باحث عن الحق
New member
- إنضم
- 22/09/2008
- المشاركات
- 187
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
هناك العديد من الآيات الكريمة تتحدث عن خلود المسلم العاصي فى النار
وهى - بدون إخراجها من سياقها - تتحدث عن تعليمات للمؤمنين ثم تتوعدهم إذا خالفوا بالنار
و الخلود فيها
أى أن الآيات موجهة للمسلم العاصى دون غيره
أما الإعتقاد السائد بأن المسلم العاصى يعذب فيها ثم يُخرج , أو أنه لا يدخلها :
فهو إعتقاد مبني على أحاديث و مرويات عدة , و يستشهد مؤيدوه بالآية الكريمة :
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس فى تلك الآية ما يوجب المغفرة للعصاة غير المشركين ولا عدم خلودهم فى النار
لأن المعاصى و الكبائر هى صحيح دون الشرك ,
و لكن قد لا يشاء الله أن يغفر للكثيرين من مرتكبي بعض أو الكثير من أصناف المعاصى , فقد قيَّد
الأمر بقوله : { لِمَنْ يَشَاءُ }
و قد يكون المقصود بمن يشاء : التائبون عن المعاصى
أما حديثى هنا فسينحصر فى المسلم أو الموَحِد العاصى الذى لم يتب
وهناك آيات توحى بكل ما سبق , على سبيل المثال :
يقول محمد عزة دروزة فى التفسير الحديث ( ما بين قوسين ) :
( ولم يرو المفسرون شيئا في مناسبة الآيتين الأوليين أي [15 و 16]
وكل ما قالوه أنهما نزلتا في أهل بدر.
وكلامهم يفيد أنهما نزلتا قبل المعركة مع أن كل الآيات السابقة واللاحقة من السورة نزلت بعد
انتهاء المعركة على ما يلهمه فحواها ونبهنا عليه قبل.)
( ولقد روى الطبري وغيره عن بعض أهل التأويل أن هاتين الآيتين هما خاصتان بيوم بدر لا قبله ولا بعده،
وأن بعض المؤمنين ولّوا الأدبار يوم أحد ويوم حنين فعفا الله عنهم كما جاء في آية سورة
آل عمران [155] وآيات سورة التوبة [25- 27]
ومعنى هذا أن الآيتين منسوختان.
على أن هناك من قال إنهما محكمتان وإن توبة الله وعفوه عن المتولّين يوم أحد ويوم حنين أمر خاص
لا يستوجب نسخ حكمهما.
وقد رجّح الطبري هذا القول وفي هذا سداد وصواب
وإطلاق الكلام في الآيتين يؤيد ذلك حيث يلهم بقوة أنهما بالنسبة للمستقبل عامة،
ولا سيما نزلتا بعد معركة بدر على ما رجّحناه قبل )
ثم ذكر الأحاديث التى فيها أن التولي يوم الزحف من الكبائر و غير ذلك من تعظيم ذلك الأمر
الخلاصة أنه ذهب إلى أن الآيتين حكمهما عام كما هو يبدو من لفظهما و ليس مخصصاً بموقعة بدر فقط
أو بحادثة بعينها
و بالتاريخ بعض الروايات تدل على أن هذا هو فهم الصحابة لها ,مثل رواية هروب البعض من موقعة
ضد الفرس على عهد عمررضي الله عنه فطمأنهم أنهم تحيزوا له, وهو الفئة التى سيحاربون معها الفرس ..
فيُحلل بذلك المعضلة و يكفِّرون عن ذنبهم فى التولى و الهروب .
والله أعلم بمدى صحة روايات التاريخ هذه
و من المؤكد الثابت أن تلك الآيتين - كما بسياقهما - موجهتان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
الإشكال هنا :
كيف يتسق أن يكون الهارب من الزحف مَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وهذا يتعارض مع الكثير
من الأحاديث التى يفترض كونها صحيحة , و التى تزعم أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة
وإن زنى وإن سرق , أو أنه لا يدخل النار ... إلخ !!!!
و كما فى حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه بعد أن ذكر المعاصى و السرقة و الزنا :
(( ومن فعل شيئاً من ذلك، فعوقِبَ في الدنيا، فهو كفارتُه،
ومن فعل ولم يُعاقب، فهو إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه ))
و قد يقال: يستثنى من المعاصى المذكورة فى هذا الحديث الأخير: مَن تولى يوم الزحف ,,
لأن الوعيد سبق له بالآيتين المذكورتين, فهو ممن يشاء الله لهم العذاب , فلا تعارض إذاً
ولكن ماذا عن الجمع مع بقية الأحاديث التى تحرم النار على كل مسلم و إن كان عاصياً,
أو تزعم دخوله الجنة ؟!!!
