قضية خلود المسلم العاصى فى النار أو دخوله فيها ... فى ضوء آيات القرآن الكريم

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
22/09/2008
المشاركات
187
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
هناك العديد من الآيات الكريمة تتحدث عن خلود المسلم العاصي فى النار
وهى - بدون إخراجها من سياقها - تتحدث عن تعليمات للمؤمنين ثم تتوعدهم إذا خالفوا بالنار
و الخلود فيها
أى أن الآيات موجهة للمسلم العاصى دون غيره
أما الإعتقاد السائد بأن المسلم العاصى يعذب فيها ثم يُخرج , أو أنه لا يدخلها :
فهو إعتقاد مبني على أحاديث و مرويات عدة , و يستشهد مؤيدوه بالآية الكريمة :
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس فى تلك الآية ما يوجب المغفرة للعصاة غير المشركين ولا عدم خلودهم فى النار
لأن المعاصى و الكبائر هى صحيح دون الشرك ,
و لكن قد لا يشاء الله أن يغفر للكثيرين من مرتكبي بعض أو الكثير من أصناف المعاصى , فقد قيَّد
الأمر بقوله : { لِمَنْ يَشَاءُ }
و قد يكون المقصود بمن يشاء : التائبون عن المعاصى

أما حديثى هنا فسينحصر فى المسلم أو الموَحِد العاصى الذى لم يتب

وهناك آيات توحى بكل ما سبق , على سبيل المثال :
1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) } [ الأنفال]

يقول محمد عزة دروزة فى التفسير الحديث ( ما بين قوسين ) :
( ولم يرو المفسرون شيئا في مناسبة الآيتين الأوليين أي [15 و 16]
وكل ما قالوه أنهما نزلتا في أهل بدر.
وكلامهم يفيد أنهما نزلتا قبل المعركة مع أن كل الآيات السابقة واللاحقة من السورة نزلت بعد
انتهاء المعركة على ما يلهمه فحواها ونبهنا عليه قبل.)

( ولقد روى الطبري وغيره عن بعض أهل التأويل أن هاتين الآيتين هما خاصتان بيوم بدر لا قبله ولا بعده،
وأن بعض المؤمنين ولّوا الأدبار يوم أحد ويوم حنين فعفا الله عنهم كما جاء في آية سورة
آل عمران [155] وآيات سورة التوبة [25- 27]

ومعنى هذا أن الآيتين منسوختان.

على أن هناك من قال إنهما محكمتان وإن توبة الله وعفوه عن المتولّين يوم أحد ويوم حنين أمر خاص
لا يستوجب نسخ حكمهما
.
وقد رجّح الطبري هذا القول وفي هذا سداد وصواب
وإطلاق الكلام في الآيتين يؤيد ذلك حيث يلهم بقوة أنهما بالنسبة للمستقبل عامة،
ولا سيما نزلتا بعد معركة بدر على ما رجّحناه قبل
)
ثم ذكر الأحاديث التى فيها أن التولي يوم الزحف من الكبائر و غير ذلك من تعظيم ذلك الأمر

الخلاصة أنه ذهب إلى أن الآيتين حكمهما عام كما هو يبدو من لفظهما و ليس مخصصاً بموقعة بدر فقط
أو بحادثة بعينها
و بالتاريخ بعض الروايات تدل على أن هذا هو فهم الصحابة لها ,مثل رواية هروب البعض من موقعة
ضد الفرس على عهد عمررضي الله عنه فطمأنهم أنهم تحيزوا له, وهو الفئة التى سيحاربون معها الفرس ..
فيُحلل بذلك المعضلة و يكفِّرون عن ذنبهم فى التولى و الهروب .
والله أعلم بمدى صحة روايات التاريخ هذه

و من المؤكد الثابت أن تلك الآيتين - كما بسياقهما - موجهتان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

الإشكال هنا :
كيف يتسق أن يكون الهارب من الزحف مَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وهذا يتعارض مع الكثير
من الأحاديث التى يفترض كونها صحيحة , و التى تزعم أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة
وإن زنى وإن سرق , أو أنه لا يدخل النار ... إلخ !!!!

