هذا قول ﻻيصح مطلقا ومن يرجع لتفسير اﻵية ﻻيجد من المفسرين من فهم من اﻵية هذا الفهم ...ولنا مع الكاتب وقفات-
1_لقد صح عن النبي اللهم صل عليه وآله ان قال خير القرون قرني..وان
الله سبحانه قد أثنى على الصحابة في كتابه ما يدل على ان مكانتهم لا
3-كما اني أسأل اﻻخ الكاتب من من علماء اﻻمة ذهب الى فهمه والى رأيه حتى المعتزلة والخوارج لم يعتقدوا بهذا اﻻمر.
السلام عليكم
ما قلته يا أخ البهيجي ليس منهجا علميا، فلو صح هذا المنهج لصح للنصارى أن يستدلوا على صحة اعتقادهم ، فنصارى اليوم ورثوا عقيدتهم من أسلافهم ، فلما جاءهم رجل يدعى موسى الشماس وقال لهم إن اعتقادكم باطل أجابوه بنفس إجابتك لي ، أنا لا أشبه هؤلاء بأولائك ، ولا أشبه أسلافنا بأسلافهم ولكني أرى نفس رد الفعل عند خلفهم وعندنا، فإن صح استدلالنا فيجب أن يصح استدلالهم أيضا .
أما حديث خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه ، فالخيرية المقصودة هنا هي في التمسك بالدين وقيمه وأخلاقه، في تلك القرون كان أهل الخير عددهم كثير وأهل الشر عددهم قليل، وهذا ينطبق على أية حركة أو نهج جديد ،تجد دائما عصرهم الذهبي هو العصر الذي ظهر فيه إلى الوجود والسنين أو القرون القريبة من زمن التأسيس ، فحتى الشيوعيين فإن خير السنين عندهم هو عهد لينين ثم عهد ستالين ثم خروتشوف.
أنت يا أخ البهيجي اجتزأت الحديث وفصلته عن سياقه الذي يتبين منه أن الخيرية المقصودة ليست في العلم وإنما في الالتزام بالدين وقيمه ، فتتمة الحديث الذي لم تكمله هي :ثمَّ يجيءُ أقوامٌ تَسْبِقُ شَهَادةُ أَحَدِهم يَمينَه، وَيَمينُه شَهَادتَه.
أنا أقول إن علم أي شيء حتى علوم القرآن هي علوم تراكمية تزداد كلما تقدم الزمن إلى الأمام وليس إلى الخلف، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وعلوم القرآن لا تشذ عن هذه الفطرة، فلكي يكتشف شخص خطأ في نظام برمجة عند شركة من الشركات عليه أن يقضي سنينا من عمره في الدراسة : ابتدائي ثم ثانوي ثم تخصص جامعي ، وبعد حصوله على الشهادة العليا عندئذ يمكنه أن يقدم شهادته لتلك الشركة ويبين لهم الخطأ ويصححه لهم ، والشركة بطبيعة الحال ستتمسك به وتعينه في منصب يليق به، فعلمه هو الذي مكن له.
نأتي الآن إلى قضية عقيدة النصارى وقولهم اتخذ الله ولدا، قال تعالى في آخر سورة الإسراء : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا).
من أحق الناس أن يقال لهم هذا الكلام؟
لا شك أنهم النصارى ،فهم الذي يعتقدون عكس ما تقوله الآية ، فلا يكفي أن يقال للمخطئ أنت مخطئ وأنا على صواب ، وإنما لا بد من البينة التي تبين خطأ المخطئ وصواب المصيب، إذن فينبغي أن تأتي السورة التي تليها وهي سورة الكهف بكيفية إصلاح ذلك الخطأ ليتبين من أخطأ ومن أصاب .
وفعلا فإن سورة الكهف ابتدأت بالحمد لله ، وهو نفس الثناء الذي ختمت به سورة الإسراء ، فقصت علينا قصة أصحاب الكهف الذين التجأوا إلى الكهف فلبثوا فيه رقودا 309 سنين ، والعبرة هنا أن رؤية آية البعث في أنفسهم اتخذت زمنا وهي 309 سنين، فالعلم يستغرق زمنا.
وقصة موسى عليه السلام مع الخضر هي لب موضوع سورة الكهف، فالخضر يمثل الوحي الإلهي، وموسى يمثل تفاعل الناس معه، فموقف موسى عليه السلام من الخضر في خرقه للسفينة هو موقف اليهود من المسيح عليه السلام ، قالوا عنه إنه كافر لأنه يقول إنه ابن الله، والنصارى كان فهمهم منكرا كردة فعل موسى عندما رأى الخضر يقتل الغلام.
ماذا عنا نحن؟
هل فهمنا كان صحيحا لتفسير أحداث الوحي الإلهي المتعلق بالمسيح عليه السلام؟
كلا، فنحن نمثل رد فعل موسى من بناء الجدار، وهو رد فعل ليس هو ما قصده الخضر عليه السلام،
إذن فكل المفاهيم الثلاثة لليهود وللنصارى وللمسلمين لم تكن على صواب
قالت اليهود المسيح كافر لأنه يقول إنه ابن الله.
وقالت النصارى المسيح ابن الله حقيقة
ونحن نفينا أن يكون قد قال ذلك.
كل هذه المفاهيم الثلاثة ليست صائبة، والصواب أن المسيح عليه السلام كان يقول ذلك مجازا : أبانا الذي في السموات، صل لأبيك الذي في السماء،
قالت اليهود إنا قتلنا المسيح ابن مريم رسول الله
قالت النصارى : لقد مات يسوع على الصليب تكفيرا عن خطايانا
وقلنا : لم يقتل ولم يصلب وإنما ألقي شبهه على شخص آخر صلب مكانه
هذه الأقوال كلها ليست صحيحة، والصحيح غير ذلك.
ثم كان من الطبيعي أن تأتي قصة ذي القرنين بعد ذلك لتمثل التمكين بعد العلم. فسورة الكهف مطابقة تماما للمثل الافتراضي لذلك الذي قضى سنين إلى أن تخرج واكتشف ذلك الخطأ وأصلحه وتم تعيينه ....
وبناء على تأويل سورة الكهف أكون على يقين أن الكلام المنسوب إلى ابن عباس رضي الله عنه ليس صحيحا، سواء كان هو قائله أم لم يقله، وأن كل ما قلته من تفاسير تتعلق بأحداث عيسى عليه السلام هي الصحيحة علميا لأنها توافق الحكمة ، وكتاب الله كتاب حكيم،، وأن الإجماع في مسائل كهذه لا يفيد العلم لأنه جمع تقليد (شخص واحد قال به فتبعته الأمة لمكانته العلمية، فتكون النتيجة أنه إن أخطأ فالأمة كلها أخطأت)،