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) }} النساء
وهى - بدون إخراجها من سياقها - تتحدث عن تعليمات للمؤمنين ثم تتوعدهم إذا خالفوا بالنار
و الخلود فيها
أى أن الآيات موجهة للمسلم العاصى دون غيره
أما الإعتقاد السائد بأن المسلم العاصى يعذب فيها ثم يُخرج , أو أنه لا يدخلها :
فهو إعتقاد مبني على أحاديث و مرويات عدة , و يستشهد مؤيدوه بالآية الكريمة :
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس فى تلك الآية ما يوجب المغفرة للعصاة غير المشركين ولا عدم خلودهم فى النار
لأن المعاصى و الكبائر هى صحيح دون الشرك ,
و لكن قد لا يشاء الله أن يغفر للكثيرين من مرتكبي بعض أو الكثير من أصناف المعاصى , فقد قيَّد
الأمر بقوله : { لِمَنْ يَشَاءُ }
و قد يكون المقصود بمن يشاء : التائبون عن المعاصى
أما حديثى هنا فسينحصر فى المسلم أو الموَحِد العاصى الذى لم يتب
وهناك آيات توحى بكل ما سبق , على سبيل المثال :
1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) } [ الأنفال]
يقول محمد عزة دروزة فى التفسير الحديث ( ما بين قوسين ) :
( ولم يرو المفسرون شيئا في مناسبة الآيتين الأوليين أي [15 و 16]
وكل ما قالوه أنهما نزلتا في أهل بدر.
وكلامهم يفيد أنهما نزلتا قبل المعركة مع أن كل الآيات السابقة واللاحقة من السورة نزلت بعد
انتهاء المعركة على ما يلهمه فحواها ونبهنا عليه قبل.)
( ولقد روى الطبري وغيره عن بعض أهل التأويل أن هاتين الآيتين هما خاصتان بيوم بدر لا قبله ولا بعده،
وأن بعض المؤمنين ولّوا الأدبار يوم أحد ويوم حنين فعفا الله عنهم كما جاء في آية سورة
آل عمران [155] وآيات سورة التوبة [25- 27]
ومعنى هذا أن الآيتين منسوختان.
على أن هناك من قال إنهما محكمتان وإن توبة الله وعفوه عن المتولّين يوم أحد ويوم حنين أمر خاص
لا يستوجب نسخ حكمهما.
وقد رجّح الطبري هذا القول وفي هذا سداد وصواب
وإطلاق الكلام في الآيتين يؤيد ذلك حيث يلهم بقوة أنهما بالنسبة للمستقبل عامة،
ولا سيما نزلتا بعد معركة بدر على ما رجّحناه قبل )
ثم ذكر الأحاديث التى فيها أن التولي يوم الزحف من الكبائر و غير ذلك من تعظيم ذلك الأمر
الخلاصة أنه ذهب إلى أن الآيتين حكمهما عام كما هو يبدو من لفظهما و ليس مخصصاً بموقعة بدر فقط
أو بحادثة بعينها
و بالتاريخ بعض الروايات تدل على أن هذا هو فهم الصحابة لها ,مثل رواية هروب البعض من موقعة
ضد الفرس على عهد عمررضي الله عنه فطمأنهم أنهم تحيزوا له, وهو الفئة التى سيحاربون معها الفرس ..
فيُحلل بذلك المعضلة و يكفِّرون عن ذنبهم فى التولى و الهروب .
والله أعلم بمدى صحة روايات التاريخ هذه
و من المؤكد الثابت أن تلك الآيتين - كما بسياقهما - موجهتان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
الإشكال هنا :
كيف يتسق أن يكون الهارب من الزحف مَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وهذا يتعارض مع الكثير
من الأحاديث التى يفترض كونها صحيحة , و التى تزعم أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة
وإن زنى وإن سرق , أو أنه لا يدخل النار ... إلخ !!!!
و كما فى حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه بعد أن ذكر المعاصى و السرقة و الزنا :
(( ومن فعل شيئاً من ذلك، فعوقِبَ في الدنيا، فهو كفارتُه،
ومن فعل ولم يُعاقب، فهو إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه ))
و قد يقال: يستثنى من المعاصى المذكورة فى هذا الحديث الأخير: مَن تولى يوم الزحف ,,
لأن الوعيد سبق له بالآيتين المذكورتين, فهو ممن يشاء الله لهم العذاب , فلا تعارض إذاً
ولكن ماذا عن الجمع مع بقية الأحاديث التى تحرم النار على كل مسلم و إن كان عاصياً,
أو تزعم دخوله الجنة ؟!!!