و كما فى حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه بعد أن ذكر المعاصى و السرقة و الزنا :
(( ومن فعل شيئاً من ذلك، فعوقِبَ في الدنيا، فهو كفارتُه،
ومن فعل ولم يُعاقب، فهو إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه ))
و قد يقال: يستثنى من المعاصى المذكورة فى هذا الحديث الأخير: مَن تولى يوم الزحف ,,
لأن الوعيد سبق له بالآيتين المذكورتين, فهو ممن يشاء الله لهم العذاب , فلا تعارض إذاً

ولكن ماذا عن الجمع مع بقية الأحاديث التى تحرم النار على كل مسلم و إن كان عاصياً,
أو تزعم دخوله الجنة ؟!!!
2)
{{ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى .......(12)
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) }} النساء
لاحظ أن سياق الآيات يتحدث عن المواريث و التشريعات , والواضح أن الخطاب هنا للمسلمين
ثم يهدد العاصى منهم و من يتعدى حدود الله بالخلود فى النار

حتى لو فرضنا أن لهذا السياق سبب نزول فإن عموم اللفظ يغلب على خصوص سبب النزول
فمن الواضح أن كل ذلك تشريع عام بما فيه التهديد بالخلود فى النار !!

فكيف بعد هذا يقال أن أى مسلم عاصي ( بما فيهم من لم يتب ) يطرح فى النار قليلاً ثم يُخرج ليُلقى فى نهر ليزول عنه أثر العذاب ,ثم يدخل الجنة و ذلك كما ورد بأحاديث الصحيحين و غيرهما !!!
(( من كان فى قلبه مثقال ذرة من خردل من إيمان ... )) أى يخرج من النار

و كذلك الحال مع آيات أخرى كثيرة تهدد العصاة من المسلمين , منها :
3)
{{ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ
وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) }} (البقرة: 275)

4)
{{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) }} النساء

بعد بحث تبين لابن الجوزي فى ( نواسخ القرآن :1 / 316 و ما بعدها ) أن هذه الآية لم تنسخ , قال :
( والقول الثاني: أنها محكمة.
واختلف هؤلاء في طريق إحكامها على قولين:
أحدهما: أن قاتل المؤمن مخلد في النار، وأكدوا هذا بأنها خبر، والأخبار لا تنسخ. )
أى أنها ليست حكماً شرعياً قابل للتغيير أو التخفيف و لكنها خبر عما سيحدث فى الآخرة, و لابد أن يحدث
بنفس الكيفية التى ورد بها

و
تروى عدة روايات مختلفة عن سبب نزول تلك الآية فى أنها نزلت بسبب قصة شخص معين
و السؤال هنا : هل عموم اللفظ هنا لا يتيح لسبب النزول - إن صح - أى تخصيص ؟!! ,
و يُلاحَظ سياق الآية السابقة عليها و التى تتحدث عن قتل المؤمن للمؤمن دون تعمد فعليه الفدية إلخ
يقول فى نواسخ القرآن : 1/ 322 :
( وقد ضعف هذا الوجه أبو جعفر النحاس فقال: "ومَن" [ أى " و مَن يقتل " كما بالآية ... ]
لفظ عام لا يخص إلا بتوقيف أو دليل قاطع
.

وقد ذهب قوم إلى أنها مخصوصة في حق من لم يتب، بدليل قوله تعالى: {إِلا مَنْ تَابَ} [ الفرقان : 70 ] )

وقد خالف ابن عباس العديد من أهل العلم و الصحابة الذين قالوا أن ذلك مستثنى بأن يتوب القاتل فلا
يتعرض للوعيد الذى بالآية ,و قد إختلفت الروايات عنه فى ذلك إختلافاً شديداً

فماذا إذا كان القاتل مسلماً و لم يتب و مات على ذلك ؟
أوليس القاتل , و الذى يخالف حدود الله فى المواريث أو غيرها , و آكل الربا , و الفار يوم الزحف
و غيرهم من العصاة - إذا لم يتوبوا -.. أليس من الممكن أن يوجد فى قلب واحد منهم مثقال حبة من إيمان ؟!!

