قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع أبو علي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد. .هل في قوله تعالى (سنريهم آياتنا..اﻵية)
دليﻻ على ان من سيأتي بعد الصحابة سيكون أعلم منهم!!!
هذا قول ﻻيصح مطلقا ومن يرجع لتفسير اﻵية ﻻيجد من المفسرين من فهم من اﻵية هذا الفهم ...ولنا مع الكاتب وقفات-
1_لقد صح عن النبي اللهم صل عليه وآله ان قال خير القرون قرني..وان
الله سبحانه قد أثنى على الصحابة في كتابه ما يدل على ان مكانتهم لا
تعدلها مكانة اخرى فهم خير هذه اﻻمة بعد نبيها.
2-صح في الحديث قوله ﻻ تسبوا أصحابي فان أحدكم لو أنفق مثل أحد
لم يبلغ مد أحدهم أو نصيفه...فمن الذي يبلغ منزلتهم وهم الذين اختارهم
رب العزة لصحبة نبيه وخاتم رسله.
3-كما اني أسأل اﻻخ الكاتب من من علماء اﻻمة ذهب الى فهمه والى رأيه حتى المعتزلة والخوارج لم يعتقدوا بهذا اﻻمر.
4-ثم ان اﻵية لم تخبر ان بعد ان سيرينا سبحانه اﻵيات هل سنؤمن ام ﻻ؟
فكم امة ارسل الله تعالى لهم الرسل ومعهم اﻵيات ولكن لم يؤمنوا!!!
فليس العبرة في كثرة اﻵيات ولكن العبرة بمن يؤمن والله تعالى أعلم.
 
( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
النمل (93)

وقل -أيها الرسول-: الثناء الجميل لله، سيريكم آياته في أنفسكم وفي السماء والأرض، فتعرفونها معرفة تدلكم على الحق، وتبيِّن لكم الباطل، وما ربك بغافل عما تعملون، وسيجازيكم على ذلك.
التفسير المُيسر.
 
هذا قول ﻻيصح مطلقا ومن يرجع لتفسير اﻵية ﻻيجد من المفسرين من فهم من اﻵية هذا الفهم ...ولنا مع الكاتب وقفات-
1_لقد صح عن النبي اللهم صل عليه وآله ان قال خير القرون قرني..وان
الله سبحانه قد أثنى على الصحابة في كتابه ما يدل على ان مكانتهم لا

3-كما اني أسأل اﻻخ الكاتب من من علماء اﻻمة ذهب الى فهمه والى رأيه حتى المعتزلة والخوارج لم يعتقدوا بهذا اﻻمر.
السلام عليكم
ما قلته يا أخ البهيجي ليس منهجا علميا، فلو صح هذا المنهج لصح للنصارى أن يستدلوا على صحة اعتقادهم ، فنصارى اليوم ورثوا عقيدتهم من أسلافهم ، فلما جاءهم رجل يدعى موسى الشماس وقال لهم إن اعتقادكم باطل أجابوه بنفس إجابتك لي ، أنا لا أشبه هؤلاء بأولائك ، ولا أشبه أسلافنا بأسلافهم ولكني أرى نفس رد الفعل عند خلفهم وعندنا، فإن صح استدلالنا فيجب أن يصح استدلالهم أيضا .

أما حديث خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه ، فالخيرية المقصودة هنا هي في التمسك بالدين وقيمه وأخلاقه، في تلك القرون كان أهل الخير عددهم كثير وأهل الشر عددهم قليل، وهذا ينطبق على أية حركة أو نهج جديد ،تجد دائما عصرهم الذهبي هو العصر الذي ظهر فيه إلى الوجود والسنين أو القرون القريبة من زمن التأسيس ، فحتى الشيوعيين فإن خير السنين عندهم هو عهد لينين ثم عهد ستالين ثم خروتشوف.
أنت يا أخ البهيجي اجتزأت الحديث وفصلته عن سياقه الذي يتبين منه أن الخيرية المقصودة ليست في العلم وإنما في الالتزام بالدين وقيمه ، فتتمة الحديث الذي لم تكمله هي :ثمَّ يجيءُ أقوامٌ تَسْبِقُ شَهَادةُ أَحَدِهم يَمينَه، وَيَمينُه شَهَادتَه.

أنا أقول إن علم أي شيء حتى علوم القرآن هي علوم تراكمية تزداد كلما تقدم الزمن إلى الأمام وليس إلى الخلف، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وعلوم القرآن لا تشذ عن هذه الفطرة، فلكي يكتشف شخص خطأ في نظام برمجة عند شركة من الشركات عليه أن يقضي سنينا من عمره في الدراسة : ابتدائي ثم ثانوي ثم تخصص جامعي ، وبعد حصوله على الشهادة العليا عندئذ يمكنه أن يقدم شهادته لتلك الشركة ويبين لهم الخطأ ويصححه لهم ، والشركة بطبيعة الحال ستتمسك به وتعينه في منصب يليق به، فعلمه هو الذي مكن له.
نأتي الآن إلى قضية عقيدة النصارى وقولهم اتخذ الله ولدا، قال تعالى في آخر سورة الإسراء : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا).
من أحق الناس أن يقال لهم هذا الكلام؟
لا شك أنهم النصارى ،فهم الذي يعتقدون عكس ما تقوله الآية ، فلا يكفي أن يقال للمخطئ أنت مخطئ وأنا على صواب ، وإنما لا بد من البينة التي تبين خطأ المخطئ وصواب المصيب، إذن فينبغي أن تأتي السورة التي تليها وهي سورة الكهف بكيفية إصلاح ذلك الخطأ ليتبين من أخطأ ومن أصاب .
وفعلا فإن سورة الكهف ابتدأت بالحمد لله ، وهو نفس الثناء الذي ختمت به سورة الإسراء ، فقصت علينا قصة أصحاب الكهف الذين التجأوا إلى الكهف فلبثوا فيه رقودا 309 سنين ، والعبرة هنا أن رؤية آية البعث في أنفسهم اتخذت زمنا وهي 309 سنين، فالعلم يستغرق زمنا.
وقصة موسى عليه السلام مع الخضر هي لب موضوع سورة الكهف، فالخضر يمثل الوحي الإلهي، وموسى يمثل تفاعل الناس معه، فموقف موسى عليه السلام من الخضر في خرقه للسفينة هو موقف اليهود من المسيح عليه السلام ، قالوا عنه إنه كافر لأنه يقول إنه ابن الله، والنصارى كان فهمهم منكرا كردة فعل موسى عندما رأى الخضر يقتل الغلام.
ماذا عنا نحن؟
هل فهمنا كان صحيحا لتفسير أحداث الوحي الإلهي المتعلق بالمسيح عليه السلام؟
كلا، فنحن نمثل رد فعل موسى من بناء الجدار، وهو رد فعل ليس هو ما قصده الخضر عليه السلام،
إذن فكل المفاهيم الثلاثة لليهود وللنصارى وللمسلمين لم تكن على صواب
قالت اليهود المسيح كافر لأنه يقول إنه ابن الله.
وقالت النصارى المسيح ابن الله حقيقة
ونحن نفينا أن يكون قد قال ذلك.
كل هذه المفاهيم الثلاثة ليست صائبة، والصواب أن المسيح عليه السلام كان يقول ذلك مجازا : أبانا الذي في السموات، صل لأبيك الذي في السماء،
قالت اليهود إنا قتلنا المسيح ابن مريم رسول الله
قالت النصارى : لقد مات يسوع على الصليب تكفيرا عن خطايانا
وقلنا : لم يقتل ولم يصلب وإنما ألقي شبهه على شخص آخر صلب مكانه
هذه الأقوال كلها ليست صحيحة، والصحيح غير ذلك.

