كن فيكون

إنضم
24/03/2012
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
43
الإقامة
فرنسا
يقول الحق تعالى : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.
أليس من الأولى أن يقول : قال له كن فكان ؟ فلماذا عدل عن هذه الصيغة إلى صيغة المضارع ؟؟ من كان عنده علم فليتفضل به علينا و جزاه الله خيرا
 
أخي الكريم:
* ليسَ من الأدَب عند استشكالِ شَيءٍ في كلامِ الله أن يقالَ إنَّ غَيرَهُ هو (الأوْلى).
* هذا يُسمى إيقاع المضارع موقع الماضي , ويقول عنه أبو حيان {وهو كثير في القرآن وفصيح الكلام}
* قال ابن جزي الكلبي رحمه الله جوابا على استشكالك{ وضَعَ المضارعَ مَوضعَ الماضِي ليُصوِّرَ في نُفُوسِ المخاطَبينَ أنَّ الأمرَ كأنَّـهُ حاضرٌ دائمٌ }.
* وتأكيداً لجواب ابن جزي أقول: دائماً ما يوقعُ المضارعُ موقع الماضي فيما من شأنه الحدوث المستمر كخلق البشر ووفاتهم وإيمانهم بالأنبياء {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا} {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا} {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَة}
 
بارك الله فيك أخي .. و أنا قصدت بالأولى في رأي النظر الأول فقط و ليس في حكم الحقيقة .
 
* وتأكيداً لجواب ابن جزي أقول: دائماً ما يوقعُ المضارعُ موقع الماضي فيما من شأنه الحدوث المستمر كخلق البشر ووفاتهم وإيمانهم بالأنبياء
جزاك الله خيراً أخي محمود ، وفتح عليك . .

من الملاحظ في الآية الكريمة :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.
أنه عند ذكر الخلق ، بمعنى الإيجاد والتقدير ، جاء الفعل بصيغة الماضي { خَلَقَهُ } ، لأنه أمر تم وانتهى ، كما في قوله تعالى :
{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ (4) . . } فهذا أمر تم وانتهى وتحقق في الواقع . .

أما عند الكلام عن استمرار الخلق والكينونة ، واستمرار القيام . . فلا يأتي الفعل إلا بصيغ المضارع ، للدلالة على الإستمرار الفعلي والوجودي الدائم الثابت حسب أمر الله جل وعلا القدري ، كما في قوله تعالى :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ } [الروم:25]

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [الحج:65]

{ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [فاطر:41]

{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الزمر:42]

أما عند بداية خلق الإنسان قال تعالى : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } [الحجر:29] بصيغة الماضي . .

فالخلق في استمرار قيام وجودهم و كينونتهم . . لا يقومون إلا بالله وحده في كل لحظة من وجودهم ، بل وأقل من اللحظة إن أمكن التعبير عنه . . وهذا من معاني أن الله جل جلاله هو القـيّوم ، ومن آثار اسمه القيّوم تبارك وتعالى.

هذا والله أعلم
 
السلام عليكم
قال ابن جزي الكلبي رحمه الله جوابا على استشكالك{ وضَعَ المضارعَ مَوضعَ الماضِي ليُصوِّرَ في نُفُوسِ المخاطَبينَ أنَّ الأمرَ كأنَّـهُ حاضرٌ دائمٌ }.
كيف ينطبق هذا الكلام على آية خلق عيسى "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " ؟
فى الآية خلق آدم ,,, وقد نقول أنه مستمر فى ذريته ، والأمر
"كُن فَيَكُونُ" عائد على آدم .... ومثل عيسى كمثله .
هذا حل الاشكال .
وبهذا لايكون فيه وضع المضارع مكان الماضى ... لأنه حقيقة مضارع
ولذلك كلمة "
كأنَّـهُ حاضرٌ دائمٌ"فى كلام بن جزى غير صحيحة إذ خلق آدم حاضر دائم حقيقة فى ذريته
والله أعلم
 