فكيف يخرجون من النار كما بالأحاديث و كما فى العقيدة المتعارف عليها( أن المسلم العاصي لا يخلد فى النار)
و هذا كله على عكس ما يظهر من الآيات سابقة الذكر

أما بخصوص الآية : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس فيها تعارض مع الآيات المذكورة
لأن المعاصى و الكبائر المبينة بالآيات صحيحٌ أنها دون الشرك ,
و لكن قد لا يكون مرتكبيها ممن يشاء الله عز وجل أن يغفر لهم , فقد قيَّد الأمر بقوله : { لِمَنْ يَشَاءُ }
فليس إذن فى تلك الآية ما يوجب نجاة و عدم خلود المسلم العاصى فى النار, ولا حتمية الغفران له
فالآية إذن ليست حجة لمن قال بأن : المسلم العاصى لا يخلد ( أو لا يدخل ) فى النار مادام لم يُشرك

أرجو جواب التالى
1) هل يصح نسخ أمور مثل أمور الآخرة المتعلقة بالخلود فى الجنة و النار أو دخولهما ؟أم أنها أخبار
عن واقع سيحدث و الأخبار لا تنسخ ؟

2) هل يوجد آيات صريحة محكمة من القرآن الكريم تدل على أن المسلم العاصى سيدخل حتماً الجنة
كما ورد بالأحاديث ؟

و هل يوجد ما يؤيد - من القرآن الكريم - صحة ما ذهب إليه أهل السنة بخصوص هذا الإعتقاد
( غير آية :{ لا يغفر أن يشرك به ...... } الآية ) ؟

عذراً على الإطالة و كل عام و أنتم بخير

 
أخي الباحث عن الحق نسأل الله أن يرزقنا جميعاً الحقَّ، هذه المسألة مقررة في مذهب أهل السنة والجماعة، ومذهبهم في ذلك معروف، وأنه لا خلود لمسلم في النار، بل هو تحت المشيئة إن شاء الله عذبه ثم مصيره إلى الجنة ، وإن شاء غفر له وأدخله الجنة...
ولا حاجة لإعادة هذه المسألة ونقاشها إذ محلها كتب الاعتقاد والملتقى مخصص للتفسير وعلوم القرآن، خصوصاً مع كون هذه المسألة مقررة عند أهل السنة والجماعة، وقد خالف في ذلك الخوارج والمعتزلة فقالوا بخلود صاحب الكبيرة في النار..
وأنبه إلى أن سياسة الملتقى تنص على ما يأتي:
البوابة الإلكترونية للتفسير (ويتبعها ملتقى أهل التفسير) تتخذ من منهج أهل السنة والجماعة منهجاً لها تعتمده في بحوثها ومقالاتها، وكل ما يخالف هذا المنهج فليس مقبولاً لديها، ولا يُسمَح بكتابتِه، وإن وجد شيء من ذلك فهو يُمثِّل رأي كاتبه .
ويمكنك الاطلاع على سياسة الملتقى من الرابط: هنـــا.
والله الموفق،،،​
 
أخي الكريم ,بداية أحب منك أن تعلم أنك لم تورد كل الآيات التي تخص الموضوع ,والآيات التي توضح الفرق بين دخول الجنة ودخول النار . والتي بينت هذا الموضوع في كتاب الله عز وجل هي قوله تعالى :
"فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ"
وقد ورد الاستثناء أيضا في سورة الأنعام , فكان عقابٌ مشروطٌ بمشيئة الحكيم الفعال لما يريد ,وثوابا دائما غير منقطع من كريم ,فعلم أن البقاء لمن في النار مستثنى لمن شاء الله ,وبكونه فعال لما يريد ودوام حال أهل الجنة ببقائهم من غير انقطاع .
ومن ما جاء في خروج أهل التوحيد من النار قوله تعالى :"رّبَمَا يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ "فقد صح الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها في قول أهل الكفر والإلحاد لأهل التوحيد ما أغنى عنكم ايمانكم, فلما يدخل أهل المعاصي الجنة يتمنى أهل النار أنهم أمنوا .
أضف الى هذا الأحاديث المتواترة في خروج الموحدين من النار .


