فكرة رصد مافات المعاجم من وجوه الألفاظ القرآنيه

إنضم
04/01/2012
المشاركات
81
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مكة
من الأصول الكبرى والتي لاتقبل الخلاف :ألايفسرالقرآن الكريم إلاوفق ماجاء عن العرب العرباء،وعلى شكل سننها في المعاني،والمراد. وهذا الأصل حصن يحفظ لنا لججا جم،ويمنع عنا مخاطرمدلهم. لكن ألايجدر بنا أن نغوص في هذه البحار الشعرية العربية ونبحث عن معاني قد تجاوزتها المعاجم اللغوية،مع ثبوتها في الشعر المحتج بمثله.ولم تفتها لقصور فيها،أوإهمال منها،ولكن هومن قبيل كم ترك الأول للآخر.ولازلت أولع بعبارة جميلة قرأتها للشيخ أبي موسى _حفظه الله_يقول فيها :ولم يقف علماؤنا عندكلام يحللونه ويستخرجون منه كما وقفوا عند كلام الله سبحانه,وقداستخرجوا من أنفسهم أدق الوسائل وأعمقها ،وأحكمها في هذا الباب، لأنهم يحرصون على أمرين.الأول :ألا يفوتهم معنى من معاني كلام الله فلايستخرجونه،والثاني :ألا يستخرجوامن كلام الله غير مراده سبحانه لأن في فوات الأولى نقص يلحق الشريعة،وفي فوات الثانية دخول ماليس من شرع الله فيه،وهذان محظوران كل حظر.(البلاغة القرآنية،ص5).والذي قادني لهذا الموضوع هوأني وقفت على أبيات لسحيم بن وثيل الرياحي يقول فيها :
أكل الدهر حل وارتحال...أمايبقي علي ولايقيني
وماذاتبتغي الشعراءمني...وقد جاوزت حدالأربعين
ويظهر فيها أن (حل)هنا أتت بوجه السكنة والإقامة.
وهذا الوجه لم يرد في المعاجم،ومنه حق للإمام ابن عاشور_رحمه الله_أن يرد على من فسر(حل) بمعنى السكنة.
وألحق دفعه لذاك التفسير بكلام جعله بعض العلماء الأجلاء من المعاصرين شاهدا ومستندا في تثبيت قاعدة ألايفسر القرآن العظيم إلا بماجاء عن العرب الخلص.
وهناك وجوه التقطها الشيخ أحمد شاكر_رحمه الله_ في تحقيقه لكتاب(الشعر والشعراء)لابن قتيبة_رحمه الله_مفسرة من ابن قتيبة لبعض الأبيات ولم يذكر هذه الوجوه أصحاب المعاجم.لكن _فيماأذكر_ لم أقف على لفظ ورد مثله في التنزيل.
فليتنا يامعشر المهتمين بالتفسير أن نرصد كل مافات المعاجم وحرفه قدأتى في القرآن الكريم.
لنخدم هذا الكتاب العزيز المبين.
 
بارك الله فيكم .
فكرة الرصد هذه ممتازة، وتحتاج إلى حسن بناء فكرة المشروع ومنهجه، ويمكن المشاركة في بناء هذا المشروع وإدارته وإنجازه إن شاء الله، ولكن لعلنا نؤجله قليلاً للعام القادم أو الذي يليه إن شاء الله حتى ننجز مشروعات علميَّة قائمة.
وفقكم الله وتقبل منكم .
 

الأخ الفاضل: محمد الحمود...يسعد اعضاء مجموعة (مشروع الموسوعة القرآنية الحرة) انضمامك للمجموعة حتى تشارك بفكرتك حول
فكرة رصد مافات المعاجم من وجوه الألفاظ القرآنيه
و غيرها من الأفكار حول القرآن و علومه.
 
