فائدة : وجه إضافة الجناحين في قوله تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه)

إنضم
29/04/2003
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
قال الطبري إمام المفسرين رحمه الله :
" فإن قال قائل : فما وجه قوله : "ولا طائر يطير بجناحيه"؟ وهل يطير الطائر إلا بجناحيه؟ فما في الخبر عن طيرانه بالجناحين من الفائدة؟
قيل : قد قدمنا القول فيما مضى أن الله تعالى ذكره أنزل هذا الكتاب بلسان قوم ، وبلغاتهم وما يتعارفونه بينهم ويستعملونه في منطقهم خاطبهم . فإذ كان من كلامهم إذا أرادوا المبالغة في الكلام أن يقولوا : (كلمت فلاناً بفمي )، و (مشيت إليه برجلي ) و (ضربته بيدي )، خاطبهم تعالى بنظير ما يتعارفونه في كلامهم ، ويستعملونه في خطابهم ، ومن ذلك قوله تعالى ذكره : "إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة" [ص:23] .

وفي فتح القدير للشوكاني قال رحمه الله ( و "بجناحيه" لدفع الإبهام، لأن العرب تستعمل الطيران لغير الطير كقولهم: طرفي حاجتي: أي أسرع، وقيل إن اعتدال جسد الطائر بين الجناحين يعينه على الطيران، ومع عدم الاعتدال يميل، فأعلمنا سبحانه أن الطيران بالجناحين، وقيل ذكر الجناحين للتأكيد كضرب بيده وأبصر بعينيه ونحو ذلك. والجناح: أحد ناحيتي الطير الذي يتمكن به من الطيران في الهواء، وأصله الميل إلى ناحية من النواحي. )
 
كتب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي في موضوع هذه الجملة وأمثالها مما في القرآن كتابًا بعنوان ( البدهيات في القرآن الكريم / دراسة نظرية ).
ثم كتب كتابًا آخر بعنوان ( البدهيات في الحزب الأول من القرآن الكريم ) .
 
مجمل ما قاله المفسرون فيه أن الغرض من ذلك :
1- التأكيد ، لأنه لا طائر يطير إلا بجناحيه ، كما يقال نظرت بعيني ، وأخذت بيدي.
2- لرفع المجاز الذي كان يحتمله قوله : ( ولا طائر ) لو اقتصر عليه ، فقد استعير الطائر للعمل في قوله : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) وقولهم : طار لفلان كذا في القسمة أي سهمه
، وطائر السعد والنحس ، وقطعاً لمجاز السرعة ، لقولهم : طر في حاجتي أي أسرع.
قال الشاعر :
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم *** طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
وخالفهم الطاهر بن عاشور فقال :" قصد به الشمول والإحاطة، لأنه وصف آيل إلى معنى التوكيد، لأنّ مفاد ( يطير بجناحيه ) أنَّه طائر، كأنَّه قيل: ولا طائر ولا طائر. والتوكيد هنا يؤكّد معنى الشمول الذي دلّت عليه (من) الزائدة في سياق النفي، فحصل من هذين الوصفين تقرير معنى الشمول الحاصل من نفي اسمي الجنسين. ونكتة التوكيد أنّ الخبر لغرابته عندهم وكونه مظنّة إنكارهم أنَّه حقيق بأن يؤكّد. ووقع في «المفتاح» في بحث إتباع المسند إليه بالبيان أنّ هذين الوصفين في هذه الآية للدلالة على أنّ القصد من اللفظين الجنس لا بعض الأفراد وهو غير ما في «الكشاف»، وكيف يتوهَّم أنّ المقصود بعض الأفراد ووجود (مِن) في النفي نصّ على نفي الجنس دون الوحدة. وبهذا تعلم أن ليس وصف ( يطير بجناحيه ) وارداً لرفع احتمال المجاز في ( طائر ) كما جنح إليه كثير من المفسِّرين وإن كان رفع احتمال المجاز من جملة نكت التوكيد اللفظي إلاّ أنّه غير مطّرد، ولأنّ اعتبار تأكيد العموم أولى، بخلاف نحو قولهم: نظرته بعيني وسمعته بأذني ".
3- فيه تنبيه على تصور هيئة الطائر على حالة الطيران واستحضار مشاهدة هذا الفعل الغريب وجاء الوصف بلفظ ( يطير ) لأنه مشعر بالديمومة والغلبة لأن أكثر أحوال الطائر كونه يطير وقل ما يسكن حتى إن المحبوس منها يكثر ولوعه بالطيران في المكان الذي حبس فيه من قفص وغيره.وقال الآلوسي :" واختار بعض المتأخرين أن وجه الوصف تصوير تلك الهيئة الغريبة الدالة على كمال القوة والقدرة. وأورد على الوجهين السابقين أنه لو قيل: ولا طائر في السماء لكان أخصر وفي إفادة ذينك الأمرين أظهر مع ما فيه من رعاية المناسبة بين القرينتين يذكر جهة العلو في إحداهما وجهة السفل في الأخرى، ورد ـ كما قال الشهاب ـ بأنه لو قيل: في السماء يطير بجناحيه لم يشمل أكثر الطيور لعدم استقرارها في السماء، ثم إن قصد التصوير لا ينافي قطع المجاز إذ لا مانع من إرادتهما جميعاً كما لا يخفى ".
 