 
السلام عليكم
إن كان الاستثناء من الخلود فى النار فى قوله تعالى "خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ " يعنى الخروج من النار ؛ فما دلالة الإستثناء من الخلود فى الجنة ....
هل يخرج منها أحد ؟! بالطبع لا ؛ ولما كانت صيغة الاستثناء واحدة "خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ"، فلا يُقبل أنها تعنى الخروج من النار بعد مكث فيها .
 
أخي الباحث عن الحق!
اعلم -وفقني الله وإياك - أنه لا سبيل لمعرفة الحق إلا بالنظر في أدلة الكتاب والسنة كلها، ومعرفة ما أجمع عليه سلف هذه الأمة من الحق.
وأما النظر في بعض الأدلة المشتبهة والاعتماد عليها في تقرير المسائل والعقائد؛ فهذا مذهب "الذين في قلوبهم زيغ" كما ذكر الله في صدر سورة آل عمران.
ومما علم من الدين بالضرورة عند أهل السنة والجماعة أنه لا يخلد المسلم الموحد في نار جهنم أبداً.
 
أخي الباحث عن الحق!
اعلم -وفقني الله وإياك - أنه لا سبيل لمعرفة الحق إلا بالنظر في أدلة الكتاب والسنة كلها، ومعرفة ما أجمع عليه سلف هذه الأمة من الحق.
وأما النظر في بعض الأدلة المشتبهة والاعتماد عليها في تقرير المسائل والعقائد؛ فهذا مذهب "الذين في قلوبهم زيغ" كما ذكر الله في صدر سورة آل عمران.
.
من أجل هذا قمت بصياغة هذا المقال هاهنا بحثاً عن الأدلة من القرآن الكريم بالذات
و لعلك - أخى الكريم - تلاحظ الأسئلة الثلاث فى آخر المشاركة الأولى و التى أنتظر جوابها تفصيلاً :
أرجو جواب التالى
1) هل يصح نسخ أمور مثل أمور الآخرة المتعلقة بالخلود فى الجنة و النار أو دخولهما ؟أم أنها أخبار
عن واقع سيحدث و الأخبار لا تنسخ ؟

2) هل يوجد آيات صريحة محكمة من القرآن الكريم تدل على أن المسلم العاصى سيدخل حتماً الجنة
كما ورد بالأحاديث ؟

و هل يوجد ما يؤيد - من القرآن الكريم - صحة ما ذهب إليه أهل السنة بخصوص هذا الإعتقاد
( غير آية :{ لا يغفر أن يشرك به ...... } الآية ) ؟
 
أخي الكريم ,بداية أحب منك أن تعلم أنك لم تورد كل الآيات التي تخص الموضوع ,والآيات التي توضح الفرق بين دخول الجنة ودخول النار . ......
نعم يا أخى , فأنا لم أقصد إستيعاب القضية فى مشاركة واحدة
و إنما قصدت التمثيل لها ببعض الآيات ثم ترك الإخوة ليحرروا وجه الحق فى تلك القضية
و أتمنى أن يكون ذلك وفق نقاش علمي بناء
 
