عُمْر البشرية، ومنحنى نقصان عُمْر الإنسان!

إنضم
29/09/2012
المشاركات
314
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
السعودية
الإخوة الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله

واجهنا عدداً من الإشكالات في التحقق من وجود علاقة بين موقع الكعبة المشرفة بين قطبي الأرض من جهة، والنسبة الرياضية الشهيرة بـ "النسبة الذهبية" من جهة ثانية. وقد عرضنا هذه الإشكالات في دراسة سابقة "الكعبة المشرفة والنسبة الذهبية: من التهافت إلى..".

وفي طريقنا إلى التحقق من وجود هذه العلاقة، وشرائط ذلك، وجدنا أن هذا الطريق يمر بمحطة تعيين نطاق عمر البشرية، أي قيمته الراجحة، أو حدوده التي تتفق والمصادر الإسلامية الحاسمة في كتاب الله تعالى، أو الراجحة فيما أتى من حديث نبوي شريف، وما يلحق بذلك من تفسير أو تأويل.

ولأننا لم نجد من انتبذ نفسه لتعيين عمر البشرية قبلنا من المصادر الإسلامية بأي وسيلة كانت – في حدود استقصائنا – فوجدنا أن ذلك أصبح لزاماً علينا فعله، رغم المخاطرة التأويلية، ووعورة طريق البحث وحداثته.

ونُلمِّح بـ "المخاطرة" هنا إلى المحاولة النصرانية الكنسية التي أقدم عليها كبير أساقفة الكنيسة الأيرلندية جيمس أشر James Ussher (1581-1656)، وكانت محاولة كارثية. حيث قامت على أخبار من التوراة فيها الصادق وفيها غير ذلك، فكانت النتيجة أن خرجت تلك الدراسة بأن البشرية قد بدأت بخلق آدم عليه السلام ليلة السبت (23 أكتوبر سنة 4004 قبل ميلاد المسيح) طبقاً للتقويم اليوليوسي Julian calendar. وهي النتيجة التي تصيدَّها أعداء الله تعالى ودينه الحق، لينالوا منه بزعمهم، فيصلون إلى مرادهم الباطل الأثيم، بإبطال الدين؛ كل الدين: توراة وإنجيل وقرآن. وهيهات أن يتحقق لهم هذا، وإن افتروا بالعلم باطلاً، وتعالوا بالفهم شأواً زائفا.
ورغم هذه المخاطرة، إلا أن الحق أبلج، وابتغائه واجب، والأجر مضمون، والخطأ مرفوع لمن أقر به بإذن الله تعالى.

وبهذا الحماس، اقتحمنا غمام هذه المسألة: "عمر البشرية منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام"، فوجدنا أن عمر البشرية لا يجب أن يقل عن 520,000 ألف سنة، ولا ينبغي أن يقارب 2,700,000 سنة، وأن عدد القرون المنصرمة منذ آدم عليه السلام يزيد عن 2700 قرن. وأن الباقي من عمر البشرية لا يقل على الأرجح عن 5000 سنة من نزول القرآن، وقد يمتد إلى 25,000 سنة.

وهنا تجدون كامل الدراسة التي أدت بنا إلى هذه النتائج:
"عُمْر البشرية، ومنحنى نقصان عُمْر الإنسان!"

ويتشوف صاحب الدراسة إلى سماع آرائكم السديدة، مؤيدة كانت أو معارضة
أخوكم
عزالدين كزابر
 
الأخ الكريم / عز الدين كزابر
لا يخفاك أن الكلام في هذا الموضوع يحتاج إلى نقل مصدق ، إذ لا يثبت ذلك إلا بالنقل المعصوم يعني : الوحي ، والاحتمالات التي أوردتها في مقالك ليس عليها أي دليل من نقل ، وقد كتب السيوطي ( ت : 911 هـ ) - رحمه الله - في رسالة سماها ( الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف ) ردًّا على من ادعى في زمانه أن القيامة ستكون على رأس الألف الهجرية .
وفي الجملة : لا يصح الكلام في هذا الموضوع إلا بنقل صحيح ، وهذا غير موجود على التحقيق ... والعلم عند الله تعالى .
 
الأخ الفاضل/ محمد عطية

هذه الدراسة ليست إلا إعادة قراءة (النقل) قراءة إحصائية. وهذا هو الجديد.
فمن من المسلمين ينكر أن عمر آدم ونوح عليهما السلام كان (عشرة أضعاف )، أي" 1000 %، على الأقل من "العمر المتوسط" للإنسان المعاصر؟!
ومن ينكر بناءاَ على ذلك أن الإنسان يتناقص في العمر؟!
ومن ينكر أن نسبة الباقي من عمر البشرية إلى ما مضى منها أقل من جزء من عشرة أجزاء، أي أقل من 10%، بناءاً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما قاله عند غروب الشمس - المتواتر الوارد متنونه ومصادرها في الدراسة المشار إليها؟!

إن المنكر لهذه المعلومات منكر لما هو لازم عن (النقل) الذي تتفق معي وأتفق معك على أنه المصدر الصادق. ومن ثم يكون المنكر للقراءة الإحصائية للنقل منكر للنقل من حيث لا يدري!

أما باقي المعالجات الواردة في الدراسة فليست إلا آليات رياضية تحليلة لا يمكن الطعن فيها إلا بما هو أقوى منها، ومن نوعها، لا بمحض الاستنقاص بالآليات اللغوية والحجج الخطابية.

أما من لا يستسيغ هذه المعالجات لعدم ألفته بها، أو صعوبتها عليه أن يُتابعها فيفهمها. فهذه مشكلة شخصية، ولا علاقة لها بصدق الدراسة ومقولاتها!!! ولا بأن نتائج الدراسة تفارق (النقل)!
فمن كان شأنه كذلك، فعليه الا يتذرع باتهام الدراسة بانتهاك (النقل) وتجاوزه، لأنه عندئذ قد يكون من الصادين عن حق، ومن حيث لا يدري، فيقع في ما حذرنا الله تعالى منه حين قال سبحانه "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ"

ولو راجعت أخي العزيز الدراسة المعنية لقرأت في مطلعها ما قلناه من أننا:
[واجهنا عدداً من الإشكالات في التحقق من وجود علاقة بين موقع الكعبة المشرفة بين قطبي الأرض من جهة، والنسبة الرياضية الشهيرة بـ "النسبة الذهبية" من جهة ثانية. وقد عرضنا هذه الإشكالات في دراسة سابقة " الكعبة المشرفة والنسبة الذهبية: من التهافت إلى.. ".
وفي طريقنا إلى التحقق من وجود هذه العلاقة، وشرائط ذلك، وجدنا أن هذا الطريق يمر بمحطة تعيين نطاق عمر البشرية، أي قيمته الراجحة، أو حدوده التي تتفق والمصادر الإسلامية الحاسمة في كتاب الله تعالى، أو الراجحة فيما أتى من حديث نبوي شريف، وما يلحق بذلك من تفسير أو تأويل.
]

ومعنى هذا المطلع أننا قد اضُّطررنا إلى خوض غمار هذه الدراسة لغرض هام، وهو الحكم على صدق أو عدم صدق أو احتمال صدق الزعم بمرور بخط النسبة الذهبية للأرض بالكعبة. ومن ثم تكون الدراسة مبررة علمياً، ولها دواعيها المعيارية في الحكم على زعم إعجازي، وأنها لم تكن أبداً ترفاً عقلياً. ولو صَمَتْنا كما يصمت الآخرون لمرت المزاعم على أسماعنا لا ندري ما نقول فيها أو عنها، وكأن الأمر لا يعنينا، لا في رد باطل ولا في إحقاق حق، في مسائل لم يطلع عليها سلفنا الصالح.

أما هذه العلاقة بين المسألتين: (النسبة الذهبية) و (عمر البشرية)، فهو ما أجتهد في إنجازه هذه الأيام. فإذا قدر الله تعالى لي إنجازها، سيتبين ما بينهما من ارتباط وثيق، وكيف أن تعيين نطاق عمر البشرية له فوائد عديدة، منها تلك المسألة، ومنها الرد على التطوريين بما يدرأ طغيانهم العلمي في مسائل الخلق، ومنها غير ذلك.

