيل بوضوح ان الامر كان سهوا ، فهل تفترض امورا معينة لترد عليها و تبين وجهة نظرك ؟ ارجو الانصاف اخي الكريم ، و هو ليس صعبا على من كان في علمك و مكانتك..
و ريثما يحدث ذلك اشد على يدك و اطلب منك المزيد من التواصل..
مع فائق الاحترام.
 
الاخوة الكرام ، ارجو عدم الغضب من الملاحظات و الانتقادات فنحن في ملتقى علمي و يجب ان نتجرد قدر الامكان. مع الاحترام..
 
الاخ عزام . ارجوا ان تفرق بين ذكر الشيء او الاستدلال به .
فبينما تشد على يد الاخ مجدي نسيت انه هو الذي ذكر عداس اولا
يا أخي قصة عداس انما ذكرتها لأمر خاص بالكتاب الذي تنقل منه هذا من ناحية , وقد بينت لك اني لم أذكر اسانيدها عندما قلت لي ان الاسانبيد التي ذكرتها واهية .
، و ان كاتب البوصلة قد اشار الى ضعف الرواية ، بينما الاخ مجدي لم يقل ذلك الابعدما نقل الاخ عزام ذلك.
سواء اصحت الرواية ام لم تصح فهي دليل على من يأخذ بكتب أهل الكتاب . لتكافوء القوة . بل ان قصة عداس هي من التواريخ و قد اودرت عبارة الامام أحمد أكثر من مرة عن التفاسير والمغازي والملاحم ان اغلبها لا يستقيم سندها فيجب ان تكون هذه المعلومة اصلا معروفة عند من يقرأ كتب التوزاريخ والمغازي والتفاسير . .
على كل حال هذه الامور غير مهمة ولم أكن لأعقب عليها الا لايرادك كلاما بهذا الخصوص . وهذا الامر هو تماما ما حصل في الرسالة الخاصة التي تقتبست جزء مبتورا منها . ارجوك المسألة ليست شخصية . ارجوا منك ومن الاخ الكشاف الذي نسأل الله ان يجعل كشوفاته في محلها .ان تبينوا النقطة الاساسية الا وهي التعدي على نبي الله يونس عليه السلام في الكتابة بحجة انه بشر !- وكأننا نتكلم عنه انه ملك- , على اي حال أحب هنا ان اذكر ما قاله ابن جرير رحمه الله عن تأويل قوله تعالى :{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) }من سورة الانبياء , فلاحظ يرحمك الله كيف تعامل المفسرون مع الاية ولماذا قال اناس انه ذهبا مغاضبا قومه , لاي علة قالوا هذا , ولماذا رده ابن جرير , بالطبع انا لاأكلمك عن ترجيح قول على أخر ولا أريد النقاش عن الأقول الواردة ولا عن اسانيدها وانما اريد الجزئية الخاصة بالنبي يونس عليه السلام : قال ابن جرير رحمه الله :
واختلف أهل التأويل في معنى ذهابه مغاضبا ، وعمن كان ذهابه ، وعلى من كان غضبه ، فقال بعضهم: كان ذهابه عن قومه وإياهم غاضب.
*ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ) يقول: غضب على قومه.
حُدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله( إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ) أما غضبه فكان على قومه.
وقال آخرون: ذهب عن قومه مغاضبا لربه ، إذ كشف عنهم العذاب بعدما وعدهموه.
*ذكر من قال ذلك: وذكر سبب مغاضبته ربه في قولهم:
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن يزيد بن زياد ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: بعثه الله ، يعني يونس إلى أهل قريته ، فردّوا عليه ما جاءهم به وامتنعوا منه، فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه: إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا ، فاخرج من بين أظهرهم، فأعلم قومه الذي وعده الله من عذابه إياهم ، فقالوا: ارمقوه ، فإن خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم، فلما كانت الليلة التي وُعدوا بالعذاب في صبحها أدلج ورآه القوم ، فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم ، وفرّقوا بين كل دابة وولدها ، ثم عجوا إلى الله ، فاستقالوه ، فأقالهم ، وتنظّر يونس الخبر عن القرية وأهلها ، حتى مر به مار ، فقال: ما فعل أهل القرية؟ فقال: فعلوا أن نبيهم خرج من بين أظهرهم ، عرفوا أنه صدقهم ما وعدهم من العذاب ، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ، ثم فرقوا بين كل ذات ولد وولدها ، وعجُّوا إلى الله وتابوا إليه، فقبل منهم ، وأخَّر عنهم العذاب، قال: فقال يونس عند ذلك وغضب: والله لا أرجع إليهم كذّابا أبدا ، وعدتهم العذاب في يوم ثم رُدّ عنهم، ومضى على وجهه مغاضبا.