ولا حاجة لإعادة هذه المسألة ونقاشها إذ محلها كتب الاعتقاد والملتقى مخصص للتفسير وعلوم القرآن، خصوصاً مع كون هذه المسألة مقررة عند أهل السنة والجماعة، وقد خالف في ذلك الخوارج والمعتزلة فقالوا بخلود صاحب الكبيرة في النار..
وأنبه إلى أن سياسة الملتقى تنص على ما يأتي:
البوابة الإلكترونية للتفسير (ويتبعها ملتقى أهل التفسير) تتخذ من منهج أهل السنة والجماعة ......
أخى الكريم وفقك الله للحق و الرشاد و السداد , و الحق أحق أن يتبع
الوصول للحقيقة العلمية فى مسألة ما بنقاش علمي بَنَّاء هو أولى الأولويات
فافرض جدلاً_ وهو مجرد فرض - أن الحق فى مسألة ما ليس مع رأي أهل السنة و كان فى رأي غيرهم , فحينها يكون تمسك المنتدى بتلك السياسة هو نوع من التصلب فى الرأي - و عذراً على ذلك التعبير ولا أقصد الإساءة إلى أحد بعينه -
وهو ما لا يفيد ولا يخدم الوصول للحقيقة العلمية المنشودة
وقد عرف ملتقى التفسير بالتباحث فى شؤون القرآن , و هذا من أمور العقيدة و التى قد تكون وردت فى القرآن بشكل متفرق
أى فى آيات مختلفة .


و أشكر كل من شارك و أدلى بدلوه من الإخوة و الشيوخ فى الردود السابقة
و السلام عليكم
 
أخى الكريم وفقك الله للحق و الرشاد و السداد , و الحق أحق أن يتبع
الوصول للحقيقة العلمية فى مسألة ما بنقاش علمي بَنَّاء هو أولى الأولويات
فافرض جدلاً_ وهو مجرد فرض - أن الحق فى مسألة ما ليس مع رأي أهل السنة و كان فى رأي غيرهم , فحينها يكون تمسك المنتدى بتلك السياسة هو نوع من التصلب فى الرأي - و عذراً على ذلك التعبير ولا أقصد الإساءة إلى أحد بعينه -
وهو ما لا يفيد ولا يخدم الوصول للحقيقة العلمية المنشودة
وقد عرف ملتقى التفسير بالتباحث فى شؤون القرآن , و هذا من أمور العقيدة و التى قد تكون وردت فى القرآن بشكل متفرق
أى فى آيات مختلفة .


و أشكر كل من شارك و أدلى بدلوه من الإخوة و الشيوخ فى الردود السابقة
و السلام عليكم
أخي الكريم.. باحث عن الحق...
سياسة الملتقى صيغت من قبل عدد من المشايخ الكرام وطلاب العلم الذين درسوا مسائل علم العقيدة محررة من القرآن والسنة، وتعصبهم ليس للأشخاص أو الأسماء وإنما للأدلة الكثيرة الصحيحة الدالة على المذهب الحق، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، فليس النقاش في هذه المسألة جديداً على مشرفي الملتقى ومن صاغ سياسته لتتم مراجعته، بل هو محرر في كتب أهل السنة والجماعة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد جمعت الأدلة هناك على صحة القول في هذه المسألة وغيرها، واقتناعنا بمذهب أهل السنة والجماعة قد تقرر يقيناً اتباعاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تقليداً، وعليه أرجو أن تتحفنا بما لديك من مسائل علوم القرآن والتفسير، وأما مخالفة أهل السنة والجماعة ومحاولة البحث عن أدلة تعارض مذهبهم فغير مقبول لدى الملتقى اغتناماً لجهد الإخوة وتوجيهاً للنقاش فيما ينفع، ويمكنك طرح ما تشاء من مسائل الاعتقاد في ملتقيات العقيدة على الشبكة ...
وفقك الله وسددك..​
 
ملحوظة :
أما قوله تعالى : {{ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) }} [ هود ]

و ظاهر الآيات هنا ( و السياق الذى قبلها ) العموم على كل بشر أو على المؤمن و الكافر ولا تختص ذِكر
الموحد العاصى بشئ واضح , فلا أظنه يصح الإستشهاد بها على الإستثناء المذكور ,
و إن كنتُ لا أنكره , و لكن ليس فى الآية دلالة قوية عليه ,ولا يجوز إخراج الآية من سياقها حين الإستشهاد بها - والله أعلم .

