رحاب بن محمد صبري
New member
عن قول الله تعالى عن الجواري " إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد .. " . . و السفن الحديثة
[TR]
[TD="align: center"][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="class: tr-caption, align: center"]مركب من مراكب الشمس
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
وعليه فاعتماد بعض السفن على قوى غير قوة الرياح ليس اختراعا علميا حديثا تاليا للقرآن كما يتوهمون.
و من ثم ففي وقت نزول القرآن كان كلٌ من السفن المتحركة بالرياح و تلك التي تتحرك بغير الريح بالفعل موجودا.
ولكن القرآن هنا والله أعلم بمرداه قد يكون اقتصر هنا على عرض نموذجا من نماذج نعم الله تبارك وتعالى التي لا تحصى وأدلة تدبيره لخلقه من خلال هذا النوع فقط الذي يتحرك بالرياح في هذا الموضع . . كمثال ربما يناسب السياق أو نحو ذلك
دون أن يصرح بأن هذا هو النوع الوحيد من السفن.
وليس في هذا أبدا أي شبهة تعميم من القرآن يفهم منها أن السفن لا تتحرك ولن تتحرك الا بالرياح.
فهذا لم يصرح به النص مطلقا . .
ولا حتى يفهم من النص ضمنا . .
بل هو تعسف في فهم النص سببه الضغط العلموي التشكيكي.
لا سيما مع ما أثبتنا آنفا من أن وجود سفن تتحرك بقوى غير الرياح ليس اختراعا حديثا .
فالله جل وعلا مثلا حينما تحدث عن آياته في الأنعام و الدواب ذكر في أحد المواضع {افلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت}
فهل هذا يفهم منه أن الله لم يخلق إلا الإبل ؟؟!!
أبدا . . فوجود دواب وأنعام وكائنات أخرى أمر معلوم و كلها آيات , ولكن هنا المقام ناسبه اختيار الإبل تحديدا كمثال.
ثم إن المتأمل فعلا دور الرياح في تحريك الجواري التي تتحرك بالرياح ليشهد بأنها من آياته تعالى.
فالرياح تحركها
والرياح قد تسكنها اذا سكنت
والرياح قد تغرقها هي و تلك المعتمدة على المحركات و غيرها.
ولا يملك لها احد من دون الله شيئا
حتى قالوا " لا يوجد ملحدون في سفينة تغرق "
ملاحظة تدبرية:
و يلاحظ أن القران في الآية السابقة استخدم كلمة (كالأعلام) لوصف الجواري في { الجوار في البحر كالاعلام }
وكلمة الأعلام هنا جمهور المفسرين إن لم يكن اجماعهم على أنها تعني ( كالجبال) حيث الجبل من معاني كلمة (علم) عند العرب.
غير ان في لغة العرب كلمة علم تعني ( الراية ) أيضا وهذا إجماع بين معاجم اللغة . . و تستطيع ان ترجع إلى أي مرج و ليكن مقاييس اللغة لابن فارس أو لسان العرب لابن منظور.
فربما . . "وأقول ربما" كانت كلمة (كالاعلام) هنا تتضمن إشارة إلى نوع بعينه من السفن , و هي التي تتحرك بالريح كما تتحرك الراية بالهواء او تلك التي لها اشرعة ترفرف مثل الرايات.
لكن هذه النقطة الأخيرة المتعلقة بمعنى الراية هي محض تدبر مني يوافق العربية , وقد تصيب وقد تخطيء . .
فعنئذ تكون كلمة (أعلام ) تعني كالجبال و مثل الأشرعة أو الرايات التي تحركها الرياح
هذا والعلم عند الله هو أعلم بمراده تعالى
تمت الإجابة بحمد الله
أخوكم / رحاب بن صبري
سالني عن القرآن فأجبته (4)
قال السائل:
أخي الكريم . . أرجو بيان قول الله تعالى في سورة الشورى
{ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ . إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ...}
و هو سبحانه يعلم أنه في عصرنا وبعد نزول القرآن فالجواري والسفن و الفلك ستتحرك بالوقود ، ولا تنتظر الرياح.
لأن البعض يتخذ هذا ذريعة للطعن في القرآن.