2)
{{ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى .......(12)
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) }} النساء
لاحظ أن سياق الآيات يتحدث عن المواريث و التشريعات , والواضح أن الخطاب هنا للمسلمين
ثم يهدد العاصى منهم و من يتعدى حدود الله بالخلود فى النار
حتى لو فرضنا أن لهذا السياق سبب نزول فإن عموم اللفظ يغلب على خصوص سبب النزول
فمن الواضح أن كل ذلك تشريع عام بما فيه التهديد بالخلود فى النار !!
فكيف بعد هذا يقال أن أى مسلم عاصي ( بما فيهم من لم يتب ) يطرح فى النار قليلاً ثم يُخرج ليُلقى فى نهر ليزول عنه أثر العذاب ,ثم يدخل الجنة و ذلك كما ورد بأحاديث الصحيحين و غيرهما !!!
(( من كان فى قلبه مثقال ذرة من خردل من إيمان ... )) أى يخرج من النار
و كذلك الحال مع آيات أخرى كثيرة تهدد العصاة من المسلمين , منها :
ثم يهدد العاصى منهم و من يتعدى حدود الله بالخلود فى النار
حتى لو فرضنا أن لهذا السياق سبب نزول فإن عموم اللفظ يغلب على خصوص سبب النزول
فمن الواضح أن كل ذلك تشريع عام بما فيه التهديد بالخلود فى النار !!
فكيف بعد هذا يقال أن أى مسلم عاصي ( بما فيهم من لم يتب ) يطرح فى النار قليلاً ثم يُخرج ليُلقى فى نهر ليزول عنه أثر العذاب ,ثم يدخل الجنة و ذلك كما ورد بأحاديث الصحيحين و غيرهما !!!
(( من كان فى قلبه مثقال ذرة من خردل من إيمان ... )) أى يخرج من النار
و كذلك الحال مع آيات أخرى كثيرة تهدد العصاة من المسلمين , منها :
3)
{{ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ
وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) }} (البقرة: 275)
وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) }} (البقرة: 275)
4)
{{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) }} النساء
بعد بحث تبين لابن الجوزي فى ( نواسخ القرآن :1 / 316 و ما بعدها ) أن هذه الآية لم تنسخ , قال :
( والقول الثاني: أنها محكمة.
واختلف هؤلاء في طريق إحكامها على قولين:
أحدهما: أن قاتل المؤمن مخلد في النار، وأكدوا هذا بأنها خبر، والأخبار لا تنسخ. )
أى أنها ليست حكماً شرعياً قابل للتغيير أو التخفيف و لكنها خبر عما سيحدث فى الآخرة, و لابد أن يحدث
بنفس الكيفية التى ورد بها
و تروى عدة روايات مختلفة عن سبب نزول تلك الآية فى أنها نزلت بسبب قصة شخص معين
و السؤال هنا : هل عموم اللفظ هنا لا يتيح لسبب النزول - إن صح - أى تخصيص ؟!! ,
و يُلاحَظ سياق الآية السابقة عليها و التى تتحدث عن قتل المؤمن للمؤمن دون تعمد فعليه الفدية إلخ
يقول فى نواسخ القرآن : 1/ 322 :
( وقد ضعف هذا الوجه أبو جعفر النحاس فقال: "ومَن" [ أى " و مَن يقتل " كما بالآية ... ]
لفظ عام لا يخص إلا بتوقيف أو دليل قاطع .
وقد ذهب قوم إلى أنها مخصوصة في حق من لم يتب، بدليل قوله تعالى: {إِلا مَنْ تَابَ} [ الفرقان : 70 ] )
وقد خالف ابن عباس العديد من أهل العلم و الصحابة الذين قالوا أن ذلك مستثنى بأن يتوب القاتل فلا
يتعرض للوعيد الذى بالآية ,و قد إختلفت الروايات عنه فى ذلك إختلافاً شديداً
فماذا إذا كان القاتل مسلماً و لم يتب و مات على ذلك ؟
أوليس القاتل , و الذى يخالف حدود الله فى المواريث أو غيرها , و آكل الربا , و الفار يوم الزحف
و غيرهم من العصاة - إذا لم يتوبوا -.. أليس من الممكن أن يوجد فى قلب واحد منهم مثقال حبة من إيمان ؟!!