و الذى يعنينى الآن فى القضية المذكورة هو جواب الإشكالات و السؤالات المذكورة

و أهمها :
1 )
هل فى القرآن آيات أكثر صراحة فى مدلولها - على تلك القضية - من الآية {{ يود الذين كفروا لو كانوا مؤمنين }}
و آية {{ و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء }}
و أعنى بالقضية عدم خلود المسلم العاصى فى النار ,

2 ) و الإشكال فى هذا أيضاً :

أن هناك البعض سيخلد فى النار , و البعض الآخر لايخلد وهما من المسلمين العصاة ( مستثنى) }
فمن تاب يُغفر له , و من يقام عليه الحد فى الدنيا فهو كفارة أيضاً
فإذا كان كل مسلم عاصٍ داخل ( كما تقول العقيدة المعروفة ) فى ذلك العفو - بما فى ذلك من لم يتب و لم يصبه الحد
فى الدنيا- .. فمن إذا الذى سيخلد فى النار ؟؟!!!!!!
و ما فائدة الإستثناء فى الآيات الكريمة فى تلك الحالة ؟؟؟!!!

3)
و الظاهر من مجموع الآيات أن من تاب , و من مجموع الأحاديث أن من أقيم عليه الحد فهؤلاء لا
يعذبون فى الآخرة , أو يغفر لهم ولا يخلدون فى النار
فيتبقى صنف واحد وهو من لم يتب وهو موحد مسلم
و قد يكون من هذا الصنف أحدٌ ممن توعده الله بشدة كالقاتل المتعمد أو المرابي أو الفار من الزحف ... إلخ كما مر

و الأحاديث تقول أنه يُخرج من النار من كان فى قلبه مثقال حبة من إيمان
و بما أن الإيمان قول و عمل معاً .. أفلا نجد هذا القدر الضئيل من العقيدة و العمل الصالح عند هؤلاء الذين تولوا يوم الزحف من أصحاب النبي (ص) مثلاً ؟؟؟!! أو فى القاتل المتعمد مثلاً ؟؟؟
و مع ذلك فالله عز وجل توعد من تولى يوم الزحف جميعاً بجهنم و بئس المصير إلا إذا إعتبرنا أن آيات {{ إلا ما شاء ربك }}و آيات {{ إلا من تاب }} هى تقييد لمطلق آية الأنفال ( التى بها التهديد لمن يتولى يوم الزحف )
فنحن نحتاج أن نبحث مدى صحة دعوى التقييد لمطلق تلك الآية

نفس الأمر مع آية القاتل المتعمد ( التى بسورة النساء ) , و سائر الآيات الأخرى
 
سيتم إغلاق الموضوع بعد رد الأخ الشيخ محمود الشنقيطي إذ فيه كفاية، نظراً لعدم الالتزام بسياسة الملتقى والله الموفق،،،
 
هذه مُشَاركةٌ أضعُـها عَلى شكلِ نِقاطٍ أرجو أن تُفيد:
* هذه المَسألةُ مما تعاوَنَ عليهِ المُعتزلةُ والخوارجُ , فالقول بالخُلود في النَّار مع عدم الجُرأة على التكفير والمقاتلةِ هو مذهبُ وتأريخُ وواقعُ المُعتزلةُ , وتلقَّى عنهمُ الخوارجُ التَّسليمَ بالخلود في النَّار وزادوا عليه التكفيرَ , والإعلان بهِ , بل واستحلال الدَّم بناءً عليه.