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا عوف ، عن سعيد بن أبي الحسن ، قال: بلغني أن يونس لما أصاب الذنب ، انطلق مغاضبا لربه ، واستزله الشيطان ،
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، في قوله( إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ) قال: مغاضبا لربه.
حدثنا الحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا سفيان ، عن إسماعيل بن عبد الملك ، عن سعيد بن جبير، فذكر نحو حديث ابن حميد ، عن سلمة ، وزاد فيه: قال: فخرج يونس ينظر العذاب ، فلم ير شيئا ، قال: جرّبوا عليّ كذبا، فذهب مغاضبا لربه حتى أتى البحر.
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن وهب بن منبه اليماني ، قال: سمعته يقول: إن يونس بن متى كان عبدا صالحا ، وكان في خلقه ضيق، فلما حملت عليه أثقال النبوّة ، ولها أثقال لا يحملها إلا قليل ، تفسخ تحتها تفسخ الربع تحت الحمل ، فقذفها بين يديه ، وخرج هاربا منها ، يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ): أي لا تلق أمري كما ألقاه، وهذا القول ، أعني قول من قال: ذهب عن قومه مغاضبا لربه ، أشبه بتأويل الآية ، وذلك لدلالة قوله( فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) على ذلك، على أن الذين وجهوا تأويل ذلك إلى أنه ذهب مغاضبا لقومه ، إنما زعموا أنهم فعلوا ذلك استنكارا منهم أن يغاضب نبيّ من الأنبياء ربه، واستعظاما له، وهم بقيلهم أنه ذهب مغاضبا لقومه قد دخلوا في أمر أعظم ما أنكروا ، وذلك أن الذين قالوا: ذهب مغاضبا لربه اختلفوا في سبب ذهابه كذلك ، فقال بعضهم: إنما فعل ما فعل من ذلك كراهة أن يكون بين قوم قد جربوا عليه الخلف فيما وعدهم ، واستحيا منهم ، ولم يعلم السبب الذي دفع به عنهم البلاء، وقال بعض من قال هذا القول: كان من أخلاق قومه الذين فارقهم قتل من جرّبوا عليه الكذب ، عسى أن يقتلوه من أجل أنه وعدهم العذاب ، فلم ينزل بهم ما وعدهم من ذلك ، وقد ذكرنا الرواية بذلك في سوره يونس ، فكرهنا إعادته في هذا الموضع.
وقال آخرون: بل إنما غاضب ربه من أجل أنه أمر بالمصير إلى قوم لينذرهم بأسه ، ويدعوهم إليه ، فسأل ربه أن ينظره، ليتأهب للشخوص إليهم ، فقيل له: الأمر أسرع من ذلك ، ولم ينظر حتى شاء أن ينظر إلى أن يأخذ نعلا ليلبسها ، فقيل له نحو القول الأول ، وكان رجلا في خلقه ضيق ، فقال: أعجلني ربي أن آخذ نعلا فذهب مغاضبا.
*وممن ذُكر هذا القول عنه: الحسن البصري، حدثني بذلك الحارث ، قال : ثنا الحسن بن موسى ، عن أبي هلال ، عن شهر بن حوشب ، عنه.
قال أبو جعفر: وليس في واحد من هذين القولين من وصف نبيّ الله يونس صلوات الله عليه شيء إلا وهو دون ما وصفه بما وصفه الذين قالوا: ذهب مغاضبا لقومه ، لأن ذهابه عن قومه مغاضبا لهم ، وقد أمره الله تعالى بالمقام بين أظهرهم ، ليبلغهم رسالته ، ويحذّرهم بأسه ، وعقوبته على تركهم الإيمان به ، والعمل بطاعتك لا شك أن فيه ما فيه، ولولا أنه قد كان صلى الله عليه وسلم أتى ما قاله الذين وصفوه بإتيان الخطيئة ، لم يكن الله تعالى ذكره ليعاقبه العقوبة التي ذكرها في كتابه ، ويصفه بالصفة التي وصفه بها ، فيقول لنبيه صلى الله عليه وسلم( وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) وَيَقُولُ(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) .
واذا راجعت كلام الرازي في تفسيره ستجد انه يخالف ابن جرير لنفس العلة الا وهي ما يلزم القول من مغاضبا لربه .