لقدقرأتم ماتطرقت له في تخريج وجها آخرا لمادة(حل)بكسر الحاءالمهملة. وأتيت بأبيات نسبتها لسحيم بن وثيل الرياحي،مع أن الصحيح أنها:للمثقب العبدي.لكن أخطأ موردي فتبعته مقلدا،بل نوه الشيخ أحمدشاكر-رحمه الله-أن العيني في شواهده نسب بعض قصيدة المثقب لسحيم،وهوخطأ،دخلت عليه قصيدةفي قصيدة.(الشعروالشعراء،383،1).هذا أولا.ثانيا:درت على بعض المصادرالمتقدمة جدا،كي أظفر بجدارة ماأمسكت به،غيرأني دخلت في تدافع قوي لما هو الثابت أفتح الحاءأوكسرها في(حل)،وبدأت بالأزهري-رحمه الله-في تهذيبه،فوجدته يثبت صراحة الفتح،وعن لناذلك بإيراده البيت في مادة (حل)المفتوحة.حتى إن من بعده تبعه.
ثم رجعت للمفضليات فوجدت الثابت فيها هوالفتح.وأيضا طبقات فحول الشعراء يثبت الفتح لكن مع نصب (حل)في إعرابها.ثم تطورت القضيةعندي عندما وقعت في(الكامل)للمبرد،بتحقيق:(أبي الفضل إبراهيم)،على أن(حل)مضبوطة بالكسر،(264،1).لكن بعدما أشير إلي أن أجود من حقق(الكامل)هو:الدكتورمحمد أحمدالدالي،تعجلت المكتبة لأنظر تشكيلها-وماأشق التحقيق-فظهرلي أنها مفتوحة.وأثناء ذلك رجعت(لتأويل مشكل القرآن)لابن قتيبة،تحقيق:السيدصقر.فعثرت على البيتين نفسها وأن(حل)مضبوطةبالكسر.(ص148).لكن المعول عليه أكثر في قضيتناهوأمرالنسخ.فعدت لمااعتمدالسيدصقر في مقابلة النسخ،فلقيته يعتمدأولا على نسخةبخط برهان الدين أبي طالب بن عبدالواحدالأنصاري،وقدكتبهاسنة558هجري.وقال صقر عنها:وهي مضبوطةبالحركات.(ص59).وهذه الميزة تثقل كثيرا كفة كسر الحاء في البيت.لكن يظل الفتح أثقل ,وأرسخ. وبعدهذه المرحلة البحثية التي أمضيتها مع كلمة(حل)أجدني أروم الحل-بفتح الحاء-عندهذا الحد،وأعطيكم ماخرجت به.أولا:أن ثبوت استعمال(حل)بالكسرفي وجه السكنةلم يثبت (يقينا) في لغةالعرب،وإن أتت فتبقى في مقابلة المشهور،والمشهور كما هومقدم في حمل المعاني على ألفاظها فمن باب أولى حمل الألفاظ على شكلها المشهور.ويحق لنا أن ندخل ذلك في مرادالأصمعي في أنه لايفسر القرآن إلابالأفصح.إذمخرج اللفظ ومعناه كليهما في شأن الفصيح من القول.وبعد هذا كله تلاحقناكلمة لابن عاشور-رحمه الله-قالها في تفسيره,وهي في قوله:..وهوجميل لوساعدعليه ثبوت استعمال ((حل))بمعنى:حال،أي مقيم في مكان فإن هذا لم يردفي كتب اللغة:الصحاح واللسان والقاموس ومفردات الراغب.(348،30).وقول الطاهر(جميل لوساعد عليه...)يحفزنا أكثرللمضي في هذا الطريق،واستنهاض الهمم على كل ماهو شبيه بهذا المضمار.
أخيرا وليس آخرا يقول الشافعي-رحمه الله-:إذا رأيتم الكتاب فيه إلحاق وإصلاح؛فاشهدوا له بالصحة.(أداب الشافعي،للرازي،ص134.
 
التعديل الأخير:
أستأذنكم في ذكرالأمرالثاني والذي سبقه ختامنا وماذكر،وهو أن عملا مهما لو روعي عند تحقيق كتاب كبير، لشيخ جليل، مقدم ولوتأخر وقته،وهو الإمام ابن عقيل-رحمه الله-شارح الألفية.
فالبيت الذي تتبعناه في جملة من الدواوين الأدبية،قدشوهد شاهدا في متن شرح ابن عقيل للألفية(ص69)،وكان مضبوطا بالكسر في فاء (حل).
لكن من أجل أن الشيخ:محمد عبدالحميد-رحمه الله-،محقق الكتاب،كان لايهتم كثيرا بإبراز النسخ،ومع شدة تحريه -رحمه الله-في عمله الجليل لتحقيقات التراث لم يشتهربذلك،ونقل الشيخ محمود الطناحي-رحمه الله-في كتابه (مدخل إلى تاريخ نشرالتراث العربي)أن هناك من كان يرمي الشيخ عبدالحميد-رحمه الله-«أنه لم يعبأ بجمع مخطوطات الكتاب الذي ينشره»(ص70) غير أن الطناحي بعدذلك دافع عن جهود الشيخ النفيسة،واهتماماته الشاقة في النواحي الأخرى في تحقيقاته.
وهذا مسلم، ولايخفى على كل ذي لب.على كل حال مازلت أبحث عن (شاردتنا) ولعلي مستقبلا أزداد علما بها وبغيرها من على صورتها. وياإخوتي في الله من لديه رأي، أويستثيره سعي فليدل بدلوه مشكورا مذكورا.
 
عودة
أعلى