* القولُ بأنَّ الخوارجَ جميعاً يعتقدونَ تكفير العاصي وخلودَهُ في النَّـار غيرُ دقيقٍ , بل هذا قولٌ خاطئٌ على شُهرتِهِ , ولم يُجمعْ على ذلك إلاَّ الأزارقةُ والمَجاردةُ والمَكرميةُ ويُخالفُهُمُ الآخِرونَ في سبب الكفرِ , ولذا قال البغداديُّ رحمه الله في الفرقِ ( وقد أخطَأَ الكعبِيُّ في دَعواهُ إجماعَ الخَوارجِ عَلى تكفيرِ مُرتَكِبي الذُّنُوبِ مِنهُم ) ويقولُ أبو الحسن الأشعريُّ في مقالاته رحمه الله ( وأجمَعوا عَلى أنَّ كُلَّ كبيرةٍ كُفرٌ إلاَّ النَّجداتُ فإنَّـها لا تَقولُ ذلكَ ).

* الآياتُ التي جاءَ فيها الوعيدُ بالخُلودِ في النَّـار لا يلزَمُ من قولِ أهلِ السُّـنَّـة بخِلافِ ظاهِرها الحُكمُ بنَسخِها من غير بُرهانٍ من الله ولكنَّـهم يجمعُون بينَها وبين ما ظاهرُهُ التَّعارضُ معها من آي القرآن وصحيح السُّنَّـة ويدرؤون الشكَّ والرَّيبَ عن النَّاظر فيها , فيقولون إن الوعيد بالخُلود محمولٌ على أمورٍ لا يثبُتُ (شرعاً) مانعٌ من حمله عليها , ومنها:
& - حملُ الوعيدِ بالخُلود على فاعل ذلك الفعلِ المُعاقَبِ عليه وهو مُستحلٌّ لهُ كالمُتعامِل بالربا بعد مجيئ موعظةِ الله لهُ والباقي على تعاملاتهِ مُستحلاً لها ورافضاً حُكم الله.
& - أنَّ الخُلودَ جزاءٌ على ذلك الذَّنبِ أصالةً , ولكنَّ الله تكرَّمَ على عِبادهِ فخفَّف عنهمُ الخُلودَ في النَّار أبداً بالتطهير المؤقَّتِ فيها , أو العفو والمغفرةِ , ولذا قالَ في القاتل (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) وكونُها جزاؤهُ لا يلزَمُ منهُ الخُلود, وهذا مما لا مجال فيه للاعتراضِ لأنَّ الله يمحو ما يَشاءُ من العُقوبة ويُثبِتُ ولا مُعقِّب لحُكمه.

* سُؤالُ الباحثِ عن الحقِّ الذي يقول فيه (هل يصح نسخ أمور مثل أمور الآخرة المتعلقة بالخلود فى الجنة و النار أو دخولهما ؟أم أنها أخبار عن واقع سيحدث و الأخبار لا تنسخ.؟) يُجابُ عنهُ بأمرين:
* أنَّ هذا البحثَ في مُرتكبِ الكبيرةَ لا يمُتُّ إلى النَّسخِ بصلةٍ , إذ ليسَ فيه تخصيصٌ للحكم ببعضِ الأزمانِ فيُصطلحُ عليه بالنَّسخِ , وإنَّما هو رفعٌ للحُكم عن بعضِ الأفراد بدليلٍ صحيحٍ صريحٍ وهذا تخصيصٌ , وبينهما فرقٌ بيِّـنٌ.
* أنَّ مسألة نسخِ الخَبرِ جُملةً مما اختلفَ فيه المُسلمونَ , ومن المتقرَّر فيها أنَّ الأخبَارَ عند بحثِ جوازِ نسخِها ليست بمنزلةٍ واحدةٍ , فما كانَ منها مُستحيلَ تغيُّر المضمونِ فممتنعٌ عقلاً وشرعاً نسخهُ مثل قيام النَّاس لربِّ العالمين يومَ الدِّين , ومثلَ اصطفاء الله آدمَ ونوحاً وآل إبراهيمَ وآل عِمرانَ , وما كان منها جائزَ تغيُّرِ المضمونِ فالمتعذِّرُ الحرامُ نسخُه منها هي الأخبارُ الماضيةُ لا المُستَقبَلةُ.