وأخيراً لا تنسى أننا مأمورون بالقول الراجح، والعمل به. ومن عنده أرجح مما أتيت أنا به، فيأت به!
أما إن لزمنا الصمت، فإننا نرتكب إثما كبيراً. لأن أبناء المسلمين واقعين تحت تأثير الثقافة العالمية التي تتهم الإسلام بما اتهمت به اليهودية والنصرانية من أن كتبهم الدينية تقول بأن عمر الإنسان لا يزيد عن سبعة آلاف عام. وقد أورد عددٌ من المفسرين في الإسلام هذه المعاني. ويُعد هذا فتنة كبيرة للمسلمين أصحاب الدراسات العلمية الطبيعية، وخاصة، الذين يتعلمون في الدول الغربية، وقد ارتد بسببها وبسبب أمثالها بعضهم عن الإسلام. فأردت أن أستخلص من القرآن والسنة القول الراجح في هذا الشأن بلغة يفهمها أبناء هذه الثقافات. وبما يحفظ أبناءنا من تصديق افتراءات تخدش عقيدتهم أو تنال من ديننا الحنيف، والذي أؤمن بأنه أصدق حجة مما عداه، شريطة أن نعلم كيف ندافع عنه. ولن يكون الدفاع عنه بترديد أقوال مضت مع أهلها، لأن دين الله تعالى حيٌّ أبدا لا يموت، والجن والإنس يموتون.
..
مع التحية
 
الأخ / عز الدين كزابر
ما كنت أحب أن أورد ملاحظاتي على ما زعمت أنه دراسة ، واكتفيت بما نوهت عنه بأن الحديث في الأمور الغيبية لا يكون إلا بنقل مصدق ، ولكني فوجئت بردك ، الذي ترمي فيه من يخالفك بالجهل ، وتؤثم فيه من لا ينحو نحوك في البحث ، وتلزمه بما لا يلزم .
فأرجو أن يتسع صدرك لهذه الكلمات :
قولك : ( وسنفترض أن السنين هنا تعني السنين الشمسية(ملحق (2))، إلا إذا ذكرنا غير ذلك ) . لماذا افترضت ذلك ، ولعلك تعلم أن الحساب المعتبر شرعًا هو بالسنة الهلالية ؟
وفي رقم ( 4 ) أن "العمر المتوسط للإنسان"(ملحق (5)) يتناقص منذ آدم وإلى يومنا هذا ، إلا ما شذ عن ذلك ، وأنه بين كل قرن والذي يسبقه فرق في الطول الزمني لا يقل عن سنة واحدة(ملحق (6)) .
الجملة الأولى من تناقص أعمار بني آدم ، مقبولة في الجملة ، ولا ينكرها أحد ... أما الافتراض الثاني فلا يسلَّم لك إلا بدليل .

قولك في رقم ( 5 ) أن عمر نوح عليه السلام كان أكثر من أو يساوي 950 سنة، وأقل من عمر آدم(ملحق (7))، أي (950+د) سنة، وحيث أن عدد القرون بينهما 10 قرون، وكل قرن تالي يقل سنة واحدة (في المتوسط) على الأقل، ويقل 5 سنوات (في المتوسط) على الأكثر. وعندئذ لا ينبغي أن يزيد عمر نوح عن 990 سنة، ولا ينبغي أن يقل عن 950 سنة، وعلى ذلك فإن قيمة (د) هو المدى (صفر-40) سنة ).
هذه فلسفة رياضية غير مقبولة ، فعمر نوح يقينا أكثر من ( 950 ) سنة ، التي هي سنون دعوته لقومه ، فإن سلمنا لقول من قال : إن الأنبياء تبعث على رأس الأربعين ، فعمره - يقينا – أكثر من ( 990 ) لأنه قد عاش بعد الطوفان مدة زمنية طويلة ، لا نعلم لها تحديدا على التحقيق .
فسقط قولك : (وعندئذ لا ينبغي أن يزيد عمر نوح عن 990 سنة، ولا ينبغي أن يقل عن 950 سنة، وعلى ذلك فإن قيمة (د) هو المدى (صفر-40) سنة ) .

ثم قولك : في رقم ( 7 ) - ونتنبأ بأن تغير عمر الإنسان في التناقص هو تناقص طبيعي، ويتبع السنن الكونية في سنن التناقص. وأشهر هذه السنن وأكثرها شيوعاً هي الدالة اللوغاريتيمة(ملحق (9)).
لا يسلم لك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " أعمار أمتي بين الستين والسبعين ، وقليل من يجوز ذلك " ، مما يدل على أن هذا باق في الأمة ، ولا تناقص مطرد كما تفترض .
فإذا كان ما بنيت عليه دراستك مجموعة من الفرضيات غير المسلمة ، فلا شك في عدم التسليم بالنتيجة .
ثم قولك – أخي – إننا مأمورون بغلبة الظن ، من الأغلوطات التي تريد أن تسوق بها لدراستك .. فهذا - أخي - إنما هو في الأحكام العملية ، لا في الحديث عن الغيبيات ، فالكلام في الغيبيات الماضية والآتية لا يقبل إلا بالنقل الصحيح الصريح .
والعجب منك أن تلزمني بما لا يلزم ، فإنكار اجتهاد أيًّا من كان لا يعني رد النصوص ، وهذا أيضا من الأغلوطات التي سقتها .
والعجيب أن كل من يتكلم في هذه الأمور بمنهجك يتهم من يخالفه بالجهل .
اتق الله أخ كزابر .. ليس هذا منهجًا مقبولا في الغيبيات .
ثم تقول في آخر ردك : (وأخيراً لا تنسى أننا مأمورون بالقول الراجح ، والعمل به . ومن عنده أرجح مما أتيت أنا به، فيأت به ) !
أي رجحان تتكلم عنه إذا كانت الأسس التي بنيت عليها هذه الدراسة مرفوضة ؟ ثم هذا الرجحان – أخي - في المسائل العملية ، أما المسائل الغيبية لا يقبل الحديث فيها بالفرضيات .
ثم تقول : ( أما إن لزمنا الصمت ، فإننا نرتكب إثما كبيراً . لأن أبناء المسلمين واقعين تحت تأثير الثقافة العالمية التي تتهم الإسلام بما اتهمت به اليهودية والنصرانية من أن كتبهم الدينية تقول بأن عمر الإنسان لا يزيد عن سبعة آلاف عام. وقد أورد عددٌ من المفسرين في الإسلام هذه المعاني. ويُعد هذا فتنة كبيرة للمسلمين أصحاب الدراسات العلمية الطبيعية، وخاصة، الذين يتعلمون في الدول الغربية، وقد ارتد بسببها وبسبب أمثالها بعضهم عن الإسلام. فأردت أن أستخلص من القرآن والسنة القول الراجح في هذا الشأن بلغة يفهمها أبناء هذه الثقافات. وبما يحفظ أبناءنا من تصديق افتراءات تخدش عقيدتهم أو تنال من ديننا الحنيف، والذي أؤمن بأنه أصدق حجة مما عداه، شريطة أن نعلم كيف ندافع عنه. ولن يكون الدفاع عنه بترديد أقوال مضت مع أهلها، لأن دين الله تعالى حيٌّ أبدا لا يموت، والجن والإنس يموتون ) .
عجب لك عجيب أن تؤثم المسلمين إذا لم يتكلموا بطريقتك ! يكفي أن يقال : هذه من أمور الغيب ، ولا يتكلم فيها إلا بدليل ، ولا دليل ؛ فأما الذين صدقوا في إيمانهم ، فلا خوف عليهم من تلكم الشبهات ، وأما الذين في قلوبهم مرض ، فلا يلزمنا إثم ارتدادهم .
أرجو الله تعالى أن يرينا الحق حقًّا ، وأن يرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ، وأن يرزقنا اجتنابه ، ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل .. آميييييين .
 
الأخ عطية
فليتسع صدرك أنت:

(1) قولك: [الحساب المعتبر شرعًا هو بالسنة الهلالية ] لا خلاف عليه، والغرض من اعتماد الحساب الشمسي هو أن هذه الدراسة [التي سخفت منها وقلت: على ما زعمت أنه دراسة] سيعقبها دراسة تقارن تلك السنوات مع سنوات شمسية تتزحزح بها الجزيرة العربية حسب الأرصاد الجيولوجية. ولا يجوز المقارنة بين سنوات إلا من نفس النوع. ولكنك استبقت الأحداث بما لا تعلمه من غيب الدراسة! ويمكنك التحويل من شمسي إلى هلالي وقتما تشاء أنت/ أو غيرك، فالنسبة معروفة.
- أما إن كنت تقصد أن لفظ سنة إذا ورد في كتاب الله يجب أن يكون السنة الهلالية، فغير صحيح.