ثم كان من الطبيعي أن تأتي قصة ذي القرنين بعد ذلك لتمثل التمكين بعد العلم. فسورة الكهف مطابقة تماما للمثل الافتراضي لذلك الذي قضى سنين إلى أن تخرج واكتشف ذلك الخطأ وأصلحه وتم تعيينه ....

وبناء على تأويل سورة الكهف أكون على يقين أن الكلام المنسوب إلى ابن عباس رضي الله عنه ليس صحيحا، سواء كان هو قائله أم لم يقله، وأن كل ما قلته من تفاسير تتعلق بأحداث عيسى عليه السلام هي الصحيحة علميا لأنها توافق الحكمة ، وكتاب الله كتاب حكيم،، وأن الإجماع في مسائل كهذه لا يفيد العلم لأنه جمع تقليد (شخص واحد قال به فتبعته الأمة لمكانته العلمية، فتكون النتيجة أنه إن أخطأ فالأمة كلها أخطأت)،
 
السلام عليكم ..... كلام لا ينبني عليه عمل و لا تزكية النفس ولا اى شيء ... الا تذكر لاخوانك ما الهدف من هذه المداخلة وفيما تنفع !
 
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى على لسان عيسى عليه الصلاة والسلام : قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا .
قيل إن (آتاني الكتاب) تعني : قضى أن يؤتيني الكتاب في المستقبل.
أرى أن المسيح عليه السلام ساعة قال (آتاني الكتاب) فهو فعلا قد أوتي الكتاب تلك اللحظة، فالكتاب ليس فقط هو المسطور بل إن الآيات الحسية والعلوم التي يعلمها شفهيا هي كتاب حتى لو لم تدون، فالكتاب إما أن يكون عمليا أو نظريا (مسطورا).
لم ينزل الله كتابا على اليهود بالكيفية التي أنزل بها القرءان، فمستوى العقل اليهودي لم يصل إلى النضج لإدراك الآيات الغيبية ،لذلك كانت حسية ، وإيمانهم كان إيمان شهادة لا إيمان غيب، ومن الأمثلة على عدم تصديقهم للأمور الغيبية أنهم رفضوا ذبح بقرة حين أمرهم موسى عليه السلام بذبحها، وظنوا أنه يستهزئ بهم (قالوا أتتخذنا هزوا)، لم يصدقوه في أمر واحد غيبي، فكيف لو أنزل الله عليه الكتاب بالطريقة التي أنزل بها القرءان!! هل يصدقونه وقد أتى بشريعة ضد أهواءهم!!
إذا كان لا بد أن يؤتى موسى كتابا منقوشا على ألواح من الحجارة ليستيقن اليهود أن الكتاب من عند الله ، لو أتاهم بالكتاب مكتوبا بحبر على جلود أو ورق لكذبوا موسى ولزعموا أنه هو الذي ألفها.
نستخلص من كيفية إنزال الشريعة على موسى عليه الصلاة والسلام أن بني إسرائيل لم ينزل عليهم أي كتاب بطريقة غيبية، فالكتاب كما قلت إما أن يكون كتاب عملي للأحداث بما فيها الآيات والعلوم التي كان يبلغها الرسول، ثم بعد ذلك تدون على الورق لتصبح كتابا مسطورا للخلف، فالمعاصرون لعيسى عليه السلام أوتوا الكتاب عمليا، والخلف الذين جاءوا من بعدهم أوتوا الكتاب مسطورا،
مثلا :
أستاذ الميكانيكا اصطحب من حضر من التلاميذ إلى ورشة الميكانيكا وأعطاهم درسا عمليا عن كيفية تفكيك محرك السيارة، فهؤلاء التلاميذ لم يتلقوا الدرس كتابيا وإنما تلقوه عمليا، أما من تغيب من التلاميذ ولم يحضر الدرس العملي فقد وصلهم الدرس كتابيا، أي أن التلاميذ الذين حضروا الدرس كتبوا تجربتهم العملية في الورشة فأخذها عنهم التلاميذ الذين لم يكونوا حاضري الدرس العملي.
إذن كل التلاميذ أوتوا الكتاب : منهم من أوتيه عمليا ،ومنهم من أوتيه كتابيا ، كذلك النصارى، فالانجيل ابتدأ نزوله عمليا منذ ولادة المسيح عليه السلام، سيرة المسيح عليه السلام بكل أحداثها هي الإنجيل.
إنطاق الله للمسيح في المهد هو كتاب تعيينه نبيا، فهو حين تكلم في المهد فيفترض أن يثبت آيتين من صميم شخصيته كنبي:
آية نظرية وآية أخرى تطبيقية، فمدعي الشيء عليه أن يثبت صحة ادعاءه مرتين ، مثلا : إذا جاء أحد فادعى أنه مبرمج كومبيوتر وأنه يريد أن يباشر وظيفته فعليه أن يبرهن على صحة ادعاءه نظريا بأن يبرز شهادته أو دبلومه، ثم بعد ذلك عليه أن يبرهن عمليا على صحة ادعاءه فيبرمج لنا حاسوبا.
كلام المسيح عليه السلام في المهد تضمن إثباتا لنبوته نظريا وهو (إنطاق الله له في المهد).
وتضمن أيضا إثباتا لنبوته عمليا من صميم وظيفته كنبي، فالنبي يأتي بأنباء