___
الرد
بخصوص سؤالكم فالرد إن شاء الله تبارك وتعالى كما يلي
الآياتان الكريمتان تقولان
{ وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِ ٱلۡجَوَارِ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ (٣٢) إِن یَشَأۡ یُسۡكِنِ ٱلرِّیحَ فَیَظۡلَلۡنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهۡرِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) }سورة الشورى
وهنا نلاحظ ما يلي أكرمكم الله
السفن و الفلك والجواري اليوم تبحر بقوة الرياح وبغير قوة الرياح.
نعم نتفق في هذا لكن يجب الانتباه الى نقطتين في غاية الأهمية
الأولى/ انه لم تزل كثيرا من الجواري اليوم تجري بقوة الرياح متمثلة في السفن الشراعية من مختلف الأحجام.
الثانية / ان البعض قد يتوهم ان مسألة جريان السفن بغير طاقة الرياح هو أمر من مكتشفات العلم الحديث لم يكن موجودا عند نزول القرآن !!
وهذا خطأ جسيم . .
- والمشكلة ان الإشكال المتوهم حول هذه الآية مصدره الأول والوحيد هو هذا الوهم ، حتى ان بعض يستخدمه وكأنه دليلا على أن ما سوف يحدث في المستقبل كان خافيا على النص القرآني عند نزول هذه الآية الكريمة العظيمة.
- وهذا كما اسلفنا خطأ عظيم وبيان ذلك كما يلي:
لأن السفن المدفوعة بقوة الرجال عن طريق التجديف من غير شراع و لا اعتماد على الهواء انما هي من اول انواع السفن المكتشفة في تاريخ السفن ، ومن امثلتها التي لم تزل شاهدة عليها ( مراكب الشمس ) عند الفراعنة ، كما في الصورة التالية لمركب خوفو وذلك منذ ما قبل ميلاد المسيح بالاف السنين ، و اشهر استخدامها وانتشر وظلت مستخدمة حتى بعد نزول القرآن وممن اشتهر باستخدمها الفايكنج . .
مشاهدة المرفق 12580
بل ان العرب لم يعرفوا صناعة السفن الشراعية الا بعد نزول القرآن.
و أبسط صورها عبارة عن فجوة مستطيلة في وَجْه من جذع شجرة؛ فيصير الجذع بذلك كالقارب يجلس راكبه في هذه الفجوة المستطيلة. ويسمى بالإنجليزية Canoe
[TABLE="class: tr-caption-container, align: center"]قال السائل:
أخي الكريم . . أرجو بيان قول الله تعالى في سورة الشورى
{ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ . إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ...}
و هو سبحانه يعلم أنه في عصرنا وبعد نزول القرآن فالجواري والسفن و الفلك ستتحرك بالوقود ، ولا تنتظر الرياح.
لأن البعض يتخذ هذا ذريعة للطعن في القرآن.
___
الرد
بخصوص سؤالكم فالرد إن شاء الله تبارك وتعالى كما يلي
الآياتان الكريمتان تقولان
{ وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِ ٱلۡجَوَارِ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ (٣٢) إِن یَشَأۡ یُسۡكِنِ ٱلرِّیحَ فَیَظۡلَلۡنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهۡرِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) }سورة الشورى
وهنا نلاحظ ما يلي أكرمكم الله
السفن و الفلك والجواري اليوم تبحر بقوة الرياح وبغير قوة الرياح.
نعم نتفق في هذا لكن يجب الانتباه الى نقطتين في غاية الأهمية
الأولى/ انه لم تزل كثيرا من الجواري اليوم تجري بقوة الرياح متمثلة في السفن الشراعية من مختلف الأحجام.
الثانية / ان البعض قد يتوهم ان مسألة جريان السفن بغير طاقة الرياح هو أمر من مكتشفات العلم الحديث لم يكن موجودا عند نزول القرآن !!
وهذا خطأ جسيم . .
- والمشكلة ان الإشكال المتوهم حول هذه الآية مصدره الأول والوحيد هو هذا الوهم ، حتى ان بعض يستخدمه وكأنه دليلا على أن ما سوف يحدث في المستقبل كان خافيا على النص القرآني عند نزول هذه الآية الكريمة العظيمة.