(2) اعتراضك على قولي: [كل قرن والذي يسبقه فرق في الطول الزمني لا يقل عن سنة واحدة] عندما حددت نهاية نطاق الحساب، كان بسبب عدم انتباهك أو إحاطتك أن البديل الوحيد لذلك أن تقل فروق القرون عن سنة واحد، وإذا سمحنا بهذا فإن الحساب سيؤدي إلى أن العمر الكلي للبشرية سيزيد عن ثلاثة ملايين سنة . وهذا واضح لمن يحيط بآليات الحساب التي اتبعتها. وهناك من الأسباب الحفرية تجعل هذا غير وارد لأن الأرض وقتها كانت معمورة بكائنات وحشية شبيهة بالإنسان، وقد خلق الله تعالى آدم بعدها خلقاً جديدا، وأسباب أخرى. ولو ذكرت ذلك في الدراسة - التي سخفت أنت بأنها دراسة – سيخرج عن نطاق احتمال القراء.

(3) قولك عن طريقة تقدير عمر نوح عليه السلام [هذه فلسفة رياضية غير مقبولة] ربما جاء بسبب عدم إحاطتك بمعاملة الفترة بين آدم ونوح كـ (فئة رياضية) – وهذا أمر يُسمى في المعالجات الرياضية بنظرية الفئات. وفيها يجب أن تحدد بداية ونهاية الفئة. وكان يجب أن تكون بداية الفئة 950 سنة، لأن عمر نوح سيزيد عن ذلك ولو بأقل القليل. وذلك مثلما أقول أن عمر فلان [صفر،100] وأنا أعلم أنه عاش ما قدر الله أن يعيش، فأكون صادقاً في وصفي في تعيين حدود الفئة، ولا ينبغي أن يجادلني من لا يعلم الفئات ويقول: مادام أنه عاش فيقيناً أنه أكبر من الصفر. فهذا بديهي. كل ما في الأمر أنها بداية الفئة وليس كل الفئة.

(4) قولك: [فعمر نوح يقينا أكثر من ( 950 ) سنة ، التي هي سنون دعوته لقومه ، فإن سلمنا لقول من قال : إن الأنبياء تبعث على رأس الأربعين ، فعمره - يقينا – أكثر من ( 990 ) لأنه قد عاش بعد الطوفان مدة زمنية طويلة ، لا نعلم لها تحديدا على التحقيق .] به أخطاء.
الأول: قولك:[أن 950 سنة هي سنون دعوته لقومه]، فهذا ضعيف لأن الله تعالى قال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم " قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "(يونس:16)، ولا خلاف أعلمه أن معنى "لبثت فيكم عمراً من قبله" يشمل كامل الأربعين سنة التي عاشها رسول الله بين ظهراني قومه. وكذلك نوح عليه السلام. فليس اللبث فيهم يعني فقط في الدعوة كما ظن بعض النظار ذلك. وإن كانوا قالوا به، فعلى أنه وجه من الوجوه، أي احتمال. ولكنه ضعيف بما بينت.
الثاني: قولك [(أن نوح عليه السلام) قد عاش بعد الطوفان مدة زمنية طويلة]، قول لا أصل له إلا الإسرائيليات، حتى أنهم وصلوا في زعمهم أنه عاش ما يزيد على 1300 سنة!. فهذا من افترائهم. واليقين في الإسلام أنه زاد على 950، ولكن الزيادة قد تكون مجرد سنوات قلائل بعد الطوفان. وليس هناك ما يخطئ ذلك من دليل يقضي بطول بقائه بعد الطوفان كما أردت أن تُلزمني.
أما إن كان عمر نوح عليه السلام قد زاد عن (1000 سنة) فهذا احتمال وارد، وقد أوردته في الدراسة – التي سخفت بها أنت من أنها تستحق إسم الدراسة – عندما قلت أنا ما نصه: [قيمة (د) الحقيقية في عمر نوح عليه السلام (أو متوسط العمر في قرنه) مجهولة، ولكن مداها هو (0-40) سنة] فراجعه، ومعنى كلامي لمن تأنى في الفهم، أنه يُستعاض عن عمر نوح بمتوسط عمر الإنسان في قرنه إن كان عمر نوح قد زاد عن عمر آدم (أي 1000عن سنة.) لأنه عندئذ سيكون عمره تشتتاً إحصائياً عن دالة التناقص المنتظمة من آدم وحتى يومنا هذا، والتي اعترفت أنت أنه بأنها لا ينكرها أحد. والفرق بين التشتت وبين حساب المتوسطات الذي اعتمدته يظهر من ملحق (5) فراجعه.

وجدير بي هنا أن أوكد أن الدراسة قامت على ثلاث قيم يقينية لا بد أن يحققها المنحنى مع كونه متصلاً،
أولها: 1000 سنة تمثل عمر الإنسان الأول،
ثالثاً: أن عمر الإنسان كان أكثر من 950 وأقل من 1000 في القرن البشري الحادي عشر،
ثالثاً: وصل العمر إلى ما بين الستين والسبعين بعد قرون كثيرة (وتعني كلمة كثيرة أنها في عداد المئات أو الآلاف)
وكل من اعتمد هذه الأصول الثلاثة وحققها، فقد أقام دراسته على أصول سليمة، وأصبحت دراسته معتبرة ولها صفة الدراسة الجديرة بالاعتناء لا التسخيف.

أما من قنُع بأن يؤمن الناس بأن عمر البشرية أقل من 7000 سنة، فلا بد أنه يشيع في الناس من حيث لا يدري أن عدد القرون بين نوح وعاد وثمود وأصحاب الرس، عدداً لا يتحقق فيه قول الله "وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا"(الفرقان:38)، ويدخل عندئذ صاحبنا فيمن قال فيه رسول الله "كذب النسابون" لاستوائه معهم في علة التكذيب وهي الإقرار وإشاعة ما ينافي قول الله من أن القرون كثيرة.

أما قولك: [قولك : في رقم ( 7 ) - ونتنبأ بأن تغير عمر الإنسان في التناقص هو تناقص طبيعي، ويتبع السنن الكونية في سنن التناقص. وأشهر هذه السنن وأكثرها شيوعاً هي الدالة اللوغاريتيمة -ملحق 9 -لا يسلم لك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " أعمار أمتي بين الستين والسبعين ، وقليل من يجوز ذلك " ، مما يدل على أن هذا باق في الأمة ، ولا تناقص مطرد كما تفترض .]

فهو قول يثير الشفقة، لأنه يؤكد لي أنك لم تحط بالدراسة - التي سخفت بها - علما. لأن هذه الدالة تتناقص على تباطؤ متزايد، أي أنه يلزم عنها أن تهبط من السبعين إلى الستين بعد مرور زمن قدره (29,362 سنة) في أسرع هبوط (المنحنى الأحمر في شكل 2)، أما في أبطئه فسيصل إلى (153,624 سنة) (المنحنى الأحمر). إلا إذا كنت تقطع بأن عمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيزيد عن 153,626 سنة، وفقط في هذه الحالة يمكنك أن تكذب الدراسة التي سخفت بها !!!

وأزيدك من الشعر بيتاً، وبعيداً عن موضوع الدراسة، صحيح أن الدالة اللوغاريتمية مطردة في التناقص، لكنها لا تهبط إلى الصفر إلا بعد مرور ما لا نهاية له من الزمن. وأنا على يقين من أنك لو تعلم ذلك لما أثرت اعتراضك. أرأيت كم كان قولك يثير الشفقة!

من الواضح أن اعتراضاتك جاءت على غير بينة. ولو جربت مثل تجربتي – عقود طويلة – في علوم شرعية وعلمية بحتة وتدريس بالجامعة وبمعاهد للبحوث – لما تجرأ حاسوبك على إرسال ما أرسلت. وكان أولى بك أن تستفهم فأخبرك بما لا تعلمه من معاني الدراسة، فليس هناك كبير على العلم، وكلنا يسأل الله تعالى المزيد. لا أن تسخر و تعترض على ما لم تحط به (في مشاركتيك المجملة والمفصلة). فهذا أمر محذور كما تعلم. وجدير بنا جميعاً أن نتَّقي الله سبحانه، فكلنا بحاجة إلى ذلك، وحبذا لو كانت التقوى فيما أمر به سبحانه حين قال تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"(الإسراء:36)

وأؤكد قولي السابق، لو أن عندك ما هو أرجح مما أتيت أنا به فلتأت به، شريطة أن يعتمد المصادر القرآنية والحديثية التي أوردتها وتتعلق بالموضوع ويأخذ كمياتها الحسابية [1000، 950، (60-70)، ما بقى من مغيربان الشمس إلى طول النهار] ليُعمِلها إعمالاً، لا أن يرددها كما سمعها، فإننا نعلم جميعاً أن أشرطة التسجيل أجود ما يردد النقل. فإن كنت لا تعلم، فقل لا أعلم، وستُأجر على الصدق في ذلك.
أما إن كررت: النقل النقل وليس إلا النقل، ولا مزيد على ما نقل إلينا، فتكون ممن يقر بأن العلماء قد شبعوا من القرآن، وهو ما ينافي قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يشبع منه العلماء"!!! فانتبه.