فكيف يخرجون من النار كما بالأحاديث و كما فى العقيدة المتعارف عليها( أن المسلم العاصي لا يخلد فى النار)
و هذا كله على عكس ما يظهر من الآيات سابقة الذكر
أما بخصوص الآية : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس فيها تعارض مع الآيات المذكورة
لأن المعاصى و الكبائر المبينة بالآيات صحيحٌ أنها دون الشرك ,
و لكن قد لا يكون مرتكبيها ممن يشاء الله عز وجل أن يغفر لهم , فقد قيَّد الأمر بقوله : { لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس إذن فى تلك الآية ما يوجب نجاة و عدم خلود المسلم العاصى فى النار, ولا حتمية الغفران له
فالآية إذن ليست حجة لمن قال بأن : المسلم العاصى لا يخلد ( أو لا يدخل ) فى النار مادام لم يُشرك
بعد بحث تبين لابن الجوزي فى ( نواسخ القرآن :1 / 316 و ما بعدها ) أن هذه الآية لم تنسخ , قال :
( والقول الثاني: أنها محكمة.
واختلف هؤلاء في طريق إحكامها على قولين:
أحدهما: أن قاتل المؤمن مخلد في النار، وأكدوا هذا بأنها خبر، والأخبار لا تنسخ. )
أى أنها ليست حكماً شرعياً قابل للتغيير أو التخفيف و لكنها خبر عما سيحدث فى الآخرة, و لابد أن يحدث
بنفس الكيفية التى ورد بها
و تروى عدة روايات مختلفة عن سبب نزول تلك الآية فى أنها نزلت بسبب قصة شخص معين
و السؤال هنا : هل عموم اللفظ هنا لا يتيح لسبب النزول - إن صح - أى تخصيص ؟!! ,
و يُلاحَظ سياق الآية السابقة عليها و التى تتحدث عن قتل المؤمن للمؤمن دون تعمد فعليه الفدية إلخ
يقول فى نواسخ القرآن : 1/ 322 :
( وقد ضعف هذا الوجه أبو جعفر النحاس فقال: "ومَن" [ أى " و مَن يقتل " كما بالآية ... ]
لفظ عام لا يخص إلا بتوقيف أو دليل قاطع .
وقد ذهب قوم إلى أنها مخصوصة في حق من لم يتب، بدليل قوله تعالى: {إِلا مَنْ تَابَ} [ الفرقان : 70 ] )
وقد خالف ابن عباس العديد من أهل العلم و الصحابة الذين قالوا أن ذلك مستثنى بأن يتوب القاتل فلا
يتعرض للوعيد الذى بالآية ,و قد إختلفت الروايات عنه فى ذلك إختلافاً شديداً
فماذا إذا كان القاتل مسلماً و لم يتب و مات على ذلك ؟
أوليس القاتل , و الذى يخالف حدود الله فى المواريث أو غيرها , و آكل الربا , و الفار يوم الزحف
و غيرهم من العصاة - إذا لم يتوبوا -.. أليس من الممكن أن يوجد فى قلب واحد منهم مثقال حبة من إيمان ؟!!
فكيف يخرجون من النار كما بالأحاديث و كما فى العقيدة المتعارف عليها( أن المسلم العاصي لا يخلد فى النار)
و هذا كله على عكس ما يظهر من الآيات سابقة الذكر
أما بخصوص الآية : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس فيها تعارض مع الآيات المذكورة
لأن المعاصى و الكبائر المبينة بالآيات صحيحٌ أنها دون الشرك ,
و لكن قد لا يكون مرتكبيها ممن يشاء الله عز وجل أن يغفر لهم , فقد قيَّد الأمر بقوله : { لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس إذن فى تلك الآية ما يوجب نجاة و عدم خلود المسلم العاصى فى النار, ولا حتمية الغفران له
فالآية إذن ليست حجة لمن قال بأن : المسلم العاصى لا يخلد ( أو لا يدخل ) فى النار مادام لم يُشرك
أرجو جواب التالى
1) هل يصح نسخ أمور مثل أمور الآخرة المتعلقة بالخلود فى الجنة و النار أو دخولهما ؟أم أنها أخبار
عن واقع سيحدث و الأخبار لا تنسخ ؟
2) هل يوجد آيات صريحة محكمة من القرآن الكريم تدل على أن المسلم العاصى سيدخل حتماً الجنة
كما ورد بالأحاديث ؟
و هل يوجد ما يؤيد - من القرآن الكريم - صحة ما ذهب إليه أهل السنة بخصوص هذا الإعتقاد
( غير آية :{ لا يغفر أن يشرك به ...... } الآية ) ؟
عذراً على الإطالة و كل عام و أنتم بخير
عن واقع سيحدث و الأخبار لا تنسخ ؟
2) هل يوجد آيات صريحة محكمة من القرآن الكريم تدل على أن المسلم العاصى سيدخل حتماً الجنة
كما ورد بالأحاديث ؟
و هل يوجد ما يؤيد - من القرآن الكريم - صحة ما ذهب إليه أهل السنة بخصوص هذا الإعتقاد
( غير آية :{ لا يغفر أن يشرك به ...... } الآية ) ؟
عذراً على الإطالة و كل عام و أنتم بخير