ألا يمكن أن يقال و الله أعلم , استعمال صيغة المضارع , بالاضافة الى ما ذكر , تنبيه من جهة على فعل الخلق المستمر في ذرية آدم عليه السلام , فإن صح هذا الراي ففيه تنبيه على الرد على الداروينية القائلة بالنشوء و الإرتقاء و من ثم يكون التنبيه على استمرارية الخلق و التكوين تنبيه على اهمية الانسان في مواقع الحكمة الإلهية في الوجود .. و من جهة أخرى تنبيه على استمرارية وجود عيسى عليه السلام حيا كما ورد في الخبر و انه ينزل في اخر الزمان , أي ان وجود عيسى عليه السلام مثل وجود ادم عليه السلام , فإذا كان خلق ادم عليه و سلم انتهى وجودا و مستمر حكما في ذريته فإن عيسى عليه السلام مستمر وجودا و بالتالي تنتفي اكذوبة انه ابن الله او انه الله او انه احد الاقانيم الثلاثة و ان صدق هذا الظن ففيه اشارة الى رعاية الله تعالى لنبيه الكريم عيسى عليه و سلم و قيمته الوجودية ..
و الله اعلم .
 
والأمر [/SIZE]"كُن فَيَكُونُ" عائد على آدم .... ومثل عيسى كمثله

وبهذا لايكون فيه وضع المضارع مكان الماضى ... لأنه حقيقة مضارع
ولذلك كلمة "
كأنَّـهُ حاضرٌ دائمٌ"فى كلام بن جزى غير صحيحة إذ خلق آدم حاضر دائم حقيقة فى ذريته
والله أعلم

وعليكم السلام
من أين لك أنَّ الضمير في قوله { كُن فَيَكُونُ } عائدٌ على آدمَ لا على عيسى عليهما السلام.؟
مع أنَّ هذه الجملة جاءت في القرآن مقترنةً بالحديث عن عيسى في جانب خلق الإنسان واشترك كعه آدمُ في الذكر في هذا الموضوع وحده , وتأمل قول الله { ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون } , وقوله { قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.
 
قال سبحانه وتعالى:"ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم...."الأعراف:11
قال شيخي: الآية صريحة بأن خلق آدم هو خلق لذريته ـــ خلقناكم ــــ ونحن مجرد نسل ينسل من الأصل.وعليه يستمر خلق آدم حتى مولد آخر كائن بشري. من هنا ناسب فيكون لأن كينونة آدم مستمرة حتى القيامة.
وكذلك من هو مثله ـــ عيسى عليه السلام ــــ هو مستمر الوجود حتى يكون نزوله من العلامات الكبرى للقيامة.
 
السلام عليكم
من أين لك أنَّ الضمير في قوله { كُن فَيَكُونُ} عائدٌ على آدمَ لا على عيسى عليهما السلام.؟
نعم الضمير فى هذا السياق لايعود على عيسى
أما من أين لى أنها تعود على آدم ... فهذا طبيعة المثل نفسه ... لدينا مثل معلوم وهو آدم ..."خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" ، أليست هذه الجملة تصف أمر آدم ؟!!والضمير فى " خلقه " يعود على آدم
والآية ترد على السائلين عن أمر عيسى والمغالين فيه ..." إن مثل عيسى ..."
نعم قيل له أيضا "
كُن فَيَكُونُ " ، ولكن سياق المثل فى آية آل عمران أنها تعود على آدم ، ومثلت مثل عيسى بمثل آدم
.....
هذا ما أفهمه ،
والله أعلم



 
قال سبحانه وتعالى:"ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم...."الأعراف:11
قال شيخي: الآية صريحة بأن خلق آدم هو خلق لذريته ـــ خلقناكم ــــ ونحن مجرد نسل ينسل من الأصل.وعليه يستمر خلق آدم حتى مولد آخر كائن بشري. من هنا ناسب فيكون لأن كينونة آدم مستمرة حتى القيامة.
وكذلك من هو مثله ـــ عيسى عليه السلام ــــ هو مستمر الوجود حتى يكون نزوله من العلامات الكبرى للقيامة.
ليس الأمر مجرد نسل ينسل، فليست ماكينة نسخ .. إن كل نسمة تحتاج إلى أمر جديد " كُن فَيَكُونُ " ، والكلام على الكينونة خلقا وليس على استمرار الأفراد وجودا - كعيسى - وإلا لقلنا أن آدم نفسه مستمر فى الوجود
إنما قلنا استمرار آلية خلق آدم فى ذريته حيث يخلقون بنفس الكيفية ... من تراب ، من طين ...
 