وإذا كان لا يلزمك إثم ارتداد من اضطر لتعلم العلوم الدنيوية التي هي من مقتضيات الاستخلاف ولم يسعفهم بعلوم شرعية تحصنهم، فهذا مما يلزمني، ولن أنكص عنه، حتى وإن غفل عنه آخرون، وسخر منه الساخرون. ولن أدعهم يظنون أن أقل من 7000 سنة مقبولة في الإسلام كعمر للبشرية - وبدعم ممن سكت عنها في كتب التفسير وكأنها حق- والقرآن منها بريء. فيتركون الإسلام ويكون إثمهم على من تركهم، ونفَّرهم بباطل المعاني، ثم أعرَض عنهم، وقال: أنهم في قلوبهم مرض. .... أفأمن هذا القائل مكر الله، وفتنته للمؤمنين يختبرهم، الواقع في الباطل، والمُنفّر له عن الحق، والتارك له يقع؟! ..

وأخيراً لو أحببت أن تواصل السخرية من باقي الدراسات فهذه هي مدونتي،
kazaaber.blogspot.com
ولكن احذر، فقد صبرت ثلاثة عقود حتى أمتلك ناصية ما أكتب فيه،
ولن أضن بمثلها - لو أن في العمر بقية - للدفاع عن الحق فيها.
وإن بللت أقدامك بما لا قبل لك به فستكون قد ورطت نفسك، وتتمنى أنك ما اقتحمت غير عرينك.

مع التحية
 
الأخ / كزابر
ما كنت أحسب أنك تظن أن الخروج عن اللياقة يكون فيه إنتصار للنفس بحق ، ومع ذلك فلن أجاريك في أسلوبك ، ولكني سأناقشك بهدوء .
أولا : ألم تزعم أنت أنها دراسة ، فإذا قلتُ أنا : ما زعمت أنها دراسة ! ما هو وجه السخرية في ذلك ؟
ثانيًا : أنت لا تعرفني ، كما أنا لا أعرفك ، فإن كنت تقبل النصح الذي أمرنا به ديننا ، فتلك نصيحتي لك ، وإن كنت لا تقبله ... فالله الموعد ...يحكم بيني وبينك ، وهو خير الحاكمين .
ثالثا : قولك : ( وأخيراً لو أحببت أن تواصل السخرية من باقي الدراسات فهذه هي مدونتي،
kazaaber.blogspot.com
ولكن احذر، فقد صبرت ثلاثة عقود حتى أمتلك ناصية ما أكتب فيه ، ولن أضن بمثلها - لو أن في العمر بقية - للدفاع عن الحق فيها. وإن بللت أقدامك بما لا قبل لك به فستكون قد ورطت نفسك، وتتمنى أنك ما اقتحمت غير عرينك ) .
فهذه دعوة صادفت شغلا ، فلا وقت عندي لهذا ، وأخشى أن أبلل قدمي ، وأوثر أن أبقى في عريني .
واعلم - هداني الله وإياك الصواب – أن المرء قد يصبر على مثل ما تقول أكثر مما صبرت ثم يستبين له خطؤه .. فيرجع إلى الحق ... ومثلك من يرجع إلى الحق .
1 ) أما قولك : ( والغرض من اعتماد الحساب الشمسي هو أن هذه الدراسة [التي سخفت منها وقلت: على ما زعمت أنه دراسة] سيعقبها دراسة تقارن تلك السنوات مع سنوات شمسية تتزحزح بها الجزيرة العربية حسب الأرصاد الجيولوجية . ولا يجوز المقارنة بين سنوات إلا من نفس النوع. ولكنك استبقت الأحداث بما لا تعلمه من غيب الدراسة ! )
فهذا كلام لم تذكره أنت في دراستك المعروضة ، فهل يلام على انتقاده من يقرأ هذه الدراسة ؟!

2 ) وأما قولك : ( اعتراضك على قولي : [كل قرن والذي يسبقه فرق في الطول الزمني لا يقل عن سنة واحدة] عندما حددت نهاية نطاق الحساب ، كان بسبب عدم انتباهك أو إحاطتك أن البديل الوحيد لذلك أن تقل فروق القرون عن سنة واحد ، وإذا سمحنا بهذا فإن الحساب سيؤدي إلى أن العمر الكلي للبشرية سيزيد عن ثلاثة ملايين سنة . وهذا واضح لمن يحيط بآليات الحساب التي اتبعتها . وهناك من الأسباب الحفرية تجعل هذا غير وارد لأن الأرض وقتها كانت معمورة بكائنات وحشية شبيهة بالإنسان ، وقد خلق الله تعالى آدم بعدها خلقاً جديدا ، وأسباب أخرى. ولو ذكرت ذلك في الدراسة - التي سخفت أنت بأنها دراسة – سيخرج عن نطاق احتمال القراء ) .
أخي : هذا كلام لا وزن له في ميزان العقل .... { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } ، { ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم } .
ومن ادعى أن الأرض وقتها كانت معمورة بكائنات وحشية شبيهة بالإنسان ... فقد أخطأ خطأ ذريعا ، ولا يُردُّ على ذلك بمثل كلامك : (هذا واضح لمن يحيط بآليات الحساب التي اتبعتها ) ، فهذا أخي - ليس دليلا .

4 ) وأما قولك ردًّا على قولي : [ فعمر نوح يقينا أكثر من ( 950 ) سنة ، التي هي سنون دعوته لقومه ، فإن سلمنا لقول من قال : إن الأنبياء تبعث على رأس الأربعين ، فعمره - يقينا – أكثر من ( 990 ) لأنه قد عاش بعد الطوفان مدة زمنية طويلة ، لا نعلم لها تحديدا على التحقيق .] به أخطاء ) .
فهذا ظنك أنت ، ولنناقش ما زعمت أنه أخطاء بتجرد .
الأول : قولك : [ أن 950 سنة هي سنون دعوته لقومه]، فهذا ضعيف لأن الله تعالى قال لنبينا محمد " قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "(يونس:16)، ولا خلاف أعلمه أن معنى "لبثت فيكم عمراً من قبله" يشمل كامل الأربعين سنة التي عاشها رسول الله بين ظهراني قومه. وكذلك نوح . فليس اللبث فيهم يعني فقط في الدعوة كما ظن بعض النظار ذلك . وإن كانوا قالوا به، فعلى أنه وجه من الوجوه، أي احتمال. ولكنه ضعيف بما بينت ) .
الأخ كزابر :
هذا منك تسرع ، ولو أنك تدبرت الآيتين جيدًا ، لظهر لك الفارق في المعنى ؛ ففي الآية الأولى قال الله عز وجل : { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم } والظاهر من الآية أن ذلك بعد إرساله ؛ وأما آية يونس فقد قال الله تعالى : { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ } أي : قبل أن ينزل القرآن ؛ ففرق بين المعنيين ... فظهر بذلك خطأك في الاستدلال ..
الثاني : قولك ردًّا عليَّ : [ أن نوحًا عليه السلام قد عاش بعد الطوفان مدة زمنية طويلة ] ، قول لا أصل له إلا الإسرائيليات ، حتى أنهم وصلوا في زعمهم أنه عاش ما يزيد على 1300 سنة !. فهذا من افترائهم. واليقين في الإسلام أنه زاد على 950 ، ولكن الزيادة قد تكون مجرد سنوات قلائل بعد الطوفان . وليس هناك ما يخطئ ذلك من دليل يقضي بطول بقائه بعد الطوفان كما أردت أن تُلزمني ) .
فهذا كلام من قبيل الجدل السفسطائي ، فالطول والقصر أمر نسبي ... إنما أردت إسقاط قولك : ( وعندئذ لا ينبغي أن يزيد عمر نوح عن 990 سنة، ولا ينبغي أن يقل عن 950 سنة، وعلى ذلك فإن قيمة (د) هو المدى (صفر-40) سنة ) .... وقد سقط .
أما قولك : ( أما إن كان عمر نوح عليه السلام قد زاد عن (1000 سنة) فهذا احتمال وارد ، وقد أوردته في الدراسة – التي سخفت بها أنت من أنها تستحق إسم الدراسة – عندما قلت أنا ما نصه: [قيمة (د) الحقيقية في عمر نوح عليه السلام أو متوسط العمر في قرنه) مجهولة ، ولكن مداها هو ( 0-40) سنة] فراجعه ، ومعنى كلامي لمن تأنى في الفهم ، أنه يُستعاض عن عمر نوح بمتوسط عمر الإنسان في قرنه إن كان عمر نوح قد زاد عن عمر آدم (أي 1000عن سنة.) لأنه عندئذ سيكون عمره تشتتاً إحصائياً عن دالة التناقص المنتظمة من آدم وحتى يومنا هذا ، والتي اعترفت أنت أنه بأنها لا ينكرها أحد . والفرق بين التشتت وبين حساب المتوسطات الذي اعتمدته يظهر من ملحق (5) فراجعه ) .
فأقول : أخ كزابر : هذه أغلوطات كل من يتكلم في الغيب بغير علم ؛ فمن الذي أدراك أن مداها هو ( 0-40 سنة ... هذا رجم بغيب ، ليس عليه دليل ولا شبهة دليل ، والقواعد الإحصائية التي تتكلم عنها حسابات ظنية لا يقين فيها ، ولا يثبت مثل هذا إلا بوحي .