- وهذا كما اسلفنا خطأ عظيم وبيان ذلك كما يلي:
لأن السفن المدفوعة بقوة الرجال عن طريق التجديف من غير شراع و لا اعتماد على الهواء انما هي من اول انواع السفن المكتشفة في تاريخ السفن ، ومن امثلتها التي لم تزل شاهدة عليها ( مراكب الشمس ) عند الفراعنة ، كما في الصورة التالية لمركب خوفو وذلك منذ ما قبل ميلاد المسيح بالاف السنين ، و اشهر استخدامها وانتشر وظلت مستخدمة حتى بعد نزول القرآن وممن اشتهر باستخدمها الفايكنج . .
مشاهدة المرفق 12580
بل ان العرب لم يعرفوا صناعة السفن الشراعية الا بعد نزول القرآن.
و أبسط صورها عبارة عن فجوة مستطيلة في وَجْه من جذع شجرة؛ فيصير الجذع بذلك كالقارب يجلس راكبه في هذه الفجوة المستطيلة. ويسمى بالإنجليزية Canoe
[TR]
[TD="align: center"][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="class: tr-caption, align: center"]مركب من مراكب الشمس
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
وعليه فاعتماد بعض السفن على قوى غير قوة الرياح ليس اختراعا علميا حديثا تاليا للقرآن كما يتوهمون.
و من ثم ففي وقت نزول القرآن كان كلٌ من السفن المتحركة بالرياح و تلك التي تتحرك بغير الريح بالفعل موجودا.
ولكن القرآن هنا والله أعلم بمرداه قد يكون اقتصر هنا على عرض نموذجا من نماذج نعم الله تبارك وتعالى التي لا تحصى وأدلة تدبيره لخلقه من خلال هذا النوع فقط الذي يتحرك بالرياح في هذا الموضع . . كمثال ربما يناسب السياق أو نحو ذلك
دون أن يصرح بأن هذا هو النوع الوحيد من السفن.
وليس في هذا أبدا أي شبهة تعميم من القرآن يفهم منها أن السفن لا تتحرك ولن تتحرك الا بالرياح.
فهذا لم يصرح به النص مطلقا . .
ولا حتى يفهم من النص ضمنا . .
بل هو تعسف في فهم النص سببه الضغط العلموي التشكيكي.
لا سيما مع ما أثبتنا آنفا من أن وجود سفن تتحرك بقوى غير الرياح ليس اختراعا حديثا .
فالله جل وعلا مثلا حينما تحدث عن آياته في الأنعام و الدواب ذكر في أحد المواضع {افلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت}
فهل هذا يفهم منه أن الله لم يخلق إلا الإبل ؟؟!!
أبدا . . فوجود دواب وأنعام وكائنات أخرى أمر معلوم و كلها آيات , ولكن هنا المقام ناسبه اختيار الإبل تحديدا كمثال.
ثم إن المتأمل فعلا دور الرياح في تحريك الجواري التي تتحرك بالرياح ليشهد بأنها من آياته تعالى.
فالرياح تحركها
والرياح قد تسكنها اذا سكنت
والرياح قد تغرقها هي و تلك المعتمدة على المحركات و غيرها.
ولا يملك لها احد من دون الله شيئا
حتى قالوا " لا يوجد ملحدون في سفينة تغرق "
ملاحظة تدبرية:
و يلاحظ أن القران في الآية السابقة استخدم كلمة (كالأعلام) لوصف الجواري في { الجوار في البحر كالاعلام }
وكلمة الأعلام هنا جمهور المفسرين إن لم يكن اجماعهم على أنها تعني ( كالجبال) حيث الجبل من معاني كلمة (علم) عند العرب.
غير ان في لغة العرب كلمة علم تعني ( الراية ) أيضا وهذا إجماع بين معاجم اللغة . . و تستطيع ان ترجع إلى أي مرج و ليكن مقاييس اللغة لابن فارس أو لسان العرب لابن منظور.
فربما . . "وأقول ربما" كانت كلمة (كالاعلام) هنا تتضمن إشارة إلى نوع بعينه من السفن , و هي التي تتحرك بالريح كما تتحرك الراية بالهواء او تلك التي لها اشرعة ترفرف مثل الرايات.
لكن هذه النقطة الأخيرة المتعلقة بمعنى الراية هي محض تدبر مني يوافق العربية , وقد تصيب وقد تخطيء . .
فعنئذ تكون كلمة (أعلام ) تعني كالجبال و مثل الأشرعة أو الرايات التي تحركها الرياح
هذا والعلم عند الله هو أعلم بمراده تعالى
تمت الإجابة بحمد الله
أخوكم / رحاب بن صبري