السلام عليكم

نعم الضمير فى هذا السياق لايعود على عيسى
أما من أين لى أنها تعود على آدم ... فهذا طبيعة المثل نفسه ... لدينا مثل معلوم وهو آدم ..."خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" ، أليست هذه الجملة تصف أمر آدم ؟!!والضمير فى " خلقه " يعود على آدم
والآية ترد على السائلين عن أمر عيسى والمغالين فيه ..." إن مثل عيسى ..."
نعم قيل له أيضا "
كُن فَيَكُونُ " ، ولكن سياق المثل فى آية آل عمران أنها تعود على آدم ، ومثلت مثل عيسى بمثل آدم
.....
هذا ما أفهمه ،
والله أعلم




أحسنت وصدقت وبررت
 
السلام عليكم

مما فهمته من تفسر الشيخ الشعراوي لقول الله تبارك وتعالى" قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ":
إنتبه إلي " قَالَ لَهُ " أي أنه بإرادة و مشيءة الله عز وجل الشئ صار مخاطباً , و أن " كُن فَيَكُونُ " هي لنا حتى نفهم
والله تبارك وتعالى أعلم.
 
نعم، نحن نسل من آدم عليه السلام:"ثم جعل نسله من سلالة من ماء..". هذا على مستوى الجسد، أي أنها نُسخ تمّ تقديرها في نسخة آدم عليه السلام، فخارطة جينات آدم عليه السلام تناسخ منها كل البشر. والآية الكريمة واضحة الدلالة:"ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم": إذن تمّ خلقنا ثم تصويرنا، وبعد ذلك أُمرت الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام. فحتماً كنا مخلوقين ومصوَّرين قبل الأمر بالسجود لآدم عليه السلام. فكيف يكون ذلك؟ الأقرب: أن يكون خلق آدم هو خلق لنا، لأننا مجرد نسخة.
مثال: تمّ تأليف الكتاب، ثم تمّ نسخه آلاف وملايين النسخ، مع ملاحظة أختلاف ألوان النسخ وأحجام الخطوط وسمك الورق...ألخ. على ضوء هذا تكون كل نسخة تغني عن الأصل، والأصل هو النسخ مهما تعددت.......هذا على مستوى الجسد الذي هو من طين.
فبماذا نختلف إذن؟!!
عندما يصبح الجسد صالحاً لاستقبال السر الإلهي ــ الروح ــ يتمّ نفخ الروح التي تجعل كل واحد فينا مختلفاً عن الآخرين.
"قال له كن": كن جسداً بالصورة الإنسانية المبدعة. وكذلك الروح مخلوقة ويقال لها كوني. وكذلك عند النفخ تكون الكينونة الكاملة. وعليه: عندما قيل لآدم عليه السلام كن، كان بحيث يتضمن في خلقه كينونة مستمرة، والتي هي نحن إلى يوم القيامة، (فيكون).
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد ، استعراضا للمعجم القرآني لكلمة : كن فيكون ، نحصل على ما يلي :
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117
{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران47
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام73
{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40
{مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }مريم35
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82
{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }غافر68
يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته :
" الأمر: الشأن...وقوله: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل/40] فإشارة إلى إبداعه، وعبر عنه بأقصر لفظة، وأبلغ ما يتقدم فيه فيما بيننا بفعل الشيء ، وعلى ذلك قوله : {وما أمرنا إلا واحدة} [القمر/50]، فعبر عن سرعة إيجاد بأسرع ما يدركه وهمنا."
أمرُ الله : إذا قضى أمرا ، وليكن خلقا وإبداعا ، حياة وموتا ونشورا ( أي شيء ) ، يتحقق بقوله : كن فيكون .
هذه الكلمة لا يصح أن نتصورها في الزمان لأنها من الله الذي لا يحده الزمان ولا المكان ، فالزمان والمكان قضاه الله بكلمة {كن فيكون }. وهو داخل في مفردة : ( شيء) : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82
فالأمر الإلهي حسب إرادته المطلقة في إيجاد الأشياء بقوله : {كن فيكون }. وهذا يؤكد أن الله حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، وهو خلاف ما كان معتقدا في الوثنيات السابقة ، ونخص بالذكر الفلسفة الأفلاطونية التي تقول : إن الله خلق الكون ثم نسيه .
إن تركيب هذه الكلمة الأزلية هو : {كن فيكون } ، لأنها كلمة الله . التي لا تتبدل ولا تتغير.
والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم
الأخ عزيز
أرى أن الزمان حاضر وبقوة لوجود الفعل المضارع " يكون " ... وهذا على غير ما يفهمه الناس .
قوله تعالى "إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" آل عمران 59 .