وأما قولك : ( وجدير بي هنا أن أوكد أن الدراسة قامت على ثلاث قيم يقينية لا بد أن يحققها المنحنى مع كونه متصلاً :
أولها : 1000 سنة تمثل عمر الإنسان الأول .
ثانيًا : أن عمر الإنسان كان أكثر من 950 وأقل من 1000 في القرن البشري الحادي عشر .
ثالثاً : وصل العمر إلى ما بين الستين والسبعين بعد قرون كثيرة ، ( وتعني كلمة كثيرة أنها في عداد المئات أو الآلاف ) .
الأخ كزابر : إن قصدت أن الألف سنة هي عمر آدم عليه السلام ، فمسلم لك ... وإن قصدت أنها تنسحب على ذريته ، فغير مسلم ... ائت بدليل !
وأما قولك : ( ثانيًا : أن عمر الإنسان كان أكثر من 950 وأقل من 1000 في القرن البشري الحادي عشر ) فهذا أخي – على هذا التحديد – رجم بغيب .... لا يقين .
وأما ثالثا فالجملة الأولى مسلمة ، وأما بين القوسين فيدل على أن الاحتمالات فيه كثيرة ، فلا يكون يقينا .

وأما قولك : ( وكل من اعتمد هذه الأصول الثلاثة وحققها، فقد أقام دراسته على أصول سليمة، وأصبحت دراسته معتبرة ولها صفة الدراسة الجديرة بالاعتناء لا التسخيف ) .
فلا يسلَّم لك بعد أن ظهر أن ما ذكرتَه ليس يقينات تبنى عليها دراسة .

وأما قولك : (أما من قنًع بأن يؤمن الناس بأن عمر البشرية أقل من 7000 سنة، فلا بد أنه يشيع في الناس من حيث لا يدري أن عدد القرون بين نوح وعاد وثمود وأصحاب الرس، عدداً لا يتحقق فيه قول الله "وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا"(الفرقان:38)، ويدخل عندئذ صاحبنا فيمن قال فيه رسول الله "كذب النسابون" لاستوائه معهم في علة التكذيب وهي الإقرار وإشاعة ما ينافي قول الله من أن القرون كثيرة. )
فأقول لك أخي : إن تخطئتنا لهذا القول ، لا يعني أننا نسلِّم لك بقولك أنت ، فهذا ما لا يلزم ، ونقول لأصحاب هذا القول ما نقول لك ... { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } .

وأما قولك : ( أما قولك : [ قولك : في رقم ( 7 ) - ونتنبأ بأن تغير عمر الإنسان في التناقص هو تناقص طبيعي، ويتبع السنن الكونية في سنن التناقص. وأشهر هذه السنن وأكثرها شيوعاً هي الدالة اللوغاريتيمة -ملحق 9 -لا يسلم لك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " أعمار أمتي بين الستين والسبعين ، وقليل من يجوز ذلك " ، مما يدل على أن هذا باق في الأمة ، ولا تناقص مطرد كما تفترض ] . فهو قول يثير الشفقة ) .
سؤالي : يثير شفقة منْ ؟ إن كانت شفقتك .. فلا يضر .. إذ ينبغي أن تكون شفقتك على نفسك حين يسألك ربك .... { أتقولون على الله ما لا تعلمون } .. { ءالله أذن لكم أم على الله تفترون } .

ثم قولك : ( من الواضح أن اعتراضاتك جاءت على غير بينة ؛ ولو جربت مثل تجربتي – عقود طويلة – في علوم شرعية وعلمية بحتة وتدريس بالجامعة وبمعاهد للبحوث – لما تجرأ حاسوبك على إرسال ما أرسلت . وكان أولى بك أن تستفهم فأعلمك معاني الدراسة، فليس هناك كبير على العلم. لا أن تسخر و تعترض على ما لم تحط به (في مشاركتيك المجملة والمفصلة) . فهذا أمر محذور كما تعلم ) .
فردي عليك : الله الموعد .
وأما قولك : ( وأؤكد قولي السابق ، لو أن عندك ما هو أرجح مما أتيت أنا به فلتأت به، شريطة أن يعتمد المصادر القرآنية والحديثية التي أوردتها وتتعلق بالموضوع ويأخذ كمياتها الحسابية [1000، 950، (60-70)، ما بقى من مغيربان الشمس إلى طول النهار] ليُعمِلها إعمالاً، لا أن يرددها كما سمعها، فإننا نعلم جميعاً أن أشرطة التسجيل أجود ما يردد النقل. فإن كنت لا تعلم، فقل لا أعلم، وستُأجر على الصدق في ذلك ) .
فحسبي ما رددت به ، وأحسب أني أعذر عند ربي ، وكلامك بعدُ قد اعتددناه من أمثالك الذين يقحمون بعض النظريات في الكلام على الغيبيات ، ظنًّا منهم أنهم يحسنون ، ولو سألوا أهل العلم لاستبان لهم خطؤهم ، ولكن من يظن في نفسه العلم فعنده من الجرأة ما ينطق به لسانه .
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي وللمسلمين ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
 
الأخ عطية
تبدأ الحديث من برج عاجي
وتقول: (لا يصح الكلام في هذا الموضوع إلا بنقل صحيح ، وهذا غير موجود على التحقيق)
فتهدم بكلمة ما لم تًحِطْ به
ثم تعود تغضب - والغريب أنك أنت الذي تغضب - إذا رددنا عليك وبينّا لك ما تجاوزته.

وما ذنبنا إذا كانت الدراسة وراء أفق بعض القراء،
فمن كان هذا شأنه فلا يحرج نفسه،
أما إن ظن أن كل ما يقال، لا بد ألا يخرج عن فهمه، فلا بد أن نرثي له جميعا
ومن يبدأ بعيب أعمال الناس بالجملة وهو خارج عن إحاطته
فلا بد أن يسمع ما لا يسره

أما إن انكشف غطاء علمه
فلا يعلم عن حفريات كذا وكذا
ولا يعلم عن الدوال الرياضية كذا وكذا
ولم يقرأ تفصيلاً لو قرأه لأحجم
ولو سأل أهل الاختصاص يستشيرهم لأقلع
ويصر على منهج جدلي يحسم مسائل قالبها رياضي
مثلها عنده مثل الصيني من العربي
وكل ما في جعبته (هذا ليس بدليل)
ولا يعلم أن الدليل الرياضي لا يحسمه إلا دليل رياضي
فماذا نقول له، وقد اقتحم دارنا، يفض به جمعنا،
يُخَطِّئ ويرسل نصائح، يتعجب منه السامعون،
يقضي قبل أن يعلم، وقد تاب عن مثلها داوود
ومثله مثل من حرّم النقود الورقية لأنها ليست من النقدين!
أو من يُخَطِّئ تسمية ألفاظ النحو كالـ "الفاعل".. لأن "الفاعل" لا بد له من إرادة! ... إلخ
أو من حرّم التلغراف .. أيام الملك عبدالعزيز
أو.... إلخ
وقالوا النقل النقل النقل ... وفقط بفهمهم، وألا يخرج عن فهمم
آه ثم آه آه .. من (عريضِ وِسادهم)
ثم عادوا جميعاً يستحي من عاش منهم من سابق أقواله!
ترى .. ماذا يفعلون ثم تُزاح الأستار
فليكن هذا إذاً .. بينهم وبيننا موعدا

 
ماهكذا الخطاب بين طلاب العلم
اصلحكم الله يرى الناس من البعض ما يزهده في العلم
 
يا أخ عطية
أرُدْ على ماذا وأنت لا تعلم لا حفريات، ولا رياضيات
ولا ما تقتضيه الأولى، وما يلزم عن الثانية
فالأولى اقتضت ألا يقل القرنين المتتالين عن سنة، فكذَّبتها أنت من أقصر طريق!
والثانية التزمت شمول كامل الأمة بالدالة المتباطئة، فتجاهلتها رغم أنها مُفحمة!
طالبتُك بما هو أهدى، ويفي بغرض الدراسة فيما وضعت له، فلم تقدم شيئاً!