غيبيةتدل على صدقه ، هذه الأنباء لخصها في قوله :





وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
والسلام علي يوم ولدت (هذا نبأ غيبي يتعلق بيوم ولادته، يدل على أن الله سلمه وبرأه من البهتان وكلام السوء الذي تكلم به اليهود عنه وعن أمه.
ويوم أموت : (هذا نبأ يتعلق بالمستقبل،) ،أي أن المسيح نبأ اليهود بأنه حين يموت سيقول اليهود عنه في ذلك اليوم كلام سوء هو بريء منه وسليم من كل ادعاءاتهم وبهتانهم،
فقد تحقق ما نبأ به المسيح اليهود عن يوم موته، فقد قالوا عنه بأنهم قتلوه، وأنه استحق القتل لأنه حسب زعمهم هو دجال مدعي النبوة، سلام عليه من تلك الأباطيل.
ويوم ابعث حيا: (هذا نبأ غيبي يتعلق بيوم البعث)، فهو في زعم اليهود دجال سيكون مصيره جهنم، سلام على المسيح يوم البعث.



لا اوافقك قولك أن عيسى عليه السلام مات، فهو لم يموت و إنما يموت بعدما أن ينزل و يقتل الصليب
قال الرسول صلى الله عليه و سلم "والذي نفس بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" متفق عليه"

لقد قلت الاخ ابو علي "ويوم أموت : (هذا نبأ يتعلق بالمستقبل،) ،أي أن المسيح نبأ اليهود بأنه حين يموت سيقول اليهود عنه في ذلك اليوم كلام سوء هو بريء منه وسليم من كل ادعاءاتهم وبهتانهم،" هذا كلام خاطئ، و انظر ما قاله ايضا الاخ نبيل في المشاركة 15،


و اذا افترضنا أن كلامك صحيح و أنه مات، فأين الموتة الأخرى التي سيموت بعد أن يكسر الصليب في قوله تعالى "وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"
سورة مريم الآية 33


صدق الله في قوله "ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ" سورة مريم الآية 34
 
السلام عليكم ..... كلام لا ينبني عليه عمل و لا تزكية النفس ولا اى شيء ... الا تذكر لاخوانك ما الهدف من هذه المداخلة وفيما تنفع !

وعليكم السلام ورحمة الله
عجيب أن تسأل عن الهدف من المداخلة !!
ألا ترى أن لها علاقة بالموضوع؟ وهو عن عيسى عليه الصلاة والسلام والأحداث المتعلقة به!!
سورة الكهف جاءت بالبينة التي صححت كل المفاهيم عن أحداث رسالة المسيح عليه السلام ( مفاهيم الذين هادوا ، ومفاهيم النصارى ، ومفاهيم الذين آمنوا).
يجب أن نضع في الاعتبار أن الله تعالى لا يكلمنا في القرءان (في ما يخص النبوة ) إلا وحيا ، فالوحي يعني أنه ليس كلاما صريحا وإنما بإشارة تحتاج إلى تشغيل الذهن لفهمها ، مثل الرؤيا المنامية، هل تأتي الرؤيا صريحة لا تحتاج لتعبير؟ كلا، فرؤيا ملك مصر لم تكن صريحة وإنما كانت وحيا رمز له بأمثال. كذلك الكتاب العزيز، علومه التي تتعلق بالنبوة لها معاني أعمق مما هو ظاهر.
استوقفتني الآية التي ختمت بها سورة الإسراء وهو قوله تعالى : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) ، فهذه الآية تطرح سؤالا منطقيا حكيما وهو : ماذا سيكون رد الذين يعتقدون عكس ما تقوله الآية؟
سيطالبون بالبينة لأن القاعدة تقول البينة على من ادعى ، من يدعي أنه على صواب عليه أن يأتي بالبينة، وبما أن الكتاب حكيم فيجب أن يأتي بالبينة بعد هذه الآية، والسورة التي أتت بعد هذه الآية هي سورة الكهف ، فالمنطق والحكمة يفرضان أن تكون سورة الكهف هي سورة البينة. وهي بالفعل ، وقد جاءت وحيا على صيغة قصص ضربت أمثالا . فمفاهيمنا لنبوة عيسى عليه السلام عبر عنها مفهوم موسى عليه السلام لإقامة الجدار .
 
لا اوافقك قولك أن عيسى عليه السلام مات، فهو لم يموت و إنما يموت بعدما أن ينزل و يقتل الصليب
قال الرسول صلى الله عليه و سلم "والذي نفس بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" متفق عليه"

لم أقل إن عيسى عليه الصلاة والسلام هو ميت ولن يعود إلى الدنيا، وإنما قلت إن الحكمة تقضي بأن تجرى في المسيح عليه السلام نفس الآية التي أجريت في من أحياهم بإذن الله، نفس الدرس الذي رآه الناس في لعازر يجب أن يطبق في المسيح نفسه لتثبت الحجة على أتباعه أنه ليس هو الله كما سيزعمون ، فكما مات لعازر وشاهده الناس ميتا ودفن في القبر وأخرج حيا من قبره بعد ثلاثة أيام ثم عاش ما شاء الله له ثم مات موته النهائي الذي لن يعود بعده إلى الحياة إلا يوم القيامة كذلك عيسى عليه السلام يموت موته الأول فيراه الناس ميتا ثم بعد ثلاثة أيام يخرج من القبر ويعيش في السماء إلى أن يعود مرة أخرى إلى الأرض ثم يموت موته الثاني . فالموت الأول للمسيح عليه السلام هو حجة على من اتخذه إلها ، فهل الإله يموت!! وقد استدللت على ذلك بآية سورة الفرقان :
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الاستاذ الفاضل ابو علي اني أعجب لقد مرت سنوات على هذا الموضوع ولا تزال تتكلم بنفس الطريقة ...ألم يزداد علمكم فتعلم أن القرآن الكريم هو المقدم على العقل لا أقصد انهما يتصادمان لكن ان القول الفصل للقرآن لا أن يتشهى العقل أمرا فتريده النفس وتسعى اليه انظر الى قولكم :
(
كذلك عيسى عليه السلام يموت موته الأول فيراه الناس ميتا ثم بعد ثلاثة أيام يخرج من القبر ويعيش في السماء إلى أن يعود مرة أخرى إلى الأرض ثم يموت موته الثاني . فالموت الأول للمسيح عليه السلام هو حجة على من اتخذه إلها ، فهل الإله يموت!! وقد استدللت على ذلك بآية سورة الفرقان :
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ) هل كلامكم هذا يتلائم مع التقرير القرآني الذي اتفق عليه جمهور المفسرين ...طبعا لا فالقرآن يؤكد ان الله سبحانه رفعه الى السماء لم يمت ولكن صعد وانتهى الامر ان القرآن يستخدم أساليب أخرى لكي يقرر بشرية عيسى عليه السلام وكذلك أمه وان مسألة اعمال العقل في أمر غيبي لم يصح يوقع الباحث في الخطأ والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الاستاذ الفاضل ابو علي اني أعجب لقد مرت سنوات على هذا الموضوع ولا تزال تتكلم بنفس الطريقة ...ألم يزداد علمكم فتعلم أن القرآن الكريم هو المقدم على العقل لا أقصد انهما يتصادمان لكن ان القول الفصل للقرآن لا أن يتشهى العقل أمرا فتريده النفس وتسعى اليه

هل تراني أفرض رؤيتي العقلية على القرآن ثم أتعسف في تطويع النص ليتناسب مع رؤيتي؟
كلا، كل ما أفعله هو أني أقوم بما يشبه الاستنطاق للنص في ما يتضمنه ، وأتوقع أن أجد جوابا عن الخاطر الذي أراه منطقيا وحكيما 100% ، فأجد الجواب أمام النص موافقا لتوقعي.
أنت مثلا لم يخطر في بالك أن تسأل هذا السؤال لابن عباس حتى لو كان غائبا ، لم تسأل : من أدراك يا ابن عباس بما حصل في زمن أنت لم تكن حاضرا فيه؟ سؤال منطقي ويفرض نفسه ومع ذلك سلمت بما قاله ابن عباس واعتبرته هو الواقع ثم تأتي أنت اليوم لتقول لي إن القرءان مقدم على العقل !! هل تراني قلت غير ذلك؟ أليس بتسليمك بما قاله ابن عباس تكون قد جعلت ابن عباس مقدما على العقل؟





أليست الوفاة إذا أطلقت فهي تعني الموت؟
غير الموت إذا وصف بالوفاة فلا بد من قرينة تبين أن المقصود بالوفاة ليس الموت ، مثل قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى) ، القرينة التي تبين أن (يتوفاكم) لا تعني يميتكم هي (بالليل) ، بينت أن الوفاة هنا تعني النوم. كذلك في الآية نفسها (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينً) ، ارجع إلى الموضوع حتى لو لم تذكر فيه الوفاة صراحة إلا أنه مع ذلك تجد قرينة تدلك أن الله توفى المسيح بمعنى أماته .
وحتى الآية التي ذكرت فيها الوفاة صراحة لم تأت بقرينة تدل على أن الوفاة لم تكن موتا.
أما كلامك هذا : هل كلامكم هذا يتلائم مع التقرير القرآني الذي اتفق عليه جمهور المفسرين. أقول : كلامي يتفق مع التقرير القرآني ولا يتفق مع ما قاله جمهور المفسرين.
إن ما اتفق عليه المفسرون ليس هو ما يقره القرآن، ومعظم اتفاقات المفسرين هي نقل عن نقل ... إن سلسلته فستجده في الأخيرر ينتهي إلى شخص واحد، وقد سبق لي أن ضربت مثلا وقلت إن الخبر الغير معقول يكون في بادئ الأمر خرافة لا يصدقها أحد إلا بعض المتعصبون للزعيم الذي حيكت حوله الأسطورة ، فإذا كان هذا الزعيم زعيما دينيا له أتباع ومريدون فإنه بعد قرون ستصبح تلك الخرافة عند أتباع ذلك الشيخ حقيقة لا شك فيها ، وأن من لا يصدقها فهو ضال يخالف قول ما أجمع عليه شيوخهم . هذا واقع الآن عند كل الملل والنحل .
سورة الكهف فيها الدليل أنه ليس كل ما أجمع عليه المفسرون حول أحداث رسالة المسيح صحيحة .
 
لم أقل إن عيسى عليه الصلاة والسلام هو ميت ولن يعود إلى الدنيا، وإنما قلت إن الحكمة تقضي بأن تجرى في المسيح عليه السلام نفس الآية التي أجريت في من أحياهم بإذن الله، نفس الدرس الذي رآه الناس في لعازر يجب أن يطبق في المسيح نفسه لتثبت الحجة على أتباعه أنه ليس هو الله كما سيزعمون ، فكما مات لعازر وشاهده الناس ميتا ودفن في القبر وأخرج حيا من قبره بعد ثلاثة أيام ثم عاش ما شاء الله له ثم مات موته النهائي الذي لن يعود بعده إلى الحياة إلا يوم القيامة كذلك عيسى عليه السلام يموت موته الأول فيراه الناس ميتا ثم بعد ثلاثة أيام يخرج من القبر ويعيش في السماء إلى أن يعود مرة أخرى إلى الأرض ثم يموت موته الثاني . فالموت الأول للمسيح عليه السلام هو حجة على من اتخذه إلها ، فهل الإله يموت!! وقد استدللت على ذلك بآية سورة الفرقان :
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا





عذرا الاخ ابو علي، لقد قلت مات، و هنا قولك "ويوم أموت : (هذا نبأ يتعلق بالمستقبل،) ،أي أن المسيح نبأ اليهود بأنه حين يموت سيقول اليهود عنه في ذلك اليوم كلام سوء هو بريء منه وسليم من كل ادعاءاتهم وبهتانهم،" هذا كلام خاطئ، و انظر ما قاله ايضا الاخ نبيل في المشاركة 15،



عيسى لم يمت لم يمت و لم يمت،
الدليل الأول،
قال الله تعالى "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " (33)

فهناك ميتة واحدة و هي بعد نزوله و قتله الخنزير و كسر الصليب, و لم تحدث بعد.

الدليل الثاني: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)
و قال الله {
بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)}

الدليل الثالث :وهو قول عيسى عليه السلام أن السلام عليه يوم يموت، فعيسى لم يقتل لان أصلا هو لم يمت بعد و أيضا عندما سيموت سيموت و السلام عليه


و في الحقيقة فقط قول الله تعالى "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) ، يعني لم يقتلوه.



​​
 
عذرا يا أخ لقد قلت مات، و هنا قولك "ويوم أموت : (هذا نبأ يتعلق بالمستقبل،) ،أي أن المسيح نبأ اليهود بأنه حين يموت سيقول اليهود عنه في ذلك اليوم كلام سوء هو بريء منه وسليم من كل ادعاءاتهم وبهتانهم،" هذا كلام خاطئ، و انظر ما قاله ايضا الاخ نبيل في المشاركة 15،



عيسى لم يمت لم يمت و لم يمت،
أولا،
قال الله تعالى "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " (33)

فهناك موتة واحدة بعد نزوله و قتله الخنزير و كسر الصليب,

الدليل الثاني: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)
و قال الله {
بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)}

الدليل الثالث :وهو قول عيسى عليه السلام أن السلام عليه يوم يموت، فعيسى لم يقتل لان أصلا هو لم يمت بعد و ايضا عندما سيموت سيموت و السلام عليه
لقد تكلم اليهود بالسوء في المسيح عليه السلام في ثلاث مناسبات :
يوم ولد : قالوا عنه كلاما سيئا وعن أمه الطاهرة ، والحق أنه سليم من كل سوء رماه به اليهود ، فهذا معنى السلام علي يوم ولدت، والتأكيد على السلام ب (ال) يعني أنه بالفعل قالوا فيه كلاما سيئا ولكنه ليس صحيحا ، فهو بريء منه. فالسلام إن جاء غير معرف ب (ال) فهو يمنع أن يوصف بوصف فيه طعن في سلامته، لذلك في يحيى عليه السلام جاء ذكر (سلام) بدون ألف ولام ليدلك أن يحيى سلمه الله من أن يقال فيه كلاما سيئا سواء يوم ولد أو يوم مات أو يوم يبعث حيا . أما السلام بال التعريف فهو لا يمنع أن يقال في المسيح ولكن يمنع أن يكون ذلك هو الحقيقة، فهو يكذبهم.
المناسبة الثانية التي قال فيها اليهود كلاما سيئا في حق المسيح عليه السلام كانت حين قالوا : إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ.... وطبعا هذا الكلام رافقه كلام آخر سيء قالوه : لماذا ادعوا أنهم قتلوه ؟ لأنه في نظرهم هو كافر كذاب يستحق القتل ، وأنه يستحق في نظرهم لعنة الله وغضبه، والحق أنه سليم من هذه الادعاءات الباطلة، هذه المناسبة الثانية وذلك حين توفى الله المسيح ورفعه إليه،
والمناسبة الثالثة أن المسيح في نظر اليهود ساحر كذاب سيصلى نارا يوم البعث ، والمسيح عليه السلام سليم مما يتمنونه له من سوء المصير.
وقلت إن علاقة المسيح بيحيى كعلاقة الروح بالحياة ، فالمسيح يمثل الروح ويحيى يمثل الحياة ، ولا تعرف الحياة إلا بوجود الروح ، ولا يستدل على وجود الروح إلا بوجود الحياة ، فالمسيح ويحيى عليهما السلام كعنصرين في معادلة رياضية، يعرف أحدهما من خلال الآخر، فورود ذكر لفظ (سلام) في حقهما وفي نفس المناسبات يدل على تشابههما في هذه المناسبات الثلاث ، فهما متشابهان في كيفية مجيئهما إلى الوجود ، وهي أنهما ولدا بطريقة لا تحدث للناس، كذلك وفاتهما متشابهة ، فإن لم تكن تعرف كيف توفي المسيح فانظر كيف مات يحيى لتعرف أن كيفية وفاة المسيح كانت شبيهة بها ، فإذا كانت وفاة يحيى قد تمت قتلا فإن وفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل، وهو : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).
 
لقد تكلم اليهود بالسوء في المسيح عليه السلام في ثلاث مناسبات :
يوم ولد : قالوا عنه كلاما سيئا وعن أمه الطاهرة ، والحق أنه سليم من كل سوء رماه به اليهود ، فهذا معنى السلام علي يوم ولدت، والتأكيد على السلام ب (ال) يعني أنه بالفعل قالوا فيه كلاما سيئا ولكنه ليس صحيحا ، فهو بريء منه. فالسلام إن جاء غير معرف ب (ال) فهو يمنع أن يوصف بوصف فيه طعن في سلامته، لذلك في يحيى عليه السلام جاء ذكر (سلام) بدون ألف ولام ليدلك أن يحيى سلمه الله من أن يقال فيه كلاما سيئا سواء يوم ولد أو يوم مات أو يوم يبعث حيا . أما السلام بال التعريف فهو لا يمنع أن يقال في المسيح ولكن يمنع أن يكون ذلك هو الحقيقة، فهو يكذبهم.
المناسبة الثانية التي قال فيها اليهود كلاما سيئا في حق المسيح عليه السلام كانت حين قالوا : إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ.... وطبعا هذا الكلام رافقه كلام آخر سيء قالوه : لماذا ادعوا أنهم قتلوه ؟ لأنه في نظرهم هو كافر كذاب يستحق القتل ، وأنه يستحق في نظرهم لعنة الله وغضبه، والحق أنه سليم من هذه الادعاءات الباطلة، هذه المناسبة الثانية وذلك حين توفى الله المسيح ورفعه إليه،
والمناسبة الثالثة أن المسيح في نظر اليهود ساحر كذاب سيصلى نارا يوم البعث ، والمسيح عليه السلام سليم مما يتمنونه له من سوء المصير.
وقلت إن علاقة المسيح بيحيى كعلاقة الروح بالحياة ، فالمسيح يمثل الروح ويحيى يمثل الحياة ، ولا تعرف الحياة إلا بوجود الروح ، ولا يستدل على وجود الروح إلا بوجود الحياة ، فالمسيح ويحيى عليهما السلام كعنصرين في معادلة رياضية، يعرف أحدهما من خلال الآخر، فورود ذكر لفظ (سلام) في حقهما وفي نفس المناسبات يدل على تشابههما في هذه المناسبات الثلاث ، فهما متشابهان في كيفية مجيئهما إلى الوجود ، وهي أنهما ولدا بطريقة لا تحدث للناس، كذلك وفاتهما متشابهة ، فإن لم تكن تعرف كيف توفي المسيح فانظر كيف مات يحيى لتعرف أن كيفية وفاة المسيح كانت شبيهة بها ، فإذا كانت وفاة يحيى قد تمت قتلا فإن وفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل، وهو : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).

تقول الاخ ابو علي أن وفاة عيسى عليه السلام شبيهة بوفاة يحيي عليه السلام

فهل شرحت لي كيف مات يحيي عليه السلام ، فانا لا أعلم كيف مات يحيي عليه السلام و لماذا وفاتهما يستلزم أن يكون متشابهان؟ من أي لك هذا، من أين جئت بهذا؟

انتظر بفارغ الصبر الرد، و أرجو أن يكون بالأدلة و ليس بالٱراء
 
تقول الاخ ابو علي أن وفاة عيسى عليه السلام شبيهة بوفاة يحيي عليه السلام

فهل شرحت لي كيف مات يحيي عليه السلام ، فانا لا أعلم كيف مات يحيي عليه السلام و لماذا وفاتهما يستلزم أن يكون متشابهان؟ من أي لك هذا، من أين جئت بهذا؟

انتظر بفارغ الصبر الرد، و أرجو أن يكون بالأدلة و ليس بالٱراء

يا أخ إحسان، هل يصح أن يسمى الرأي رأيا وهو لا يستند إلى دليل!!
الرأي هو رؤية بالدليل، فالحقيقة الفيزيائية هي نتيجة النظرية الرياضية ، فالرياضيات هي المنطق ، ولا يتحول أي موضوع إلى حقيقة فيزيائية إلا إذا صح نظريا، فمقاول البناء لا يبدأ في البناء إلا عن دراسة مسبقة بمخططات للعمارة التي سيبنيها عن كل طابق ، وعدد الشقق ، وعدد الغرف .... ويتم ذلك أولا على الورق بحساب دقيق للقياسات.... إذن فلا يمكن إنجاز أي مشروع إذا كان لا يصح نظريا، فالنظرية هي التصميم الرياضي والمنطقي لأي موضوع واقعي، فلا يصح أن أقبل تفسير أحد لشيء يتعلق بفعل الله بدون أن يثبت صحة تفسيره نظريا. فما هي النظرية الرياضية أو المنطقية التي تقضي بأن يلقى شبه المسيح عليه السلام على شخص آخر ليقتل ويصلب مكانه؟
فإن لم يستطع أحد أن يثبت صحة ذلك نظريا فهي عندي لا تصح واقعا ،
أما ما فسرت به أنا وقائع سيرة المسيح عليه السلام فلأنه فعل إلهي ، والفعل الإلهي هو صحيح نظريا قبل رؤيته تطبيقيا. وسأريك إن شاء الله كيف صح نظريا.
 
قلت من قبل إن المسيح ويحيى عليهما السلام هما مثل ضرب للناس عن الروح والحياة وعلاقة أحدهما بالآخر، فهما متلازمان كأنهما شيء واحد ، بالروح تكون الحياة ، ولا تكون الحياة بدون روح، والفرضيات الممكنة لعلاقة الروح بالحياة هي ثلاثة فرضيات :
1) وجود الروح = وجود الحياة
2) عدم وجود الروح = عدم وجود الحياة
3) عودة الروح = عودة الحياة
هذه الفرضيات الممكنة عبر عنها القرآن (وحيا) ، وذلك في القول عن يحيى : وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ، وفي كلام المسيح : وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.
فإذا كانت الفرضيات الثلاث قد صحت رياضيا كمعادلات رياضية فهي تصح كمعادلات منطقية
فإذا حولنا المعادلة الرياضة الأولى إلى معادلة منطقية فإن :
وجود الروح = وجود الحياة ، نحول كل رمز إلى ما رمز إليه ، الروح نضع مكانه المسيح ، الحياة نضع مكانها يحيى ، وجود نضع مكانها ميلاد، و (=) نضع مكانها (يشبه)، فتصبح المعادة كالتاي :
وجود الروح = وجود الحياة ======= ميلاد المسيح يشبه ميلاد يحيى
عدم وجود الروح = عدم وجود الحياة ====== وفاة المسيح تشبه وفاة يحيى ( يحيى توفي قتلا ،قصة قتله معروفة عند النصارى وعند اليهود ، ووفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل )
عودة الروح = عودة الحياة ====== بعث المسيح يشبه بعث يحيى .
إذن ففضية عيسى ويحيى عليهما السلام وضربهما مثلا للحياة بالروح صحت نظريا ، والواقع ينبغي أن يكون التطبيقي مطابقا للنظري، وهو كذلك ، رأيت الآيات في القرآن تثبت ذلك .
 
لقد تكلم اليهود بالسوء في المسيح عليه السلام في ثلاث مناسبات :
يوم ولد : قالوا عنه كلاما سيئا وعن أمه الطاهرة ، والحق أنه سليم من كل سوء رماه به اليهود ، فهذا معنى السلام علي يوم ولدت، والتأكيد على السلام ب (ال) يعني أنه بالفعل قالوا فيه كلاما سيئا ولكنه ليس صحيحا ، فهو بريء منه. فالسلام إن جاء غير معرف ب (ال) فهو يمنع أن يوصف بوصف فيه طعن في سلامته، لذلك في يحيى عليه السلام جاء ذكر (سلام) بدون ألف ولام ليدلك أن يحيى سلمه الله من أن يقال فيه كلاما سيئا سواء يوم ولد أو يوم مات أو يوم يبعث حيا . أما السلام بال التعريف فهو لا يمنع أن يقال في المسيح ولكن يمنع أن يكون ذلك هو الحقيقة، فهو يكذبهم.
المناسبة الثانية التي قال فيها اليهود كلاما سيئا في حق المسيح عليه السلام كانت حين قالوا : إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ.... وطبعا هذا الكلام رافقه كلام آخر سيء قالوه : لماذا ادعوا أنهم قتلوه ؟ لأنه في نظرهم هو كافر كذاب يستحق القتل ، وأنه يستحق في نظرهم لعنة الله وغضبه، والحق أنه سليم من هذه الادعاءات الباطلة، هذه المناسبة الثانية وذلك حين توفى الله المسيح ورفعه إليه،
والمناسبة الثالثة أن المسيح في نظر اليهود ساحر كذاب سيصلى نارا يوم البعث ، والمسيح عليه السلام سليم مما يتمنونه له من سوء المصير.
وقلت إن علاقة المسيح بيحيى كعلاقة الروح بالحياة ، فالمسيح يمثل الروح ويحيى يمثل الحياة ، ولا تعرف الحياة إلا بوجود الروح ، ولا يستدل على وجود الروح إلا بوجود الحياة ، فالمسيح ويحيى عليهما السلام كعنصرين في معادلة رياضية، يعرف أحدهما من خلال الآخر، فورود ذكر لفظ (سلام) في حقهما وفي نفس المناسبات يدل على تشابههما في هذه المناسبات الثلاث ، فهما متشابهان في كيفية مجيئهما إلى الوجود ، وهي أنهما ولدا بطريقة لا تحدث للناس، كذلك وفاتهما متشابهة ، فإن لم تكن تعرف كيف توفي المسيح فانظر كيف مات يحيى لتعرف أن كيفية وفاة المسيح كانت شبيهة بها ، فإذا كانت وفاة يحيى قد تمت قتلا فإن وفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل، وهو : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).

أولا

​​​​​​لا أتفق معاك في قولك أن( (والمناسبة الثالثة أن المسيح في نظر اليهود ساحر كذاب سيصلى نارا يوم البعث ، والمسيح عليه السلام سليم مما يتمنونه له من سوء المصير.
وقلت إن علاقة المسيح بيحيى كعلاقة الروح))))



اليهود يا أخي في الله كانوا يعرفون أنه رسول الله، و هذا قولهم جاء على لسانهم عندما قال الله تعالى "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ" سورة النساء 175

تانيا
​​​​​​صحيح أن هناك تشابه في الأحداث بين عيسى و يحيى عليهما السلام، و لكن ما قلته عن علاقة الروح و الحياة، فليس بدليل، انما هو استنباطك، و لا يمكن الجزم عليه.

أما عيسى عليه السلام فلم يقتل، و لم يصلب بل شبه لهم.
 
أولا

​​​​​​لا أتفق معاك في قولك أن( (والمناسبة الثالثة أن المسيح في نظر اليهود ساحر كذاب سيصلى نارا يوم البعث ، والمسيح عليه السلام سليم مما يتمنونه له من سوء المصير.
وقلت إن علاقة المسيح بيحيى كعلاقة الروح))))



اليهود يا أخي في الله كانوا يعرفون أنه رسول الله، و هذا قولهم جاء على لسانهم عندما قال الله تعالى "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ" سورة النساء

يا أخي إحسان ، قول اليهود : إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) هو على سبيل التهكم ، معناه إنا قتلنا الذي يدعي أنه رسول الله ، فكلامهم فيه سخرية ، لو ترجمته إلى العامية المصرية لكانت العبارة كالتالي : قال رسول الله قال!!
كما أن قولهم (رسول الله) يدل على أن ذلك الإنسان الذي أمسكوه وضربوه وسيق إلى خشبة الصليب استمر يقول إنه رسول الله، لو كان كذابا لاعترف بكذبه ولطلب العفو عنه ولتعهد لهم بأنه تاب ولن يعود إلى إضلال الناس، وهذا حال أي كذاب حين يلقى عليه القبض يعترف بكذبه لينجو من العقاب.
تانيا
​​​​​​صحيح أن هناك تشابه في الأحداث بين عيسى و يحيى عليهما السلام، و لكن ما قلته عن علاقة الروح و الحياة، فليس بدليل، انما هو استنباطك، و لا يمكن الجزم عليه.

أما عيسى عليه السلام فلم يقتل، و لم يصلب بل شبه لهم.
إذا كان عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب فما هي الحالة الأخرى المقابلة للقتل والصلب ؟
الآية تقول إن الناس الذين حضروا المشهد اختلفوا ، كل فريق كان يعتقد خلاف ما كان يعتقده الفريق الآخر. من البديهي أن الناس لا يمكن أن يختلفوا في معرفة هوية الشخص الذي يشاهدونه وإنما يختلفون في حاله الذي له ا حتمالين ، أحدهما فقط هو الصواب، مثلا : انقطع التيار الكهربائي فجأة، هذه الحالة لها احتمالان : إما أن التيار الكهربائ فصل من المنبع أو أن الفيوز هو الذي احترق، فإذا جاء أحد باليقين وقال إن وزارة الكهرباء هي التي فصلت الكهرباء فلا داعي أن يقول بعدها (وليس الفيوز هو الذي احترق) ، فهذا توضيح ما لا يحتاج إلى إيضاح.
كذلك لو رأى الناس أحدا يمشي مشيا مضطربا فاقدا لتوازنه فإن الحالة هنا هي فقدان توازن ، لها احتمالان يمكن أن يختلف فيهما المشاهدون ، فريق من الناس سيظنون أنه قد يكون مريضا أصيب بدوار في رأسه، وفريق آخر سيظنون أنه قد يكون سكرانا لأن حاله يشبه حال السكران ، فإذا جاء مرافقه الذي يعلم يقينا حال صاحبه وقال للذين ظنوه سكرانا : رفيقي ليس سكرانا ولكن شبه لكم ، لماذا قال (شبه لكم)؟ لأنهم اشتبه عليهم حاله الذي كان يشبه حال الذي أكثر من شرب الخمر. ولا داعي أن يقول لهم بعد ذلك إنه به دوار برأسه، فذلك توضيح ما لا يحتاج إلى إيضاح.
كذلك الحال في الناس الذين حضروا ما يسمى بعملية الصلب ، الحالة هي أن ذلك الإنسان الذي علق على الصليب رأى الناس جنود الرومان ينزلونه من خشبة الصليب ويعلنون موته، فالحالة هي فقدان الحياة ، لها فرضيتان وحيدتان ممكنتان : إما يأن يكون ذلك قد تم قتلا أو موتا ، فنفي أحداهما يثبت الأخرى بداهة ، ولا يحتاج الواضح إلى إيضاح، فإذا كان الله تعالى قد نفى القتل على وجه العموم والصلب على وجه الخصوص فلا داعي أن يقول بعدها (بل توفاه الله ورفعه إليه) فذلك توضيح ما لا يحتاج إلى إيضاح، يكفي أن يقول (بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما). ولقد سبق أن قال في آية أخرى : إني متوفيك ورافعك إلي).
قال تعالى عن المسيح عليه السلام : وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا، فهو علم للساعة لمن يجهل الساعة وينكرها، فالمسيح عليه السلام هو علم للساعة منذ بعثه إلى آخر الزمان، أي أنه حجة على من ينكر البعث في أي زمن ، فالذي يكذب بالبعث ما كذب إلا لأنه يظن أن الموتى لا يبعثون، نقول له : إن المسيح كان يحيي الموتى بإذن الله ، فلو لم يكن للنصارى وجود لكذب القرآن ولقال : لو كان المسيح قد مر في التاريخ لبقي له أتباع ربما يكونون أكثر الناس عددا اليوم ، ولاتخذوه إلها لأنه يفعل أمورا لا يفعلها إلا الله، فإذا قلنا له : لقد جاء المسيح حقا وكان يحيي الموتى بإذن الله وهؤلاء أتباعه هم أكثر أهل الأرض عددا ، وهم يعتبرون المسيح هو الله.
ماذا بقي للملحد منكر الساعة والبعث من كلام؟
سيقول إنه ساحر كذاب وأن تلك العجائب التي انبهر بها الناس ما هي إلا أعمال سحرية، وأنه لو ألقي عليه القبض وتعرض للتعذيب حتى الموت لاعترف أنه ساحر لينجو من العذاب ومن الموت.
فعلا هذه هي البينة التي يشهد بها المسيح لنفسه أنه رسول الله ، وهي الحجة على المكذب بيوم الدين أن عيسى عليه السلام رسول الله وعلم للساعة حق العلم ، فلو لم يتوفاه الله بهذه الطريقة التي رآها الناس لارتاب المرتابون في البعث ولما كان علما للساعة حق العلم إذ سيبقى الريب قائما في نفس من ليس له علم أن الساعة حق ويظن أنه كان ساحرا.
 
قولك اخي في الله ابو علي [[[قول اليهود : إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) هو على سبيل التهكم ، معناه إنا قتلنا الذي يدعي أنه رسول الله ، فكلامهم فيه سخرية ، لو ترجمته إلى العامية المصرية لكانت العبارة كالتالي : قال رسول الله قال!!
كما أن قولهم (رسول الله) يدل على أن ذلك الإنسان الذي أمسكوه وضربوه وسيق إلى خشبة الصليب استمر يقول إنه رسول الله]]] ، أشكال في ذلك، فهم يعرفون أنه رسول الله، و لكن لم يأتي بما تهوي أنفسهم، يعترفون أنه رسول الله، و لكن يعارضون أنه أرسل إليهم أيضا، فهم ما زالوا ينتظرون مسيحهم المنتضر حسب قولهم.
فهم يريدون مسيحا يعيد إليهم ملكهم الدنيوي، المصالح الدنيوية...

اليهود صفاتهم أنهم حتى لو عرفوا الحق، فإنهم يكفرون، إن كان ذاك الحق لا يتماشى مع أهوائهم.
 
قولك
اليهود صفاتهم أنهم حتى لو عرفوا الحق، فإنهم يكفرون، إن كان ذاك الحق لا يتماشى مع أهوائهم.
يا أخي إحسان ، اليهود هو الإسم الديني لبني إسرائيل ، فالقرآن يتكلم عنهم مرات باسمهم الديني (اليهود ) ، ومرات يتكلم عنهم بصيغة الفعل (الذين هادوا) كما يتكلم عن المؤمنين بالصفة الدينية (المؤمنون) أو بصيغة الفعل (الذين آمنوا). والإسم الديني (اليهود) لا يعني أن كل من يحمل هذا الإسم هو كافر ، فإذا كان الله قد قال قالت اليهود يد الله مغلولة فلا يعني ذلك أن كل اليهود جميعا قالوا ذلك، هل تفهم من الآية (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) أن جميع الأعراب هم أشد كفرا ونفاقا ؟ كلا , فقد قال الله في آية أخرى : (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ) ، وقال عن اليهود كأهل كتاب في موضع آخر (ليسوا سواء) ، وقال (مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ).
المؤمنون من اليهود هم مسلمون وصفا وليس إسما لأن إيمانهم يعتمد على الشهادة وليس على الغيب ، أما أنبياءهم فإيمانهم هو إيمان بالغيب وبالشهادة معا، لذلك فرق بين أنبيائهم وبين العامة في التصنيف الإيماني فقال تعالى : إنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا )، فالذي يؤمن بالغيب هو الذي يستحق أن يسمى مؤمنا ، أما الذي يعتمد إيمانه على الشهادة أكثر من الغيب فهو مؤمن وصفا فقط وليس إسما ، مثلا : ذهبت لتقترض مالا من شخص ووعدته بأنك سترده له بعد شهر فصدقك الرجل وأقرضك ما طلبته، وذهبت عند رجل آخر فطلب منك رهنا لكي يقرضك ، ولم يقرضك إلا بعد أن رهنت سيارتك عنده، فأي الرجلين أحق أن تقول إنه استأمنك؟ هل الذي صدقك بالغيب فأقرضك بدون رهن أم الذي رهنت سيارتك عنده ؟ كذلك الإيمان بالغيب والذين لا يؤمنون إلا برؤية الآيات الحسية ، فإذا وضع المسلمون (إسما) مقابل المسلمين (وصفا) فإن التعبير المناسب هو (الذين آمنوا مقابل الذين هادوا.
نرجع إلى موضوعي عن المسيح عليه السلام فأقول : إن في اتخاذ النصارى الصليب شعارا دينيا لهم هو من جهة أخرى يعتبر هدى للمكذب بالساعة ، فإن ادعى أن المسيح ليس رسولا من الله وأنه ساحر كذاب لو وقع في قبضة السلطة وأذاقته العذاب لاعترف بكذبه نقول له إذهب إلى النصارى واسألهم ما بالهم يرفعون الصليب فوق كنائسهم ويلبسه قساوستهم ورهبانهم، واذهب إلى اليهود فاسألهم ماذا فعلوا بالمسيح عليه السلام.
إذن ففي وفاة المسيح عليه السلام آية لا تقل أهمية عن آياته التي أوتيها ، بل هي عند المكذب بالساعة أكثر أهمية من إحياء الموتى، فهي الحاسمة التي بها يصل إلى اليقين أن الساعة حق وأن عيسى عليه السلام لم يكن ساحرا ولا كذابا.
 
عودة
أعلى