الامر الأخر هو الزعم بأن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه ما أصاب يونس عليه السلام -بالطبع حسب فهمه لقصة يونس-
:فمحمد – كان في هذه المرحلة بالذات ، ولا بد يعاني مما عاناه صاحب الحوت ، يونس فنزلت عليه الآيات : اصبر … لا تكن كصاحب الحوت …
من هذا التفصيل المحوري الدقيق كان ولا بد فهم محمد لقصة يونس .
ومن هذه النقطة يبدء فهمنا لها .
تعني ان النبي كان سيترك قومه ويترك الدعوة اليس كذلك ؟ ولكن قوله تعالى ولا تكن كصاحب الحوت نزلت فثبتته.
لذلك وضعت لك قول النبي صلى الله عليه وسلم عن لوط ويونس عليهما السلام .
الذي أطلبه ان تبين لي كيف يكون اي نبي عليه السلام بهذه الحالة التي ذكر ؟
 
سبحان الله . كأن الكتاب يتحدث معك يا اخ مجدي ، هذا نقل آخر منه ، لن ارد على كل ما كتبت لأن الاقتباسات الطويلة التي اوردتها لا ارى فيها فائدة،لكن سأجعل هذا النقل يرد على سؤالك...
و احب ان اؤكد على كامل احترامي لك و لكل الاخوة ، لا شئ شخصيا بالمرة...
 
على هامش التفاعل النبوي ..

هذه النظرة إلى التفاعل المحمدي مع آيات الخطاب القرآني قد تصدم الرؤية التقليدية التي تتعامل مع الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بطريقة هي ابعد ما تكون عن سياقات القران الكريم والسنة النبوية. هذه الرؤية تستبعد بل وتستنكر تماما ان الرسول (صلى الله عليه و سلم) كان يمكن ان يحتار ان يتردد او يخاف. وهي بذلك تسلب من الإسلام واحدة من اهم قيمه – الواقعية – ومن الرسول واحدة من أهم صفاته (الإنسانية)! وتوغل المؤسسة صاحبة هذه الرؤية فيما يشبه اللاهوت الهجين الذي هو ابعد ما يكون عن الحقيقة القرآنية لكنه صار بالتدريج جزءً أساسيا من أساسيات العقيدة المتوارثة.
والحقيقة الشاخصة التي لا تستطيع المؤسسة أن تماري فيها هي أن القران الكريم وفي مواضع مختلفة. ارشد واصلح ونبه وقوى من عزم الرسول (صلى الله عليه و سلم) و لا يحدث ذلك الى اذا كانت هناك حاجة لذلك.
والحقيقة الأخرى التي تتجاهلها المؤسسة رغم ثبوتها في صحيح البخاري(6581 )– أن الرسول (صلى الله عليه و سلم) عندما فتر عنه الوحي حاول ان يتردى بنفسه من شواهق الجبال – . وهي حقيقة يجب ان نفخر بها نحن المسلمون لأنها تدلل على إنسانية الرسول (صلى الله عليه و سلم) وواقعية وصدق نقلة الحادث اللذين لم يكترثوا لتجميل الصورة او تجاهلها ونقلوها كما حصلت.
ان تكامل الشخصية المحمدية كان عبر تفاعلها المتتابع المستمر مع الوحي الإلهي وليس قبل ذلك . نعم ! لقد امتلك محمد (صلى الله عليه و سلم) المؤهلات غير العادية التي جعلته مستعداً لتحمل دور الرسالة – لكن تكامل شخصيته لم يحصل الا بتفاعل مؤهلاته الأصلية مع مفردات الخطاب القرآني .
لذلك عندما ينزل الوحي – في بداية تزوله – يقول للرسول (صلى الله عليه و سلم) ( لاتكن كصاحب الحوت). ونحن نعرف قصة صاحب الحوت . ونعرف تشابه الظروف والأوضاع في نينوى ومكة – وعندما ينزل الوحي ليقول (لاتكن ) فأننا نعرف أيضاً انه كان يمكن ان يكون (كصاحب الحوت) لولا نزول الوحي امراً . ناهياً عاصماً.
ببساطة وبوضوح : كان يمكن أن يكون . لكن تفاعله مع الوحي – عصمه – هل من مشكلة في ذلك ؟.
 