رددت حتى دوَّى صدى ردي ... في الخافقين ... وعاد منك بخُفي حُنين

يا أخي: أنا لست من أهل المشاتمة - أصلحك الله - إن وقتي أثمن من ذلك ...
غفر الله لك

ملاحظة : لن أرد على أي متابعة منك لاحقاً في هذا الشأن
.. انتهى



 
الأخ عدنان

الأخ عدنان

ماهكذا الخطاب بين طلاب العلم
اصلحكم الله يرى الناس من البعض ما يزهده في العلم
عجب منك عجيب يا عدنان أن تقول مثل هذا في هذا الموطن ، وكأنك - أصلحك الله - لا تدري ماذا قال كزابر ، وتظن أن الرد عليه لبيان خطأه لا يكون بهذا الخطاب .... كان يجب عليك أن تتوجه إليه بهذا الكلام ، لا أن تجمع في كلامك ... ولكن لعل في نفسك شيء أنا لا أعلمه ... أصلحك الله .
 
الأخ كزابر :
أنهيت مقالتك الأولى بقولك : ( فوجدنا أن عمر البشرية لا يجب أن يقل عن 520,000 ألف سنة ، ولا ينبغي أن يقارب 2,700,000 سنة ، وأن عدد القرون المنصرمة منذ آدم u يزيد عن 2700 قرن . وأن الباقي من عمر البشرية لا يقل على الأرجح عن 5000 سنة من نزول القرآن ، وقد يمتد إلى 25,000 سنة ) .
فقلت لك : لا يخفاك أن الكلام في هذا الموضوع يحتاج إلى نقل مصدق ، إذ لا يثبت ذلك إلا بالنقل المعصوم يعني : الوحي ، والاحتمالات التي أوردتها في مقالك ليس عليها أي دليل من نقل ، وقد كتب السيوطي ( ت : 911 هـ ) – رحمه الله - في رسالة سماها ( الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف ) ردًّا على من ادعى في زمانه أن القيامة ستكون على رأس الألف الهجرية .
وفي الجملة : لا يصح الكلام في هذا الموضوع إلا بنقل صحيح ، وهذا غير موجود على التحقيق ... والعلم عند الله تعالى .
إذ عمر البشرية أمر غيبي ، والغيبيات لا يتكلم فيها بهذه الحسابيات ، إنما تثبت بالدليل عن معصوم ، وعند التحقيق لا دليل .


فكانت مقالتك الثانية المليئة بالأغلوطات ؛ من ذلك : ( فمن من المسلمين ينكر أن عمر آدم ونوح - عليهما السلام - كان (عشرة أضعاف ) ، أي " 1000 % ، على الأقل من " العمر المتوسط" للإنسان المعاصر ؟!
ومن ينكر بناءاَ على ذلك أن الإنسان يتناقص في العمر ؟!
ومن ينكر أن نسبة الباقي من عمر البشرية إلى ما مضى منها أقل من جزء من عشرة أجزاء ، أي أقل من 10%، بناءاً على حديث رسول الله e فيما قاله عند غروب الشمس - المتواتر الوارد متونه ومصادرها في الدراسة المشار إليها ؟!
إن المنكر لهذه المعلومات منكر لما هو لازم عن ( النقل ) الذي تتفق معي وأتفق معك على أنه المصدر الصادق. ومن ثم يكون المنكر للقراءة الإحصائية للنقل منكر للنقل من حيث لا يدري ) !
أحسب أنك في العقد السادس ، أفتزعم أن عمر الإنسان في عهد آدم كان ( 52 × 1000 = 52000 عام ) أليس هذا من الأغلوطات ؟ أو ربما من الأخطاء .
ثم من أين لك أن المراد من حديث النبي e أن الباقي من عمر البشرية أقل من 10 % ، هل هذا التحديد مراد النبي e ؟ وإذا سلمنا لك بهذا فلماذا لم يخبرنا النبي e بعمر البشرية حتى نعلم منه هذه التي افترضتها أنت ؟
ثم الأغلوطة الأخرى : ( أما باقي المعالجات الواردة في الدراسة فليست إلا آليات رياضية تحليلة لا يمكن الطعن فيها إلا بما هو أقوى منها، ومن نوعها، لا بمحض الاستنقاص بالآليات اللغوية والحجج الخطابية . أما من لا يستسيغ هذه المعالجات لعدم ألفته بها ، أو صعوبتها عليه أن يُتابعها فيفهمها . فهذه مشكلة شخصية ، ولا علاقة لها بصدق الدراسة ومقولاتها !!! ولا بأن نتائج الدراسة تفارق (النقل)! فمن كان شأنه كذلك ، فعليه ألا يتذرع باتهام الدراسة بانتهاك (النقل) وتجاوزه ، لأنه عندئذ قد يكون من الصادين عن حق ، ومن حيث لا يدري ، فيقع في ما حذرنا الله تعالى منه حين قال سبحانه "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ" ) ..
وواضح مما فيه أنك اعتمدت على آليات رياضية ، وكلها من باب الاحتمالات ، والاحتمالات ظنية ، وعمر البشرية لا يدخل فيه هذه الاحتمالات .

ثم أختيهما : (النسبة الذهبية) و (عمر البشرية ) ، ولا أدري ما علاقة النسبة الذهبية بعمر البشرية !!!!!
ثم الأغلوطة الأخيرة في مقالتك ، وقد رددت عليها وحدها في مقالتي الثانية ، مع التنبيه أيضا على أن الغيب لا يقبل فيه إلا النقل الصحيح .
فقلت لك : أي رجحان تتكلم عنه إذا كانت الأسس التي بنيت عليها هذه الدراسة مرفوضة ؟ ثم هذا الرجحان – أخي - في المسائل العملية ، أما المسائل الغيبية فلا يقبل الحديث فيها بالفرضيات .
وقلت لك : عجب لك عجيب أن تؤثم المسلمين إذا لم يتكلموا بطريقتك ! يكفي أن يقال : هذه من أمور الغيب ، ولا يتكلم فيها إلا بدليل ، ولا دليل ؛ فأما الذين صدقوا في إيمانهم ، فلا خوف عليهم من تلكم الشبهات ، وأما الذين في قلوبهم مرض ، فلا يلزمنا إثم ارتدادهم .

وإذا بي أجدك في مقالتك الثالثة تخرج عن اللياقة ، وتجهل وتحتقر وتسفه :
( كان بسبب عدم انتباهك أو إحاطتك أن البديل الوحيد لذلك أن تقل فروق القرون عن سنة واحد ) .
( ولو ذكرت ذلك في الدراسة - التي سخفت أنت بأنها دراسة – سيخرج عن نطاق احتمال القراء ) .
( قولك عن طريقة تقدير عمر نوح عليه السلام [هذه فلسفة رياضية غير مقبولة] ربما جاء بسبب عدم إحاطتك بمعاملة الفترة بين آدم ونوح كـ (فئة رياضية) – وهذا أمر يُسمى في المعالجات الرياضية بنظرية الفئات. وفيها يجب أن تحدد بداية ونهاية الفئة. وكان يجب أن تكون بداية الفئة 950 سنة، لأن عمر نوح سيزيد عن ذلك ولو بأقل القليل. وذلك مثلما أقول أن عمر فلان [صفر،100] وأنا أعلم أنه عاش ما قدر الله أن يعيش، فأكون صادقاً في وصفي في تعيين حدود الفئة، ولا ينبغي أن يجادلني من لا يعلم الفئات ويقول: مادام أنه عاش فيقيناً أنه أكبر من الصفر. فهذا بديهي. كل ما في الأمر أنها بداية الفئة وليس كل الفئة ) .
فهل هذه الفرضيات يبنى عليها دراسة شيء من عالم الغيب ؟!!!!
ثم قولك : قولك: [ فعمر نوح يقينا أكثر من ( 950 ) سنة ، التي هي سنون دعوته لقومه ، فإن سلمنا لقول من قال : إن الأنبياء تبعث على رأس الأربعين ، فعمره - يقينا – أكثر من ( 990 ) لأنه قد عاش بعد الطوفان مدة زمنية طويلة ، لا نعلم لها تحديدا على التحقيق .] به أخطاء ) .
ورددت عليك فيها وبينت لك خطأك في الاستدلال .
ثم زعمت أن الدراسة بيتها على ثلاث قيم يقينية ، فقلت : ( وجدير بي هنا أن أوكد أن الدراسة قامت على ثلاث قيم يقينية لا بد أن يحققها المنحنى مع كونه متصلاً ) .