مجرد خاطرة



وربما قوله تعالى " وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ . . . "

تدخل فيما ذكرتم

وكل زيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى
 
وهذه خاطرة أخرى:

أشار بعض أهل الفهم إلى أن الله سبحانه وتعالى ذكر آيتين متشابهتين ظاهرا لكن فيهما معنى آخر يظهر بالتأمل.

ففي سورة تبارك قال تعالى
0-0,4,.png

قال في الجلالين:
"أولم يروا" ينظروا "إلى الطير فوقهم" في الهواء "صافات" باسطات أجنحتهن "ويقبضن" أجنحتهن بعد البسط أي وقابضات "ما يمسكهن" عن الوقوع في حال البسط والقبض "إلا الرحمان" بقدرته "إنه بكل شيء بصير" المعنى : ألم يستدلوا بثبوت الطير في الهواء على قدرتنا أن نفعل بهم ما تقدم وغيره من العذاب

وهنا واضح أن الله سبحانه وتعالى أكد على أنها قضية تتعلق بالطيور المعروفة التي تعتمد على أجنحتها

كما في آيتنا التي تدور حولها الخواطر أقصد قوله سبحانه "ولا طائر يطير بجناحيه"

أما في سورة النحل فقد قال تعالى:

0-0,4,.png


وهنا في هذه الآية لم يحدد المولى الكريم كون الطير مما يطير بجناحيه مما يجعل عموم القول يدخل تحته ما يطير بغير جناحيه. ولو عدنا إلى ما أومأ له في أول السورة في قوله:

0-0,6,7,8,9,.png


لذا حين أكد سبحانه وتعالى في قوله:

0-10,11,12,.png


فإنما فيه انسجام المعنى المراد بأن ما يطير بجناحيه إنما هو الذي له صفة "أمم أمثالكم" بخلاف ما قد يطير مستغنيا عن الجناحين كالطائرات النفاثة والصواريخ والمروحيات مما خلق الله سبحانه وتعالى للإنسان في العصور الحديثة وهذه قطعا ليست أمم أمثالنا بل هي عالم جديد من مخلوقات الله
والله تعالى أعلم
 
[align=center]نعم ، أخي أنمــار :

وهناك قرائن أرى أنها مهمة:

1- في قوله تعالى ، في آيــة النحل (أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السمــاء) الآية ، إشارة إلى شيئين : الأول : "التسخير" وغالبا ما يأتي التسخير في القرآن في معرض الحديث عن نعم الله تعالى التي جعلت في متناول الاستعمال الآدمي ، كما في قوله تعالى(وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره) ، وكذا قوله تعالى ، في معرض الامتنان بركوب الأنعام (‏والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ‏.‏ لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ‏.‏ وإنا إلى ربنا لمنقلبون).

أما في آية سورة الملك ، فإن التسخير لم يذكر ، إذ يبعد أن يكون مجرد طيران الطيور "تسخيرا" يعود على الآدمي بفائدة ، كما هو معلوم ومشاهد.