* والسؤال الثاني القائل (هل يوجد آيات صريحة محكمة من القرآن الكريم تدل على أن المسلم العاصى سيدخل حتماً الجنة كما ورد بالأحاديث ؟) يُجابُ عنهُ: بأنَّ مثل هذه الصيغة لا ينبغي أن يُجهد أحدٌ نفسَـه في الجواب عنها حتى يُنبِئَ السائلَ الكريمَ الباحثَ عن الحقِّ بأنَّ خللاً واضحاً أحاطَ بصيغة سؤالهِ , وأنَّ المُسلمَ لا يختَلفُ عندَه وجود الدَّليل على ما يبغي الهداية إليه من الأحكام والعقائد والأخبار في الكِتاب , أو في السنَّة , أو فيهما معاً , وسببُ ذلكَ هو إجماعُ برِّ الأمَّـةِ وفاجِرها على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم مما يستحيلُ عليه معه الخطا أو السهو أو التبديلُ في تبليغ الأخبار والأحكام , فكانت سُنَّتُه والقرآن بمنزلة واحدةٍ من هذه الجهة , وإذا ثبتَ ذلكَ عقلاً , فقد ثبَت شرعاً أنَّ القرآنَ والسنَّة الصحيحةَ صِنوانِ لقوله صلى الله عليه وسلم (ألاَ إنِّـي أُوتِيتُ القُرآنَ ومثلَه مَعَه ) ولأنَّ الله تعالى قرنَ بينَ حكمهِ وحُكم نبيه صلى الله عليه وسلم وخبره وخبر نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ) وقال سبحانه (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) وقال سبحانه وهُو يُسمِّي سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة في غير ما موضعٍ من القرآن (وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) وقال سبحانه (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَة) وقال سبحانه (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وقال سبحانه (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَة).
وكَما أنَّ القرآن أجمَل كيفية الصلوات ومواقيتَها وأنصبة الزَّكاة ومناسكَ الحجِّ وبيَّنت السُّنَّـة كُلَّ ذلك , فما في القرآنِ من إجمالٍ أو إطلاقٍ لا يحلُّ الجُمودُ عليه وتركُ بيانه وقيدهِ إن صحَّت به السنةُ عن النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا اتُّـفقَ على ذلكَ قيل:
إنَّ ما في القرآنِ من عُمومات الوعيد التي استدلَّ بها الباحثُ عن الحقِّ ينبَغي أن تُرجَّح عليها عُموماتُ الوعد , وذلك لأنَّ رحمةَ اللهِ سابقةٌ غضبَـهُ , وهو قائلٌ في مُحكَم كتابهِ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) والباحثُ عن الحقِّ لم يجزِم بتفسير قوله (مَنْ يَشَاءُ) فقال إنَّهم قد يكونونَ التَّائبينَ , ولكن: هل كونُ هذا معنَاها دليلٌ على التخليد في النَّار أم غايةُ المُستفاد منهُ المؤاخَذةُ بالذَّنبِ والعُقوبةُ عليه..؟
فما دامت هذه الآيةُ التي تُمثِّلُ مُستَمسَكا متيناً لمن يقول بعدم تخليد الموحدِ في النَّار لا دلالةَ فيها على التخليدِ فهي بمفهومها دليلٌ على اختصاص الخلود بالمُشركين غير المغفور لهم , وتؤيدُ ذلكَ السُّـنَّة الصحيحةُ التي أثبتت امتناعَ خُلود الموحِّدِ في النَّار وإن اقترفَ الكبائر لما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله يقول في أهل النَّار (مَن كَانَ في قَلْبهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ من إيمَانٍ فأخْرجُوهُ).
ولعل في إجابة هذا السؤال تضميناً لجواب السؤال الثالث , أسأل الله الهداية للمسلمين أجمعينَ وأستغفر الله لي ولهم ولكل من سبقنا بالإيمان.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى