لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِم

ام ايمن

New member
إنضم
5 أكتوبر 2010
المشاركات
40
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الأردن /عمان


قوله تعالى
{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِم}
فيها وجهان للعلماء
أحد هذين الوجهين أن المراد بالسوء من القول
القول السيء الذي فيه فضيحة للناس و فيه تشهير بالعباد و فيه طعن في الأعراض و فيه هتك للأستار
فهذه الأقوال السيئة التي بها يفضح المسلم و بها يهتك الستر و بها يمزق العرض و بها يكشف المخبوء المكنون
هذه الأقوال السيئة التي تبدي كل هذا و تظهر كل هذا لا يحبها الله سبحانه و تعالى
إلا من كانت له مظلمة فجائز له أن يبدي من ذلك بقدر مظلمته
حتى ترد إليه تلك المظلمة
أما القول الثاني في تفسير الآية الكريمة
أن المراد بها الدعااء على من ظَلَم
فمن دعا على من ظلمه بقدر المظلمة له ذلك



محاضرة للشيخ : مصطفى العدوي



images

 



قوله تعالى
{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِم}
فيها وجهان للعلماء
أحد هذين الوجهين أن المراد بالسوء من القول
القول السيء الذي فيه فضيحة للناس و فيه تشهير بالعباد و فيه طعن في الأعراض و فيه هتك للأستار
فهذه الأقوال السيئة التي بها يفضح المسلم و بها يهتك الستر و بها يمزق العرض و بها يكشف المخبوء المكنون
هذه الأقوال السيئة التي تبدي كل هذا و تظهر كل هذا لا يحبها الله سبحانه و تعالى
إلا من كانت له مظلمة فجائز له أن يبدي من ذلك بقدر مظلمته
حتى ترد إليه تلك المظلمة
أما القول الثاني في تفسير الآية الكريمة
أن المراد بها الدعااء على من ظَلَم
فمن دعا على من ظلمه بقدر المظلمة له ذلك



محاضرة للشيخ : مصطفى العدوي



images

قال ابو جعفر الطبري رحمه الله:

قال أبو جعفر : اختلفت القرأة في قراءة ذلك .

فقرأته عامة قرأة الأمصار بضم "الظاء" .

وقرأه بعضهم : ( إلا من ظلم ) ، بفتح"الظاء" .



ثم اختلف الذين قرءوا ذلك بضم "الظاء" في تأويله .

فقال بعضهم : معنى ذلك : لا يحب الله - تعالى ذكره - أن يجهر أحدنا بالدعاء على أحد ، وذلك عندهم هو " الجهر بالسوء إلا من ظلم" ، يقول : إلا من ظلم فيدعو على ظالمه ، فإن الله جل ثناؤه لا يكره له ذلك ، لأنه قد رخص له في ذلك .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ، إلا من ظلم فيخبر بما نيل منه .
وقال آخرون : عنى بذلك ، الرجل ينزل بالرجل فلا يقريه ، فينال من الذي لم يقره .
وقال آخرون : معنى ذلك : إلا من ظلم فانتصر من ظالمه ، فإن الله قد أذن له في ذلك .
وقرأ ذلك آخرون بفتح"الظاء" : ( إلا من ظلم ) ، وتأولوه : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ، إلا من ظلم فلا بأس أن يجهر له بالسوء من القول .
وتأويل الكلام ، على قول قائل هذا القول : لا يحب الله أن يجهر أحد لأحد من المنافقين بالسوء من القول ، إلا من ظلم منهم فأقام على نفاقه ، فإنه لا بأس بالجهر له بالسوء من القول .

قال أبو جعفر : وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ : ( إلا من ظلم ) بضم"الظاء" ، لإجماع الحجة من القرأة وأهل التأويل على صحتها ، وشذوذ قراءة من قرأ ذلك بالفتح .

فإذ كان ذلك أولى القراءتين بالصواب ، فالصواب في تأويل ذلك : لا يحب الله ، أيها الناس ، أن يجهر أحد لأحد بالسوء من القول"إلا من ظلم" ، بمعنى : إلا من ظلم ، فلا حرج عليه أن يخبر بما أسيء عليه .