وبينت لك خطأك في أن هذه يقينيات تبنى عليه دراسة .

أما قولك : [ قولك : في رقم ( 7 ) - ونتنبأ بأن تغير عمر الإنسان في التناقص هو تناقص طبيعي، ويتبع السنن الكونية في سنن التناقص . وأشهر هذه السنن وأكثرها شيوعاً هي الدالة اللوغاريتيمة -ملحق 9 -لا يسلم لك لعموم قوله e : " أعمار أمتي بين الستين والسبعين ، وقليل من يجوز ذلك " ، مما يدل على أن هذا باق في الأمة ، ولا تناقص مطرد كما تفترض .]
فهو قول يثير الشفقة، لأنه يؤكد لي أنك لم تحط بالدراسة - التي سخفت بها - علما. لأن هذه الدالة تتناقص على تباطؤ متزايد، أي أنه يلزم عنها أن تهبط من السبعين إلى الستين بعد مرور زمن قدره (29,362 سنة) في أسرع هبوط (المنحنى الأحمر في شكل 2)، أما في أبطئه فسيصل إلى (153,624 سنة) (المنحنى الأحمر). إلا إذا كنت تقطع بأن عمر أمة محمد e سيزيد عن 153,626 سنة، وفقط في هذه الحالة يمكنك أن تكذب الدراسة التي سخفت بها !!!
وأزيدك من الشعر بيتاً، وبعيداً عن موضوع الدراسة، صحيح أن الدالة اللوغاريتمية مطردة في التناقص، لكنها لا تهبط إلى الصفر إلا بعد مرور ما لا نهاية له من الزمن. وأنا على يقين من أنك لو تعلم ذلك لما أثرت اعتراضك . أرأيت كم كان قولك يثير الشفقة ! ) .
وذكرت لك هاهنا أنك لابد أن تشفق على نفسك ... وأن هذا قول على الله بغير علم ، يفهم هذا من ذكري للآيتين .... ولكنك لم تلتفت لهذه الردود ، ولم تأت برد عليها .

ثم وجدتك في مقالتك بعد تزيد في خروجك عن اللياقة ، وتستبعد الدلالة الشرعية لمَّا سقطت دلالتك ، وتقول :
(تبدأ الحديث من برج عاجي وتقول : ( لا يصح الكلام في هذا الموضوع إلا بنقل صحيح ، وهذا غير موجود على التحقيق ) ؛ فتهدم بكلمة ما لم تًحِطْ به ثم تعود تغضب - والغريب أنك أنت الذي تغضب - إذا رددنا عليك وبينّا لك ما تجاوزته ) .
أقول لك : والله إن أصدق عبارة لهذا القول : رمتني بدائها وانسلت .
أنا لم أتكلم من برج عاجي ، وإنما ذكرت لك القاعدة المسلمة عن جميع علماء المسلمين ، أن هذه المسائل لا يتكلم بها إلا بدليل عن المعصوم ، ولا دليل .
وما ذنبنا إذا كانت الدراسة وراء أفق بعض القراء ، فمن كان هذا شأنه فلا يحرج نفسه، أما إن ظن أن كل ما يقال ، لا بد ألا يخرج عن فهمه ، فلا بد أن نرثي له جميعًا
، ومن يبدأ بعيب أعمال الناس بالجملة وهو خارج عن إحاطته ، فلا بد أن يسمع ما لا يسره ، أما إن انكشف غطاء علمه ، فلا يعلم عن حفريات كذا وكذا ، ولا يعلم عن الدوال الرياضية كذا وكذا ، ولم يقرأ تفصيلاً لو قرأه لأحجم ، ولو سأل أهل الاختصاص يستشيرهم لأقلع ، ويصر على منهج جدلي يحسم مسائل قالبها رياضي ، مثلها عنده مثل الصيني من العربي ، وكل ما في جعبته (هذا ليس بدليل) ، ولا يعلم أن الدليل الرياضي لا يحسمه إلا دليل رياضي ، فماذا نقول له، وقد اقتحم دارنا، يفض به جمعنا ، يُخَطِّئ ويرسل نصائح، يتعجب منه السامعون، يقضي قبل أن يعلم، وقد تاب عن مثلها داوود )

عمر البشرية – ياكزابر - من مسائل الغيب فقولك : ( قالبها رياضي ) من أغلوطاتك أيضًا .
ثم متى كانت الحفريات يقينية حتى يبنى عليها دراسة عمر البشرية ... الذي هو غيب .
وباقي الكلام فيه من التجهيل والتسفيه ..ما أحتسبه عند الله تعالى ، كما فيه من غرور قائله ما لم يتب منه ، فسيرى غدا عاقبته ...
ثم تقول في خلط عجيب يكشف عن مكنون نفسك : ( ومثله مثل من حرّم النقود الورقية لأنها ليست من النقدين ! أو من يُخَطِّئ تسمية ألفاظ النحو كالـ "الفاعل".. لأن "الفاعل" لا بد له من إرادة ! ... إلخ ...أو من حرّم التلغراف .. أيام الملك عبدالعزيز ) .
هذا كلام يدلل على أنك لا تفرق بين الكلام في الغيببيات ، والكلام في اللغة والنوازل ... وتدعي أنك مارست التدريس الجامعي الشرعي !!! فيا لله العجب .

ثم تقول : ( وقالوا النقل النقل النقل ... وفقط بفهمهم، وألا يخرج عن فهمم ..آه ثم آه آه .. من ( عريضِ وِسادهم ) ثم عادوا جميعاً يستحي من عاش منهم من سابق أقواله ) !
في كلمات كلها خروج عن اللياقة والأدب في الحديث ، ظنًّا منك أن هذا ينصر رأيك ، مم يدل على غرور قائله .

ثم تقول في مقالتك الأخيرة وفي مغالطة عجيبة : ( يا أخ عطية ؛ أرُدْ على ماذا وأنت لا تعلم لا حفريات ، ولا رياضيات ولا ما تقتضيه الأولى ، وما يلزم عن الثانية ؛ فالأولى اقتضت ألا يقل القرنين المتتالين عن سنة ، فكذَّبتها أنت من أقصر طريق!
والثانية التزمت شمول كامل الأمة بالدالة المتباطئة ، فتجاهلتها رغم أنها مُفحمة !
طالبتُك بما هو أهدى ، ويفي بغرض الدراسة فيما وضعت له ، فلم تقدم شيئاً!
رددت حتى دوَّى صدى ردي ... في الخافقين ... وعاد منك بخُفي حُنين )

أعيد لك المقالة حتى ترسخ في ذهنك : الغيبيات لا يتكلم فيها بهذا الكلام الذي تزعم أنه أدلة فيها ؛ وأما قولك : (فتجاهلتها رغم أنها مُفحمة ) فأنا لم أتجاهلها : بل قلت لك : لا يسلَّم لك لعموم قوله e : " أعمار أمتي بين الستين والسبعين ، وقليل من يجوز ذلك " ، مما يدل على أن هذا باق في الأمة ، ولا تناقص مطرد كما تفترض . فانظر كيف تحور الكلام وتقوَّلني ما لم أقل !!!
ثم تقول : ( طالبتُك بما هو أهدى ، ويفي بغرض الدراسة فيما وضعت له ، فلم تقدم شيئاً ) !
هذا افتراء - أخي - فقد قلت لك : عجب لك عجيب أن تؤثم المسلمين إذا لم يتكلموا بطريقتك ! يكفي أن يقال : هذه من أمور الغيب ، ولا يتكلم فيها إلا بدليل ، ولا دليل ؛ فأما الذين صدقوا في إيمانهم ، فلا خوف عليهم من تلكم الشبهات ، وأما الذين في قلوبهم مرض ، فلا يلزمنا إثم ارتدادهم .
وقلت لك أيضا : وأما قولك : ( أما من قنًع بأن يؤمن الناس بأن عمر البشرية أقل من 7000 سنة، فلا بد أنه يشيع في الناس من حيث لا يدري أن عدد القرون بين نوح وعاد وثمود وأصحاب الرس، عدداً لا يتحقق فيه قول الله "وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا"(الفرقان:38)، ويدخل عندئذ صاحبنا فيمن قال فيه رسول الله "كذب النسابون" لاستوائه معهم في علة التكذيب وهي الإقرار وإشاعة ما ينافي قول الله من أن القرون كثيرة. )
فأقول لك أخي : إن تخطئتنا لهذا القول ، لا يعني أننا نسلِّم لك بقولك أنت ، فهذا ما لا يلزم ، ونقول لأصحاب هذا القول ما نقول لك ...
] قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين [ .
ثم بعد ذلك تقول أنت :
( رددت حتى دوَّى صدى ردي ... في الخافقين ... وعاد منك بخُفي حُنين )
أي ردٍّ كان منك ؟! ..... ألم أقل : رمتني بدائها وانسلت .
والعجيب أنك بعد ذلك كله تقول : ( يا أخي : أنا لست من أهل المشاتمة - أصلحك الله - إن وقتي أثمن من ذلك ... غفر الله لك ) .