أخي عزام اذا راجعت رواية البخاري ستجد فيه:
حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ
يوجد أكثر من ملاحظة يجب ان نتنبه لها :
* هذه الزيادة هي من كلام معمر .
** لم يلقي النبي نفسه ليقتل نفسه وجبريل حماه (اقصد ليس هذا واقع الرواية) وانما لم هم بالفعل ولم يفعل ,. وتثبيت الله عز وجل له وللنبين وللمؤمنين .
*** الطرح يقول ان يونس ترك تبليغ الرسالة راجع اول مداخلة بتمعن ويقول انه يأس وأخرى ان حال النبي قريب منها!!!.
افضل ان نناقش هذه النقاط قبل ان اثير باقيها .
 
مجدي ابو عيشة قال:
* هذه الزيادة هي من كلام معمر .

أخي الفاضل، الصواب أن هذه الزيادة المنكرة من بلاغات شيخه الزهري.
 
اخي العزيز مجدي لم اقل ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام - و لم يقل من نقلت عنه- القى نفسه و جبرييل حماه و لا ادري ان كان هناك من قال ذلك اصلا فمن الواضح جدا حسب السياق ان الامر يتعلق بتثبيت الله عز و جل له كي لا يفعل.
مسألة الزيادة و كونها من كلام معمر او غيره مسألة خارج الصدد تماما، انها ، في النهاية ، في البخاري ، و السياق ورد كله في البخاري . و ليس هناك اشارة الى تضعيف الزيادة ، و اعتقد ان تضعيفها قد يفتح بابا لا يريد احد ان يلجه ...
تأمل معي في تعليق الاخ السائح الذي قال ان هذه الزيادة "المنكرة" هي من الزهري .المنكرة !! لم ينكرها الزهري و لا معمر و لا البخاري و لا الاجيال الاولى التي تعاملت مع " الزيادة" بشكل واقعي تماما ، لكننا اليوم نخفي الامر و نتعلل و نبحث عن اسم معين لنلقي عليه "الزيادة".
لم يا ترى؟ . اعتقد ان الجواب موجود اصلا في النقل الذي اخذته من البوصلة. و اعتقد ان موقف الاخ السائح ، مع كل احترامي له ، يدلل على صحة ما ذهب اليه العمري ، اننا ننكر الامر الذي يجب ان نفخر به...
و تقبل فائق احترامي ...
 
أخي عز الدين، لا يخفى عليك أن من شروط صحة أيّ حديث أن يكون متّصل السند، وهذه الزيادة لم تصح، وقد صرح الزهري رحمه الله أن هذا مما بلغه، ولم يذكر من بلّغه إيّاه، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نقبل خبرا كهذا بسند لم يتّصل بحال، بل هو منقطع الأوصال.
وعجيبٌ عَدُّ هذا الخبر المنكر مما يُفخر به.
أرجو أن تتأمل مليّاَ في الخبر.
 
عودة
أعلى