وفيها "يكون" بصيغة المضارع تدل على أن عيسى لم يحول من تراب إلى انسان مباشرة ، .. إنها بالمضارع لتدل على التفاعلات التى تحدث لتحول التراب إلى عظم يكسوه لحم ليصبح محلا صالحا أن تحل فيه الروح ليصبح انسانا كاملا


إذن بين مرحلة التراب والانسان الصحيح ما يجب أن " يكون " ، والآية ليست مساقة كخبر فقط ، ولكنها كحجة على من يقولون غير ذلك .. فلا هو "كان " من غير تراب ومايليه من طين وعلقة ومضغة ... الخ ولا هو " يكون " ككل البشر من نطفتين أنثوية وذكرية بل كان من نطفة انثوية فقط.... ولذلك ذكرت الآية آدم الذى كان من تراب ولم يكن من نطاف انثوية وذكرية
وكذلك كان آدم لما قيل لترابه :كن ... ماذا حدث ؟ ....توالت التحولات من تراب إلى طين إلى حمأ مسنون ....ثم تسوية ونفخ الروح .
 
السلام عليكم ورحمة الله
تصريف الأزمان في ال
قرآن، وتداخلها، ووقوع بعضها موضع بعض، من أساليب القرآن البليغة في التعبير.
ومما يمكن أن ي
قال في هذا الموضوع المتدارس:
أن التعبير ب"يكون" لتصوير تلك اللحظة التي تح
ققت فيها كلمة الله، كن، ونفذت فيها قدرته الغالبة، وسرت فيها مشيئته جل وعلا. وقد جاء التعبير بالمضارع في قصة غيبية محضة عجيبة، مهد القرآن لها بفعلين، "خلق وقال".
دل كل منهما على حدث لم نحضره، وهو خل
ق الله وقول الله. وهذا الحدث أمر مغرق في الغيب، لا سبيل إلى إدراكه، وأمر فيه من عجيب قدرة الله ونفوذ مشيئته، ما يوقف المتدبر لهذا المثل على عظمة الله، وجليل حكمته.
وفي هذا السيا
ق جاء التعبير بالمضارع ليصطحب السامع في رحلة ذهنية، بعدما مهد له بفعلين ماضيين، كأنه يوقفه على الحدث وهو يتشكل ويتخلق بأمر الله.وذلك قوله "فيكون"
وهذا الاستحضار في هذا المثل العجيب،
هو قمة في البيان، حيث ترتقي الحقائق فيه من علم اليقين لتلامس عين اليقين.
والله أعلم.
 
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
يقول الطبري في تفسيره : " يعنـي جل ثناؤه: إن شبه عيسى فـي خـلقـي إياه من غير فحل ـ فأخبرْ به يا مـحمد الوفد من نصارى نـجران ـ عندي كشبه آدم الذي خـلقته من تراب، ثم قلت له كن فكان، من غير فحل، ولا ذكر، ولا أنثى. يقول: فلـيس خـلقـي عيسى من أمه من غير فحل، بأعجب من خـلقـي آدم من غير ذكر ولا أنثى، فكان لـحماً، يقول: وأمري إذ أمرته أن يكون فكان، فكذلك خـلقـي عيسى أمرته أن يكون فكان."
وجاء في ( الوسيط في تفسير القرآن الكريم ) لطنطاوي ( ت : 1431 هـ ) : (( قال صاحب الكشاف: وقوله { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } جملة مفسرة لما له شبه عيسى بآدم - أي للأمر الذي لأجله كان ذلك التشبيه - أي خلق آدم من تراب ولم يكن ثمة أب ولا أم وكذلك حال عيسى. فإن قلت: كيف شبه به وقد وجد هو من غير أب ووجد آدم من غير أب وأم؟ قلت: هو مثيله في أحد الطرفين، فلا يمنع اختصاصه دونه بالطرف الآخر من تشبيهه به لأن المماثلة مشاركة في بعض الأوصاف، ولأنه شبه به لأنه وجد وجودا خارجا عن العادة المستمرة وهما في ذلك نظيران. ولأن الوجود من غير أب وأم أغرب وأخرق للعادة من الوجود بغير أب، فشبه الغريب بالأغرب، ليكون أقطع للخصم، وأحسن لمادة شبهته إذا نظر فيم هو أغرب مما استغربه ".
وقوله { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } تصوير لخلق الله - تعالى - آدم من تراب أي أراد - سبحانه - أن يوجد آدم فصوره من طين ثم قال له حين صوره كن بشرا فصار بشرا كاملا روحا وجسدا كما أمر - سبحانه -.
فالجملة الكريمة تصور نفاذ قدرة الله، تصويرا بديعا يدل على أنه - سبحانه - لا يعجزه شيء في هذا الكون.
وعبر بصيغة المضارع المقترن بالفاء في " يكون " دون الماضي بأن يقول " فكان " لأن التعبير بالمضارع فيه تصوير وإحضار للصورة الواقعة كما وقعت، ومن وجهة أخرى فإن صيغة المضارع في هذا المقام تنبئ عما كان، وتومئ إلى ما يكون بالنسبة لخلق الله - تعالى - المستمر في المستقبل كما كان في الماضي.))
 
