قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ

أبو علي

Member
إنضم
04/09/2003
المشاركات
391
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
الحمد لله رب العالمين
قال تعالى : وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ).
هذا دعاء بالشر على فرعون وملإه ، فالدعاء بالشر يتطلب الاستقامة أكثر من الدعاء بالخير لأن الدعاء بالخير إن لم يكن الداعي به مستقيما فأقصى ما يمكن أن يخسره هو عدم استجابة دعاءه . أما الذي يدعو بالشر على شخص آخر يريد له الضرر فإن الاستقامة ضرورية وإلا فدعاءه بالشر سيرتد عليه وليس فقط لا يستجاب . من دعا بدعاء سوء على مسلم وخاصة إذا لم يكن قد ظلمه وكان المدعو عليه لا يستحق ذلك الدعاء السيء ارتد عليه دعاءه بالشر.
سافرت إلى العراق في بداية شبابي في الشهر الأخير من سنة 1979 ، فوجدت لوحات معدنية في كل مكان مكتوب عليها (يسقط الخائن السادات) ومكتوب على أخرى (الخزي والعار للسادات) ، هذه اللوحات كانت معلقة في الساحات والميادين وفي الحدائق وجنب إشارات المرور في كل مدن العراق ، وكذلك كانت إذاعة العراق والتلفزيون والجرائد تدعو على السادات بالسقوط وبالخزي والعار . وحتى الرئيس صدام حسين نفسه كان دعاءه المفضل على خصومه هو (الخزي والعار).
ولما التقيت بأحد أقاربي العائد من ليبيا أخبرني أن في ليبيا نفس الشيء ، نفس عبارات الشتم والدعاء على السادات بالسقوط وبالخزي والعار مكتوب على لافتات ولوحات في كل مكان وفي كل أجهزة الإعلام الليبية ، والقذافي لا يترك مناسبة إلا ويلعن السادات ويدعو عليه بالخزي والعار.
ومرت السنون فارتد دعاء صدام والقذافي عليهما فسقطا سقوطا مخزيا وأذاقهما الله الخزي والعار اللذان كانا يدعوان بهما على السادات وعلى خصومهما.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم مالنا ومال السياسة هذا ملتقى مختص بعلوم القرآن الكريم غفر الله تعالى لنا ولكم وقد قيل : من السياسة ترك السياسة.
 
أخي الكريم ، أنا أتيت بأية قرآنية وجئت بمثل يتعلق بها من الواقع ، وخير مثل يضرب لأية قضية هو ما كان معلوما للمخاطب وليس بقصة خبرية تحتمل الصدق وتحتمل الكذب . فالمثل الذي استشهدت به يعتبر عبرة لأنه معلوم لكل الناس ، تنطبق عليه عبارة (ألم تر) لأن كل أهل الأرض رأوه بمن فيهم أنا وأنت ، المشاهير هم الذين يضرب بهم الأمثال وليس المجاهيل .
من خلال سلوك الإنسان وأعماله وتقييمها يمكن توقع مآله . من البديهي أن من ينقلب على ملك فيذله بنزع الملك منه بدون حق فهو بهذا يعترض على أمر الله الذي أعز ذلك الملك بالملك ، فكأن هذا الانقلابي يقول لله أنا خير منه، أنا من يستحق العزة وليس الملك . فجزاء هذا الانقلابي هو أن يذله الله وينزع منه السلطة جزاء إذلاله بغير حق لرجل أعزه الله بالملك. هذا ما خطر ببالي قبل ثلاثين سنة عن أحد المذكورين في موضوعي.
 
ما ترتب عن دعاء سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام على فرعون بالشر هو قانون عام يسري على كل داع بالشر ، حتى في العدالة البشرية فإن المبلغ عن شخص يتهمه بجريمة يعاقب بتهمة البلاغ الكاذب إن كان المبلغ عنه بريئا .
كذلك الحال في العدالة الإلهية في هذه المسألة ، تفسر بالحديث الشريف : من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما .أي أنه إما أن يكون القائل صادقا أو يكون كاذبا وفي هذه الحالة يبوء هو بالكفر . قس على عبارة (ياكافر) أي دعاء بالسوء فإنه يبوء به أحدهما . أنا لم أفتر كلاما من عندي ، رئيسان كانا يدعوان على رئيس آخر بالسقوط وبالخزي والعار رأيناهما يبوءان بما كانا يدعوان به على رئيس آخر.
 
عودة
أعلى