وإذا كان ذلك معناه ، دخل فيه إخبار من لم يقر ، أو أسيء قراه ، أو نيل بظلم [ ص: 350 ] في نفسه أو ماله غيره من سائر الناس . وكذلك دعاؤه على من ناله بظلم أن ينصره الله عليه ، لأن في دعائه عليه إعلاما منه لمن سمع دعاءه عليه بالسوء له .

وإذ كان ذلك كذلك ، ف"من" في موضع نصب ، لأنه منقطع عما قبله ، وأنه لا أسماء قبله يستثنى منها ، فهو نظير قوله : ( لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر ) [ سورة الغاشية : 22 - 23 ] .

اذا فيوجد خمس أقوال للعلماء وليس قولين
 
لعل مناسبة الآية لما قبلها : هو أنّ من تاب فعليه ألا يجهر بتفاصيل معاصيه التي سترها الله عليه ، وكذلك لا يجوز لأحد أن يعيّره بالسوء الذي تاب منه ؛ لأنّ كل ذلك من الجهر بالسوء من القول .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليكم ونفع بكم وجعل إضافتكم القيمة في ميزان حسناتكم


قال ابو جعفر الطبري رحمه الله:

قال أبو جعفر : اختلفت القرأة في قراءة ذلك .

فقرأته عامة قرأة الأمصار بضم "الظاء" .

وقرأه بعضهم : ( إلا من ظلم ) ، بفتح"الظاء" .



ثم اختلف الذين قرءوا ذلك بضم "الظاء" في تأويله .

فقال بعضهم : معنى ذلك : لا يحب الله - تعالى ذكره - أن يجهر أحدنا بالدعاء على أحد ، وذلك عندهم هو " الجهر بالسوء إلا من ظلم" ، يقول : إلا من ظلم فيدعو على ظالمه ، فإن الله جل ثناؤه لا يكره له ذلك ، لأنه قد رخص له في ذلك .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ، إلا من ظلم فيخبر بما نيل منه .
وقال آخرون : عنى بذلك ، الرجل ينزل بالرجل فلا يقريه ، فينال من الذي لم يقره .
وقال آخرون : معنى ذلك : إلا من ظلم فانتصر من ظالمه ، فإن الله قد أذن له في ذلك .
وقرأ ذلك آخرون بفتح"الظاء" : ( إلا من ظلم ) ، وتأولوه : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ، إلا من ظلم فلا بأس أن يجهر له بالسوء من القول .
وتأويل الكلام ، على قول قائل هذا القول : لا يحب الله أن يجهر أحد لأحد من المنافقين بالسوء من القول ، إلا من ظلم منهم فأقام على نفاقه ، فإنه لا بأس بالجهر له بالسوء من القول .

قال أبو جعفر : وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ : ( إلا من ظلم ) بضم"الظاء" ، لإجماع الحجة من القرأة وأهل التأويل على صحتها ، وشذوذ قراءة من قرأ ذلك بالفتح .

فإذ كان ذلك أولى القراءتين بالصواب ، فالصواب في تأويل ذلك : لا يحب الله ، أيها الناس ، أن يجهر أحد لأحد بالسوء من القول"إلا من ظلم" ، بمعنى : إلا من ظلم ، فلا حرج عليه أن يخبر بما أسيء عليه .

وإذا كان ذلك معناه ، دخل فيه إخبار من لم يقر ، أو أسيء قراه ، أو نيل بظلم [ ص: 350 ] في نفسه أو ماله غيره من سائر الناس . وكذلك دعاؤه على من ناله بظلم أن ينصره الله عليه ، لأن في دعائه عليه إعلاما منه لمن سمع دعاءه عليه بالسوء له .

وإذ كان ذلك كذلك ، ف"من" في موضع نصب ، لأنه منقطع عما قبله ، وأنه لا أسماء قبله يستثنى منها ، فهو نظير قوله : ( لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر ) [ سورة الغاشية : 22 - 23 ] .

اذا فيوجد خمس أقوال للعلماء وليس قولين
 
جزاكم الله خيرا​


لعل مناسبة الآية لما قبلها : هو أنّ من تاب فعليه ألا يجهر بتفاصيل معاصيه التي سترها الله عليه ، وكذلك لا يجوز لأحد أن يعيّره بالسوء الذي تاب منه ؛ لأنّ كل ذلك من الجهر بالسوء من القول .
 
عودة
أعلى