السلام عليكم
قال الأخ عدنان
في هذا السياق جاء التعبير بالمضارع ليصطحب السامع في رحلة ذهنية، بعدما مهد له بفعلين ماضيين، كأنه يوقفه على الحدث وهو يتشكل ويتخلق بأمر الله.وذلك قوله "فيكون"
وهذا الاستحضار في هذا المثل العجيب،
هو قمة في البيان، حيث ترتقي الحقائق فيه من علم اليقين لتلامس عين اليقين.
والله أعلم.
كلام طيب ....
الحدث يتشكل ويتخلق
وكلمة عين اليقين .... تتحقق واقعا لرؤيتنا آيات الله فى أنفستا ... حيث أنا أيضا خلقنا من تراب ، ونرى التشكل والتخلق مصورا ، وفى القريب إن شاء الله سنراه على المستوى الجيزيئى
وأمر "كن " الذى كلمح البصر أو هو أقرب نرى آثاره ذرات تتفاعل وجزيئات تتركب ، ثم أنسجة وأعضاءا .... الخ فى عينية مشاهدة هى " فيكون "
......
وفى الآيات التى ذكرت " كن فيكون " نكتة أخرى وهى أن الشيء يُراد ، والأمر يُقضى
"مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ "مريم35
" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " يس82
وفى شأن عيسى كان الأمر الذى قضى أن تحمل أمه وتلد غلاما بغير أب ... "قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ " آل عمران47
"
قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً"مريم 21
أما خلق عيسى فله أمر آخر "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"
وهذا مايفسر أيضا
"وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا ...." التحريم 12 ، كى تحمل
:"وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا...."الأنبياء 91 ، كى يبدأ تخلق الجنين ؛
وإذا انتهينا إلى أن المضارع يكون هو كما وصفه الأخ كأنه يوقفه على الحدث وهو يتشكل ويتخلق بأمر الله.وذلك قوله "فيكون"
فيجب أن نعلم أن الحمل سار طبيعيا ككل حمل .. والولادة ككل ولادة لم يكن فيها أى خصوصية ، كأن يُقال :كان حمل مريم ساعات قليلة ...
والله أعلم
 
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
من خلال المقارنة بين عيسى وآدم نجد أن :
المشبه هو : عيسى عليه السلام
المشبه به هو : آدم عليه السلام
وجه الشبه هو : الوجود خارج العادة المستمرة ( كما ورد عند الزمخشري )
فكما احتاج آدم عليه السلام إلى : "روح "و"كن" في قوله تعالى : {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29
كذلك احتاج عيسى عليه السلام إلى : "روح" و"كن" في قوله تعالى :{... إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ...}النساء 171
وسر الإعجاز الظاهر لكلمة : ( كن فيكون ) يتجلى في ترتيبها :
بعد ( كن ) تكون الاستجابة الفورية ( يكون ) هذا الفعل المضارع التام أي : "يكون الشيء" ، وهذا خلاف من قال من النحاة أن (يكون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو : "هو يكون" حيث إن هذا التعبير لا يتماشى مع الأمر الإلهي ( كن ) لما يتسم به من البعد والبطء .
يقول تعالى : {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ }القمر50

والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم
وجه الشبه هو : الوجود خارج العادة المستمرة ( كما ورد عند الزمخشري )
فكما احتاج آدم عليه السلام إلى : "روح "و"كن" في قوله تعالى : {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29
هذا - فى رأيى - تصور خاطئ
فالتحولات المرتبطة بالزمن من تراب وماء إلى طين إلى حمأ مسنون كلها حاضرة جلية فى كلمة " فيكون " ، وهذه هى " سَوَّيْتُهُ "، وعملية التسوية تتم فى خطوات متتالية أمام الحضور
والغريب أن نجد المفسرين يذكرون هذه التحولات عندما يتكلمون عن ابليس يقصون أنه كان يدخل من فى آدم ويخرج من دبره وهو فى مرحلة الصلصال ،
أليست هذه التحولات جزء من " فيكون "؟! وكل تحول منها يحتاج إلى أمر " كن "
التراب كن طيناً.... الطين كن حمأ ... الخ
إن كان قول الزمخشرى صحيح : أن آدم احتاج كن وروح ، فما احتاج عيسى ليكون ؟ كن أيضا وروح !!!! ألم يكن هناك حمل مدته 9 أشهر فتحول من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى ... الخ
ماهو التراب الذى خُلق منه عيسى ... وما مدى تشابهه مع التراب الذى خلق منه آدم ... وما مدى اختلافه عن التراب الذى خلق منه كل الناس ؟
إن " فيكون " هذه صيرورة من التفاعلات المرتبطة زمنيا ومكانيا وقدريا .... الخ لتحقق أمرا مقضيا
......
لنا مثل من معجزة من معجزات المسيح
"....أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً "
لابد من وجود هيئة الطير وهى تحتاج احضار الطين وخلقه على هيئة الطير -ربما بتفاصيلها كلها ولمدة أيام - ثم ينفخ فيها ؛ ولايقبل- وهو ليس معه طين ولاغيره - أن يقول سأخلق لكم طيرا الآن ... فيخرجه لهم ...
وكلمة " فيكون " فى هذه الآية هى سريان أثر النفخة فى كل جزء من هيئة الطير ... أى أنه تفاعل خلال زمن ؛ وإلا لقيل فى أى جزء نفخ المسيح عليه السلام ؟ ولماذا لم ينفخ فى الطين دون أن يشكله على هيئة الطير ؟
.....
إن الخلق يكون بالحق ... فلا تدب الحياة ولاتنفخ الروح فى طين او هيئة لم تستوفى شروطا تجعلها قابلة للحياة ومن ثم قابلة للروح ،
إن الروح تُنفخ فى جسم حي - كجسم الجنين وذلك بعد 120 يوم -
إذن نفخها هو واحد من تفاعلات " فيكون " ، والتى تستمر بعد نفخها حيث تجعله خلقا آخر
...
والله أعلم
 
ومن خواطر الشعراوي : " { وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ }.. معنى "يقول له " أن الأمر موجود عنده.. موجود في علمه.. ولكنه لم يصل إلى علمنا.. أي أنه ليس أمرا جديدا.. لأنه مادام الله سبحانه وتعالى قال: " يقول له ".. كأنه جل جلاله يخاطب موجودا.. ولكن هذا الموجود ليس في علمنا ولا نعلم عنه شيئا.. وإنما هو موجود في علم الله سبحانه وتعالى.. ولذلك قيل : إن لله أموراً يبديها ولا يبتديها.. إنها موجودة عنده لأن الأقلام رُفِعَتْ، والصحف جفت.. ولكنه يبديها لنا نحن الذين لا نعلمها فنعلمها."

{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8
والحمد لله رب العالمين
 
في القرآن الكريم عبارة (كن فيكون) وليس هناك عبارة (كن فكان). حتى في خلق آدم قال تعالى .. ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. . مع ان خلق آدم مضى وانقضى. ما هو السر ?
استعمال المضارع ﻻ يدل على الكينونة فقط بل على الصيرورة ايضا. وليس في الكون ما بقي على حاله منذ خُلق. فكل شيء في تغير مستمر. مازالت السموات والأرض تكون اي تتغير في طريقها الى مصيرها. وجسد آدم وليس ذريته فقط في تغير مستمر . اعجاز آخر على مستوى الكلمة.
 
عودة
أعلى