رحم الله الشيخ محمود فرغل رحمةً واسعةً، وأسكنه فسيح جناته.
أدركتُ الناس يُثنون على الشيخ محمود ثناءً جميلاً، وكنتُ على وشك أن أذهب إليه، وكنتُ وقتها أؤمّ متطوعًا بمسجدٍ قريب من الجيزة، ولكنّه تُوفِّي رحِمه الله.
وما زلتُ ألقَى وأجالِسُ ممّن قرأ على الشيخ، فأجِد تعظيمًا لشأنِه، وأحيانًا تهويلاً، فكأنه كان يأخذ بمجامع القلوب، أو قُل: ألقى الله في الناس محبَّته وتبْجيله، وألقى عليه من المهابة والوقار ما يفتقِدُه غيرُه.
وربما انسحب شيءٌ من تلك الصفات على تلاميذه ذوي الاختصاص به.
وقد حضرتُ دروسًا في التجويد لأحد تلاميذه بمسجدٍ في طريق الملكة أمام كشري حمادة... لعلَّ اسمه "مسجد الفردوس".
وأعرف ممن ختمَ على الشيخ ثلاثةً، أصغرهم اسمه شريف، كان يتصدَّى لتعليم القراءة وتصحيحها بمسجد النور بمنطقة "أبي قتادة"، والثاني اسمه بَكر يؤم بمسجد "أبي قتادة - الضريح"، والثالث من العاملين بالأوقاف اسمه علي، وهو الآن يقرأ في المناسبات، وأعرف آخرين لم يختموا.
المهمّ، بعد رحلتي هذه للتعرُّف على الشيخ يؤسفني أن أقول:
= الشيخ اشتغل عمرًا طويلاً بتصحيح القراءة لتلاميذه وتعليمهم التجويد والتسميع لهم برواية حفص، ولم يتجاوز ذلك إلى شيء من القراءات، ولديّ رسالة صغيرة للشيخ في التجويد ختمها بنظم الشيخ عامر السيد عثمان بخصوص ما يلزم مع قصر المنفصل.
= الشيخ التزم في قراءته وتعليمه بوجه قصر المنفصل لحفصٍ، وعلى ذلك جميعُ من رأيته من تلاميذه.
إذا ثبتتْ هاتان النقطتان فكيف يصحُّ أن تقول: الشيخ المقرئ المبرِّز؟!
مع تقديرنا للشيخ، فإنَّ مَن يصدقُ عليه هذا الوصْف هو الذي يقرأ بالقراءات، ويشتغل بالشَّاطبيَّة ونحو هذا.
= بالنسبة للتجويد، فلا أخفيك أن قولك: "
و مع الأسف أحيانا نسمع من بعض المتسرعين أن هذا الأسلوب فيه تكلف خاصة أن التلميذ الجديد قد لا يجيزه الشيخ في الفاتحة إلا بعد عدة أشهر ." قد ألمح إلى شيء من الحقيقة، وهو أن هذا الأسلوب فيه تكلُّف وتشدُّد ونحو هذا، وهذا - ولا شكَّ - مصيرُ من يقضي عمُرَه في تقدير المدود والغُنَّات ويعدُّها على تلاميذه، ويحرِص أن يكون وجه التلميذ في وجه الشيخ ليرى حركة الفم والشفتين، ولا يتركه يتجاوز آيةً إلا وقد ردَّه في شيء واقع أو متوهَّم.
ولو نبَّه الشيخُ تلميذه إلى التوسُّع في العلم، كأن يطلب النَّحو، والصَّرف، وينتقل إلى القراءات الأخرى لكان أنفعَ للتلميذ.
ويُرجى مطالعة هذا الموضوع:
هـــنــا
والله يوفّق للصواب.