قول مشكل لابن عاشور في تفسيره

محمد سعدهم

New member
إنضم
7 أكتوبر 2012
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
33
الإقامة
متنقل بين المنصورة والمحلة
تأمل معى
قرأت فى تفسير ابن عاشورالمسمى بالتحريروالتنويرفى قوله تعالى (وإذاالموؤودة سئلت)منذأمدبعيد هذه العبارة:والوأد : دفن الطفلة وهي حية : قيل هو مقلوب آداه ، إذا أثقله ; لأنه إثقال الدفينة بالتراب . قال في الكشاف : كان الرجل إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية ، وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية يقول لأمها طيبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها وقد حفر لها بئرا في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها : انظري فيها ، ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض ....إلى ان قال :ولم يكن الوأد معمولا به عند جميع القبائل ، قيل : أول من وأد البنات من القبائل ربيعة ، وكانت كندة تئد البنات ، وكان بنو تميم يفعلون ذلك ، ووأد قيس بن عاصم المنقري من بني تميم ثماني بنات له قبل إسلامه .
ولم يكن الوأد في قريش البتة .
وعبارته الأخيرة (ولم يكن الوأدفى قريش البتة)فيه إشكال عندى إذاالمتعارف أن القرءان نزل بلغة قريش وكانواهم المخاطبين بالدرجة الأولى وقد نقل عن بعضهم أنه وأدالبنات كعمر بن الخاطب -إن صح عنه-فمامعنى قول ابن عاشور إذا ؟؟أفيدونى أفادكم الله

الكلام ليس لي ولكن أحدهم سأل فلم أستطع إجابته ورجوت المساعدة.
 
حياكم الله أخي الكريم .
ما ذكره ابن عاشور ليس قولاً خاصاً به فقد سبقه إليه عدد كبير من المؤرخين والمفسرين الذين تناولوا هذه القضية (قضية وأد العرب للبنات) . فقد ذكر المؤرخون أن هناك بعض القبائل التي كثر فيها الوأد ، ولم تكن قريش من تلك القبائل ، وهذا لا علاقة له بكون القرآن نزل بلغة قريش وهي مسألة مختلفة .
بل إن أحد الباحثين وهو الدكتور مرزوق بن تنباك صنف كتاباً سماه (الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة) زعم فيه أن الوأد لم يكن موجودا عند العرب مطلقاً ، وأن الروايات التي وردت في ذلك ضعيفة ومتأخرة . وهذا منه مجازفة بعيدة ففيه نوع من رد الآيات التي وردت في ذكر الوأد عند العرب وتوبيخهم على ذلك . والتوسط هو القول بأن هذا الفعل القبيح وهو وأد البنات كان موجودا على قلة عند بعض القبائل العربية غيرة على البنات وخوفاً عليهن من السبي والوقوع في أيدي العدو ، ولكن هذا الفعل لفداحته وخطره ذكره الله في القرآن وعظم من شأنه وهو عظيم حقاً نحمد الله على الإسلام .
وأقترح عليكم مراجعة ما كتبه الدكتور جواد علي عن هذا الموضوع في كتابه (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) .
 
وحياكم الله دكتور عبد الرحمن وشكر لك سرعة الإجابة ...... وقد أفدتني بفائدة أخرى من حيث لا تدري بذكرك كتاب الدكتور جواد وهو معروض أمامي بسعر زهيد وكنت متردد في شرائه (ابتسامة).​
 
هل يلزم من قوله " نزل بلغتهم" كونهم وحدهم المخاطبون به، أو أن الوأد يلزم وقوعه منهم ؟
 
عودة
أعلى