2- القرينة الثانية : ذكر "الجو" في قوله تعالى(في جو السماء) ، إذ ناسب "التسخير" ذكر الجو لأنه الظرف الذي يحصل به التسخير ، أما في حال طيران الطيور فإنه صحيح انه يلزم ان يكون طيرانها في "الجو" كذلك ، ولكن ليس بالضرورة في "جو السمــاء" ، وفرق كبير بين مستوى الطيران في مجرد الجو والطيران في جو السمــاء فقط ، وهو ما قيد به لفظ الجو في آية النحل.

وإذا أخذنا بالاعتبار أن "الطــائرات" ما هي إلا نوع من انواع الفلك الذي "سُخر" لنا لكي "نستوي" على ظهوره ، لكان في ذلك مما يؤيد هذا المأخذ ما يؤيده ، ولذلك تفطن العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذا المعنى ، عند تفسيره للآية الواقعة في سورة يس ، في قوله تعالى( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وجعلنا لهم من مثله ما يركبون) ، قال رحمه الله في تفسيرهــا :

"فلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد اللّه تعالى، وذلك أن من عرف جلالة كتاب اللّه وبيانه التام من كل وجه، للأمور الحاضرة والماضية والمستقبلة، وأنه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله، وكانت الفلك من آياته تعالى ونعمه على عباده، من حين أنعم عليهم بتعلمها إلى يوم القيامة، ولم تزل موجودة في كل زمان، إلى زمان المواجهين بالقرآن.

فلما خاطبهم اللّه تعالى بالقرآن، وذكر حالة الفلك، وعلم تعالى أنه سيكون أعظم آيات الفلك في غير وقتهم، وفي غير زمانهم، حين يعلمهم [صنعة] الفلك [البحرية] الشراعية منها والنارية، والجوية السابحة في الجو، كالطيور ونحوها ، [والمراكب البرية] مما كانت الآية العظمى فيه لم توجد إلا في الذرية، نبَّه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياتها فقال: ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ) أي: المملوء ركبانا وأمتعة" أ.هـ.

والله تعالى أعلـم[/align]
 
السلام عليكم
قوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) نفهم منها أن الطيور التي تتشابه مع أمة البشر هي فقط الطيور التي تطير بجناحين ، وهي التي تعيش في الطبيعة ، فهي تتميز عن الطيور الداجنة التي لها أجنحة غير مصممة للطيران بالذكاء، فكل الطيور الطائرة بجناحين تتشابه في نمط حياتها مع البشر، فالذكر يتزاوج مع أنثى واحدة فقط، ويكونان أسرة ، فيبنيان عشهما معا، ويعتنيان بفراخهما ويطعمانهم ، ويتناوب الذكر مع الأنثى على حضانة البيض ، أما الطيور الداجنة التي لها أجنحة لا تطير بها كالدجاج والديك الرومي فإنها طيور غير عاقلة كالأنعام، الديك يلقح عشر دجاجات أو أكثر ولا يهتم بالبيض ولا بالفراخ ولا يبني عشا مع أنثاه، إذا فالطيور التي تتشابه مع أمة البشر هي فقط الطيور التي تطير بجناحين.
 
قوله تعالى { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) } (سورة الأَنعام)

كلهم أمم
 
[h=3]قال تعالى:
[/h]
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور.
هنا نجد أن الله ذكر الدواب وذكر الأنعام، فالمذلل للإنسان الذي يملكه هي الأنعام، فهي ليست حرة تعيش أمما، وبالتالي ليست أمثالنا، فالبط والدجاج والديك الرومي مملوكة للإنسان لا يعيش كل صنف كأمة، واللبنة الأولى للأمة هي الأسرة، هذه غير موجودة في الطيور التي لا تطير بجناحيها والتي هي دواجن يملكها الإنسان.
قوله تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه) لو كانت كل أنواع الطيور التي تطير بجناحين والتي لا تطير أمما أمثالنا لما حصرها فقط في الطيور التي تطير بجناحين كما جاء في الآية (ولا طائر يطير بجناحيه).
 
لابن تيمية في جامع المسائل المجموعة الثامنة " فصل في أنه ليس في القرآن لفظة زائدة لاتفيد معنى " مفيدة في هذا الباب ..
 
عودة
أعلى