بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب ترجمان القرآن للسيوطي رحمه الله يعتبر في عداد المفقود حتى الآن. حيث لم يعثر عليه من قبل أحد من الباحثين . وكنت قد ذكرت في مشاركة قديمة قصة أحد الإخوة الذي حدثني أنه قد عثر عليه في مكتبة بتركيا مخطوطاً واشتراه بمبلغ كبير من المال ، ولكنه عند عودته من تركيا مر على القاهرة فأمسكت به السلطات هناك وصادرت الكتاب منه. ولكنني أشكك في صحة هذا الخبر مع حبي لصاحبي.
وقد ذكر السيوطي رحمه الله منهجه في كتابه (ترجمان القرآن) على وجه الاختصار في مقدمة كتابه :(قطف الأزهار في كشف الأسرار) ص 89 :(وبعد فإن الله سبحانه ، وله الحمد قد منَّ عليَّ بالنظر في علوم القرآن وحقائقه ، وتتبع أسراره ودقائقه ، حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى ، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن) وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل ، وسمعوا منه التفسير والتأويل ، وقد تم - ولله الحمد - في خمس مجلدات ، وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين ، ولا من بعدهم.
وهذا لعمري هو التفسير ، فإن الكلام في معاني القرآن ممن لم ينزل عليه ولا سمع من المنزل عليه ، إنما هو رأي محض ، فإن كان موافقاً للقواعد فهو التأويل ، وإن خرج عنها وأخطأ المراد فتحريف وتبديل) ثم نقل نقولاً تبين صحة رأيه هذا ثم قال عن كتابه ترجمان القرآن :(ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضاً ، ليس فيه إعراب ، ولا سر بياني ، ولا نكتة بديعية ، ولا استنباط حكم إلا نادراً أردفته بكتب في ذلك لتكون كالتتمة له ، ويحصل بها تمام ما يراد من كتب التفسير ، فأجل ما وضعت من ذلك : كتاب الإتقان في علوم القرآن ، وهو كالمقدمة لمن يريد التفسير ، وأكثره قواعد كلية ، وفيه من الفوائد ما لم يجتمع في غيره... الخ ما قال رحمه الله.
وبهذا يتبين أن كتاب ترجمان القرآن مقصور على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وتفسير الصحابة ، وهو مجرد من الآراء الخاصة بالسيوطي إلا في النادر ، وليس فيه شيء عن التابعين رحمهم الله.