وأقول أصلحني وإياك ، وغفر لي ولك ... آميييين .



 
الاخ محمد عطية
أولا : خطابي كان موجهاً لكما وليس لك وحدك معاتبا على مستوى المناقشة بينكما ولكن يبدو ان الوسواس الخناس جعلك تعتقد اني اقصدك دون سواك وأن في نفسي شيء وكل ذلك لا اصل له ولا صحة له البتة ولكن لديك شعور بالمؤامرة حولك وأسأل الله ان يعينك على نفسك الأمارة ويعين من حولك على هذه الحاسة المتعبة.
"رحم الله امريء أهدى إلي عيوبي​
ثانيا : فملاحظتي على الموضوع ببساطة أنك أنت من بدأ باستعداء صاحب الموضوع وتسفيه رأيه وتحقير ما قال باسلوب استعلائي ، ولك أن تتخيل زميل يسهر ليال طويلة وينقح موضوع او فكرة او بحث لتأتي بارك الله فيك بجرة قلم لتنسف كل تعب في استجلابه وجمعه واستنباط ما فيه ، وما يزيد الطين بلة أنك لا تفند ما قال بنفس الاسلوب العلمي وبلفت نظر لطيف بل تأتي بعموميات في كلمتين لتختمها بان تقول مثلا" وبذلك يكون بطلان ما جئت به" سبحان الله ، أتظن وتعتقد أنك مبدع في كل فن وعلم ؟ ولا يشق لك غبار؟؟
فما لاحظته أنك كالناطور بارك الله فيك ما إن يتجرا احد على كتابة موضوع الا وجدك بالمرصاد ناقضا هادما كل ما كتب بدون تحرز وأنا اكبر فيك حضورك الدائم المتميز الذي طغى حتى على حضور اسرة الإشراف وحرصك الدائم على ذلك ولكن بحاجة للين والحوار بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن كما هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وديننا القويم ، كن لينا طيعا في يد اخوتك بارك الله فيك وهديء من روعك وليكن حوارنا وحديثنا حوار المستفيد لا المهيمن العالم بكل شيء وما ابريء نفسي ايضاً من كل ما لاحظته عليك بل إنني اوجه كل هذا الكلام الى نفسي قبل ان اوجهه اليك فنحن يا اخي بشر لا نزعم الكمال ولا الصواب دائما فاذا استحضرنا هذه الحقيقة تواضعنا لاخواننا بل لكل البشر كما علمنا ربنا جلت قدرته وتعالت ذاته.

وهذا الموضوع قرأته ولي تساؤلات وملاحظات ولكنني حقيقة لم اتجرأ على الخوض فيه لأنني لم احيط بكامل جوانبه وصاحبه فيما يبدو لي بذل جهداً كبيرا فيه فلعلي اقرأه بتأن وابحث ما كتب في مجاله ولكني لست ملزما بالرد والنقض والاثبات ، والرجل حتى لو فرضنا جدلا انه اخطأ فالحمدلله أنه لم يخطيء في المعلوم من الدين بالضرورة وهو في النهاية مجتهد له نصيب ان شاء الله

وأخيراً أسأل الله جلت قدرته أن يوفقك دائما لكل خير يغفر لي ولك ولاخواننا واخواتنا جميعاً ويدلنا على طريق الحق ويصلح فساد قلوبنا ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، ونعتذر من صاحب الموضوع وصل اللهم على محمد وآله
 
الأخ الغامدي :
حقًّا إن خيالك لواسع ، وإن تسرعك يوقعك فيما يحذر منه .
فالذي يقول في رده على ( ليديا ) لمزًا لمن سبقه في الرد : ( فمن قائل .... ومن قائل .... ) .... في نفسه شيء .
والذي يقول : ( ما هكذا الخطاب بين طلاب العلم اصلحكم الله يرى الناس من البعض ما يزهده في العلم ) ... في نفسه شيء .

والذي يقول : ( أولا : خطابي كان موجهاً لكما وليس لك وحدك معاتبا على مستوى المناقشة بينكما ولكن يبدو أن الوسواس الخناس جعلك تعتقد أني أقصدك دون سواك وأن في نفسي شيء وكل ذلك لا أصل له ولا صحة له البتة ولكن لديك شعور بالمؤامرة حولك وأسأل الله أن يعينك على نفسك الأمارة ويعين من حولك على هذه الحاسة المتعبة ) .... في نفسه شيء .
ثم أي مؤامرة تتحدث عنها – أخي ؟ ألم أقل إن خيالك واسع ، وتسرعك في الرد يوقعك فيما يُحذر منه .
اعلم أخي :
أولا : أنا لا أكتب هنا إلا دعوة لله تعالى ، ولا أتقاضى من أحد أجرا ، ولا أنافس أحدا من إخوتي فيما حباهم الله به ، ولا أرى بتة ما نسجه لك خيالك ؛ ولو أني أعلم أن القائمين على الملتقى في نفوسهم شيء مما أكتب أو أعلق ... ما فعلت ... ولكنه الحق الذي لا يفهمه البعض فيتسرع في اتهام صاحبه .
وكم من عائب قولا صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم
ثانيا : أنا مشفق عليك حقًّا ، فأنت غالبًا ما تتسرع في إجاباتك أو ردودك دون أن ترجع إلى أهل العلم ، ودون أن تتثبت من حقيقة الأمر ... وأنت تظن أنك على الحق .
فنصيحتي لك ولكل الشباب الطيب الذي يريد أن يتصدر للدعوة ألا يتسرع في ردِّه أو إجاباته قبل أن يرجع ويتثبت من الإجابة أو الرد .
أما قولك – أخي : رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي ، فأنت - أخي – لم تذكر عيبًا حتى تكون تحت هذه العبارة ، وإنما هو وهم توهمته ، لأنك لم تقبل مني ( أن في نفسك شيء ) .
وأما قولك : ( فملاحظتي على الموضوع ببساطة أنك أنت من بدأ باستعداء صاحب الموضوع وتسفيه رأيه وتحقير ما قال باسلوب استعلائي ) ... فهذا أيضًا يدل على أن في نفسك شيء ، وأنك تتسرع في الحكم .
يا أخي : هذا الكلام الذي تقوله مرددًا لصاحب المقالة ، ليس صوابًا ... ويدل على التسرع دونما تثبت ، ودليل ذلك قولك بعده .
يا أخ غامدي إذا لم تكن على علم بأن ما قاله رجم بغيب ، فسل – أخي - أهل العلم ، هل قوله : ( فوجدنا أن عمر البشرية لا يجب أن يقل عن 520,000 ألف سنة ، ولا ينبغي أن يقارب 2,700,000 سنة ، وأن عدد القرون المنصرمة منذ آدم u يزيد عن 2700 قرن . وأن الباقي من عمر البشرية لا يقل على الأرجح عن 5000 سنة من نزول القرآن ، وقد يمتد إلى 25,000 سنة ) .
هذا من الرجم بالغيب أم لا ؟
ثم سلهم : ما هو السبيل لمعرفة عمر البشرية ؟
ثم بعد ذلك لك أن تحكم ... أرأيت كيف كان أثر تسرعك ؟
أما أن تتكلم بكلامك هذا لتفصح عن شيء في نفسك – يعلمه الله تعالى- وتصف محدثك بأنه ناطور ، ويدعي أنه قد أحاط بما ذكرته .. فهذا أخي سوء ظن يحاسبك الله عليه ، وما ينبغي من طالب علم أن يتكلم بهذا في حق من هو أكبر منه سنًا وعلمًا .. كما علمنا ديننا .. أليس كذلك ؟
وأما قولك : ونعتذر من صاحب الموضوع : فسوء أدب ، فأنت لم تخطئ في حقه ، وكأنك هنا تعتذر عني أنا ، وأنا لم أوكلك في ذلك ولم أخطئ في حقه ، فهذا منك تطاول يحتاج إلى اعتذار ، واستغفار .... أصلحك الله .
 
عودة
أعلى